CMP: AIE: رواية عروسي الصغيرة الفصل الاول والثاني بقلم سارة علي
أخر الاخبار

رواية عروسي الصغيرة الفصل الاول والثاني بقلم سارة علي


 
روايةعروسي الصغيرة

الفصل الاول والثاني

بقلم سارة علي




وقفت تتأمل كعب حذائها العالي بحيرة شديدة ... التفتت  ناحية صديقتها وقالت بجدية :



" هل حذائي جميل ...؟! أم اقوم بتغييره ...؟!" 

اجابتها صديقتها وهي تتمعن النظر في الحذاء الكريمي ذو التصميم الراقي :




" انه رائع يا شمس ... لكن كعبه عالي قليلا ..."

تنهدت شمس وهي تقول :




" اعلم ... لكنني احب الاحذية ذات الكعوب العالية ..." 

ثم اخذت تتمرن على السير به في انحاء الغرفة فهي بالرغم من حبها الشديد للاحذية ذات الكعوب العالية الا انها لا تجيد السير بها ..!




طرقات على باب غرفتها جعلتها تتوقف عن سيرها لتجد الخادمة تدلف الى الداخل وهي تهتف بها :




" انستي لقد جاء الضيوف وهم بانتظارك لعقد القران ..." 




توترت شمس لا اراديا ما ان سمعت ما قالته الخادمة ثم اتجهت ناحية صديقتها وكادت ان تقع لولا انها تماسكت في اخر لحظة ...




قالت وهي تجاهد للسيطرة على جسدها حتى لا تقع على وجهها :




" علا ... هل شكلي يبدو جميلا ...؟! هل ينقصني شيء ما ...؟!"

هزت علا رأسها نفيا واجابتها :




" كلا يا شمس ...لا ينقصك شيء ...تبدين رائعة ..."

اتجهت شمس هذه المرة ناحية المرأة ووقفت تتأمل فستانها الزهري القصير ذو الاكتاف العارية ... 




كان بسيطا وجميلا في ذات الوقت ...

ثم ما لبثت ان وضعت القليل من الحمرة على شفتيها ... 




اخذت نفسا عميقا ثم سارت خارج غرفتها متجهة الى الطابق السفلي حيث الجميع في انتظارها لعقد قرانها على ابن عمها ...

                             ....................

تم عقد القران بعد ان اعطت شمس موافقتها ...

لم يكن يوجد احد سوى والدها وعمها ورائد مع اثنين من اصدقاء والدها جاؤوا ليشهدوا على العقد ...

تنهدت شمس وهي تتطلع الى رائد بفضول شديد ...

كان يبدو وسيما ببنيته الضخمة الطويلة وملامح وجهه الخشنة ... يمتلك وقار ورزانة تليق بسنه ... شعرت شمس بالراحة ناحيته نوعا ما فهو يبدو هادئا حسن الطباع ...

ثم نهرت نفسها بقوة وهي تتذكر حديث والدتها التي كانت تخبرها دائما بألا تحكم على الناس وطباعهم دون قبل التعرف عليهم جيدا ...

نهضت شمس من مكانها ما ان وجدت الجميع ينهض من مكانه ثم اقترب منها والدها وقبلها من جبينها فأدمعت عيناها بقوة ...

اتجهت بعدها الى عمها الذي بارك لها قائلا :

" مبارك لك يا صغيرتي ..."

ثم طبع قبلة على جبينها فاجابته شمس بامتنان :

" اشكرك عمي ..."

وقفت بعدها تتطلع الى رائد الواقف بجانب عمها بحيرة شديدة فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل ...

انتشلها رائد من حيرتها واقترب منها ثم مسك كف يدها الناعم بيده الخشنة وما لبث ان طبع قبلة على جبينها هامسا لها بنبرة ودودة :

" مبارك يا شمس ..."

شعرت شمس بقشعريرة شديدة في جسدها من اثر قبلته لكنها تغاضت عنها وتراجعت الى الخلف شاكرة اياه بنبرة بالكاد تسمع ...

