رواية أزواج ممزقة
الفصل السابع عشر
في شقة قاسم
ماان عاد قاسم حتى وجد هديل كعادتها منذ ماحدث منعزلة في غرفتها وفجاة ارتمت سديل بين احضانه
سديل بسعادة: انا حامل يا قاسم حاااامل
قاسم بدهشة: ازاي هو انتى لحقتي تعرفي؟
سديل بتوتر: اه عادي عملت تحليل دم واتاكدت
قاسم بابتسامة: ماشي نبقى نبشر عمو
في غرفة هديل
كانت جالسة على سجادتها رافعة يداها للسماء
هديل: يا رب هون عليا مصابي يا رب يا رب انت حسبي ونعم الوكيل يا رب
يارب انتقملي من الي سرق حياتي وارني فيه ثاري
اللهم ان عبدا من عبادك اراني قوته فيا فارني قوتك فيه ياااااارب ياااااارب ياااااارب
اخيرا نهضت وما كادت تخرج الى المطبخ حتى سمعت همساتهم وضحكاتهم فاغمضت عيناها بالم
فارادت المحاولة اخيرا .. اخذت نفسا عميقا وخرجت
هديل: السلام عليكم
قاسم باقتضاب: وعليكم السلام
هديل بتنهيدة: ممكن نتكلم شويه يا قاسم؟
قاسم بقسوة: مش فاضي انا مراتي حامل وعايز اهتم بيها و..
قاطعته هديل بالم: مبروك
لما تفضى عرفني عشان نكلم
قاسم: مش هفضى دلوقتي خالص فاخرجي من دماغي بقا
هديل بحزن: اتمنى انك ماتندمش فـ يوم
قاسم بغيظ: محدش بيندم على واحدة زيك
هديل بنفاذ صبر: حتى لو قولتلك اني ماعملتش حاجة وان ف..
قاطع حديثها بغضب: بس بقا كفاية كذب وبطلي تنكدي عليا
هديل بحزن: حاضر
والتفتت عائدة الى غرفتها بقلب ممزق وخاطر مكسور
=======
ايهم بحب وهو يمسد على بطنها بحنو:انا مش مصدق انك شايلة هنا حتة مني
ريتاج: انت بجد فرحان
ايهم: فوق ماتتخيلي
ريتاج: بس مراتك الثانية بردو حامل
ايهم: بس انا بحبك انتى ومستني طفلي منك انتى
ريتاج بتوتر: اا المهم هتعمل ايه معاها
ايهم بضيق: مضطر اطلقها عشان ماتخلعنيش
ريتاج بسعادة: ايوا بقا وهتبقى ليا لوحدي
ايهم: بحبك
=======
في قصر ال العطار
صهيب بحزن: هجنن يا بابا مش عارف ادور عليها فين مش لاقيها فاي حتة انا خايف عليها اوي
عز الدين: هون على نفسك يا حبيبي بس تهدى هتظهر ان شاءالله
صهيب بصوت متهدج: يا رب يا بابا ياااااارب
بس تكون هي كويسة
عز الدين: مارحتش تطمن على ولاء بعد الي حصل
صهيب: لا والله يا بابا نسيتها خالص .. بالي مشغول بريحانة
عز الدين بهدوء: قوم ياابني واطمن عليها
اوما له بهدوء ونهض نحو الخارج
ماان وصل الى شقتها ولم يجد ردا حتى تسرب الى قلبه القلق فاخرج مفتاحه وفتحها
دلف واخذ ينادي دون رد
ظل يجوب الشقة بلا فائدة وماان دخل المطبخ حتى وجد ورقة فوق الطاولة فالتقطها بلهفه
واخذ يمر بعيناه على سطورها
استاذ صهيب
انا اسفة بس لازم اخرج من حياتك
حياتك الي باظت بسببي
انا عارفة انك بتحبها اوي
بشوف فـ عيونك ندم انك اجوزتني وشفقة على حالي
انت طيب وقلبك كبير بس ماينفعش تساعد الناس على حساب نفسك
وتجرح الي بتحبهم عشان ناس ثانية
ارجوك طلقني بسرعة وحاول تصلح حياتك وانا هنا بعيدة عن المشاكل محدش هياذيني ان شاءالله
ماتدورش عليا عشان الموضوع مش هيتغير ورايي حسمته
رقمي عارفه لما هتطلقني عرفني برسالة غير كده مش هرد
كفاية تانيب ضمير الي انا حاساه
وجزاك الله خيرا على كل الي عملته معايا
كور قبضته بغضب
صهيب: غبية يا ولاء
المفروض تروحي لاخوكى مش تهربي
رحتي فين بس
========
في شقة علي
كان علي فاقدا للوعي تسيل منه الدماء ووفاء مذبهلة لا تصدق ما حدث
شيماء ببكاء: قتلته قتلته
ووفاء بفزع: شيماء انتى ايه الي جابك
شيماء: قلت اجي احاول اتكلم معاه ونوصل لحل لمشكلتنا ولما شفته هيعتدي عليكى ماحستش بنفسي غير وانا ...
