رواية المغرور والشرسة الفصل الاخير بقلم الاء محمد


 رواية المغرور والشرسة 

الفصل الاخير ♥

بقلم الاء محمد

في المساء بفيلا مالك الراشد


شهقت فريال بعنف حين وجدت مالك يدلف  لداخل الفيلا الخاصة بهم بوجه شاحب 




وقميصه ملطخ بدماء غزيرة  لتهتف بذعر قائلة :


- مااااالك ..اي حالتك دي واي اللي عامل فيك كدا انت كويس ياحبيبي ساكت لية رد




 عليا طمني عليك والنبي قول حاجة


ضمها مالك لداخل احضانه لتغوص والدته بجسدها النحيل داخله ليهتف بانهاك قائلًا : 


- انا كويس ياماما ..انا لو فيا حاجة مش هتلاقيني داخل ع رجلي 


اشتدت قبضتي يداها من حوله بقوة وهتفت بصوت متحشر يهدد بالبكاء قائلة :


- امال دم مين داااااا 


هم ان يجيبها ليلتفتا علي صوت شاكر وهو يهتف بدراما قائلًا :


- خيااااااانة ،مراتي في حضن أبنيييييي ياالللفضيحةةةةةةة شيل ياض ايد....


بتر شاكر عبارته حين لاحظ الدماء الملطخة لقميص ولده ليهتف  قائلًا :


- حصل اي يامالك ؟


اطلق مالك تنهيدة حارة قبل أن يجيبه قائلًا :


- دا موضوع طويل يطول شرحه بعد اذنكم هاخد دش وبعدين ابقي احكيلكم 


وصعد مالك الدرجات نحو غرفته بجسد ثقيل لعل ميااه الدافئة تساعده في اراحه جسده من ذاك اليوم المرهق فغدًا صباحًا لديه يوم عصيب مع الشرسة خاصته ،ارتسمت لبتسامة عذبة علي ثغر مالك حين خطرت بباله لكن سرعان ماتلاشت حين تذكر حديث اسماعيل عنها لكن هدأت نيران قلبه قليلًا وهو يفكر أن غدًا هو بداية جديدة لكليهما وانه سيعوضها عن ما حدث سابقًا منذ ان تعرف إليهاااا 


بعد مرور حوالي ساعتين

 كان مالك يشغل سيجاره وهو يقف أمام النافذة بولي ظهره لوالديه ليبدأ بقص ماحدث معه علي مدار اليوم 


- مستعدين تسمعوا ؟ 


Flash back 


بعد أن أمر مالك الرجل ورئيس حرسه بالمغادرة  ليلتف مالك بوعيد تلك التي دب الرعب باوصالها فلا مفر امامها فعينا مالك لاتبشر بالخير ظل يقترب منها إلي أصبح أمامها مباشرة ليخرج المسدس الخاص به ويصوبه تجاهها  ثم همس بجانب اذنها بفحيح قائلًا :


- قدامك نص دقيقة بالظبط وتحكي كل اللي حصل ولية عملتي كدا والا متلوميش الا نفسك علي اللي هعمله فيكي..


ارتجف جسدها بقوة وهي تحاول السيطرة عليها وهي تبدأ بايحاكة لعبة جديدة لتبدأ تزدرف دموعها التي نسميها عادة " دموع تماسيح"  لتهتف وهي تنتحب بثوة ومرارة :


- والله يامالك انا مظلومة ومعملتش اي حاجة صدقني ا..انت تعرف عني كدا يامالك دا حد بيوقع بينا صدقني احلفلك ب اي بس ...ااااااه 


صرخت بقوة حين داهمها مالك بصفعة قوية فوق وجنتيها دوت بأرجاء الغرفة والفيلا پاكملها ليصيح بقوة قائلًا :


- هاااااااااا لسا مظلومة بردوا 


انحنت روفيدا قليلًا علي ركبتيها  وهي تتوسل لمالك وتبكي بقوة وتترجاه أن بثق بحديثها 

لتداهمه علي حين غرة وهي تلتقط منه المسدس الخاص به بقوة وتنهض سريعًا علي قدميها وهي تشهر المسدس بوجهه وتهتف قائلة :


