رواية عشق الفيروز الفصل الخامس والاربعون والسادس والاربعون بقلم ولاء رفعت علي


 عشق الفيروز ( لاتظلمني) 

 #الحلقة الخامسة والأربعون

والسادسة والاربعون

بقلم ولاء رفعت علي

🌿☘️🌿☘️🌿☘️🌿☘️🌿☘️🌿                     


_ بداخل مكتب إياس بالمخفر ...


                      


فيروز تبتلع غصتها بألم فقالت بنبرة مليئة بالألم : يعني أنا هترحل ع النيابة دلوقت؟؟؟؟!!!!


                      


محمد الذي يجلس قبالتها أمام مكتب إياس زفر بحنق : يعني أي الي انت بتقولو ده ياإياس استحاله تتسجن ف تهمة معملتهاش .. اتصرف ياأخي 


                      


إياس بسأم : للأسف والله زي ماقولتلكو كده البنات الي معاها والست الي مشغلاهم معترفين غير الواد الي قبضنا عليه معاها عشان نثبت إنها متعرفهوش وأول مرة تشوفه.. لاقينا رقمها متسجل عنده في السجل ونفس الأمر عندها كان مكلمها كذا مرة 


                      


فيروز بعصبية : إزاااااي!!! ... انا الي كلمتني الزفته الي اسمها هناء و..


                      


قاطعها إياس : هي الي كلمتك بس طلع الخط متسجل بأسمه ... ده غير انه عشان يخرج نفسه من القضيه شهد بأن دافع ليكي 400 جنيه مقدما ووصفهم انهم كانو عبارة عن 4 ورقات بمية ... ولما عملنا تفتيش للأحراز لقينا المبلغ ده فعلا ف شنطتك 


                      


محمد : سهل جدا هما يحطوها ف شنطتها مش محتاجه ذكاء يعني 


                      


إياس : يامحمد احنا ف شغلنتنا للأسف بتعتمد ع الأدلة والشهود والمصيبه الاتنين ضدها ده غير حالة التلبس الي اتقبض عليها فيها


                      


فيروز : يعني هتسجن!!!! .... قالتها وعينيها تتسع خوفا


                      


إياس : احم ... المفروض دلوقت تترحلو ع النيابة وهم هيقررو بس لو فضلو الأوباش دول ع شهادتهم للأسف كده هتتحول لمحاكمه وفيها حكم من سنة ل3 سنين.... والغير عادل ف قانون مكافحة الأداب أن الست هي الي بتتحبس لكن الراجل أو راغب المتعة بيبقي ف نظر القانون شاهد وبيدفع غرامه فقط ومبيتحكمش عليه وده الي خلي كتير من الرجالة بتعمل كده من غير ضابط أو رادع لكن نسيو أن ربنا الحكم العدل الراجل زي الست ف الجزاء والعقوبة 


                      


محمد بنبرة غاضبة : طيب كتر ألف خيرك ياصاحبي أنا هتصل بالمحامي وهخليه يروحلنا ع هناك وهو هيتصرف


                      


تنهد بحنق : انت ليه محسسني أن أنا مش عايز اساعدها والله حاولت معاهم بس شكل مدفوع لهم فلوس كتير وانت طبعا عارفني أنا مليش ف جو التعذيب ده أخري أهدد وأشد بالكلام وبعمل الي يملاه عليا ضميري


                      


كانت تبكي فقالت : خلاص يامحمد هو عمل الي عليه كتر ألف خيره انه وقف جمبي ع الأقل معملش زي صاحبه الي باعني 


                      


إياس بحزن شديد : فيروز والله العظيم لو بأيدي حاجه كنت متأخرتش عليكي بيها ياعالم ممكن وكيل النيابه يقدر يعرف الحقيقة و...


                      


صاح محمد مقاطعا إياه : خلاص ياحضرة النقيب مش عملت الي عليك !! سيبلي أنا الباقي ... وياريت لو شوفت أو قابلت صقر بيه قولو ان شاء الله فيروز هنثبت براءتها وساعتها ينساها لأن الي ميصونش النعمة الي ف أيديه يبقي ميستهلهاش 


                                  


                    


لم يجيب عليه إياس بل نظر لأسفل بحزن عميق.... بينما فيروز مازالت تبكي وهي تشعر كأن الدنيا أقسمت أن تعاقب ع ذنوب لم تقترفها بتا.


غادر محمد ع مضض ليعجل ف حضور المحامي حتي يجد أي ثغرة ف القانون يخرج بها فيروز من ذلك الظلم الأسود الذي سيلحق بها وصمة عار ستلازمها لأبد الدهر أذ لم تثبت براءتها.


_____________________ 


_ في منزل السويفي ......


كاد يصيبها الجنون من كثرة التفكير كيف ستتصرف مع ذلك الشيطان المدعو باسل ... حول حياتها لجحيم والآن يساومها علي سمعتها و ع الأمانة التي تركت لديها .... رأسها توقف عن التفكير ... قررت مغادرة الغرفة وأن تتصرف ع الفور وتذهب إلي غرفة المكتب لتأخذ رقم محامي العائلة حتي يساعدها ف تلك المحنة بدون أن يعلم شهاب بشئ فهي تخشي عليه من غدر ذلك اللعين .....


هبطت الدرج ليقابلها رئيس الحرس بصوته الأجش : رايحه ع فين حضرتك؟


نظرت له بفزع وبغضب ف ذات الوقت : نعم !!! وأنت مالك اروح فين ده بيتي وأنت هنا مجرد سكيورتي


نظر لأسفل : أنا آسف لحضرتك لو طريقة سؤالي ضايقتك بس دي أوامر شهاب بيه حدودك جوه الفيلا وممنوع تخرجي حتي لو الجنينه 


صاحت بغضب : أنا هنا صاحبة الفيلا وأنا الي أؤمر فاهم ولا هفهمك !!


شرنوبي : بترجي حضرتك بلاش تحطيني مابينك وبين شهاب بيه أنا مجرد زي ماقولتي ساعدتك سكيورتي فمش ناقص مشاكل


دفعته من أمامها : أوعي من وشي .... قالتها بتأفف


شرنوبي : طيب حضرتك رايحه فين ؟


جزت ع أسنانها بغضب : رايحة المكتب فيه مانع !!!


شرنوبي : شهاب بيه مش موجود لسه طالع بعربيته من ربع ساعه 


سيلين : أفادكم الله يا سي شرنوبي ... قالتها بسخريه 


تقدمت بخطوات هادئه نحو المكتب وقبل أن تدير المقبض سمعت همهمات آتيه من الداخل لكن بصوت تعرفه جيدا فأمعنت لتسترق السمع 


كاميليا بداخل المكتب وهي تتحدث بصوت هادئ ف هاتفها وتتلفت من حولها : قولي أعمل أي أنا بقالي ربع ساعة واكتر بدور ع الفايلات دي ومش لاقيها حتي لما كنت ف المكتب الي ف الشركة ملقتش حاجه بالتأكيد ليه مخبأ سري بيحط فيه الاوراق دي والعقود 


الطرف الأخر : ياريت تخدي بالك شهاب السويفي مش سهل ولو عرف ممكن يمحيكي من الوجود 


كاميليا : ماتخافش يابيبي ده ولا هو ولا كامل الزيان بجلالة قدره يقدرو يعملو حاجه ولا أنت ناسي أنا مين!!


الطرف الأخر :بمناسبة كامل الزيان تعرفي لما عرف أنك اتجوزتي شهاب كان هيتجنن ومستحلف ليدمرك ويدمره 


            


                    


شعرت بالأرتباك : وأنت عرفت منين؟؟


الطرف الأخر : عيب عليكي ياكوكي أنتي مش واثقه ف حبيبك ولا أي ده أنا بعرف الخطوة قبل ماتحصل سواء لشهاب أو كامل 


كادت تتحدث حتي لاحظت وجود ضلفة لها مقبض بمفتاح خاص : ثواني يا بيبي خليك معايا


_ ف أي؟


اقتربت من تلك الضلفة الموجودة بداخل الجدار وتتوسط مكتبة خشبية بها العديد من الكتب ... حاولت فتحها لكن كانت موصدة 


_ أنتي ياهانم مش بتردي ليه؟؟


كاميليا : مفيش شكل البيه عندو خزنه وعامل عليها درفه مقفوله بمفتاح .. شبه الي كانت عند كامل ف مكتبه


_ خلاص لو متأكده حاولي بأي طريقة تعرفي مكان المفتاح والخزنه لو بسيكريت نمبر طبعا أنتي عارفة هتعملي أي زى ماعلمتك


كاميليا : طبعا عارفة ... أومال مين الي جابلك أوراق كامل لحد عندك وعرفت ترجع حاجتك ... بس بصراحة صعب عليا مصعب المساعد بتاعه لما عرفت انه قتله لأنه فاكر أن هو الي سلمك الأوراق دي


_ ميصعبش عليكي غالي ياحلوة 


_ سيلين تقف مشدوهة متسعه حدقتيها فلم تدرك ماسمعته فأدارت المقبض لتدلف الي  المكتب لتفاجئ كاميليا التي خبأت الهاتف ف جيب ثوبها القصير...


سيلين : بتعملي أي هنا؟؟ قالتها بتساؤل وتحذير


كاميليا وتتظاهر بعدم الأرتباك : قاعدة ف مكتب جوزي ليكي فيه ياحلوة!!!.. قالتها لتكيدها


قهقهت سيلين بسخرية ثم أردفت :نعم يا حرباية هانم .... ده مكتب بابي الله يرحمه 


كاميليا : حرباية!!! ميرسي ده من زوءك ... أنا أصلا كنت جاية عشان أعمل لشيبو مفاجاءه بمناسبة عيد ميلاده .... قالتها وهي تمسك بيدها علبة زرقاء من المخمل 


نظرت إليها بنظرات كقذائف الحمم البركانية ولم تريد أن تجيبها فهمت بمغادرة المكان فأوقفها صوت كاميليا : شوفتي بقي مين الي بيحبو أكتر فينا يعني أنتي يالي عايشة معاه طول عمرك ونسيتي عيد ميلاده وأنا يدوب الي عرفاه بقالي كام يوم فاكرة تاريخ ميلاده من وقت كتب كتابنا


رمقتها سيلين بأزدراء ثم تركتها وصعدت لأعلي .......


بداخل غرفته تجول ذهابا وايابا وهي تشعر بالمصائب تتفاقم فوق رأسها فهي موعودة بالشيطان باسل الذي يطاردها ... وشهاب وقع ف براثن حية تحوم من حوله وتريد إيذاءه.... جاءتها فكرة بأن تبحث ف دفتره الذي يسجل به الأرقام الهامة ... جلست ع التخت فدنت لأسفل قليلا وهي تجذب أحد الأدراج ف الكومود فوجدت الكثير من المفكرات والدفاتر ... أخذت تقلب فيهم جميعا حتي وجدت مبتغاها ... بحثت بنظريها ليقع ع أسم عيسي أيوب وأمامه أرقامه الأربع التي يمتلكها .... 


            


                    


قامت بمهاتفته وطلبت منه الحضور الي المنزل لتريد مقابلته بخصوص أمر هام


___________________   


_ في سراي النيابة ....


بعد مرور أكثر من ساعة علي تحقيق رئيس النيابة مع كل من فيروز وبدرية وشهيرة وصفاء والمدعو توني وفتاة وشاب أخرين لكن قامو بتقديم ورقة عقد زواج عرفي بتاريخ قديم ......


خرج المحامي الذي كلفه محمد بالدفاع عن فيروز بالتحقيق ... ركض محمد نحوه بقلق : عملت أي يامتر؟


توفيق : والله يامحمد بيه مكدبش عليك انا عملت كل مايمكن يتعمل لكن موقف الآنسه فيروز ضعيف جدا والي زاد من كده شهادة الواد الي كان معاها ... أنا جيت أبلغك وهدخل أتابع هشوف هيسري قرار المستشار ع أي


محمد : ربنا يسترها وتخرج منها ع خير


دلف توفيق المحامي الي الداخل بعدما أستأذن ليجد مايلي....


رئيس النيابة : بعد الأطلاع ع أوراق المحضر والذي به أعتراف كل من المتهمات بدرية حسين وشهيرة السيد وصفاء عويس بممارسة الدعارة ..كما أكد المدعو توني يوحنا بأنه أتي الي الشقة بهدف الحصول ع المتعة وذلك بمقابل 400 جنيه وهذا بمسبق أتفاقه مع المتهمة فيروز أحمد ... لذلك قررت نيابة القاهرة برئاسة المستشار إلهامي عبد الغفار رئيس النيابة.. بحبس كل من فيروز أحمد سراج الدين و بدرية حسين السمنودي وشهيرة السيد السماحي وصفاء عويس جادالله ... وإخلاء سبيل توني يوحنا ميخائيل بعدما ضبط مع أحدي السيدات و إكرام حسين السمنودي و عباس حسن قورة وذلك بموجب عقد الزواج العرفي .. غرامة مالية قدرها 500 جنية لكل شخص ع حده


قالها لتجهش فيروز بالبكاء ... وصاح توني : يحيا العدل ..يحيا العدل 


المستشار : سكوت بدل ما احبسك معاهم 


توني : آسف ياباشا الفرحة واخدني بس


المستشار : ياعسكري خضر


دلف العسكري الي الداخل : تحت أمر ساعدتك 


المستشار : خد المتهمات دول ع الحجز لحد مايترحلو للمحكمة بكرة 


_ أخذهم العسكري الي الخارج ... رفعت عينيها لتجد محمد ينتظرها بلهفة وخوف فعلم انه لامحاله .... جاءها صوت يلهث وهي تركض نحوها 


_ فيروز حبيبتي ... معلش أتأخرت عليكي... قالتها رنيم التي صمتت بعدها عندما رأت العسكري يضع الأصفاد المعدنية بمعصمها... فاخذت تبكي وتعانقها 


محمد : متقلقيش يافيروز أنا مش هسيبك وهخلي المحامي يحاول ف المحكمة ان شاء الله 


نظرت له بيأس شديد وهي تبكي : متتعبش نفسك يامحمد أنا عارفه الي هيحصل هيتحكم عليا بالسجن ظلم 


العسكري : يلا ياست مش وقته الرغي


محمد : خدي بالك من نفسك ... قالها وكادت عبراته تنسدل 


            


                    


فيروز : هي ماما فين ؟


محمد بحزن : عمتي تعبانه شوية هتبقي تيجي تزورك


فيروز : قولها ان انا بريئه ومظلومة


محمد : هي عارفة يافيروز وكلنا عارفين


ابتسمت بسخرية وعينيها حزينتان الي رنيم حتي فهمت ماترمي إليه ... فقالت رنيم : ع فكرة والله صقر بيحبك بس صدمته كانت كبيرة 


لم تجيب فيروز واكتفت بالصمت وسارت بمحاذاه العسكري 


____________________  


_ يترأس المائدة و ع يمينه سيلين الشاردة ف الصحن الفارغ ... وع شماله كاميليا التي تمضغ الطعام باللذة وهي تنظر لسيلين بنظرات خبيثة..


