عشق الفيروز ( لاتظلمني) -
#الحلقة الخامسة والخمسون -
والسادسة والخمسون
بقلم ولاءرفعت علي
_ عينيها تقرأ في صمت تلك الكلمات التي يهتز لها القلوب .... تقرأها وصوته في أذنيها ...
عزيزتي فيروز ...
عندما يصلك ذلك الطرد وتقرأين تلك الرساله فأعلمِ إنني الآن ع متن الطائرة المتجهة إلي باريس... ذهاب بلا عودة ...أنا أسف علي مافعلته معكِ... أعلم أنني تعديت حدودي... لكن أقسم لكِ ذلك كان من دافع حبي ومشاعري إتجاهك ... لم أستطع السيطرة علي قلبي حينها ... لذلك سأفعل كما طلبتِ وهو الإبتعاد .. هذا أفضل حل من أجلك أنتِ لكن بالنسبة لي سيكون أصعب مايكون ... لأنني لا ولن أنساكي ... حبك يجري ف عروقي كمجري دماءي ..
أعذريني عزيزتي ... لن أطيل عليكِ الحديث كثيرا... أردت أن أشكركِ ع تلك الأيام الماضية عندما كنا في باريس ...كانت من أجمل أيام حياتي ... لن أنساها بل سأعيش ع ذكراها ...
أتمني لكِ كل السعادة من كل قلبي وأن يوفقك الله في حياتك .. وتحققي كل ما تتمنيه ... ستجدين عدة أوراق مرفقة مع الرسالة بداخل الظرف وهي عقود ملكية بكل الأسهم التي أمتلكها في مجموعة سيلي ديزاين .. أرجو أن تقبليها هدية مني ...
أتمني أن أري نجاحك ف يوما ما وأنتي صاحبة أكبر شركات التجميل في الوطن العربي كله بل العالم أيضا... أنتِ تستحقين هذا واكثر عن جدارة
وفي الختام لن أقول لكِ وداعا لأنني أكره الوداع .. بل سأقول ربما ف يوم من الأيام سنلتقي.. لذا أقول لكي إللي اللقاء يافيروز القلب
فارس الشامي
_ في تلك اللحظة ينظر من النافذة المستديرة في الطائرة وكأنه يودع قلبه وحبه الذي قرر أن يتركهما ويرحل حتي لا يتعذب أكثر من ذلك .
_ طوت الرسالة وعينيها قد ألتمعت بعبراتها ... أمسكت الظرف لتري ما بداخله حتي وجدت عدة أوراق أخذت تقرأ كل منهم ع حده لتجدها حقا عقود تنازل ملكية إليها ... تركتها جانبا وأخذت هاتفها وقامت بفتح ملف معرض الصور .. تتأمل ف الصور التي جمعتها بفارس عندما كانا في باريس.
__________________
_ ينزل ع الدرج كالمجذوب ... يقسم بداخله إنه سوف ينتقم شر الإنتقام من ذلك اللعين يضع سلاحه خلف ظهره ....
_ أستني ياخالد يابني أنت هتعرف مكانه إزاي... قالها والد ليلي مناديا وهو يلحق به
توقف خالد وألتفت إليه وقال : لو سمحت ياعمي ده حقي وحق مراتي ومينفعش أتهاون فيه
والد ليلي بخوف :أنت دكتور وعقلك يوزن بلد تعالي نتكلم بالمنطق .. أنت دلوقت هتروحلو فين وأنت مش عارف هو ساكن ولا غار ف أنهي داهيه.. وبعدين أي السلاح الي معاك ده؟
خالد بنبرة جدية : متخافش ياعمي ده مسدس مترخص
رمقه بمكر وقال : يعني أنت ناوي تقتلو؟؟
خالد بإندفاع : وهشرب من دمه كمان
والد ليلي : طيب لو عملت كده هتتسجن.. وليلي هيهون عليك تكون بعيد عنها؟؟... قاله بنبرة هادئة وهي يراقب أثر كلماته ع زوج إبنته
صعد شاب في بداية العشرينيات الدرج وهو يركض ...وقابل والد ليلي وقال : عم أبو إسلام
_ نعم يا محمود؟
نظر محمود إلي خالد ثم نظر إلي والد ليلي وقال : إحنا عرفنا مكان الي اسمه علي
كاد خالد يهبط الدرج فأمسكه حماه من معصمه وقال لمحمود : هو فين؟؟
محمود : الواد عصام والواد بندق شافوه مستخبي ف ميكروباص الواد تيكا ابن أم منة
_ ومتعرفش فين الميكروباص ده؟
محمود : في الحارة الي جمب الموقف... قالها محمود حتي تأجج غضب خالد كالنيران فهو يعلم ذلك المكان ... تركهم وغادر مسرعا وهو يهبط الدرج
والد ليلي بصياح : أستني ياخالد ... ياخااااااااالد
خرجت ليلي مسرعه من باب المنزل وهي ترتدي عباءة سوداء وحجاب ...
_ أنتي يابت رايحه فين؟؟؟ قالتها والدتها وهي تلحق بها
ليلي بصياح : رايحة ألحق جوزي قبل مايروح ف داهيه
_________________________
_ أقترب من موقف سيارات الأجرة الجماعيه وهو يبحث بعينيه عن الزقاق الذي توجد به السيارة ... لاحظ وجود سائقين السيارات ... فكر مليا ثم أتجه نحو السيارة وكاد يفتح الباب...
أوقفه سائق السيارة وقال : معلش يانجم الميكروباص عطلان
لم يجيب عليه ليفتح الباب ذو المزلاق جانبا ... ليجد علي الذي يغط ف النوم ممدا ع المقعد الأمامي وقدميه ف واجهة خالد
قام خالد بجذب علي من قدميه بقوة ليستيقظ الأخر بذعر ويصيح
_ بتعمل أي يا ابن ال.......قالها بصياح لترتطم بأرضية السيارة رأسه وخالد يقوم بسحله
السائق وهو يشهر السكين ف وجهه خالد ويقول بنبرة تهديد : جري أي ياض جاي تاخدو عيني عينك كده ... قالها بصياح ليتوافد السائقين والماريين وتجمعو ليرو تلك المشاجرة
أمسك خالد بسلاحه الذي أخذه من خلف ظهره ورفعه لأعلي ليطلق رصاصة ف الهواء وقال بصوت جهوري : الي هيقرب من الكلب ده هخلص عليه زيو..... ثم نظر إلي علي بإزدراء وغضب وقال : وأنت لو قمت من مكانك هفرغ المسدس ده ف نفوخك
ضحك علي ساخرا : شيل اللعبة دي من أيدك ياشاطر بدل ماوديك أنت وعيلتك ف 60داهيه
رمقه بسخط ثم ركله بقدمه ف بطنه ليتأوه ويتكور مكانه ...
_ أنا هشهد الناس دي كلها عليك والي هيحكمو بيه هعملو ... قالها بصياح ثم أردف : لو حد جه خطف مراتك وعايز يعتدي عليها هتعمل ف أي؟؟؟
أرتفعت الهمهات وقال إحدهم : ده أنا هقطعو بسناني
وقال الأخر : ده أنا أشرحو حتت
رمقه خالد بإبتسامة وقال : أنا مجبتش حاجه من عندي الرجالة شهدت بالحق.. بس قبل كل حاجة لازم تتأدب ... قالها ليجذبه من شعره لينهض الأخر ويدافع عن نفسه ويوجه له ضربة قوية ف ساقه ليقع سلاحه جانبا ... فقام خالد بتوجيه لكمة ف منتصف وجه علي الذي أمسك بأنفه التي تذرف دماء...
_ خااااااااااالد ... قالتها ليلي وهي تخرج من بين الذين يقفون ويشاهدوا مايحدث ...
توقف خالد وصاح فيها : أنتي إي الي جابك هنا روحي ع البيت
قهقه علي بضحكات إستفزازيه وقال : جاية خايفة لوريك الغرميات الي مابينا ...قالها ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ويضغط عدة مرات حتي أتي بصور وأردف : بص ف الصور دي كويس وهتعرف إنها كانت بتستغفلك وعامله عليك الشويتين دول عشان تداري خيانتها ليك معايا ولو مش مصدقني ... أخرج محفظته الجلدية وفتح السحاب الداخلي وأخرج سلسلة ذهبية وأردف : أهي السلسلة بتاعتها معايا
تجهم وجهه وهو يتفحص الصور والسلسلة خاصتها ....
_ والله العظيم كداب وسافل وحيوان ... أنا كنت بركب ميكروباص لقيت السواق طلع ع طول من غير مايحمل وخدني ف شارع هادي وجيت أجري وأنزل لاقيت القذر ده ف وشي طلع الميكروباص وحاول يعتدي عليا .... قالتها ليلي ثم أجهشت بالبكاء
أستغل علي ذلك ليأخذ السلاح الملقي جانبا بدون أن يراه أحد وكاد يضرب طلقة نحو خالد ... فأوقفه ذلك الصوت
_ نزل السلاح ياأمين علي.... قالها الضابط وهو يصوب سلاحه نحو علي الذي ألقي السلاح
_ والله ما بتاعي يا منير بيه ... قالها بإستنكار
الضابط : هنعرف كل ده ف القسم .... ثم نظر إلي العساكر وقال :خدوهم يابني ع البوكس
فتوجه العساكر نحو علي وخالد ليأخذوهما ....
_ ميصحش كده يامنير بيه أنا أمين شرطة ليا وضعي ... قالها علي
الضابط : أنت بالذات تخرس خالص لأن متقدم فيك بلاغات أد كده غير خطفك لمدام ليلي وحاولت الإعتداء عليها
أقسم كذبا :والله ماحصل
الضابط بصياح غاضبا : أخرس ماتحلفش بالله كذب... دخلو ياعسكري يلا ف البوكس
أنطلقت سيارات الشرطة وخلفهم ليلي التي أستقلت سيارة اجرة
___________________________
_ بداخل المخفر .. في مكتب الضابط منير...
الضابط :أنت يا أستاذ علي ربنا كشف فضايحك لما قبضنا ع المدعو طارق عويس والمشهور بتيكا ... لقينا معاه مسروقات تشبه الأمانات الي بناخدها من المتهمين قبل الحجز موبايلات وساعات .. ده غير الموبايلات الي فرزناهم ولقينا ف واحد فيهم فيديو وحضرتك بتعتدي ع واحده ف الميكروباص
علي بذهول غيرمصدق : أنا يابيه؟؟
أمسك الضابط الهاتف وألقاه ع المكتب : أتفضل شوف وتيكا بنفسه أعترف إنه مصور الفيديو ده بأمر منك وإنه يعمل منه لقطات عشان تهددها بها وتفضحها أدام جوزها ... إحنا مبنجبش كلام من عندنا الإدله أهي وصاحبة البلاغ برة وجوزها كمان مرضتش أدخلو عشان لو دبحك أدامي مقدرش ألومو لأن أنا عندي ولايا وحاسس بالي هو فيه ... بس للأسف فيه قانون لازم نحترمه ونعمل بيه
علي بإنهيار : طيب ممكن أطلب محامي للدفاع
رمقه الضابط بإزدراء : ممكن طبعا بس هيدافع يقول أي... أنت متحول للتحقيق وموجه ضدك تهمتين سرقة وإغتصاب وتشهير بسمعة واحدة بريئة... ده غير الرشاوي الي متصور فيها بالصوت والصورة وأنت بتاخدها من الناس عشان تخلصلهم ورق وطلعلهم الرخص المسحوبه من حبايبك بتوع المرور... أنا بجد مش عارف أقولك أي الي زيك هم الي بوظو سمعة الداخليه روح ربنا ينتقم منك.... خدو ياعسكري ع الحجز وناديلي ع دكتور خالد وزوجته
العسكري : تمام يافندم ... قالها ليأخذ علي للخارج ليحدق فيه خالد بنظرات قاتلة وتمني لو قام بإحراقه حيا
دلف خالد برفقة ليلي....
_ أتفضل قعد يا دكتور خالد أنت ومدام ليلي... قالها الضابط
جلس كليهما أمام المكتب....
الضابط : أنا بصراحه مش عارف أبدأ أي ولا أقول أي بس كل الي ققولهولك زوجة حضرتك ست محترمة جدا وقعت ضحية لواحد شيطان كان عايز يدمر حياتكو بأي طريقة زي ما دمر وظلم حياة ناس أبرياء كتير... أنا كنت عايز أحكيلك بس توعدني تتحكم ف أعصابك وأوعدك أنا مش هسيبو غير لما هاخدلك حقك أنت ومدام ليلي
زفر خالد بضيق : حاضر أوعدك
قالها ليسرد له الضابط كل ماحدث وأعطاه الهاتف الذي مسجل عليه واقعة السيارة .. ليشعر بأن دماءه ستنفجر من عروقه وود قتل ذلك الوغد ويقطعه أربا أربا
بعدما أنتهي الضابط من السرد : هو ده كل الي حصل والباقي طبعا المدام حكتهولك وهي قبل ماتروحلكو الحارة جت وأستنجدت بيا وحكت لي ع الي حصل وخافت عليك لتقع ف شر الشيطان ده زي ما لحقناه ع أخر لحظة كان هيضرب عليك نار
خالد : متشكر لحضرتك يافندم ... وإن كان ع السلاح ده مترخص
الضابط : عارف وشوفت الترخيص الي لقوه ف محفظة حضرتك ... وأتفضل حاجتك أهي .. ومعلش ع الي حصل أنا عارف أن الشرف والعرض مينفعش فيهم كلمة أسف أو إعتذار ... بس أقل حاجه اقدر اقدمها هي إن أخدلكو حقكو بالقانون
خالد : وأنا أتشرفت بمعرفة حضرتك وشكرا جدا
الضابط : الشكر ده لمدام ليلي لولاها مكناش لحقنا المجزرة الي كانت هتحصل... للأسف الي زي أمين علي ان كان عسكري او لواء فاسد هم الي مشوهين سمعة رجال الشرطة واحنا ف بلد ماشية بمبدأ الحسنة بتخص والسيئة بتعم ع الرغم من وجود ظباط وعساكر وجميع الرتب ناس شرفاء وبيخافو ربنا زي أي مهنة تانية
خالد : ربنا يهدي الجميع
الضابط : أتفضل أمضي ع المحضر ده عشان ناخد الإجراءات ضد أمين علي ولو ف أي حاجة ممكن نبعتلكو حد من عندنا من غير شوشرة
خالد : تحت أمر سعادتك
الضابط : أتفضلو حضراتكو تقدرو تروحو.... قالها ليأخذ خالد متعلقاته وسلاحه ليوقفه الضابط
وقال : دكتور خالد أرجو من حضرتك تاخد حذرك ف إستخدام السلاح لأن الرصاصة الي هتخرج منه ممكن تضيع مستقبلك
أبتسم خالد وقال : عارف إن شاء الله مش هحتاجه بعد كده
أومأ له الضابط مبتسما
خالد وهو يمسك بيد ليلي التي ظلت صامته طوال الوقت ...وغادرا المخفر.. ليستقل كليهما سيارة ذات ثلاث إطارات (توكتوك)... حتي وصل أمام المنزل ... وصعدا الدرج ... ليجدا والدتها ووالدها ف إنتظارها.... وبعد الإطمئنان
دلف خالد برفقة ليلي إلي غرفتها ... ليوصد الباب ويتجه نحوها ويجذبها بعناق مزيج من الخوف والقلق والحب ... وكلما تذكر ماحدث لها ف غيابه تألم قلبه ويشتد ف عناقها بقوة وتنسدل من عينيه عبراته وكأنها تنسدل ف داخله وتطفئ نار الغضب التي بداخله .
________________________
- ولنبدأ صباح يوم جديد وأشعة الشمس تتسلل من الشرفة لتتجه صوب عينيها وهي مازالت نائمة ....
رنين هاتفها لم يتوقف منذ 10 دقائق .... فتحت أهدابها قليلا لتري نور الصباح ... نهضت وهي تشهق بفزع .... أنتبهت لإهتزاز ورنين هاتفها فأخذته من فوق الكومود لتري من المتصل ...
- ألو .. صباح الخير يا إيسو ... قالتها رنيم بصوت ناعس
إياس ع الجانب الأخر وهو يقف ف الشرفه ف منزله : صباح الجمال ع أجمل عروسة ف الدنيا دي كلها
أبتسمت بخجل وقالت : إياس
إياس بنبرة رجولية جذابة : نعم يانور عيون إياس
رنيم بنبرة رقيقه : أخيرا هنكون مع بعض
إياس : شوفتي بقي أخيرا هتبقي مراتي يابت
ضمت شفتيها كالطفلة وقالت : متقولش بت
ضحك وقال : ده أنتي بت البتات كلهم ... روني أنا مش مصدق نفسي أخيرا بقي ... قالها لترتسم ع محياه إبتسامة بلهاء
فصاح الأثنان بصوت واحد : وأخير هنتجوز هاااااااااااااااااع
- ربنا مايحرمك من الهبل يابني ... قالها نورالدين والد إياس
إياس بفرح جلي: بابا... حمدالله ع السلامه ياملك ... قالها وهو يحتضن والده يعناقه بترحاب
نورالدين : ملك يابكاش ... فرحك النهارده ورينا هتطلع ملك ولا ....