- ارجع يامالك بي ااااااااي فاكرني ضحية وهقعد اتفرج عليك وانت بتهدددني 


طقطقت رقبتها بحركة معينة وكأنها ترسل إليه رسالة خاصة بأنها ليست بفريسة سهلة 

ابتسم مالك بتهكم وهو يهز رأسه قليلًا للاسف واتجه لأحد المقاعد وكأنه باحد العروض المسرحية يريد أن يكملها للنهاية باستمتاع


- طب لما انتي شبح كدا قوليلي مش عاوزة تعترفي وتقولي انك اللي عملتي كدا ..والأهم  عملتي كل دا لية  هتستفيدي أي من أذية ولدة متعرفيهاش بأكل عيشها .


اقتربت منه روفيدا وهي تلكمه بغل بالسلاح وتهتف بعينان لامعتان من الحقد قائلة :


- أيوة  يا مالك أنا اللي عملتها ولو طولت هعمل أكتر من كدا ألف مرة مش واحدة من امبارح هترميني اناااا روفيدا بنت الحسب والنسب وهتبص ل دي اللي غيرتك يامالك بي اللي خلتك تطردني من فيلتك لما جيتلك فاكر ولا لا ..يومها عمري ماهنسي نظرتك ليها ابدأ،لمعة عينك اللي شوفتها يومها اللمعة دي المفروض تبقي ليا انا وبس ،نظرتك ليا انا وبس ،انت كلك ملك ليا انا وبس 


وضع مالك ساقًا فوق الآخر وهو يتأملها من اعلها لأسفلها ليهتف قائلًا :


- مش حشرة زيك اللي تحدد وتفرض عليا اعمل اي ومعملش اي ومش مالك الراشد اللي يبقي ملك ليكي او لعشرة زيك 


جلست علي الفراش  أمامه وهي تمسح انفها قليلا بظهر يداها لتضحك ضحكة قوية تدل انها ليست بأنسانة طبيعية لتصمت فجأة ثم هتفت ببرود قائلة :


- سوري يابيبي انت هتقول براحتك لكن ف النهاية اللي انا بقوله هو اللي هيحصل بمزاجك او غصب وبلاش يبقي بالغصب ياريت يبقي برضاك،، حاجة واحدة عاوزة بس اعرفها لية هي اشمعن،عادية ومفيهاش حاجة مميزة ومش استايل ،ولا نعرف ليها أصل من فصل ومش سيدة مجتمع راقي أبدًا ،اي شدك ليها ؟


ضرب مالك فخذيه بقوة وهو ينهض واضعًا كلتا يداه ف جيب بنطاله وهو يقترب منها ببطء مرعب 

لتهتف سريعًا وهي تحتمي بالمسدس الخاص به :


- متقربش والا هضربك بالنار يامالك ومش بهزر 


قهقهة مالك عاليًا ،لترفع روفيدا حاجبيها وهي مندهشة من أمره ليكمل مالك ما بداه قائلًا :


- طيب نعملنا قفلة بقي عشان انا خلقي ضيق وبجيب أخري بسرعة ، وااه صحيح ارمي القصافة اللي ف ايديك دي عشان مش هتنفعك 


أدار ظهره ليصبح ظهره بوجهها ليشعر بها تشهر السلاح باتجاهه


- متتعبيش نفسك المسدس مفهوش رصاص


وأكمل طريقه ليجلس ثانية وهو يراها تتأكد من حديثه ليردف مكملًا حديثه قائلًا :