شهاب : هو الطبق شكلو حلو أوي كده ؟... قالها بسخرية


كاميليا : ههههههه لا دي شكلها عاملة دايت يابيبي 


نظر إليها شهاب بنظرة حادة فصمتت للتو... ثم نظر إلي سيلين وهو يضع يده ع يديها قائلا بهدوء : مالك سرحانة ف اي؟


انتفضت وهي ترمقه بسخط : لو سمحت ايدك متلمسش ايديا 


ترك الشوكة التي كانت بيده الأخري ثم تناول المنشفة الورقية ثم مسح شفتيه من آثار الطعام وكان محدقا بعينيها التي تتحدث له بآلاف الكلمات فقام من المقعد لينظر الاثنتين له 


_ أومي عايزك فوق ... قالها شهاب آمرا سيلين


سيلين : أنا لسه بتعشي 


أنحني نحوها فأمسك الصحن الشاغر فرفعه أمام نظريها وقال بسخرية : ماهو واضح 


سيلين : لو سمحت سيبني ف حالي ... أنا اصلا مكنتش عايزة اتعشي معاكو وأجبرتني قعد غصب عني ..وكمان عايزني أاكل غصب كمان!!!


لم يعقب بكلمة وأكتفي بجذبها من يدها لتنهض عنوة عنها ويسحبها خلفه كالعادة 


سيلين بغضب : هو أنت بتجر كلبة وراك سيب أيدي بقي ... قالتها وهي تحاول ان تتملص من قبضته وهي تركض خلفه وهما يصعدا الدرج 


_ دلف بها الي الداخل .... ثم وقف أمامها وهو يعقد ساعديه أمام صدره 


_ ممكن أفهم ف اي؟ مش عايزة تاكلي مش عايزة تشربي .. اتحايل عليكي تنزلي تتعشي معانا .. هو لازم أتعامل معاكي بشدة عشان تسمعي الكلام!!!


رمقته بأقتضاب : وليه التعامل أصلا واحنا مش طايقين بعض 


_ مزاجي كده ... قالها وهو يشير بأصبعه الي جانب رأسه 


سيلين : وأنا مش تحت أمر مزاجكك ... ويكون ف علمك أنا لما برضخ لأوامرك مش عشان خايفة منك .. أنا ببقي مش عايزة أدي فرصة للحرباية الي تحت تتشفي فيا


شهاب : احترمي نفسك وأنتي بتتكلمي عليها... قالها محذرا إياها


سيلين : حامي لها ياشهاب بيه .. واحب اعرفك ان الي اتجوزتها عشان تغيظني دي عماله تخطط من وراك مع حد عشان يوقعوك


            


                    


ابتسم بسخرية : قولي كدبة جديده .. اصل دي كدبة فييك أوي واتهرست ف مليون فيلم .. ياريت تحاولي تبتكري


رفعت أحد حاجبيها بأمتعاض : أنا مبكدبش ولا بقول كده عشان متضايقه منها ... روح أسألها كانت عماله تدور فمكتبك ليه النهاردة.. ومين الي عماله تقولو ف الفون يابيبي


تجهم وجهه بدون أي تعابير فقال ببرود : تعمل الي هي عيزاه براحتها .. ملكيش أنتي دعوة وخليكي ف حالك


نظرت له بصدمة فهل وصل به الحقد إلي هذا الحد : خلي غضبك عميك لحد ماتقع ع جدور رقبتك ... وبكررهالك والله العظيم بكرة هتندم أشد الندم لما تعرف الحقيقة .. وعارف!! ساعتها مش هسامحك لأنك كل يوم بتكسر حاجه جوايا من ناحيتك لحد بقي مابينا خط ضعيف أوي .. إفضل شده ع أقل من مهلك لحد مايتقطع وأنا هختفي ساعتها من حياتك كلها


شعر من كلماتها بغصة ف قلبه .. ألتمس صدق حديثها كلمة كلمة ... وعندما ذكرت بأنها ستختفي من حياته سيطر عليه شعور الخوف والرعب لكن الظلام المسيطر بداخله يأبي ذلك ... وبعد مرور من الوقت لم يشعرا به وكلا منهما يحدق بالآخر ....


لم تشعر بخطواته وهو يقترب منها ليأخذها بين زراعيه ف عناق بث من خلاله إليها مدي عشقه لها وأشتياقه .. لا يبالي بأي حدث كان فأراد أن يسترق من الزمن لحظات دفء لجسده الذي يشعر بالبرودة طوال بعدها عنه ... فلم لا فهي حواءه وهو آدمها ... هي كادت تستسلم لذلك العناق لكن أيقظها عقلها فقامت بدفعه ليبتعد عنها


فألقت كلماتها ذات المغزي: متحاولش تلم الأزاز المكسور لأنه مينفعش يتصلح ولو حاولت استحمل الجروح الي هيسببهالك !!!

قالتها فغادرت الغرفة مسرعة نحو غرفة والدها وبداخلها مشاعر تتصارع ع البقاء بجواره أم البقاء بعيدة عنه ... لتبدأ الحرب مابين القلب والعقل 


________________________


_ في اليوم التالي .....


أمام دار القضاء العالي ... ينزل من سيارته بخطي هادئة يرتدي نظارته الشمسية التي يخفي أسفلها عينيه المرهقتين ...بعد  قرر أن يقطع غيابه الأيام الماضية ...أراد ان يراها تعاقب وتدفع ثمن كذباتها لكنه لايعلم أنه يعاقب نفسه .... صعد الدرج خطوة تلو خطوة يسبقها دقات قلبه الذي يخفق خوفا وغضبا وحبا وكراهية لكن مازال بداخلة تلك البقعة المنيرة المحتفظة بعشقه لها .. لكن سواد الظلم والغضب يحيطها بهالة من الظلام ليمنعها أن تبث شعاع العشق والأمل بداخله ...


وقف لبرهة ثم أسرع مبتعدا عندما رأي الصحفيين والمصوريين يقتنصو أي خبر أو تصريح ... وكان يقف أمامهم إياس ومعه العديد من العساكر الذي أوقفوهم 


قال أحدهم : سيادة النقيب ممكن تقولنا فعلا قبضتو ع خطيبة النقيب صقر الهواري ف حالة تلبس بداخل أحد شقق الدعارة


نظر بحديه فقال بنبرة يخالطها الغضب : مفيش الكلام ده وقبل ما تكتبو أي حاجه اتأكدو الأول بطل ماتعرضو نفسكو للمسأله القانونيه بتهمة التشهير بالسمعة ..


            


                    


الصحفية : يافندم الخبر موثوق فيه ميه ف الميه خاصة أن جاي من جوة سراي النيابة 


إياس بنبرة تهديد : طيب أسمعوني بقي وقسما بالله لو حد فيكو كتب حرف وحب يعمل شو وسبق صحفي لقفلو الجريدة أو المجلة الي بيشتغل فيها .. أظن كلامي واضح 


تراجع الجميع إلي الخلف فغادر معظمهم ماعدا صحفية شابة وبرفقتها مصور أكتفت بالأختباء بالخارج عن عيون إياس والعساكر وهي تصر أن تعلم مايدور بالداخل 


_ نعود إليه وهو يدلف إلي الداخل وهو يعتصر قبضته كما يعتصر قلبه حتي وصل أمام القاعة التي سيتم بها المحاكمة فتقدم نحو الداخل ليوقفه الحارس حتي علم هويته ليعتذر له وهو يشير إليه بالدخول ...


بداخل القاعة أتجه الي المقاعد الخشبي العريض وعينيه من أسفل نظارته تراقب الأوضاع خاصة عندما نظر إلي القضبان الحديدية التي يقف خلفها المتهمون ....


_ من خلف القضبان تقف فيروز وأمامها محمد ورنيم وبجواره توفيق المحامي الذي يعد بعض الأوراق الخاصة بالدفاع ..


محمد :ماتخافيش إن شاء الله ربنا هيظهر الحق .. وأنا هفضل جمبك ومش هسيبك أبدا حتي لو قدر الله أتحكم عليكي


فيروز وهي تبكي : أنا عايزة أشوف ماما هي مجتش ليه؟؟ طبعا هتلاقيها زعلانة مني وغضبانه عليا 


نظرت رنيم بأسف الي محمد حيث علمت بحال السيدة آمال التي فقدت الحركة مؤقتا ...


_ ماما آمال تعبانة شوية يافيروز .. والله بتصلي وتدعيلك بس أحنا الي منعنها تيجي عشان متتعبش ف الطريق أكتر... قالتها رنيم 


فيروز : متكدبيش عليا يارنيم أنا قلبي بيقولي ف حاجة وأنتو مخبينها عليا


محمد : مفيش حاجة وبعدين أحنا مش كفايه؟؟


رنيم : والله يافيروز حتي إياس جاب قوة وواقف برة عشان يمنع أي صحفي أو مصور يدخلو القاعة وعمال يزعئ فيهم 


تبسمت بسخرية : صحفين!! ومصوريين!!!


محمد : متخافيش أنا بابا وأخويا وجدتي وجدي ميعرفوش حاجة 


فيروز بتهكم : مفيش حاجة بتستخبي يامحمد خاصة الفضايح ..... قالتها وهي تشيح بوجهها للجهة الأخري والعبرات تجري ع وجنتيها كمجري النهر .... فتوقفت فجاءة من البكاء لتتسع حدقتيها بذهول عندما وقعت عينيها عليه فخفق قلبها بقوة حتي تأكدت أنه هو فهي تستطيع التعرف عليه ف وسط الآلاف من الرجال ....


أنتبهت إلي صوت مناداة الحاجب : محكمة... ليذهب الجميع إلي الجلوس بالمقاعد ويعم السكون ... ودلف المستشارون ليجلسو بمقاعدهم الخاصة خلف المنصة ... وبعد دقائق بدأت المرافعه ....


____________________


    _ في مكان أخر يجلس ع المقعد الجلدي الضخم يرتدي نظارته الطبية للقراءة فقط ..ينحني للأمام يتصفح بعض المواقع الأخبارية العالمية علي حاسوبه المتنقل الموجود بأعلي الطاولة التي أمامه .. شعر بأهتزاز هاتفه ليعلن عن رنين رسالة واردة فأخذ الهاتف ثم نظر للشلشة بتمعن ليجدها رسالة صوتيه مرفقة بصورة .... وقبل أن يضغط ع الصورة قام بتشغيل الرساله فسمع كالأتي ...


            


                    


(ازيك ياكبير ... أنا حبيت أبعتلك التقرير اليومي .. النهاردة المحاكمة بتاعت القضية وبعتلك صورة وهي نازله من عربية الترحيلات وهي داخله المحكمة وياعيني إيدها الناعمة كانت ف الكلابش ... انا دلوقت مستني لما يخلص الهري الي جوه ده وأول ماهعرف الحكم هبلغك أن كان اتحكم عليها ولا لاء .. وبالمناسبة لاقيت الواد الظابط خطيبها جه بس كان بيحاول يتداري عن الأنظار شكله الله أعلم أدلها صابونة وبعد عنها زي ما أنت كنت عايز بالظبط ... شالوم ياباشا وألقاك ف فويز أخر )


بعدما أستمع إلي ذلك قام بفتح الصورة وقام بتكبيرها ليطلق تنهيدة ثم قال : خلاص هانت القدر لعب لعبته وهتيجي ف مصلحتي وقريب هخلصك من الي أنتي فيه وتبقي معايا أنا .... قالها ليلاحظ ظل شخص ما يأتي من وراءه


_ أنا مستغرب جدا أزاي بتحبها!! وأزاي محاولتش تساعدها لما عرفت أن أتلعب عليها لعبة وهتتسجن ظلم ..... قالها إبراهام


ألتفت له وهو يرجع للخلف بأريحية : القوة والنفوذ مش كل حاجة يا صديقي لازم أستعمل الذكاء والحكمة خاصة لما القدر جه ف صالحي وأديني خلصت من أكبر عقبة ف طريقي ليها... أهو تخلي عنها زي ماتوقعت بالظبط لأن الي زيو ميقبلش ع كرامته كراجل حاجه زي كده وعرفت الأيام الأخيرة مابينهم كترت المشاكل


إبراهام وهو يمسك بكأس من النبيذ : صدق الي سماك رأس الأفعي بيبرس.. ومن عندي أنا هسميك داهية ... قالها وأطلق قهقهه ساخره


بيبرس ببرود أعصاب مبتسما بمكر : طول عمري واخدها قاعدة ف حياتي وهي حكمة قالها نابليون بونابرت زمان


(أعرف حين اللزوم أن أهجر جلد الأسد لألبس جلد الثعلب)


إبراهام : أنا كده أبتدي أخد حذري منك ياصديقي ... قالها بسخرية مازحا


بيبرس : وماله الحذر واجب برضو ... قالها بطريقة مازحة لكن لاتخلو من الجدية التي تلمسها إبراهام فنظر إليه بقلق حتي تجرع أخر رشفة بالكأس


فقال : طيب يلا تعالي معايا عشان عايزينك ف الجهاز(الموساد) ولازم أكون معاك


نظر ف هاتفه مرة أخري وهو يقول : اعتذر لهم بالنيابة عني عشان مش فاضي لعمليات دلوقت أحتمال أنزل بكرة مصر


إبراهام : أنت أكيد بتهزر عارف مين الي عايز يقابلك هناك ؟


ضحك بسخرية وقال : هيكون مين يعني نتانياهو بنفسه!!!