قاطعه إياس وهو يشير نحو هاتفه ويحرك شفتيه ويقول له هامسا : رنيم ع التليفون
أخذ منه الهاتف وقال: هات ياض أصبح ع عروستنا .... وضع الهاتف ع أذنه وقال : صباح الخير ياحبيبتي
رنيم : صباح الخير ياعمو ... حمدالله ع السلامه أنت وطنط
نور : الله يسلمك ياحبيبة عمو ... الواد إياس عامل معاكي أي ؟؟
رنيم : الحمدلله كويس
نور: عموما ياقلب عمو إنتي لسه فيها قبل ماتدبسي ممكن نزحلق الواد ده وتتجوزيني أحسن ... قالها بمزاح لتضحك رنيم
- أي يانور بتشقط مني خطيبتي عيني عينك كده؟؟؟.... قالها إياس مازحا
نور: أشقط !! ده أنت شغلك ف الأداب بهت عليك خالص ... لأخر مرة بقولك يارنيم فكري ف نور حبيبك
رنيم : ههههههههههه ياحبيبي يانور أنت الأصل
إياس : لاء ده أنا هاروح أناديلك ع ماما خليها تشوف الموضوع ده
نور : احم ... بس ياولد أنت فاكرني بخاف ولا أي .. عيب عليك أنا مسيطر
_ يانووووووووووووور .... قالتها مني والدة إياس منادية من الخارج
نور : جايلك ياحبيبة قلبي
إياس : هههههههههههه واضح السيطرة روحلها يانور وأنا جاي وراك
نور : طيب متتأخرش عليا بالله عليك عشان نسيت ف المطار الشنطة الي فيها الفستان الي هتحضر بيه فرحك وشكلها عرفت
إياس : حبيبي يابابا هتوحشني أوي ...هههههههههههههه
نور : بتتريئ ع أبوك ماشي ياواطي ...قالها ثم أردف بصوت جلي : جاي أهو ياروحي.... قالها وغادر الغرفه
إياس : روني أنتي معايا؟؟
رنيم : ههههههههههههههههه وربنا أنت وباباك ملكوش حل خالص
إياس : طيب ياروحي هسيبك بقي تجهزي حالك عشان المفروض شوية وهلبس وهعدي عليكي نروح الفندق
رنيم : ماشي ياحبي مستنياك.... سلام
_______________________________
_ أستيقظت بنشاط وهي تمد زراعيها لأعلي وتستنشق نسمات الهواء التي تولج من الشرفة ... نهضت من التخت ثم قامت بإعادة ترتيبه .... غادرت الغرفة ودلفت إلي المرحاض لتغتسل وتتوضأ.
_ بينما في الشقة المجاورة أستيقظ مرغما بعد رنين المنبه المزعج ...ليتثاءب ويفتح أهدابه بثقل ... أمسك هاتفه الذي تركه ع صورتها الذي ظل يتأملها طوال الليل ويحكي لها ما بداخله من مشاعر حبه لها .... نهض من التخت ليقف ويفرد زراعيه لأعلي ويحرك جسده بحركات رياضية .. فتح الخزانة ليتناول منها منشفة قطنية كبيرة ثم غادر الغرفة ليدلف إلي المرحاض.
_ هي خرجت من المرحاض وهي تجفف وجهها وزراعيها من المياه ... ودلفت إلي غرفتها تبحث عن إسدال الصلاة ذو اللون الأرجواني القاتم ومزخرف برسومات من الطراز البدوي... قامت بفرد سجادة الصلاة إتجاه القبلة لتؤدي فرضها..... إنتهت ثم جلست تردد أذكار الصباح وهي تدعو الله أن يهدي لها قلبها ويهدي لها من يعشقه قلبها .
_ خرج من المرحاض تلتف حول خصره المنشفة القطنيه وجسده تتساقط عليه قطرات المياه المنسدلة من شعره المبتل ... دلف إلي غرفته متجها نحو الخزانه وفتح ضلفتيها يبحث عن ثياب قطنيه يرتديها ... تناول فانلة بحمالات ذات اللون الأسود وبنطال قطني بنفس اللون .
_ نهضت وهي تطوي سجادة الصلاة ووضعتها جانبا ... شعرت بالأشتياق ..ترددت بأن تقف في الشرفة أم لا ... وهل هو قد أستيقظ ؟؟ أو مازال نائما؟.. أندفعت ساقيها نحو الشرفة وهي مازالت مرتدية الإسدال التي كان وجهها كالملاك وهي محجبه ...وقفت مستنده بكفيها ع السور تتأمل الشارع الساكن والعصافير التي تغرد فوق أغصان الأشجار التي تصل إلي الشرفة ... أوصدت عينيها عندما وصل إلي أنفها تلك الرائحة العطرية المتيمة بها .... فبدي ع ملامحها الإنزعاج عندما خالط تلك الرائحة دخان السجائر التي تمقتها ...
_ صباح الخير ... قالها صقر بنبرة قد عزفت ع أوتار قلبها
ألتفتت إليه وترتسم ع وجهها ملامح الجدية وقالت : صباح النور.... قالتها وهي ترمش وتنظر لأسفل
هو ظل متسمرا في مكانه يحدق بها وكأنه يراها لأول مرة ... رفعت عينيها ونظرت له عندما أحست بنظراته المثبته عليها ... لتلتقي عينيها بعينيه ودقات قلوبهما تخفق وتدوي إلي مسامعهم ...كما تعشق هي اللون الأسود عندما يرتديه...بينما هو قد أيقن بداخله إن الحجاب قد صُنع من أجلها تهامست شفتيه وقال بصوت يكاد مسموعا : تبارك الله فيما خلق
أحست بتوتر جلي وقالت : عن إذنك ... قالتها لتدلف إلي الداخل
_ لحظة من فضلك ... قالها بنبرة زوقية فنظرت إليه ووجنتيها توردت من الخجل
_ نعم ... قالتها بصوت منخفض
_ شكلك ماشاء الله جميل أوي بالحجاب... قالها بنبرة غزل عفيف
زاد توترها وهي تشيح بصرها جانبا : شكرا
_ والله ما بجامل أبدا ... أتمني إنك تلبسيه ديما
فيروز : إن شاء الله أنا بفكر فعلا ألبس الحجاب بس عن أقتناع من جوايا مش مجرد أن حد عايزني ألبسه .. قالتها وهي تراقب ردة فعله
هو يعلم إنها تريد إثارة حنقته لكن هو لم يعطيها الفرصة بل أبتسم وقال : طبعا لازم يكون أنتي الي عايزة كده من غير ماحد يفرضه عليكي
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت: طيب عن إذنك
أبتسم بجانب فمه لأنه يري التوتر ع ملامحها فقال : أنا هاروح القاعه ع المغرب كده إن شاء الله تحبي تيجي معايا؟؟
أجابت بإمتعاض : شكرا أنا هركب تاكسي وعارفة مكان الفندق
تنهد وقال : ماشي براحتك ... قالها فتركته ودلفت إلي الداخل وهي تضع يدها ع صدرها وتشعر بدقات قلبها المتلاحقة وأتجهت نحو المرآه ووقفت أمامها تتأمل وجهها المشرق بالحجاب ... ثم قامت بخلعه وتأملت ملامحها وهي بخصلات شعرها التي تحيط وجهها ... ثم لفت الحجاب مرة أخري ... ثم زفرت بحنق وقامت بخلعه وخلعت الإسدال بأكمله وقالت : مش هعمل أي حاجة لمجرد أنت عايز كده .
__________________
_ بداخل المجمع التجاري الشهير...
زفرت بوسي بضيق وقالت : قولتلك مش عاجبني ومش هلبس الأرف ده
قطب حاجبيه بأمتعاض وقال : أتعدلي يابسنت أحسنلك .. أنا مش كذا مرة حذرتك من أسلوبك ف الكلام معايا؟؟؟ قالها مصطفي بحنق
بوسي بنبرة إعتذار : أنا أسفه مكنتش أقصد .. بس أنا قولتلك مبحبش اللون الأسود.. مش بلبس اللون ده غير لما بكون نفسيتي زفت.. وفستان مش ستايلي خالص وعايزني أدخل أقيسه بالعافية .. وبعدين أنا نفسي أعرف أنت جيت معايا ليه ؟؟؟
رفع إحد حاجبيه وقال : أنا قاصد أجي معاكي أشوف الفستان الي هتلبسيه ف الفرح النهارده ... عشان حضرتك متفاجئنيش وألاقيكي لابسالي قميص نوم زي بتاع عيد ميلادك
تأففت بضيق : أووف بجد بقي ... أنا كان مالي ومال الحب والأرف والإرتباط ما أنا كنت عايشة حرة نفسي ... تفوهت بها لتجد ملامحه المتجهمه وحدق بها وهو يجز ع إسنانه
_ أنا مغصبتكيش ع إنك ترتبطي بيا.. وإحنا فيها من دلوقت يابنت الناس.. لو مش عايزاني قوليها .. أنا مش هزعل خالص .. بالعكس هزعل أكتر لما هحس إنك غاصبه نفسك ع حبك ليا.... قالها بنبرة جدية صارمة
شعرت بالندم من كلماتها فقالت : مصطفي أنا آسفه والله ما أقصد
صاح فيها وقال بصوت جلي : مش ملاحظة إعتذاراتك بقت كتير !!! ولا أنا عشان مش باخد معاكي موقف فتغلطي زي ما أنتي عايزة!!!
أقتربت وأمسكت يده وقالت بنبرة إعتذار : والله يامصطفي أنا كده أكبر عيب فيا لما بتعصب برمي كلام زي الطوب مبعرفش أنا بقول أي
رمقها بسخط وقال : طيب لما أنتي عارفه إن ده عيب مش ميزة ليه مبتتغيريش للأحسن حتي عشان نفسك مش عشان حد تاني
وقد بدأت تلتمع عبراتها بعينيها وقالت بصوت مختنق : عشان مكنش فيه حد ف حياتي يقولي ده غلط وده صح
تنهد بسأم وقال : طيب خلاص أهدي محصلش حاجه ... تعالي ونقي الي يعجبك بس أتمني تكون حاجة محتشمة ...صمت لتومأ له برأسها بالموافقة وهي تبتسم ... أمسك يدها وقبل كفها وأردف : يابسنت أنا شايفك جوهرة مينفعش الي رايح والي جاي يتفرج عليها .. أنتي فاهماني؟؟
أومأت له بالإيجاب وقالت : أممم فاهمه
فقال بنبرة حانيه : وبعدين من يوم ما صرحتلك بحبي ليكي وعرضت عليكي الجواز بعتبرك حتة مني وبخاف عليكي ومش بطيق حد يبص عليكي ولو بنظرة أنا ممكن أرتكب جريمة
أبتسمت بخجل وقالت : ميرسي ياديشا
مصطفي : أنتي فكراني بهزر ... أنا راجل صعيدي ودمي حامي والي يفكر يهاوب ناحية مارتي بإعتبار ماسيكون إن شاء الله هجتلو وهاسيح دمو وأتاويه والدبان الأزرج مايعرفلوش طريج جرة واصل.... قالها بطريقة كوميديه باللهجة الصعيدية
أخذت تضحك : ههههههههههه أنت مشكلة يخرب عقلك
غمز لها بعينه وقال : إحنا نعجبوكي جوي جوي ولا إي؟؟
أبتسمت بخجل وشعرت بالتوتر فقالت :طيب يلا نروح نشتري الفستان عشان لسه هاروح لروني ع طول ع الفندق ..لوأتأخرت عليها هتزعل مني
مصطفي بنظرات خبيثة : ماشي ..ماشي بتتهربي من سؤالي؟؟ ليك يوم ياجميل
______________________________
_ في إحدي المواقع السكنية التابعة لشركة الأسيوطي جروب ....
تقف بجدية وهي تلقي التعليمات ع العمال وهي تمسك بلوحة ورقية بها تصميم لبناء سكني ع الطراز الحديث
_ لاء ياريس ناصر السور لازم يكون عالي شوية ويكون محاوط الفيلا من جميع الجهات طبعا ماعدا فتحات البوابات ... قالتها بتول التي ترتدي خوذة الحماية ذات اللون الأصفر
ناصر بصوته الأجش : حاضر يابشمهندسه تؤمري يحاجه تاني؟؟
بتول وهي تشير إلي الرسم وقالت : والمداخل ياريت تراعي نقطة إنها تكون بحري مش شرقي عشان منكررش الغلطة بتاعت المرة الي فاتت .. يلا وروني مهمتكو يارجاله
كان يقف ع بُعد مترين يراقب تلك الفتاة التي كانت تتعامل معه برقة في مكتبه ها هي الأن تقف بجدية وعزيمة تلقي الأوامر والكل يستمع لها بدون نقاش... أثاره الفضول يريد أن يعرف أكثر عن شخصياتها التي جذبته بدون أن يدري
ألتفتت لتري ذلك الشارد ف عينيها ....
_ بشمهندس محمد ! قالتها وهي ترتسم إبتسامة ترحاب ع ثغرها
محمد : إحم ... صباح الخير يا آنسه بتول أصدي ياباشمهندسه
بتول : صباح الخير أي؟ إحنا بقينا بعد الضهر... وحضرتك جاي متأخر ساعة ... قالتها وهي ترتسم الجدية ع ملامحها
كتم ضحكاته وقال : أنا أسف يافندم مش هتتكرر تاني ... قالها مازحا
حدقت فيه بإقتضاب بمزاح : أنا ممكن أقبل أسفك بس ف حالة واحده لو فطرت معايا... قالتها وقامت بخلع حقيبتها التي تحملها ع ظهرها وفتحت السحاب وأخرجت علبة بلاستيكية
أبتسم وقال بلباقة : شكرا سابقتك بصراحة
_ خلاص مش هاكل .. قالتها وهي تضع العلبة مرة أخري ف الحقيبة
محمد : أنتي زعلتي ؟؟
أومأت له بالإيجاب وهي تزمت شفتيها لأسفل بحركة طفوليه....
إبتسم وقال : خلاص عشان خاطرك هاخد ساندوتش واحد
تنهدت بسأم وقالت : ماشي هعديها المرة دي لكن أعمل حسابك المرة الجاية هتفطر معايا ع طول .... قالتها وهي تعطيه شطيرة
قضم قطعة ويتذوقها ثم أبتلعها وقال : الله حلوة أوي الكفتة دي جيباها منين؟؟
رفعت إحدي حاجبيها بزهو وقالت : أنا الي عملاها أي رأيك؟؟
محمد : تسلم إيدك شكلك شاطرة ف المطبخ زي ما أنتي شاطرة ف شغلك
أبتلعت ما بفمها وقالت : مش أوي بصراحه يعني ع أدي لولا تعليمات توتي مكنتش هعرف أعمل كوباية شاي
ضحك وقال : توتي؟؟؟
بتول : أوبس .. ده أنا نسيت أعرفك ع توتي ... قالتها وأمسكت هاتفها وضغطت ع الشاشة عدة مرات وقالت وهي تعطيه الهاتف : دي بقي ياسيدي مامتي حبيبتي بقولها ياتوتي دلع تغريد
محمد : بسم الله ماشاء الله الي يشوفها يقول إنها أختك
بتول : فعلا حتي شخصيتها مبحسش إنها ماما خالص علاقتنا ببعض علاقة أتنين أصحاب مش مجرد بنت ومامتها
محمد : ربنا يخليهالك
بتول : يارب ... لما أعرفك ع بقية العصابة ....قالتها لتجده مشدوها فأردفت : هههههه دي العائلة الكريمة مسمين نفسنا عصابه ... أنا أبقي أكبر أخواتي عندي زوما ف 2 هندسة مدني وروان ف 3 ثانوي عام.... قالتها وهي تقلب الصور
محمد : طيب وأستاذ مراد والد حضرتك؟؟
تبدلت ملامحها فجاءة وقالت بحزن : بابا الله يرحمه توفي من سنتين
محمد بحزن : البقاء لله الله يرحمه
تنهدت وقالت : الله يرحمه ... أرتسمت إبتسامة بتصنع وقالت : تعرف إنك شبهه جدا
محمد : أنا؟؟
أبتسمت وهي تنظر من حولها :هو ف حد تاني معانا يعني؟؟ قالتها بسخرية مازحه فأردفت : كفاية كلام كتير بقي وتعالي أفرجكك ع اخر التطورات ...قالتها وهي تغلق سحاب الحقيبة وترتديها ع ظهرها وأتجها معا نحو الأساسات التي شيدها العمال لبناء فيلا شاسعة المساحة
محمد : ماشاء الله ... دول قربو يخلصو الأساسات ف يوم واحد
أبتسمت بفخر وقالت : أومال أنت فاكر أي أنا فوق دماغهم لحد مايخلصو بُنا ف خلال أسبوعين عشان نسلم الوحدة ف المواعيد الي أتفقتو عليها مع العملاء
حدق بها بإندهاش وإعجاب .. أدركت هي تلك النظرات فتوترت وكادت تلتفت للجهة الأخري لكن لم تأخذ حذرها من إنها تقف ع حافة قاعدة الأساسات فتعثرت قدميها لينثني كاحلها وأوشكت ع الوقع ... ألحق بها وهو يجذبها من خصرها لتتشبث بياقة سترته.... ليحدق ف عينيها لثوان ... حتي لاحظ تورد وجنتيها ... تركها ع الفور بإحراج وخجل
_ آسف أنا لاقيتك كنت هتقعي فاللحقتك ... قالها بدون أن ينظر لها
أرتسم طيف إبتسامة ع محياها فقالت : ولايهمك ... قالتها وكادت تمشي فتأوهت : آآآآه
أنتبه لها بذعر : مالك؟؟
بتول وهي تعض ع شفتها السفلي بألم : رجلي شكلها إتلوت ومش قادرة أمشي عليها
أقترب منها وقال : طيب تعالي نروح لدكتور بسرعة
بتول : مفيش داعي أنا شويه وهاروح
محمد : هتمشي إزاي برجلك وإنتي مش قادرة تحركيها
بتول : معايا عربيتي
محمد : بطلي عند وتعالي معايا أنا هوصلك وقبلها نروح للدكتور يشوف رجلك
نظرت له بإستسلام لتذعن لأمره : حاضر بس الشغل و...
قاطعها بصرامة وقال : الشغل مش هيطير ياباشمهندسة .. تعالي معايا وأسمعي الكلام ... قالها ليذهب نحو سيارته ثم فتح باب السيارة ودلف إلي الداخل ثم قادها حتي أصبحت بمحاذاة بتول ... نزل من السيارة ليثني ساعده حتي تستند عليه وفتح لها باب السيارة وجلست بحذر ..ثم ألتف ودلف وجلس ع مقعد القيادة وأغلق كليهما الأبواب... لينطلق بالسيارة
________________________
دلف كليهما إلي داخل المتجر... أختار كليهما ثوب ذولون ذهبي ... امسكت به لتدلف إلي حجرة القياس (البروفه)... وهو ينتظرها بالخارج... وف أثناء الإنتظار
_هاي .. لوسمحت أنا كنت حاجزة دريس عندكو إمبارح بأسم تمارا العسيلي.... قالها صوت إنثوي ليلتفت مصطفي إلي صاحبة هذا الصوت
_ تمارا!!! قالها مصطفي بإندهاش لتلتفت هي إليه
_ مش معقول ديشا!!! قالتها بإندهاش وسعادة وهي تقترب نحوه
بوسي بالداخل تسترق السمع لتقوم بفتح الباب قليلا لتري صاحبة ذلك الصوت التي تعرفها جيدا وتمقتها بشدة ... وقعت عينيها ع تلك المرأة ذات الشعر القصير الذي يصل إلي كتفيها يحاوط وجهها ذو الملامح الحاده .. أتسعت عينيها ليرتسم ع وجهها الغضب ....