- نبدا ب اي أجابة تحبي تسمعيها يا روفيددا هانم ...مممممممم تحبي اقولك فيها اي شدني ليها ،هي كلها شدتني ابدأ باختلافها ولا طيبتها ولا تميزها ولا أنها لما بتحب تعمل حاجة بتعملها ولا  أنها ساترة نفسها وصاينها مش سايبها ملطشة لمين هب ودب ولا أنها مش رخيصة بتعرض نفسها علي واحد مش طايقها ولا عاوز يبص لخلقتها ولا انها مش فارضة نفسها ف حياته عافية وعاوزاه هو نفسه عافية سحرتني ببساطتها وبأسلوبها وبرقتها واللي زيها مش كتير في حياتنا ..بنت مين بقي ف دي حاجة تخصني أنا ومع ذلك هجاوبك ..بنت راجل طيب هو ف حياتها رقم واحد ف حياتها والأهم لو الدنيا وملاذها ف كفه وهو ف كفه هتختاره هو بس راجل عرف يربي ويطلع راجل مش راجل بالشكل انمل راجل بطباعها لو اتحطت وسط مليون راجل ميتخافش عليها وتعرف تتصرف لكن لو بصتلها وبصيتي لهيئتها فهي ارق واحدة واجمل ليدي ممكن تشوفها عيني ف حياتي كلها ،تحبي أكمل واقول اكتر ؟ ..حاضر انا بحبها امتي وازاي معرفش بس أنا بحبها وعاوزه جنبي وف حياتي واللي زيها مينفعش يتساب أبدًا بصي ليها وبصي لنفسك وانتي تعرفي الفرق الواضح بينكم ... خليكي فاكرة الكلمة دي كويس أنا بحبها وهتجوزها 


عند هذا الحد ولم تتحمل روفيدا سماع المزيد من حديثه لتضع يدها بقوة علي اذنها وهي تهتف بصراخ وهسترية قائلة :


- لااااا مش حقيقييييي انت بتحبني انا انت هتتحوزني انا انت هتموت عليا انا 


صمتت لبرهة لتضحك بهسترية أقوي وهي تصيح :


- مش هسيبها تتهني بيا يامالك انت بتاعي لوحدي وفلوسك كلهاا ليااا انا وهحرق قلبك عليها صدقني وهعيشك بحسرتك


طرقع مالك بأصبعه لينفتح الباب ويدلف منه اثنان بثياب بيضاء ويحملون زي بنفس اللون خاص لروفيدا لتنهض سريعًا ما إن رأتهم وتجحظ عيناها بشدة وهي تتراجع للخلف ثم هتفت قائلة :


- لاا انا مش مجنونة يامالك مش هتخلص مني بسهولة أنا قدرك الاسود اللي هيطاردك منين ماتروح يامالك انا مش سهلة ولا هختفي من حياتك انا 


انقطعت عبارتها حين صدمت رأسها بالنافذة  بقوة والتقطت قطعة منه تهددهم  بها  وعندما وقعت انظارها علي مالك وجدته هاديء تمامًا ولا يرمش له جفن لتسقط دموعها بغزارة وهي تحرك القطعة الزجاجية تجاه عنقها لتجرحه قليلًا وتلقي بحالها من النافذة تحت انظار مالك الجامدة الذي لم يتصور ان يصل بها الجنون لهذا الحد هبط الدرج سريعًا وهو يتجه باتجاهها ويحملها سريعًا وهي بين الصحوة والغفيان هتفت قائلة :


- مبسوطة اني هموت بين ايديك وانك اخر حد شافته عيني  


لتغمض عيناها بعدها ..اما عن مالك فلم يتأثر بحديثها وظلت ملامحه جامدة .


وبعد قليل وصل إلي المشفي ليأخذوها سريعا لغرفة العمليات ويمر الوقت ويخرج الطبيب يخبره أنها انتقلت للعناية وحالتها الصحية غير واضحة للآن ليغادر مالك المشفي باتجاه فيلته 


Back 


قص مالك ماحدث معه علي مدار اليوم باستثناء الجزء الخاص باعترافه بحبه القوي لبسنت  وبعض الاجزاء 

ووالديه غير مصدقان لم يلقي علي مسامعهما ولا ما صدر عن تلك الحقيرة المدعوة روفيدا لكن ارادة الله أقوي وجاء عقابها من خالقها


                               ★★★


صباح يوم جديد 


- ما تيجي نلعب كوتشينه 


هتفت بها جميلة برقة وحالمية ليفع عمار حاجبه علي تلك الطفلة التي تجلس أمامه ليهتف بمشاكسه قائلًا :


- قاعد مع بنت اختي مش كفاية سمعت كلامك وجيت جنينة كدا كمان ألعب كوتشينه


زمت جميلة شفتيها بضيق وهي تهتف قائلة :


- اي المشكلة يعني هو اللعب في صغيرين وكبار وبعدين ماتلعب وانت ساكت 


ابتسم عمار علي حديثها وعلي طريقة زعلها فهي حقًا طفلة وليست بشابة ناضجة 


- ماشي ياستي نلعب اي 


وضعت يدها أسفل ذقنها علامة علي التفكير لتهتف قائلة :


