رواية عشق لم يسطو بعد الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم زكية محمد


رواية عشق لم يسطو بعد

 الفصل الثالث والعشرون

والرابع والعشرون

بقلم زكية محمد

حفرة عميقة يظهر هو عندها تسحبه للعمق وهو ينظر لها 


صارخا باسمها طالبا النجدة ولكنها لم تأتي فسحبته تلك 



الهاوية للأسفل فأخذت تصرخ بإسمه عاليا :- فاااااارس.


كانت تنام إلي جوارها بعمق وفجأة إستيقظت فزعة علي إثر 


صراخها العالي والتي كانت تهتف فيه بإسمه، فجلست نصف جلسة تهزها برفق قائلة:- بسم الله الرحمن الرحيم قومي يا بنتي دا كابوس اسم الله عليكي.


فتحت عينيها علي إثر الهزة التي أعادتها للواقع وما إن فتحتها وأخذت تتأمل أين هي فنهضت بسرعة وهي تهتف بخوف:- انا فين؟ وانتي مين؟ أنا. ...أنا عاوزة أمشي.


هتفت بحنان :- حاضر يا حبيبتي اللي إنتي عاوزاه هنعملهولك اطمني انتي بخير هنا. هو انتي مش فاكرة أي حاجة خالص قبل ما تيجي هنا؟


إرتجفت بشدة علي إثر تذكرها لما كاد ان يحدث منها منذ ساعات لولا عناية الله وذلك الشاب الذي قام بإنقاذها.


هتفت بهدوء:- هو أنا فين؟ ومين جابني هنا؟


أردفت بإبتسامة حنونة:- إنتي هنا في بيت الشاب اللي أنقذك من شوية المقاطيع اللي اتعرضولك في الطريق وانتي غبتي عن الدنيا وابني الله يستره جابك معاه لحد هنا وجابلك دكتورة وكشفت عليكي و. ....يعني. ..أااا. ...


صمتت قليلا لظنها السئ بها بينما أردفت هي بقلق :- قالت إيه الدكتورة لما كشفت عليا؟


هتفت بحذر وهي تراقب تعابير وجهها :- قالت إنك. .....إنك حامل .وأغمي عليكي من كتر المجهود الزيادة وقالت لازم ترتاحي .


وضعت يدها علي بطنها بصدمة وهي لا تصدق إنها تحمل نطفة منه في أحشائها فهتفت بدموع :- بتقولي ايه حامل؟ بتتكلمي جد؟

مصمصت شفتيها بعدم رضا قائلة بسخرية:- ايوة يا عين أمك بتكلم بجد إتصلي قوام بأبو الواد علشان يصلح غلطته قوام قبل ما كل حاجة تتكشف.


قطبت حاجبيها بتعجب من حديثها وما إن أدركته هتفت بسرعة :- لا والله أبدا يا طنط أنا متجوزة.


هتفت بسخرية:- طنط! اسمها خالتي يا روح طنط. وعموما لما انتي متجوزة فين المحروس علي عينه وسايبك في الظروف دي لوحدك.


لمعت الدموع في عينيها سريعا قائلة بوجع:- أنا اللي سبته وبعدت يا طنط أنا خلاص مبقتش عاوزاه.


هتفت بعتاب وقد قامت بدور المصلحة الإجتماعية :- لا يا بنتي ميصحش الكلام دة دا مش كلام ناس عاقلة متخليش الشيطان يدخل بينكم.


هتفت بمرار :- بس هو وصلني لكدة دا مخلاش حاجة إلا وعملها في حقي جه عليا أوي وبتقوليلي ارجعله لا مش عاوزة ارجعله.


هتفت بتهكم:- مش بردو اسمه فارس.


هتفت بدهشة :- أيوة هو إنتي عرفتي منين؟


أردفت بسخرية :- أبدا اصلك وانتي نايمة كنتي بتصرخي بإسمه.


أشاحت بنظرها بعيدا قائلة بتلعثم:- أااا مممم. ..


قاطعتها قائلة بهدوء :- خلاص فهمت متمأمأيش المهم بقي إنتي منين علشان نوصلك لأهلك؟


أردفت بخفوت:- مش عاوزة ارجع علي الأقل دلوقتي واسفة لو تقلت علي حضرتك انا همشي بس يعني ممكن تقوليلي لو تعرفيلك ثقة فاضية أقعد فيها.


نظرت لها بريبة قائلة :-بصي يا بنتي ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة لازم أأمنلك الأول قبل ما اتصرف أي تصرف نحيتك وإلا كدة هنبلغ البوليس


هتفت بسرعة:- لا وحياة ابنك لا انا مش كدة انا هحكيلك كل حاجة بس أرجوكي ما تضغطيش عليا في قراري اللي اخدته لاني مش هتراجع عنه أبدا .


أومأت لها بموافقة ثم قصت عليها كل شئ بداية من مخططها حتي ما فعلته إلي الآن وبعد أن إنتهت هتفت زينب بإستنكار :- لا لا معلش ملكيش حق أبدا في اللي عملتيه بقي يا هبلة ترخصي كرامتك علشان الحب قطعته وقطعت سيرته، إنتي هبلة يا بت! ومكفاكيش اللي عملتيه في أهلك اولاني جاية تكملي عليهم حرام عليكي.


هتفت بدموع:- حرام عليكوا انتوا ليه أنا دايما اللي أطلع غلطانة في كل مرة وهو الملاك اللي مبيغلطش.


هتفت بتروي:- انا مبتكلمش عنه أنا بتكلم علي أهلك اللي بتبهدليهم معاكي بصراحة إنتي غلطانة أوي في الحتة دي كان الله في عونهم. (بقلم زكية محمد )ماشي قولي لأهلك واجهيهم مش تنسحبي كدة من غير ما تديهم خبر.


هتفت بحرج:- ما أنا سيبت ليهم جواب.


مطت شفتيها بسخرية قائلة :- يا فرحتي بالجواب يا بت إنتي بتعصبيني .بصي يا بنت الناس الحل إنك تعمليه دلوقتي هو إنك ترجعي لأهلك .


هتفت بدموع :- لو سمحتي أنا حكيتلك علشان تساعديني إني الاقي سكن أما بالنسبة لقراري فأنا حرة فيه.


هزت رأسها بإستسلام قائلة:- علي راحتك انا مليش دعوة اعملي ما بدالك.


أردفت بحذر:- طيب وحضرتك هتساعديني الاقي مكان أقعد فيه؟


أردفت بعتاب:- ودة كلام بردو أخص عليكي يعني إنتي أمنتيني علي سرك وأنا هسيبك كدة. خليكي معانا هنا يا بنتي أهو تونسينا.


أردفت بسرعة:- لا حضرتك شكرآ بس أصل ابنك وانا مش. ...مش هينفع يعني وكدة.


أردفت بتفهم:- متشغليش بالك يا بابني هيبقى يقعد في شقتنا التانية اللي قصادنا.


أردفت بهدوء :- طيب ما انا ممكن أقعد فيها .


هتفت بضيق:- يعني نسيبك لوحدك وانتي حامل ودي تيجي.


هتفت بحرج:- انا مش عاوزة ابقي تقيلة عليكم وكمان مش هتاخدو راحتكم بسببي.


هتفت بهدوء:- لما نيجي نشتكيلك يبقي يحلها حلال.


هتفت بإستسلام :- ماشي حضرتك بس بشرط.


هتفت بريبة:- وإيه هو الشرط دة؟


هتفت بحذر:- انا. ....أنا هدفع معاكو في مصاريف البيت يعني انا هشيل مسؤوليتي أنا وابني.


أردفت بضيق :- بقولك ايه شكلك عاوزة إصطباحة حلوة زي البت هدي.


هتفت بتعجب:- يعني ايه إصطباحة دي؟


هتفت قائلة بضحك:- اه نسيت معلش هتتعبي شوية لحد ما تاخدي علي عيشتنا، هقوم بقي احضرلك الفطار علشان تفطري معانا علي ما أروح اصحي محمد للورشة بتاعته والبت هدي مقصوفة الرقبة دي.


هتفت بتعجب:- هو إنتي عندك بنت!


هزت رأسها بنعم قائلة:- أيوة يا بنتي في آخر سنة في الجامعة ومعاها النهاردة آخر مادة أما محمد ابني خريج هندسة ميكانيكية بس الدنيا ملطشة   بيه يا حبة عيني بس الحمد لله فاتحله ورشة بيسترزق منها وأهي الحمد لله ماشية، وهعتبرك إنتي بنتي كمان.


إبتسمت لها بإمتنان قائلة:- شكرا لحضرتك يا طنط قصدي يا خالتو.


هتفت بهدوء وهي تغادر الغرفة:- هقوم أنا واناديلك البت هدي.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في المستشفي العسكري كان يصرخ بجنون مطالبا بتلك الجرعة التي سممت جسده وهو يتلوي ألما فقاموا بتكتيفه واعطوه الدواء المضاد لذلك السم وبعد دقائ راح في سبات عميق.


دلفت والدته برفقة مراد بعد أن صرح لهم بالدخول ما إن رأته شهقت بفزع ووضعت يدها علي فمها من هيئة ابنها المشعسة.