مصطفي بنبرة زهو وكبرياء : أهلا
إبتسمت بتصنع وقالت : أي مالك بتكلمني كده ليه؟؟ واضح إنك لسه شايل مني
مصطفي بأستنكار : وهشيل منك ليه إن شاء الله!! إنتي كنتي عملتي حاجه!! قالها بتهكم
تمارا : يبقي فعلا عندي حق ... عموما ياديشا أحنا لسه فيها وممكن نرجع المايه لمجريها تاني
رمقها بإزدراء وهو ينظر إلي خاتم الزواج التي ترتديه ف يدها اليسري
فأردفت : أنت فهمتيني غلط أنا أقصد نرجع نتصاحب ... أنا جوزي رجل أعمال بيسافر كتير وبزهق من القعدة لوحدي
بوسي بالداخل تضع يدها ع فمها غير مصدقه ماتسمعه فأبدلت ثيابها ع الفور
_ وحد قالك عني إن أنا بتاع ستات متجوزيين!!! قالها مصطفي بسخرية وهو يرمقها بإحتقار
خرجت مسرعة وهي تمسك بالثوب وتلقيه ف الأرض بغضب وترمق تلك المدعوه تماره بنظرات ناريه
_ أي ده بوسي !!!...قالتها تمارا بتعجب
مصطفي ينظر لكليهما وقال : أنتو تعرفو بعض؟؟؟
بوسي بنبرة سخط : دي مدام تمارا مرات بابا
توترت تمارا ... ومصطفي حدق بإندهاش .... رمقت بوسي كليهما بإمتعاض و إحتقار... ثم أسرعت وغادرت المكان
_ بسنت .. يابسنت ... قالها مصطفي مناديا وهو يلحق بها
ركضت حتي وصلت إلي الخارج لتشير إلي إحدي سيارات الأجرة الخاصة ليقف أمامها ودلفت إلي الداخل وقبل أن توصد الباب أمسك به مصطفي وقال : ثواني ياسطا .. ثم قال لها : نفسي أفهم الي بيحصل ده؟؟؟
بسنت وهي تحاول تآسر عبراتها بعينيها قالت : مفيش .. ولو سمحت أبعد عني وكفاية لحد كده
_ أبعد عنك!!!! قالها بإستغراب غير مصدق
بوسي : إطلع ياسطا لو سمحت
حدق بها بإقتضاب وقال : بسنت أنا....
لم يكمل لتقاطعه بحنق وقالت : مش قولتلك أبعد ولا أنت مبتسمعش!!!! قالتها بغضب وبنبرة صوت مرتفعه
أشتد حنقه وتملك الغضب منه فأبتعد وهو يصفق الباب بقوة ... لينطلق السائق بالسيارة ... وهي أجهشت بالبكاء وهي تضع يدها ع فمها لتكتم شهقاتها وتنظر من النافذة التي تخترقها الشمس بإشعتها التي تنعكس ع عبراتها المنسدلة التي تتلألأ ع وجنتيها .
__________________
_ وبعد مرور الوقت ... بداخل العيادة
يغلق الطبيب الجص حول كاحلها بإحكام ... فقالت وهي تكتم الألم التي تشعربه : وهتفضل الجبيرة دي لحد أمتي؟
الطبيب: لمدة 3 أسابيع
غرت فاهها ثم قالت : مينفعش يادكتور وريا شغل ومينفعش يتأجل
رمقها محمد بنظرات أسكتتها فأردفت : ماشي
الطبيب وهو ينتهي ثم يتجه لحوض المياه ويغسل يديه : أنا هكتبلك ع مسكن وعلاج بس أهم حاجه الراحة ورجلك متلمسش الأرض ده لو عايزة تخفي بسرعة
بتول : حاضر يادكتور
دون أسم العلاج بالورقة .. ثم نزعها من الدفتر وأعطاها لمحمد ...وقال : أشوفكو إن شاء الله بعد 3 أسابيع
محمد : شكرا يادكتور
الطبيب : العفو
أتجه محمد نحوها ليسندها ثم غادرا العيادة .....
وبعد أن قام بتوصليها إلي أمام البناء التي تقطن فيه وكان عبارة عن منزل من طابق واحد محاط بسياج معدني تنتشر من حوله الأشجار والزهور...
_ هو ده البيت؟... قالها محمد
بتول : أها بابا الي عملو ومصمم فيه كل ركن
محمد : حلو أوي... يلا عشان أنزلك
بتول : ميرسي أنا هكلم حازم أخويا ... قالتها ثم أجرت الإتصال وقالت : ألو يازوما ممكن تخرج أدام البيت تيجي تاخدني؟...... بعدين هتعرف... سلام
مر ثوان وخرج إليهم حازم شاب ف بداية العشرينات من عمره ...شعره مجعد وأشعث ... يمتلك وجها عبوسا .. توجه نحو السيارة ليرمق محمد بنظرات حادة ثم ألتفت لشقيقته وهي تشير له ... ذهب نحوها وهو يمد يده إليها ويسندها
_ زوما أعرفك بالباشمهندس محمد الأسيوطي مدير شركة الأسيوطي جروب .... ثم نظرت لمحمد وقالت : ده زوما أخويا الي حكتلك عنه
محمد : أهلا وسهلا ... قالها ولم يجيب عليه حازم سوي رمقه شزرا
بتول : ماتتفضل معانا ياباشمهندس؟؟
محمد : لاء شكرا أنا ورايا كذا مشوار ... هبقي أطمن ع حضرتك ف التليفون بعد إذن أستاذ حازم... قالها فلم يجيب عليه حازم مرة أخري
محمد بإحراج : طيب أنا أستأذنكو ...سلام .. وألف سلامة ع حضرتك ياباشمهندسه بتول
بتول : ميرسي
أوصد الباب ثم أنطلق بالسيارة.
_____________________________
_ تقف في المطبخ وهي تعد الطعام الذي يفضله زوجها ... وهي تغني بصوت عذب :
بتلوموني ليه .. بتلوموني ليه
لو شفتم عينيه .. حلوين قد إيه
دلف إلي المطبخ بخطي هادئة وهي موليه ظهرها إليه ولم تشعر به ... ليحاوطها من ظهرها الذي يلتصق بصدره ويغني معها :
ح تقولوا إنشغالي وسهد الليالي
مش كتير عليه... ليه بتلوموني
ألتفتت إليه وهي تكتم ضحكاتها ... فقال ويقطب حاجبيه : ماشي ماشي أضحكي ع صوتي... قاله شهاب
سيلين وهي تكتم ضحكاتها : أولا أنا أتخضيت بس مرضتش أضيع اللحظة الجميلة وأنا بسمع النشاذ الي دخل ف الأغنيه ده
شهاب : بقي أنا صوتي نشاذ؟؟؟
ضحكت ثم لفت يديها حول عنقه وقالت : لاء ياروحي أنت عسل وصوتك كروان
شهاب : كده بتتريئي ع جوزك حبيبك!!!... قالها بمزاح
سيلين : أنا أقدر ده أنت حتي دخلت ولاقتني بغني بتلوموني ليه لو شوفتم عنيه حلوين أد أي
أقترب من أذنها هامسا :وياتري عينيا فعلا حلوة ولا دي تريئه؟؟
أبتسمت وقالت وهي تحدق ف عينيه : أنت كل حاجه فيك حلوة كلك ع بعضك حلو ... تعرف بحب نظرة عيونك أوي زي النظرة الي شيفاها دلوقت .. لكن لما بتقلب أجارك الله عليك نظرة بتخليني هموت من الرعب
أنفرجت أساريره وقال : لاء ياقلبي مش عايزك تخافي أبدا طول ما أنا معاكي ... والطبيعي إن ف يوم من الأيام هتحصل مشاكل الي مابين أي زوجين .. وبعدين نستيني المفاجاءة الي كنت محضرهالك
سيلين بفضول : أي هي؟؟
شهاب : ثانية واحده .. قالها وهو يخرج من جيب سترته الداخلي جوازات سفر بداخلها كل منهما تذكرة وأردف : أتفضلي ياروحي
أخذتها من يده وهي تفتح وتقرأ: هنسافر المالديف!!!
شهاب : هنقضي الهني مون الي راح علينا
أبتسمت وقالت : ياقلبي أنا كل أيامي معاك عسل طول ما أنت جمبي ... قالتها لتستنشق رائحة شئ يحترق فشهقت وقال : اللحمة !! لتلتفت إلي الموقد لتجد اللحمة التي تطهوها قد إلتصقت بالإناء وأحترقت... قامت بإغلاق الإشعال
_ ياخساره اللحمة أتحرقت ... قالتها بنبرة حزن
شهاب : ولايهمك ياقلبي ... نطلب دليفري بسرعة عشان نلحق نتغدي ونروح الفرح
سيلين : أوبس ده أنا ناسية خالص ... ونسيت أحضر الفستان الي هحضر بيه
جذبها من يدها وقال : تعالي معايا.... قالها ليغادرا المطبخ ثم يصعدا الدرج ودلف كليهما إلي داخل الغرفة وهو يشير إليها إلي حافظة سوداء ملقاه ع التخت
أقتربت منها وهي تفتح السحاب ليظهر منها ثوب بللون (الكاشمير) من الأعلي مطرز بالأزهار ذات اللون الذهبي ويبدأ من أسفل الصدر إلي بداية الخصر حزا م فاصل من نفس خامة ولون قماش الثوب المتكون من الحرير الفاخر.... ملحق مع الثوب حجاب بنفس اللون ونوع القماش
_ الله حلو أوي ياشيبو... قالتها سيلين بإنبهار
أقترب منها وأمسك بيديها وقال : عجبك ياروحي؟
سيلين : جدا أنا بعشق اللون ده أوي
شهاب : عارف ... عشان كده أشتريتهولك
سيلين : ربنا يخليك ليا ياحبيبي
قبل يديها ثم قام بتقبيل جبهتها وقال : ويخليكي ليا ياقلب حبيبك
_______________
_ بداخل الفندق .....
ترتدي رنيم معطف قطني وتجلس ع المقعد أمام المرآه وخلفها فتاة تقوم بتصفيف خصلات شعرها ...
تدخل بوسي وهي تحمل حقيبة كبيرة .....
_ مالسه بدري يابوسي هانم ... هو ده البدري الي أتفقنا عليه!!!... قالتها رنيم
بوسي بحنق : كنت بشتري الفستان الي هلبسه
رفعت إحدي حاجبيها وقالت : ياسلام!!! أومال بتعملي أي حضرتك من بدري مع سي ديشا ؟؟ ولا كنتو بتصيعو وقولتي مش مشكله صاحبتي الي مستنياني من بدري... قالتها بسخرية
زفرت بضيق وقالت : لو سمحت يارنيم ممكن تقفلي ع سيرة مصطفي لو عايزة اليوم يعدي من غير مشاكل... قالتها بنبرة تحذير
أشارت رنيم للفتاه للتوقف : عن أذنك ثواني... قالتها لتنهض وتتجه نحو بوسي التي تستند إلي الحائط وتحدق بعينيها وقالت : مالك يابوسي ؟؟ أنتو أتخنقتو؟؟
بوسي : هو أصلا موضوع فكسان من الأول .. أنا قولتلكو أنتي وإياس أنا مليش ف الجو ده مش عايزة أحب ولا أتزفت فضلتو تزنو عليا... قالتها وهي تكتم شهقات عبراتها التي أنسدلت
أقتربت رنيم لتحتضنها وقالت : خلاص ياقلبي متعيطيش أنا مش هسألك ولا هقولك حاجه .. والي أنتي شيفاه أعمليه .. بس بقي عشان خاطري
أبتعدت بوسي لتخرج من جيبها منشفه ورقيه وهي تجفف عبراتها ثم تصنعت البسمة ع ثغرها وقالت : بصي بقي إحنا عايزين نهيص النهاردة ونولع الفرح رقص وميوزك ده مش أي فرح ده فرح حبيبة قلبي وصديقة عمري أجمل روني ف الدنيا دي كلها
ضحكت رنيم وقالت : والله أنتي مسخره ربنا واعدني بأتنين مجانين إن كنت إنتي ولا الواد الي هتجوزو النهاردة ده
بوسي : هههههههههه واد!!!
رنيم : تعالي ما أحكيلك البلوه الي هستحملها عشان خاطره
أتجها نحو المقاعد وجلست كل منهما...
بوسي : بلوة أي؟؟
زمت شفتيها لأسفل وهي تقول : مني ... حماتي ذات الوجه العابس
ضحكت بوسي وقالت : يخرب عقلك يارنيم لو إياس سمعك هيزعل منك
رنيم : متخافيش مبجبش سيرتها خالص .. وأحسن إنها عايشة برة وبتيجي مصر زيارات
بوسي : هي عملت معاكي حاجه؟؟
رنيم : ييييييييه .. دي حاجات يا أختي ... يعني النهاردة وإياس بيعدي عليا عشان يجبني ع هنا لاقيتها جاية معاه بعد كده لاقيتو وقف عند مول العرب ونزلنا ... خلتني ألف لما رجلي مبقتش قادرة أدوس عليها كل ده عشان تجيب فستان تحضر بيه الفرح
بوسي : وهي مش محضره الفستان من قبلها ليه؟
رنيم :أسكتي ده عمو نور بابا إياس نسيه ف المطار ف كندا ونكدت عليه وبهدلته
بوسي : هههههههه ياحرام
رنيم : المهم أومي بصي ع الفستان وشوفي لو حاجه ناقصه فيه أعدلها ولا لاء خلاص فاضل ساعتين وألبس وصقر الجذمه ده مش عارفه راح فين
بوسي : هتلاقيه مع الجو بتاعه
إبتسمت بتهكم وقالت : جو!! ده الجو الي مبهدله ربنا يهديهم ويصلح لهم الحال أنا بعتلها معاه دعوة فرح يارب تيجي عشان لو مجتش هزعل منها أوي
بوسي : هي مين؟؟
رنيم بصياح : فيروز بنت عمة مصطفي
بوسي بسخريه : أممم واضح جدا إنهم قرايب ... بيحبو يبهدلو الي معاهم
رنيم : كلمة حق هتحاسب عليها ... بصراحة أخويا هو السبب طلع عينيها وشافت مآسي معاه
بوسي :ربنا يهديه ويهدي الجميع
رنيم : ويهديكي إنتي وديشا وتتلمو بقي
لم تجيب وأكتفت بنظرة سخرية
____________________
_ تقف أمام الخزانة المعلق بداخلها ثيابها ... أخذت ثوبين إحدهما بللون الأسود والأخر لونه أحمرقرمزي ... نظرت لهما بعدما قامت بوضعهم ع التخت ..... ثم قالت : الأسود بصراحة شيك جدا بس هلاقي كتير لابسينو ف الفرح .. يبقي خلينا ف الأحمر أحسن ... صمتت وهي تتذكر عندما حذرها صقر من إرتداء ذلك اللون الذي يظهر جمال بشرتها ويجعلها محط نظرات الإعجاب لكل من يراها... إبتسمت بمكر ليقع الإختيار عليه وتضع الأخر ف الخزانة.
_ يقف أمام المرآه التي تعلو حوض المياه يمسك بماكينة الحلاقة يشذب لحيته المتصلة بشاربه ثم ترك الماكينة جانبا وفتح الصنبور ليغترف الماء بيده ويغسل وجهه من الرغوة التي تملأ لحيته ... تناول المنشفة وأخذ يجفف وجهه وهو يتمعن النظر ف لحيته التي أصبح مظهرها جذاب ... نظر إلي خصلات شعره وظل يعبث بها بأنامله كالأبله ... ثم قطب حاجبيه وقال بسخرية : أي الهبل الي بعملو ده
غادر المرحاض وذهب إلي غرفته ليلقي نظرة ع التوكسيدو (بدلة مناسبات ) التي جاءت إليه عبر الشحن حيث إبتاعها عن طريق التسوق عبر الإنترنت من الماركة الشهيرة (رالف لورين) وكذلك حذائه الأسود الجلدي الأنيق من الماركة العالمية (سيلفاتور فيرجمو).... تأكد من تجهيز كل مايحتاج إليه ليطلق صفيرا بالإنبهار وبدأ يخلع ثيابه ليبادلها بالأخري.
_ ترتدي معطف قطني ( بورنوس) وتقف أمام المرآه وهي تضع مساحيق التجميل لاسيما مكياج يناسب ذلك الحفل ... تضع ع أهدابها العليا ظلال العيون الدخاني بشكل تدريجي أنيق لتكمل إبراز جمال فيروزتيها بالرموش الصناعية الكثيفة ... الحاجبان العريضان ... حمرة الوجنتين ذات لون الخوخ التي برزت جمال عظام وجنتيها ... ولإنها خبيرة ف ذلك المجال أختارت حمرة بلون هادئ حيث وضعت لون النيود ( السيموني المائل للوردي)... أنتهت من وضع اللمسات الأخيرة ثم بدأت في تصفيف خصلات شعرها حيث قامت بتركه منسدل ع كتفيها بتمويجات هادئة ... بدأت بخلع المعطف لترتدي الثوب التي أصبحت فيه مثل الأميرات .. عاري الكتفين يظهر عظمتي الترقوة خاصتها ..له أكمام ضيقة تصل إلي معصميها... ضيق من الصدر ويبدأ يتسع من بعد الخصر يتكون من الدانتيل يليه طبقات من التول ... أرتدت أقراط متدلية تصل إلي كتفيها ... فتحت العلبة الموضوعه بأعلي الكومود حذاء بللون الفضي يلمع ويتلألأ مثل الكريستال ... كل ذلك قد أشترته من باريس من دور الأزياء عندما كانت هناك.
_ أنتهي من إرتداء التوكسيدو ذات اللون الأسود القاتم وأسفلها قميص بللون الأبيض ورابطة عنق (ببيونة) بللون الأسود... أخذ زجاجة العطر وقام برش الكثير منها لتنتشر ف الأجواء وتولج الرائحة إليها من الشرفة ... فأدركت إنه مازال موجود بمنزله ولن يغادر بعد.