- مممم نلعب الأربع ورقات هنلعب اي يعني 


تنهد عمار بقلة حيلة وهو يهتف قائلًا :


- هو انتي لو متلمضتيش تتحرقي ؟


اخرجت جميلة لسانها وهي تغيظه ليجيبها عمار من بين ضحكاته قائلًا :


- طب ما تيجي نلعب الشايب واهي مسلية اكتر


هزت جميلة رأسها برفص يمينًا ويسارًا ليهتف عمار باستفزاز قائلًا :


- لا متقوليش الا تكون اللمضة خايفة تلعب وتخسر ويتحكم عليها باحكام متعرفش تنفذها


شقهت جميلة بعنف وهي تضيق عينيها التي يطلق الشرار منهما قائلة :


- مين دي اللي خايفة 


عمار : انتي 


جميلة : انا يا عمار خايفة؟


هز عمار كتفيه بلامبالاة وهو يتجاهلها لتردف قائلة :


- طب ياعمار موافقة 


عمار: إلا يكون دا تحدي لسمح الله 


جميلة : اعتبره زي ماتعتبره 


عمار: مممممممم دا كلام كبير انتي مش قده 


اطلقت جميلة بعض السبات الغير واصحة لمسامع عمار ليهتف هو قائلًا :


- هاااا مسمعتش بتقولي اي 


جميلةة: هنلعب ياعمار وأي كان انا قده يلا


عمار باستفزاز : مابلاش شكلك هيعيط 


لكمته بكتفه بقوة وهي تهتف بغيظ :


- ماخلاص قولنا هي هيصة يلا اتفضل ابدأ 


بعد مرور بضع الوقت كان عمار يسحب الكارت الاخير له لو لم يكن الشايب سيصبح الفائز ولو العكس سيستمر اللعب ،ليصيح عمار بقوة حين سحب الكارت الذي قربه خطوة من تحقيق مخططه 


عمار: ها جاهزة يابطة نشوف هنحكم عليكي كام حكم ؟


تأففت جميلة بحنق وهي تهتف قائلة :


- يلا اسحب 


سحب عمار كارت ليظهر لها الكارت الحامل للرقم ١٠ 

لتشهق جميلة بعنف حين رأت الرقم فهو يتوعد لها 

لتتأمله ببراءة وهي ترمش بعينيها وتغلقهما وتفتحهما سريعًا كالقطط  ليسرع هو قائلًا :


- لا متحلميش مش هتنازل  عن الاحكام


جميلة : عشام خاطري ياعمار بليز بليز  


استغفر عمار بصوت واضح وهو يهتف قائلًا :


- عاوزة اي طيب ؟


جميلةة: احم ممكن ياعماري يعني ن..نقلل الاحكام لحكم واحد وكفاية اوي


رفع عمار حاجبيه وهو يعيد جملتها قائلًا :


- عمارك !!!!!!!


ضيق عيناه بخبث وهو يهتف قائلًا :


-موافق 


جميلة : هييييييييييه شكرا شكرا اي الحكم بقي 


عمار : تتجوزيني ؟


جميلة سريعًا : موافقة طبعا


صمتت تستوعب حديثه وما قاله لتهتف بعدم استيعاب قائلة :


- ااي ..انت قلت اي ؟


سحبها عمار من يديها تحت صدمتها  وهو يهتف قائلًا :


- لا خلاص انتي جاوبتي وخلصنا هو دخول الحمام زي خروجه يلاااا


بعد مرور بعض الوقت

 لم تفق جميلة إلا علي حديث المأذون الشهير قائلا " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "


لم تعي أي شيء من حولها لكن يبدو ان قصة عشقهما بدأت تسطر أحرفها وكلامتها بداية من حكم بلعبة لم يكن بالحسبان !! ، لتبدأ رحلة عشق جديدة من نوع آخر .

