رواية أزواج ممزقة
الفصل الثاني عشر
اخيرا انهى عمله الذي اضطر لترك زوجته وحيدة بعد شهر العسل بايام قليلة بسببه
استقل سيارته وانطلق في طريقه للقاهرة وفجاة ظهرت امامه فتاة من العدم استطاع بصعوبة التحكم في مكابح السيارة
واخذ يتمتم بعبارات الحمد قبل ان يسيطر الغضب على ملامحه من تلك المتهورة
صهيب بغضب: انتى مجنونة؟
ازاي ترمي نفسك كده
صدمه مظهرها الباكي وحالتها المزرية
ولاء بهلع: ارجوك خدني من هنا ارجوووك
هيجوزوني لاخويا ارجوك خدني من هنا ارجوك
صهيب باذبهلال: انا مش فاهم حاجة
ولاء برجاء: ارجوك خدني من هنا
صهيب بارتباك: طب ااا طب اطلعي اطلعي بسرعة
صعدت ولاء بالسيارة دون تفكير فلا شيء تريده غير الهرب
ادار المحرك وعاد ادراجه الى شقته بمطروح وماان وصلا
صهيب بهدوء: اتفضلي ادخلي
وقفت ولاء بخوف وارتباك
صهيب بنفاذ صبر: ادخلي يا انسة مش هعملك حاجة يعني والباب هيبقى مفتوح
دلف وترك الباب مفتوحا على مصراعيه فظلت هي واقفة مترددة بعض الوقت ودموعها تنهمر بغزارة ثم حسمت امرها بالدخول فلا حل امامها سوى الاستنجاد به
وبخطى متعثرة سارت الى الداخل
اتاها صوته الهادئ
صهيب: هعملك ليمون عشان تهدي
انتفضت من مكانها
ولاء: لا لا مش عايزه اشرب حاجة
صهيب: طيب اهدي وحاولي تقوليلي مشكلتك ايه جايز اقدر اساعدك
حاولت ولاء التقاط انفاسها: هيجوزوني لاخويا
صهيب بحدة: وده ازاي ان شاءالله هو مفيش اخلاق ولا دين ومين دول وليه بيعملوا كده
ولاء ببكاء: مرات عمي وابنها هو اخويا بالرضاعة
صهيب بترقب: طب اهلك فين
ولاء: ميتين
اخذ يقبض يده ويبسطها بغضب فكيف لهؤولاء فعل ذلك الا يخشون الله في افعالهم
الى اي مدى وصل بعدنا عن ديننا واندثار قيمه
صهيب بغضب مكبوت: ماتخافيش محدش هيقربلك
تقبلي تتجوزيني؟
رمقته ولاء باذبهلال
ولاء بدهشة: ايه!!
اسرع صهيب: زواج على ورق لحد اما اتاكد ان محدش هيتعرضلك
ولاء بخوف: بسسس
صهيب: انا متجوز وبحب مراتي ومش بفكر في غيرها
بس مقدرش اساعدك من غير صفة
وجودنا دلوقتي اصلا مش مريحني عشان خلوة
مش هقدر اسيبك هنا عشان سهل يلاقوكى فخلينا نكتب وننزل القاهرة وهناك نشوف هنعمل ايه
ولاء بضياع: مش عارفة
ظل صامتا لبضع دقائق ليترك لها مساحة للتفكير بينما هي كانت الهواجس تتجاذبها
ماذا ان تركها
ماذا ان عثروا عليها
فمروان لم يعد مروان الذي تعرفه
منذ ذاك الحادث اللعين وانقلب الى الضد ولم تستطع اصلاحه بل اوصلته تلك السموم ان يفكر باخته كزوجة
زوجة عمها اااه من زوجة عمها فلا يهمها غير ما يرضي ابنها
تراءت امام عيناها ذكرى وهي تسمعهما يتفقان على افقادها شرفها حتى ترضخ لطلبهم وتتزوجه
لا تعلم ا فعلا هذه ماما خولة التي ربتها ام انها شخصا اخر
ولكن ماذا ان عثروا عليها هل سيفعلون بها ...