_ رن هاتفها ... فأجابت : ألو يامحمد
محمد بالأسفل منتظرا : أنا واقف تحت خلصتي؟
فيروز : أه لبست وخلصت أنا نازله دلوقتي... سلام .. أغلقت المكالمة
رمشت عدة مرات ... وصلت إليها رائحة دخان سيجارته التي يدخنها بالشرفة ... تعالت خفقات قلبها ... تشعر بوجوده حتي لو كان يفصلهم بينهما عدة أمتار... فقالت بداخل نفسها : لما نشوف ياحضرة النقيب أتغيرت فعلا ولا لاء... قالتها لتبتسم بمكر
_ ياداده أنا نازلة عايزة حاجه ... قالتها بصياح حتي وصلت كلماتها إلي مسمعه حتي أبتسم عندما أدرك إنها أفتعلت ذلك عن قصد... زفر أخر دخان ف السيجارة ثم دفسها ف حافة السور وألقاها ... ودلف بالداخل ويأخذ مفتاح سيارته وهاتفه ومحفظته الجلدية .. ثم أتجه نحو باب المنزل يضع يده ع مقبض الباب منتظرا إياها .
_ فتحت باب المنزل ليقوم بفتح باب منزله ف نفس التوقيت.. تلاقت أعينهم ... هي لم تستطع إخفاء نظرات إعجابها به بل كان بداخلها تتمني أن تركض نحوه وتعانقه ... لكن حاولت أن ترتسم الجديه ع ملامحها وعينيها الساحرتين التي سلبت قلبه وعقله وهو يحدق بها ... لكن مهلا كاد غضبه الذي أشتعل بداخله بسبب ذلك اللون الأحمر الذي يبرز جمالها وجمال بشرتها الحليبية وكتفيها العاريان كل ذلك يضغط ع أعصابه... حاول كظم حنقه ... فهي وضعت له شرط للعودة بأن يتغير أولا
_ع فكرة مش هتلاقي أي تاكسي هيجي الشارع ...قالها بنبرة خبيثة
رفعت حاجبيها بإندهاش : وليه إن شاء الله؟
كتم إبتسامته وقال : سمعت إن فيه كمين قريب والشارع مقفول
أجابت بسخرية : عايزني من الأخر أركب معاك .. صح؟؟
أومأ لها بإبتسامة جذابة ....
_ لاء شكرا.... قالتها لتصدمه بإجابتها وأتجهت نحو المصعد وشعرت بشيئا غريبا ف ظهر الثوب لكن لاتعلم ماهو ..
جز ع فكيه بإمتعاض وهو يتمتم بداخل نفسه : الصبر يافيروز... قالها متوعدا .. لحق بها ليدلف خلفها ثم أغلق الباب ولم يضغط ع زر النزول... بينما هي تقف موليه ظهرها إليه لتتحاشي النظر ف عينيه ويري ضعف حبها نحوه ... لكن كانت تنظر بطرف عينيها ف المرآه التي بحائط المصعد لتجده يقف خلفها وعينيه تنظر لظهرها ... توترت لتقول
_ مستني أي ؟؟ ماتدوس ع زرار الأرضي... قالتها بإنفعال مبالغ
أبتسم بإستفزاز وأقترب منها وهو يهمس ف أذنها بأنفاسه التي قشعرت جسدها وتعالت دقات قلبها حتي وصلت لمسمعه
_ بقفلك سوستة الفستان الي سيباها مفتوحة .... قالها بنبرة ماكرة وهو يغلق سحاب ثوبها
شهقت بخجل وهي تضع يدها ع فمها فألتفتت إليه ووجهها متورد من الخجل : أأ نا أأنا .. أنا نسيت أقفلها وماخدتش بالي .. وبعدين مين سمحلك أنك تحط إيدك ع ضهري؟؟.. قالتها وهي تشير له بإصبعها أمام وجهه
أقترب منها لتتراجع إلي الوراء حتي أستندت بالحائط المعدني للمصعد ... وهو أستند بكفيه ع الحائط ليحاصرها ف المنتصف وقال : أنا ملمستش ضهرك خالص ... يعني أنا لولا إن قولتلك كنتِ هتعرفي؟؟
رمقته بسخط ولم تجيب... تعالت أنفاسها من التوتر
_ مالك بتخافي ليه كل ما أقرب منك ؟؟.. أبتسم وأردف : أنا بقي عارف الإجابة وهي إنك خايفة ليبان شوقك وحبك ليا الي بتحاولي تداريهم كل ما أقرب منك .. بس الي أنتي نسياه إن عيونك زي الكتاب المفتوح سهل أعرف الي أنتي حساه من غير ماتنطقي بيه ع لسانك ... قالها وهو يحدق ف ملامحها ليري أثر كلماته عليها
أبتلعت ريقها وهي تحاول أن تهدأ من روعها ... رجع إلي الخلف ليضغط ع الزر بصوت قد أفزعها ... حتي تحرك المصعد لأسفل ووصل إلي الطابق الأرضي ... فتح الباب وقال : أتفضلي
خرجت ع الفور وهي تتنفس الصعداء وأسرعت لتري محمد الذي كاد يتحدث إليها لكن عينيه اطلقت نظرات حادة وقال بحنق : صقر كان بيعمل أي عندك فوق؟؟؟؟
ضربت يدها ع جبهتها وهي تتذكر بداخلها إنها قد نست إن محمد لايعلم بأن صقر يستأجر المنزل المقابل لها...
فيروز : مكنش عندي هو ساكن .....
لم تكمل ليقاطعها محمد وقال : أزيك ياصقر ألف مبروك لأختك
صقر : الله يبارك فيك عقبالك .. أنت جاي الفرح ... ماتيجو أركبو معايا؟؟
محمد : شكرا معايا عربيتي وجاي أخد فيروز
فيروز : محمد ع فكرة صقر ساكن ف الشقه الي قصادي
محمد متعجبا بسخرية : بجد!!
صقر : أها
محمد : والفيلا بتاعتك مش عجباك ولا أي؟؟
أحست بأن ربما ستبدأ مشاجره ليس ذلك وقتها تماما... فقالت :تعالي يامحمد يلانركب عشان منتأخرش.. قالتها لتدلف إلي داخل السيارة ..وألتف محمد وهو يرمق صقر بسخط ... ثم دلف إلي سيارته وبعد ثوان أنطلق بالسيارة... وخلفهم صقر.
___________________
_ بداخل غرفة أخري بالفندق.....
_ ألف مبرووك يا عريس ياعريس... قالها مصطفي وهو يتغني بها
ضحك إياس الذي يرتدي سترة التوكسيدو ذات اللون الأسود ....
عقبالك ياديشا ... قالها إياس
زفر بضييق وقال : إن شاء الله
إياس : طالما قلبت سحنتك كده يبقي إتخانقتو
مصطفي : والله ما أعرفلها حاجة بت مجنونه مرة تكون بتضحك وتهزر ومرة واحدة تقلب وتحدف طوب .. طوب مين دي بتحدف صخورومن الي بتفتح الراس ع طول
إياس : ههههههههه معلش كاس وداير يابا .. كلهن مثل بعضهن صعب تراضيهم ... وع رأي عمك أبو الليف....
قالها ليتغنا الأثنان بطريقة كوميديه معا:
مستهون بالستات يا اخويا ... دولا مجانين
دول كربونة و حياة أبويا ... دولا مجانين
هانم ولا بمنديل بأوية ... دولا مجانين
تنهد مصطفي وقال : أستغفر الله العظيم
_ دوت طرقات ع الباب....
إياس :مين؟؟
_ أنا بوسي يا إياس ... رنيم بتقولك خلصت ولا لسه عشان الفوتو سيشن... قالتها وهي تقف بالخارج ... لينظر مصطفي نحو الباب بتجهم
أتجه نحو الباب وهو يشير لمصطفي بأن يختبأ ثم قام بفتح الباب وقال :تعالي يابوسي أدخلي جوه هنا
بوسي : لاء أنا هاروحلها عشان عايزاني...
لم يعطيها فرصة للحديث فجذبها من يدها لتدلف إلي الداخل فأوصد الباب من الخارج وهو يقول : محدش هيخرج فيكو النهاردة غير لما تتصالحو مش عايز نكد ف يوم فرحي ياولاد الكئيبه... قالها إياس ثم أطلق ضحكاته
_ تسمرت بمكانها وهي ترمقه بسخط ولم تتفوه ... بينما هو ظل واقفا يحدق بها بدون أي تعابير ربما بعض الإمتعاض يبدو ع ملامحه... لكن مالفت نظره إنها ترتدي ثوب باللون الأسود ... ع الرغم إنه محتشم ولا يظهر من جسدها سوي كفيها وعنقها الطويل لكن تذكر إنها تمقت ذلك اللون وإنها لاترتديه سوي عندما تكون حزينة وتشعر بالإكتئاب
أقترب منها حتي أصبح ف مواجهتها .... وقال : ممكن أفهم أنتي زعلانه ليه؟
أجابت بإستنكار : ومين قالك أن أنا زعلانه بالعكس أنا فرحانة جدا .. فرح صاحبة عمري النهاردة مفيش داعي للحزن والكآبه
(slim) ال وضع يديه ف جيوب بنطال بدلته
الرمادية القاتمة وقال : واضح جدا إنك فرحانة بإمارة الفستان الأسود الي أنتي لبساه.... قالها ليجدها تجز بأسنانها ع شفتها السفلي... بحث بعينيه حتي وجد مفرش باللون الأسود فوق منضدة مستديرة قام بجذبه وأخذه وألقاه فوق رأسها كالحجاب وقال وهو يبتسم لها بإستفزاز : أنتي كده ناقصلك خطين حُمر ع قفاكي وتبقي شبه الأرملة السوداء
أشتد حنقها فصاحت : أنا أرمله سوداء؟؟؟!!!
مصطفي وهو يكتم ضحكاته قال : أنتي تطولي تبقي زيها دي أخطر وأقوي نوع ف العناكب
أشارت لنفسها وهي تصيح بغضب : أنا عنكبوته يامصطفي؟؟؟؟
مصطفي : عارفة ليه سموها أرملة سوداء؟؟ عشان بعيد عنك بعد مابتتجوز أي ذكر بعد مابتحمل منه بتقتله
أقتربت وهي تلقي بالمفرش ف الأرض وأخذت قطعة خزفيه وهي تقول : وأنا هقتلك يامصطفي .. قالتها لتلقي بها نحوه ليتفادها
_ يابنت المجنونه بتعملي أي ... قالها بصياح وهو يتفادي كل ما تلقيه عليه
ركضت خلفه وتقول : هقتلك عشان أنت خاين وغشاش... ملقتش غير الزفته دي ... قالتها وهي تخلع حذائها وتلقيه عليه فأمسك به
_ يابت أهدي هفهمك .. بس وقفي الي بترميه ده .. فاكره يعني مش هقدر عليكي وأمسكك!! قالها بتحذير
صاحت بغضب : أبقي تعالي ناحيتي عشان أخليك متحصلش ذكر الأرملة السوداء .. ها؟؟؟ قالتها بتهديد وهي تمسك بتمثال من الحديد صغير الحجم وكادت تلقيه .. ليسبقها وينحني ويجذب السجادة من تحت قدميها لتقع للخلف ع ظهرها ... أسرع نحوها ليعتليها ويمسك معصميها مقيدا إياها وقال : ماتهمدي بقي يخربيتك قطعتي نفسي معاكي
صرخت بصوت قد أخترق طبلة أذنيه .... قام بوضع يده ع فمها وأقترب بوجهه من وجهها وقال : أتكتمي الله يخربيتك هتفضحينا الناس يقولو علينا أ
_ دلف إياس فجاءة ليراهم بذلك الوضع : لالالالا أنا قولت تتصالحو مقولتش حاجه تانيه.. الي بتعملوه ده !!! قالها بمزاح
نهض مصطفي وقام يعتدل من مظهره لتنهض هي وتركض نحو إياس وهي تنظر لمصطفي بتوعد وتقول : ألحقني يا إياس صاحبك كان عايز يعتدي عليا ولما صوت كتم بوءي لولا إنك دخلت
مصطفي غر فاهه وصاح : والله العظيم كدابة أنا معملتلهاش حاجه
إياس أدرك خدعتها لكنه يسايرها وغمز لصديقه بدون ان تدري: كدابه إزاي يعني ده صوتها واصل لأخر الطرقة بره ... والأوضه مقلوبة والسجادة والتماثيل متكسرة الله يخربيتكو كل ده هحاسب عليه
أجهشت بالبكاء بتصنع : يعني عجبك الي عملو صاحبك فيا يرضيك يا إياس؟؟؟
إياس وهو يكتم ضحكاته : لاء ميرضنيش وعقابا ليه هيحاسب ع الحاجات الي أتكسرت دي ... وأنتي تعالي معايا عشان رنيم عيزاكي
خرجت وقبل أن تغادر نظرت لمصطفي الذي يتطاير الشر من عينيه رمقته بنظرة إستفزازية وتخرج لسانها بحركة طفوليه وقالت : مع السلامة ياذكر الأرملة السوداء_______________
_ أمام بوابة الإستقبال يدلف المدعون لحفل الزفاف .... الأقارب والمعارف وزملاء إياس بالعمل والعقيد منصور الذي يقف مع زوجته ... ويقف كلا من نور الدين وزوجته مني والدي إياس ف البهو بالداخل لإستقبال المدعوين
_ مش ملاحظ أخو المحروسة خطيبة أبنك لسه مجاش؟؟ قالتها مني ف أذن نور الذي يبتسم لأحد المعازيم ويصافحه
أنحني نور نحوها وقال من بين أسنانه : أهدي يامني خلي ليلة إبنك تعدي بخير
مني بزهو وغرور: طبعا ليلتو مش إحنا الي دافعين وأخوها مهنش عليه يدفع جنيه
نور بإمتعاض : أستغفر الله العظيم ... بقولك أي أستقبلي أنتي المعازيم .. أنا ماشي... قالها وتركها
_ يانور ..يانور... قالتها مناديه فلم يعيرها أي إهتمام
وصل صقر وهو يصف السيارة في مكان شاغر ... ترجل منها وقام بإغلاقها عن طريق مفتاح التحكم الإلكتروني... وتقدم نحو البوابة ويبحث بعينيه عن سيارة محمد و ع مايبدو إنه لم يصل بعد... دلف بهيبته ليجد المصورين والصحفيين ... يتهافتون نحوه
_ حضرة النقيب ألف ألف مبروك ع فرح أخت حضرتك أولا .. ثانيا ممكن نعرف من حضرتك أخر الأخبار .. هل صحيح إن آنسة فيروز سابتك وراحت أتخطبت لفارس الشامي المشهور بالمسيو وأصبحتم شركاء ف مجموعة سيلي ديزاين؟... قالتها الصحفية ووميض الكاميرات ينعكس ف عينيه مما سبب له الإزعاج
صقر بنبرة جديه : أظن أن الإرتباط من عدمه دي أمور شخصية مش هتفيد الناس لو عرفوها ... قالها ورمقها بإبتسامة صفراء
_ ألحقو خطيبة فارس الشامي ومعها رجل الأعمال محمد الأسيوطي... قالها إحد الصحفيين ليترك حشد المصوريين والصحفين صقر ويحاوطون فيروز ومحمد ....
_ لو سمحت يا آنسه فيروز .. هل فعلا كما أنتشر ف الآونه الأخيرة عن فسخ خطوبتك من صقر الهواري بسبب إتهامك ف قضية ليها علاقة بالآداب وبعدها ظهرت البراءة .. ورجعتي حضرتك من برة عشان فارس الشامي يعلن خطوبته عليكي... قالها الصحفي فرمقته بسخط
قال محمد بنبرة جديه بالنيابة عنها : كل الي إتقال إشاعات مغرضة وصحف صفرا الي بتكتب ده... أبقو روحو أتأكدو من الأخبار الأول
قالها ليحاوط فيروز بزراعه ويسرعو مبتعدين عن أولئك صائدون الأخبار... وصلت عند البوابة لتجد صقر يحدق بها وعينيه تقع ع زراع محمد التي تحاوطها ... يتحكم ف إعصابه بقوة ع الرغم من البركان الذي ع وشك الإنفجار بداخله ... دلف إلي الداخل ليجد والدة إياس
_ أهلا وسهلا ياسيادة النقيب ... قالتها مني بسخريه
إبتسم لها بحنق وقال : الله يسلمك ياطنط
ممكن تيجي تقف تستقبل المعازيم عشان أنا رجلي تعبت من الوقفه ... قالتها مني
زفر صقر بضيق وقال وهو يجز ع أسنانه : حاضر أتفضلي حضرتك روحي أستريحي.... قالها ومازال يتتبع بعينيه فيروز التي دلفت إلي الداخل وكل الأنظار تتلفت إليها وهي تتحاشي نظرات الجميع
________________________
_ مالك يافيروز .. أنتي أتأثرتي بكلام شوية الحوش الي بره دول؟؟ قالها محمد
فيروز وهي تمسح عبراتها بالمنشفه الورقيه : يعني هم قالو حاجه غلط ... مفيش حاجة بتستخبي... حسبي الله ونعم الوكيل ف الي لفق ليا التهمه دي
محمد : خلاص يابنتي أهدي كل العيون عليكي وأنتي عارفه الوسط ده مفهوش غير شوف فلان وشوف فلانة ... أضحكي بقي
أبتسمت لكن الإنكسار يغلب الإبتسامة ... لتنظر نحو بهو الإستقبال وتلتقي عينيها بعنين صقر الذي شعر بخطب ما فكاد يذهب إليها فأستوقفه ذلك الصوت
_ ألف ألف مبروك لرنيم ياصقر عقبالك... قالتها سيلين وبجوارها شهاب الذي يسند يدها ع ساعده
أبتسم صقر وقال : الله يبارك فيكي
شهاب : يلا بقي عايزين نفرح بيك أنت كمان ... قالها وهو يبتسم
رمقه صقر وقال من بين أسنانه : شكرا
شعر شهاب بالإحراج فقطب حاجبيه بضيق وقال : يلا ياسيلي تعالي نقعد
سيلين نظرت لصقر بضيق ثم تركته وذهبت برفقة زوجها..... ليجلسا معا ف طاولة بعيدا عن الإزدحام
_ أنا هاروح أشوف رنيم عشان زمانها زعلانه مني... قالتها فيروز ثم نهضت
محمد : أستني أنتي عارفة هي فين
فيروز : الي يسأل ميتوهش يامحمد
أبتسم وقال : أتنصحنا أهو
أبتسمت فقالت : وحياتك الزمن الي بيعلمك حاجات عايزه عمرين ع عمرك... عن إذنك .. قالتها ثم غادرت متجهه نحو الباب الذي يؤدي إلي ممر ضيق ... سألت إحدي العاملين بالقاعة ليشير لها نحو الدرج ...وكادت تصعد لتجد يد تجذبها إليه
___________________
_ مش كفاية بُعد بقي ... قالها صقر الذي حاصرها وقف أمامها لايفصل بينهم سوي مسافة قصيرة جدا يشعرا من خلالها بأنفاس بعضهما ...