كانت تريد العودة الى غرفتها والانفراد قليلا بنفسها الا انها فوجئت برائد يقول موجها حديثه لها :

" شمس ... دعينا نتحدث قليلا لوحدنا ..." 

تقابلت نظراتها الحائرة مع نظرات والدها المشجعة لتومأ برأسها وهي تتحرك معه الى الحديقة الخارجية للفيلا بصمت ...

وقفت شمس في احد اركان الحديقة ووقف رائد بجانبها وقال بنبرة جادة :

" أنت تعرفين يا شمس بأن والدك سوف يسافر صباح الغد الى مدريد لتلقي العلاج ..."

اكتفت بإيماءة من رأسها دون رد بينما اردف رائد :

" وانت بالطبع سوف تأتين معي ...؟!" 

جحظت عيناها بقوة وهي تسأله :

" أاتي معك ...؟!! الى أين ...؟!" 

اجابها بهدوء :

" الى منزل والدي ... سوف تسكنين معي هناك ..."

" ولكن لما لا نسكن هنا ...؟! أليس هذا افضل لكلينا ...؟!" 

اجابها رائد :

" كلا ...انا لا استطيع ان اترك منزل والدي ... كما ان زوجتي نهى تعيش هناك ... فكيف أتركها وأاتي هنا...؟!"

زمت شمس شفتيها الصغيرتين بضيق وهي تتذكر امر زوجته الاولى ثم قالت بنبرة اقرب للبكاء :

" ولكن انا لا استطيع ترك منزلي ..."

تنهد رائد بتعب وقال بنبرة متأنية محاولا اقناعها :

" عزيزتي انت الان اصبحت زوجتي ويجب ان تسكني معي في نفس المنزل ..."

ثم استطرد قائلا :

" هناك سوف تعيشين معنا انا ووالدي ووالدتي ورنا ... اعدك بأنك لن تتضايقي ابدا ... وسوف تكونين سعيدة ومرتاحة للغاية ..."

مطت شمس شفتيها وقالت متسائلة بقلق حقيقي :

" وماذا عن زوجتك ..؟! كيف ستتقبل وجودي معها ...؟!" 

قال رائد بجدية:

" لا تقلقي بشأنها ...نهى عاقلة وهي سوف تتفهم كل هذا بالتأكيد ..."

هزت شمس رأسها بعدم اقتناع ثم قالت بقلة حيلة :

" حسنا موافقة ...."

تنهد رائد براحة ثم قال :

" هناك موضوع اخر يجب ان نتحدث به ...."

" ما هو ...؟!" 

سألته شمس بتوجس ليجيبها بنبرة هادئة لكنها جادة :

" شمس انت تعرفين بأنني رجل متزوج ... وفي الحقيقة انا اعشق زوجتي ..."

كظمت شمس غيظها من حديثه عن زوجته الاولى وعشقه لها في وقت كهذا وقالت بنفاذ صبر :

" اعلم ... ماذا بعد ...؟!" 

قال رائد بنبرة جدية :

" زواجنا سوف يكون على الورق فقط يا شمس ..."

رفعت شمس حاجبيها باندهاش وقالت بعدم فهم :

" كيف يعني ..؟! هل سنعيش مثل الاخوة ...؟!" 

" بالضبط ... هذا ما اردت قوله ..."

اشتعلت عيناها غضبا وقالت :

" لماذا تزوجتني اذا طالما انك لا تريدني...؟! وانا ...ماذا عني ...؟! مالذي يجبرني على زيجة كهذه ....؟!" 

قبض رائد على كتفيها بكفي يديه مثبتا اياها امامه ثم قال بنبرة حازمة :

" اسمعيني يا شمس ... انا افكر في مصلحتك اولا ...وافعل هذا من اجلك اولا ... انت ما زلت صغيرة على ان تتزوجي برجل في سني ... ومتزوج بغيرك ايضا ... لذا نحن سنعقد اتفاق صغير ... "

ثم اكمل بلهجة تحذيرية :

" اتفاق لا يعلم به احد غيرنا ..."

