#البارت_التاسع_والعشرون .
والثلاثون
مسحت نور دموعها من علي وجنتيها بعدما عزمت الدفاع عن
حالها فتمالكت نفسها وجاهدت لثبات حديثها هاتفه .
-- وانا مش هامشي قبل ما ادافع عن نفسي .
تطلع لها وائل بضيق وعدم اهتمام ، فاردفت هي حديثها بعدما جاهدت لخروج كلماتها .
-- انا ، انا كنت بمر علي الحاله عادي وشفت السرنجه متعبيه
وكانت جمبه وهو اللي قالي ان دكتور توفيق اللي كتبهاله وان
الممرضه بعد معبتها وقبل ماتدهاله جالها تلفون ان بنتها عملت
حادثه وسبته ونزلت ، والحقنه انا اتاكدت منها لما لقيتها مرفقه في التقرير الخاص بيه والدكتور ماضي عليها .
استمع لها بصمت وتمعن بعدما حاول ربط الاحداث وفهم
ماحدث ، ولكنه صمم علي عقابها هاتفا بحده وغلظه لسان .
-- انا لو جبت واحده بتتعلم الف .. باء .. تمريض مكنتش ادته حقنه هي معبتهاش بنفسها وعارفه محتويات الحقنه وفيها ايه .
-- كفايه بقى حرام عليك ، تقدر تتاكد من التقرير بنفسك .
-- لا مش كفايه دي حياه انسان ، لازم تفكري ١٠٠ مره قبل ما تعملي حاجه زي دي ، انتي دكتوره ومسؤله عن حياه المريض اللي قدامك ، ثم إن التقرير قدامي اهو ومفيش اي حقن مكتوبه فيه اساسا ، وماده الديجوكسين دي واخدها الصبح بجرعه كبيره وحضرتك قلتي انك انتي اللي مدياله الحقنه .
-- ازاي مش معقوله .
ثم التقطت التقرير من امامه وتطلعت به هاتفه .
-- اه هو دا التقرير ، لكن .. لكن . كان مكتوب هنا اسم حقنه غير الديجوكسين والله كان مكتوب هنا .
ثم ذفرت الدموع وتعالت شهقاقتها وبكت بكاء مرير ، وهتفت بإنكسار وعيناها على الارض بعد ما نهضت من علي كرسيها وقبل ان ترحل .
--انا مش فاهمه ايه اللي حصل ، لكن حقيقي انا اسفه .
انخلع قلبه وانعصف بعاصفه البرق لمشاهدتها هكذا ، فلم يشاهد بهذاا الانكسار من قبل ، فنهض من علي كرسيه مسرعا تجاهها وقبل ان تلتفت هي ، مسك يداه بيدها وباليد الاخري رفع بها وجهها وهتف بها بصوت حاني.
-- انا خايف عليكي يانور .
بعيون منتفخه من كثره البكاء هتفت هي بصوت مبحوح .
-- انا ...
ضمها هو مسرعا لصدره الرجولي العريض لعله يتمكن من مداوات ما فعله بها ، فخارت قواها ودفنت وجهها بين ضلعيه وهي تستنشق عبير دفاه الذي هدأ من روعها وملأ قلبها اطمئنانا وامانا ، حتي ان حضنه محي اي خوف ورهبه وضيق بداخلها فتمنت لو استمرت بين صدريه ثم هدأت قليلا ، فترنجت عنه وهي تطلع له وقبل ان تفتح فمها للحديث ، وضع هو سبابته علي فمها هاتفا .
-- هوووس ..
ثم هز راسه مؤكدا .
-- كفايه كده ، اللي حصل حصل .
تطلعت له ووجهها يكتظ احمرارا وهتفت بشفتان منتفختان حمراء مثل حبه الفراوله .
-- مدتلهوش والله ...
تطلع لها هاتفا بابتسامه تحذير .
--لو فتحتي بوقك تاني هبوسك من شفايفك الحمرا اللي عايزه تتاكل دي .
جزت علي شفتيها بخجل ، فأثارت رجوليته الملتهبه لصوت استنشاقها لجسده وهي بين احضانه ، فلم يتمالك نفسه الا وهو يلتهم شفتاها بحب بينما هي استسلمت له حتي شعرت بدوار فترنجت قليلا فأمسكها بسرعه ووضعها علي الاريكه التي بجوارهما هاتفا .
-- حببتي مالك .
تطلعت له بعدما حاولت ان تعدل موضعها ، هتف هو غامزا لها بعبث .
-- دا كله من بوسه واحده .
اشتدت وجهها احمرارا بخجل ، مما اثاره مره اخرى هاتفا .
-- يخربيت وشك اللي بحمر دا ، جننتيني .
-- ايه دا .
-- ايه دا انتي ياشيخه ، اومال احنا هنجوز امتا بقي .
ثم نهض مسرعا من امامها هاربا من إثارتها الفاتنه تجاه هاتف المكتب ، هاتفا لها بعبث .
انا هطلبلي عصير لمون يهديلي اعصابي اجبلك ايه .
حاولت ان تمسح وجهها من بقايا دموعها حتي تهدأ فهتفت .
-- ولا حاجه .
--تمام يبقي اتنين لمون .
بعدما طلب العصير اتي وجلس علي الكرسي امامها هاتفا .
-- هاجي البيت عندكم امتا بقي .
تطلعت له بدهشه هاتفه .