إبراهام : يخربيت برودك ... وده هيقابلك يعمل بيك أي !


بيبرس : نتكلم بجد بقي .. أنا فعلا مش فاضي وأتفضل بقي شوف رايح فين عشان هحضر حالي


زفر بحنق وقال بنبرة غاضبه : براحتك يابيبرس .. وقسما بالرب ما هتصدرلك ف حاجه بعد كده ... قالها وركل بقدمه المقعد ذو القوائم الثلاثية المجاور للطاولة الرخامية (البار) ثم غادر المنزل


            


                    


لم يعيره بيبرس أي إهتمام قط بل قام متجها صوب غرفته حتي يجهز أشيائه أستعدادا للسفر غدا


وحينما دلف إلي الغرفة أتاه صوت رنين رسالة أخري وهو ماكان ينتظرها ... فركض مسرعا إلي الردهة ليأخذ الهاتف من ع الطاولة وقام بفتح الرسالة ليتجهم وجهه ثم أنفرجت أساريره بإبتسامه الثعلب عندما يخطط لشئ ما


_________________ 


  _ بعد الأنتهاء من المرافعة وبعد محاولات عديدة من المحامي للدفاع عنها بشتي الطرق وأستغلال ثغرات القانون لكن كان تقرير النيابة بما يحتوية من أدلة وشهادة المتهمين وأعترفاتهم كانت أقوي من الدفاع ...فغادر المستشارون بعدما قال أوسطهم : الحكم بعد المداولة......


وبعد مرور بعد الوقت لنسترجع ذلك المشهد مرة أخري


بداخل دار القضاء العالي وفي إحدي قاعات المحكمة ينادي الحاجب بصوت قوي : محكمه


ليدلف القاضي والمستشارون الذين معه ..وهي كانت تنظر بعينيها التي تحولت من لون البحر الي لون الدم من كثرة البكاء من الظلم والقسوة فتمسك بيديها قضبان القفص الحديدي التي بداخله داعية ربها ان ينجدها من هذا البلاء كما انجد يوسف عليه السلام من غياهب السجن ؛ تنتظر حكم القاضي وكأنها تنتظر ملاك الموت وهو آتي إليها ليقبض روحها ليقاطع انتظرها صوت القاضي الرخيم وهو يدوي في القاعة


القاضي : بعد الاطلاع علي اوراق القضية واستماعنا لتقرير وكيل النيابة وشهادة الشهود قررنا نحن سيادة القاضي والسادة المستشرون بالحكم علي كل من شهيره السيد و بدرية حسين وفيروز أحمد سراج الدين بالحبس لمدة عام مع الشغل والنفاذ رفعت الجلسه.


فيروز : لاااااااااا... عااااااااااااا


بدرية : لا لا لا اجمدي كده ياحلوه ماتخافيش دي كلها سنه 


شهيره : معلش يا عينيا بكره هتتعودي هيهيهييي 


نظرت اليهما وقالت بصوت تخالطه الدموع : حسبي الله ونعم الوكيل فيكو ربنا ينتقم منكو


يخرج هو من المحكمه ليقف في بهو الدار ويضع كفيه علي وجهه وعينيه التي ستنزف دموعا وهو يقول لنفسه : ليه كده !!! ليه يافيروز عملتي فيا كده!! ليه بس!! وربي وما اعبد زي ماعملتي فيا كده لأخلي ايامك الجايه كلها عذاب وجحيم وزي ماعيشتك أجمل ايام حياتك لأعيشك اسود ايام عمرك برضو .... صمت قليلا ليردف : ياااااارب الهمني الصبر ولو كان ده كابوس صحيني منه ليه بخسر أقرب الناس لقلبي وبأديهم كمان 


__________________________


                            _ تسارع ف الأحداث وهي المشاهد التي تم ذكرها ف الثلاث الحلقات  الأولي ... وهي عندما فقدت الوعي بعد إطلاق الحكم ودلفت إلي المشفي وذهاب صقر إليها والغضب يعمي بصيرته وقلبه بالحقد والأنتقام.... ثم قامو بترحيلها بالشاحنة إلي سجن النساء بالقناطر الخيرية ف اليوم الذي يليه ... وهناك تتفاجئ بمجئ صقر وتبدأ المواجهة بينهما وأنتهت بالموافقة علي طلبه من قبل مأمور السجن وهو أخذها إلي مصلحة الطب الشرعي لعمل كشف عذرية وهو أكثر ما يهين كرامة أي امرأه خاصة عندما تكون فتاة عذراء ..... وع الرغم من شجار إياس معه بسبب ذلك الأمر لكنه أصر ع ذلك ولا يعلم أحدا ما يجول بداخله .......


            


                    


_ جاء اليوم الموعود .... دلفت سعاد السجانة في صباح ذلك اليوم تنادي بصوتها الجهوري : المستجدة فيروز أحمد


فيروز حينها كانت تغفو ف سبات عميق بعد بكاء أستمر طوال الليل لاسيما بعدما تأكدت أنهم سيأخذوها حقا ويفعلون بها ذلك عنوة عنها وكيف هذا و ذلك بأمر من ما أحبته يوم ما فكان كالخنجر الذي ينحر به جيدها بلا رحمة أو شفقه....


أشجان وهي تلكزها ف كتفها : فيروز ؟؟ أصحي يابنتي متجبيش لنفسك الكلام 


استيقظت بذعر تتلفت من حولها : أنا أأأنا .... ماتدري بما تتفوه به فصمتت وهي تبتلع ريقها عندما رمقتها سعاد بغضب .. فنهضت من ع الفراش مسرعه ووقفت أمامها تنظر لأسفل بآسي 


فيروز : نعم 


سعاد : نعم الله عليكي ياختي ... روحي أغسلي وشك وجهزي نفسك ويلا بسرعه 


ذهبت لتنجز ذلك حتي أنتهت ثم أمسكتها سعاد وهي تضع الأصفاد بيدها وتسير بمحاذاتها ف الرواق الطويل حتي خرجت إلي الفناء الخارجي لتقابل العساكر والضابط المسئول عن تلك المهمة ... ثم خرج الجميع أمام بوابة السجن الضخمه لتقع عينيها ع شاحنة ترحيلات أقل حجما من السابقة 


واتسعت عينيها يصدمة وذعر عندما وجدت السيارة القادمة فهي تعرفها جيدا .. نحو الشاحنة لتتوقف فترجل منها بهيبته المعتادة لكن تلك المرة مرتديا الزي الرسمي ذو الشريطتان المعلقتان فوق كتفيه وكل منهما بها ثلاث نجوم ذهبية وهي رتبة النقيب ... أقترب من الضابط المسئول ليتحدثا بصوت غير مسموع لديها حيث تقف ع بعد أمتار تنظر له لكي ينظر إليها


لكنه رأي تلك النظرات بطرف عينيه فلم يعيراها أهتماما فهو خشي أن تتلاقي نظراتهم فيرق قلبه لها الذي يسيطر عليه بقوة


انتهيا من الحديث فأمر الضابط : يلا ياسعاد تعالي المستجدة العربية 


سعاد : أمرك يافندم ... يلا أمشي بسرعه .... قالتها فأخذتها خلف الشاحنة وهي تفتح الباب الحديدي الصغير من القفل فأردفت : هو أنتي حكايتك أي بالظبط أول مرة يجلنا أمر بالموضوع ده( كشف العذرية) بعد السجن ومتوصي عليكي من سيادة النقيب وكمان جاي معانا بنفسه أنتي تعرفيه؟؟؟


أنتابها التوتر الذي بدي ع ملامح وجهها فأبتلعت ريقها وقالت : لاء معرفوش ... قالتها ثم دلفت إلي داخل الشحنة هي وسعاد حيث يربطهما الأصفاد بأيديهما ...اتجهت فيروز بخطوات قليلة نحو نافذة التهوية الصغيرة الموضوه عليها سلك معدني وهي تجلس ع المقعد المعدني العريض ... تلتفت لتنظر من تلك النافذة لتري يقود سيارته بمحاذاة الشاحنه ... لن تستطيع السيطرة ع خفقات قلبها الذي عندما رآه أراد أن يخرج من بين ضلوعها ويذهب إليه ..... لا تشعر بمسافة الطريق فتوقفت الشاحنة للتو أمام مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة وتحديدا بمنطقة السيدة زينب ...


            


                    


سعاد : يلا يا هانم عشان وصلنا ... قالتها بسخرية


_______________________

_ بداخل منتزه ترفيهي يجلس خالد وليلي كل منهما ع أرجوحة ...

خالد: ينفع كده!!! ع أخر الزمن أركب مرجيحة زي العيال.... قالها بمزاح


ضحكت ليلي بصوت عذب : وفيها أي ياخالوده عيش اللحظه ياحبيبي 


نظر لها بأقتضاب : ممكن بعد كده لما تضحكي توطي صوتك ؟؟


أبتسمت من حديثه ونزلت من ع الأرجوجه وأقتربت منه وهي تقرص وجنتيه : ده حبيب قلبي بيغير ياناس 


أمسك يديها وتأمل عينيها ثم قال مازحا : أنتي أد الحركه دي !!؟؟


ليلي: أها ... قالتها ثم أخرجت لسانها لأغاظته... ثم سحبت يديها ع الفور عندما نهض وهم بالركوض خلفها فلم تستطيع لأنه جذبها وقام بحملها ع كتفه .... وهي تصيح بضحكات : نزلنييييي ..  هتوقعني 

خالد : عشان تحرمي تطلعي لسانك وتغيظيني ومش هنزلك غير لما تقولي أنا آسفه يادكتور خالد ومش هعمل كده تاني 


ليلي: نعم يا أخويا!! ده عندها يابيبي 

خالد : أخويا! وعندها!  ... طيييب ... قالها ثم فاجاءها وهو يركض بها في كل الأرجاء وهي تصيح وتضحك ف آن واحد 

خالد : ها قولي آسفه يادكتور 

ليلي : نزلني يا خالد أنا دوخت والله وهرجع  كل الي ف بطني 

توقف ثم أنزلها ووجه أنكمش بأشمئزاز : ف واحدة تقول لجوزها هرجع!!!!


ليلي: أنا فعلا دوخت وبطني قلبت ووجعتني ... قالتها وهي تضع يدها ع بطنها 

خالد بقلق : معلش ياروحي أنت كنت بهزر معاكي 

ليلي بإبتسامة خبيثه : وأنا كمان 

خالد وينظر لها بنصف عين : وأنتي كمان أي؟؟؟؟

كان خلفه مسبح لكن للأطفال .....

نظرت له ثم قالت وهي تدفعه نحو الخلف : وأنا كمان كنت بهزر 

فوقع ف المسبح ليجد الأطفال يضحكون ويسخرون منه ...

خالد : كده ياليلي !!!! .... آآآآآه يارجلي آآآه ... تأوه بتألم 

ليلي بقلق : مالك ياخالد ؟؟؟

خالد : رجلي أتلوت ف الميه وهموت مش قادر ومش عارف أطلع 

ركضت نحوه وهي تمد يدها إليه : أمسك ف أيدي جامد وهطلعك 

أحدي الأطفال : نيجي نطلعك ياعمو 

خالد : شكرا ياحبيبي ... طنط هطلعني ... قالها ومد يده ليمسك بيدها متصنعا الألم 

حاولت تجذبه نحوها فقام هو بجذبها بقوة نحوه فوقعت ف المسبح وهي بين زراعيه فأبتلت ثيابهم وظل الأطفال يضحكون عليهم وقامو برش المياه عليهما فبادلهم خالد وليلي برش المياه فمن يراهم كأنهما طفلين 


_ في متجر لبيع الثياب ... خرج كليهمافتقابلا معا 

ليلي: ياااه ده أنا كنت هنشف من البرد 

خالد : أنتي السبب مش الي وقعتيني ف البيسين 

ليلي: ما أنت أخدتك حقك مني يبقي كده خالصين 

لف زراعه حول كتفيها فقال: طيب تعالي يا أم لسان عشان ألحق أروحك قبل ما حماتي تقيم عليا الحد وبقية أيام الأسبوع 

ليلي: هههههههههههههه أها ياجبان 

نظر لها متضايقا ... فخجلت من ماتفوهت به فقالت : آسفه ياخالد 

أبتسم وهو يقبل رأسها فوق الحجاب: خلاص ياروح خالد أنا مش زعلان بس ياريت قبل مانتكلم نفكر ف الكلام قبل مانقوله 

أومأت رأسها بملامح طفوليه ... فأمسك بيدها هامسا ف أذنيها : يلا بقي وأنتي قمر وحلوة كده والفستان عليكي يجنن 

توردت وجنتيها خجلا : طيب يلا أدفع حساب الحاجه عشان نمشي 

أبتسم من خجلها فقال: ربنا يخليكي ليا ومايحرمني منك أبدا ياحبيبتي 

قالها وهو يشابك أصابعه بداخل أصابع يدها بتناغم وحب 

ليلي وكأنها تزكرت شيئا : ده أنا نسيت صح أسألك بقالي كام يوم مشوفتش فيروز ومحدش موجود ف الشقه وتليفونها مقفول وطنط آمال مبتردش 

خالد : ممكن تكون ف الشغل ومش عارفه ترد 

ليلي بقلق : مش عارفة أنا قلبي مقبوض وبيقولي ف حاجه 

خالد : خلاص يلا تعالي نروح لهم ولو مش موجودين نتصل عليهم ولو محدش رد فيهم هتصل ع صقر أسأله 

ليلي: صقر لاء بلاش 

خالد : اشمعنا؟؟

ليلي: أصل هو وفيروز مش بيكلمو بعض ومتخانقين خناقه جامدة 

خالد: هي الي حكتلك ؟؟

ليلي: لاء دي طنط آمال الي كانت حكيالي 

خالد : طيب يلا نروح بسرعه ونشوف ف أي لأن فعلا الموضوع يقلق 


            


                    


قالها فذهب إلي محاسب المتجر ودفع ثمن الثياب التي أرتدوها بدل المبتلة التي أخذوها بداخل أكياس بلاستيكيه ... ثم غادرا المتجر ... فأوقف سيارة أجره فأنطلقت بهما بعدما دلفا إلي الداخل متجهه بهم إلي مسكنها .