صمتت شمس بعدم اقتناع بينما اكمل رائد :

" سوف يكون زواجنا صوري ... على الورق فقط ... وسوف نعيش معا كأخوة ... حتى يأتي الوقت المناسب وتبلغين حينها سوف يصبح لك حق التصرف في املاكك ... تستطيعين بعدها طلب الطلاق واخذ حريتك كاملة ... والزواج من شاب في مثل سنك ... ولكن بكل الاحوال... سواء الان او فيما بعد ...سوف تجدينني دوما بجانبك ... اخ يحميك ويحافظ عليك ويقف بوجه كل من يحاول ايذائك ...فهمت ...؟!" 

اومأت شمس برأسها بتفهم ثم قالت بصوت مبحوح :

" فهمت ..."

ابتسم رائد براحة بينما قالت الشمس بحيرة :

" وماذا عن حفل الزفاف ...؟! متى سنقيمه ...؟!" 

اتسعت عينا رائد بصدمة ليقول بغباء :

" حفل زفاف من ...؟!" 

اجابته شمس ببراءة :

" حفل زفافنا ..."

رفع رائد بصره نحو السماء بقلة حيلة ثم اجاب :

" عزيزتي شمس ... هل ترين من اللائق ان نقيم حفل زفاف في اوضاع كهذه ...؟" 

قوست شمس شفتيها نحو الاسفل وقالت بنبرة شبه باكية:

" ما معنى هذا ...؟! هل سأتزوج بدون حفل زفاف ...؟! وماذا عن صديقاتي ...؟! انهم ينتظرون حفل زفافي بفارغ الصبر ..."

وضع رائد انامله بين خصلات شعره وقال وقد بدأ يفقد ما تبقى من صبره :

" عزيزتي والدك وضعه الصحي سيء ... وهو سوف يسافر غدا لتلقي العلاج ...والله وحده يعلم متى سيعود ..؟! حينما يعود سوف نفكر في هذا الامر ..."

رمته شمس بنظرات غير مقتنعة ثم قالت باستسلام :

" كما تشاء ... لكنك سوف تكسر بخاطري اذا لم تفعل لي ما اريده ... حفل زفاف فخم ادعو اليه كل اصدقائي واقاربي ... هذه ابسط حقوقي في زواجي الاول ..."

ثم تحركت مبتعدة من امامه تاركة اياها ينفخ بضيق شديد من هذا الوضع السيء الذي وضع به ...

                             ....................



" الصغيرة تريد حفل زفاف ايضا ... يا لها من حمقاء ..."

كانت نهى تتحدث بضيق وغيظ شديدين ليتنهد رائد وهو يقول :

" انا متعب للغاية يا نهى ... اريد النوم قليلا ..."




جلست نهى بجانبه وقالت بنبرة جدية :

" وماذا عن الشركة ...؟! متى سوف تمسك ادارتها ...؟!" 

اجابها رائد وهو ينهض من مكانه ويبدأ بفك ازرار قميصه :





" لقد اتفق عمي معي ان اتحدث مع نائبه السيد عماد وهو سوف يشرح لي كل شيء يخص الشركة وادارتها ..."

لمعت عينا نهى وهي تسأله مجددا :




" وماذا عن بقية الاملاك ...؟!" 




التفت رائد اليها بعدما خلع قميصه وقال بنبرة متضايقة :

" ماذا جرى لك يا نهى ...؟! لما انت مهتمة لهذه الدرجة باملاك عمي ...؟!" 





اجابته نهى بنبرة جادة :




" حبيبي ...انا افكر في مصلحتك ... انت يجب ان تستغل هذه الفرصة بافضل طريقة ممكنة ..."




" فرصة ...!! فرصة ماذا ...؟!"