زفرت بضيق وقالت : أنت ليه مش قادر تفهمني ... أنا مش عايزة أرجعلك غير لما تكون فعلا أتغيرت لأن لو رجعنا وفضلت زي ما أنت يبقي هنرجع لنقطة الصفر تاني وساعتها مش هيبقي فيها فرص للرجوع
جز ع فكيه وهو يحدق بها فقال : وده قرارك النهائي؟؟
فيروز بنبرة جديه : أه.. ده لصالحنا إحنا الأتنين وبكرة الأيام هتثبتلك صحة كلامي وإن أنا كان عندي حق
صقر : حاضر .. حاضر يافيروز.. قالها ليزفر ف وجهها ثم تركها .. وهي صعدت لأعلي .... ظلت تسأل ف الرواق عن غرفة رنيم حتي وصلت إليها ... طرقت ع الباب
رنيم من الداخل : مين؟
فيروز وهي تفتح الباب : أنا... قالتها وهي تبتسم وتتجه نحو رنيم التي تفتح زراعيها وتعانقها
رنيم بفرح وسعاده : أه ياتيت يانادلة أنا قولت إنك هتيجي من بدري
فيروز : معلش ياروني .. ما أنتي عارفه ... أخوكي أصلا سايبني ف حالي ده لازق جمبي 24 ساعه
رنيم بإستفهام : إزاي!!!
فيروز : يعني متعرفيش إنه ساكن ف الشقه الي قصادي!!
إبتسمت رنيم وبوسي وظل يضحكا
بوسي : واو أنا بحب أوي الجو ده .. طبعا عملك فيها زي روميو ويغنيلك من البلكونة والجو ده
إبتسمت بسخرية : أنا عايشة ف حرب أعصاب مش عارفه هتخلص إمتي
رنيم : صقر مش هيستسلم غير لما ترضي عليه وتسامحيه
فيروز : أنا سامحته بس قولتلو مفيش رجوع غير لما يتغير
بوسي : فيروز عندها حق يارنيم أسأليني أنا الي ف طبع مبيتغيرش
رنيم : وأنتي ياسوسه لحقتي أمتي تعرفي مصطفي أتغير ولا لاء
بوسي :خلاص بقي بلاش السيرة دي
رنيم : بقولكو أي أنتو الأتنين أنا فرحي دلوقت هتنكدو عليا ليه حرام عليكو
أبتسم فيروز وقالت : ياقلبي ألف ألف مبروك ويسعدكو ديما يارب إنتي وإياس
رنيم : يارب يافيرو وعقبالك إنتي وبوسي أشوفكو كل واحده متجوزه الي بتحبه وبيحبها
طرق ع الباب من الخارج : يلا يارنيم الفوتوجرافر جهز خلاص.. قالها إياس منتظرا بالخارج
رنيم : أنا جاية أهو ... أي يابنات شكلي حلو ؟؟
فيروز : بسم الله ماشاء الله شكلك قمر أوي___________________
ألقت رنيم النظرة الأخيرة ع ثوبها الذي يتكون من طبقة الدانتيل الشفاف من عند الزراعين وأعلي الصدر والظهر ... بينما تليه طبقات من التول ... ضيق من الزراعين والصدر وينزل بإتساع مثل ثوب أميرات ديزني.... شعرها مصفف بشكل فني رقيق حيث تجمع شعرها ع جهة واحده وتجمعه وردة بيضاء كبيرة مرصعة بفصوص لامعه من اللؤلؤ تعلق طرحة الثوب من أسفل الوردة فتتدلي ع ظهرها بمظهر رائع وجذاب ... ترتدي أقراط من الألماس وعقد بنفس شكل الأقراط بشكل أزهار صغيرة... تضع لمسات جمالية بسيطة الحمرة الورديه وتتزين عينيها بالكحل فوق أهدابها التي وضعت عليهم القليل من ظلال العيون بللون الزهري الفاتح ... وحمرة وجنتيها بللون الوردي الخفيف ... والرموش الصناعية الكثيفة ...
خرجت بخطوات هادئة لتطلق الزغاريد من كل من فيروز وبوسي التي صمتت عندما رأت مصطفي يحدق بها ..... نزل الجميع إلي قاعة جانبية يتم فيها جلسات التصوير للعروسين ....
وميض الكاميرا الذي ينبعث بشكل متتالي ع العروسين ... كانت الصور كالتالي ... الأولي إياس يمتطي درابزون الدرج كالحصان ورنيم تفتعل كإنها تصرخ وتصيح فيه... الثانية رنيم تقف ف بداخل شرفة مثل جوليت سياجها معدني وإياس يرتدي معطف مثل الذي كان يرتديه روميو.. وأخري صورة يلتف حول عنق إياس حبل مثل المشنقة وطرفه معلقة بقبضة رنيم التي تقف ع شئ مرتفع وكأنها تقوم بخنقه ... وهو يفتعل تعبيرات مضحكة بوجهه كأنه مشنوق بالفعل لكن بشكل مضحك.. وصورة أخري ترتدي رنيم فيها الأصفاد المعدنية وتجلس ع الأرض وتفتعل تعبيرات خوف بملامح طفولية وخلفها إياس يصوب نحو رأسها فوهة مسدس ويضحك ضحكة شريرة بشكل مضحك... والعديد من الصور التي جعلت فيروز ومصطفي وبوسي لم يكف جميعهم عن الضحك ....________________
_ ممكن حضراتكو تيجو تاخدو صور جماعية مع العريس والعروسة؟؟ قالها المصور
فتقدمت بوسي الذي لحق بها مصطفي فحاوطها بزراعه ليقف بجوارها وهو يقف بجوار إياس... فيروز وقفت بجوار رنيم وهي تضع يدها ع ظهرها ... لتجد يد أخري تحاوط خصرها ... نظرت بجوارها وكادت تصيح فيه
_ أتصوري وأنتي ساكتة ... قالها صقر وهو يبتسم إلي الكاميرا
_ شيل إيدك من وسطي أحسنلك .. قالتها فيروز بتحذير
صقر هامسا : مش هشيل .. ولو عملتي أي حركة هبوسك أدام الواقفين دول كلهم وأنتي عارفاني مجنون وأعملها .
أتسعت عينيها من صدمة كلماته الجريئة .. فصمتت عندما قال المصور : ثري تو وان.. ليلتقط صورة تذكارية مليئة بالحب والسعادة ع الرغم الخلافات البسيطة التي توجد بين بعضه____________________
_ أكتمل جميع المدعوين بالقاعوحبك
والكل ف إنتظار دخول العروسين إلي القاعة ... وفجاءة تبدأ الموسيقي... ويبدأ الدخان ينبعث من فتحات بالسقف والأرضيه .. تتناثر ورقات ذهبية لامعه ع ساحة الرقص وصوت باب يفتح حتي يتتدلي من السقف أرجوحة تجلس عليها رنيم وتهبط لأسفل ... ليبدأ الحضور ف التصفيق.... وبدأت رنيم بالغناء
(رنيم) :
ياسلام على حبى وحبك
الذي يدلف من باب أخر بالقاعة ويغني ف المايك الذي يحمله(إياس) :
ياسلام على حبى وحبك
جاء المأذون أخيرا لتتعالي الزغاريد والفرح ... وقام بإجراءات وظل إياس يردد خلف المأذون.... وكذلك صقر كونه وكيل العروس ....
عشق الفيروز ( لاتظلمني) - #الحلقة السادسة والخمسون -
وإنتهي عقد القران بأجمل ما يتردد به الجميع
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير)
توافد الجميع بترتيب ونظام ليقدمو المباركات للعروسين بالعناق والمصافحة
وقام المصور بإلتقاط صور لإياس ورنيم خاصة تلك الصورة التي يبرز كليهما فيها إبهامه الملطخ بالحبر الذي يُطبع به بداخل وثيقة الزواج .
__________________
_ بدأت تنخفض الإضاءة لتبتدي موسيقي هادئة لتعلن عن تقدم كل ثنائي للرقص معا ....
شهاب يجلس بجوار سيلين ويحاوطها بزراعه ويهمس ف أذنها : فاكرة يوم فرحنا ياحبي
تبدلت ملامحها من السعاده إلي الوجوم فصمتت وأرتسم طيف إبتسامة ع ثغرها ... أمسك شهاب بذقنها وينظر إليها
وقال : مالك ياسيلي أنا ضايقتك؟؟
ألتمعت عينيها بعبراتها التي ع وشك الإنسدال فقالت : بصراحة اليوم ده كان المفروض من أجمل أيام العمر الي أي واحدة بتتمناها لكن مر عليا زي الكابوس كنت خايفة أوي بسبب الي حصل
أمسك يدها بحنان وطبع قبلة حانيه أطال فيها بداخل كفها ثم قال : إن شاء الله هخلي كل أيامك سعادة ياروحي ... خلاص بقي عشان خاطري كفاية دموع .. قالها وهو يمسح عبراتها بأنامله .. ثم قبل جبهتها ... ليجد وميض كاميرا لإحدي الصحفين ...رمقه شهاب بحدية وهو يشير إليه ليأتي
جاء إليه الصحفي ويبتلع ريقه بخوف وقلق: أنا آسف لو أزعجت حضرتك بس دي مجلة محترمة والله بنزل فيها أخبار المجتمع ورجال الأعمال .. ولو عايزني أمسح الصورة خلاص.. الي حضرتك عايزو
أبتسم شهاب وقال : لاء متمسحهاش ونزلها بعنوان : قصة عشق شهاب السويفي وزوجته... قالها وهو ينظر بحب لسيلين
أنفرجت أساريره بسرور: حاضر يافندم من عينيا وهعملكو أحلي مقاله تحت الصورة
شهاب : بس أبعتهالي قبل ماتنشروها
الصحفي :طبعا طبعا .. يافندم .. عن إذنكم
شهاب : إتفضل
ضحكت سيلين وقالت : بصراحة أنا خوفت عليه قولت شكلك مش هتسيبو
شهاب : هو أنا شرير ياسيلي؟؟ بالعكس عايز العالم كله يعرف عن قصة حبنا... وبعدين بقي .. مش ناوية ترقصي معايا سلو
أبتسمت بخجل وقالت :السلو بتاعك ياحبيبي مينفعش هنا خالص ده عايز نبقي ف بيتنا
ضحك من كلماتها : أنتي نيتك شمال ياروحي
رمقته بسخط : أنا!!!
أومألها وقال : أومال أنا؟؟؟.... ع فكرة أنا اصدي أرقص معاكي زي الناس الي بترقص دي
سيلين بخجل شديد :طيب خلاص... وأنا أصلا كان أصدي إن الرقص السلو بتاعت بيقلب بعد كده
شهاب مبتسما : خلاص متزعليش تعالي يلا نقوم نرقص.... قالها وهو يجذبها من يدها ليتجها نحو ساحة الرقص ويحاوط خصرها بيديه وهي تضع يديها حول عنقه .... ليترقصا معا ع الموسيقي الهادئة مثل حياتهما التي أخيرا أستقرت بعد عذاب.
___________________
_ توقفت الموسيقي فجاءة ليقف مصطفي الذي تقع عينيه ع بسنت التي تجلس بمفردها أمام طاولة ف ركن هادئ ... صعد ع المنصة التي بها آلات الموسيقي وال(دجي ) ... أخذ ال(مايك)
وقال : النهاردة أجمل يوم عشان فرحة أخواتي وحبايبي إياس ورنيم ... إياس ده أكتر من أخ صاحبي الجدع ... صاحب صاحبه زي مابيقولو ... بقولو ألف ألف مبروووووووك وعقبال لما نباركلك ف ذريتك إن شاء الله ... وأحب أشكرك ياصاحبي لأنك السبب إن أتعرف ع أجمل وأرق بنت شافتها عينيا ومن مكاني هنا بقولها أنا بحبك يابسنت .. وع الرغم أنا مش عارف أنتي زعلانه مني ف أي بس أنا آسف ياحبيبتي ... وبقولك أدام الناس دي كلها أنا بحبك وهفضل أحبك وهتكوني خطيبتي ومراتي وأم عيالي ومش هيفرقني عنك غير الموت....( بحبك يابوسي )
قالها لتتعالي الهمسات بإنبهار وإعجاب الفتيات التي تمنت ذلك الشاب الوسيم ذو القلب العاشق وتمنوا إنهم يكون بمكانتها ... والأخريات كانت تحقدن عليها بكراهية ... أسكتهم فجاءة ذلك الصوت العاشق الذي تغني به مصطفي بعدما أشار للعازفين بقيامهم بعزف تلك الأغنية
وانا بين أديك .. تهت في مكاني
ونسيت معاك .. عمري وزماني
والوقت فات وياك ثواني
قربني ليك .. سبني أعيش أحساسي بيك
بتحدى العالم كله وانا وياك
وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك
وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك
قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك
انا عشقي ليك .. عشق القمر للنجمة والليل والسهر
وشوقي ليك .. فوق الخيال .. فوق احتمال كل البشر
من يوم لقائك .. حلوة الحياة
بتحدى العالم كله وانا وياك
وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك
وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك
قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك
اتحدى بيك .. كل الوجود .. وياك اكون او لا اكون
انا مش حعيش من غير هواك .. انا قلبي عاشق للجنون
من يوم لقائك .. حلوة الحياة
بتحدى العالم كله وانا وياك
وبقول للدنيا بحالها ان ان بهواك
وانت حبيبي وقلبي وروحي معاك
قربني ليك .. سبني اعيش احساس هواك
_ وف إثناء غناءه.... تقدمت بسنت نحو المنصة لتقف بجواره ويتراقصا معا وهو يغني لها من صميم قلبه
_ بينما فيروز التي تجلس ع الطاولة المقابلة للطاولة الذي يجلس عليها صقر... كانت عبراتها تنسدل وألتمعت ف الضوء الخافت حتي تلاقت عينيها بعينيه ... نهضت ع الفور لتركض مسرعه نحو الرواق الذي يؤدي إلي الخارج ... لحق بها وقبل أن تغادر جذبها من يدها و ع ألحان الأغنية التي يتغني بها مصطفي ... كانا يتبادلان نظرات العشق واللهفة والإشتياق ... لم يتفوه كليهما بأي كلمة فاللغة العيون كافية بقول المشاعر التي بداخلهم ...
أندفعت ولا تعلم كيف حدث ذلك ... أرتمت ع صدره ليضمها بفيضان عشقه الآسر... ويعانقها بحبه المتيم بها ... تشبثت به وهي تعانقه بقوة كالتائه الذي ضل سبيله وأخيرا وجد ملاذه الذي يحتمي بداخله .... قلوب تعذبت كثيرا وها هي أخيرا تريد أن تنعم براحة ف مملكة العشق التي تحكم بقانون لاصوت يعلو فوق صوت الحب.
_ في مدينة النور والجمال....
يتأمل من زجاج النافذة زخات المطرالمتساقطة .. يرتشف القهوة كعادته كل صباحا .. أنتبه لإهتزاز هاتفه ع الطاولة الخشبية .. وضع الفنجان جانبا وأمسك بالهاتف ليجد رسالة تذكير بعيد ميلاد شقيقته روزلين .. أبتسم بإنكسار وألم .. إتجه نحو غرفته ليبدل ثيابه .. خرج من الغرفة مرتديا معطف من الصوف الثقيل ( الجوخ الإلماني) ذو اللون الأسود .. يلتف حول رقبته وشاح من الصوف بللون الرمادي وبالأسفل بنطال من الجينز الأسود .. جلس ع المقعد ليرتدي حذائه ذو الرقبة (بوت)... وبعد أن أنتهي من كل ذلك أخذ متعلقاته ثم غادر المنزل
بالأسفل دخل إلي سيارته وبعد قليل أنطلق بها .. وصل أمام متجر لبيع الأزهار... ترجل من سيارته .. ودخل المتجر وبعد قليل خرج يحمل باقة كبيرة من الأزهار ذات اللون الأبيض... دخل إلي سيارته ثم أنطلق بها ع الفور
_ بينما يقف الأخر الذي يرتدي سترته الجلدية السوداء المفضلة لديه وبقية ثيابه متشحة بالسواد... أمام إحدي شواهد القبور المنتشرة في ذلك المكان ...يمسك بيده باقة أزهار بللون الأحمرالقاني ...
عبراته آسيره بعينيه يأبي نزولها... تنهد بألم ثم قال:
كل سنة وأنتي طيبة .. طبعا لو سمعاني هتقولي عليا مجنون.. أنا فعلا مجنون بيكي من ساعت ماروحتي من بين إيديا وعقلي وقلبي أندفن معاكي.. مجرد شبح عايش ف جسم بني آدم .. عمري ما هسامح نفسي لأن السبب ف الي حصلك
_ وهي ما بتسامحك بنوب لأنك واحد قاتل وسفاح.... قالها فارس الذي وصل للتو
ألتفت إليه بإقتضاب وقال : أنت بالذات متتكلمش... قالها بيبرس
فارس بنبرة تهكم قال : ليش بقي؟؟
حدق بيبرس فيه بنظرات حاقدة وقال : عشان أنت الي بعدتها عني قبل ما تموت وقعدت تملي دماغها بأن أنا قاتل ومجرم
فارس : وأنا ما بكذب كل هي الحكي مظبوط
بيبرس بنبرة غضب قال : والنتيجة من كتر صدمتها فقدت النطق وبعدت عني وخليت كلب زي يوري أستغل عدم وجودي وخلي رجالته دبحوها ... قالها بألم دفين بداخل قلبه لتنسدل عبراته من عينيه رغما عنه
صاح فيه فارس بغضب وهو يمسك بتلابيب سترته وقال: بيكفي بقي .. هي كانت عايشه ف سلام بعيد عن عالمك الو....