                           ★★★★


بعد مرور ثلاث اعوام 


كان مالك يجلس بغرفة مكتبه وهو يجلس علي مقعده ويولي ظهره للباب ومسندًا رأسه علي مقدمة المقعد ويريحها للخلف لم يشعر بدلوفها عليه ققد كان مسترخي لابعد الحدود حتي وجدها تلف ذراعيها حول عنقه وتدلكهما برقة متناهية ليفتح عيناه ببدأ وهو يلتقط يداها بأرهاق واضح ويقبلهما قبله خفيفة ويتركمها ليجدها تستطرد  قائلة :.


- لحد أمتي يامالك هنفضل علي حالنا دا احنا من يوم ماتجوزنا وانت مشغول علي طول كدا حتي مبتلاقيش شوية وقت نكلم انا وانت فيهم والشوية اللي بتقعدهم هنا في الفيلا بتقفل علي نفسك مكتبك مع ان أي واحدة بيبقي نفسها جوزها يبقي جنبها وخصوصا في فترة حملها  وقربت علي الولادة ،يامالك انا بقالي 9 شهور بعاني لوحدي حتي متابعة الدكتور مبتجيهاش معايا .


نهض مالك عن مقعده واقترب منها وهو يملس علي بطنها البارزة بحنان ليهتف بأسف حقيقي :


- انا أسف ياحبيبتي مقصدتش الضغط في الشغل كبير اوي وبيجي يضغط اكتر كل اخروسنة بس حقك عليا من هنا ورايح ههتم بيكي وببنتا اللي جاية ..


همت أن تغادر ليلتقط كفها ويقبله ثانية وهو يهتف قائلًا :


- اسف مرة تانية ياشيري انا عارف انك قلبك طيب واستحملتيني كتير بس اوعدك انزدي اخر مرة ومش هتتكرر ومش هيشغلني عنك حاحة أبدا ومش هيبقي ف حياتي غيرك انتي وبنتي ،نضحك بقي عشان الوش القمر دا مينفعش يكشر وإلا بنتي هتتطلع مبوزة كدا ياستاذة وكله إلا بنتي بقييي 


ابتسمت شيري بحب لتقترب منه وتطبع قبلة رقيقة علي وجنته وتهمس بصدق :


- بحبك 


تنفس مالك الصعداء وهو يراها تغادر الغرفة وبسمتها زينت ثغرها الصغير ،وما إن أغلقت الباب من خلفها اختفت أبتسامة مالك واتجه بحمود تجاه الحائط ليزيح الستار عن حائط وهو يقون ببعض الحركات ليظهر باب سري ويفتح الباب ويدلف للداخل 


أشعل مالك الأضاءة وهو يتأمل الغرفة من حواله فقد حملت تلك الغرفة العديد من الصور والاخبار عن حبيبته ومعذبة فؤاده منذ اللحظة الأولي وعلي مدار الثلاث سنوات السابقة لم يستطع أن يمحيها من ذاكرته ،تلك التي استطاعت الحصول علي قلبه ولم تمنحه الفرصة ليطرق باب قلبها وتحكم عليه بالموت وهو حيًا ..


- لية عملتي فيا كدا دا انا اتغيرت عشانك ومحبتش حد أدك حتي شيري اتجوزتها وانا   حاسس أني بظلمها معايا ،لية ياحبيبتي وصلتينا لهنا ليه بتعذبي فيا ومش مكتفية بجراحي ،حرامتيني منك وانا مش قادر أعيش من غيرك ف كل لحظة بفتكرك ف كل موقف بفتكرك    وف كل مكان بفتكرك حتي ف نومي بتبقي بطلتها الوحيدة انا زعلان منك ومن نفسي اوي ،انا كنت مستعد اعمل اي حاجة ف سبيل نبقي سوا بس لية عملتي فيا كدا ،دا انا مالك   الراشد اللي الكل بيعمله ألف حساب أبقي بالضغف دا كله لييييييية تأذيني فيكي كداااا


هوي مالك بجسده علي المقعد بضعف وهوو يغمض عيناه بقوة وألم ف الفترة السابقة كانت أصعب مما يتخيل ليسرح بذاكرته وهو يتذكر مع حدث معه قبل الثلاث اعوام ..


Flash back 


صباح يوم جديد استيقظ مالك من نومه عازم أمره علي مصارحتها اليوم بما بداخله وليكن ما يكن.