هطلت دموعها بغزارة علي حاله بينما هتف مراد بحزن :- لمار امسكي نفسك أنا شرحتلك حالته هتكون إزاي علشان متعمليش كدة.


أردفت بدموع:- بس متوقعتش أبدا إنه يكون كدة يا حبيبي يا ابني، منهم لله منهم لله حسبي الله ونعم الوكيل.


قالت ذلك ثم جلست الي جواره وأخذت تمسد علي شعره بحنان وتقبل جبينه بأسي ودموعها تنزل بغزارة.


جلس هو علي المقعد المجاور ثم تنهد بعمق مفكرا فيما سيقول له إن إستيقظ وسأل عن تلك الغبية التي رحلت.


دلف الطبيب فنهض مراد يسأله بلهفة :- أخباره إيه دلوقتي يا دكتور؟


هتف الطبيب بعملية:- إحنا لسة في بداية العلاج وبنقول يا هادي والمخدر اللي واخده فترة علاجه طويلة وإحنا بنعمل اللازم.


هتف بهدوء:- طيب العلاج هياخد قد إيه تقريبا؟


هتف بعملية:- من تلات لست شهور علي حسب نسبة المخدر اللي دخلت جسمه .


هتف بتنهيدة:- إن شاء الله شكرآ يا دكتور.


بعدما قام الطبيب بفحصه أبلغهم بحالته ورحل.

وبعدها بفترة رحلوا بعد إنتهاء موعد الزيارة ورحلت هي بقلب مفطور علي فلذة كبدها.


بلغ الغضب منه منتهاه فبعد أن أوصل لمار توجه إلي المخزن ودلف فوجد حالتهم يرثي لها.

إقترب منهم وهتف بنبرة متشفية :- يارب تكونوا إتبسطوا بالقعدة هنا.


هتفت بوهن وهي تضع يدها علي بطنها :- حرام عليك ابني هيروح مني.


أردف بتهكم:- مش دة اللي كنتي هتلبسيه لابني بردو يا شوية اوساخ.


هتفت بوهن:- حرمت خلاص.


صاح بغضب :- بعد ايه؟ بعد إيه ها؟ والله ما هرحمكم إلا وأنا موصل حبل المشنقة حولين رقابكم.

وانت يا نجس يا ديوث في راجل يرضي باللي بتعمله دة! بس وربي ما هرحمكم هسيبكم هنا يومين تلاتة تقولوا حقي برقبتي وبعدين هتروحوا    القسم تعترفوا بكل اللي عملتوه وتبرأوا ابني وإزاي وزيتوا الناس دي علي ابني ولو معترفتوش عادي سيان بالنسبالي التسجيلات تسد بردو يعني هتروحوا في داهية هتروحوا.


صمت قليلا حينما رأي الذعر مرسوم علي قسماتهم فهتف بإنتصار:- علشان بس تعرفوا انتوا بتلعبوا مع مين سلام يا. ...يا قطاقيط.

قال ذلك ثم رحل مسرعا وهو ينوي علي الشر.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


كانت تجلس علي طاولة الطعام إلي جوار حمزة الذي كان يطعمها بحنان فبسبب إصابة يدها لا تستطيع تحريكها.


أردفت ندي بمرح:- ايوة مين قدك يا هموسة بيعاملوكي معاملة الملكات.


ضحكت بخفوت لها بينما أردف حمزة بمرح :- يا سلام يا مرات عمي يعني هما الملكات احسن منها في ايه؟ همس ست الملكات كلهم.


أردف سليم الكبير بغيظ:- أيوة يا أخويا كل بعقلها حلاوة كل.


أردف بضيق:- يا بابا إنت ليه قارش ملحتي واحد وبيدلع أخته فيها حاجة دي؟


أردف بغيظ:- لا مفهاش حاجة يا أخويا مفهاش.


أردف مصطفى بضحك :- إيه يا سليم ما تخف شوية علي الواد دا ابنك علي فكرة.


أردف حمزة بغيظ:- قوله يا عمي قوله.


ضحك الجميع عليهم وصمتوا فجأة حينما نزل سليم من الأعلي بوجه عابس ثم   هتف تحية الصباح بإقتضاب ثم هتف دون أن ينظر ناحيتهم :- يوسف يلا علشان منتأخرش .


نهض وهو يلوك الطعام ويلملم الأوراق التي إلي جواره، فهو أول يوم له بالعمل ويريد أن يثبت كفاءته :- حاضر يا سليم وراك أهو.


قال ذلك ثم خرج خلفه بخطوات سريعة حتي يلحق به. بينما تنهد الجميع خلف رحيله بعمق وكلا منهم لا يدري إلي متي ستستمر وصلة العذاب هذه لكليهما.


نظرت للطبق الموضوع أمامها بحزن وهي تفكر فيما آلت إليه الظروف وتساءلت لما لا تنهي ذلك وتفتح معه صفحة جديدة ولكن سرعان ما نهرها عقلها بأن لا تستسلم باكرا فلقد أخطئ في حقها الكثير فليذق مما أذاقها ويشرب من نفس الكأس الذي كان يشربه إياها سابقا.

بينما نظرت والدته في اثره بحزن ودعت الله بداخلها أن يصلح أمورهم.

نهض البقية ولحقوا به إلي مقر عملهم بينما مكثت النساء سويا.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


أتت إلي المطبخ لتنهي عملها باكرا فاليوم موعد ذهاب والدتها الي الطبيب لمتابعة الجلسات الطبيعية التي يقوم بها الطبيب لها.


إرتدي ملابسه واستعد ليذهب لعمله وتوجه

ليعد له كوب من القهوة فتفاجئ بوجودها فحمحم بهدوء فشهقت بعنف إثر دلوفه   المفاجئ فإعتصرت عينيها بقوة وغيظ وهي تسبه بداخلها فهو لن يتوقف أبدا عن هذا.


تجاهلته واستمرت فيما تفعله بينما هتف هو بصوت اجش:- صباح الخير.


ردت التحية بإقتضاب :- صباح الخير.


أردف بتعجب:- ايه اللي مصحيكي بدري؟


أردفت بضيق:- نفس اللي مصحيك بدري.


أردف بغيظ:- ايوة يعني أفهم انك رايحة الشغل!


هتفت بغيظ:- رايحة مع امي عند الدكتور النهاردة معاد الجلسة الطبيعية بتاعتها.


هز رأسه بتفهم قائلا :- اه ماشي طيب ممكن تعمليلي قهوة قبل ما امشي .


هتفت بهدوء:- ماشي بس بعد ما تفطر كدة غلط علي صحتك يا حضرة الظابط.


هتف بمشاكسة:- ايه خايفة عليا ؟


أردفت بغيظ:- ان شاء الله عنك ما طفحت أنا غلطانة.


أردف وهو يجز علي أسنانه بعنف:- لسانك ما شاء الله عليه ميرتاحش إلا لما يرمي دبش، حاضر يا ستي اعمليلي فطار وبعدين قهوة بس بسرعة علشان ورايا شغل كتير. ..


قال ذلك ثم جلس علي الطاولة الموجودة في المطبخ ثم أخرج هاتفه وأخذ يتفحصه قليلا ريثما تنتهي.

بينما توجهت للبراد وأخرجت له بعضا من أنواع الجبن والمربي والخبز ثم وضعتها أمامه فشرع هو بتناول الطعام بهدوء ثم توجهت لتعد له القهوة.


بعد دقائق أعدتها له فاخذ يرتشفها بهدوء ،اما هي شعرت بالتوتر الشديد من طول مدة بقائه (بقلم زكية محمد )معها هكذا فجعلها تشعر بأنها معراة أمامه فتوردت وجنتيها قليلا وهتفت بحدة :- ما تقوم تروح شغلك هتفضل قاعدلي هنا كتير؟


أردف ببرود:- والله أنا قاعد في بيتنا ثانيا براحتي.


إستدارت وهي تعض علي شفتيها غيظا وراحت تلهي نفسها في العمل بتوتر.

أما هو نهض بتمهل بعد أن انتهي من إرتشاف القهوة ثم هتف بهدوء:- ميرسي جدآ علي الفطور الجميل دة يا سنفورة.


قال ذلك ثم رحل وعلي شفتيه إبتسامة واسعة بينما أردفت هي خلفه بغيظ:- أنا سنفورة يا شرشبيل ماشي.


بعد ساعات قليلة أنهت عملها بالمطبخ فتوجهت للملحق وغيرت ثيابها وجهزت والدتها ثم خرجت بها فقابلتهم سجود قائلة :- إيه رايحين عند الدكتور النهاردة؟


هتفت بإبتسامة :- اه يا عمتي النهاردة معاد الجلسة.


نظرت سجود لآية قائلة :- ربنا يتمم شفاكي علي خير إن شاء الله يا حبيبتي.


إبتسمت لها بإمتنان بينما أردفت سجود بهدوء:- طيب خليكي يا شجن استني زياد يروح معاكم.


هتفت بهدوء:- لا يا عمتي ملوش داعي كفاية السواق اللي هياخدنا معاه ويجيبنا.