_________________________


خرجت سعاد بعدما فتح لها العسكري بالخارج ويليها فيروز التي تألمت من احتكاك الصفد بمعصمها ... أخذت تفرك بيدها ع مكان الألم وهم يقفو ينتظرون تصريح الدخول .... فأنتبهت لرائحة عطره الفواحة التي أشتدت عندما رفعت عينيها لتجده يقف أمامها وجها لوجه محدقا بفيروزيتها بنظرات حادة وملامح متجهمة كجلمود صخر


لكن نظراتها عكسه تماما .. كانت تصرخ بأن يرحمها من ذلك العذاب ويتراجع عن قراره هذا وكأنها تقول له ... 


كيف لك أن تفعل بي هذا وأنا كنت لك عشقك وموطنك .. كيف أن تسمح بأهانة كرامتي وأنا كنت جزء منك ف يوم من الأيام .. هل إلي هذا الحد غضبك قد أعماك !!! أو هذا أنتقامك الذي يريد أذلالي أمام عينيك حتي تشفي غليك وتنعم بالراحة عندما تنجح ف ذلك!!!


_ ودلوقتي هنعرف أن كنتي بتكدبي ولا لاء .... قالها بجمود وبكل برودة أعصاب 


_ دلوقت بس أثبتلي أنك أحقر بني آدم عرفته ف حياتي .. قالتها بنظرات غاضبة تبث له كراهية وضغينة لكن بالطبع ليس تلك الحقيقة فقلبها عكس ما تظهره تماما 


أخذتها سعاد بعدما رأت نيران الغضب المستعرة بعينيه كأنه يود أن يحرقها حية ... دلفت مسرعة إلي الداخل 


لكنه سيطر ع غضبه وتركها لما سيحدث معها الآن فذلك كفيل بمعاقبتها ع ماتفوهت به له 


بعدما مر الجميع من الساحة الخارجيه فعبرو رواق طويل ثم وصلو أمام المصعد فدلفو إلي الداخل ... وصل إلي الطابق الذي به غرفة الكشف..


قامت سعاد بفك الأصفاد وكادت تدلف معاها فقامت أحدي العاملات بمنعها : لو سمحت ممنوع دخول حد مع الحالة 


سعاد :ازاي حضرتك ؟؟ دي نزيلة وأنا المسئولة 


العاملة : معلش دي أوامر الدكتور حضرتك وعمتا يعني جوه ف مساعدات فمتقلقيش مش معقولة هتهرب وحضراتكو واقفين برة 


زفرت بسأم : أمري لله .. اتفضلي ياست فيروز


همت بالدخول لكنها ألقت نظرة أزدراء واحتقار ع الذي يقف مبتعدا يراقب مايحدث .... فجز ع أسنانه وأعتصر قبضته حتي لايركض نحوها ويصب غضبه عليها ... فتركهم وهبط إلي أسفل لينتظرهم بالخارج حيث شعر بالأختناق


_ بداخل غرفة الكشف شعرت بهروب دماءها وجف حلقها لكن رأت سيدتين يرتدن زي السيدة التي بالخارج ولم تري أي طبيب بالداخل 


قالت أحداهما : يلا بسرعه خدي ألبسي النقاب واللبس ده وأخرجي كأنك شغالة ف هنا أنتي فاهمه 


            


                    


نظرت فيروز بعدم أستيعاب وهي مشدوهة : أنتو مين؟؟ 


قالت الأخري : مش وقت أسأله ياآنسه فيروز ... وأطمني أو ماتنزلي وتخرجي هتلاقي عربية هوندا سودة مستنية برة هتاخدك ع المطار بسرعه ... وهناك هتعرفي كل حاجه ... بس بسرعة عشان لو أتكشفنا هنضيع كلنا


أخذت من يدها الثياب فأرتدتها خلف الستارة البيضاء التي توضع بجوار سرير الفحص ... انتهت 


فيروز : أنا لبست خلاص بس مش عارفة البس النقاب


السيدة : تعالي وأنا البسهولك ... قالتها لتجعلها ترتديه بشكل صحيح ثم نظرت لها 


فقالت الأخري : يا بطة دي عينيها ملونه وباينة أوي وهيعرفوها منها


السيدة : نزلي البيشه ع عينيكي أأمن لك أحسن


_ أنتهت من ذلك لتفتح الباب وهي تتنفس بصعوبه من الخوف فنظرت للجهة المعاكسه وأسرعت الخطي ... وظن الجميع بالخارج أنها أحدي المساعدات 


وصلت إلي أسفل ف زمن قصير وهي تخرج من الباب حتي تصل إلي الشارع اصتدمت وكادت تتعثر في صقر الذي كان يتحدث ف الهاتف


_ آآآه ... قالتها متأوهه من أثر الاصتدام ف قدمها 


نظر لها صقر وبالطبع لم يعلم من هي لأن وجهها متخفي بالكامل حتي عينيها التي كانت تلتمع من أسفل ذلك الغطاء الأسود الشفاف لكنها أشاحت بنظريها قبل أن يحدق بها 


صقر : معلش أنا مكنتش أقصد 


لم تجيب عليه وركضت نحو السيارة التي وصفتها لها تلك السيدة وخاصة عندما التمع شعار ماركة السيارة التي ذكرتها لها 


فقتحت الباب ودلفت مسرعة ولم تنظر للسائق الذي أنطلق بسرعة جنونيه ..


كادت تكشف عن وجهها وهي ترفع النقاب لأعلي فأتها صوت تميزه جيدا 


_ أوعي تخلعيه قبل مانوصل للمطار....


نظرت إلي الذي يقود السيارة في المرآه الأمامية فشهقت بدهشه : أنت !!!!!!! 


________________________                   


_ في غرفة سيلين ....


دلفت إلي الداخل مربيتها وسيلين تجذبها بهدوء من يدها 


سيلين بصوت منخفض : حد شافك؟؟؟


يسرية : لاء... بس فهميني أنتي عايزة تعملي أي بالظبط؟.... قالتها وهي تعطيها حقيبة جلدية 


أخذتها سيلين وقامت بفتحها : هفهمك بعدين .. بس كل الي طلباه منك دلوقت أنك تنزلي تحت وتلفي ورا الفيلا عند الجراج المهم تصوتي وتقولي حرامي بصوت عالي 


يسرية : وليه كل ده؟


سيلين : ياداده بالله عليكي أسمعي الي بقولك عليه أنا رايحة أجيب أمانة حد عزيز عليا أأمني عليها وأخلص من هم تاني ... أدعيلي والنبي ياداده 


            


                    


زفرت بسأم : ربنا معاكي يابنتي .. بس أنا من رأيي تاخدي حد معاكي من السكيورتي 


سيلين : يعني أنتي متعرفيش حكم قرقوش 


ضحكت يسرية : هههههههه الله يجازيكي ياسيلي ... مسميه شهاب بيه قرقوش!!!


سيلين : ده أنا بس أخلص من المصيبة الي رايحه لها وصبرو عليا وربنا لوريه النجوم ف عز الضهر أن كان هو ولا الحرباية الي اسمها كاميليا... بالمناسبة هي مخفيه فين؟؟؟


يسرية : قعدت تعوم ف البيسين وبعدين طلعت اوضتها وطلبت عصير وشربتو ونامت


سيلين : اللهي تنام ماتصحي ... كده حلو أوي يلا بقي أنزلي وأول ماتكوني ف المكان الي قولتلك عليه رني عليا 


يسرية : حاضر أمرك يابنتي... قالتها وغادرت


ذهبت أمام المرآه وتعتدل من ثيابها ... وتحكم من ربطة حجابها جيدا ذو اللون الزمردي ... ومر من الوقت بضع دقائق قليلة ...


رن هاتفها فأجابتها : أيوه ياداد أنا هخرج دلوقت عدي 5 ثواني وصوتي أوك... سلام


وبمجرد أن خرجت من الغرفة حتي سمعت صراخ يسرية التي ركض نحو صوتها جميع الحراس ليروا ماذا حدث ... لكن ما كان لا تضعه ف الحسبان هو استيقاظ تلك الحية ع الصراخ فخرجت إلي الشرفه ...


حتي رأت التي تتسلل إلي الخارج متجهه نحو البوابه ....


فقالت بداخل نفسها : دلوقت فهمت سبب الصريخ ده ... ده أنتي طلعتي مش سهلة ياسيلين .. متفقه مع يسرية عشان تلهي الجاردس وتخرجي .. إم خليت ليلتك سوده مع شهاب مبقاش أنا كاميليا ...


فدلفت إلي الغرفة لتأخذ هاتفها من ع الكومود فضغطت ع زر الاتصال بشهاب فلم يجيب وظلت تكرر الاتصال 


بينما سيلين  بعدما دخلت الغرفة الصغيرة الشاغرة التي بها لوح التحكم بفتح البوابة الألكترونيه فضغطت ع زر الفتح لتسرع بالركض نحو الخارج وهي تلتقط أنفاسها من الخوف .... ومن حسن حظها وجدت سيارة أجرة تتجه صوبها 


سيلين : أطلع بسرعة لو سمحت ... قالتها لتدلف إلي داخل السيارة وانطلقت بها


_ ولدي كاميليا  اخيرا أجاب عليها شهاب بعد 10 مرات من الأتصال المتكرر


شهاب بحنق : أيوه عايزه أي؟


كاميليا بدلال : كده يابيبي أنا كنت بطمن عليك بس


زفر بضييق : انجزي يا كاميليا عايزة تقولي أي ... وأي الدوشه الي عندك دي؟


كاميليا بخبث : أصل أنا كنت نايمة وصحيت ع صويت دادة يسرية بتقول حرامي جيت أبص من البلكونه لاقيت كل السكيورتي بيجرو ناحية جراج العربيات ... وكمان لاقيت مين.... قالتها لتصمت 


شهاب بغضب : ماتخلصي كملي


كاميليا : لاقيت ست سوسو بتجري ناحية البوابة وخرجت شوف بقي هربت راحت فين


            


                    


أغلق المكالمة ع الفور ليصيح بغضب : نهارك أسود معايا ياسيلين لو طلع الكلام ده صح


فقام بمهاتفة شرنوبي والذي أكد له ذلك الحديث بعدما بحث ف كل مكان بالمنزل وبالحديقة عن سيلين فلم يجدها ... ثار بغضب عارم ... فغادر الشركة متجها نحو المنزل حتي يستجوب يسرية بنفسه فأنه يعلم جيدا أنها الأقرب بها ف منذ مدة وتعلم ما تفعله سيلين 


و ف أثناء قيادته وهو ف الطريق جاءت إليه مكالمة من البنك أنه تم سحب حوالي 500 ألف دولار بأمر من سيلين والتي أستلمت الأموال يسرية بعدما هاتفت سيلين مدير البنك الذي يكون من معارف والدها.. وكان المتحدث من أحد أصدقاء شهاب 


أشتد غضبه كالقنبلة التي ع وشك الأنفجار فضغط أكثر بقدمه فزادت سرعة السيارة كالصاروخ 


_ و في سيارة الأجرة ....