أخذ حمامًا دافيء وادي فريضته كما توعد في الفترة الأخيرة واتجه لغرفة ملابسه وقرر تخليه عن حلته الرسمية التي دائمً ما يرتديهم ليرتدي قميص باللون الاسود وبنطال باللون الرمادي الفاتح وحزام    وحذاء بنفس لون القميص وصفف خصلاته بعناية وارتدي ساعته الفضية ونثر عطره بالنفاذ بغزارة كعادته والتقطت بهاتفه ومفاتيح سيارته ليغادر سريعًا ويستقل سيارته ويقودها بنفسه وبطريقه تردد كثيرًا قبل أن يصف سيارته أمام احدي محلات 

الورود ليشتري لها باقة من أروع الزهور لا يعلم أن كان الامر سيسعدها أم لا لكن بالنهاية    قد اشتراه بعد أن حسم أمره لذلك ،عاد لسيارته ثانية وهو يستقل مقعد السائق وينطلق بأقصي سرعة تجاه وجهته نحو محل عملها 


علي الجهة الأخري كانت بسنت قد وصلت للورشة  الخاصة بها وبدأت بعملها كعادتها الفترة الأخيره وكانها تناست وجود ذاك المالك الذي اختفي من حياتها فجأة كما ظهر بها فجأة فهو لم يفعل سوي أنه قلب حياتها رأسًا علي عقب  وحتي أنه لو ظهر لن تسمح له بتخريب حياتها ثانية وسترفض وجوده بها


تجمدت بسنت بمكانها حين وصل إلي مسامعها صوته وهو يهتف بأسمها ،ابتلعت تلك الغصة المتكونة بحلقها واستدارت لتجده يقف أمامها بهيئتهل الخاطفة للأنفاس تلك وباحدي يديه باقة عملاقة من الزهور تليق حقًا باسم مالك الراشد 


- مش هتردي عليه 


التفت لتوليه ظهرها وهي تردف قائلة :


- ارد اقول اي؟


مالك : بسنت أنا بحبك 


بسنت بصدمة : نعم  قولت اي ؟


تحرك مالك باتجاهها ليصبح امامها مباشرة ليهتف ثانية بصدق وعينان تفيض من عشقها 


- بحبك ..ايوة بحبك متبصليش كدا ومحبتش ولا هحب غيرك انتي نصيبي وقدري   الحلو اللي متشالي انتي الحاحة الحلوة اللي دخلت غيرتني وغيرت حياتي    ،معاكي ببقي انسان تاني معرفش امتي وازاي دا   حصل بس بس اللي اعرفه أني عشقتك مش بس حبتك ونفسي تبقي مراتي وحبيبتي وكل حاجة ف دنيتي بسنت ارجوكي خليكي   معايا وجنبي وخدي بايدي للأفضل ،معاكي ببقي واحد تاني انا معرفوش واحد عمري ماتخيلت ان في يوم من الأيام ابقي هو او حتي يحصلي ومن مين من واحدة 


صمت لبرهة وهو يتامل سكونها وهدوئها الغريب ذلك ..استكمل شجاعته ليرفع  باقة الزهور بيد وباليد الاخر اخرج خاتم اقل ما يقال عنه انه غاية ف الجمال ليهتف قائلا 





- تتجوزيني يابسنت 


دقائق معدودة مرت كدهر كامل وبدأ القلق يتسرب لداخله وهو يلعن تسرعه الذي عرضه لذلك الموقف  


تحركت من أمامه بهدوء للداخل دون أن تجيبه لتهتف اخيرًا  وهي تجوب المكان يمينًا ويسارًا بتوتر قائلة :


- طبعا سكوتي دا خلاك تراجع نفسك ألف مرة وتقول جواك أن إلي اللي خلاني اتسرع في اللي قولته دا  ومش وقته وانك عملتلي قمية وجاي لحد عندي وجاي بورد وخاتم وان ليا لازمة 


مالك بتلعثم : ب.. بسنت اانااا 


بسنت مقاطعة : من فضلك يامالك سيبني أكمل كلامب ومتقاطعنيش زي مانا مقاطعتكش وانت بتتكلم 