أمسك بيبرس بقبضتيه يديه وألقاهما بعيدا عنه وقال : أنا كنت بحبها ع الرغم فرق السن الي مابينا بس عمري ماحسيت بيه .. عرفت معاها معني الحب والحياه
ضحك فارس بتهكم وقال : حب !! حياه!! أنت لو تعرف شئ عن الحب كانت روزلين بتضل عايشة لهلا ... لكن كل حياتك دمار وقتل وخراب .. مابعرف كيف مستحمل حالك هيك ... بعد عنها واتركها بحالها هي بتكون ف عالم الي متلك ما إيلو وجود فيه
رمقه بسخط وقال : متقلقش أنا همشي وسايبلك البلد كلها ... قالها ثم تركه وغادر المكان
جثي فارس ع ركبتيه وهو يضع باقة الأزهار أمام الشاهد الذي علم بمكانه من خلال الشرطة في التحقيقات التي أجريت مع يوري
_ أسف روز حبيبتي .. أسف إن ما قدرت أحميكي من هالعالم .. أنا أجيت اليوم لأحتفل معك بعيد ميلادك مثل كل عام .. تتذكري؟... بدي أحكيلك عن حالي و..... صمت عندما سمع شهقات بكاء تتعالي من تلك التي تقف أمام شاهد خلفه .. ألتفت إليها ليري فتاة ف أواخر العشرينات .. ذات وجه مستدير وعينيها الخضراء التي تشبه أعين الهره .. ذات بشره حنطية تمتلك شعر بللون خيوط أشعة الشمس الذهبيه .. مرتديه معطف طويل يصل إلي ركبتيها وبأسفله حذاء جلدي ذو رقبه تصل لمنتصف ساقيها .. شفتيها الورديتان ترتجف من البكاء وتقول :
Tu me manques tellement mon pèreأشتقت لك كثيرا أبي
Pourquoi es-tu parti et m'a laissé avec ce diable?
لماذا رحلت وتركتني مع ذلك الشيطان؟
نهض ووقف ليتجه نحوها ويخرج من جيب سترته منشفه ورقية ويقدمها إليها
نظرت إليه وهي تكفكف عبراتها وقالت :
Merciشكرا
_ هيا أنسه جوانا .. سيد جوزيف ينتظرك في السيارة
Jose Joanna vous attend dans la voiture... قالها رجل ضخم البنية متشح بالسواد مظهره مخيف ومرعب
ألتفتت إليه بنظرات خوف وقلق وقالت :
Dis-lui que j'arrive dans une minute .. Je vais et je vais te frapperأخبره أنني قادمة خلال دقيقة .. وأذهب أنت وسألحق بك
أومأ لها وقال :
Bien je vais lui dire
حسنا سأخبره ... قالها وغادر ليتجه نحو سيارة سوداء تقف بعيدا
جوانا برجاء وخوف قالت :
S'il vous plaît monsieur pouvez-vous m'aider ?? Je veux fuir et rentrer chez moi en Syrie أرجوك سيدي هل يمكنك مساعدتي ؟؟ أريد أن أهرب وأرحل إلي موطني ف سوريا
فارس بإستغراب قال : شو؟؟ إنتي من سوريا؟
نظرت له بإستيعاب وقالت : أي أنا من سوريا جيت هون بباريس مع بابا ف عمل ... دخيلك ساعدني أهرب
فارس : أنا مو فاهم شئ
جوانا ع مضض قالت : بحكيلك كل شئ بعدين .. قالتها فحدق ف عينيها متجهما ثم مد يده إليها بدون أن يتحدث وجذبها خلفها وركض كليهما مسرعين ... رأي ذلك الحارس الذي أسرع وركض خلفهم
وصل فارس عند سيارته وقال : فوتي بالسيارة بسرعه ... قالها ودخلت جوانا وأغلقت الباب ... وكذلك فارس الذي أسرع وأنطلق بالسيارة ...
وقف الحارس وهو يري السيارة تغادر ليرفع سلاحه وذلك يطلق بدون جدوي... ذهب إلي السيارة المنتظرة ليفتح الباب الخلفي وهو يقول :
Sir Joanna s'est enfuieسيدي جوانا هربت
تجهم وجه ذلك الرجل ذو الملامح الحادة والمرعبة وصاح بغضب :
Plus vite, plus vite et passe derrière eux
أسرع أيها الغبي وأذهب خلفهم
__________________________
_ أستيقظ ع صوت رنين هاتفه المزعج.... ليفتح جفونه بثقل ويمسك هاتفه ليري من المتصل ... نهض فجاءة وهو يزفر بضيق وهو يتمتم مع نفسه وقال : يانهار أبيض ده أنا ناسي خالص قالها صقر وهو يضرب ع جبهته كدليل ع التذكر
ضغط ع الشاشة ليجيب وقال : ألو يا فندم صباح الخير
ع الجانب الأخر العقيد منصور قال : صباح النور يا سيادة النقيب نموسيتك كحولي
أبتسم صقر وقال : معلش يافندم حضرتك كنت إمبارح ف الفرح وعارف بقي
منصور : ياسيدي عقبالك أنت كمان
صقر : الله يخليك يافندم
منصور : المهم عايزك تيجي القسم عشان أديلك الأوراق الي هتفيدك ف العملية بتاعت بعد بكرة ... وتجهز نفسك عشان هتسافر بلليل
صقر : تمام يافندم
منصور : يلا أنا ف انتظارك ....سلام
صقر : سلام ... قالها وأغلق المكالمة وتنهد ثم أبتسم وهويتذكر شيئا ما
$ فلاش باك
أندفعت ولا تعلم كيف حدث ذلك ... أرتمت ع صدره ليضمها بفيضان عشقه الآسر... ويعانقها بحبه المتيم بها ... تشبثت به وهي تعانقه بقوة كالتائه الذي ضل سبيله وأخيرا وجد ملاذه الذي يحتمي بداخله
أبتعد ليحاوط وجهها بكفيه وهو ينظر إليها بعشق وقال بنبرة عاشق متيم
_ أنا بحبك ومش قادر أبعد عنك أكتر من كده .. أوعدك إن مش هأذيكي تاني وهتغير عشانك وعشان نفسي الي مش بلاقيها غير وأنا معاكي... مسمحاني يافيروز؟؟؟ ... قالها باللهفة وهو يحدق ف عينيها برجاء
أومأت له بفيروزتيها التي سلبت روحه بداخلهما ... لترتسم ع محياه السعادة والفرح أخيرا فجذبها ليحتضنها بحنين وحب .. ثم أمسك يدها وأردف: تعالي معايا ... قالها وهو يجذبها خلفه
فيروز: ثواني بس رايحين ع فين؟؟
توقف ليلتفت إليها وقال : واثقة فيه؟؟
حدقت ف عينيه فتنهدت وقالت : أنا لو مكنتش واثقة فيك مكنتش زماني واقفه معاك دلوقت
أرتسم ع ثغره سعادة نابعة من قلبه ..ترك يدها وحدق بها بنظرات ماكرة
_ أنت ناوي تعمل أي؟؟ قالتها فيروز بتوجس مبتسمه
_ ناوي أعمل كده ... قالها ليفاجاءها وهو يحملها ع زراعيه
_ نزلني ياصقر ... صرخت بها وهي تحاوط عنقه بيدها بخوف
لم يجيب عليها وأكتفي بإطلاق ضحكاته ع ملامحها الطفولية وهي تصرخ ... أسرع متجها نحو سيارته بالخارج ليلتقط إحد المصورين صورة لهما وهو يقول بصوت غير مسموع : وأخيرا طلعنا بحتة خبر ..قالها وهو يبتسم بمكر وأبتعد قبل أن يلفت الأنظار
فتح باب السيارة ويدخلها لتجلس ع المقعد ثم اغلق الباب.. وألتف نحو الباب الأخر ليدخل ويجلس ف مقعد القيادة
_ ريح قلبي وقولي واخدني ع فين؟؟... قالتها فيروز وهي تنظر له
ألتفت إليها بوجهه قبل أن يبدأ القيادة وقال : هتعرفي دلوقت بس عايزك تطمني طول ما أنتي معايا... قالها وهو يمسك يدها وقبلها بحنان
توردت وجنتيها لتسحب يدها بهدوء وتنظر أمامها وهي تجز بأسنانها ع شفتها السفلي
أبتسم بجانب فمه بمكر ثم أنطلق بالسيارة..... وبعد مرور بعض الوقت
وصل أمام مطعم عائم ف نهر النيل ...
_ أي ده؟؟ قالتها فيروز لتتأكد من حدثها
صقر ساخرا بمزاح قال : ده بتاع بطيخ تعالي ننزل نشتري بطيخة ... قالها وهو يفتح باب السيارة وينزل منها ... وهي أيضا ترجلت من السيارة وهي تضحك ه ماتفوه به وف نفس الوقت داهمها الشعور بالتوتر
مد يده إليها لكن وجدها تقف ف مكانها ويرتسم ع ملامحها القلق
_ مالك ياحبيبتي؟؟ قالها صقر
_ أنا خايفه ... قالتها ويبدو عليها القلق والخوف
أبتسم ليطمئنها ويمسك طرف ذقنها بأنامله وقال : أنتي خايفة من ردة فعل مامتك ومحمد؟؟
_ ماما تقريبا إستحالة إنها توافق ع رجوعنا لبعض... محمد ممكن يفهمنا ويقدر مشاعرنا .. بس أنا خايفه لماما تخيرني بينك وبينها تاني .... قالتها بنظرات حزن لتلتمع عينيها بعبرات ع وشك الإنسدال
أقترب منها ليضع كفيه ع عضديها وقال : متخافيش ياحبيبتي أنا هخليني ورا مامتك وهستحمل منها أي حاجه لحد ماتوافق.. ويلا بقي عشان بصراحة جعان وعايز أتعشي معاكي
أبتسمت وقالت : طيب ماكلتش ف الفرح ليه؟
_ أنا عايز قعد معاكي لوحدينا بعيد عن الدوشة وعن الناس... قالها صقر
_ ع أساس إن المطعم مفهوش ناس؟؟ قالتها فيروز بسخرية
إبتسم بمكر وقال : عيب عليكي أنا حاجز أصلا أخر دور ف الهواء الطلق ليا أنا وأنتي وبس
رفعت إحدي حاجبيها وقالت : ده أنت مرتب كل حاجه بقي
أجاب بثقة وقال : بصراحة أه ..أنا قبل ما أنزل من البيت وأنا عاقد النيه مش هسيبك النهاردة غير لما نرجع لبعض
_ ماشي وهشوف أخرتها معاك أي يا ابن يوسف الهواري... قالتها بمزاح ليصعدا معا درج صغير ومنه دخل كليهما من بوابة صغيرة ليجدا ف إستقبالهم إحد العاملين
_ لو سمحت أنا حاجز بأسم صقر الهواري... قالها صقربنبرة جدية
قال العامل بترحاب: أتفضل يافندم أهلا وسهلا بحضرتك المكان جاهز وكل حاجة جاهزة زي ماحضرتك طلبت... والسلم أخر الممر ده يمين
أبتسم صقر بمجاملة وقال : شكرا ... قالها ليمسك بيدها وهي تنظر له كالتائهة ... أتجها لأخر الرواق ليجد الدرج ثم صعد كليهما حتي وصلو أخر طابق ف المطعم
المنظر من الأعلي يسحر القلوب حيث الأضواء المنبعثة من المباني شاهقة الإرتفاع ... والأضواء التي تنعكس ع مياه نهر النيل المظلمة .... وموسيقي رومانسية هادئة ... أستقبلهم النادل
_ أتفضل يافندم .. قالها النادل وهو يشير إلي الطاولة الخشبية ذات المفرش الأبيض ويعلوها كؤوس بداخلها شموع بيضاء متناثر حولها أوراق أزهار بللون الأحمر
توقف صقر ليجذب المقعد وقال : أتفضلي يا أميرتي ... قالها مبتسما لها لتبادله الإبتسامة وقالت : شكرا .. قالتها ثم جلست
ألتف هو ليجلس ف المقعد المقابل لها ... أسند مرفقيه ع الطاولة ليضم يديه معا ويسند عليهما ذقنه وأخذ يتأمل ف عينيها التي تنعكس عليه الإضاءة لتتلألأ فيروزتيها الساحرتان
شعرت بنظراته فأبتسمت بخجل وهي تنظر لأسفل ....
_ عينيكي كانت وحشاني أوي... قالها بصوت رجولي جذاب ...ثم نهض وأتجه نحوها ليزيح المقعد وهي جالسة عليه حتي يصبح وجهها ف وجه .. جثي ع ركبته وأثني الأخري وهو يخرج من جيب سترته علبة صغيرة يكسوها المخمل الأزرق وقام بفتحها ليقدمها لها
وبنظرات عشق وهيام قال : أنا قولتهالك قبل كده وبقولهالك تاني بس المره دي إن شاء هيحصل وقريب أوي كمان... صمت ليتنهد بلهفه ثم قال : تتجوزيني؟؟
نظرت للخاتم ثم نظرت له بدون أي تعبير.. أخذت من يده العلبة ووضعتها ع الطاولة فقالت : الخاتم ده عشان ألبسه عايز أطمن وأحس بالأمان ومترجعش صقر الي بيتصرف بتهور ... وقبل كل شئ عايزين نقعد قاعدة صراحة وكل واحد فينا يخرج الي جواه عشان نبدأ ع صفحة بيضه من غير ماحد فينا شايل جوه قلبه حاجة من التاني
قام ثم أمسك بيدها وأتجها نحو السور حيث نسمات الهواء التي تجعل خصلات شعرها تتطاير ع وجهها ...
_ تحبي تبدأي ولا أبدأ أنا؟؟... قالها وهو ينظر لمياه النيل المعتمة
_ أتفضل ... قالتها فيروز وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها
تنهد بأريحيه وقال :
أنا لما كنت طفل عيشت لحظات خلت طفولتي مشوهة ... طفل شاف أكتر إنسانة متعلق بيها وهي كل حياته بتخون باباه مع واحد كان المفرود دراع اليمين ليه .. مكنتش أقدر أتكلم .. صمت ثم أبتلع ريقه بتوتر وأردف : ف مرة لما كنت راجع من المدرسة بدور عليها شوفتها ف مكتب بابا وهو واخدها ف حضنه .. أنا كان عندي 9 سنين بس فاهم إن الي بيعملو ده غلط والي أكدلي ده لما شافوني .. قرب مني وخنقني من رقبتي بيهددني إن لو قولت لبابا ع الي شوفته هيقتلني وهيقتل رنيم طبعا صدقته ... كرهتها من ساعتها وفضل شعور الكره ده يكبر جوايا لحد ما ف يوم من الأيام بابا أكتشف خيانتها ليه بعينيه شوفت بابا وهو بيجرها من شعرها ادامي أنا ورنيم واخدها وحابسها ف أوضة ف الجنينة ومن بعدها سمعت إنها تعبت وبابا وداها المستشفي وهناك ماتت .. اليوم ده عمري ما هنساه لما رجع اخدني انا واختي ف حضنه وفضل يعيط .. ع الرغم الي عملته بس كان بيحبها اوي بس الخيانة كان وجعها اكبر خاصة عليا لأن هفضل شايل وصمة عارها للأبد ... خلتني أفقد الثقة ف أي واحدة وأن كلهم زي بعض
صمت ثم حدق ف عينيها وقال : بس أول ما شوفتك بدأت كل حاجة تتغير عرفت معاكي يعني أي حب .. بس للآسف كان مازال جوايا صراع الماضي الي بحاول أهرب منه .. وأكتر حاجة جننتني لما أكتشفت إنك بتكدبي عليا وخلتيني أشك فيكي مبقتش شايف أدامي .. كنت كل ما ابص لك ساعتها ببقي شايفك هي .. وخاصة لما بفتكر إنك بنت الراجل الي كانت بتخون بابا معاه
ضحكت بتهكم وقالت : هو ف حد فينا بيختار أهله!!! وأنا أتظلمت أكتر منك لما فضلت عايشة لحد فترة وعرفت إن أنا بنت واحد زي ده ... وكنت خايفة لتكرهني لما تعرف عشان كده مقولتلكش وقتها ...وطبعا الباقي عارفه
_ خلاص ممكن ننسي الي فات ونعيش حياتنا من أول وجديد؟؟.. قالها صقر
_ ياريت ونفسي تكون أتغيرت فعلا ومترجعش زي الأول وتعرف إن الي بيحب بجدعمره مابيخون الي بيحبه... وإن لازم يكون حبنا مبني ع ثقة ...قالتها فيروز
_ وده الي هيحصل إن شاء الله بس بوجودك جمبي ... وأوعدك هكون أمانك وسندك وكل دنيتك.. قالها صقر وهو يمسك بيدها ويضمها نحو قلبه
_ وأنا هفضل جمبك ومش هتخلي عنك ... بس كل فيه حاجه صغيرة كده عايزة اقول لك عليها
_ قولي ياحبيبتي .. قالها صقر
_ موضوع الغيرة الزيادة عن اللزوم ياتري من ضمن التغيرات ولا أي النظام؟؟؟
تنهد وقال : أنتي حسيتي بأي لما شوفتيني جايب واحدة وداخل الشقه؟؟؟ قالها منتظرا ردة فعلها
قطبت حاجبيها بضيق وقالت : متفكرنيش لأن فعلا كنت ممكن أقتلك أنت وهي وقتها
أبتسم بإنتصار وقال : وده الي بحسو بالظبط لما بشوف حد يجي جمبك زي المسيو ولا ابن خالك الي مشالش دراعو من ع ضهرك وانتو داخلين القاعه .. قالها وهو يجز ع فكيه ويكور قبضته
أخذت تضحك وقالت : فعلا الطبع غلاب ... هتفضل غيور وغيرتك هتودينا ف داهيه
_ عشان بحبك وبخاف عليكي حتي لو واثق فيكي بس مش واثق ف غيرك... قالها ثم نظر نحو الطاولة وأردف : ها ... لسه مش عايزة تلبسي الخاتم؟؟
أبتسمت وقالت بدلال : الي تشوفو
أسرع نحو الطاولة ليأخذ الخاتم وتقدم نحوها وأمسك يدها بحنان ووضعه بإصبعها ... ثم قبل يدها وقال : بعشقك أوي يافيروز
جذبها من يدها ليقف كليهما ف ساحة شاغرة يترقصا معا ع كلمات تلك الأغنية بصوت وائل جسار
حبيبتي ليه تعاتبيني ؟
وقولتي الحب حريه وشايفاني يانورعيني
في كل دقيقه شخصيه
وبتوتر وانا زعلان وبتنطط وانا فرحان
وطفل جميل بيضحكلك وتاخدي الضحكه بالاحضان
انا حنين وعرفاني .. وبالغيره واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني
بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف
انا بدايتك وانا نهايتك وروحي بشوفها ف مرايتك
انا مجنون لاكن عاشق وبعشق حتي تكشيرتك
لامستي مشاعري م جوه انا هو ومش هو
وهتغير عشان خاطرك وحبك يديني القوة
انا حنين وعرفاني .. وبالغيره واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني
بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف
$$ باك
عاد للواقع .. لينهض من تخته عاري الصدر .. أتجه نحو الخزانه وفتح الضلفه وأخذ قميص قطني بنصف أكمام .. وقد نسي أن ينظر بالمرآه ويمشط خصلات شعره المبعثره بشكل مضحك .. تناول علبة السجائر خاصته والقداحة وخرج إلي الشرفة ليسحب سيجارة من العلبة ويشعلها ووضعها بين شفتيه ثم يبعدها ويزفر دخانا كثيفا
____________________
_ في رأس شيطان....