السائق : أي يامدام بقالي نص ساعة سايق ومش عارف رايحين فين 


سيلين : ثواني بس هقولك دلوقت .... قالتها لتقوم بالأتصال ع رقم باسل فأجابها : ماي لاف .. اخيرا ... رجعتي نفسك؟؟


سيلين : أنجز يامتخلف أنا جبتلك الفلوس أنت فين؟


باسل : أشطا عليكي .. أنا هقولك وتابعي مع السواق 


زفرت بحنق : حاضر.. يلا قول


_ ظل يوصف لها العنوان لكن بطريقة ملتوية حتي يضمن أن لو راقبها أحدهم فلم يقدر ع اللحاق بها


مر أكثر من خمسةعشر دقيقة حتي وصلت كما وصف لها أمام مبني مخيف ع مايبدو مهجور.. قامت بدفع الأجرة للسائق ثم ترجلت  ع خطي بحذر


____________________________


_ ف منزل السويفي 


تبكي يسرية بخوف : والله يابيه ما أعرف حاجه كل الي طلبته مني أجبلها الفلوس وروحت جبتهلها من البنك ... والباقي أنت عرفو


شهاب الذي يجلس ع المقعد خلف المكتب : يعني أي أختفت ولا تكون هربت وأنتي عارفه مكانها


يسرية : والله ما أعرف وحياة عيالي ما أعرف


شهاب : عارفة يا يسرية لو جرالها حاجه .. انا لحد الأن بعتبرك ف مقام والدتي ... لكن لو حصل حاجه لسيلين وقسما بربي لأخلي أيامك أنتي وشوية الحمير الي برة أسود من السواد... أمشي من وشي... قالها بغضب


دلف إليه شرنوبي : باشا ... قلبنا عليها كل المنطقة ملهاش أثر بالتأكيد ركبت تاكسي


قام من مجلسه بغضب واتجه نحو شرنوبي فأعطاه لكمة قويه : أنا مشغل شويه حمير ... ياأغبية 


شرنوبي الذي يضع يده أثر اللكمه : والله ياباشا غصب عننا


شهاب : طيب روح أجمع 10 كلاب (يقصد الحراس) من الي برة وتعالو معايا ندور عليها


_ بعدما دلفت إلي ذلك المبني المخيف نادت بخوف : بباسل... انت فين؟؟؟


لم تجد رد سوي صفيرأرعبها صادر منه .. ظلت تتلفت من حولها فتعثرت قدمها ف شئ ما لتجد جرذ صغير فصرخت بقوة :آآآآآآآآآآآآآآها


فألتفتت خلفها لتجده واقف أمامها فشهقت بذعر 


باسل وهو يدنو إلي أسفل ممسك بالجرذ من ذيله : أي ياسيلي ده فار صغنن خايفه منه ... ده حتي شكله كيوت .. قالها فألقاه نحوه 


فتراجعت إلي الخلف بعدما صرخت وكانت ستقع فجذبها من يدها لترتمي ع صدره فأحكم زراعيه محاوطها 


سيلين : الله يخربيتك أبعد عني حرام عليك مش كفاية الي عملته فيا


باسل بإبتسامة الذئب : أعمل أي ف قلبي مجنون بيكي 


سيلين : ع فكرة شهاب زمانه عرف أن أنا مش ف البيت وهيقلب الدنيا 


باسل : ياريت يعرف وأهلا وسهلا بيه أنا نفسي أشوفو من زمان عشان أخلص منه 


سيلين : ماتبطل حقد بقي ده أنت الشيطان جمبك ملاك 


باسل : طيب عشان طولت لسانك دي هتيجي معايا ومش رايحة ف حته


أتسعت عينيها بخوف : اصدك أي؟؟ وبعدين فين مازن؟؟


أطلق ضحكة أرعبتها : أنتي طيبة أوي ياسيلي خصوصا بعد ما أستشيختي ولبستي الحجاب وبقيتي مزه أكتر يخربيت جمالك... قالها وهو يعض ع شفته السفلي


صفعته ع وجهه ثم بصقت عليه ....فك زراعيه ليبعدها عنه وهو يمسح وجهه من بصقتها : كده يا سيلي تضربني بالقلم !!! وبتفي ع خلقة ربنا!!!... قالها بهدوء وخلفه بركان غضب ليفاجاءها بصفعة قوية جعلتها وقعت ع الارض مغشي عليها 


أنحني ليأخذ منها حقيبة النقود ثم أخذ حقيبتها الشخصية وأخذ منها هاتفها فقام بمهاتفة شهاب الذي كان يتصل عليها ف نفس الوقت 


باسل : ألو عريس الغفله؟.... قالها بسخرية 


شهاب بغضب : أنت مين ياحيوان؟


باسل : لحقت تنساني ياشهاب ياسويفي ... انا الي سيادتك أخدت حاجته وأنا الي ياخد مني حاجة أنسفه


زمجر بغضب : يا ابن ال....... وربنا لأموتك


باسل : خليك أغلط براحتك عشان متشوفش مراتك خالص .. وبالمناسبة دي بقت مزة ف الحجاب أكتر 


شهاب : والله العظيم لو لمست شعرة منها هقتلك 


_ وف أثناء حديثه عادت إلي وعيها لتفاجاءه من الخلف بضربه ع رأسه بحجرة تناولتها من الأرض


باسل : آآآآآآآآآآآآآآآه.. قالها ليلقي الهاتف ... فأسرعت بأخذه : ألو الحقني ياشهاب باسل خطفني وأحنا ف بيت مهجور ف طريق مصر أسكندرية عند.......


لم تكمل حيث قام الأخر بأخذ الهاتف ليتطاير الشر من عينيه وجذبه من تلابيب حجابها فشعرت بالأختناق فقامت بركله فـتأوه لكن كان أشد منها قوة فقام بأعطاءها لكمة قوية فجعلتها يغشي عليها تماما ... فحملها وغادر المكان وأتجه نحو سيارته وألقي بها إلي الداخل ثم أنطلق ..       


 انتهت الحلقة ..... بس متقلقوش ع فيروز وسيلين كل واحدة من بعد الي هيحصل معاها هتتقلب حياتها للأحسن .. وبالنسبة لباسل نهايته بدأت خلاص ... كاميليا هتقع ف شر أعمالها ونهايتها قريبة ..... 




عشق الفيروز ( لاتظلمني) - #الحلقة السادسة والأربعون - 


                      


_ وصل أمام المخفر والغضب يتطاير من عينيه كالنيران المشتعلة ... ترجل من السيارة ودلف مسرعا إلي الداخل حتي وصل أمام مكتب صديقه وبدون أن يطرق ع الباب أندفع كالعاصفة .....


                      


_ وقسما بالله لو عرفت أنك أنت الي ورا هروبها لهنسي أنك صاحبي خالص .... قالها صقر وهو يمسك بتلابيب قميص إياس الذي ينظر له مشدوها 


                      


أمسك بيدي صديقه وهو يبعدها عنه : أنت بتتكلم ع أي!!! أنا مش فاهم حاجه 


                      


_ أوعي تكون فاكرني عيل أهبل أصدق تمثيلك ده ... أنت الوحيد الي تعرف أنهم واخدينها عشان تعمل موضوع الكشف ... قالها صقر بصياح وبنبرة غاضبة


                      


نظر له بأقتضاب حتي أدرك مقصد حديثه : أنت اصدك فيروز هربت!!!! أزاي؟؟؟؟!!!... قالها بتعجب


                      


صقر : بطل أم الأستهبال ده وقولي وديتها فين؟؟


                      


إياس بحنق : ماتبطل الغباء الي أنت فيه ده ازاي اهربها يعني !!... وبعدين محدش يعرف بالموضوع ده غيري أنا وأنت ورنيم... فأتسعت حدقتيه وقال ف نفسه : ينهار أزرق ده أنا باين عكيت الدنيا


                      


توقف مكانه متسمرا وضييق عينيه وهو يردد : قولتلي بقي رنيم ... قالها ليغادر .. أسرع إياس خلفه 


                      


_ تعالي هنا رايح فين؟... قالها إياس وهو يجذب صقر من زراعه 


                      


صقر: أوعي أيدك دي عني .... قالها وهو ينظر له محذرا


                      


إياس : مش هسيب دراعك غير لما تقولي أنت ناوي ع أي؟ وعارف لو عملت حاجه ف أختك أو زعلتها ...هتزعل أنت مني جامد


                      


صقر : وخايف عليها ليه ؟؟ يبقي هي تعرف فيروز فين.... قالها بنبرة جدية متأكدا 


                      


إياس بتوتر : وهي هتعرف إزاي !.... قالها فأحس صقر بالكذب ف حديثه 


                      


دفعه ليترك زراعه وحدق ف عينيه بحديه : عارف لو عرفت أنك ورا الموضوع أو الهانم أختي ..أنا بقي الي بقولهالك المرة دي .. هقطع علاقتي بيك ياصاحبي ... لأنكو كده بتضروها مش العكس 


                      


إياس يرمقه بسخط : ال يعني هي فارقة معاك ماأنت حكمت عليها بقسوة وظلم وعارف من جواك هي بريئة بس كبرياء باشا بتاعك مش متقبل الحقيقة أهم حاجة ترضي غرورك حتي لو هتدوس ع قلبك 


                      


لمس حديث صديقه قلبه فلم يجيب عليه وأكتفي بأن يرمقه من أسفل لأعلي ثم تركه وغادر مسرعا متجها إلي منزله


                      


______________________ 


                      


_ أربعة سيارات ذات الدفع الرباعي يسيرون خلف بعضهم متجهين نحو طريق مصر أسكندرية الصحراوي .... وفي المقدمه يقود شهاب السيارة بنفسه .... ينظر لهاتفه حيث ع مايبدو يتصل ع أحدهم 


                                  


                    


زفر بغضب : رد ياجمال الزفت 


شرنوبي الذي يجلس بجواره : مش هيرد عليك ياباشا من ساعة ما أستأذن حضرتك انه هيسافر ومن وقتها مش بيرد ع التليفون


شهاب : هيكون اختفي فين


زم شرنوبي شفتيه بإيماءه تعني أنه لايعلم


_ وفي الجانب الأخر ف سيارة باسل ... ينظر إلي التي مغشي عليها بالمقعد المجاور له ... ممسك بهاتفه : الو يا توربيني ....... جهزلي الرجالة وتعالولي ع المصنع القديم بسرعة ...... عايزكو تسبقوني ع هناك..... سلام


أغلق المكالمة .. ثم توقف ليبحث عن هاتفها لكي يتصل بشهاب فتذكر أنه هناك بالمبني القديم ... فأمسك بحقيبتها وأخذ يفتش فيها ليجد محفظتها الجلدية التي تحتوي ع بطاقات إئتمانية وبطاقات أخري لتقع عينيه ع أحدي تلك البطاقات فوجدها خاصة بشهاب وعليها رقمه الخاص وأرقامه بالشركة 


أسرع بكتابة الرقم ع هاتفه وضغط زر الاتصال... وظل ينتظر حتي أجاب 


باسل : الو


شهاب : ايوة مين؟


باسل : أنت لحقت تنسي صوتي ولا أي؟


شهاب : هو أنت يا ابن ال.......


باسل : توء توء عيييييب ... متنساش مراتك بين أيديا دلوقت يعني لو طولت لسانك مرة تانيه موعدكش ع الي هاعملو فيها 


شهاب بغضب جلي: والله لو فكرت تلمسها هقطعك بسناني أنت فاهم!!!


باسل : طيب هعمل معاك ديل( إتفاق) حلو تيجيلي ع العنوان الي هقولك عليه بس تحضرلي 20 مليون ... قولت أي؟؟


جز شهاب ع أسنانه بغضب : إتفاقنا ... فين ؟؟


_ بعد مرور نصف ساعة بعدما سحب شهاب المال من حسابه الخاص ووضعهم ف حقيبة كبيرة ... ذهب برفقة حراسه أتجاه العنوان الذي أخبره باسل به ....


وصلت الأربع سيارات أمام مصنع قديم وع مايبدو أنه مهجور منذ فترة كبيرة.... ترجل من سيارته يحمل سلاحه بيده فوجد الهدوء والسكون يعم المكان .. نزل الحراس من السيارات الأخري كل فرد منهم كان كالجدار البشري يحمل سلاحا آليا ع وضع أستعداد إطلاق الذخيرة.....


أشار إليهم شهاب بأن ينتشرو بداخل وخارج المصنع ليأمن دخوله .. وتبقي معه شرنوبي وحارسين برفقته ....


دلف جميعهم بحذر إلي الداخل .... فوجد قد أشعلت الأضواء التي تسلطت إحداها ع عينيه لتنكمش أهدابه وحدقتيه 


شهاب بصياح : أنت فين ياحيوان ... مراتي فين؟!!!!


أجابه بصفير سيمفونيته المرعبة فقامو بشد أجزاء الأسلحة ليصوبها نحو كل الأتجاهات ... فظهر أخيرا ع بعد أمتار لكن يمسك شيئا بيده وعندما كان يقترب ظهر ذلك الشئ وكان حبل يسحب به... ماهذا؟؟!!!.... أنه يقيد سيلين التي أفاقت منذ قليل ... يكبلها بالحبل حول معصميها واضعا لاصقة عريضة ع فمها


            


                    


____________________ 


_ أخذ هاتفه مسرعا ليضغط ع الاتصال بها .....