-- بيت ايه .
-- ايه اللي بيت ايه انتي نسيتي ولا ايه ، ولا انا بوستي بتنسي لدرجادي.
تطلعت له بتحذير .
-- انا همشي .
--تمشي فين انا بتكلم بجد هاجي عندكم امتا علشان اقابل اهلك و نتخطب ونتلم في بيت واحد ، اصل المستشفي اشتكت مره اسانسير ومره مكتب يعني شكلنا بقي وحش قوي .
محلقت عينيها به لجرأته الزائده هاتفه .
-- ايه اللي انت بتقوله دا ، وبعدين انت مش واخد بالك احنا في ايه.
-- انا مش واخد بالي غير منك انتي بس ، اعملي حسابك هشرب الشاي عندكم الخميس الجاي .
رفعت حاجبها الايسر وهزتت كتفها باستنكار ، فجز هو علي اسنانه ، نهض من كرسيه وجلس بجوارها علي الاريكه فأبتعدت هي قليلا عنه هاتفه .
--في ايه .
فاقترب منها هاتفا بصوت مثخن بالعاطفه .
-- هو انا مقلتلكيش قبل كده ان الحركه دي بتجنني .
هزت راسها نافيه .
-- لا والله مقلتليش .
وقبل ان يلامس شفتاها نهضت هي بعيدا عنه .
ابتسم هو لها هاتفا بتحذير .
-- ابقي اعملي الحركه دي تاني .
هي حركه عفويه اعتادت عليها لم تعلم انها تثيره ، رفعت حاجبها الايسر وهزت كتفها مره اخري بعفويه .
ابتسم هو هاتفا .
-- تاني .
فذهب باتجاها مسرعا ، ولكنها ذهبت مسرعه تجاه الباب بالخارج .
ابتسم هاتفا علي اثرها بتمتمه ، يامجنونه بعشق امك .
...................
فكر علاء مرارا وتكرارا في حديث نور له وكيف يمر الحب امامنا دون لمسه ، و هل شعوره بالفقد تجاه نانسي حقيقي فهو فعلا يفتقدها ويفتقد الحديث معها ، ظل يفكر ويتذكر لهفته الي الحديث والبوح معها بكل كبيره وصغيره في حياته العاطفيه سواء او العمليه ، ولكن هل احتياجه للحديث معها هو حب ام مجرد فضفضه !!
قرر ان يضع حدا لهذا التفكير ويذهب لها، وان يعطي لنفسه فرصه التقرب اكثر لمعرفه حقيقه مشاعره تجاهها ، ولكن بأي بدايه يبدأ معها .
ذهب بكل جديه عازما علي اخذ خطوه تجاهها ، فدلف الي مكتب نانسي هاتفا بابتسامه .
-- ازيك يا نانسي عامله ايه .
هزت راسها بعدم اهتمام هاتفه .
-- تمام .
ثم تطلعت مره اخرى الي الورق الذي امامها علي المكتب .
شعر بالاحراج ولكنه صمم علي خوضه بالحديث معها ، سحب كرسيا وجلس امام مكتبها ، لم يعلم بأي حديث يبدأ ولكن خانه الحديث هاتفا .
-- شفتي اللي حصل نور ، ياترى دكتور وائل عمل معاها ايه .
ثم تمتم ايه اللي انا هببته دا ، مكنش مفروض اجيب سيره نور اصلا .
تطلعت له هاتفه باستياء .
-- ربنا يستر ، والمريض يقوم بالسلامه ، الدكتور وائل بهدل نور كالعاده .
تمتم الحمد الله عدت ، اتكلم في ايه ، ايه الحيره دي .. ثم هتف .
-- انا مش فاهم حصل ازاي كده ، وإزاي لقوا في دمه ماده الديجوكسين دي .
هزت رأسها بتعجب هاتفه .
-- فعلا حاجه تحير ومش مفهومه ، ربنا يعدي الموضوع علي خير ونور تخرج منها بخير .
هتف بإحراج .
-- هو انا ممكن اطلب منك طلب .
-- اتفضل يا علاء.
-- ممكن اعزمك علي الغدا بعد ما نخلص الشغل .
قابلت طلبه بابتسامه ثم سحبتها هاتفه بجديه .
-- لو كنت عايز تسال على نور ، انا معرفش اكثر من اللي قلتهولك .
قاطعها هاتفا .
-- لا .. لا .. انا عايز اسال عليكي انتي .
قطبت حاجبيها بتعجب هاتفه .
-- تسال عليا .
ابتسم هاتفا .
-- يعني بقالنا كتير مقعدناش مع بعض ولا تكلمنا ، فأنا كنت حابب لو معندكيش مانع نقعد مع بعض شويه ونتكلم ، بصراحه وحشني الكلام معاكي جدا .
ابتسمت هي بتعجب هاتفه .
-- وحشك الكلام معايا .
-- اه مستغربه ليه .
-- انت اول مره تقولي كده .
-- يعني ينفع نتغدا سواء .
ابتسمت هاتفه .
-- اه ينفع
وافقت فمازال قلبها يشع بضوء الامل تجاهه .
......
سيطر شوقه وقلبه اليها حد اللهفه لمقابلتها ، والتحجج بأي حجه للحديث معها هاتفها باتصالا ، أن يوجد جديد في موضوعها ويريد ان يقابلها ، بعدما وضع خطه محكمه بمساعده خالد وسهي للنيل من رأفت .
