رواية علي ذمة ذئب الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والحادي والثلاثون بقلم اميرة مدحت


 روايةعلى ذمة ذئب

الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والحادي والثلاثون

بقلم اميرة مدحت


(( الفصل التاسع والعشرون ))


عقب انتهاء ياسمين من فعلتها الجنونيه تلك ، صاحت بأسم " سعاد "  لتأتى مسرعه فأمرتعا بحمل الأطباق وتحضرها إلى



 غرفه الطعام ، وصلت ياسمين نحو غرفه الطعام وسحبت أحدى المقاعد لتجلس بهدوء ، وهى ترمق عز الدين بخبث !!




شرعوا فى تناول الطعام وبعد دقائق أمسك عز الدين بكوب العصير وبدأ يرتشف ما بداخله بهدوءٍ تام ، ثوان معدوده وكان





 قد انتهى من شرب العصير ، فوضع الكوب على المائده ، أخذت ياسمين تتابع حالته بتشويق على ما سيحدث ، فوجدت





 بالفعل ملامحه قد تهجمت واغمض عينيه بقوه وهو يحاول ان يأخذ نفسٍ ولكن لم يستطع ، فهب واقفاً وحاول ان يسير





 بثبات وكأن هناك لا شئ يحدث ، وبالفعل نجح فى ذلك ، وعندما خرج من الغرفه وابتعد عنها بخطوات ، ركض مسرعاً





 نحو المِرحاض وأغلق الباب !!!!





بعد دقائق .. خرج عز الدين من المِرحاض وهو يلهث وكأنه كان يركض وقال وقد أحمرت عينيه غضباً :





_ الحكايه دى أول مّره تحصل ، أكيد فى حاجه غلط !!!





ثُمّ هبط إلى الأسفل بخطوات شبه راكضه وهو يصيح بصوت جهورى ، واحتلت ملامحه القسوه ، اخذ يصيح بأسم سعاد





 بغضب هز اركان المكان ، وجعل من فى الفيلا يرتجف خاصهٍ ياسمين ، فأخذت تناجى ربها بأن يمد لها يد العون والمساعده ، فهى تشعر بالذعر من برثانه !!!!!!






امّا سعاد فتحركت مسرعه نحو رب عملها وهتفت بنبره مرتبكه :

_ أيوه يا باشا !





اقترب عز الدين منها بغضب وهتف بقسوه :

_ هو سؤال واحد وتردى يا " أه " يا " لأ " !










ارتجفت سعاد من نبرته وهتفت :

_ سؤال ايه ؟؟


عز بتأكيد :






_ انا عارف ان أكلك نضيف من زمان ، فهل فى حد دخل المطبخ غيرك النهارده ؟؟!






سعاد وهى تومأ برأسها :

_ ايوه ! ايوه يا باشا ! الهانم دخلت لما أمرتنى احضر الغدا وقالتلى اطلع بره من المطبخ وان نفذت أمرها !






نظر إليها غير مصدقاً ولكن اشتعلت عينيه من فرط الغضب ، وهتف بصوت جهورى وقد ظهرت عروقه :

_ ياسميــــن !!








ارتجفت ياسمين أكثر وشعرت بالذعر يعتريها ولكن ارتدت القناع عدم الاكتراث ، دخل عز الدين الغرفه وتوجه نحوها








 ليمسكها من رثغها ، فنظرت إليه لتجد انه قد اظلمت عينيه ، ثُمّ .....





_بقي كده يا ياسمين ! ايه عايزه تعملى زي القط والفار ؟






ياسمين بعند :

_ما هو انا لازم اجننك !!





عز وقد رفع حاجبه الأيمن :

_تجننينى !! ماشى يا ياسمين !! انتى اللى جبتيه لنفسك !!






شعرت بالخوف فاردفت بــ :

_ لالالا خلاص أخر مّره !!


عز : اخر مّره ؟؟






اومأت ياسمين بخبث ، ليهتف عز الدين بمكر :

_ خلى بالك لو عملتى غلطه تانيه هيبقى فى عقاب !! عشان نبقى متفقين يا ياسمينا !






********


_فى اليوم التالى !!!





استيقظت ياسمين من النوم بنشاط لم تشعره منذ أيام كثيره ، هبطت من على الفراش مسرعه متوجه نحو المِرحاض للأغتسال !!





وبعد اربعه عشر دقيقه ... كانت ياسمين قد انتهت من ارتداء ملابسها بعد ان أدت فريضتها بخشوع وامسكت بحقيبه اليد الخاصه بها ، وخرجت من الغرفه هابطه إلى الأسفل لتخرج من الفيلا باكملها !!