إياس : ألو يارنيم؟


شعرت بخطب ما عندما ذكر أسمها بجديه : حبيبي أزيك؟


إيا س: أنتي عارفة أن فيروز هربت؟؟؟


رنيم : أي؟؟؟؟؟؟ إزاي 


إياس : رنيم محدش يعرف الموضوع بتاع زيارتها النهاردة عشان الكشف إياه غيري أنا وأنتي وصقر... وأخوكي قالب الدنيا ولسه ماشي من عندي وجايلك هينفخك


رنيم بتوتر : ليه وأنا مالي ... وبعدين هو يعرف منين أن أنا عارفة


إياس : معلش زلة لسان مني 


رنيم : ماشي ياإياس وقعني ف مصيبة مع أخويا المتهور ده وقولي زلة لسان


إياس : طيب ممكن أسألك سؤال وتجاوبني بصراحه؟


رنيم : أتفضل


إياس : أنتي ليكي علاقة بهروب فيروز أو عندك علم بيه؟


أنتابها القلق والتوتر وقبل أن تتفوه بشي فوجدت رقم يهاتفها ع الأنتظار


_ حبيبي سلام دلوقت معايا فون ع الويتينج باي ..هكلمك بعدين.. قالتها لتغلق مسرعه ... فشعر بريبة وشك بحيال هذا الأمر 


نعود لرنيم التي أجابت : الو ؟


_ بجد بشكرك وعمري ماهنسي وقفتك جمبي ربنا يخليكي ليا يا أختي الي مجبتهاش ماما 


رنيم : عيب مفيش مابينا شكر أنا بعتبرك برضو زي أختي ... المهم طمنيني عليكي... أنتي معاه دلوقت؟


_ أه وداخلين ع المطار أهو


رنيم : خلاص ياحبي هو هيفهمك هتعملي أي كويس ... وأتمنالك رحلة سفر ممتعة 


_ متعة أي وأنا هربانه ... كان نفسي أثبت برائتي لكن الدنيا كلها واقفه ضدي وأولهم أخوكي 


زفرت بسأم : معلش ياحبيبتي إن شاء الله ربنا هيظهر حقك .. خلي بالك من نفسك ... لا إله ألا الله 


_ محمد رسول الله..... سلام


__________________


شهاب بصياح عندما رأي ذلك : نهار أبوك أسود وربنا ما أنا سايبك


ضحك باسل بصوت عالي ليتردد صدي ضحكاته بشكل مرعب... فقال : ده انت شكلك مش خايف عليها خالص.... قالها ساخرا وهو يقترب نحوهم وهي تسرع خطواتها خلفه لتلحق به بسبب الحبل الذي يؤلم معصميها المضمومتان معا... فأتسعت حدقتيها بالخوف والرعب 


وجه سلاحه صوبه هو وحراسه ليسبقهم صوت شد أجزاء أسلحة أخري مصوبة نحوهم وكانت لرجال باسل الذين حاصروهم من كل صوب


توقف باسل لتصبح المسافة بينهم 5 أمتار وظل يسحب الحبل إلي أن أمسك بزراعها ليحاوطها من ظهرها 


            


                    


فصرخ شهاب : أبعد أيدك عنها وربنا هقتلك


أبتسم له باسل بأستفزاز فقال : متقلقش أنا خلاص أخدت الي كان نفسي فيه ورمتلك البواقي


أقتضب حاجبيه ثم اتسعت حدقتيه بغضب : عملت فيها اي؟؟؟؟؟؟... قالها شهاب


جذبها نحوه أكثر ليصبح ظهرها ملاصقا لصدره ووضع رأسه فوق كتفها فكانت تتلوي من بين زراعيه لتبتعد عنه فأخرج سلاحه بسرعة البرق ووضعه بجانب رأسها : هشششش أهدي وبطلي حركة بدل ماأفرغ فيكي الرصاص ف دماغك الحلوة وقبلها ف الطرطور الي أنتي متجوزاه


شهاب : قولتلك أبعد عنها أنت مبتفهمش


باسل : أنت غلبان وصعبان عليا أوي يا ابن السويفي... عارف ليه؟؟... لأن سبقتك أنا وأستمتعت بحبيبة القلب قبل منك 


شهاب : اصدك اي؟؟... قالها والشرار يتطاير من عينيه


باسل : اصدي أن قبل ماتتجوزو بكام يوم خليت صاحبتها المرحومه مايا ألف رحمة ونور تنزل عليها كانت مسكينة وغلبانه ... قالها بسخريه ثم أردف : المهم خليتها أتصلت ع سيلين تقولها أنها تعبانه فطبعا قلبها الرهيف ع صاحبتها ما استحملش وجت عشان تنقذها ... فأول ماجت لاقت مين!!!! ... لاقت باسل الي هو أنا ف انتظرها وخدرتها ...بعد كده حصل اي؟؟!!


كان يسرد ما حدث ودقات قلب شهاب تتعالي وأراد أن يفتك به لكن أراد التصرف بحكمة حتي لايخسر أحدا من رجاله أو يخسر زوجته ع يد ذلك المجنون


أردف مرة أخري : خدتها ع الأوضة وربطها ف السرير وعملت معاها أحلي شغل طبعا مش محتاج أفسرلك أكتر من كده


شهاب: اه ياو...... ياقذر يا ابن ال....


باسل : ماقولنا بلاش غلط ... واستني ابقي اتكلم ف الأخر لما أخلصلك الحدودته... طبعا كل ده فاكر أن صقر الي عمل كده .. بس أنا بقولهالك أنا الي عملت فيها كده وبكل فخر ... عشان مش باسل ضرغام الي تتاخد حاجه منه غصب.... ولا أي ياسيلي؟؟... قالها وهو يهمس ف أذنها 


فقامت بدعس قدمه بحذائها فتأوه فأشتد غضبه : كده ؟؟ يبقي أستحملي الي هتشوفيه دلوقت ... قالها ليصوب سلاحه نحو شهاب ... فتفاجاء بوجود حراس شهاب يحاوطون رجاله بالأسلحة ... فأطلق رصاصة ف الارض ثم ركض وهو يحاوط سيلين بزراعه حول عنقها 


وبدأ اطلاق النار بين الحراس والرجال وركض شهاب خلف باسل 


شهاب : روحت فين ياجبان والله ما انا سايبك.... قالها ليلتفت إلي يمينه فوجده يصعد بظهره ع درج معدني ومازال ممسك بسيلين 


باسل : عارف لو فكرت تعمل حركة كده ولا كده هفجرلك دماغها أو... صمت لينظر نحو لوحة تحكم ليضغط ع زر تشغيل ماكينة الفرم العملاقة لتبدء ف العمل بصوت مرعب فهي ذات قواطع معدنيه تتداخل ف بعضها البعض حيث لو ألقي بها أي شئ يصير فتات حتي لو كان معدن 


            


                    


شهاب ينظر بذعر إليه : أنت بتعمل أي يامجنون؟!!!


باسل وقد أرتسمت ع محياه إبتسامه ماكره : عشان لو فكرت تعمل حركة كده ولا كده... أقوم رامي حبيبتك ف المفرمة .... قالها كالذي أصابه الجنون


أتسعت عينيه بفزع :اديني بحذرك للمره الأخيرة سيباها أحسنلك ... قالها شهاب


باسل :ده ع جثتي .. وبعدين فين الفلوس الي قولتلك عليها؟


شهاب : برة ف العربيه 


باسل : عبيط أنا عشان اصدقك


شهاب : سيب مراتي وروح بنفسك خد الفلوس


كان مازال يصعد بظهره فلم يري الدرجة المتهالكة فتعثر ليقع للخلف ع ظهره فأفلت طرف الحبل من يده فركضت بسرعة الريح نحو شهاب 


شهاب وهو يزيل الاصقه من ع فمها : أنتي كويسه ؟


اومأت له بالإيجاب فلم تقدر ع التحدث من الخوف... أوقفتهم طلقة مصوبه اتجاههم... دفعها شهاب لتبتعد فتبادل إطلاق النار مع باسل ...ركض شهاب نحوه والاخر صعد ليصبح فوق الجسر المعدني 


سيلين بصياح : شهاااااااب


شهاب : أمشي أنتي واجري ع برة وادخلي العربية .. أنا مش هسيب الكلب ده غير لما اخدلك حقك منه... قالها وهو ينظر اليها


فأتسعت حدقتيها بذعر صارخة : شهااااااااااااااااب


______________________


_بعدما أغلقت المكالمة ارجعت ظهرها للخلف بأريحية تتنهد بقلق وخوف تنظر بفيرزتيها من النقاب إلي الطريق عبر النافذة المجاورة لها


 _ مالك؟؟ طبعا زمانه قالب عليكي الدنيا ده غير البوليس... قالها محمد الذي ينظر إليها من خلال المرآه


فيروز : لاء مجبتش سيرة بس أنا عارفاه كويس زمانه بيدور عليا زي المجنون ... خلاص قلبي مات من ناحيته وعمري ماهسامحه


_محمد : بصي يافيروز أنا هقولك كلمة الحق أنتي غلطي فعلا لما وصلتيه لدرجة انه يشك فيكي لما كدبتي عليه ... لكن هو غلط أكتر منك لما صدق الي حصل وأنه منين بيحبك وازاي مش واثق فيكي!!!..... صمت عندما رأي عبراتها بعينيها فأردف : خلاص متعيطيش عشان خاطري محصلش حاجه 


زفرت بسأم فقالت بنبرة ساخره : هيكون حصل أي أكتر من حياتي أتدمرت والدنيا واقفه ضدي كأنها حالفه أن ماشوفش يوم حلو .. حتي الإنسان الوحيد الي حبيته وكان عندي بالدنيا دي كلها اداني ضهرو وعمال ينتقم مني كأني عدوه ليه .. عمري ماهنسي نظرات عينيه ليا يوم ما أتقبض عليا ولايوم ماجالي المستشفي وكله كوم ولما جالي السجن يتشفي فيا وقرر انه يهيني ويجرحني لما قدم طلب الكشف عليا .. خلاني ألعن اللحظة لما شوفتو صدفة والعن قلبي الي مش عايز ينساه ... لكن والله بحق كل لحظة الم وعذاب انا عيشتها معاه عمري ماهسامحه وهمحيه من حياتي


            


                    


ع الرغم من السعادة التي تسللت بداخل قلبه من سماع كلماتها لكنه لم يعطي نفسه اي أمل فهو يعلم ان ذلك الحديث نابع من قلب جريح 

_ لسه بتحبيه؟


فيروز بغضب: أرجوك محمد قفل ع الموضوع ده ... قالتها ثم نظرت للجهه الأخري متحاشيه نظراته .... فأردفت قائلة : اه صح رنيم قالتلي أنك هتفهمني ع كل حاجه


ابتسم بعكس الألم الذي بداخله فتوقف بالسيارة ع جانب الطريق وقال بنبرة جدية : دلوقت زي ما انتي عارفه احم .. هربانه وعليكي حكم سنة بالتأكيد اسمك ف قايمة الممنوعين من السفر عشان كده جهزتلك باسبور بأسم واحدة فرنسية اسمها روزلين روبرت آرثر نفس عمرك لكن عندها مشكلة ف النطق 


نظرت له بأستغراب : مين دي ؟ ومشكلة نطق اي الي عندها؟


محمد: روزلين دي كانت أخت واحد صديقي من الأم بس مفقودة بقالها سنتين والمشكله الي عندها انها مبتتكلمش 


فيروز : يعني يوم ما اهرب ياربي يتحكم عليا اعيش خرصا 


ابتسم قائلا : مش ع طول هيبقي ادام الناس بس ومتخافيش صاحبي ده حكيتلو ع ظروفك واول ما عرف ساعدني وبعتلي الباسبور والاوراق الي تثبت انك  روزلين.... قالها واعطاها جواز السفر 


اخذته لتلقي نظره ع محتواه : دي فيها شبه مني جامد بس هي شقرا 


محمد: انا عامل حسابي وجبتلك حاجات ف الشنطه دي هتلبسيها قبل ماندخل المطار .... قالها وهو يشير صوب حقيبة ملقاه بجوارها بالمقعد


فيروز: طيب أنا كنت أتكلم مع ماما


محمد : مش هينفع دلوقت خالص وبعدين هي لسه متعرفش أنك هربتي ان شاء الله أول ماهتوصلي بالسلامة هخليها تكلمك 


___________________________


قالتها لتري باسل قد وجه لكمة الي شهاب ... فقام شهاب بتفاديها ثم وجه إليه لكمات وقام بركله وبادله الأخر كذلك فأختل توازن شهاب من فوق الجسر وكاد يسقط لينظر إلي أسفل ... فوجد إذا سقط فسيسقط ف ماكينة الفرم 


ظلت تصرخ وتبكي مناديه بأسمه .... أقترب منه باسل ليدفعه للسقوط لكن كان الأخر متمسك بالدرابزون المعدني للجسر وبحركة سريعه أعاد توازنه ليركل باسل ف بطنه ....فتأوه باسل واستشاط غضبا فركض نحوه ليوجه ضربه له فأستعد شهاب له بوضع الدفاع ... فشاء القدر بأن تنزلق قدماه بسبب سلاح شهاب الذي سقط منه .. فأختل توازنه ليسقط من أعلي الجسر فتمسك بالدرابزون بيديه لكن جسده متدلي ...


رمقه شهاب بتشفي ليقهقه باسل بسخرية : حتي لو موت دلوقت هفضل عايش جواك .. كل ماتقرب من مراتك هتفتكرني 


زمجر شهاب بغضب : اخرص ياحيوان 


باسل كان يحاول أن يتسلق لأعلي وهو يضحك : حيوان افضل من اكون مغفل ... قالها بسخرية فأستمر بالضحك لتسكته رصاصة أتت له من بعيد لتصيب زراعه 


            


                    


ألتقط شهاب سلاحه الملقي ع الارض فوجهه نحو مصدر الرصاصة 


وجد رجل يصيح :وقف ضرب النار .. انا مش ضدك


تعجب شهاب : انت مين؟؟؟؟؟


الرجل : احنا مش جايين نأذيك انت ورجالتك .. احنا جايين تصفية حسابات


نظر باسل لصاحب الصوت وهو مازال متمسك لكن بزراع واحده : توربيني؟؟؟؟؟؟؟


توربيني : ايوه انا يا باسل ... معلش ده أمر من عمك ان احنا نخلص عليك وبعتلك السلام وبيقولك هو معرفش يربيك فهيبعتك لأبوك هو الي يربيك


باسل : لاااااااااااااااا قالها ليطلق الرجل رصاصه نحو يده الذي يمسك بها الجسر فسقط ع الفور ف الماكينة لتجذبه القواطع المعدنيه بشكل تقشعر له الأبدان فتطحن عظامه قبل لحمه وتتناثر دماءه بشكل مرعب كأنها نافورة مياه تتقاذف لأعلي... صاحت سيلين بصراخات لم تتحمل رؤية ذلك ...فأبتعد شهاب ليركض ويهبط الدرج حتي يتحاشي النظر لذلك المشهد المروع


_ وأخيرا كانت نهاية ذلك الشيطان اللعين الذي لم يرحم أحد ...فما حدث له أقل شئ يستحقه .....