عند تلك النقطة انتفضت ولاء
ولاء بقلة حيلة: انا موافقة
بس بلاش مراتك تعرف مش عايزه اتسبب في مشكلة بينكم
صهيب بجدية: وده الي هيحصل
ادخلي اغسلي وشك وانا هشوف ماذون واجي
ولاء بارتباك: ااا احم هوو
صهيب: في ايه
ولاء بحرج: ممكن اتصل بعمي؟
صهيب بحدة: نعم!!
ولاء بخوف: ده مش زيهم
بس لازم يبقالي وكيل يعني
اتصلت ولاء بعمها وطلبت مجيئه الى شقة صهيب بعد ان املته العنوان فاتى مهرولا والقلق ينهش قلبه على صغيرته
وماان وصل حتى وجد الباب مفتوحا
ياسين: السلام عليكم
ركضت ولاء تختبا في حضنه واجهشت بالبكاء
بعد قليل من الوقت
ياسين بصوت متهدج: انا عارفك انت ابن العطار وواثق انك هتحافظ على بنتي
خود بالك عليها انا مش قادر احميها مش قاااااادر
ضمته ولاء بحنو: بابا
صهيب بتاثر: اطمن يا حاج
وتمت مراسم كتب الكتاب في أجواء غريبة
عودة للوقت الحالي
صهيب بجدية: هو ده الي حصل يا بابا
عز الدين: كان لازم تقولنا يا صهيب انت كده ظالم ليها بالنهاية هي زوجتك وانت لا بتديها حقوقها ولا بتعدل بينها وبين الاولى
الزواج مش سهل ومش دايما بيبقى حل لمشاكلنا ياابني
هم عز الدين بالرحيل
ايهم بتوتر: عمي
اوقفه بحركة من يده وهو يوليه ظهره
عز الدين بجدية: اكتفيت منكم يااولاد العطار
عرفوا زوجاتكم وهما ليهم حرية الاختيار يكملوا معاكم او يطلقوا
صهيب بفزع: طلاق ايه بس يا بابا
ايهم بضيق: مقدرش استغنى عن حفصة يا عمي ارجوك ماتعرفهاش والله دي كانت غلطة وهصلحها
ودون حرف غادرهم ليصعد حيث ترقد ابنته بغرفة المستشفى
=======
بالاعلى
حيث تقبع حفصة وجانبها ريحانة تسامرها قاطعهم طرقات على باب غرفتها ثم دلوف فتاة ممشوقة القوام وبعينيها نظرة تحدي
ريتاج: الحبايب متجمعة اهيه
حفصة باستغراب: مين حضرتك
ريتاج بدهشة مصطنعة: اخس انتى ماعرفتنيش تؤ تؤ تؤ عيب عليكى يا حفوصتي
ريحانة بحزم: ايه الطريقة الي بتكلمي بيها دي ما تقولي انتى مين او اخرجي برا
ريتاج بشهقة: انتى بتكلميني انا كده !!
تابعت ياستفزاز: انتى لازم تكلمي مراة اخوكى حلو يا حبيبتي
حفصة بعدم فهم: مراة اخوها!! وايه دخلك بيننا
ريتاج بشماتة: تؤ تؤ مقصدكيش يا حبيبتي اقصد عني انا ياااا ضرتــــي
فغرت حفصة فاها من الصدمة ولم تستطع الكلام
ريحانة بغضب: انتى اكيد اجننتي ضرة مين يا بتاعة انتى اتفضلي برااا
ريتاج بفزع مصطنع: يا مامي انتى شرسة اوي كده ليه يا رورو امال هتعملي ايه في ضرتك انتى كمان
اووبس يقطعني اصل نسيت انك ما تعرفيش ان صهيب بااااشا تجوز عليكى بعد شهر العسل على طول شكلك مش مكفياااه
حفصة بعصبية مفرطة وهي تنتفض غضبا: براااا اطلعي برااا انتى كذابة حقيرة اطلعي اطلعي براااااا
فجاة فتح الباب ليدلف والدها
عز الدين بتوجس: ايه الي بيحصل هنا
ركضت اليه ريحانة وارتمت في حضنه وانهارت بالبكاء
ريحانة بنحيب: الحقنا يا عمو
حفصة بعدم استيعاب: الحق يا بابا الحقيرة دي بتتبلى على ايهم وصهيب وبتقول انهم مجوزين
بابااا خرجها برااا خرجها خرجها جوزي واخويا مستحيل يعملوا كده هي عايزه تفرق بيننا صح اه اه صح باااباااااااا
ريحانة بتوجس: انت ساكت ليه
عز الدين يرمق ريتاج بنظرات متفحصة
ريتاج ببراءة مصطنعة: ازيك يا عمو
عز الدين بجمود: اطلعي برا