إذا كنت تحلم بالعيش وسط سلاسل جبلية تحيط بمياه لازوردية بين شطآن ووديان وكهوف طبيعية ولا تسمع سوى رقرقة أمواج البحر الأحمر.. وصفير الدلافيين.. وتغريد الطيور مع نسمات هواء بالغ النقاء.. فعليك الذهاب فورًا إلى (رأس شيطان).. تلك المنطقة الواقعة بين مدينتي نويبع وطابا في جنوب سيناء.. وقطعًا سيثير اسمها الغريب فضولك.. حيث يعود سر تسميتها إلى الأجانب الذين كانوا يداومون على زيارتها.. فكانوا يجدون صعوبة في نطق اسمها الأصلي (رأس الشطآن) فتحوّلت مع الوقت إلى رأس شيطان.
وصل بسيارته أمام كوخ من القش وجريد النخل ...
_ وأخيرا وصلنا ... قالها إياس وهو يخلع حزام الأمان ونزل من السيارة .. نزلت رنيم خلفه وهي تتفحص المكان من حولها لتجد العديد من الأكواخ .. ومخيمات بدوية ... وأكواخ أخري مبنية من الطوب ومغطاة بالجريد والقش أيضا
ألتف خلف السيارة ليفتح الباب الخلفي ويأخذ حقائبهم .. ثم أتجه نحو باب الكوخ ليلتفت خلفه ويجدها مازالت تقف بمكانها
_ روني حبيبتي واقفه عندك ليه؟؟.. قالها إياس لتلتفت إليه وأبتسمت وهي تركض نحوه وقالت بسعادة تغمرها : المكان حلو أوي يا إيسو
ترك الحقائب من يديه ليحاوط خصرها بيديه وقال : تعرفي كنت بحلم أول ما أجي مكان زي ده لازم يكون معايا شريكة حياتي
حاوطت عنقه بيديها وقالت : وأنا كنت طول عمري بحلم أنك تكون شريك حياتي لحد ما ربنا حققلي حلمي مكنتش مصدقه نفسي
رمقها بنظرة ماكرة وقال :يعني أنا كنت فتي أحلامك؟؟
أبتسمت والخجل يرتسم ع وجنتيها فأومأت له بالإيجاب ... جذبها إليه أكثر ليقترب من وجهها وكاد يقبلها
_ حضرتك يافندم إياس نور الدين؟؟ قالها المسئول عن إدارة المكان
أغمض إياس عينيه ليتمتم بكلمات غير مسموعه .. زفر بحنق وألتفت إلي الذي يتحدث وأرتسم إبتسامة مصتنعه ع محياه وقال : أه أنا
أحس الرجل بالإحراج وقال : معلش يافندم عايزين من حضرتك تملي شوية بيانات وتختار ال
Programsالبرامج
وهي لو عايز حضرتك والمدام تسلق الجبال وتشوف المنظر الطبيعي للمنطقة من فوق قمة الجبل ... وفيه عندنا سنوركيلنج ( غوص سطحي ترفيهي) ..ده غير رحلات السفاري.. وممكن تأجر يخت تتفسحو فيه ف خليج العقبة... وزيارة جبل موسي ودير سانت كاترين ... والوديان الملونة ف نويبع
_ واووو ... إيسو أنا عايزه أطلع الجبل وأركب اليخت ... قالتها رنيم بدلال ليرمقها بنظرة أسكتتها وتراجعت للوراء
_ طيب ممكن أدخل الشنط و أجي وراك؟؟... قالها إياس
الرجل بإبتسامة قال : طبعا طبعا يافندم خد وقتك وإحنا ف إنتظارك بالمكتب... عن إذن حضرتك ... قالها وغادر
دخلت إلي الكوخ مسرعه وهو خلفها يحمل الحقائب ... وحين دلف كليهما ليجدا الكوخ من الداخل يوجد به تخت كبيربجواره مقعد من الوسائد ذات الطابع البدوي ... والأرض رملية يكسوها الكليم السيناوي ... الحوائط نصفها من القش والجريدوالنصف الأخر من الحجر.. توجد نوافذ خشبية .. يتدلي من السقف المتكون من القش والجريد أيضا مصباح للإضاءه... توجد منضدة مستديرة متوسطة الحجم حولها مقعدان
جلست ع التخت وهي تتحاشي النظر إليه فهي تعلم ما خلف ذلك الوجوم الذي يرتسم ع ملامح وجهه..
ألقي الحقائب وهو يزفر بغضب ... وأقترب منها وقال : خليكي هنا ومتتحركيش عقبال ما هاروح أشوف الحوار ده وراجعلك ع طول
نظرت له ببراءة كالطفلة وقالت : حاضر
لم يعقب وتركها بمفردها وغادر....
زفرت بحنق وقالت بسخرية وهي تقلده : خليكي هنا ومتتحركيش... جزت ع شفتها السفلي وأردفت : محسسني بيكلم طفلة ف كي جي 2 ... قالتها بنبرة ساخره ..ثم نهضت لتأخذ حقيبتها وتضعها ع التخت وشرعت ف تبديل ثيابها
_ بينما هو بعد أن أنتهي من تدوين البيانات وأختيار البرامج الترفيهية ... غادر المكتب متجها نحو الكوخ ... فتح الباب فلم يجدها ... وقع ع سمعه صوت ضحكاتها التي كانت بالخارج .. خرج من الكوخ لينظر إلي تلعب وتضحك مع طفل صغير لايتعدي عمره عن ال3 سنوات ..لكن الثياب التي ترتديها أثارت غضبه ... حيث ترتدي (هوت شورت من الجينز) ومن الأعلي كنزة بللون الأبيض من القطن بدون أكمام
_ يانهارك الي مش فايت ... قالها إياس الذي أستشاط غضبا وأتجه نحوها وهي لم تراه حيث تولي ظهرها له
_ فين مامتك يا صغنون أنت ... قالتها رنيم وهي تداعب ذلك الصغير وتضع يدهاع وجنته ذات اللون الوردي وهي تحمله ع زراعها
لم يجيب عليها الطفل وظل ينظر لها وهو يبتسم كالملاك لتلتمع أسنانه البيضاء الصغيرة ... لكن سرعان تلاشت تلك الضحكات وتحولت إلي خوف وأجهش بالبكاء عندما رأي القادم نحوهم والغضب يرتسم ع وجهه
_ مالك بتعيط لي..... قالتها رنيم ليقاطعها صوت إياس الذي أرعب الطفل أصغر
_ ممكن أفهم أي المسخره الي أنتي لبساها دي وخرجتي من الكوخ من غير أذن ع الرغم أن منبه عليكي متتحركيش لحد ما أجيلك ... قالها إياس الذي جذبها من عضدها لتلتفت إليه
أنزلت الصغير برفق وهي تربت ع ظهره وتقول : متخافش ياحبيبي... قالتها وهي تدنو إليه ثم أعتدلت لترمق إياس بسخط وأردفت : مالك بتكلمني كده ليه!!! أظن الي أدامك ده بحر عايزيني ألبس أي إن شاء الله !! ... قالتها بسخرية
جز ع أسنانه وقال : طيب أدامي ع الكوخ وخلي يومك ده يعدي
رمقته بتحدي وعناد وقالت : أنت أتجننت يا إياس!!!!! طيب أي رأيك مش رايحه ف حتي وهفضل مكاني هنا ولو مش عجبك أدخل أنت جوه
زفر بحنق وقال : ده الكلام ده ليا أنا؟؟؟ قالها ويرفع إحدي حاجاباه بإستنكار
كادت تتفوه ليقاطعها الصغير بصوته الطفولي وهو يقول : بابا
ألتف كليهما ليجد شاب ف بداية الثلاثينات من عمره ... أسمر البشرة ذو عضلات مفتولة .. عاري الصدر يرتدي (شورت قصير) مبتل من مياه البحر الذي خرج منها للتو.. وشعره المتساقط منه المياه ... حمل صغيره وهو ينظر إلي رنيم بتمعن والطفل يشير إليها ليتحدث إلي والده وقال : مامي
لاحظ الشاب نظرات رنيم المتعجبة و نظرات إياس الحارقه وقال : معلش أصل حضرتك فيكي شبه كبير من والدته الله يرحمها
_ الله يرحمها ... قالها إياس بنبرة جدية ونظرات الغيرة التي قد تفهمها ذلك الشاب فقال وهو يمد يده للمصافحه : أنا نائل الصواف
Yacht leaderقائد اليخوت
واضح أنكو عرسان جداد وجايين تقضو الهني مون ف راس شيطان .. ألف ألف مبروك
مد إياس يده ليصافحه وهو يقبض بقوة ع يده ويقول بإبتسامة صفراء : الله يبارك ف حضرتك .... قالها ليجد صوت رنيم يرددها مع صوته فأمسك بيدها ليضغط عليها وقال : عن أذن حضرتك ... قالها ليترك نائل الذي مازال يتسمر ف مكانه والصغير ع زراعه وينظر لرنيم التي يجذبها إياس وهي تلحق بخطواته وهي تتعثر ف طريقهما إلي الكوخ
_ بداخل الكوخ دفعها ع التخت ... ثم تجول ذهابا وإيابا وهو يهدأ من غضبه ثم نظر لها وقال : بصي يابنت الحلال أنا بحبك وبموت فيكي وبنهزر ونضحك بس فيه حاجات معينه كده توقفي عندها مثلا الكلمة الي قولهالك تتسمع .. لبسك العريان ده لو شوفتو عليكي تاني هقوم واخدك وراجعين ع بيتنا ورجلك مش هتشوف الشارع تاني .. وحاجة كمان لما تشوفيني واقف مع واحد غريب مش عايز أسمع صوتك ده نهائي ... أنتي فاهمه؟؟؟...... قالها بنبرة تهديد أرعبتها لتحدق ف عينيه بخوف وأومأت له بالموافقه
أقترب منها ليدنو منها ويقبل جبهتها ثم أبتعد وقال : أنا هستناكي برة عقبال ماتغيري هدومك عشان هاخدك ونروح نفطر... قالها ثم غادر
زفرت بحنق وقالت : يعني أخلص من تحكمات أخويا يطلع جوزي أسخن منه ... أوووووف.
_________________________
_ أستيقظت للتو وهي تستنشق ذلك الدخان التي تعلم مصدره... نهضت بجذعها وهي تتثائب وتضع يدها ع فمها ليلفت أنتباهها الخاتم الموجود بإصبعها ... فأبتسمت ... نهضت من التخت مسرعه .. أرتدت المعطف المخملي ع منامتها الحريرية القصيرة ... وألقت نظرة ع مظهرها ف المرآه ثم خرجت إلي الشرفة
_ صباح الخير ... قالتها وهي تبتسم
دفس السيجارة ف السور ثم ألقي بها وقال : صباح النور والجمال ع أجمل عيون ف الدنيا دي كلها
أحمرت وجنتيها وقالت بخجل : ميرسي... ثم نظرت له بأقتضاب
_ مالك قلبتي مرة واحدة وبتبصيلي كده ليه؟؟
زفرت بضيق وقالت : السجاير ممكن تبطلها ؟
لوي فمه جانبا وقال : صعب
_ ولو قولتلك عشان خاطري؟؟
أومأ لها بالموافقه وقال : حاضر عشان خاطرك هحاول بس موعدكيش
_ ماشي هخليني وراك لحد ماتبطلها ... قالتها ليبتسم
فقال : أنا ماشي .. قالها بنبرة جدية
نظرت له بإندهاش وقالت : ماشي!!
_ رايح الشغل طبعا وبلليل مسافر... قالها صقر
_ هتسافر فين؟؟؟
_ لما هرجع هبقي أحكيلك بس كل الي طلبه منك أن تخلي بالك من نفسك لحد ما أجي بإذن الله .. قالها ليجد علامات القلق ع وجهها فأردف : مالك؟؟ قلقانه من أي؟
_ أنا حاسة فيه حاجه ومخبيها عليا.. قالتها بتوتر
أرتسمت إبتسامه ع ثغره وقال : مفيش حاجه ياقلبي هم كلهم يومين وجاي تاني إن شاء الله .. وأول حاجة هعملها هطلب إيدك من مامتك
_ ترجع بالسلامة الأول ياحبيبي... قالتها فيروز
صوت طرقات ع الباب... فقالت : ثواني ياحبيبي هشوف داده سميحة عايزة أي وجيالك تاني
_ طيب متتأخريش عشان داخل أغير هدومي وهنزل ع طول
_ حاضر ... قالتها لتتجه نحو الباب وقامت بفتحه
_ ياآنسه فيروز مدام آمال جت بالسلامة بره .. قالتها سميحة
_ ماما؟؟ قالتها فيروز بقلق وتوتر ثم أردفت : روحي أنتي ياداده وأنا جاية وراكي .. قالتها لتوصد الباب من الداخل وركضت نحو الشرفه
وقالت بقلق جلي : معلش ياحبيبي هسيبك دلوقت عشان ماما رجعت من السفر بره
_ حمدالله ع سلامتها .. وخلي بالك من نفسك .. قالها صقر
_ حاضر ياحبيبي.. وانت كمان خلي بالك من نفسك .. وهبقي أطمن عليك.. قالتها فيروز ثم تركته ودخلت مرة أخري وغادرت الغرفة
____________________
_ حبيبتي وحشتيني أوي .. حمدالله ع سلامتك... قالتها فيروز وهي تعانق والدتها التي تنظر لها بوجه عابس ولم تبادلها العناق
أبتعدت فيروز وهي تنظر لها بتوجس وقالت : ف أي ياماما؟؟ مالك ؟؟
رمقتها آمال بسخط وقالت : لو كنت وحشاكي بجد كنتي سألتي عليا .. كأنك ماصدقتي إن أسافر
_ ياماما والله كنت مشغولة وبعدين حضرتك دول كانو يومين ولا تلاته بالكتير... قالتها فيروز
أبتسمت بسخرية وقالت : فعلا كنتي مشغولة ... وياتري بقي خطيبك الجديد الي مشفتوش لحد دلوقت عامل أي؟؟
نظرت لأسفل وقالت : كل واحد راح لحاله خلاص
أثارت كلماتها غضب والدتها التي صاحت فيا : نعم يا حلوه!!! هو أنتي يابت ملكيش أهل عماله تتخطبي وتفسخي كأنك عايشة مقطوعه من شجرة... جري أي يابنت شوقي؟؟!!
قالت جملتها الأخيرة لترمقها فيروز بنظره حاده فنهضت ووقفت أمامها وقالت : أنا بنته بسببك .. مش تروحي تغلطي وتعايرني بغلطك.. قالتها بصياح وغضب
نهضت والدتها وهي ترفع كفها التي هوت به ع وجه فيروز بصفعة قوية وقالت : أخرسي
وضعت فيروز يدها ع أثر الصفعه ولم تتفوه بكلمة بل رمقتها بنظرات إمتعاض وتركتها وأتجهت نحو غرفتها
رن جرس المنزل لتتجه سميحة وتفتح الباب... دخل محمد وقال بإبتسامة :حمدالله ع السلامة يا جميل
أبتسمت آمال له وقالت : الله يسلمك يابني
_ الله ع كلمة يابني الي بتقولهالي ياعمتو بحس إن أنا فعلا إبنك ... قالها محمد وهو يجلس بجوارها
أبتسمت آمال وهي تربت ع ظهره وقالت : ربنا عالم أنا فعلا بعتبري أبني الي مخلفتوش
رن جرس المنزل مرة أخري لتفتح سميحة الباب وأخذت الأكياس البلاستيكية من حارس البناية وأعطي لها مجلة وقال : حاجتك كلها تمام ؟؟
سميحة : شكرا ياعم عثمان
عثمان : العفو يا ست سميحة .. بالأذن أنا بجي.. قالها ليغادر وتوصد هي الباب لتدلف إلي المطبخ وتضع الأكياس فوق الرخامة .. وأخذت المجلة وأتجهت نحو الردهة وقالت : محمد بيه عم عثمان جاب الطلبات كلها وأدالي المجلة دي
أخذها محمد وقال : أه كويس جدا أنه جابها
_ عن إذنك يا محمد هقوم أغير هدومي عقبال ما سميحة تحضر الفطار ونفطر سوا ... قالتها آمال ثم أتجهت نحو غرفتها
_ أتفضلي ياعمتي ... قالها محمد وأخذ يتفحص صفحات المجلة حتي وقع عينيه ع ذلك الخبر الذي يعلو صورة صقر وهو يحمل فيروز ع زراعيه ... جز ع أسنانه بغضب وقال مناديا : داده سميحة
جاءت إليه مسرعه وقالت : نعم يا محمد بيه
_ هي فيروز صاحية ولا نايمة؟؟ قالها وهو يقطب حاجبيه بضيق
سميحة بقلق قالت : صاحية بس ف أوضتها
محمد بنبرة آمرا قال : روحي قوليلها محمد عايزك
أومأت له وقالت : حاضر يا بيه
_ فيروز بداخل غرفتها تطوي ثيابها وتلقي بها بداخل الحقيبة وهي تكفكف عبراتها
طرقت سميحة ع باب الغرفه وهي تقول : آنسه فيروز
فيروز بغضب صاحت : نعم ؟؟؟؟؟
سميحة بالخارج : محمد بيه عايز حضرتك بره
جلست ع التخت وهي تزفر بسأم وبيدها قطعة ثياب خاصتها وقالت : حاضر قوليلو جايه
ألقت القطعة ف حقيبتها ثم أغلقت السحاب جيدا .. وغادرت الغرفة
_____________________
_ فتح الباب ودخل برفقتها إلي ذلك المنزل المعتم وهو يضغط ع زر الإضاءة ....