هتفت بهدوء:- ماشي يا شجن خلصوا وطمنوني علطول.


هزت رأسها بموافقة قائلة :- حاضر يا عمتي بعد إذنك.


تنحت جانبا قائلة :- إتفضلي يا حبيبتي. ربنا معاكو.


سارت بوالدتها نحو السيارة وأدخلتها بمساعدة السائق ثم إنطلق بهم نحو المشفي.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


كانت تجلس إلي جوار هدي والسيدة زينب ببعض الحرج فهي لم تعتاد عليهم بعد.


أخذت هدي تثرثر معها وتحكي لها عن مغامراتها مع صديقاتها.


أردفت زينب بضيق وغيظ:- يا بت اكتمي شوية صدعتي البنية مش قدك هي.


أردفت بتذمر :- الله يا أما يعني اسكت مش بلاغي الضيقة. قوليلي يا حبيبة إنتي متضايقة مني لو كدة اسكت.


هتفت بهدوء:- لا أبدا مفيش مشكلة دي عسولة خالص.


هتفت بمرح :- والله ما في حد عسل غيرك يخربيت كدة . يا بت هدوئك دة بيستفزني وغايظني ما تتكلمي كدة وتتلحلحي أومال.


أردفت بدهشة :- ات. ....إيه؟


هتفت بضجر:- لا بقولك ايه انسي خالص جو مامي وبابي دة. إنتي هنا في منطقة شعبية وكلها ناس بسطة.


إحمرت وجنتيها خجلا قائلة بحرج:- أااا معلش هبقي اتعود مع الوقت.


أردفت زينب بحدة :- يا بت اسكتي واختشي علي دمك دة كلام بردو.


ثم نظرت لحبيبة قائلة بحرج:- معلش يا بنتي امسحيها فيا انا.


أردفت بخفوت:- لا عادي يا خالتو مفيش مشكلة.


هتفت هدي بضحك:- دي عليها واحدة خالتو توقع اجدعها راجل في الحارة ابقي خبيها كويس يا أما وخافي عليها .الا صحيح يا أما هنقول لأهل الحارة لما يشفوها؟


هتفت بهدوء:- اللي يسأل هنقوله دي بنت أختي اللي قاعدة في السعودية وكدة كدة محدش شافها فهتمشي الكذبة.


هتفت بإنتباه :- بس لازم حبيبة تكون بتتكلم سعودي كويس علشان الكدبة تمشي. أنا من رأيي قوليلهم إنها بنت اخوكي اللي ساكن في الجيزة.


هزت رأسها بتفهم قائلة :- اه ماشي فكرة بردو هبقي أكلم محمد في الموضوع دة لو حد سأله.


هزوا رأسهم بموافقة وسرعان ما سمعوا طرقات علي الباب فنهضت زينب لتري من الطارق ، وما إن فتحت الباب وجدت جارتها السمجة عنايات التي هتفت بإبتسامة واسعة:- إزيك يا حبيبتي عاملين إيه؟


هتفت بهدوء:- الحمد لله يا ام سعد تسلمي وانتوا أخباركم ايه؟


هتفت بإبتسامة :- بخير يا حبيبتي إيه يا زينب هنتكلم علي الباب كتير مفيش إتفضلي ولا إيه؟


جزت علي أسنانها بعنف فهي تعلم سبب مجيئها جيدا فهتفت بغيظ مكتوم:- لا إتفضلي يا حبيبتي.


دلفت وهي تتطلع يمينا ويسارا لتتأكد مما سمعته، فهتفت زينب بغيظ عندما وجدتها علي تلك الحالة :- بتدوري علي حاجة يا ام سعد؟


هتفت بنفي :- أبدا يا حبيبتي. ثم إسترقت السمع فهتفت بتدخل وتعجب:- صوت مين اللي مع البت هدي؟


اردفت بضيق:- فين الصوت دة بس؟


تقدمت هي ناحيتهم بتطفل وما إن وقع بصرها عليها هتفت بعتاب:- الله إنتي عندك ضيوف يا زينب طيب مش تقولي نرحب بيها.


قالت ذلك ثم توجهت ناحيتها وسحبتها وإحتضنتها معتصرة إياها بشدة فأنت الأخري بخفوت والصدمة علي وجهها وذادت حينما أمطرت عليها بوابل من القبلات في وجنتيها ترحب بها بحرارة قائلة :- أهلا وسهلا بيكي يا بنتي نورتي الحارة نورت بيكي.


تدخلت هدي بضيق ثم قامت بسحب تلك المسكينة التي كادت أن تختنق وهتفت بغيظ:- كفاية سلامات يا أم سعد البت هتفطس.


هتفت بإمتعاض:- مش برحب بيها دة جزاتي يعني.


هتفت بضيق:- لا كتر خيرك يا أم سعد.


أردفت بفضول وهي تتفحصها بدقة :- ألا قوليلي يا زينب مين المحروسة؟


هتفت بضيق:- دي بنت أخويا محمود وهتقعد عندنا شوية لحد ما جوزها يرجع من السعودية.


هتفت من بين أسنانها :- سعودية! قولتيلي ما هو العز باين عليها.


هتفت هدي بخفوت:- الله أكبر عليكي وليه نحس.


ثم هتفت بصوت عال وهي تجز علي أسنانها :- معلش يا خالتي هندخل جوة علشان تقعدي علي راحتك مع امي.


أردفت بنفي:- جرا إيه يا هدي هي إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة ولا إيه يا دلعدي هو أنا هاكلها ولا هاكلها.


أردفت بغيظ:- معلش يا أم سعد أصلها تعبانة وعاوزه ترتاح.


هتفت بإستنكار :- تعبانة فين يا أختي ما هي واقفة زي الحصان أهي ولا انا هحسدها يعني.


هتفت بضيق وخفوت:- ربنا يستر علي البنت.

ثم أضافت بصوت مسموع :- لا ما هي دايخة شوية يلا يا حبيبة يلا.


انصاعت لها فإلتفت لتغادر فإصتدم قدمها بالطاولة بقوة فتأوهت بألم فهتفت هدي وهي تسندها للداخل:- ألف سلامة عليكي يا حبيبتي الحمد لله قدر ولطف.


دلفت معها لغرفتها ثم جلست علي الفراش وأخذت تدلك قدمها بينما هتفت هدي بغيظ:   - الله أكبر في عينها ولية حسودة صحيح. معلش يا حبيبة بس بقولك إيه لما الولية دي تيجي تاني عندنا تتحبسي هنا ومتطلعيش.


هتفت بهدوء:- ليه هي ذنبها إيه؟ دا قضاء وقدر.


هتفت بإمتعاض :- ونعم بالله بس إنتي متعرفيهاش قدي. المهم بقي سيبك منها وخلينا في المهم. هكملك مغامراتي المجنونة.


ضحكت بخفوت وقد أستطاعت تلك الفتاة أن تخرجها مما هي فيه.


بالخارج هتفت عنايات بفضول:- بس يا اختي مقلتيش قبل كدة إن ليكي بنات أخ وفجأة كدة بقيتوا حبايب مش دة اللي راميكي ومبيسألش فيكي.


هتفت بغيظ:- ربنا هداه يا ام سعد هنقول لا.


مطت شفتيها قائلة:- لا يا اختي مش هقول لا هو أنا هكرهلك يعني بس بقولك إيه ما تكلمي المحروس علي عينه جوزها دة يشوف لسعد شغلانة معاه هناك في السعودية. زي ما انتي عارفة الواد قاعد لا شغلة ولا مشغلة.


هتفت بضيق:- إن شاء الله هبقي أقله يا أم سعد.


هتفت بفرح:- ربنا يسعدك يا أختي هبقي أطل عليكي مرة تاني واشوفك عملتي إيه؟ بالاذن.


هتفت من تحت ضروسها :- ما تقعدي شوية.


هتفت بنفي :- لا مرة تانية يا أم محمد فوتك بعافية.


قالت ذلك ثم غادرت فتنهدت زينب براحة فور رحيلها قائلة:- الحمد لله هم وإنزاح.


توجهت لغرفة هدي فوجدتهن بالداخل فهتفت هدي بلهفة:- ها يا أما مشيت.


أومأت بهدوء قائلة:- اه مشيت. تنهدت براحة قائلة:- الحمد لله غمة وإنزاحت يا باي عليها ولية حشرية.


أردفت بضيق :- عيب يا هدي وقومي معايا خلي حبيبة ترتاح.


هتفت بنفي:- لا يا أما انا عاوزة أقعد معاها لسة مخلصناش كلام.


هتفت بغيظ مكتوم:- بقولك قومي وبلاش لكاعة.


نهضت بتذمر قائلة :- حاضر يا أما حاضر أديني قايمة أهو.


نهضت وغادرت الغرفة بينما هتفت زينب بهدوء:- خدي راحتك يا حبيبتي أنا جبتلك حاجتك هنا علشان تقعدي مع هدي


هتفت بحرج :- شكرآ يا طنط مش عارفة اقولك إيه؟


أردفت بهدوء:- متقوليش حاجة أنا هروح أشوف شغل البيت وانتي ارتاحي.