قابلت ريهام طلبه بالموافقه فورا فهو بريق الضوء بالنسبه لها ليس حب حياتها فقط بل هو الضوء الذي ينير العتمه المغروسه بها .
جلس امجد بأنتظارها قبل ميعاده ، فأتت هي الاخرى قبل ميعادها بعشر دقائق كأن قلبهما يتفق علي ما ينهيه عقل ريهام .
تطلع لها وهي آتيه تجاهه وعيناه تلمعان لمعه العاشق الذي تطل عليه حبيبته اول مره .
مد يده ليلامس يدها هاتفا .
-- اذيك ياريري .
خفق قلبها وهي تطلع له وتسلم عليه ويدها بيده كأنها بنت العشرين هتفت بتوتر .
-- الحمدلله .
-- وحشتيني .
حاولت ان تتمالك نفسها وتهرب بعينيها من حديثه هاتفه .
-- كنت قلتلي أن في جديد في موضوعي .
رمقها بشك لتوترها وتلعثمها في الحديث هاتفا .
-- ماشي اللي انتي عيزاه ، عامتا كنت عايزه اقولك ان اخر الاسبوع ده ورقه طلاقك هتكون معاكي .
هتفت بسعاده .
-- انت بتتكلم بجد .. انت كلمته .. وافق يطلق من غير شروط .. طيب هيسيب منه معايا .
-- كل اللي انتي عيزاه وبتتمنيه هيحصل ولو حابه تحطي انتي الشروط هو هيوافق عليها .
قطبت حاجبيها بتعجب هاتفه .
-- ازاي دا .
-- ازاي دي بتاعتي انا .
-- يعني متاكد ان اخر الاسبوع فعلا هيطلقني ؛ ليكون بيضحك عليك او بسكتك .
ضحك بصوت مرتفع قليلا .
-- لا مبضحكش عليا ولا بسكتني .
-- بتضحك علي ايه .
-- انا مش صغير ياريهام لكلام دا .
-- انا بس مستغربه مش اكتر .
-- لا متستغربيش .
-- انت مش فاهم انا هفضل مستنيه اخر الاسبوع دا ازاى .
ثم تطلعت بإحراج مردفه .
مش عارفه اشكرك ازاي .
-- تشكريني ، بأني اشوف الضحكه علي وشك ياحبيبي .
خفق قلبها مره اخرى وتوترت هاتفه .
-- ل .. لا مش وقته ..
تجاهل تلعثمها وخجلها هاتفا .
-- هتتغدي ايه يادكتوره ريهام .
رفعت احدي حاجبيها بتعجب ، فقابلها بابتسامه هامسا.
-- وحشتيني .
..........
دلفت ميار برعب وهي تنظر حولها في العياده فالهدوء يخيم المكان كأنه كحيل مدسوس علي ارجاء المكان وقفت بخطاه غير متزنه وهي تطلع الي باسم وهو بجوارها هاتفه بخوف .
-- انا خايفه قوي .
-- متخفيش كلها نص ساعه وتخلصي من الحمل دا .
هزت راسها نافيه .
-- لا انا مش عايزه اعمل العمليه .
تطلع لها بملامح حاده وعيون تنطلق منها شرارات الغضب هاتفا .
-- بطلي محن بقي ، في ناس كتير عملوها قبل منك وبقوا زي الفل بطلي سهوكه ، دي اخر فرصه ليكي معايا بعد كده مليش دعوه بيكي نهائي ، و احمدي ربنا اني واقف جنبك لاخر لحظه ، كلها نص ساعه وتقومي ولا كان في حاجه حصلت .
هتفت برجاء ودموعها وعيونها تفيض بالدموع .
-- انا ممكن اموت ياباسم ، طيب نكتب ورقتين عرفي وسيبلي البيبي انا هربيه .
-- قاطعها بتحذير هاتفا .
-- انا هاسيبك وامشي ، ومن اللحظه دي لو شفتك صدفه قدامي هقتلك .
-- لا لا خلاص ، هدخل واعمل العمليه .
-- اخلصي جبتي الفلوس .
-- اه معايا في الشنطه .
اخرجت النقود واعطتهم له فوضعها بجيب الجاكيت الذي يرتديه ، فهتفت هي .
-- مش هتديهم للمرضه .
هز راسه بالتاكيد .
-- اه طبعا بس لما تدخلي واطمن عليكي .
قاطعتهما دخول الممرضه هاتفه .
-- يلا يا مدام العمليات جاهزه .
تطلعت الى باسم بخوف ، فهز راسه بالتاكيد لاطمئنانها هاتفا .
-- هستناكي لحد ما تخلصي .
ذهبت مع الممرضه خطوات هاتفه بصوت مرتفع قليلا مليء بالخوف .
-- اوعي تمشي وتسيبني يا باسم .
هز راسه نافيا .
-- لا اطمني .
هتفت الممرضه يلا يا مدام الدكتور مستني جوه .
دلفت ميار مع الممرضه تجاه العمليات لكي تبدأ بأجراء العمليه .
تطلع باسم بابتسامه سخريه الى غرفه العمليات متمتما .
-- امال مش اسيبك ، دا انا هجيبلك اللي مش هتسيبك .
...............
