رواية المغرور والشرسة
الفصل الثامن والتاسع
بقلم الاء محمد
الفصل الثامن ♥
يبدو أن تلك المرة استطاع مالك ان يصيب هدفه بقوة فهي ساكنة صامتة بمكانها لا تنطق
بحرف تنظر لداخل عيناه كالمغيبة والمسحورة فقط وهو حاله لا يقل عنها بل يمكن ان يكن
اسوأ منها فسحرها مازال يعميه ..اقترب منها قليلًا ليشبع رغبته ويتذوق تلك الكرز
الناضج فوق خديها اقترب حتي اصبح وجهه علي بعد خطوة واحدة من خدها حتي
اجفلته بسنت بحركة مباغته حين ضربته بقوة بركبتها في
معدته ف انحني مالك قليلًا للاسفل وهو يهتف بألم :
- ايه اللي عملتيه دا يامجنونه !!!!!
- جن لما يلغبطك اي انت فاكر عشان تعبانة شوية هتتغرغر بيا يعني ولا اي
جلس مالك علي اقرب مقعد بجانبه وهو يهتف قائلًا :
- الله يخرب بيتك ياشيخه اتغرغر اي ماكنتش أم بوسة دي
شهقت بسنت بقوة من جرأته تلك لتهتف بغيظ قائلة :
- طبعا مانت متعود علي قلة الادب ف بالنسبالك بوسة اي يعني مانت مقضيها مع دي ودي وست فيري بتاعتك دي... قلة حياا
رفع مالك وجهه وهو ينظر باتجاهها بشك ثم هب واقفًا وهو يهتف قائلًا :
-مم وانتي مالك ومالهم بقي وبعدين فيري دي قلبي يضايقك في اي
صمت لبرهة وهو يضع كلتا يدياه بجيباه وهو يقترب ليخبرها بجانب أذنها
- ولا تكوني غيرانة !!!!!!!!!!!!!!
انتفضت بسنت كمن لدغها عقرب وهي تزيحه من طريقها بعنف وتهتف بتلعثم قائلة :
- يا ..يانهارك اسود انت اتجننت اغير علي مين يابتاع انت ا..اناا بكلم انك هتفتكرني من حريم السلطان بتوعك دول
رفع حاجبيه بدهشة وهو يكرر ماقالته من خلفها :
- حريم سلطان !!!!!!!
ضرب مالك فخذيه وهو يتجه نحو الباب ثم هتف قائلًا :
- علي العموم هنكمل كلامنا بعدين جهزي نفسك للسفر اسيبك بقي
غادر مالك واغلق الباب من خلفه ثوان معدودة حتي عاد مرة اخري وهو يدلف برأسه فقط ويهتف بمشاكسة قائلًا :
- وبلاش الهوت شورت اللي كنتي لابساه دا انا مش مسئول لو حد عاكسك
غادر سريعًا قبل أن يصطدم به الكتاب التي قذفته به بسنت لتوها ..لتنفجر بسنت بالضحك علي مظهره الطفولي فمن يري ذلك لا يظنه ذاك المدير السليط او ذاك المتعجرف التي التقت به أول مرة !!
اتجهت نحو غرفتها حتي تجهز حقيبتها وما يلازمها للسفر خلال اقامتهم هناك ..
* * *
كان يقود سيارته وهو منشغل بعض الشيء بهاتفه يعبث به ويبحث عن رقم ماا وحين رفع وجهه للطريق ضغط بقوة علي مكابح السيارة ويحاول أن
يتفادي تلك التي ظهرت أمامه فجأة لكن فات الآوان فقط صدمتها السيارة وليست بقوة انما أبرحتها أرضًا ليهبط سريعًا من سيارته وهو يسالها بقلق واضح :
- انا أسف اوي اوي ..أنتي كويسة ياأنسة !!!