اتجهن نحو ( الجراج ) ودخلت لترى سيارتها ، فتذكرت مشهد اختطافها ، أغمضت عينيها بقوه محاوله ان تمحيها ونجحت




 فى ذلك مؤقتاً ، واتجهت نحو سيارتها بعد ان اخذت المفاتيح السياره بدون علم زوجها ، وركبت لتضغط على دواسه البنزين منطلقه نحو شركه بدران السيوفى !!






دقائق وكانت وصلت ياسمين نحو الشركه وثفت سيارتها وترجلت ، وقد ابتسمت ابتسامه مشرقه ، وعندما تخطت إلى




 الداخل اسرع الموظفين والموظفات إليها وبدأوا يلقون عليها سلاماً حاراً !!





بعد انتهاء من تلك السلامات الحاره ، صعدت إلى الأعلى متوجه نحو مكتبها ، رأتها مريم فنهضت مسرعه وعناقتها بشده ، ثُمّ .....





_ياسمين حبيبتى ، وحشتينى اوى !!





ياسمين وهى ما زالت تعانقها :

_ وانتى كمان !!!





تراجعت مريم وهتفت بابتسامه :

_انا قلقت عليكى ، انتى مش كنتى واخده اجازه لمده اسبوع ؟؟ ايه اللى خلاكى تغيبى تلات اسابيع ؟!





_بعدين هقولك ، المهم ابعتيلى اى فنجان قهوه !!


_من عينيا يا حبى !




_تسلم عينيكى يا حبيبتى !!





دخلت ياسمين مكتبها وجلست لتبدأ بفتح بعض الأوراق التى كانت على سطح مكتبها ، وبدات بالقراءه !!





_ فى ذات الوقت !!

_ خارج الشركه !!





وصل عز الدين إلى الشركه والده ( بدران السيوفى ) وصف سيارته خلف سياره ياسمين ، وخرج بشموخه ، ولكن وقعت




 عيناه على سياره ياسمين ، فضيق عينيه وقطب حاجبيه ، قائلاً :

_ يبقى يوم اسود او طلع اللى فدماغى صح !!





**********


_فى شركه عز الدين السيوفى !!


كان إيهاب جالس بداخل غرفه مكتبه ، وهو يتحدث فى الهاتف مه منى ، ثُمّ ...









_وحشتينى جداً جداً يا منمن !!


منى بدلع :

_ وانت كمان يا روح منمن !


إيهاب بجديه :






_المهم انتى عامله ايه ؟؟


منى :




_الحمدالله ، واخبار الهضبه ايه ؟؟


إيهاب بسخريه من ذلك اللقب :

_ الهضبه كويس ، هو بس راح شركه والده ، عشان يطمن على الاوضاع هناك !!






منى بصدمه وخوف :

_ أيـــــــــه !!!!





إيهاب باستغراب :

_ ايه ؟؟ فى ايه ؟


منى بذعر :

_ ياسمين راحت الشركه ومن غير ما يعرف !!


جحظت عيناه وهو يهتف :

_ينهار الاى مطلعلوهش شمس !!


**********


_فى شركه بدران السيوفى !!


كانت ياسمين جالسه تقوم بمراجعه الأوراق مجدداً ، ولكن رفعت رأيها عندما استمعت صوت با المكتب ينفتح ، فوجدت الذى يدخل هو علاء وعلى وجهه ابتسامه مشرقه وسعيده ، فنهضت ياسمين واتجهت نحوه بابتسامه ، مده يده لكى يصافحها ، فصافحته بابتسامه عذبه !!


_ازيك يا استاذ علاء !!

_ازيك انتى ؟؟ انا مصدقتش لما قلولى انك وصلتى بالسلامه !!


_ليه يعنى ؟؟


_احنا قلقنا عليكى لما غبتى تلات الاسابيع دولة، رغم انى عرفت انك واخده الاجازه لمده اسبوع !


_ لأ متقلقش ، انا كويسه وزى الفل !!


وفى نفس الوقت .. كان عز الدين يخرج من المصعد متوجهاً بخطوات ثابته وقد اشتعلت عينيه كجمرتين من النار وتحرك نحو مكتب السكرتيره وهتف بصوت قوى :

_ياسمين جوه ؟!


ارتعدت ياسمين من نبرته وشعرت ان قدميها لا تحتمل الوقوف بسبب ملامحه القسوه ، وهتفت :

_ااايوه يا عز باشا ، ومعاها استاذ علاء !!