تطلعت نور بسعاده الى مرآه غرفتها بعدما ارتدت فستانها الوردي المزيل بالحزام الاسود علي خصرها ، وفردت شعرها الطويل المسترسل علي كتفها و تزينت بأبهي صوره ، رقص قلبها فرحا فحبيب روحها بانتظارها بالخارج يجلس مع اهلها ، ليتمم خطوبتهم .
هتفت نانسي بسعاده .
-- ايه القمر دا ، دا انتي هتلوحي العريس .
هتفت هي بسعاده .
-- بجد يانانسي شكلي حلو ولا فيا حاجه وحشه.
-- يابنتي قمر واقف قدامي مفكيش غلطه ، اتحداكي لو مطلبش تتجوزوا حالا .
ابتسمت بسعاده ولكن تراجعت ابتسامتها هاتفه .
-- تفتكرى ، انا خايفه قوي يانانسي .
-- خايفه من ايه ، النهارده يوم خطوبتك المفروض تبقي اسعد واحده النهارده .
-- خايفه ليكون في حاجه انا معرفهاش بينه وبين دره او خطبني علشان يضايقها .
-- بطلي الهبل اللي في دماغك ده ، كلنا عارفين ان وائل بحبك وانك انتي بتحبيه .
هزت راسها نافيه .
-- لا .. لا .. انا مبحبهوش مين اللي قال كده .
ابتسمت بسخريه .
-- من غير ما حد يقول باين جدا في عنيكوا انتوا الاتنين .
هتفت بأستياء .
-- انا فعلا بحبه ، لكن هو مقليش انه بحبني .
-- مش مهم يقول الاهم ان تصرفاته قالت ، واهو قاعد بره مع اهلك علشان يخطبك .
هزت راسها نافيه بطفوليه .
-- لا هو قالي ان الخطوبه دي لعبه كده وكده .
هزت راسها نافيه بسخريه .
-- لو تبطلوا بس مقاوحه وعند انتوا الاتنين ، يلا بقي علشان تطلعيله ومتتاخريش عليه اكتر من كده .
جلس وائل بود وحب وسط عائله نور ، وبعد الترحاب والتعارف والحديث مع والدها ووالدتها واخيها الاكبر محمد .
هتف محمد .
-- شرف كبير لينا يادكتور وجودك معانا .
-- الشرف ليا انا اني اتعرفت بالحج والحجه وانت طبعا يادكتور محمد .
هتف والدها .
-- الله يخليك يا دكتور ، وانت بقى دكتور زي محمد ابني مدرس يعني ، ولا دكتور زي اللي بكشوفوا علينا .
ابتسم وائل هاتفا .
-- الاثنين يا بابا الحاج مدرس وبكشف برده علي المرضي .
خفق قلبها بسعاده وهي تقف على بعد خطوات من غرفه الانتريه الموجودين هما بها ، عندما سمعت وائل يقول بابا الحج لوالدها .
هتفت والدتها .
-- اه نور قالتلي انك مدير المستشفى اللي بتدرب فيها .
ثم تطلعت لزوجها مردفه .
ما انا قيلالك يا سيد انت نسيت ولا ايه .
نظر لها سيد هاتفا .
-- ما انا بستفسر منه يا ام محمد بلاش اتكلم مع الراجل .
قاطعهما وائل بأبتسامه .
-- استفسر يابابا الحج وكل اللي انت عايز تعرفه انا تحت امرك ، اومال انا جاي ليه مش علشان تعرفوا عني كل حاجه .
ابتسم سيد هاتفا .
-- يسلم فومك يادكتور .
ثم تطلع لزوجته مردفا .
شفتي الناس اللي بتفهم .
وقفت نور تستمع لحديثهما فقاطعتها نانسي هامسه.
-- ما تدخلي بقي هتفضلي واقفه كده كتير الراجل هيزهق .
هزت نور راسها بالتاكيد حاضر بس مكسوفه .
-- مكسوفه ، علي اساس اول مره تقابليه ، اخلصي ادخلي .
-- يابت الموقف محرج قوي .
دفعتها نانسي الي داخل ، فدخلت نور .
تطلع لها وائل بدهشه من جمال طلتها حد الانبهار فلم تظهر بهذا الجمال من قبل ، فكانت مخباه دائما وراء ملابسها الرسميه وشعرها المربوط دائما .
دخلت بخجل فوقف هو ممددا يده ليسلم عليها ، فأتت امامه ومدت يدها بخجل لتسلم عليه هامسا بشفتيه .
-- تهووسي .
سحبت يدها بخجل مسرعه وجلست امامه .
فاردف هو بصوت مرتفع قليلا .
-- ازيك يا دكتوره نور .
هتفت بصوت منخفض قليلا .
-- الحمد لله .
نظر وائل الي والدها هاتفا .
-- الحقيقه انا مش جاي هنا النهارده علشان اخطب نور .
تطلعت له نور بدهشه وهي قاطبه حاحبيها .
اندهش الجميع وهتف والدها .
-- امال انت جاي لايه لمؤاخذه .
هتف وائل .
-- انا جاي علشان عايز احدد ميعاد كتب كتابنا انا ونور ونتجوز علي طول ، وزي ماقلتلك من شويا انا فيلتي جاهزه من كل حاجه ، يعني مش ناقصنا اي حاجه .
تطلعت فاطمه بسعاده الى ابنتها وعلا صوت زغروطتها .
قاطعها محمد هاتفا .