احمر وجهها الأبيض غضبًا من سؤاله الاحمق ذلك ونهضت بغضب عن الأرضية وهي تهتف قائلة :
- انت غبي ولا مبتشوفش لما مبتشوفوش كدا متركبوش عربيات كتكم القرف فيكم اي البلاوي دي ع الصبح
ضغط عمار بقوة علي يده حتي أبيضت مفاصله وهو يهتف بغضب قائلًا :
- احترمي نفسك ولمي لسانك مانتي عامية انتي كمان وانتي بتعدي ومش شايفة ولا مالك في اي وبعدين ماقولتلك أسف اعملك اي
- اسف امسحها فين دي اسف ولا احنا في رواية هنا هتقولي أسف وتلاقيني بقولك عادي وبعدين ادوخ وتلحقني وتوديني المستشفي وتفضل العيون الساهرة لأجلي لا فوق يابابا دا انا ممكن احولك هناا
تجمهر الجميع من حولهم اثر الاصوات المرتفعة الصادرة من شجارهم معًا ليقطع ذاك الشجار صوت رجولي قوي وهو يهتف بقلق :
- جميلة ...انتي كويسة ؟
- اه كويسة يا خالد مش هبقي كويسة لي يعني دي بلاوي بتتحدف علينا ع الصبح بس مش اكتر يلااا
تدخل عمار بحدة قائلًا :
- بلاوي مين ماتحسني ملافظك يابت انتي في اي محدش مالي عينك
اقترب منه خالد بغضب وهو يقبض بقوة علي تلابيبه ويهتف قائلًا :
- لا محدش مالي عينها ياخويا وانت مين اصلا عشان تكلمها بالأسلوب دا
كور عمار قبضته ولكم خالد لكمة قوية ابرحته ارضًا ..هنا وتدخل الجمع من حولهم
يفضون الشجار ومنهم من يأخد خالد وجميلة جنبًا ومنهم من يجذب عمار جانب آخر حتي انفض الجموع اخيرًا بعد مدة ورحل كل منهم إلي وجهته ..
* * *
صباح يوم جديد "قبل السفر بيوم" أرسلت الشمس خيوطها الذهبية لتملأ المكان لمعة
وبهجة فهي تظهر لتودع يومًا كئيب بظلمته وتستقبل آخر مليء بالحياة ..صباح يوم استيقظت بسنت علي رنين هاتفها لتجيب باعين مغلقة وصوت ناعس :.
- ألو
صمتت قليلا تستمع للطرف الاخر وهو يجيبها لتنتفض من نومتها بذعر وهي تهتف قائلة:
- اي امتي دا حصل !!!
ياخراب بيتك ياب
الفصل التاسع ❤
صباح يوم جديد "قبل السفر بيوم" أرسلت الشمس خيوطها الذهبية لتملأ المكان لمعة
وبهجة فهي تظهر لتودع يومًا كئيب بظلمته وتستقبل آخر مليء بالحياة ..صباح يوم استيقظت بسنت علي رنين هاتفها لتجيب باعين مغلقة وصوت ناعس :.
- ألو
صمتت قليلا تستمع للطرف الاخر وهو يجيبها لتنتفض من نومتها بذعر وهي تهتف قائلة:
- اي امتي دا حصل !!!
ياخراب بيتك يابسنت !!!!!!!!!!!!!!!
أرتدت بسنت ثيابها سريعًا وغادرت المنزل علي عجالة وتوجهت مباشرة تجاه وجهتها وهي تندب حظها الذي اوصلها لذلك والذي جعلها تهمل عملها بسبب ذاك الرهان الذي لا يعنيها شيء !؟؟؟
كيف وصل بها الحال لذلك !!!!!!! والأصح كيف يحدث ذلك في محل رزقها !
اقتربتومن الجموع بخطي ثقيلة وهي تري السنة النار تتمسك بكل أنش من المحل لتهتف بتلعثم قائلًا :
- م..محمود ازاي دا حصل !
اقترب محمود منها وهو يهتف بقلق بعد أن هاله هيئتها تلك !
- والله يااستاذة انا جيت من شوية لقيت المنظر اللي انتي شايفاه يادوب كلمتك علي طول ..
ركضت بسنت بقوة تجاه ورشتها التي طالما شهدت علي حزنها وفرحها اوقاتها العصبية في العمل وغيرررره ارادت أن تقتحم وتدلف للداخل لكن هناك من
احال بجسدها الضئيل يمنعها من ذلك لتنحي علي ركبتيها أرضًا بعد ان باءت محاولتها لدخول الورشة بالفشل انحنت وهي تضرب علي فخذيها بقوة وتندب حظها الذي اوصلها لذلك
( طبعا مفكرين مالك اللي منعها بس احب اقولكم مش هو عليكم واحد 😂😂)
******
- تمام خلص الاوراق دي في اسرع وقت عشان الحق امضيها قبل مااسافر
هتف بها مالك بعملية وهو يعبث ببعض الأوراق امامه بدقة ليرفعه بصره ويصوبه باتجاه الباب الذي فُتح علي مصرعيه ودلفت منه تلك كالاعصار ..
هاله مظهرها ذلك وهي مشعثه عينياها بهما جحيم وتشبه كرتان من النار وجهها بلطخ بسواد خفيف بمظم أنحاء وجهها وكأنها خرجت لتوها من معركة ألجمت الصدمة حواسه وهو يراها تهتف بعصبية مفرطة :
- انت السبب ،،انت السبب يامالك ارتحت كدا
هتفت بها بحدة وهي تهجم عليه وتدفعه بصدره بقوة ..التقط كفيها بقوة وهو يضغط عليهم ويحكم قبضته حولهما
- اطلع برا ياابراهيم ومتخليش حد يدخل واللي حصل دلوقتي لو اتقال بينك وبين نفسك متلومش غيرها ...برااااااااااااااااا
صرخ بكلمته الاخيرة في وجه المدعو ابراهيم ليفر الآخر هاربًا كمن يفر هاربًا من براثن ذئب وينجو بحياته من بين يديه ..