هتفت بسرعة :- انا ممكن أساعدكم.


هتفت بصرامة:- حبيبتي إنتي ناسية اللي في بطنك ولا إيه؟ الدكتورة قالت لازم ترتاحي وتقللي من حركتك علي ما الحمل يثبت. ارتاحي ارتاحي وبلاش حساسية زايدة.


قالت ذلك ثم تركت الغرفة فتمددت الاخري بحذر علي الفراش ثم حررت حجابها وما إن   تذكرت فداحة ما فعلته أغرورقت عيناها بالدموع قائلة:- انا آسفة سامحوني بس غصب عني والله. محتاجة أبعد يمكن البعد ينسيني وارجع زي الأول.


إعتصرت عينيها بعنف وراحت تتذكر ما فعلته وكيف تم المجئ بها إلي هنا.


( عودة للخلف بساعات )


إستيقظت عند صلاة الفجر ونهضت بخفة حتي لا يشعر بها ثم توجهت للحمام واغتسلت وتوضأت وخرجت تؤدي صلاتها وبعد ان إنتهت إرتدت ملابسها إستعدادا للخروج ثم إلتقطت حقيبتها الصغيرة التي أعدتها من قبل ثم نظرت له مطولا ودموعها فقط من تتحدث وكاد أن يخونها قلبها إلا إنها إستعادت نفسها فسرعان ما إستدارت وغادرت الغرفة بهدوء.


نزلت للأسفل ثم توجهت للمطبخ فوجدت سعاد متيقظة فإقتربت منها وألقت عليها تحية الصباح ثم أخرجت مظروفا واعطته لها قائلة بترجي وتحذير:- أدي الورقة دي لخالو بالليل أوعي تنسي وإياكي تجيبي سيرتي أرجوكي إنك شوفتيني لحد بالليل فاهمة؟


هزت رأسها بموافقة قائلة :-فاهمة يا بنتي.


هتفت بإبتسامة باهتة :- ماشي سلام أشوف وشك بخير .


قالت ذلك ثم خرجت بهدوء ثم قامت بفتح البوابة بنفسها ببطئ حتي لا يشعر بها أحد حتي خرجت ثم رحلت بخطي مسرعة ضائعة وهي لا تعرف إلي أين تذهب ؟ وكل ما تشعر به أن جروحها تنزف بغزارة دون توقف.


بدأ النهار يشق طريقه في جسور الليل فإنتظرت قليلا حتي يمر بعض سيارت الأجرة فإستقلت إحداها وطلبت منه أن يوصلها إلي حدائق القبة وهي لا تعرف من أين أتت بذلك العنوان فكل ما يشغلها هو أن تبتعد عن هنا قدر المستطاع.


بعد وقت وصل بها إلي هناك فأعطته النقود وترجلت من السيارة ثم حملت حقيبتها وأخذت تنظر من هنا وهناك وهي تفكر إلي أين ستذهب.


صدر صوت من معدتها تطالبها بحصة سخية من الطعام فهي لم تأكل البارحة شئ.

نظرت أمامها فوجدت مطعما مفتوحا فتوجهت ناحيته بخطي بطيئة.


دلفت وجلست علي إحدي الطاولات بهدوء ثم طلبت بعض الطعام الذي ما إن قدم لها أخذت تتناوله بدون شهية ولكنها اجبرت نفسها علي تناول بعض اللقيمات حتي تستطيع أن تواصل رحلتها التي لا تعلم لها وجهة معينة.


بعد أن إنتهت خرجت وأخذت تسير في الطرقات بشرود وهي لا تعلم إلي أين تذهب فقط تسير وهي تشعر وكأنها طفلة صغيرة فقدت والديها في الزحام وعندما تتعب

تجلس تستريح وتتابع حتي حل عليها الليل فبدأت تشعر بالذعر الشديد فهي لا تعلم أين تتواجد في الأساس.(بقلم زكية محمد )

قبضت علي حقيبتها ودلفت لذلك الزقاق الشعبي وأخذت تسير بخوف شديد وهي تردد بعض آيات الذكر الحكيم.


صرخت فجأة حينما ظهر أمامها شابين يقفان بشكل غير مستقيم ويتمايلون في مشيتهم.


أخذت تتراجع بخوف بينما هم يتقدموا وعلي وجوههم الخبث والمكر.


هتف أحدهم بسكر:- رايحة فين يا مزة؟


شعرت وكأنما فقدت النطق فأخذت تهز رأسها بعنف ودموعها تتساقط بغزارة.


بينما هتف الآخر :- دا بينلها هتبقي ليلة صباحي مع لهطة القشطة دي.


قال ذلك ثم جذبها من زراعها ناحيته فصرخت بخوف فهتف:- خلينا لذاذ مع بعضينا بدل ما نستعمل العنف يا حلوة.


هتف الأول :- طيب اكتم نفسها بسرعة وخلينا نتاوي بيها في أي خرابة .


كانت تسمع لكلامهم وهي ترتجف بعنف وعندما أقدموا عليها أخذت تقاومهم وشعرت بأنها النهاية وتذكرته وكم هي بحاجة له وفجأة صرخت بإسمه عاليا :- فاااااارس.

عجبا تهرب منه وتطلب منه اللجوء وحمايتها .


هتف أحدهم وهو يضع يده علي فمها :- بس اكتمي.


كان عائدا من عند صديقه المريض الي منزله. توقف فجأة حينما سمع صراخ انثوي فتعقب الصوت واستطاع تحديد الاتجاه فأخذ يسير رويدا رويدا حتي رآها تناضل في التحرر من هذان الحقيران .


جز على أسنانه بعنف فهو يعلمهم جيدا وبلحظة لكم أحدهم بقوة فسقط أرضا وتوجه للآخر وفعل المثل ثم إنهال عليهم بالضرب وسط إرتخاء أجسادهم مع عدم وجود أي مقاومة من قبلهم بفعل تلك السموم التي يتعاطونها.


بعد أن انتهي منهم توجه لتلك الباكية والتي ترتجف بعنف وأردف بهدوء:- اهدي انتي كويسة.


تراجعت للخلف بخوف منه فأردف بهدوء:- متخافيش أنا مش هأذيكي. ساكنة فين علشان أوصلك؟


لم ترد عليه وإنما أسودت الدنيا أمامها واستسلمت لتلك الدوامة التي أصابتها فجأة وسقطت غائبة عن الوعي.


نظر لها بصدمة قائلا :- ينهار مش فايت اعمل ايه دلوقتي. ؟


استغفر ربه ثم قام بحملها فهو في موقف يحسد عليه ثم توجه بها ناحية المنزل الخاص به   حيث والدته وشقيقته واتوا لها بالطبيبة واخبرتهم بحالتها ووصفت لها بعض الادوية ثم رحلت وهي لا تزال غائبة عن الوعي .

عودة للوقت الحالي.


وضعت يدها علي بطنها وأخذت تمسد عليها برفق قائلة:- يا تري هيحصلنا ايه تاني؟


قالت ذلك ثم أغلقت عينيها في محاولة منها للهروب من كل شئ حتي نفسها.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


وصلت شجن بصحبة والدتها أمام المشفي فترجلت من السيارة ثم ساعدت والدتها علي النزول (بقلم زكية محمد )ثم دلفت بها للداخل بينما ظل السائق بإنتظارهن.


علي الجانب الآخر   وقفت سيارة بالقرب من المشفي والتي كانت تسير خلفهم بحذر منذ خروجهم من الفيلا.


هتف زلطة بحذر للرجال الأربعة اللذين أصطحبهما معه لتنفيذ خطته الدنيئة :- يلا يا رجالة انزلوا ومتنسوش اللي اتفقنا عليه.


هتف أحدهم:- متقلقش يا معلم كل حاجة هتم زي ما إنت عاوز.


بينما أردف آخر :- وانا هروح دلوقتي اعطل الكاميرات علي ما تخلصوا.


هتف زلطة بحماس:- عفارم عليكو يا رجالة يلا بينا توكلنا علي المولي.


ترجلوا من السيارة ثم توجه أحدهم للداخل بمفرده حتي ينهي مهمة تعطيل الكاميرات ثم يتصل بهم يخبرهم بإمكانية الدلوف.






بالأعلى دلفت بوالدتها عند الطبيب المختص بعمل الجلسات الطبيعي وسرعان ما بدأ في الجلسة.


بعد وقت انتهي الرجل من مهمته واخبرهم بنجاح المهمة فدلفوا بخطي واثقة حتي لا يشك بهم أحد بعد أن درسوا مخارج ومداخل المشفي بالإستعانة به ثم دلفوا واحدا تلو الآخر .


انتهي الطبيب من الجلسة فتركهم بالغرفة .جلست شجن إلي جوار والدتها وقبلت أعلي رأسها ومسدت علي كفي يدها قائلة بحب:- بالشفا يا ماما يا رب تخفي بسرعة وترجعيلنا كدة زي الأول.


نظرت لها وإبتسمت لها بحنان وهي تدعو الله بداخلها أن يشفيها لأجل ابنتها.