خرج الجميع من المصنع ووصلت سيارات الاسعاف لتأخذ المصابين من رجال شهاب ومن رجال باسل ....وجاءت الشرطة للتحقيق فيما حدث .. فعثرو ع الطفل الرضيع مازن موجود بالمقعد الخلف بسيارة باسل ...وقامو بتسليمه إلي جدته والدة مايا التي لم تسافر بعد بل قررت ان تستقر ف مصر وزوجها تركها وعاد إلي كندا ..... وأخيرا علم شهاب بالحقيقة فشعر بأحتقار وازدراء اتجاه نفسه ... وانه قد ظلم زوجته وحكم عليها بدون أن يعطيها حق الدفاع عن نفسها ... فقرر ان يطلب منها السماح والغفران... لكن لايعلم انها تحولت لشخص أخر أقوي من ذي قبل ... لايمكن ان تسامحه بسهولة فلابد أن يدفع ثمن كل العذاب والآلام النفسية التي تسببها لها ... فماذا ستفعل؟؟؟


_______________


_ في منزل صقر.... 


رنيم تتجول ف غرفتها ذهابا وإيابا وهي تحاول أن تبدو ع سجيتها حيث لا ينكشف أمرها أمام شقيقها الذي ع وشك الوصول 


ظلت تتحدث مع نفسها : طيب اتصرف ازاي دلوقت !!.. إياس طبعا أكيد أتأكد أنا السبب وليه يد ف الموضوع .. المصيبة بقي أخويا المجنون ده مش بعيد يسجني لأني هربتها .. أعمل أي ف قلبي الرهيف الي هيوديني ف داهية ده.. مش مشكل....


قاطع حديثها صوت فتح باب المنزل بمفتاحه الخاص ... أخذت شهيقا وزفرت بروية وارتدت قناع الجدية وكأن لم يحدث شيئا.. أسرعت تجلس بمخدعها وأمسكت بحاسوبها المتنقل وتصنعت أنها تتصفح البريد الالكتروني خاصتها....


دلف بهدوء مميت بعكس مايجول بداخله من غضب مثل أجيج النار المشتعلة وخطي نحو غرفتها فوجد الباب مفتوحا .. طرق بستأذان 


رنيم : صقر ؟... قالتها بإبتسامة تخفي وراءها إرتباك ورعب يجري كالدماء ف عروقها 


ضييق عينيه ثم رفع إحدي حاجبيه : ومالك أتخضيتي ليه؟!


            


                    


أستمرت بالإبتسام : ولاأتخضيت ولا حاجه ابدا اصل مش عادتك ترجع بدري بقالك فترة بترجع متأخر فأستغربت بس


تقدم خطوات نحوها ثم جلس بجوارها ع التخت وتصنع بأنه يتأمل ساعته البلاتينية فقال : سبب أن أنا جيت بدري النهاردة هو أن ف حد ابن حلال هرب فيروز ... قالها ليرفع عينيه ويحدق ف عينيها ليري التوتر بداخلهم


رنيم : اي ده هربت؟ ازاي؟... قالتها بأستغراب متصنع


مد يديه نحو الحاسوب ليأخذه منها فقال : ما انا هقولك ازاي دلوقت


ازداد توترها وخوفها فأبتلعت ريقها بصعوبة : هو أنت ناوي تعمل سيرش ع جوجل بمين هرب فيروز.... قالتها بمزاح فأطلقت ضحكة فتحولت ضحكاتها إلي ملامح قد ارتعبت من نظراته المخيفه فنهضت ع الفور فأمسك بيدها 


_ تعالي هنا رايحه فين؟... قالها ليلقي بها بجواره 


لم تجيب عليه فنظرت إلي الأسفل .. فأردف هو : رنيم .. أنا مش هتنرفز ولا هزعئ بس عايز إجابة واحده بس .. فيروز فين؟؟؟


رنيم بخوف وتردد: وو أأنا مالي .. هاعرف إزاي.. مش أنت ظابط ودي شغلتك؟؟


ضغط بقبضته ع يدها بقوة فتألمت : فيروز راحت فين؟؟؟


رنيم : معرفش ... قالتها بإستنكار


تعالت أنفاسه الغاضبه فصاح بصوت دب الرعب ف أوصالها إلي حد النخاع : وقسما بربي لو ماقولتي هي فين لأكون حبسك ف أوضتك ومش هتشوفي الشارع ولا خطيبك كمان .. ده غير هتشوفي مني أسوء معامله ... قالها بنظراته التي جمدت دماؤها من الخوف


رنيم : أأنا هحكي...... قاطع جملتها رنين هاتفها وقلبها كأنه سقط من فوق الجبل ... فهي تعلم من دون أن تنظر ف الهاتف من المتصل


ترك يدها ليسبقها فأخذ هاتفها ليجد اسم المتصل .....


__________________


 _ منذ قليل.... 


وصل أخيرا أمام مطار القاهرة الدولي ... نزل من السيارة .. فتبعته هي الأخري لتفتح باب السياره ونزلت بثقة تخفي خلفها خوف وقلق من أن ينكشف أمرها بالداخل ..... داعبت نسمات الهواء خصلات شعرها الأشقر المستعار ..ارتدت النظارة الشمسية لتخفي ذلك التوتر أسفلها.... فهي الآن من يراها يقسم أنها أمرأه فرنسية بالفعل ... ترتدي جونلة سوداء ضيقة تصل إلي أسفل ركبتيها... يعلوها قميص حريري بللون النبيذ الأحمر .....ممسكة بيدها حقيبة يد بللون الأسود


_ كل حاجه تمام؟... قالها محمد 


أومأت له برأسها بالإيجاب ولم تتفوه كما أمرها ...فأثني ساعده لها لتضع يدها مستنده عليه ... دلف كليهما إلي داخل المطار فأتجهو نحو كاونتر الخطوط للتمكن من إنهاء خطوات السفر والتفتيش الأمني الكامل بعدما تفحص الضابط المسئول جواز السفر الخاص بها ونظر لصورتها الشخصية به وإلي ملامحها فكانت هي وصاحبة الصورة كأنهما شخص واحد فأشار إليها بأن تكمل مسيرتها لتذهب إلي إتجاه بوابة المغادرة.... وقبل أن تغادر


            


                    


محمد : أنا خلاص أخري هنا معاكي .. خدي بالك من نفسك .. وأنا هفضل متابع معاكي ... ومتقلقيش من هناك اول ماهتوصلي هتلاقي صاحبي مستنيكي هو مش مصري بس عربي زينا 


أبتسمت فهمست له : تسلملي يامحمد ربنا يخليك ليا 


أشار اليها وقال هامسا : هوس متتكلميش المفروض أنتي فاقدة النطق


أومأت له مبتسمة ... فأردف وقال : ربنا عالم أنا بعزك أد أي ومش عشان الي فدماغك بالعكس أنتي بنت عمتي ومن دمي قبل أي شئ تاني ... والحب الحقيقي أنك تشوف الي بتحبه سعيد وفرحان حتي لو بعيد عنك أو مع شخص غيرك.... قالها لكن نظراته لها كانت تقول أنه يعشقها ولم يعشق غيرها 


_ أعلنت موظفة الإعلام بالمطار : ع السادة المسافرين التوجه للطائرة التي ستقلع إلي باريس.... ثم أعلنت مرة أخري باللغة الإنجليزية ثم الفرنسية


مد يده ليصافحها مودعا إياها : مع السلامة يابنت عمتي


أكتفت بالمصافحة وإبتسامة وداع لتغادر الصالة وتذهب للطائرة 


_ حاول منع عبرته التي أرادت أن تنسدل عنوة عنه .... خاصة عندما رأي الطائرة قد أقلعت لتحلق ف نحو السماء متجهة إلي مدينة النور والجمال 


غادر المطار فأستقل سيارته متجها نحو الشركة وف طريقه هاتف رنيم ليطمأنها.... فتزكر شيئا ما ليقول لنفسه : ده أي الزهايمر الي أنا فيه ده ليه مقولتلهاش أن صاحبي ده هي تعرفه كويس 


__________________   


نعود مرة أخري للأتصال الوارد لرنيم....


ضغط صقر ع علامة فتح المكالمه وع علامة السماعة المكبرة ( الاسبيكر)


محمد : الو يارنيم 


أشار لها صقر بأن تجيب


رنيم بتردد : أأيوه ياا محمد ... قالتها وهي تعتصر عينيها بخوف


محمد : خلاص وصلتها والطيارة طلعت ....وان شاء الله بعد 5 ساعات هتكون ف باريس... وانا طالع ع الشركة دلوقت وبعدها هعدي ع عمتي أطمنها عليها عشان متعرفش أن هربتها وسافرت


رنيم : طيب ... سلام 


تطايرت نيران الغضب من عينيه بعدما أغلق المكالمة ..... فأمسكها من زراعها بغضب : أنتو صنف أي !! مش هتبطلو أم الكدب الي بيجري ف دمكو ده


رنيم : آآآه دراعي هيتخلع ف أيدك... خلاص أهي سافرت عشان تترحم من ظلمك وقساوتك ليها


ألقي زراعها فصاح بغضب : هو أنتو ليه كلكو مش حاسيين بالي جوايا وعمالين تعاتبوني كأني أنا الي عملت فيها كده .. هي كدبت وفضلت ماشية ورا دماغها لحد ماوديتها ف داهيه .. والي حضراتكو متعرفهوش أنا كنت هساعدها بعد ما تعمل الكشف ده


رمقته بأمتعاض : تساعدها!!! ماهو باين .. أصدك تقول تذلها تقهرها 


لم يجيب عليها ورمقها من أعلي لأسفل ثم غادر مسرعا  وركضت خلفه 


            


                    


رنيم : أنت رايح له ؟؟...... قالتها لتجده فتح باب المنزل ثم خرج وصفق الباب خلفه بقوة... فأردفت : لما اتصل بيه وابلغه قبل ماصقر يوصلو.... قالتها لتهاتف محمد لكن وجدت هاتفه مغلق


___________________________ 


_ في شركة الأسيوطي جروب ...


محمد يجلس بمكتب والده الذي سافر لإتمام صفقة بالخارج ....كان يتفحص بعض الملفات ويقوم بمراجعتها ... طرق باب المكتب


محمد : ادخل


دلفت السكرتيرة ثم أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحوه تحمل أوراق وملفات ورقيه : أنا خلصت وطبعت كل التقارير الي حضرتك قولتلي عليها مفاضلش غير عقود الصفقات المشتركة مابينا ومابين مجموعة السويفي 


محمد : طيب أتفضلي قعدي دلوقت وأنا هراجعهم معاكي


ابتسمت فقالت : تحت أمرك يافندم


لم تمر ثوان حتي أندفع الباب بقوة ليدلف اليه مثل الثور الهائج .... فوقف محمد بذهول ليجد الأخر يتقدم نحوه وقام بتوجيه لكمة قويه 


صاحت السكرتيرة : اعااا ... أنا هاروح ابلغ السكيورتي بسرعه .... قالتها فأوقفها محمد بأشارة من يده فقال وهو يمسك بفكه أثر اللكمه : اخرجي دلوقت واقفلي الباب وممنوع حد يدخل 


تمثلت لأوامره وركضت بالخارج وأوصدت الباب خلفها .....


صقر : ليه عملت كده لييييييييييييييه؟؟؟؟؟.. قالها بصياح غاضبا


محمد: عشان ابعدها عنك وعن الظلم الي انت معيشاها فيه


صقر : أنت تعرف أن الدنيا مقلوبة وبيدورو عليها ولو عرفو أنك أنت الي ورا الموضوع ده هتتسجن 


محمد بتحدي : أثبت !!


صقر: أقدر أثبت وبكل سهولة واخلي المساعدين بتوع مصلحة الكشف الطبي يعترفو عليك بأنك خلتهم يهربوها


ابتسم محمد بتهكم : أنت فاكرني عبيط للدرجدي مش أنا الي أتفقت معاهم بنفسي ... رجالتي كتير .. روح دور ع مين الي عمل كده


صقر: ع فكرة انا كنت هثبت براءتها بس بعد ما اتأكد من حاجه ف الكشف وده لسبب شخصي ليا انا ... لكن بغباءك ده ثبت التهمه عليها أكتر 


محمد : متقلقش ياصقر ان شاء الله هثبت براءتها بس وهي برة السجن بعيد عن الاشكال الي جوه ... مش حفيدة الأسيوطي التي تتسجن وسط عاهرات 


صقر: ونسيت تضيف حاجه كمان بنت شوقي ضرغام ... قالها ظنا منه أنه لايعرف


فاجاءه محمد وقال : أنا عارف كل حاجه وده موضوع قديم وهي ملهاش ذنب فيه 


صقر: عموما أنا مش هسكت ولو هتوصل أن هسافرلها باريس واجيبها من هناك


محمد : اتفضل سافر حد ماسكك .. بس يكون ف علمك هي بقت بتكرهك ومش طايقة تسمع اسمك وكل الي جواها من ناحيتك اتحول لكراهية وحقد 


            


                    


صقر : أنا عارف فيروز أكتر من نفسها كويس... ودي حاجه تخصني أنا وهي بس


محمد : خليك أحلم براحتك بس هي خلاص بقت واحدة تانيه غير الي تعرفها


تقدم نحوه ليحدق به : مالك؟؟ متضايق اوي كده ليه ؟ ولا عشان اختارتني وحبتني انا .. وانت ياحرام بتحبها ومش قادر تحب غيرها .. ولا تكون فاكر ان مش فاهم نظراتك يوم خطوبتي انا وهي كانت دموعك بتلمع جوه عنيك وانت شايفاها واقفه جمبي ايدها ف ايديا ولما كنت حاضنها واحنا بنرقص 


جز محمد ع اسنانه وكان يمسك بقلم فأنكسر بين قبضته : اه بحبها وهفضل هحبها حتي لو مش هتبقي ليا... يكفي بس اشوفها سعيدة وبخير حتي لو بعيده عني... مش اظلمها واقسي عليها واقول ان انا بحبها


أثارت كلماته غضب صقر فضرب ع المكتب بقبضة قويه : أنا كنت عامل خاطر لحساب العيشرة الي مابينا ... بس أنا الي بقولهالك استعد للجاي يامحمد ومتلومنيش ع الي هعمله ... وهاجيب بنت عمتك حتي لو كانت ف سابع ارض... قالها ثم غادر المكتب 


ظل محمد ف مكانه ينظر نحو الباب : اذا رجعتلك تاني اصلا ... قالها بتهكم


_______________


_ تهبط الطائرة ع أسفلت أراضي باريس بمطار شارل ديجول...... وبعد رحلة استمرت 5 ساعات .... وصلت فيروز إلي نقطة تحول حياتها إلي الأفضل ... لكن عليها أن تلتزم بقواعد وأهمها أنها بكماء لفترة قصيرة 


فتح باب الطائرة ليهبط الدرج نزل العديد من الركاب بمختلف الجنسيات منهم فرنسي الجنسية ومنهم الآسيوي ومنهم المصري وايضا من المغرب والجزائر وتونس


اخيرا ظهرت من بينهم وهي تنزل الدرج بحذائها الأحمر القاني المخملي ذو الكعب المرتفع .. فتقدمت الي ردهة الاستقبال الذي ينتظر فيها الناس ذويهم الذين وصلو للتو بعدما انتهت من اجراءات الأمنيه للدخول .....