مالك : يا بسنت ارجوكي 


بسنت : أرجوك انت اسمعني للنهاية 


مالك بعصبية وبعض الحدة : اسمعك اي وانتي اصلا بدأتي كلامك بجنان وملوش اي صحة من الأساس 


بسنت بسخرية : لا واضح التغير 


مسح مالك علي وجهه بغضب قبل أن يهتف ثانية 


مالك : طيب استهدي بالله وخلينا نتكلم بهدوء وبالعقل 


بسنت :  احنا مفيش بينا كلام يامالك واسمع انت الكلمتين دول بقي ، انا مش هقول   أني بكرهك لكن انا بردوا مش بحبك ممكن اعجبت بيك وبطريقة  اهتمامك  بيا ووقفتك جنبي ف أكتر من موقف 


هم مالك أن يجيب علي حديثها لترفع كفها سريعًا بوجهه علامة أن يصمت إلي ان تكمل حديثها وبالفعل حدث ذلك ف استرسلت حديثها قائلة :


- لكن يامالك كل دا مش مبرر اننا نبقي سوا او مع بعض اللي انت حسيت بي دا مش حب




 ولا يخلينا نجوز حتي انت حسيت باعجاب وباختلاف عن اللي انت تعرفهم شوفتني



 وكأني لعبة لازك تمتلكها وتبقي ضمن آل راشد والحزب بتاعه انت معجبكش اني كنن برد



 عليك وتمردي اللي هو جزء من شخصيتي انا وانت علي النقيض يامالك وطريقنا 



عمره ماهيبقي واحد ،احنا مش في رواية هنا عشان يبقي  تتغير وتحب فيا انت مش عاشق 



سواد عيوني ،جايز يكون اتغيرت فعلا مع ان مفيش حد بيتغير في مثل بيقول من شب  علي شيء شاب عليه يعني باختصار اللي اتعود علي حاجة بيفضل يعملها وتغيرك دا لحظي مش



 اكتر بمجرد ماتمتلكني كل دا هيتغير وهترجع لعصبيتك تاني زي ماحصل من شوية كدا وهترجع لمالك تاني القديم 




وهتهني وكل اللي كان ف الأول هيظهر تاني لان دا كبعك ودي شخصيتك مش اللي قدامي دلوقتي دا ،

جايز اكون ظالماك وجايز لا لكن مش هظلم نفسي ولا هظلمك انت كمان معايا انا وانت مش شبه بعض يامالك انا حياتي مختلفة ،انا فرحانة اني كنت سبب في تغير ليك ولو نسبي او لحظي زي ماقولتلك من شوية ودا هيبقب سبب تفضل فاكرني بي اتمني تفضل زي مانت مالك الحنين اللي كان ف الفترة دي مش مالك اللي اتعرفت عليه اللي كان مغرور 


صمتت برهة تتأمل ملامحه وكأنها تحفرها لداخلها حتي لاتنساه واقتربت ببطء لتلقي بنفسها داخل أحضانه وهي تنتحب بقوة وتهتف من بين شهقاتها 


- أنا اسفة علي اللي عملته بس انا محتاجة اودع حضنك دا بجد ،انا عمري ماهنساك يامالك ،متنسنيش انت كمان 


لتهمس ببطء وهدوء 


- ب ..بحبك 


أخرجها من داخل أحضانه بهدوء وبوجه جامد خالي من التعابير ليهتف بجمود


- دا اخر كلام عندك؟ 


اولته ظهرها وهي تمحي دموعها التي خانتها وتساقطتت بتهتف قائلة :


- دا الصح ومعنديش غيره يامالك 






القي مالك باقة للزهور بعنف وارتدي نظارته الشمسية وهو يحك مقدمة انفه ويغادر بقوة كالأعصار لتنفجر في بكاء مرير لاعنة غبائها علي تصرفها ذلك







مر العديد من الايام بعد أن هدأ مالك وحاول ثانية وثالثة و..و...و لكنها في كل مرة تتصرف بجمود حتي فقد مالك الأمل وتقبل اللامر الواقع علي     مضض لكن لم يهملها يومًا وحدها كان قريبًا منها دومًا وجميع اخبرها تصله إلي تلك اللحظة التي يتذكرها بها ختي بعد ماتزوج من شيري ابنة أحد رجال الأعمال الذي تعرف إليه مؤخرًا    وعندما كان بأحدي الحفلات احتفالًا بعقد شراكة بينهما تعرف إليها لا ينكر إنها جميلة لكن لم يحبها يومًا وقرر أن يترك قلبه جنبًا ويعملها بمودة ورحمة 