سألها مصدوما مما تقوله لتجيبه :




" ما انت به الان هو اعظم فرصة قد تتوفر لك ... زواجك بتلك الصغيرة سوف يهيء لك ادارة املاك عمك وانت بامكانك الاستفادة من هذا وتحقيق ارباحك الخاصة ..."




انتفض رائد من مكانه قائلا بعصبية :




" هل جننت يا نهى ...؟! كيف تفكرين بي بهذه الطريقة...؟! املاك عمي هي امانة لدي حتى تكبرشمس وتستلمها بنفسها ..."




زفرت نهى انفاسها بضيق ثم نهضت من مكانها واقتربت منه واضعةكفي يديها على صدره قائلة :




" اعلم هذا حبيبي ...لكن ما المشكلة ان حققت ربح خاص بك وطورت من نفسك ... على الاقل سوف نوفر لنا حياة جيدة بدلا من حياتنا هذه .."




ابعد كفي يديها عن صدره بنفور وقال بضيق :




" اغلقي هذا الموضوع يا نهى ولا تتحدثي به مرة اخرى ... انا لم ولن افكر بهذه الطريقة ...هل فهمت ...؟!" 




هزت نهى رأسها على مضغ ليتحرك رائد مبتعدا عنها بينما جلست هي على السرير وقالت باصرار وطمع :



" سوف نرى كلمة من ستنفذ بالاخير ...؟! فانا ان اترك هذه الزيجة تمر دون ان استفيد منها جيدا


الفصل الثاني 



اوقف رائد سيارته امام منزله والتفت الى شمس القابعة بجانبه والتي اخذت تجفف دموعها فسألها بقلق :

" هل اصبحت افضل الان ...؟!




اومأت شمس برأسها دون ان ترد فقبض رائد على كف يدها بدعم حقيقي منه جعل شمس تتأمل كف يده الضخم وهو 



 يضم يدها فشعرت بالامان يغمرها لا اراديا وابتسمت ببعض الارتياح ...




" هيا بنا لندلف الى الداخل فالجميع بانتظارنا ..."

قالها وهو يحرر كف يدها من قبضته بينما ودت شمس لو يمسك يدها الى الابد ...




هبطت من السيارة وقد عاد الشعور بالخوف والقلق اليها ... 

لا تصدق انها تركت منزلها الامن وستعيش في منزل غريب عنها مع ناس لم تلتق بهم الا نادرا ...




عاد رائد ومسك يدها مرة اخرى وسار بها متجها الى داخل المنزل ...




استقبلها الجميع بحفاوة شديدة بدءا من عمها وزوجته ورنا اخت رائد الصغرى ...




جلس الجميع في صالة الجلوس وظلت شمس ملتصقة برائد مما استغربه الجميع فهي لم تلتق بها سوى مرتين ...!!!




في هذه الاثناء هبطت نهى من غرفتها لتتأملها شمس بتمعن ...لقد رأتها مسبقا حيث كانت جميلة للغاية خاصة بشعرها الاسود الطويل ...




وضعت شمس يدها على اطراف شعرها القصير لا اراديا وهي تتأمل شعر نهى الطويل جدا ...




القت نهى التحية عليهم ثم اقتربت من شمس وحيتها قائلة :

" اهلا حبيبتي ...أنرت المنزل بوجودك ..."




نقلت شمس بصرها بين الموجودين حيث بان التعجب على ملامحهم لتهز رأسها وتجيبها ببرود مقصود دون ان تنهض من مكانها :

" اهلا بك...".




تغاضت نهى عن برود شمس الواضح معها وجلست بجانب رائد من الجهة الاخرى واخذت تتحدث مع الموجودين بلباقة حسدتها شمس عليها ...





اخذ الجميع يتحدث في شتى المواضيع بينما شمس صامتة تراقبهم فقط وعيناها لا تترك رائد والتي لاحظت اندماجه



 الشديد مع نهى بشكل لن تصل هي اليه بالتاكيد ...