لم تستطع اتمام حديثها وانفجرت باكية .. فاحتضنتها وفاء بحنان
وفاء: خلاص يا حبيبتي اهدي وخلينا نطلع من هنا
شيماء: لا مقدرش لازم يفوق واطمن عليه الاول
وفاء بحدة: انتى اكيد مجنونة
شيماء بإصرار: مش هسيبه لوحده
يلا اخرجي انتى ومالكيش دعوه انا هتصرف
رمقتها بنظرة متوترة ثم سارت الى الخارج بخطى مترددة
=======
في شقة ندى
ريحانة بحنو: فهمتي كلامي يا رشا؟
رشا بحيرة: مش عارفة يا ريحانة . حاسة اني مش مقتنعة
ريحانة بصبر: خلاص مش هتخسري حاجة
انتى جربي تتعاملي مع جوزك بادب
ماتعليش صوتك
احترميه
افرحي باهله
ماتشتميهوش
قدريه
وهتشوفي مكانتك عنده هتبقى ازاي
رشا: طب اعمل ايه فـ لساني
ريحانة: قبل ما تنطقي قولي استغفر الله عشر مرات ولو حصل وغلطتي استغفري وطلعي صدقة وباذن الله الطاعة هتمحي المعصية
رشا بصدق: انتى طيبة اوي
لسه مصممة تروحيله
ريحانة بتنهيدة: لازم نحط النقط عالحروف مش هقعد معلقة
وعشان مندمش هديه فرصة يشرحلي ليه عمل كده
انما الكذب والغدر مش هسامحه عليهم ابدا
=======
في شقة اكرم
هاجر: اكرم
اكرم: نعم
هاجر بصوت مبحوح: انت عملتها بجد؟
اكرم ببرود: يخصك فـ حاجة؟
هاجر بدموع: عشان خاطري قولي انا بموت من الفكرة
اكرم ببرود: البارح نمت هنا يبقى اللية دورها هي عن اذنك
هاجر بالم: مش هتاكل
اكرم بجمود: قولتلك دورها يعني هاكل معاها
خرج اكرم وترك هاجر منهارة بشدة واخذت الوساوس تتقاذفها من كل اتجاه!
========
شعرت بالجوع فخرجت من غرفتها لعمل ساندوتش وماكادت تدلف المطبخ حتى سمعت صوت انين يصدر من الغرفة المجاورة فسارت نحوه بتوجس وخطى مترددة
اخيرا حسمت امرها وطرقت الباب لكن دون رد ففتحت الباب ببطء فاذ بها تجد الاخرى غارقة في دمائها وتئن بالم
هديل بفزع: سديل ماالك ايه الي حصل
والدم ده من ايه
سديل بضعف وصوت متقطع: ساعديني
هديل بخوف: ماشي انا انا اه اه هتصل بقاسم
سارعت الى غرفتها والتقطت هاتفها.. اخذت تهاتف زوجها ولا رد .. اعادت الاتصال مرارا ولم تجد استجابة فسارت ناحية غرفة سديل والتقطت هاتفها واتصلت به
قاسم: حبيبي وحشتني
اغمضت هديل عيناها بالم
هديل بمرارة: انا هديل
قاسم بحدة: نعم!