ريتاج بصدمة: انااا
عز الدين بغضب: براااااااااااااا
خرجت ريتاج بغضب فتلك المعاملة المهينة تزيد اشعال النار بقلبها غفلت انها هي من اهانت نفسها من البداية بقبول انها زوجة في الظلام وان كان الزواج رسميا
وبالداخل
حفصة: انت ساكت ليه يا بابا
قولنا ان كلامها غلطت وانها كذابة
امسك بيد ريحانة وسار بها نحو الفراش واجلسها جنب حفصة
جلس مقابلا لهما ورمقهما بحنان
عز الدين بهدوء: انتوا عارفين انكم لتنين بناتي
وانا ربيت بناتي على الصبر واحتساب الاجر ربيتهم عالايمان والرضا بقضاء الله
ريحانة بعدم استيعاب: يعني ايه
عز الدين: اسمعولهم يا بنات وبعدين انا معاكوا فاي قرار ياخدوه
حفصة: طب لييه
دي ريحانة لسه عروسة قصرت معاه في ايه
وانا انااااا عملتله ايه عشان حملي صعب يعني ينسى حب العمر ويخون
عز الدين بحكمة: لا مش خيانة يا بنتي
ده شرع ربنا واحنا مين عشان نعترض على حاجة شرعها ربنا
حفصة بهدوء مصطنع: شرع ربنا لما يتنفذ صح يا بابا
المفروض يقولي وانا مش همنعه من حق اداهوله ربنا بس لو استحملت الفكرة ماشي وان مقدرتش هطلق انما من ورايا دي تبقى خيانة وخدااااع
وبعدين هو فينه من شرع ربنا
ربنا اشترط عليه العدل وهو كده مش بيعدل
يبقى الحق ده سقط منه عشان شرطه وقع
عز الدين بتنهيدة: طيب اهدوا وفكروا بالعقل وبلاش تهدوا بيوتكم بالساهل
حفصة بقوة: هما الي هدوها وانا هندمه واحسره عز الدين: عشان خاطري اقعدوا معاهم واسمعوا منهم قبل ما تحكموا
ريحانة يا بنتي انتى ساكتة ليه
نهضت ريحانة دون كلمة وسارت كالمغيبة
عز الدين بقلق: ريحانة بنتي ريحانة
حفصة: سيبها يا بابا هي محتاجة تبقى لوحدها شويه
عز الدين: وانتى يا بنتي
حفصة بغيظ مكبوت: انا مالي ماانا كويسة اهوه
عز الدين بدهشة: انتى ازاي بتتحولي بسرعة كده مش كنتى منهارة من شويه
ارتمت في حضنه واجهشت بالبكاء
حفصة بنحيب: خبيني في حضنك يا بابا خبيني من كل حاجة يا بابا خبيني
انا موجوعة
موجوعة اوووووي
انا اذبحت يا بابا
الغدر بيوجع اوي لما يبقى من القريب اوي
احضني وخبيني في حضنك وماتخرجنيش
خليني طفلتك الصغيرة وماتبعدنيش
عشان خاطري ماتسيبنيش
=======
في شقة قاسم
اخيرا عاد بها الى شقتها ادخلها الى غرفة النوم ووضعها برفق على السرير
قاسم بحب: عايزه حاجة اعملهالك يا حبيبتي
هديل بجمود: الي عايزاه مش هتعمله
قاسم بلهفة: قولي وانا هعملك الي عايزاه
هديل: مش عايزه غير الطلاق
انتفض قاسم غاضبا
قاسم بعصبية: هو كلامي مابيتسمعش ليه
مش اتنيلت وقلت كلام في الطلاق مش عايز اسمع؟
فهميني لو تطلقتي هتعيشي لوحدك ازااي
ازااي هتحمي نفسك من الكلاب
واحدة مطلقة حلوة وصغيرة عايشة لوحدها
هيكون تفكير الناس فيها ايه
هديل ببكاء: هروح البلد عند عمي
قاسم بقسوة: مش عمك نفسه ده الي كان عايز يبيعك لواحد فاسد
وضعت هديل يديها على وجهها واخذت تهز راسها بهيستيريا
هديل بنحيب: كفاية بقا كفاااااية
مالكش دعوة بيا انا اقدر احمي نفسي كويس اوي
روحلها طلقني وروحلها روح لصحبتي يا جوزي يا سندي روووح
قاسم بهدوء: عشان خاطري اهدي يا هديل
بلاش تحرميني من حق شرعه ربنا
هديل بصدمة: انت مش كنت مش عايز تكمل
قاسم بتوتر: لقيت انها بنت عمي ومش ينفع اظلمها و..