-- جواز كده على طول ، وبالنسبه لدراستها .
هتف وائل .
-- معنديش مانع طبعا انها تكمل تعليمها ، بالعكس دا انا هساعدها في الدراسه كمان .
هتف سيد .
-- لمؤاخذه يعني يادكتور احنا عرفنا بتشتغل ايه ، لكن لسه مش اتعارفنا علي اهلك .. وانت كنت متجوز قبل كده ومعاك عيال ولا ايه .
خفق قلب نور وزادت ضربات قلبها لحديث والدها ، فوائل لم يعلم بزواجها من قبل .
هتف وائل .
-- زي ماقلتلك يابابا الحج انا عندي مستشفى وفيها شريك بنسبه اقل مني وشغال دكتور في الجامعه ، والدي كان دكتور ووالدتي كانت مديره مدرسه وللاسف اتوفو وليا اختي مسافره بره بتكمل دراساتها ، اما بخصوص الجواز فانا متجوزتش قبل كده .
تطلع له سيد .
-- ربنا يرحمهم ياابني ، انت عارف ان نور كانت متجوزه قبل كده .
انتفض قلب نور بعدما افتضح امرها وتطلعت الى الارض خجلا ، فرمقها وائل مسرعا بحديثه .
-- عارف يابابا الحج نور قالتلي ، وان شاء الله اقدر اعوضها عن كل اللي حصلها .
فهي لم تعلم إنه يعرف كل شيء عنها منذ شغلت عقله ببدايه دراستها ، بل انه يعلم حتي حبها الطفولي لباسم ، وزواجها بالاكراه من رجل عجوز وتعذيبها معه ، وعجبه إصرارها علي مواجهه مامرت به وتكميلها تعليمها ومواجهه كل الظروف التي تهز الجبال وتحديها لنفسها .
تطلعت له نور بتعجب بعدما شعرت بحرج شديد لحديثه وكيف علم بزواجها من قبل ، بينما لم يعلم احدا من اصدقائها او زملائها حتي اقرب صديقه لها.
قاطعتهم والدتها هاتفه بعدما لاحظت علي وجه بنتها الاستياء .
-- بلاش السيره دي يا ابو محمد خلينا نفرح بيهم .
اردف وائل .
-- وانا جاهز زي ماقلتلكم والفيلا بتاعتي مش ناقصها اي حاجه ، ثم تطلع الي نور مردفا .
مش ناقصها غير وجود نور فيها تنورها ، ثم نظر الي والدها هاتفا .
واللي حضرتك تؤمرني بيه يابابا الحج انا تحت امركم .
هتف سيد بسعاده .
-- تسلم ياابن الاصول ، والله محمد ابني بيشكر في ادبك واحترامك واحنا مش هنلاقي حد احسن منك نأمنه علي نور ، لكن لازم ناخد رايها ، رايك ايه ياست البنات .
هاتفت نور .
-- لكن انا عندي مانع ........
#البارت_الثلاثون
رفضت نور لمجرد الرفض بعد احراجها الشديد امامه هاتفه بضيق .
-- لكن انا عندي مانع .
تطلع عليها وائل بتعجب .
-- مانع ايه .
هتفت هي بتوتر .
-- ملوش لازمه الجواز بسرعه كده ، انا مش مستعده لسه قدامي دراستي والتدريب محتاجه تركيز .
هتفت والدتها .
--الدكتور وائل مش ممانع تكملي دراستك ولسه قايل الكلام دا قدامنا وقدام اخوكي ، وكمان قال هيساعدك في الدراسه .
قطعها وائل بحنق .
-- يمكن نور رفضاني انا شخصيا ياماما الحجه .
قاطعته والدتها بعفويه .
-- لا ازاى يابني ، دي بتشكر فيك قوي وكل يوم بعد ماتيجي من الشغل ملهاش سيره غير عن ادبك واحترامك وذوقك طول الليل والنهار دكتور وائل قال .. دكتور وائل عااد ...
تطلعت نور الي والدتها بتحذير ، ابتسم وائل لها هاتفا بتهكم .
-- حقيقي الكلام دا يادكتوره نور .
تطلعت له نور بحنق .
-- يعني كلام عن السغل مش اكثر ، ثم انا محتاجه شويه وقت .
هتف بها اخوها بحنق فهو يعلم اعجابها وائل .
-- خلاص نأجل الموضوع كله لبعد الشهاده .
قاطعته نور .
-- لا ..
اردف اخوها بسعاده .
نقرا الفاتحه ولا دي كمان محتاجه فيها وقت .
تطلع لها والدها نقرا الفاتحه يا بنتي ولا ايه رايك .
ابتسمت بخجل ونظرت الي الارض .
هتف محمد وهو يرفع يده .
بسم الله الرحمن الرحيم ..... وبدأوا بقراءه فاتحه الكتاب .. والتهاني والتبارك ...
.....
التقط باسم هاتفه واتصل علي زوجه ابيه نهال هاتفا .
-- اذيك يامراه ابويه ، عامله ايه .
-- هتفت بسخريه .
-- من امتى وانت بتسال عليا ، انا بخير بخير قوي واحسن منك كمان .
-- مبسوطه يعني بسرقتك فلوس ابويا ، اتمعتي وانبسطي بفلوسه .
ضحكت بسخريه .
-- اه .. انت متصل تقل ادبك عليا ولا ايه .. عايز ايه اخلص شكلك بتتمحك قي قرشين .