انتبه عمها لنظراتها التائه وصمتها المؤلم فسألها بنبرة حنون :

" شمس يا صغيرتي ...لماذا انت صامته ...؟! "




اجابته شمس وقد افاقت من افكارها اخيرا :

" ابدا يا عمي ...انا متعبة قليلا ..."



تطلعت اليها سميحة والدة رائد بنظرات يملؤها الحنان قبل ان تقول :





" ما رأيك ان تذهبي حبيبتي الى غرفتك لترتاحي هناك....؟"

" حسنا ..."




قالتها شمس وهي تنهض من مكانها ثم التفتت الى رائد تسأله :

" ألن تأتي معي ...؟!"



شعر رائد بالاحراج لااراديا من الموجودين وقبل ان يتحدث قالت نهى بابتسامة مفتعلة :

" بالطبع سياتي معك حبيبتي ... رائد اذهب مع الفتاة ولا تتركها لوحدها ... انها زوجتك الان ..."

وشددت على حروف كلماتها الاخيرة ليذهب رائد مع شمس الى غرفتهما ...

دلف الاثنان الى الداخل لتتأمل شمس الغرفة باعجاب شديد ...سألها رائد بدوره :

" هل اعجبتك الغرفة ...؟!"

اجابته وهي تتطلع الى تفاصيلها :

" إنها جميلة للغاية ...."

تحدث رائد بنبرة جادة :

" سوف أتركك تنامين هنا وتأخذين راحتك ..."

" إلى اين ...؟!" 

توقف رائد في مكانه وقال مجيبا اياها :

" الى غرفتي  ..."

عقدت شمس ذراعيها امام صدرها وقالت :

" تريد ان تتركني هنا لوحدي في اول يوم بعد زفافنا ... ماذا سيقول اهلك عني ...؟!"

اجابها بجدية :

" لن يقولوا شيئا فهم سيتفهمون وضعنا ..."

قوست فمها الى الاسفل وقالت ببكاء مصطنع :

" ولكنني اخاف النوم لوحدي ... فانا لست معتادة على شيء كهذا ..خصوصا وانني جديدة هنا واشعر بالوحدة ..."

تأملها رائد بشفقة ثم قال بسرعة :

" حسنا لا تبكي ....سوف اذهب لاجلب بيجامتي وأاتي لانام هنا معك ...."

" حقا ...؟!" 

قالتها شمس وهي تجفف دموعها بحركة مصطنعة ليبتسم رائد على مظهرها الطفولي ويقول :

" حقا ..." 

ثم تحرك خارج الغرفة تاركا اياها تبتسم براحة فهي قد نجحت في اولى مهماتها ...

                            .................

عاد رائد وهو يرتدي بيجامته ليجد الغرفة خالية لا يوجد بها احد ...

هم بالخروج منها بحثا عن شمس لكنها دخلت في نفس الوقت وهي ترتدي بيجامة مكونة من شورت قصير للغاية وتيشرت ذو حمالات رفيعة قصير هو الاخر ....

ابتلع رائد ريقه وسألها :

" أين كنت ...؟!" 

اجابته :

" كنت في المطبخ ...اتناول القليل من الماء ...لقد ارادت ماما سميحة ان تعد لي الطعام لكنني رفضت فانا لست جائعة ..."

هز رائد رأسه بتفهم ثم قال :

" اسمعيني يا شمس ...لا يجوز ان تخرجي من غرفتنا بهذه البيجامة ... انها قصيرة للغاية وبيتنا دائم الاكتظاظ بالضيوف ... قد يراك احد ما وانت هكذا ..."

مطت شمس شفتيها وقالت بلا مبالاة "

" حسنا كما تريد .."

ثم اتجهت ناحية السرير وتمددت عليه ليقف رائد يتابعها بصمت فسألته بسرعة :

" ألن تنام بجانبي ...."

" سأنام ..."