عز بغضب :

_كمـــــان !!


ثم اتجه مسرعاً نحو مكتبها وامسك بمقبض الباب وقبل ان يديره ، استمع إلى جمله ذلك الشخص الذى يدعى علاء :

_طب تحبى اقولك نكته !!

_ياريت ، اصل انا وحشنى النكت بتاعتك !


وفى نفس اللحظه اقتحم عز الدين باب المكتب وقد اظلمت عينيه وظهر بريق مخيف وهتف وهو يتوجه نحوهم بثبات :

_لأ بلاش تقول نكته ! سبنى انا اللى اقولها يمكن تعجب الهانم !!!


ياسمين بذعر :

_ ينهار أسود !!

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(( الفصل الثلاثون ))


شعر بنيران تشتعل فى قلبه ، عندما رأها تضحك مع رجلاً ، تلك الفكره كانت كافيه ان تجعله غاضباً ، بدأت نيران الغيره ترتفع بداخل قلبه وجسده ، وظهر هذا بوضوح على وجهه ، فلقد أحمر وجهه كالبركان الحميم ، وظهرت عروقه ، وظهرت الشعيرات الحمراء فى عينيه ، كور يده وشعر انه لو اقترب من ذلك الشخص حتماً سوف يقتله !!!!


أقترب عز الدين منهما وهتف بصوت كالفحيح وهو ينظر لـ علاء :

_ تعرف ان عز الدين السيوفى مبيحبش حد يقرب من ممتلاكته !


ارتعد علاء وشعر بالخوف ، أبتلع ريقه بصعوبه ، وهتف بنبره مرتجفه :

_مش فاهم !!


امسكه عز الدين من تلابيبه ، لتشهق ياسمين بصدمه ، وقد وضعت يداها على فمها لتمنع شهقتها لكن لم تستطع ، امّا عز الدين فقال بنبره جهوريه صارمه :

_ ودينى ما أعبد ، لو لقيتك واقف معاها تانى لاكون دفنك مطرح ما أنت واقف ، سامــــــع ؟!!


علاء بخوف :

_ يا باشا هو في أيه بظبط ؟؟


تركه عز الدين وهتف بهدوء مريب ، وهو يتجه نحو الباب :

_ هتعرف !


فتح عز الدين باب المكتب بقوه ، اتفضت ياسمين من مكانها عندما انفتح الباب بتلك القوه ، هدر عز الدين لــ مريم بنبره جهوريه وبأسلوب أمر :

_ جمعيلى كل موظف بيشتغل هنا بسرعه وحالاً !


نهضت مريم مسرعه وهى تهتف :

__ حاضر يا مستر !


وبالفعل أسرعت متوجه لتبلغ جميع من يعمل بداخل مقر الشركه ، وأبلغتهم برساله رب عملها ، فأتجهوا جميعهم خلفها ، ومنهم من يشعر بالقلق والخوف ، ومنهم من يتسأل ما الذى يريده رب عملهم !


دقائق وكانوا اجتمعوا امام مكتب ياسمين ، فأتجه عز الدين بخطوات شبه راكضه وامسك يدها بقوه متحركاً نحو خارج المكتب ، ووقف امام الموظفين والموظفات ومنهم علاء ، ليهدى بصوت جهورى :

_ ياسمين صابر تبقى مراتى ، مرات عز الدين السيوفى ، ولازم تعرفوا والكلام ده للموظفين ، انى لو شوفت حد منكم لهتكون نهايته على إيدى انا ، وانتوا سمعتوا عنى انى مبرحمش ، وانا مبرحمش خالص لو حد أقرب من حاجه تخصنى ، فاهميــــــن ؟؟


صدم الجميع من ذلك الخبر ومن تلك الحقيقه ، فبدأوا يتهامسون ويتسألون ، ليهدر عز الدين قائلاً :

_ فى حد عنده اعتراض فكل كلمه قولتها ؟؟


هزوا جميعهم رأوسهم بالنفى ، ليقول بغضب :

_طب اتفضلوا غوروا من وشى ، يالاااا !!


كان مازال ممسك يدها ، فسار بخطوات مسرعه نحو مكتبها ، دخل عز الدين المكتب ليترك يدها وقد صفق باب المكتب بعنف ، وهو موجه أنظاره عليها ، امّا هو فارتجفت وشعرت بالذعر يعتريها من هيئته ، اقترب منها مسرعاً وقد امتلأت عينيه بالشر ، وقبض على ذراعيها وهتف بعصبيه :

_ خارجه البيت من ورايا يا ياسمين ، خارجه علشان تضحكى معاه ، خارجه من غير أذنى ، سرقتى مفاتيح عربيتك وانا نايم ، نزله عشان تقابليه ويقولك نكت !!!