هديل: ارجوك تعالى بسرعة سديل تعبانه اوي وانا مش عارفة اتصرف ازاي
قاسم بفزع: انا قربت اوصل اهوه
وقذف الهاتف جانبا
قاسم بقلق: يا رب استر يا رب
ماان دلف شقته حتى انطلق الى غرفته فوجد هديل قد ساعدت سديل على تغيير ملابسها
قاسم بقلق: ايه الي حصل
هديل بقلق: مش عارفة سمعتها بتتوجع ولما جيت لقيتها كده
قاسم بفزع: دم!
اقترب من هديل واخذ يهزها
قاسم بغضب: انتى عملتي فيها ايه؟
انتى سقطتيها قتلتي ابني
هديل ببكاء: انا ماعملتش حاجة
دفعها بعيدا وركض ناحية سديل وحملها بلطف
قاسم بقسوة: بس اطمن عليها وهنتحاسب يا هديل
خرج من الشقة بخطى شبه راكضة تاركا خلفه امراة بلا روح!
هديل: انا ماعملتش حاجة
هي المجرمة مش انا
انا الضحية مش هي !
========
واخيرا استقرت بالمدينة الجامعية
كانت شاردة في حياتها وكيف ستستطيع العيش بمفردها وفجاة اخرجها من شرودها ذاك صوت رسالة على هاتفها
ظنت انها من زوجها وقد قرر طلاقها ولكن ماان فتحتها حتى وجدتها من شقيقها
" اقسم بالله يا ولاء وانا مابحلفش كذب ان ما رديتي عالفون لاكون عامل الي فـ دماغي واطلعك من تحت الارض وانتى عارفة اني اقدر وساعتها مش هيحصلك طيب"
ولاء بتنهيدة: ماتسيبني فـ حالي بقا يا وليد
مش عايزه اتعشم
مش عايزه اذوق طعم الامان والسند
عشان لما افوق مش الاقيه وهم
اخيرا انتبهت الى هاتفها الذي يعلن اتصالا من شقيقها
ولاء: السلام عليكم
وليد: اخيرا رديتي يا هانم
وعليكم السلام
انتى فين
ولاء بخفوت: وليد أرجوك
وليد بحدة: لو فاكرة اني هسيب اختي تبقي ماتعرفينيش
وانا راجل واقدر احمي اخواتي كويس
ولاء: وليد
ارجوك انا عايزه ابعد
وليد: ابعدي وانتى تحت عيني
ولاء: ازاي بقا
وليد: هو كده بسرعة قوليلي مكانك
ولاء: ارجوك يا وليد انت اصلا هتسافر يعني ...
قاطعها بحزم شديد: مش هتنيل
مش مسافر يا ولاء انا هستقر هنا
ومش هسمحلكوا تبعدوا عني ومش هسمح لاي حد انه ياذيكم
ولاء بقلة حيلة: انا في المدينة الجامعية !
======
ايهم: مفيش راجل هيقبل على نفسه الخلع بس ماااشي يا بنت عمي هطلقك بس على الله ما تندميش
حفصة بجمود وابتسامة سخرية: ماتعودتش اندم على قرار اخدته ادعي لنفسك انك ما تندمش ياابن عمي
ايهم بغيظ: انتى طالق
حبست حفصة دمعتها الهاربة عنوة فاخر ماتريده البكاء امام الرجل الماثل امامها ابن عمها ورفيق طفولتها وحب مراهقتها وحلم شبابها
الذي لم يكلف عناء مصالحتها بل وتنازل عنها بكل سهولة وكانه مسلوب الارادة او لم يحبها يوما
اتماا إجراءات الطلاق وغادرا سويا
ايهم بحزن: تعالي اوصلك
حفصة بتماسك: مقدرش اركب جنب راااجل اجنبي عني لان ده من مداخل الشيطان وممكن حاجة بسيطة زي دي تحطم حياتي وتخسرني ناس غالية عندي اوي
فهم ايهم مقصدها فسار في طريقه وقد علم انه خسر جوهرة للابد وعلم ان مافعله يومها هو ماتسبب في تدمير حياته
سار بسيارته على غير هدى لا يعلم لم لا يريد الذهاب الى ريتاج ولا رؤيتها وكانها جوهرة مزيفة سرعان ما فقدت بريقها
لا يعلم لم يشعر بثقل فـ صدره وليس سعيد بما فعل
اما حفصة فظلت تنظر الى طيفه بالم ودموعها تتساقط رغما عنها
حفصة بمرارة: طريقنا مابقاش واحد يا ابن عمي
ربنا يسعدك وانا كفاية عليا ابني سارت تجاه سيارتها بالجهة المقابلة لتشغل المحرك وتنطلق في طريقها طريق مبهم بالنسبة لها فكيف ستواجه مجتمعا عقيما لا يرى في المطلقة سوى لقمة سائغة لتجاذب الأحاديث
ولكن لعل هذا الطريق المبهم الذي تسير فيه يفاجئها بقدر جميل!!