لوي فمه بسخريه .
-- لا متصل اقولك تعالي شوفي بنتك قبل مايحصلها حاجه .
هتفت بشهقه عاليه .
-- بنت مين .. قصدك ميار .. هي معاك .
-- بنتك في العياده عند الدكتور .
وضعت يدها على صدرها هاتفه.
-- ليه هي مالها حصلها ايه .. وعياده ايه .. انت عملت في بنتي ايه .
-- لا اهدي كده متلبسنيش مصيبه ، انا معملتش حاجه روحي شوفي مين اللي عمل .. هي اتصلت عليا عشان اقف جنبها ، وانا قلت مفيش حد يقف جنبها غير امها ، اصل في الوقت اللي انت كنتي مشغوله فيه بسرقه ابويا ، بنتك كانت مدوراها مع الرجاله ، وهي في العمليات دلوقتي بتنزل اللي في بطنها .
-- انت كداب ، انت بتقول اي كلام من حسرتك ، بنتي مش معاك هي قالتلي انها بايته عند صحبتها .
-- على العموم انا عملت بأصلي وقلت اعرفك هبعتللك اللوكيشن على الموبايل وانتي حره ياتلحقيها يامتلحقهاش ، انا وقفت جنبها علشان خاطر العيش والملح مش اكثر .. و عشان تعرفي ان انا ابن اصول ، واعملي حسابك وانتي جايه في فلوس العمليه .
اغلق الاتصال ثم بعث لها رساله بموقع العياده .
اتت الممرضه هاتفه اليه .
-- فين فلوس العمليه يااستاذ ، الدكتور اداها البنج ومش هيكمل العمليه الا لو خد الفلوس .
-- الفلوس جايه دلوقتي امها هتجيبها وتيجي .
-- كده غلط علي المريضه لو مكملش العمليه دلوقتي ، لو الفلوس مش جاهزه كنت قول قبل مايبدأ.
هز راسه بعدم اهتمام .
-- مش مهم .
ثم تركها وذهب .
اتصلت نهال علي بنتها مرارا وتكرارا لم تجيب ، فأتصلت علي صديقتها التي تعلم انعا سوف تبيت معها .
-- ايوه يانهي ميار عندك ، ادهالي يابنتي .
-- لا ياطنط ميار مش هنا .
-- ازاي ، هي مش بايته عندك .
-- لا ياطنط ، احنا بقالنا فتره اصلا مبنشفش بعض .
اغلقت نهال الهاتف بعدما ازدادت ضربات قلبها ، اخذت بعض المال وذهبت مهروله الي موقع العياده .
دخلت وقلبها يخفق بشده خوفا و قهرا على بنتها ،
فصادفتها الممرضه هاتفه .
-- انتي مامت المريضه .
هزت راسها بالتاكيد هاتفه .
-- هي ميار بنتي هنا .
-- اه في العمليات الدكتور بنزل الجنين ، ايه اللي اخرك كده ..
وقفت بخطاه غير متزنه ثم انحت ارضا ، هتفت الممرضه .
-- يا مدام .. يا مدام .. انتي جايه يغمي عليكي هنا .
بصوت يجاهد للحديث هتفت نهال .
-- انتي متاكده ان اللي جوه دي ميار بنتي .
-- اه يامدام اسمها ميار ، وكان معاها واحد ولسه ماشي من شويه ، وقال والدتها جايه ومعاها الفلوس ، جبتي فلوس العمليه !!
-- اه انا معايا فلوس ، بس طمنيني علي بنتي اللهي يسترك .
-- متقلقيش ، الدكتور مش اول مره يعمل العمليات دي، ياريت بس محدش يضحك عليها تاني وتخلي بالك منها .
تطلعت نهال الي الممرضه باستياء .
اردفت الممرضه .
الاستاذ اللي كان معاها قال انها كانت بتحب واحد وضحك عليها ، عامتا لو حصل حاجه زي دي تاني ياريت تجبوها بدرى شويا يعني قبل ماتبقي في التالت علشان صحتها ، المهم فين الفلوس .
اخرجت عشره الاف من شنطه يدها هاتفه .
-- كام يابنتي .
-- خمسين الف يامدام .
-- لكن اللي معايا ميكملش دول عشره الاف .
-- عشره بس ، الدكتور كده هيوقف العمليه وهو في نصها مينفعش كده .
-- لا لا خليها يكملها .
ثم اخرجت الفيزا من شنطه يدها مردفه .
دي الفيزا بتاعتي خذي الفلوس اللي انتي عايزاها .
-- لا يا مدام احنا معندناش الاوبشن دا ، احنا بناخد كاش ولو الفلوس مش جاهزه انا هدخل اقول للدكتور وهو هيوقف العمليه .
-- لا يابنتي استني هنزل اشوف اي مكنه هنا جمبكم وهسحب منها الفلوس ، بس خليه يكمل العمليه واطمن على بنتي .
دلفت نهال الي الخارج .
.......
ذهبت نور الى المستشفى وهي عازمه عن ان تضع حدا لوائل ، فكيف يتجرأ لطلب زواجها دون علمها .. رغم ان قلبها كان يتراقص سعاده ولكن عقلها خانها بالتفكير ..
رمقتها دره بكبرياء فتطلعت لها كمن يتربص بفريسته هاتفه ببتسامه صفراء.