هديل بجمود: بس انا مش همنعك من شرع ربنا و انت كمان ماتمنعتيش من شرع ربنا
رمقها باستفهام فتابعت
هديل بتحدي: ربنا شرع الطلاق وحقي لما تستحيل المعاشرة بيننا اطلبه
قاسم بترقب: يعني مش عايزاني
هديل بقسوة: اه مش هقبل ان حد يشاركني فيك طلقني وانتهى
قاسم بحزن: مش هقدر يا هديل مش هقدر اتنازل عنك
تمددت هديل على الفراش واعطته ظهرها كاشارة منها على انهاء الحديث فزفر بضيق وخرج الى الصالون
جلس بضيق وهو لا يعلم مالذي عليه فعله كل ما يعلمه انه سيدافع عن بقائها قربه لاخر رمق فيه ولن يسمح لها الابتعاد عنه فمثل تلك الفكرة تشعره بالجنون
=======
وانا عايز مراتي يا حاج
كانت تلك العبارة الغاضبة صادرة من علي وهو يحادث والد شيماء
ابو شيماء: وانا اجبهالك منين ياابني دي ماجاتش عندنا من زمان ولا نعرف عنها حاجة
تابع بقسوة: انا متبري منها ولو لقيتها هقتلها
الي تهرب من جوزها مالهاش عندي حاجة ولا حتى الابوة
رمقه علي بسخط ونفور وخرج غاضبا فليس امامه حل غير الذهاب الى والده فبرغم كل شيء تظل شيماء ساكنة قلبه الوحيدة وان فعل بها ما فعل فلانه استرخصها بسبب معاملة اهلها بدل احتوائها
======
في شقة عثمان الناغي
وفاء بترقب: علي طلقني
شيماء:وانا
وفاء بحزن: بيقول عايزك وباقي عليكى
شيماء بمرارة: عشان مش لاقي الي يفرغ فيه غضبه ويهينه
وفاء: مش هترجعيله صح؟
مش بتحبيه؟
شيماء: القسوة بتقتل كل المشاعر الحلوة الي جوانا
مستحيل هقدر اعيش معاه ثاني الا لو تخليتوا عني
وفاء بسرعة: لا طبعا انتى اختي يشهد ربنا
وجدو بيحبك اوي
شيماء بحنو: فعلا بابا عثمان اطيب قلب شفته
ياريت بابا كان بحنيته كنت عشت عمري كله تحت طوعه
تابعت بحسرة: مش عارفة ازاي علي مش حاسس بالنعمة الي عنده وداس عليها وخسرها
وفاء بتنهيدة: ربنا يهديه
======
في الكويت
اشرف: احنا قررنا نرجع مصر يا ابيه اكرم
اكرم بحدة: واما انتوا قررتوا وخلاص جايين تقولولي ليه
شريف: اشرف مايقصدش يا ابيه بس بجد نفسنا نرجع زهقنا من الغربة
اكرم بتفكير: ماشي نبقى نشوف الموضوع ده بعدين
نهض اكرم وغادر الى شقته حيث العاصفة التي تنتظره
كانت جالسة امام التلفاز دون تركيز لما يعرض فهي شاردة في محادثة خالتها لها اليوم
صدقا خالتها معها كل الحق فكيف لها ان تدفن حياتها معه دون اطفال وسند
ان كان هو مكانها لما قبل بذلك ولتزوج غيرها
عليها بمواجهته اليوم وانهاء الامر برمته
فليفترقا اذن بالمعروف ولترى مستقبلها مع رجل غيره يستطيع اعطائها ما حرمت منه فان كانت تحبه فهي تحب الامومة اكثر ولن تستطيع التضحية بعمرها كله لاجله
فالحب وحده لا يكفي لاستكمال دربهما سويا
ايقظها من شرودها صوت مفتاح الشقة وزوجها يدلف بوجه جلي على ملامحه الارهاق
اكرم بجمود: السلام عليكم
هاجر بملل: وعليكم السلام ورحمة الله
اكرم: ممكن تحطي الغداء يا حبيبتي هدخل اعمل شاور وجعان جدا
هاجر ببرود: ماعملتش غداء
اكرم بخوف: ليه مالك انتى كويسة؟
تعبانه طيب او حاسة بحاجة؟
هاجر بقسوة: عايزه اتجوز
اكرم بعدم استيعاب: مش فاهم
هاجر: خالتي سناء جايبالي عريس متزوج وعنده اطفال يعني هيقدر يخليني ام فارجوك خلينا نفتـ...