هتفت بحب وهي تمد لها كوبا من العصير وتسقيه لها :- يلا يا ست الكل خدي اشربي العصير دة علشان نمشي.


أومأت لها بخفوت ثم أخذت ترتشف منه بهدوء.


بالخارج كان يستعلم عن مكان تواجدهم بحجة انه قريب لهم ويريد زيارتهم للإطمئنان علي آية.


وصل لغرفتها وهتف بخفوت للرجل الآخر الذي معه :- أجهز يلا يا أشرف وجهز المناديل اللي فيها المخدر.


هتف بخفوت :- ماشي كله جاهز.


أومأ له بخفوت ثم دلفا سويا للداخل. وقفت شجن تهتف بتعجب :- ايوة عاوز مي....


ولم تكمل كلماتها عندما عرفت هويته فسقط قلبها أرضا بخوف لا يقل عن والدتها.


هتفت بصوت متقطع:- أااا إنت! ....


أردف بخبث :- أيوة أنا مفاجأة مش كدة؟


نظرت لوالدتها بقلق قائلة:- عاوز ايه أمشي من هنا بدل ما اصوت وألم المستشفي عليك.


إبتسم بشر قائلا :- مش هتلحقي يا مزة.


وقبل أن تستوعب كلماته كان المنديل الذي به بعض قطرات المخدر علي أنفها فأغلقت عينيها علي الفور غائبة عن الوعي.


أما آيه عجزت عن الصراخ وإقتلع قلبها بين ضلوعها ذعرا علي ابنتها وحاولت التحرك ولكن دون جدوي.

توجه أشرف إليها ووضع منديلا آخر علي أنفها فغابت عن الوعي ثم نظر لزلطة قائلا:- كله تمام يا كبير.


أردف بسرعة:- طيب يلا اتصل بالواد عبده خليه يأمنلنا الطريق وإحنا طالعين.


بعد دقائق كانوا بالأسفل متوجهين للخروج من الباب الخلفي بعد التأكد من عدم وجود دليل عليهم.

توجهوا ناحية السيارة بسرعة ، التي تحركت لتنتظرهم من الخلف، ووضعوهم فيها ثم صعدوا بدورهم وانطلقوا مسرعين إلي وجهتهم. .................


الفصل الرابع والعشرون


في إحدي الشقق القديمة فتحت عينيها بوهن ونظرت حولها بذعر ما إن تذكرت آخر شئ قبل أن تفقد الوعي .


نهضت وهي تطالع الغرفة بخوف شديد علي والدتها وعندما لم تجدها شعرت بإنسحاب أنفاسها منها فركضت سريعا ناحية الباب لتفتحه ولكنه كان موصدا عليها، فأخذت تحرك مقبض الباب بعنف في محاولة منها لفتحه ثم أخذت تطرق عليه بقوة وتصيح بصراخ:-

افتحوا الباب. ....يا اللي هنا حد سامعني ...افتحوا الباب. .


تراجعت للخلف بخطوات مترنحة إثر فتح الباب ودفعه ودلف زلطة قائلا بحدة:-

مالك يا بت ايه الغاغة اللي انتي عملاها دي؟ افصلي شوية.


ثم أكمل بوقاحة وهو يتفرسها بنظرات أرسلت لها القشعريرة لجسدها:- لسة شرسة زي ما إنتي ما اتغيرتيش.


هتف بقوة مصطنعة وهي تتجاهل حديثه :-

فين امي وديت أمي فين ؟ وإيه اللي عملته دة؟ مش خايف أقول لحمدي صاحبك؟


أردف بإبتسامة متشفية:- لا متقلقيش حمدي عنده خبر وعارف كل حاجة ومش بس كدة لا هو اللي قلنا نعمل كدة.


بهتت ملامحها قائلة بصدمة :- بتقول ايه؟


أردف بسماجة:- زي ما سمعتي يا حلوة ودلوقتي نيجي للمهم علشان نخلص.


هتفت بقلق :- امي فين أنا عاوزة أمي.


هتف بضجر:- بطلي زن. من الاخر لو عاوزة أمك يبقي تنفذي اللي يطلب منك.


هتفت بلهفة:- طيب أشوف امي الأول.


أردف بضيق وهو يقبض علي زراعها:- قدامي عارفك مش هتبطلي زن.


هتفت بشراسة وهي تحاول فك قبضته من حول زراعها:- سيب دراعي يا جدع إنت بقولك.


هتف وهو يفتح الباب ثم دفشها بقوة قائلا :- أهي المحروسة مشرفة هنا اطمنتي.


رفعت بصرها وما إن رأتها ركضت نحوها وجلست قبالتها قائلة بخوف وصراخ وهي تشاهد جسد والدتها الساكن :- عملتوا فيها ايه؟ أما ردي عليا إنتي كويسة مش كدة ردى عليا ردي.


تدخل قائلا بحدة:- متقلقيش شكل الواد أشرف تقل المخدر حبة شوية كمان وهتفوق المهم بقي اسمعي الكلمتين اللي هقولهوملك.


أردفت ببكاء :- عملت ايه في أمي يا حقير والله لوديك في ستين داهية فين شنطتي.


هتف بهدوء :- شنطتك في الحفظ والصون تعملي اللي هنتفق عليه هتاخدي الست الوالدة وفوقيهم الشنطة.


أردفت بصراخ:- انتوا عاوزين مني إيه؟ وجايبني هنا ليه؟


أردف بإبتسامة سمجة:- كدة جينا للمهم اقعدي وشوفي المطلوب منك.


هتفت بصياح:- مش هتنيل أقعد أنا قول اللي عندك وخلصني.


أردف بغضب :- صوتك ميعلاش عليا يا بت إنتي وإلا هتصرف تصرف تاني.


طالعته بغضب قائلة :- أخلص هات الناهية .


أردف بإنتصار:- كدة اتفقنا اسمعي يا مزة.


تقلصت ملامحها بإشمئزاز فور سماع تلك الكلمة التي يعيدها عليها مرارا، بينما أكمل هو:- هجبلك تليفونك دلوقتي وهتعملي مكالمتين علي فترتين واحدة للمحروسة بنت عمتك والتانية لحضرة الظابط أخوها.


إنتبهت حواسها له وهتفت بحذر:- وإتصل بيهم ليه إن شاء الله.


هتف بخبث :- هتتصلي ببنت عمتك الأول تقوليلها تعالي علي شقة **** ولوحدها علشان انتي عاوزاها في حاجة ضرورى وتأكدي عليها تيجي لوحدها.


هتفت بحدة:- ليه؟


أردف بغضب:- ملكيش فيه إنتي تنفذي اللي يطلب منك وبس.


هتفت بغضب:- وأنا مش هعمل حاجة إلا لما اعرف فيه ايه؟


أغلق عينيه بقوة جازا علي أسنانه بعنف ثم نظر لها قائلا بغضب:- شجن هتنفذي بالذوق ولا بالعافية؟


هتفت بغضب :- لا مش هعمل حاجة وهاخد أمي وامشي ولو عملت حاجة هقول لإياد يوديك في ستين داهية.


أخذت ضحكاته تعلو شيئا فشئ ثم توقف فجأة وهتف بغضب:- إنتي هبلة يا بت هو انتي فاكرة إنك هتطلعي من هنا بسهولة أحب اقولك لو منفذتيش اللي قولتلك عليه أول حاجة هتقري الفاتحة علي أمك وتاني حاجة...


صمت قليلا ثم أخذ ينظر لها بخبث من أعلاها لأسفلها بنظرات علمتها جيدا ،جعلتها ترتجف بقوة( بقلم زكية محمد ) لطالما مقتتها منه ومن أمثاله ، ثم هتف بمكر:- هتطلعي بس مش زي ما إنتي دخلتي وأظن إنك عارفة كويسة أوي واللي معرفتش أعمله زمان أعمله دلوقتي ورجالتي في المكان يعني إنتي تحت رحمتي.


أخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف ودقات قلبها تزداد حتي كادت أن تتوقف وعقلها بدأ يتصور ما يحدث إن نفذ تهديده، إحتضنت جسدها بزراعيها بخوف وتراجعت للخلف وبدأت دموعها تترقرق في مقلتيها وهي تطالع والدتها بقلق وهي لا تعلم لما هي هنا من الأساس ولما يريد أن تفعل ذلك؟

(بقلم زكية محمد ) وإن فعلت ذلك ما النتائج الذي ستترتب علي ذلك فهم لا يأتي من خلفهم الخير أبدا، لا بد وأنهم يحيكون لشيء وقلقلت علي ابنة عمتها وما سيصيبها من تحت أيديهم.

هزت رأسها بأسي وهي لا تعلم ما عليها فعله فهي بين نارين و خيارين صعبين أتختار والدتها ونفسها أم تختار ابنه عمها؟ وإن اختارت فبالطبع ستربح كفة والدتها التي أهم من أي شيء.


شهقت بخوف عندما هزها زلطة قائلا :- ها فكرتي ولا لسة .


ضربت يده بعنف قائلة :- إيدك الزبالة دي متلمسنيش .


جز علي أسنانه بعنف قائلا :- طيب يلا إنطقي يا حلوة لأحسن مش إيدي بس اللي هتلمسك.