=======
في قصر ال العطار
ريحانة: صهيب
صهيب: ريحانة انتى جيتي ؟
حرام عليكى قلقتيني
هم باحتضانها بشوق لكنها اوقفته باشارة من يدها
ريحانة بصرامة: خليك عندك
صهيب بصدمة: ريحانة!!
ريحانة بحزم: اتفضل اتكلم
انا جاية اسمع منك الي حصل وليه حصل
قبل مااخد اي قرار
صهيب بهدوء: حقك يا ريحانة
في ذاك الوقت عادت حفصة من الخارج بوجه جليدي
ريحانة: حفصة
وانطلقت نحو رفيقتها تحتضنها بشوق
حفصة: وحشتيني اووي
صهيب بلهفة: عاملة ايه يا حفصة
حفصة ببرود: احسن من ناس كثير بحمد ربنا
صهيب بحزن: على فكرة ريحانة جاية تسمع مني قبل ما تحكم وتاخد قرار
ريحانة بحنو: صح انتى كمان اسمعي من ايهم و..
قاطعتها بقوة مصطنعة: خلاص اطلقنا
ريحانة بصدمة: ايه!!
حفصة: انا مش شايفة اي مبرر للغدر
بس بماانك عايزه تسمعيله فهقعد معاكى
عشان هبلة وبتصدقي اي حاجة
صهيب بغضب: حفصة انا عمري ما كنت كذاب كنت فاكر الموضوع هيخلص بسرعة واطلقها وتروح لحالها
حفصة بغضب: هو الطلاق سهل تجوز براحتك واط...
صهيب: ده كان اتفافنا جواز على ورق عشان انقذها من ناس عايزين يجوزوها لاخوها
شهقتا الفتاتان بصدمة: ايه!!
صهيب: اقعدوا عشان احكيلكم
هي طلبت مني احكيلكم عشان تعذروني في الي عملته
رمقتاه بغيظ وجلستا بتافف
بدا صهيب في سرد الاحداث التي حدثت معه واضطراره لهذا الزواج
وانهى حديثه بــ
صهيب: بس هي خرجت من حياتي وطلبت الطلاق و...
قاطعته ريحانة بحزم: ردها
حفصة وصهيب بصدمة: نعم!!
=========
في المستشفى
كان ينتظر خارجا والقلق يسيطر عليه فالقابعة بالداخل زوجته وابنة عمه والاهم والدة طفله المنتظر
مضت ساعات طويلة كاد يموت قلقا ورعبا واخيرا خرج الطبيب
قاسم بلهفة: حمزة
سديل عاملة ايه .. طمني
د.حمزة بحزن: للاسف عملنا شويه فحوصات طلع عندها ورم خبيث في الرحم ولازم نشيل الرحم فمحتاجين توقيعك
قاسم بصدمة: ازااي ده؟
طب والجنين ابني حصله ايه
د. حمزة بعدم فهم: جنين ايه!!
قاسم بعدم استيعاب: سديل .. سديل حامل
د. حمزة: اكيد حضرتك ملخبط بس مدام سديل مش حامل ومش هتقدر تحمل!!