عند ذاك الحد وطفح الكيل فاي رجل سيحتمل ما قيل
فقاطع حديثها بصفعة اردتها ارضا
صفعة من يد زوجها الذي لم تعرف منه غير اللمسات الحانية طوال عمرها
وضعت يدها مكان الصفعة بصدمة وغضب
هاجر: انت ايه الي عملته ده
انحنى وجذبها من شعرها بحدة الى ان اوقفها رغما عنها
اكرم بغضب: سمعيني ثاني قولتي ايه؟
انتى مجنونة ؟
ازاي تفكري في راجل وانتى على ذمة راجل ثاني يا محترمة
ااااااااه عايزه العيال مااااشي
تعالي
ظل يجذبها من شعرها وهي تسير معه متاوهة الى ان وصلا غرفة المكتب
دفعها بغضب وانحنى يفتح درج خاص واخرج بضعة اوراق ورماها بوجهها بعنف
اكرم بغضب اعمى: اتفضلي يا هااانم شوفي اقري التحاليل كويس اقري يا دكتورة واعرفي مين فينا الي مابيخلفش !
امسكت هاجر الاوراق باياد مرتعشة وهي لا تستطيع تصديق ما تسمع او ترى!
=======
في مكان خفي باحد الأحياء الشعبية
سناء بجدية: هااااا اقدر اعتمد عليك يا حوده
حوده: ماتاخذنيش يا ست سناء بس المعلوم هيبقى غالي ماتنسيش ان مازن ابنك ايده ثقيلة وممكن يقتلني
سناء: ماتقلقش حلاوتك محفوظة قد ماانت عايز المهم تخلصني من الموضوع بسرعة
حودة: هي مزعلاكى اوي كده يعني
سناء بتحذير: تعمل بس الي قولتلك عليه ومالكش دعوة واوعى تقربلها بجد
رحلت سناء مسرعة وظل حوده مكانه والابتسامة على ثفره
حوده وهو يحك ذقنه: هو انا اهبل عشان افوت فرصة زي دي يعني
مش هنسى ابدا انها اختارت ابنك وفضلته عليا وجه الوقت اني اذوق الشهد ومش هيبقالها غيري
=======
منذ ذلك اليوم وهي لا تحادثه يحاول التقرب اليها دون جدوى واليوم خرجت من غرفة النوم وهي مستعدة للخروج فانتفض واقفا
قاسم بتوجس: انتى لابسة و رايحة فين
هديل ببرود: مالكش دعوة
قاسم بحدة: لا ليا يا هانم ولو ناسية اني جوزك افكرك
هديل وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: وهنطلق قريب
قاسم بتحذير: هديــــــــــــل
زفرت بضيق
هديل بنفاذ صبر: رايحة الدكتور
قاسم بترقب: دكتور ايه
هديل باستفزاز: ماانت ماكنتش فاضيلي
من فترة سمعت عن دكتورة نسا شاطرة لسه جاية من برا فقلت اروح اكشف
طلبت مني تحاليل والنهار ده خرجت وهروح اشوفها
قاسم: ليه ماقولتليش
هديل بمرارة: كنت فاكرة ان لو في امل افرحك واعملهالك مفاجأة ولو لا بلاش اديك امل عالفاضي ماكنتش اعرف انك مابقاش يهمك الموضوع
بس انا يهمني يا قاسم هطلق وهتجوز غيرك واعيش حياتي وهتعالج واجري ورا الامل عشان خاطر هديل وبس
قاسم بغضب: بلاش تعفرتيني عليكى يا هديل واتقي شري
صمتت بعدم رضا فتقدم ناحيتها
قاسم بهدوء مزيف: يلا نروح للدكتورة
سارت معه من سكات فقد اجهدها النقاش العقيم معه
في عيادة الدكتورة هدى
د. هدى بابتسامة: اتفضلي يا مدام هديل اتفضل يا استاذ
هديل بقلق: ممكن تطمنيني على نتيجة التحاليل يا دكتورة
د.هدى: زي ما توقعت اخذك لمانع الحمل لفترة طويلة تسبب في مشاكل ولازم كورس علاج وان شاءالله خير
قاسم بصدمة: مانع حمل!!