هتفت بخفوت:- حرام عليك خليني أخد أمي وامشي انت معندكش رحمة.


هتف بتأفف :- يوووووووه مش هنخلص في يومنا دة.


ثم لاحظ بداية رجوع والدتها للوعي عندما رمشت جفنيها ووفتحتهم ببطئ وهتف:-

أهي الست الوالدة فاقت أهي خليها تحضر العرض من أوله.


إلتفت لوالدتها بلهفة وجلست قبالتها قائلة :- أما إنتي كويسة؟ طمنيني عليكي.


نظرت لها بوهن وهزت رأسها بخفوت فقبلتها من جبينها قائلة:- الحمد لله يا أما.


أخذت تتطلع للموجودين أمامها بغرابة ونظرت لابنتها بمعني ماذا يحدث؟


هتف زلطة بسماجة:- إزيك يا أمي معلش جبناكي علي ملا وشك كدة.


ثم نظر لعبده قائلا :- شوف شغلك.


أومأ له بهدوء ثم أمسك سكينا حادة وتوجه بها ناحية آية ثم قبض علي رقبتها فجأة واضعا تلك السكين علي نحرها فصرخت شجن بقوة وتوجهت ناحيتها لتحررها من ذلك المجرم ولكنه كان الأسرع حينما قبض علي ذراعها بقوة هاتفا بفحيح:- علي فين يا حلوة. أشرف.


هتف بطاعة:- نعمين يا معلمي.


هتف بخشونة:- هات التليفون اللي في الشنطة اللي برة.


أومأ بطاعة قائلا:- هوا. ..


خرج ليحضره ثم عاد في غضون ثوان وأعطاه له فنظر لتلك التي نزلت دموعها خوفا علي والدتها قائلا وهو يمد لها الهاتف:- يلا يا حلوة انجزي لو مش عاوزة تودعي الست الوالدة نفذي اللي قولتلك عليه.


هتفت بسرعة:- طيب طيب بس خليه يبعد السكينة عنها.

ثم نظرت لها قائلة :- متخافيش يا أما متخافيش.


هتف بصراخ:- ما تيلا وتخلصينا من المسلسل دة.


هزت رأسها بسرعة ثم إلتقطت منه الهاتف بأيدي مرتعشة وعبثت به قليلا حتي أتت برقمها فإتصلت عليها وانتظرت إجابتها.


هتف هو بتحذير ووعيد:- لو اتصرفتي كدة ولا كدة رقبة الحجة هتطير.


هزت رأسها بخوف وموافقة، وسرعان ما اتاها صوتها المرح قائلا :- أيوة يا شجن رجعتوا من عند الدكتور ولا لسة؟


هتفت بتماسك قدر المستطاع وهي تراقب والدتها المذعورة :- أااا لسة. ...لسة مرجعناش.


هتفت بحب:- طيب خلاص ايه رأيك اجي أخدكم ونروح أي مكان نقعد فيه؟


هتفت بإبتسامة باهتة:- بقولك إيه أنا أنا عاوزاكي تجيلي دلوقتي علي العنوان دة ***** ولوحدك يا ريت لو تقدري.


هتفت بدهشة:- شقة إيه دي يا شجن إنتي فين؟


أردفت بدموع مكتومة:- لما تيجي هتعرفي يا رحمة.


هتفت بدهشة :- طيب ماشي أنا جايالك أهو.


وكزها بعنف كي تستميلها في أن تاتي فهزت رأسها بخوف قائلة بصوت هادئ :- تمام وتعالي لوحدك وأنا هستناكي أنا وأمي يلا سلام.


قالت ذلك ثم أغلقت الهاتف وسرعان ما صرخت في وجهه قائلة :- خليه يبعد السكينة أديني أهو عملت اللي طلبته مني.


أشار للرجل فإبتعد علي الفور قائلا :- كدة تمام طالما انتي بتعملي اللي بيتقالك عليه الوالدة هتكون في أمان.


توجهت لوالدتها واحتضنتها بخوف وهي تهتف بخفوت:- متخافيش يا أما هنمشي من هنا متخافيش.


كانت تنظر لهم بخوف وهي لا تعلم ما يحدث من حولها ولكنها تعلم تمام العلم إنهم علي صلة بشقيقها فأخذ قلبها يهتز بعنف خوفا من أن يحدث لابنتها مكروه.

تضرعت إلي الله بداخلها أن يحفظ ابنتها وان يخرجوا من هنا بسلام.


نظرت شجن له قائلة بصوت متحشرج :- إنت هتعمل فيها إيه حرام عليك اتقي ربنا.


هتف بتأفف :- قولتلك ملكيش دعوة إنتي تعملي اللي يطلب منك وبس.


إعتصرت عينيها بعنف وأخذت تتمتم بالدعاء أن لا يحدث لها شئ.


أما هي وقفت وجمعت متعلقاتها ثم نزلت وخرجت من المبني وصعدت لسيارتها متوجهة لذلك العنوان الذي أعطته إياها شجن.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


أتي حمزة لشركة عمر لتسليم بعض المستندات المطلوبة في صفقاتهم والتي حرص أن يوصلها بنفسه حتي لا تتعرض للسرقة أو ما شابه من قبل الآخرين.


وصل لمكتب زياد وطرق الباب ودلف بعد أن طلب رؤيته. وجده منكبا علي الأوراق ويعمل بجدية.

رفع بصره تجاهه وهتف بهدوء:- إتفضل يا حمزة.


جلس علي المقعد قبالته قائلا بمرح :- إيه الأدب اللي نزل عليك مرة واحدة دة ؟


رفع حاجبه بإستنكار قائلا :- ما تتعدل يا حمزة إحنا في شغل.


هتف بضحك:- حاضر حاضر وبمناسبة الشغل خد المستندات أهي.


قالها وهو يمدها له فإلتقطها منه قائلا :- ماشي يا سيدي هبقي اراجهعم لما أخلص اللي في ايدي.


هز رأسه بموافقة قائلا :- مفيش جديد في موضوع بنت عمي مراد؟ إياد موصلش لحاجة؟


هز رأسه نافيا وهو يقول : - لا لسة وخصوصا إنها مشيت بمزاجها مقدمناش غير إننا ننزل إعلانات في الجرايد والصحف بس بردو فكرة وحشة لانها ممكن تضر بمصلحة العيلة. ربنا يهديها وترجع لوحدها.


هتف بهدوء:- إن شاء الله. طيب وحالة فارس هو هيفضل كتير محبوس.


هتف بهدوء:- لا ان شاء الله النهاردة إياد هيودي المجرمين اللي لفقوله القضية وهيعترفوا بكل حاجة وبإذن الله يخرج ويقعد في مستشفي عادي لحد ما يتعالج من الإدمان.


تنهد بضيق قائلا :- ربنا يعدي الأمور علي خير .

ثم أخذ يطالع المكان قائلا :- أومال فين خطيبتي.


هتف بإستنكار:- خطيب ... إيه يا أخويا ولا إنت هتسوق فيها ولا إيه؟ إيه خطيبتك دي ؟


هتف بضيق:- اعتبار ما سيكون يعني وإن جيت للحق انا بديت أتشائم كل ما انوي افاتح الجماعة في الموضوع ألاقي مصيبة مش عارف العيب في مين؟


هتف بضيق:- والله محدش ضربك علي إيدك وادينا فيها أهو متفتحش سيرة الموضوع دة تاني.


أردف بمرح :- يا ساتر عليك بقيت قفوش أوي اليومين دول خف القعدة مع إياد. بهزر يا أخي دة بعيد عن شنبك إن أبعد عنها إنسي.


هتف بحدة :- طب بطل دي غريبة عنك لحد دلوقتي مفيش حاجة تسمحلك أنك تتمادي في كلامك دة.


تنحنح بحرج قائلا :- أنا آسف إندمجت شوية .


هتف بهدوء:- حصل خير.


نهض من مكانه قائلا :- طيب اسيبك انا تخلص شغلك.


هتف بحدة :- أقعد ياض وامسكلك ملف ضهري اتقطم من الصبح.


جلس بضحك قائلا :- ماشي يا سيدي عد الجمايل بس.


ألقي بالملف في وجهه قائلا :- اشتغل وانت ساكت.


كتم ضحكه عليه ثم جلس مجددا وأخذ يراجع معه الملفات الموجودة أمامه.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


بعد دقائق وصلت للشقة التي اخبرتها بها سابقا وطرقت الباب بهدوء فأسرع من بالداخل الذي كان خلف العين السحرية ورآها بإرسال رسالة للطرف الآخر بوصولها .


فتح الباب ووقف بثبات فنظرت له بدهشة ثم أردفت :- في واحدة اتصلت بيا وقالت. ....


قاطعها قائلا :- أيوة شجن جوة هي وامها.


تراجعت خطوتين للخلف قائلة بحذر:-

وانت مين؟ مجاتش هي بنفسها تفتح الباب لية؟


هتف بهدوء :- ما بقولك جوة.


هتفت بتوتر وهي لا تفهم شئ :- خلاص هبقي اجيلها وقت تاني.