-- ايامك قربت قوي ياحلوه ، لو مشطبتش اسمك من الطب قبل ما تدخليه مبقاش انا دره ، على فكره صوت زعيق دكتور وائل كان مسمع المستشفى كلها امبارح .
خرج صوتها الملتزم بهدوء مصطتنع وابتسامه سخريه متجاهله حديثها .
-- فعلا دا حتى كان عندنا في البيت امبارح لحد الفجر سهرانين انا هو بنحدد ميعاد كتب كتابنا والفرح .
غمزت لها بعبس مردفه .
عقبالك ، استاذنك بقي علشان متاخرش علي لولو
رايحين نختار انا وهو فستان الفرح .
وتركتها وذهبت بأتجاه مكتب وائل .
تخشبت محلها وقلبها يعتصر بالاحتراق ، وصوت نبضاتها تدق كصوت دقات ساعه بينج . وقفت بدهشه تتبع اثارها وتكذب ماسمعته اذنها .
دخلت نور الي مكتب وائل ووجدته يجلس علي مكتبه يتصفح بعض الاوراق وقفت امامه هاتفه .
-- انت ازاي تفاجأني امبارح وعايز تحدد ميعاد جوازنا
، وكمان بتحطني قدام الامر الواقع ازاي متخدش رايي .
ترك الاوراق جانبا وجلس بأريحيه وهو يتابعها بتسليه ، فاردفت هي .
انت علي طول بتاخد قرارات لوحدك كده من غير ماترجعلي ، خطوبتنا كانت قراراك وجوازنا كمان قرارك لوحدك هو انا مليش لازمه ، ثم دا مكنش اتفاقنا اساسا ، انا نفسي افهم انت بتفكر ازاي .
جذبها بسرعه ووضعها على ساقيه فارتبكت لوضعها فحاولت النهوض والابتعاد عنه فتجاهل اعتراضها الواهن ودفن وجهه في عنقها بحب هامسا لها .
علشان بحبك .
تطلعت على عينيه هامسه .
-- هاا ..
اقترب بشفتاه من شفتاها ببطء مثير وخرج صوته العابث مثخن بالعاطفه هامسا .
-- بحبك قوي .
خفق قلبها بسعاده ، فكم تمنت ان يروي قلبها باعترافه بحبه لها ، فتحت فمها وقبل ان تنطق وضع سبابته على فمها هاتفا .
-- هوووس .
لم تستطع مواجهه طيار العاطفه الذي اشعله هو بجرأته ، فقد اثر تلك المشاعر بداخلها واستسلمت له ، هامس بخشونه رجوليه .
-- ايه رايك فرحنا يكون الخميس الجاي .
هزت راسها بالموافقه .
قاطعهما دخول دره المفاجئ للتحقق من حديث نور ، فوجدتهم بهذا المشهد الغرامي فتخشبت مكانها وقلبها تمزق لرؤيتهم هكذا امتلأت عيونها بالدموع ، انتفضت نور وحاولت النهوض من علي ساق وائل ولكنه منعها هاتفا الي دره .
-- في حاجه يا دكتوره ، مش تخبطي قبل ما تدخلي .
خارت قواها فحاولت ان تتمالك نفسها هتفت بتوتر.
-- اسفه يا دكتور كنت فاكراك لوحدك .
-- تمام وانا مش لوحدي .
اغلقت الباب ودلفت .
نهضت نور من علي ساقيه هاتفه بضيق .
-- ايه اللي انت عملته ده .
هز راسه نافيا بتعجب مصطتنع .
-- عملت ايه مش فاهم .
هتفت بتوتر .
-- دره شافتنا .
ابتسم بتهكم .
-- اللي يشوف يشوف احنا خلاص اتخطبنا وفرحنا اخر الاسبوع وبعدين انا عايز الدنيا كلها تشوف .
-- يشوفوا ايه انت اتجننت .
نهض من علي كرسيه واقترب منها هامسا .
-- اتجننت بيكي .. جننتيني .. وهوستيني .
هتفت بتغنج .
-- ياسلام ..
-- انتي خلاص بقيتي اغلي حاجه عندي انتي بقيتي كل حياتي .
-- بس ميصحش انها تشوفنا كده ، دلوقتي تقول علينا ايه ..
مسبتنيش اقوم بعيد عنك ليه .
-- علشان قاصد اقهرها واخدلك حقك منها ، واي حد هيمس شعره منك هنسفه من علي وش الارض ، علي فكره انا لسه مردتش اعتبارك منها .
-- دي وشها كان جايب الوان انا ارتعبت لما شافتنا بس حاسه انها كانت هتعيط .
-- سيبك منها المهم ، انتي تاخدي اجازه بقي علشان نجهز لتجهيزات الفرح .
-- هو انت بتتكلم بجد .
-- شكلك نسيتي .
-- نسيت ايه .
-- احنا مش اتفقنا خلاص ان فرحنا الخميس الجاي من شويا ، عامتا لو مش فاكره اتفاقنا تعالي افكرك .
واقترب منها فابتعدت هي .
-- خلاص .. خلاص اتفقنا .
ابتسم هاتفا .
-- ياخوافه ..
هتفت بتغنج .
-- لكن الحب دا ظهر مره واحده كده .
تطلع لها بتهكم .
-- لا مش مره واحده ، من اول يوم ليكي في الكليه .......