قالها رائد بنبرة خشنة وهو يتجه نحوها لينام في الطرف الاخير من السرير محاولا قدر الامكان الابتعاد عنها ...

الا انها رمت بجسدها بين احضان جسده بشكل صدمه بقوة وقالت وهي تبتسم بشقاوة :

" سوف انام بين احضانك االليلة كما اعتدت ان انام بين احضان والدي ..."

هز رائد رأسه دون ان يحرك جسده المتشنج بالكامل بين اغمضت شمس عينيها وهي تضع رأسها على صدره لتغرق في سبات عميق لم يذق رائد منه شيئا ...

                        .....................

استيقظت شمس في صباح اليوم التالي لتجد الفراش خاليا بجانبها ...

نهضت من فراشها واتجهت مسرعة خارج الغرفة لكنها تراجعت في اخر لحظة وقررت تغيير بيجامتها بعدما تذكرت حديث رائد معها في الامس ...


ارتدت شمس بنطال جينز ضيق مع تيشرت ذو حمالات عريضة لكنه قصير من الاسفل حيث يبرز الجانب السفلي من بطنها بسخاء  ...

خرجت من غرفتها واتجهت الى المطبخ لتجده خاليا ...

كادت ان تخرج من المطبخ بحثا عنهم الا ان نهى تقدمت الى الداخل وهي تقول بنبرة ودودة :

" صباح الخير يا عروس ..."

اجابتها شمس باقتضاب :

" صباح النور ...."

" هل انت جائعة ...؟! سوف اعد لك الفطور ...."

قالتها نهى وهي تتجه الى الثلاجة لتفتحها وتخرج منها بعض الأجبان والبيض ...

تقدمت شمس ناحيتها ووقفت بجانبها متسائلة بتردد :

" أين رائد ...؟!" 

اجابتها نهى وهي تخفق البيض :

" انه في عمله ...."

عادت شمس وسألتها :

" وأين الباقون ...؟!" 

اجابتها نهى بجدية :

" جميعهم في العمل ... ما عدا رنا غي جامعتها ...."

صمتت شمس ولم تعقب بينما اخذت نهى تكمل اعداد طعام الافطار حتى انتهت منه ...

تأملت شمس الطعام الذي اعدته نهى بتردد ...كان يبدو شهيا لكنها لم ترغب في ان تتناول شيئا من صنع يديها ...

" لا تقلقي... انه لذيذ..."

قالتها نهى التي بدأت في تناول الطعام لتقول شمس :

" نعم يبدو كذلك ولكنني لست جائعة ...." 

" لا تخجلي يا عزيزتي ... هذا اصبح منزلك ...وانا اصبحت بمثابة اخت لك ... هيا تعالي واجلسي بجانبي لنتناول فطورنا سويا ..."

لعقت شمس شفتيها فهي جائعة للغاية ثم اومأت برأسها وتقدمت ناحية نهى وبدأت تتناول طعامها بنهم شديد ...

توقفت نهى عن تناول الطعام وسألت شمس :

" اخبريني يا شمس ...هل اعجبك منزلنا المتواضع ...؟! وهل انت سعيدة هنا ...؟!"

اجابتها شمس بجدية :

" نعم اعجبني للغاية ... انه صغير نوعا ما لكنه جميل .."

ثم اردفت وهي تمط شفتيها بحزن شديد :

" لكنني لست سعيدة بالتأكيد وانا بعيدة عن منزلي ...!"

" لماذا تركت منزلك اذا ...؟!" 

سألتها نهى بفضول لتجيبها شمس :

" رائد من طلب مني هذا ... فهو لا يستطيع تركك لوحدك هنا ..."

رفعت نهى حاجبها وقالت بعدم تصديق :

" يعني هذه المشكلة ... ان رائد لا يستطيع تركي لوحدي هنا ..."

اومأت شمس برأسها وهي مستمرة في تناول طعامها بشهية مفتوحة لتقول نهى بسرعة :

" ولكن انا لا مانع لدي ... بامكانه ان يتركني هنا ..."