_ شو نتضره عندك ؟؟ يلا فوتي.. قالها فارس
دلفت جوانا بملامح قلق وريبه إلي المنزل ثم نظرت له وقالت : مو بعرف أتشكرك كيف .. لكن جميلك هي ماراح انساه بحياتي
_ العفو.. أنتي متل شئيئيتي.. وأي شئ بدك إياه ئيليلي عليه ... قالها فارس الذي تذكر لتوه عندما جاءت فيروز برفقته إلي ذلك المنزل
جوانا بإبتسامة : ميرسي كتير يا.... صمتت ثم أدرفت : لا تأخذني شو أسمك ؟؟
_ فارس الشامي .... قالها فارس
مدت يدها إليه لمصافحته مبتسمه وقالت : جوانا زيدان الحلبي
بادلها المصافحة وبملامح الإندهاش قال : بتكوني بنت زيدان الحلبي!!!
_ أي بكون لبنته... أنت بتعرفه؟؟... قالتها جوانا
تنهد مبتسما وقال : والدك ووالدي الله يرحمهون كانو رفقات
_ أنا ماكِنت بعيش مع بابا ئبل هيك ... هو وإمي منفصلين .. وعشت معها بمدينة أعزاز بحلب .. ولما صارت الحرب من 7 سنين تركناها ورحنا ع الضايعة بدمشق .. هُنيك بتكون جدتي إم إمي ... ضلينا هي السنين بالضايعه حتي ماتت إمي وجدتي بعداه بشهور .. صِرت وحيده .. وكِنت خايفه .. بابا ماكان يعرف شئ .. رحتلو بالمنزل تبعو بالمدينة .. وضليت معه حتي أتعرف ع رجال (رجل) أعمال فرنسي ..جوزيف أنطوان .. شيطان ف جسم بني آدم ... بدو يتجوزني غصب.. وأنا مافيني أقبل..هو واحد قاتل والسبب ف موت بابا ..أستولي ع كل المصاري تبعو بالشركة وحولها لحسابه .... قالتها لتبدأ عبراتها ف الإنسدال من عينيها
_ بيكفي حكي ماتبكي ... وبوعدك ماراح أتركك شو ماصار ... قالها فارس وهو يخرج من جيبه منشفة ورقية ويعطيها لها فأردف مازحا : ليكي يابنت دموعك خلصت ع المحارم تبعي
ضحكت أثناء بكاءها فقالت : مابعرف شو الي كان صار فيني لولاك
أقترب منها ويربت ع كتفها وقال : ماتحكي هيك مره تانيه أنا هون بمحل والدك الله يرحمه
حدقت فيه بعينيها الدامعتين لتقترب منه أكثر وأرتمت ع صدره وهي تعانقه وقالت : الله يخليلي ياك فارس
تسمر مكانه لتنتابه القشعريرة التي سارت بكامل جسده... لتبتعد هي وقالت بإحراج : بعتذر منك
أرتسم طيف إبتسامة ع ثغره وقال : لايهمك ... وكاد يغادر
أوقفته بخوف وقالت : وين رايح؟؟
ألتفت لها وقال : أنا ساكن بالبيت الي إدامك ما تخافي
أقتربت منه وقالت بنبرة رجاء : دخيلك ضل معي وماتتركني .. أنا خايفه كتير بيكون جوزيف يعرف مكاني
_ كيف يعني ياخدك وأنا موجود ... أنا بتصل ع الشرطة وبخبرون... قالها فارس بحنق
_ لالالالالا وحياة الله ... كل الي بدي إياه منك تساعدني أسافر لسوريا... قالتها بنبرة رجاء
رمقها بقلق وخوف عليها ولم يتفوه ... بل أخذ يفكر وأتجه نحو النافذة
_ فارس .. ليش مابتحكي ؟؟ ... قالتها جوانا بقلق ولم يجيب عليها بل ظل ينظر من النافذة
أتجهت نحوه وهي كادت تضع يدها ع كتفه وتقول : فار.....
قاطعها وهو يلتفت إليها فجاءة وقال : جوانا .. تتجوزيني؟؟؟
___________________
_ بداخل سيارة محمد ....
_ إحنا رايحين فين؟؟ قالتها فيروز
توقف فجاءة حتي صدر صوت إحتكاك إطارات السياره بالأسفلت.. وأمسك بالمجلة التي أخذها معه وقام بفتحها ويضعها أمام وجهها
_ ممكن تفهميني أي ده؟؟ قالها محمد وهو يحاول يكظم غضبه
أتسعت حدقتيها عندما شاهدت تلك الصورة فلم تجيب وأخذت ترجع خصلات شعرها خلف أذنها ليلتمع الخاتم بإصبعها .. نظر إليه وأردف : خلاص مش محتاج إجابة الخاتم الي ف إيدك وضحلي كل حاجه... أنا مرضتش أكلمك فوق أدام عمتي
زفرت بضيق وقالت : محمد أنت أكتر واحد المفروض تكون حاسس بيا وتقدر حبي لصقر وأن مقدرش أ...
قاطعها بغضب وهو يضرب ع المقود وقال : المفروض!!! ... أنا فعلا كنت حاسس بيكي وقت ما هانك وبهدلك وبعتر بكرامتك الأرض .. قدرتك لما عارف وواثق إنك بريئة لما أتقبض عليكي ودخلتي السجن ف نفس الوقت الي إتهمك هو فيه ومصدقش براءتك .. قدرتك لما عملت كل الي ف إمكاني وقدرت أهربك ف الوقت الي كان هو واخدك فيه عشان يعرف إنك شريفة ولا لاء
_ خلاص كفايه بقي... صرخت بها فيروز
_ لاء مش كفاية .. لما تدوسي ع كرامتك وترجعيله وفرحانه .. تقدري تقولي أي لعمتي لما تعرف أو تشوف صورتك الي منوره المجله ؟؟؟
_ محمد أنا حرة ومحدش فيكو الي هيقرر حياتي بالنيابة عني... وشكرا لوقفتك جمبي لحد كده ... قالتها فيروز بغضب
_ أنا مش هرد عليكي .. عشان خاطر صلة الدم الي مابينا .. يابنت عمتي... قالها بتهكم معاتبا إياها
لم تتفوه بكلمة وأشاحت عينيها ونظرت للجهه الأخري .. بأقتضاب
__________________
_ بداخل الخيمة ذات الطابع البدوي..
إياس يأكل بشراهه ورنيم تنظر إليه ولم تتناول شيئا... أبتلع ما بفمه وتناول كوب الماء ليرتشف منه القليل ثم قال:
مبتاكليش ليه؟؟؟
رمقته بنظره جانبيه وزفرت بحنق ثم قالت : مليش نفس
_ لو مش عاجبك الأكل قوليلي وأنا هطلبلك أكل تاني.. قالها إياس ببرود
رمقته بسخرية وقالت : لا شكرا حضرتك قومت بالواجب وزياده... قالتها لتنهض وتقف بخارج الخيمة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
ترك مابيده لينهض ويضع يديه ع كتفيها ليجعلها تلتفت إليه وقال بنبرة جديه : هو أنا عشان بحبك وبغير عليكي تعملي معايا كده؟؟
لم تستطع السيطرة ع عبراتها أكثر من ذلك حتي أطلقت لها العنان لتنهمر من عينيها... تبكي مثل الطفلة .. زفر بضيق وغضب من حاله
_ طيب بتعيطي ليه ؟؟ مش قولتلك مشوفش دموعك دي تاني ... قالها وهو يمسح عبراتها بأطراف أنامله
أرتمت ع صدره وأخذت تبكي وتقول : أنت الي خلتني أعيط
حاوطها بزراعيه ليضمها أكثرإليه بحنان ويمسد ع ظهرها وقال : حقك عليا .. بس أنتي الي أستفذتيني لما بتعملي الحاجة وعارفة إنها بتضايقني
أبتعدت برأسها وحدقت ف عينيه ببراءه : أنا آسفه مش هعمل كده تاني
أبتسم ووضع كفيه ع وجنتيها وأقترب من أذنها ويهمس قائلا بنبرة ماكرة : أنا ممكن أقبل إعتذارك ده بس ع شرط
أبتسمت بطيبة ولم تفهم مقصده وقالت : أي هو ياحبيبي؟؟
همس لها مرة أخري وقال : تعالي نروح الكوخ وأنا هقولك
ضيقت عينيها وحدقت به وقالت : أممم بقي كده !!!
أومأ لها برأسه وقال : أيوه الي فهمتيه بالظبط
نظرت لأعلي وقالت بفزع : ألحق يا إيسو .. قالتها لينظر لأعلي ثم قامت بخداعه لتدفعه ف صدره ويقع ع ظهره وركضت بكل قوتها
_ أه يامجنونه ... قالها وهو ينهض ويرتب ثيابه وأردف مناديا : يابت تعالي هنا أنا جوزك وربنا ... قالها وهو يركض خلفها
ظلت تركض حتي لم تسمع صوته لتنظر خلفها لم تجد أحدا ... ألتفتت يمينا ويسارا .. وشعرت بأنها تائهة .. معظم الأكواخ تتشابه في الشكل الخارجي ... عادت من الطريق التي كانت تركض فيه وتبحث ف كل الأرجاء عن زوجها ...
_ إيااااااااااس ... قالتها مناديه عليه ولم يجيب عليها سوي صدي صوتها
تنهدت بسأم ومشت حتي وصلت أمام الكوخ ... أخرجت من جيب بنطالها المفتاح الخاص بالكوخ .... لتقوم بوضعه ف فتحة المقبض فوجدت الباب مفتوحا لتدفعه وتدلف إلي الداخل وهي تضحك
_ أنت هنا يا إي..... لم تكمل حيث قاطع جملتها ماتراه الآن .. بالفعل هذا ليس الكوخ الخاص بهما ... لكن الصور ذات الإطار الخشبي الموضوعه بأعلي المنضدة لفت إنتباهها .. أقتربت منها لتتمعن في الصورة ... غرت فاهها عندما وجدت صاحبة الصورة تشبهها كثيرا .. لديها نفس الملامح لكن مع إختلاف لو الشعر والبشرة والعيون ... رنيم تمتلك شعر بللون البني المائل للذهبي وعينيها عسليتان وبشرتها خمرية ... صاحبة الصور تمتلك شعر بللون البني القاتم وعينيها بللون البني ولكن بشرتها بيضاء
_ ماتت من 4 شهور لما كنا ف رحلة ع اليخت ... قالها نائل الذي دلف للتو
________________________________
_ في منزل عائلة ليلي ...
يجلس الجميع يتناولون طعام الغداء .... لاسيما ليلي التي لم تتناول من الصحن الذي أمامها سوي ملعقة أرز فقط
أقترب خالد وهمس ف أذنها : مالك ياحبيبتي ؟؟
رجعت بظهرها للخلف وقالت : مش قادرة أكل معدتي وجعاني شكلي واخده برد
_ طيب خدي كُلي حتة الفرخة دي عملهالك بالفجيتار زي ما بتحبيها .. قالتها والدتها وهي تضعها ف الصحن
أعتصرت عينيها وقالت : لاء مش عايزة فراخ أنا مش طايقه ريحتها
نهض خالد من مقعده وقال : أومي يلا هوديكي للدكتور
نظرت له بضيق وقالت : هو كل ما يجيلي حبة برد تقولي دكتور
زفر بضيق وقال من بين أسنانه وهو يجز ع فكيه : يلا ياليلي أسمعي الكلام
_ أومي يابنتي أسمعي كلام جوزك هو خايف عليكي... قالها والدها
نظرت لكليهما بسأم وفجاءة أنتابها شعور بالغثيان .... مهضت ع الفور مسرعة تتجه نحو المرحاض .. جثت ع ركبتيها وأفرغت بكل ما ف جوفها بداخل قاعدة المرحاض .. ثم نهضت بثقل وهي تستند ع حوض المياه المحاذي لها ... ضغطت ع المكبس حتي أندفعت المياه وأغلقت غطاء القاعدة
_ ليلي أنتي كويسه؟؟ قالها خالد بخوف وقلق
أجابت بوهن وصوت يكاد مسموعا : أه كويس... لم تكمل ليسمع زوجها صوت أرتطام جسدها حيث وقعت مغشي عليها
دفع الباب بجسده بكل قوة حتي أنفتح الباب ليجدها مستلقاه ع الأرض... ركض نحوها ليحملها مسرعا
أتجهت نحوه والدتها وتحمل زجاجة عطر وتعطيها له ... فقام برش القليل ع يده ووضعها عند أنفها .. وأخذ يربت ع وجنتها
_ خليك معاها يابني عقبال ما هاروح أنادي ع الدكتورة الي ف العمارة الي أدامنا.. قالتها والدة ليلي
أومأ لها خالد وقال : بسرعه ياطنط بالله عليكي.... ثم أردف وهو ينظر لها وقال : ليلي ... فوقي ياليلي... قالها ومازال يربت ع وجنتها
________________________
ألتفتت إليه وشهقت بذعر وقالت :أنا أسفه والله كنت فاكرة أنه الكوخ بتاعنا .. عن إذن حضرتك ... قالتها لتهم بالمغادره لتجد ذلك السد المنيع يقف أمام الباب من الداخل
نظرت له وقالت بأمتعاض : ممكن توسع لو سمحت
أبتسم بجانب فمه وقال : مش هينفع
_ عديني لو سمحت أحسن ما يكون ليا تصرف معاك تاني مش هيعجبك .. قالتها بنبرة تهديد وهي تشير له بأصبعها
تنهد وأبتعد عن الباب وقال : أتفضلي .... وكادت تفتح الباب لتخرج حتي أوقفتها كلماته ليردف : بس زوج حضرتك واقف برة وشكله بيدور عليكي
ألتفتت إليه لتحدق بقلق وهي تتخيل ماذا لو خرجت وإياس رأها تخرج من كوخ نائل لربما يظن السوء
_ أتصرف وخرجني بأي طريقة ... قالتها رنيم بحنق
قطب حاجبيه وقال : طيب ممكن حضرتك تهدي وأنا هخرج أشوفو وأرجعلك؟
_ طيب ياريت تنجز بقي... قالتها ليرمقها بتجهم وغادر الكوخ ولبث ثوان معدوده وعاد مرة أخري
_ أتفضلي هو لسه داخل الكوخ بتاعكو دلوقت هتلاقيه رابع كوخ هيقابلك ع ايدك اليمين لما تخرجي من هنا... قالها نائل
وكادت تغادر فقالت : سوري ع أسلوبي معاك ف الكلام... والبقاء لله
أومأ لها بعينيه وقال : الدوام لله ... ولا يهمك
أرتسمت إبتسامه خفيفه ع محياها ثم غادرت الكوخ ع الفور ... لترمقها أعين من فتحتي النقاب البدوي بإزدراء
_ وصلت أمام الكوخ وطرقت ع الباب خشية من أن تخطأ مرة أخري
فتح الباب لها .. دخلت وهي تبتسم له لكن التوتر يسيطر عليها
_ كنتي فين ؟؟ قالها إياس
_ لما جريت توهت ومعرفتش أرجع فسألت حد من الي بيشتغلو هنا.. وجيت ع طول... قالتها وهي تحاوط عنقه بيديها
_ طيب ياروح قلبي تعالي بقي لما نتفسح شويه قبل ما الجو يليل ومش هنعرف نروح غير الخيمة نسهر هناك ... قالها وهو يقترب منها ليضع يديه حول خصرها وكاد يقبلها .. فأبتعدت بخجل وقالت : بس بقي يا إيسو
حدق ف عينيها وقال : بس أي ياقلب إيسو ؟؟ ده إحنا فرحنا كان إمبارح وكاتب كتابي عليكي وبتعامل بأدب معاكي
رفعت إحدي حاجابها وقالت : يعني أي بقي
صمت ويرمقها بخبث فحملها ع زراعيه فجاءة وألقاها ع التخت ثم أخرج من جيوب بنطاله الخلفيه سكينتين صغيرتين لتقشير الفاكهه وقال وهو يقلد الفنان محمد سعد ف فيلم اللمبي : حلال الله أكبر .. قالها وأطلق ضحكات بلهاء ثم ألقي مابيده ع الأرض
صاحت بذعر وهي تضحك : يخربيتك يامجنون
_ أنتي خليتي فيا عقل .. بحبك أأبت ... قالها بصياح كالمجنون ليعتليها ويضمها إليه بحب وحنان وبدأ يرسم بشفتيه قبلات ع وجهها بدأ من جبهتها ثم عينيها..وجنتيها..حتي وصل لمنبع الرحيق ف شفتيها ليرتشف منه بنهم ... ويبحرا معا ف عالم لايوجد فيه سوي العشق والجنون الذي جمع بينهما أخيرا.
______________________
_ تخلع الطبيبة السماعة من أذنيها ... ثم أرتسم ع محياها إبتسامة
_ خير يادكتور؟؟ قالها خالد بللهفه وتوتر
_ خير إن شاء الله .. هو عشان نتأكد أكتر ياريت تاخدها وتعمل تحليل دم
خالد بذعر قال : تحليل؟؟؟
أبتسمت له وقالت : ده تحليل بسيط جدا... كل الأعراض الي عندها بتقول إنها حامل
_ بجد يادكتورة؟؟؟؟ قالتها والدة ليلي بفرح غامر
_ إن شاء الله والتحليل الي هيأكد بده... عن أذنكو ... قالتها لتغادر الغرفة وخلفها والدة ليلي التي أطلقت الزغاريد من الفرحة
أقترب خالد من ليلي غير مصدق من السعادة التي تغمر كليهما الآن
_ ألف مبروك يا روحي ... قالها خالد وهو يحاوطها بزراعه ويقبل جبهتها
أبتسمت وقالت : هيبقي عندنا بيبي ياخالودي
ضمها بين زراعيه وقال : ربنا يخليكي ليا ياعمري وتقومي بالسلامة