وقبل أن تتراجع تم سحبها عنوة للداخل وقام بإغلاق الباب ثم نظر لها بخبث فصرخت هي بسرعة:- إنت. ...إنت بتعمل إيه يا متخلف أبعد من وشي.


هتف بمكر :- لا يا حلوة دا إنتي بتحلمي.


تراجعت للخلف ببعض الخوف وعقلها يدرس كيفية التصرف مع ذلك الحقير.


تقدم منها بخطوات خبيثة قائلا :- يلا يا حلوة خلينا نتمم المهمة النيلة دي علي خير.


هتفت بحدة:- إنت بتقول إيه؟ وفين شجن؟


هتف بتشفي:- هو انا مقولتلكيش إنها بعتتك علشان تنتقم منك علشان اخوكي حبس أخوها.


إتسعت عينيها بصدمة قائلة:- إنت كداب شجن إستحالة تعمل كدة.


هتف بإنتصار:- أومال بعتتك ليه لحد هنا؟


كان سؤاله بمثابة صاعقة ضربتها بشدة وهي لا تصدق أن شجن يمكن أن تفعل شئ مثل هذا؟

كيف توقع بها بهذا الشكل وترسلها إلي ذلك الجحيم المهلك .

هزت رأسها بعنف بلا لن تسمح له بأن يكسرها ولن تسمح لأحد.


توجهت مسرعة الباب لتلوذ بالفرار ولكنه كان الأسرع حينما قام بإغلاق الباب بالمفتاح ثم جذبها بقوة للداخل (بقلم زكية محمد )فأخذت تصرخ بقوة وهي تحاول الفكاك من قبضته فقامت بركله بعنف في بطنه فتقلصت ملامحه بألم فإنتهزت الفرصة وهربت للداخل لإحدى الغرف وغلقت الباب بالمفتاح ثم أخرجت الهاتف بسرعة وأتت بأول رقم تقابله عيناها وانتظرت الرد وهي ترتجف خوفا.


بينما نهض هو وتوجه ناحية الغرفة وأخذ يطرق عليه ثم أخذ يركل في الباب ليفتحه.


بالداخل اتاها الرد فهتفت بصراخ:- زياد إلحقني.


نهض من مكانه قائلا بصراخ هو الآخر :- مالك في إيه؟


هتفت ببكاء:- تعال علي ******* بسرعة بالله عليك يا زياد ......


نهض مسرعا وهو يركض للخارج والقلق ينهشه خوفا علي شقيقته.

بينما ركض حمزة خلفه ليري ما الأمر. وصلا للأسفل وصعدا للسيارة ثم إنطلق بها بسرعة البرق.

هتف حمزة بقلق :- زياد في إيه؟


هتف بحدة وخوف:- أختي ......رحمة في خطر.


سقط قلبه أرضا قائلا بصراخ:- إنت بتقول إيه؟ طيب هي فين دلوقتي؟


صرخ بحدة مماثلة :- اسكت يا حمزة اسكت لحد ما نوصل.


أخذت تتطلع حولها بخوف وهي تحاول إيجاد اي شئ لتدافع به عن نفسها بينما أخذ هو يدفع الباب وهو يسبها بأفظع الشتائم ويتوعد لها.


كانت دموعها تنزل بغزارة حينما سمعت كلماته المسمومة التي ألقاها علي مسامعها قبل قليل

كيف له أن يطلب منها أن تفعل ذلك؟

إعتصرت عينيها بقهر لما هي تدفع الثمن دائما؟


هتف بفحيح وهو يمد لها الهاتف :- يلا مش هستني كتير.


هتفت ببكاء:- حرام عليك إزاي تعمل حاجة زي كدة؟


هتف بضجر:- بلاش خوتة هتنفذي حالا وانا مبهزرش أشرف شوف شغلك.


أومأ له بهدوء وهو يضع السكينة تحت نحر والدتها وفي تلك المرة شدد من قبضته مما أدي إلي جرحها فتساقطت بعض الدماء فصرخت بذعر:- لا لا أما لا خلاص خلاص هعمل اللي انت عاوزه.


هتف بتشفي :- طب يلا يا حلوة بدل الدور ميجي عليكي ولو بينتي حاجة قولي علي نفسك رحمن يا رحيم .


مسكت الهاتف وضغطت علي رقمه الذي سجلته لها رحمة مؤخرا إن وقعت في ضيق

اتاها الرد سريعا قائلا :- أيوة مين معايا؟


أردفت بدموع مكتومة:- انا أنا شجن.


أردف بتعجب:- شجن! جيبتي رقمي منين؟


هتفت بتماسك:- مش وقته أنا إتصلت بيك علشان اقولك أااا روح استلم أختك في شقة ****** ودي هديتي ليك لو كنت فاكر هسيب حق أخويا تبقي غلطان.


هتف بعدم تصديق :- بتخرفي بتقولي إيه إنتي؟


شعرت بوخذة قوية في قفصها الصدري إثر ما سيظنه بها ولكنها هتفت بسرعة حينما وجدت ذلك المدعو يشدد من قبضته حول والدتها والاخري تبكي بألم :- أيوة زي ما فهمت أنا خدت حق أخويا في أختك روح هناك وشوفها وهي. ....هي مغتصبة.


قالت ذلك ثم غلقت الهاتف وإنفجرت باكية ثم رمت الهاتف بقوة أرضا ووضعت يديها علي وجهها وراحت تنتحب بمرار. .


نظر للهاتف بصدمة مما سمعه منها ولكنه ما إن ادرك ما قالته أسرع إلي هناك لينقذ شقيقته. أظلمت عيناه بغضب شديد إن حدث لها شئ فلن تكفيه روحها عوضا عن ذلك.


في نفس الوقت وصل زياد للشقة وأخذ يطرق عليها بعنف قائلا :- رحمة. ..رحمة ردي إنتي جوة.


بالداخل تمكن من كسر الباب والدلوف للداخل ثم ضربها بعنف قائلا :- بقي إنتي تعملي فيا كدة ورحمة أمي ما انا سايبك النهاردة.


قال ذلك ثم دفعها للخلف بقوة فسقطت علي الفراش وأخذت تصرخ بكل صوتها باسم شقيقها فهتف بتشفي:- صرخي من هنا لبكرة محدش هينجدك مني


قال ذلك ثم توجه ناحيتها وهو ينوي علي الشر.

بالخارج إهتاج الإثنان عندما سمعوا صراخها فصرخ زياد بحدة و هو يدفع الباب :-

بسرعة إكسر الباب معايا ......


وبالفعل بعد عدة محاولات نجحوا في كسر الباب ثم دلفا مسرعين نحو مصدر الصوت حتى دلفوا إلي الغرفة فصدموا حينما وجدوا ذلك الحقير يحاول الإعتداء عليها وهي تقاتل بضراوة.


تقدم زياد منه ثم دفعه بقوة ثم إنهال عليه بالضرب الشديد وهو يسبه بأفظع الشتائم.


تراجعت للخلف بذعر وهي تضم نفسها بحماية فإنشطر قلبه إلي نصفين ثم تقدم منها وتحدث بنبرة هادئة:- رحمة إنتي كويسة مفيش حاجة إهدي.


إلا إنها صرخت بعنف قائلة:- إبعد عني متلمسنيش إلحقني يا زياد. .


أعتصر عينيه بقوة ثم توجه لذلك الحقير وبكل الغل سحبه من بين يدي زياد ثم أخذ يضرب فيه بعنف صائحا بغضب :-

يا حقير يا زبالة دا أنا هطلع بروحك في ايدي.


بينما توجه زياد لشقيقته وإحتضنتها بخوف وهو يتأكد من سلامتها ، أما هي دفنت رأسها في صدره وإنفجرت باكية وجسدها يرتعش بخوف.

أخذ يمسد علي ظهرها قائلا بلهفة:- إهدي يا حبيبتي إهدي مفيش حاجة .


إلا إنها لم تتوقف فحملها بسرعة ثم نظر لحمزة الذي كاد أن يودي بحياة ذلك البخيس :- حمزة إتحفظ علي الحيوان دة انا رايح برحمة المستشفي.


وما إن أنهي كلماته دلف إياد وعلي وجهه الصدمة حينما رأي حالة شقيقته المزرية وحمزة الذي يكيل الضرب لرجل لا تتضح ملامحه إثر التشوهات التي نتجت عن ضربه.


شعر بدوار شديد من أن يكون كلامها قد تحقق. تقدم بخطي بطيئة متثاقلة وهتف بتلجلج:- أااا رحمة كويسة مش كدة؟


هز رأسه مطمئنا إياه قائلا :- إهدي متقلقش إحنا لحقناها علي آخر لحظة من ابن ال****

دة. انا بس هاخدها المستشفي نطمن عليها زيادة .


تنهد براحة عندما علم أن شقيقته لم يمسها سوء فتوجه للرجل ونظر لحمزة قائلا بحدة:- حمزة خلاص أقف.


هز رأسه بنفي قائلا :- لما أخلص عليه الأول.


جزبه بعنف قائلا :- أقف واسمعني سيبهولي أنا هتحفظ عليه وهعرف شغلي كويس معاه ومع اللي وازه، روح ورا زياد علي ما أحصلك.