- ممكن افهم في اي ؟
هتف بها مالك وهو ينظر باتجاهها بوجه متجهم من فعلتها لتوبيخه امام موظفيه لتقوم الأخري بدورها وتنتزع يدها بقوة من بين قبضته وتثور بقوة من لهجتها معاها أمازال يحدثها بتلك الطريقة !!!! اتجهت نحو المكتب وازاحت ما عليه بغضب وقوة وبدأت بالصراخ عليه
بهستريا ليعلم فورًا من حالتها انها بحالة هياج ومهما تحدث لن يزيد الأمر سوي سوءًا لذا عليه ان يحتويها ويحتوي الامر تفادي للصادم معاها حتي لا يعودا لنقطة الصفر ..اقترب منها خطوة واحدة لتثور بقوة وغضب اكبر ليرفع يده باستسلام ظاهري امامها
- طيب اي اللي وصلك للحالة دي ..وانا عملتلك اي؟
بخطوة واحدة اقتربت هي هذة المرة كالاعصار وهي تهتف بغل :
- اي وصلني للحالة دي ؟ بريء ويهمك امري اوي صح ...والنبي متعملش بس الحبتين بتوعك وانك قلقان عليا وانت أصلًا سبب المصايب اللي انا فيها دي كلها
دفعته بصدره بقوة وهي تكمل حديثها :..
- انت شخص أناني ومتكبر ومغرور وميهمكش غير نفسك وبس
صحيح أنه هو المغرور الذي يعلم كم هو وسيم او كم هو غني ويملك الكثير من الاموال او ذكائه الذي يمنحه غرورًا أكبر ..إلا أنها هي الشرسة وحدها التي استطاعت ترويضه وكسر ذاك الغرور بتحديها اياه باصرارها القوي أمامه بقوتها بعزيمتها ..كيف لها أن تعلم انها حطمت ذاك المغرور منذ أمد وهي مازالت تلقبه بالمغرور !!!! يبدو أن صراعها سيظل قائم بينهما للأبد ليظلا المغرور والشرسة !!!!!!!
ألتقطها مالك لداخل احضانها وهو يمسد علي شعرها ويهدأ من روعها ويحاول أمتصاص أعتراضها لذلك حتي هدأت بعض الشيء عن مقاومته واستسلمت لحضنه بالأخير وهي تشدد قبضتها بقوة حول قميصه وتتشبث به كطفل صغير وجد ضالته بعد غير هدي أخيرًا وسكنت بين أحضانه وهي تنتحب بصمت ..أتظنون الامر بهين !!!!! أو أنها تعطي الامر أكبر من حجمه !!!!! لااااا ف والله لن يعلم حقيقة ماتشعر به سوي من مر بتجربتها ف ذللك لم يكن مكان لكسب الرزق فقط !!! بل أيضًا المكان الذي تربت به منذ صغرها مع والدهاااا...لحظات من الصمت وهي تنتحب بهدوء وفقط يمر من أمامها شريط طفولتها هناك حين كانت تتشبث بوالدها لتذهب معه وتمضي بعض الوقت هناك ..وبعد فترة وحين توفت والدتها ومرض والدها اصبحت هي من تتحمل عبء هذا المكان الذي لم يكن يومًا عبئًا لها بل وكأنه يهون عليها ما يحدث بيومها !!! لكنها لم تهتم لأجله ولم تهتم به فمنذ ظهور ذلك المالك وهي اهملته بشدة حتي كان مصيره كومة رمااااد فقط !!!!!!!!!!!!!! ليس مالك المذنب بل هي من سمحت بذلك هي من وافق علي ذلك الهراء هي من شاركت به واصبحت جزء منه والآن هي وحدها عليها تحمل الأمر ...لكن بماذا ستخبر والدها !!!!!!!!!!!!!!! ستخبره أنها أهملت ذاك المكان المميز له !!! ذاك المكان الذي نشأت وتربت من وراه !!!! ذاك المكان الذي أعطاها وهي ف المقابل لم تعطيه
تقبل مالك الامر وهو يمتص نوبة غضبها تلك وفضل عدم الحديث الآن لحين تصبح بحالة أفضل لكنه لاحظ سكونها وارتخاء قبضتها من حوله وهم أن يراها ليعلم علي الفور أنها فقدت وعيهااا كاد ان يحملها ليُفتح الباب علي مصرعيه ويدلف...