ظلت تتلفت يمينا ويسارا تبحث عن الذي ينتظرها بتوتر .... وجاء صوت من خلفها قائلا : روزلين!!!!


التفتت إليه لتتسع حدقتيها مشدوهة وتفوهت عنوة عنه بأسمه : مسيو فارس!!!!


تسمر بمكانه يتأمل بعينيه غير مصدقا لم يتوقع أنها هي فهو لايعلم بأنها من أقارب محمد صديقه ... كما صدم ف التشابه الكبير بينها وبين شقيقته المفقودة منذ سنتين خاصة بعد ارتدائها الشعر المستعار ذو اللون الاشقر المنسدل ...وبعض اللمسات التي تجعل وجهها كالشقراوات تمام وفيروزتيها أكملت ذلك المظهر ع أكمل وجه 


أبتلع ريقه بتوتر ثم أنفرجت أساريره بسعاده : فيروز!!!... قالها لتدفعه مشاعره وقلبه الذي يشتاق إليها دائما إلي معانقتها .... وأردف : اشتئتلك كتير حبيبتي 


تلون وجهها بحمرة الخجل : مسيو فارس أناااا... لم تكمل عندما أبتعد وملامحه يبدو عليها الإحراج : بعتذر منك لا تأخذيني شو أعمل بئلبي مو مصدء الي صار


            


                    


أرادت تغير مجري الحديث : غريبة ان محمد مقاليش انك انت الي مستنيني 


فارس : احم .. أي نفس الي صار معي أنا ... هو حكالي شي شغلات عن السجن والتهمه والظلم الي صار معك...لكن مو ئلي أنك أنتي .. أنا بعت الاوراق والباسبور الخاص بشقيقتي وتركت له بائي الاجراءات 


فيروز : شكرا لحضرتك


فارس :ليكي ... أنا هيك بزعل .. ما في بينتنا كلمة شكر أنتي هون ببلدي وف حمايتي


فيروز : بلدك؟ مش حضرتك من سوريا؟


فارس : يالله هي ئصة كبيرة بحكيها ليكي واحنا بالسياره .. يلا بينا


غادرا المطار ليستقل كلاهما سيارته الفيراري الفارهة ... 


فارس : بمناسبة أنك هتبقي معي لفترة كبيرة بباريس شو تريدي أحكي معك بالمصري ولا بالسوري وفرنسي ؟ قالها مازحا


ابتسمت لتظهر غمزتيها ليزداد جمالها الذي شرد فيه : كيف مابدك أنت مسيو فارس


فارس :ماشاءالله وبقينا نحكي سوري


فيروز : التركي والهندي المدبلج الحمدلله خلو عندنا قاموس كبير من اللهجة السورية 


فارس : يعني بتفهمي سوري منيح؟


فيروز : طبعا


فارس : بنشوف؟ ئليلي .. شو معني أواعي ؟ 


نظرت له بتمعن وهي تفكر : امممم ... انا فكراها كويس بس نسيت 


فارس : يعني.... 


قاطعته فيروز : يعني هدوم او ملابس


فارس : برافو عليكي.... أنتي شطورة كتير.... بس بدي أحكيلك الاول عن المسكن والشغلات الي هتصير معك اي؟


فيروز : محمد قالي أنه أنتي هتفهمني الي هيحصل 


فارس : بعرف .. اولا احكي مصر شوي معك مشان تفهمني منيح.... انا دلوقت هاخدك ونروح نتغدي ف مطعم قريب وبعد كده نروح نشتري ملابس ليكي وكل المستلزمات الي هتحتاجيها 


فيروز : طيب ممكن تحكيلي عن روزلين وعنك انت كمان ؟ وازاي اختك فرنسية ومن اسمها ف اختلاف ف الديانه وحاجات كتير مش فاهماها


_ بداخل مطعم باسكو ....


يجلس فارس وفيروز حول الطاولة الخشبية المستديرة تحاوطهم الجدران ذات الطراز الكلاسيكي والخشب المعلق فهو من أشهر مطاعم باريس التي تقدم أطباق البحر المتوسط وجنوب فرنسا .....


تنهد فارس الذي يجلس مقابلها : اولا روزلين شقيقتي من الأم ... الماما الله يرحمها كانت فرنسية أسمها ناتالي مارسيل .. أنفصلت عن بابا وأنا عندي 3 سنين كنا لستنا بسوريا ... رجعت ع بلدها فرنسا وهون اتجوزت رجل الأعمال ألبرت آرثر بابا روزلين... وبالتالي روزلين ع نفس الديانة تبع باباها وانا مسلم مثل بابا 


            


                    


فيروز : دلوقت فهمت ... بس هي فعلا مبتتكلمش؟


فارس : أي فقدت النطق من قبل ماتختفي بشهور ... أخدتها لأطباء كتير هون وبأمريكا كلهم أجمعو أن حالتها ترجع للعامل النفسي .. وكانت ما بتحكي شو الي زعلها 


فيروز : معلش أنا عارفة ان صدعتك بأسألتي كتير بس محمد كان قايلي ان اعمل مابتكلمش 


فارس : ف حالات معينه بس ... لما يكون معي حدا بيعرف روزلين وانا هعرفك عليهم ماتخافي


ابتسمت له ليبادلها ببسمة مليئه بالحب فأردف : ونسيت أقول لك شي .. انتي هتعيشي بالمسكن تبعي 


فيروز : ازاي!!!


ابتسم فقال : انا مو هعيش معك بمسكن واحد .. هو بيتي وانتي هتعيشي فيه وانا بروح ع بيت تاني تبعي بس هيكون ف نفس البناية 


فيروز : لو جيران ماشي


فارس : ههههههه .. احلي جيران والله 


جاء النادل ليضع أمامهم الأطباق المليئة بمختلف الأطعمه ... فتناولو طعامهم ع أغنية المطربة الفرنسية الشهيرة إيدث بياف (لاتتركني )


https://www.youtube.com/watch?v=9Yho3na8E3o&list=RDTdPxjyxMD0A&index=27


_______________


_ تركت طفليها إلي خالتها لتقابل المحامي صديق زوج إبنة خالتها الذي سيأخذها لزيارة زوجها ... كما يريد بأن يسمع كل تفاصيل القضية حتي يظهر براءته


بعد ان استقلو سيارة أجرة أوصلتهم أمام سجن طرة ... حيث انه مسجون لكن لم تنطق المحكمة بالحكم النهائي بعد


دلفو الي الداخل بعدما قدم تصريح الزيارة ... فسمح لهم بزيارة أيمن بداخل مكتب المأمور 


سلمي : مش عارفة اشكرك ازاي ياأستاذ باهر 


باهر : الشكر لله يامدام سلمي أنا اهم حاجه عندي أن تظهر براءة استاذ أيمن لأن كل الناس عارفه انه مظلوم وقضيته بقت قضية رأي عام


سلمي : ربنا ينصرو ع الظالمين يارب ويظهر الحق 


باهر : يااااااااااارب


دلف العسكري بعدما طرق ع الباب ... فدلف خلفه أيمن الذي كبرت لحيته وشعره نمي كثيرا يرتدي الزي الأبيض لأنه مازال ع ذمة القضية ولم يحكم عليه بعد ....


نظرت له سلمي بأشتياق ... أحس باهر المحامي بذلك فتركهما مستأذنا للخارج فغادر ....


ركضت سلمي نحو زوجها لترتمي بين أحضانه : وحشتني اوي اوي يا ايمن.. الدنيا وحشه من غيرك ياحبيبي


ايمن : وانتي كمان وحشاني اوي ياحبيبتي ... انا مستحمل كل ده عشانك وعشان العيال... قالها وهو يشتد ف معانقتها  


سلمي : انا عارفه بس كان نفسي تقول الحقيقه .. وربنا معانا 


أيمن : ونعم بالله بس مش هستحمل عليكو أي حاجه أنتي والولاد الي باقيين ليا ف الدنيا وان شاء الله ربنا هيظهر الحق قلبي حاسس بكده


            


                    


سلمي : ياااارب ياحبيبي ياااارب


أيمن : اه صح مين الاستاذ الي كان قاعد ومشي بره


سلمي : ده أستاذ باهر المحامي يبقي صاحب جوز مروة بنت خالتي .. الله يباركله لما عرف بقضيتك قرر انه يبقي المحامي بتاعك وهيدافع عنك ف الجلسات الجايه وبدون اي اتعاب  


أيمن : وانتي عامله اي وعمر وسليم وخالتك كلكو عاملين اي؟


سلمي : الحمد لله كلنا بخير وبندعيلك انك ترجعلنا بالسلامه


_ طرق الباب فدلف باهر .... وبعد ان تصافح مع أيمن بالأيدي والقاء السلامات


باهر : استاذ أيمن عايزك تحكيلي كل التفاصيل والي حصل معاك من غير كذب ولا تحوير عشان اقدر اساعدك 


أيمن : حاضر والله هحكيلك كل حاجه بصدق .............. وظل يسرد له كل شئ


باهر : تمام اوي كده ... يبقي هنبتدي من الشنطة الي حضرتك شيلتها دي دليل اثبات يدين شوقي ضرغام ورجالته 


أيمن : ازاي؟


باهر : سيبلي الموضوع ده دي لعبتي


_ أخذ المحامي يتحدث معه ويفهمه ماسيتخذه من اجراءات.... ثم اخرج ورقه وقال: ودلوقت عايزك تمضيلي ع التوكيل ده ...... قالها فأخذ أيمن الورقه والقلم وخطي اسمه اسفل الورقه (أيمن محمود)


_______________


بعد ساعات من التسوق والتنزه ف شوارع باريس السياحيه ... وصل أمام البناء الذي يقطن فيه .... نزلو سويا فدلفو الي الداخل ليصعدا الدرج حيث  يقطن ف الطابق الثاني ... فتح الباب بالمفتاح الخاص 


فارس : خطي برجلك اليمين ياشابه ... قالها مازحا


فيروز : ههههههه ده كده قلبت ع ريا وسكينه 


فارس : ياحفيظ يالله ... بتشبهني بهي المجرمين 


دلفت خلفه وتركت الباب مفتوحا فتفهم ذلك ...


فيروز : سوري مسيو فارس


فارس : أنا بقبل الاعتذار لكن بشرط واحد 


فيروز : اتفضل 


فارس : ما تقيليلي مسيو مرة تانيه وانا قبل هيك كنت متفق معك لما كنا بمصر ولا نسيتي؟


ابتسمت ولم تصل بسمتها إلي عينيها : لا فاكرة


تنهد فقال : أنا الي بعتذر منك لو فكرتك بأشيا ضايقتك 


فيروز : لاء خالص مش زعلانه ولا متضايقه أنا بس تعبانه شويه من الايام الي فاتت ونفسي أرتاح شويه 


فارس : ع راحتك .. وعندك كل شي بالبيت ولو احتجتيني انا ساكن ادامك ... نسيت شي ثواني ... قالها ليخرج من احدي الحقائب : اتفضلي 


وجدت هاتفه بيده فأخذته : ده ليا؟


فارس : اي ليكي .. مشان تتطمني ع إمك وتطمني محمد عليكي أنا مسجل رقم محمد عندك ورقمي ... يلا سلام اتركك لترتاحي شوي من السفر ولما تصحي دقيلي وهتلاقيني عندك ع طول 


فيروز : بجد مش عارفه اقول لحضرتك اي ... ربنا يخليك ويباركلك


فارس : الله يكرمك فيروز.. يلا اورفوار


_ قالها فغادر المنزل وذهب الي المنزل المقابل حيث قام بأعداده ليسكن فيه ...


حملت الحقائب لتدخلها الي الغرفة التي ستمكث فيها ...وظلت تتجول ف المنزل لتنبهر بهذا الطراز المختلط مابين الكلاسيكي والحديث ....بحثت عن المرحاض بعد أن تناولت المنشفة القطنية التي سترتديها بعد الاستحمام ... وكادت ان تدلف الي داخل المرحاض .. فسمعت رنين جرس المنزل


فيروز : بالتأكيد نسي يقولي ع حاجه او عايز حاجه من هنا... كويس مرنش الجرس وانا باخد شاور


اتجهت نحو الباب لتفتح فوجدت التي تفاجاءت بها : روزلين!!!!!!!!!!     


 

               الفصل السابع والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>