أومأ برأسه بموافقة ثم نزل مسرعا يلحق بهم بينما توجه إياد وجذبه بقوة قائلا بفحيح:-

إنت قد اللي عملته دة؟


إزدرد ريقه بتوتر بينما أخرج الآخر سلاحه وصوبه ناحيته قائلا :- دول ضربوك إنما أنا مبكتفيش بالضرب بكتفي بالموت الوقتي.


نظر له برعب فصرخ الآخر بغضب :- أنطق وقول مين اللي بعتك تعمل كدة مين؟


أردف بتلعثم:- أااا. ....مممحدش.


ضربه بالسلاح أعلي رأسه بقوة قائلا :- مش هعيد السؤال تاني.


نظر له بخوف ثم أخذ ينظر يمينا ويسارا علي شئ ليساعده علي الفرار منه.

ولحسن حظه ولسوء حظ الآخر أتي فردا من رجال ظلطة ليري مستجدات الأمور فسمع إياد يهدد زميله فسحب عصا حديدية وسار خلفه بحذر وأشار للآخر بأن يلتزم الصمت فلم يتحرك قيد أنملة حتي لا يشك الآخر به ثم علي حين غرة قام بضربه بالعصا علي رأسه فسقط فاقدا الوعي في الحال.


هتف الرجل بسرعة حينما رأي الدماء تتدفق من رأسه :- يلا بينا بسرعة دة شكله مات.


أومأ له بسرعة ثم ركضا فارين للخارج. كان في طريقه للصعود بعدما رحل زياد تاركا إياه فأصتدم به أحد الفارين فكاد أن يقع لولا تمسكه بحافة السلم فتعجب لأمره وسرعان ما إتسعت عيناه صدمة عندما رأي ذلك الحقير فهتف وهو يمسك به بغضب:- علي فين يا روح أمك؟


ولأن الكثرة تغلب الشجاعة قام الآخر بإخراج مديته وقام بطعنه بها في بطنه فسقط أرضا متألما في الحال.


فروا هاربين بفعلتهم الشنيعة بينما وقف حمزة مستندا بصعوبة علي الحائط ووضع يده علي جرحه ثم رفعها نصب عينيه فوجدها مغرقة بالدماء. (بقلم زكية محمد )عض علي شفتيه يكتم المه ثم مد يده وإلتقط هاتفه من جيبه ثم عبث به قليلا ووضعه علي أذنه ينتظر أن يجيب.


كان يجلس علي مكتبه يعمل بوجوم حينما علا هاتفه بالرنين فإلتقطه ونظر للمتصل فقطب جبينه بدهشة فهو معه في نفس المكان لما يتصل به رد عليه قائلا بجمود:- أيوة يا حمزة.


أتاه صوته الضعيف قائلا وهو يسير للأعلي في طريقه لإياد قائلا :- سليم تعال بسرعة علي *******


نهض قائلا :- في إيه؟ حصلك حاجة؟


أردف بوهن :- تعالي بسرعة مفيش وقت ومتقولش لحد.


هتف مسرعا وهو يتجه للخارج :- طيب طيب. ..


أغلق الهاتف واستمر بالصعود وهو يضغط علي الجرح. وما إن وصل للشقة ودلف للداخل ورأي إياد غارقا في دمائه شهق بصوت عال ونسي ألمه وجلس قبالته وأخذ يهزه بخوف قائلا :- إياد. ....إياد. .....رد عليا. ...فوق. ..


ولكن ما من مجيب فوضع أصابعه علي موضع نبضه فوجده مازال يعمل فتنهد براحة فأسند ظهره علي الفراش وقد تمكن الألم منه.


وصل سليم بعد دقائق معدودة الي العنوان الذي أملاه إياه وما إن صعد للأعلي ودلف للداخل سمع تأوها خافتا يأتي من الداخل فدلف بسرعة فصدم مما رأي.


هتف بلهفة:- حصل إيه؟ مين اللي عمل فيكوا كدة؟


هز رأسه بعدم معرفة وهتف بوهن :- ما اعرفش إلحق إياد بسرعة علي المستشفي أنا طلبت الإسعاف وزمانها علي وصول.


صرخ بغضب:- إزاي متعرفش ها عيل انت.


هتف بوهن :- خدوني علي خوانة وكانوا اتنين.


شدد بقبضته علي شعره بقوة ثم مال يتفقد إياد الذي كان غائبا عن الوعي فهتف بخفوت:- فيه النبض الحمد لله . اللي عاوز أفهمه دلوقتي إيه اللي جابكم هنا ومين اللي عمل فيكوا كدة؟


هتف بخفوت:- دي حكاية طويلة هبقي أقولهالك بعدين.


وما إن أنهي كلماته دلف رجال الإسعاف وقاموا بنقل إياد وحمزة للمشفي وتبعهم سليم بسرعة والقلق يسيطر عليه فأخرج هاتفه وإتصل بمعذبته وما إن ردت هتف بلوعة:-

همس إنتي فين؟ إنتي كويسة؟


هتفت بهدوء وتعجب:- في البيت ليه بتسأل يعني؟


جز علي أسنانه بعنف من أسلوبها ذاك ثم هتف بغيظ:- لا أبدا انا غلطان لسموك. سلام.


أنهي المكالمة وألقي بالهاتف بجانبه وهو يزفر بضيق شديد منها.


خرجت الطبيبة من غرفة رحمة فركض شقيقها ناحيتها هاتفا بقلق :- طمنيني يا دكتورة هي كويسة؟


أردفت بعملية:- متقلقش حضرتك هي تمام جدا ومفهاش أي حاجة وتقدر تتفضل معاك دلوقتي.


هتف بهدوء:- شكرا ليكي يا دكتورة انا هدخلها.

أومأت له بخفوت ثم إنصرفت، فتأوه هو مرة أخري شاعرا بالاختناق فهتف بخوف :-

لا الموضوع مش مطمئن انا حاسس إنه فيه حاجة هتصل عليه.


قال ذلك ثم أخرج هاتفه وإتصل به ولكن لم يجب أحد فإزداد قلقه وعاد الكرة مرة أخري فإلتقطه سليم الذي كانت بحوذته متعلقاتهم وتردد في أن يجيب أم لا فحسم الأمر ورد عليه بالنهاية.


أتاه صوت زياد قائلا بلهفة:- إياد مبتردش ليه إنت كويس؟


إعتصر عينيه بعنف وهتف بحذر :- أنا سليم يا زياد.


سقط قلبه أرضا قائلا :- سليم! أخويا كويس صح قولي بالله عليك.


هتف بحذر:- إياد في طريقه للمستشفي وقربنا نوصل بيه إتصاب هو وحمزة.


هتف بصدمة :- بتقول إيه؟ إزاي دة حصل؟ إزاي؟


هتف بهدوء:- قربنا نوصل خلاص.


أنهي المكالمة ووضع راحتي يديه حول رأسه وإعتصرها بقوة وهو يشعر بالامواج تتلاطم به بقوة مصيبة تلو أخري .


كانت تضربه بقوة عندما أخبره الرجل بما فعله هاتفة ببكاء :- يا مجرم يا حقير إزاي تقتله إزاي؟ مكفاكش اللي عملته انتوا ايه مش بني آدمين .....مش بني آدمين.


تأفف بغضب ثم دفعها بقوة اوقعتها أرضا ثم هتف بغضب:- غوري من وشي صدعتي أمي. ثم هتف بوقاحة :- لولا إني عامل إعتبار لصاحبي لكنا قضينا وقت لطيف .


قال ذلك ثم خرج وصفع الباب خلفه موصدا إياه جيدا لحين إتمام كل شيئ .


ذحفت حتي وصلت لوالدتها ثم إحتضنتها بقهر قائلة ببكاء حارق :- ااااه يا أما قتلوه يا أما وبسببي يا ريتني مت يا ريتني يارب خدني أنا مبيجيش من ورايا غير المصايب يا رب خدني.


سقطت دموع والدتها قهرا هي الاخري علي حال ابنتها وما وصلت إليه.

بينما إستمرت هي تبكي بحرقة وبكل آلام العالم علي فقده.


كانت المشفي علي قدم وساق عندما استقبلت كلا من إياد وحمزة وعلم الجميع بالخبر.


أمام غرفته كانت سجود تجلس أرضا فلم تستطع أن تحملها قدماها ودموعها تتساقط بغزارة وكان عمر يقف والقلق والخوف يعصفان به.


بينما أخذ زياد يهمس بدعاء ودموع أن يحفظ له أخاه بينما وقفت رحمة والصدمة حليفتها وهي تردد بأنها السبب فيما حدث لشقيقها.


بعد وقت خرج الطبيب من غرفة العمليات فإنتبه الجميع وشعروا بأن أرواحهم تعلقت في المنتصف ومتوقفة علي كلمات الطبيب.


هتف عمر بضياع :- ابني عامل إيه يا دكتور طمني.


زفر بتعب ثم نظر لهم قائلا :- ..................


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


         الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


لقراة الجزء الاول كاملة من هنا 

          


تعليقات



<>