د. هدى برسمية: اه للاسف مانع الحمل لفترة طويلة بيسبب مشاكل وكمان من غير ارشاد طبي بيسيب مشاكل جامدة وو..
قاسم بعدم تصديق: لا ركزي يا دكتورة هديل عمرها ما خدت مانع للحمل
د. هدى: التحاليل قدامي واضحة يا فندم اتفضل اعرضها على اي دكتور ثاني لو حابب
قاسم بسرعة: انا اصلا دكتور ممكن اشوف
صدمة اجل صدمة اجهزت على كل ذرة صمود لديه
رمق الجالسة مقابلة له نظرة نارية فوجد الرعب والارتباك جلي على ملامحها مما زاد من ثورة غضبه
قاسم وهو ينهض بحدة: متشكر يا دكتورة عن اذنك
امسك بيد هديل المرتعبة وسار نحو الخارج بحدة
استقل سيارته وانطلق بسرعة دبت الرعب في اوصال الجالسة جانبه
هديل بصوت مرتعب: ق.. اا س.م
قاسم بغضب وهو ينتفض ويضرب المقود بعنف بل ويزيد من سرعة السيارة: اخرسي اخرسي نهائي مش عايز احس بوجودك اصلا اخرسي!
========
في منزل الحاج محمد
سناء بتعب مزيف: تيماء ممكن مسكن صداع هيفرتك دماغي
تيماء بهدوء: سلامتك يا ماما بس ثواني
بعد قليل
تيماء: مالقتش والله يا ماما هطلع اجيبلك من فوق مش هتاخر
سناء بمكر: بسرعة يا بنتي صداع هيموتني
تيماء بسرعة: حاضر حاضر مش هتاخر
ماان غادرت تيماء الشقة حتى التقطت سناء هاتفها واتصلت بحودة
سناء: يلا اطلع بسرعة
ايه؟
لا اطمن مازن خمس دقايق وتلاقيه جاي ده معاد رجوعه
بالورشة
مازن: انا تقريبا خلصت الحسابات يا بابا هقوم اروح ونكمل بكره ان شاءالله
الحاج محمد: اتفضل ياابني انا لسه شويه
خرج مازن في طريقه الى البيت ولا يعلم لما يشعر بضيق في صدره
ماان وصل شقة والده حتى دلف كالعادة فوجد والدته وحيدة
مازن: امال تيماء فين
سناء بحنو: انت جيت ياابني
اه تيماء دي طلعت فوق من بدري مش عارفة ليه
قوم شوفها ياابني لتكون تعبانه ولا حاجة دي اتاخرت اوي بقالها ييجي ساعتين
مازن بقلق حقيقي: يا رب استر واحفظها يا رب!!
ماان خرج حتى هتفت سناء
سناء بغل: وهنشوف يا ست تيماء هتعملي ايه دلوقتي ااااخ ياما نفسي اشوف منظرك دلوقتي بس هاااانت !!
وماان دلف مازن شقته اخذ يبحث عن زوجته بقلق الى ان وصل غرفة النوم وكااانت الصدمة !!
=======
كانت قابعة بشقتها تستذكر دروسها محاولة التركيز الى ان رن جرس الباب فقامت لتفتحه باستغراب فلا احد يعرفها هنا
وليس موعد مجيء صهيب فهو دائما ياتي باوقات محاضراتها ولا تراه بل يترك لها مستلزماتها ويغادر بهدوء
ماان فتحت الباب حتى وجدت فتاة ترتدي عباءة فضفاضة وخمارا طويل يبدو الحزن جلي على ملامحها الرقيقة
ولاء باستغراب: اتفضلي
مين حضرتك
ريحانة بقوة مزيفة: ريحانة .. ريحانة العطار !!