قالت شمس بجدية :

" ولكنه لن يقبل ... هو لا يريد ان ينقسم وجوده بين منزلين ...يفضل ان نعيش جميعنا في منزل واحد ...."

" انها مشكلة فعلا ..."

قالتها نهى بتفكير مصطنع لتهمس لها بعد فترة قصيرة :

" وجدتها ...."

سألتها شمس بعدم فهم :

" ماهي ...؟!" 

اجابتها نهى بجدية :

" هناك حل واحد لهذه المشكلة ... هو ان نسكن جميعنا في الفيلا ..."

" من تقصدين بجميعنا ...؟!"

اجابتها نهى :

" انا وانت ورائد ...حينها لن ينقسم رائد بيننا ..."

ثم اردفت بمكر :

" انا لا مانع لدي ... بالرغم من انني لا افضل ان اترك منزلي هنا ...ولكن من اجل راحتك سأفعل هذا ...."

تطلعت اليها شمس بحيرة لتردف نهى :

" ما رأيك ان تخبري رائد باقتراحي ....؟! لكن على لسانك انت ... يعني لا تقولي بأنني انا صاحبة الاقتراح... وهو حينما يسألني سأوافق ..."

" حسنا سأجرب ...."

قالتها شمس بايجاز واخذت رغما عنها تفكر فيما قالته نهى واقتراحها الغريب ...

                           ..................

" ماذا ...؟! تعيشان كأخوين ...؟!" 

قالتها علا صديقة شمس بعدم تصديق لتقول شمس بحنق :

" نعم ... يريد ان نعيش سويا كأخوة حتى اصل سن البلوغ فنتطلق بعدها ...."

صدح صوت علا عبر الهاتف قائلة :

" ولكن هذا ظلم لك ..."

اردفت شمس بملل :

" اعلم ... ولكن لا يوجد حل امامي سوى القبول ..."

" شمس لا تثيري جنوني ...اغريه ... افعلي اي شيء.."

" ماذا سأفعل مثلا ...؟!"

سألتها شمس بعدم فهم لتقول علا بجدية :

" اسمعيني عزيزتي ... انت ما زلت صغيرة ولا تفهمي في هذه الامور... لكنك الان اصبحت متزوجة ويجب ان تفهمي في هكذا امور جيدا ..."

" علا انا لا افهم اي شيء من كلامك ...ثانيا انا لست مستعجلة على الزواج كما تظنين ... انا فقط متضايقة لان ما قاله ازعجني بشدة ..."

" ولماذا ازعجك ..؟!" 

سألتها علا لتجيبها شمس بصراحة :

" لأنني شعرت بأنه يراني طفلة صغيرة ...طفلة لا تعجبه ولا ترضيه .."

" وهذا المطلوب .... ان ترضي رجولته ...."

" كيف ...؟! هيا اخبريني كيف ...؟!" 

صرخت شمس بنفاذ صبر لتجيبها علا بجدية :

" شمس اهدئي اولا ... ثانيا انا اشعر بتناقض في حديثك... فانت من جهة تريدين جذبه اليك  .. ومن جهة تقولين انا لست مستعجلة على الزواج ... والاسوأ من هذا كله ان كلانا لا يمتلك معلومات كافية عن الزواج وما يحدث فيه ...."

ابتلعت شمس ريقها واجابت ببراءة :

" نعم انا لا اعلم شيئا عنه سوى القبلات التي اراها بالافلام ...."

" لهذا يجب ان نعلم ونفهم ...حتى تستطيعن جذبه اليك ...وتجعلين زواجك حقيقيا ... هذا اذا كنتي ترغبين بهذا ..."

" ارغب بشدة ولكن كيف ..."

سألتها شمس بلهفة لتجيبها علا:

" اسمعيني جيدا وسوف اخبرك بكل شيء ...."

                    الفصل الثالث من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-