قاطعته .
-- لا طبعا ازاي مش معقول من اول يوم .
-- هو انا لسه كملت كلام متبقيش متسرعه كده ، انا اقصد من اول يوم وحصل تاتش بينا شغلتي تفكيري ودايما كنتي بتيجي في بالي ومع كذا موقف حصل بينا بدأت اتعلق بيكي واحبك ، طب تعرفي اني كنت بقصد استفزك مخصوص عشان تكلميني .
رفعت حاجبيها وهزت كتفيها الايسر هاتفه بتغنج .
-- والله ..
جز على اسنانه هاتفا .
-- قلتلك متعمليش الحركه دي بتجنني ، متبقيش تعمليها
-- ليه بقي مالها .
-- معرفش ، بس بتجنن منها بجد .
ابتسمت بخجل والقت بنظرها الي الارض .
رفع يده علي ذقنها ورفع وجهها الي اعلي هاتفا .
-- بتحبيني .
ابتسمت وهزت راسها بالتاكيد .
--لا ، انا عايزه اسمعها .
همست بابتسامه .
-- بحبك قوي .
...........
ذهبت الي سيارتها بعدما خارت قواها وامتلات عيونها بالدموع هتفت بصوت مرتفع مليء بالجشه والحده .
-- خلاص ياصفاء الزفته دي استولت عليه ، انا شفتهم بعيني في قلب مكتبه ، وائل اللي كان مبسمحش بربع غلطه في الشغل بقي قاعد يحب ويدلع في قلب المستشفي ومش هامه حد .
-- معلشي ياحببتي ، اهدي وانسيه انتي الف مين يتمناكي يادره .
مسحت دموعها من علي وجنتيها هاتفه .
-- انساه .. واسيب كل حاجه تضيع من ايدي كده ، انتي اتجننتي .
-- في ايدك ايه تعمليه ، الموضوع كدا انتهي .
هتفت بتوعد واصرار وعين تشع منها النار .
-- لا في ايدي كتير قوي ، هدمرها ومش هسيبها بالساهل كدا هي تفرح وانا اللي اعيط ، لازم اندمها علي اليوم اللي اتولدت فيه وادمرها وادمر حياتها .
-- حببتي ،ا نا رايي الموضوع كده خلص وكفايه ان في حياه مريض في خطر وممكن يموت في اي لحظه بسبب تهورك .
-- هو انا جيباكي علشان تقطميني .
-- انا بنصحك يادره .
-- لا وفري نصيحتك انا مش جيباكي علشان تنصحيني .
-- اومال جيباني ليه .
-- جمال لازم يموت .
-- يموت ازاي ، انا مش فاهمه حاجه .
-- يموت ، ياخد حقنه ويموت وكده نور تروح في داهيه
-- انتي اتجننت يعني ربنا نجاه من الموت و انتي مصره تموتيه ، وبعدين حتي لو مات اوعي تفتكري ان وائل هيسيب نور بالسهوله دي .
-- مش لو كان وائل موجود اساسا .
-- يعني ايه وائل هيروح فين .
-- في الوقت اللي احنا هنخلص فيه علي جمال ، وائل هيعمل حادثه صغيره بعربيته ومش هيكون موجود مع نور اساسا لحد ماتدخل السجن وتتحاكم .
-- ايه اللي بتقوليه دا .
اردفت حديثها بعند .
-- هخلي حد من بتوع الامن يفك فرامل العربيه بتاعت وائل بحيث لما يسوقها يعمل حادثه ، في الوقت دا هبعت حد للعنايه يحط حقنه الديجوكسين في الجلوكوز فضربات قلبه تزيد و يموت .
تطلعت لها بدهشه وتعجب هاتفه .
-- انتي ازاي تفكري كده ، موضوع جمال و اللي عملتيه قلت علشان بتحبي وائل ، انما انتي كمان عايزه تقتلي وائل نفسه انتي اتجننتي فوقي هو انا قاعده مع زعيمه عصابه .
هتفت باستياء .
-- وائل خد كل حاجه مسبليش اي حاجه ، من اول بابا ما ساعده وهو لسه دكتور شغال عندنا لحد مابقي نصيبه في المستشفي اكبر من نصيب بابا نفسه ، ومش بس كده دا كمان اهاني قدام كل اللي في المستشفي من اول الدكاتره لحد العمال علشان خاطرها ، بحبه بقالي ٨ سنين وواقفه جمبه وبسانده وفي الاخر دمرني وكسرني
-- ده كله بمجهوده يادره ، ومش معنى انه حب واحده غيرك انك تفكري تقتليه ومتنسيش انه موعدكيش بحاجه علشان تستنيه ٨ سنين ، انتي اللي دمرتي نفسك مش هو ياما نصحتك انك تنسيه وتشوفي حياتك لكن مكنتيش بتسمعيلي ، انسي كل الجنان اللي قلتيه دا .
-- انتي مش فاهمه حاجه انا لو معملتش كده هخسر كل حاجه حبي وادارتي للمستشفى واحترام الناس ليا .
-- لا يادره انا مش معاكي في اللي بتقوليه ، ده جنان رسمي هتودي نفسك في داهيه .
هزت راسها نافيه .
-- هو ده اللي لازم يحصل ، انا مش هسيبهم يدمروني واقف اتفرج عليهم ، انا اللي هدمرهم واقف اتفرج عليهم .