Back  


خرج مالك من تلك الغرفة حين شعر بحاجته للهواء ..وغادر الغرفة وهو عازم علي ان    يبدأ صفحة جديدة مع زوجته وينعم بالهدوء بجانبها وجانب أبنته التي لم تتأتي للدنيا بعد والتي أختار لها أسمها علي تلك الشرسة معذبة فواده " بسنت "


ليتردد صدي الاسم في أذنه بقوة وهو يتذكرها  بجميع المواقف منذ بداية     وصوله لمكان ورشتها وصولًا لآخر مرة رآها بها لترتسم علي وجنتيه أبتسامة عاشقة علي الرغم منه وعلي الرغم مما حدث لكنه لم يستطع يومًا نسيانها رغم أنه يوبخ حاله بأنها خيانة وجريمة    بحق زوجته "شيري" لكن لا يستطع السيطرة علي أفكاره به ليظل هو أسير للعنة عشقها التي لم يستطع كسرها ليظلا كلاهما  هو كما أطلقت  عليه المغرور وهي تلك الشرسة خاصته كما أسماها ..


Stop 

عمار وجميلة عاشوا اجمل قصة حب لحظة جنان وبلعبة قدرت تحول حياتهم وتغيرها لحاجة عمرها ماكانت تيجي ف بالهم اصلا ولا حتي عمار نفسه    تخيل هو ازاي نطق دا وعمل كدا لكن بيحمد ربنا ف كل مرة علي تهوره وقتها وانها نعمة ،ربنا كرمهم ببنت وسموها يارا 

روفيدا قعدت فترة كبيرة اوي في غيبوبة ولما فاقت اكتشفوا ان وقعتها اتسببت لها في    شلل واحتمال ضعيف اوي انها تقدر تمضي تاني انها متعالجتش علي طول فقررت تسافر بعيد وكل ما بتفتكر مالك بتفضل تعيط 

شاكر وفريال رجعوا دبي تاني بعد فرح أبنهم مالك علي شيري 

أما أبطالنا الاتنين مالك وبسنت 






جايز مش دي النهاية اللي كلنا بنتمنها جايز مش دي للنهاية السعيدة لكن هو دا  الواقع ،    حياتنا مش دايمًا وردية مش دايما هتختم النهاية السعيدة اللي بنشوفها بسنت هي اللي قررت مصيرها وحكمت علي علاقتها من قبل حتي ما تبدأ عينت نفسها تبقي القاضي والجلاد    ومن غير ماتسمح لي انه يرد حتي حكمت رأيها وهي بتبص للماضي بتاعه واللي عانته مع في الأول الا أنها  قررت تعمي عينها عن الجزء الحلو اللي جواه واللي هي بدأت ببذرة كان سهل عليها تحاول تاني وثالث ورابع وأكيد هيحصل استجابه المهم متأياسش هي قررت تختار الحل الأسهل وبعدت اتنازلت    عن حبهم اللي كان لسا في طور بدايته وضحت بي بدل ماتتمسك بي وتحارب عشانه وتبقي قوية وشرسة زي ماتعودنا    عليها طول النوفيلا لكنها في موقف الحسم اختارت الضعف وبعدت ،، حياتنا مع أبطالنا خلصت لحد هنا لكن حياتهم هما مكملة ومخلصتش ،أبطالنا حياتهم مش هتقف علي فراقهم وبس لااا 

حياة الاتنين مش هنقف وهتكمل وكل واحد في حياته وبقصصه وناس تانية    وحياة مختلفة لسا مستنيهم ضحك وهزار وحزن وتعب ووجع وحب وحاجات كتير اوي ♥

بسنت خسرت كل حاجة وبقت عايشة وحيدة من بعد ماباباها اتوفي 

اما مالك ف كمل حياته مع زوجته بنته اللي ربنا كرمه بيها وكانت عوض من الدنيا لي واللي كانت دايما قادرة أن  تطبطب علي قلبه 

                      تمت بحمد الله

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>