شعرت بألم شديد ، بسبب قبضته القويه ، فهتفت بألم :

_ آآآآآه ، سيب أيدى !!


عز بعنف :

_ مش هسيبها ، أقيم بالله لو عملتيها تانى ووقفتى مع حد وتضحكى معاه مش هيحصلك طيب ، المفروض انك تضحكيلى أنا مش هو !!!


ياسمين وقد نزلت عبارتها :

_ آآآه طب سبنى !! سبنى عشان أعرف اتكلم !! انا مش قادره !! آآآآآه


تركها عز الدين لتنظر إليه وبدأت تضربه بصدره عده مرات قبل ان يجذب يدها إليه يمسكها مانعاً إياها من ضربه ، لتهتف بعنف وقد نزلت عبارتها أكثر من ذى قبل !!

_أنا بكرهك ، سبنى فى حالى وطلقنى بقي ! أنت شخص قاسي و....


قاطع حديثها عندما قبض على شفتيها بقسوه يسكتها عن أى كلمه أخرى تود ان تقولها ، وضم جسدها إليه بقوه !!


أبتعد عنها عندما انعدمت انفاسهما ، وألصق جبينه على جبينها ، وقال بصوتٍ شبه لاهث :

_ ليه ؟ ليه يا ياسمين بتعملى فيا كده ؟؟! عاوزه تعقبينى ؟ عاقبينى على أى حاجه ! إلا غيرتى !! غيرتى يعنى الغيره القاتله ، غيرتى صعب حد يتحملها ، صدقينى .. مش هتلاقى حد يحبك زيي !! 


أبتعد عنها وهى لا تعلم ماذا حدث لها ، فقد تصلب جسدها ، كانت تستمع إلى كلماته وهى تشعر بصدقها ، نظر لها مطولاً وكأنه يحفز ملامحها لقلبه وعقله ، رفع يده قليلاً ولمس بشرتها الناعمه ليمسح دموعها برقه وبرفق ، تحولت يده من قسوه إلى نعومه ، ولكن معاها هى فقط !!!! 


عز بنبره راجيه :

_ ياسمين ، انا عمرى ما اترجيت لحد ، أرجوكى مش عايز أشوف دموعك ، دموعك دى بتنزل عليا زي السهم على قلبي قبل جسمي !!


أغمضت ياسمين عينيها ثم فتحتهما لتقول بصوت يشوبه الحزن :

_أنا عايزه أروح !


_طب اركبى معايا ، وانا هبعت السواق يبقى يجيب عربيتك ، يالا !


تحركت معه وخرجوا من المكتب بل من مقر الشركه ، متوجهين نحو سيارته وركبوا ، بدأ عز الدين بالقياده قبل أن يقول بداخله بنبره ندم :

_ اه لو أقدر اصلح اللى عملته !


***********


_فى المساء !!!

_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!

_فى غرفه عز الدين الدين !


دخل عز الدين غرفته ، ووجه نظره إليها ، فرأها قد غاصت فى نوم عميق ، تنهد بضيق وقبل أن يدخل المِرحاض ، لمح إضاءه هاتفه ، فتوجه بهدوء وأخذ الهاتف ليتحرك نحو خارج الغرفه ، ثُمّ نظر على أسم المتصل ليجد انه والده ، فرد على الفور !


عز الدين بجديه ولكن بابتسامه :

_ ألو .. أيوه يا بابا .. أخبارك أيه .. لأ أصل الموبيل كان صامت .. ايه !! جاى بكره ! .. حاضر هبعتلك العربيه بكره على المطار .. تمام .. تيجى بالسلامه ان شاء الله .. طب مع السلامه !


أغلق عز الدين هاتفه ، وعلم ان غداً لن يمر بسهوله ، فغدا هو يوم كشف الحقائق !!


********


_فى صباح يوم التالى !!!


_أمتي هطلقني !

هتفت بها ياسمين بغضب لعز الدين ، ليتجه نحوها ووقف قابلتها :

_ ياسمين ، شيلى موضوع ده من دماغك ، طلاق مش هطلق !


_لأ لازم تطلقني ، لانى مش قادره اعيش مع واحد متوحش زيك . أنا بكرهك ، بكره قسوتك وغرورك ، انت طالع لمين ، أبوك مش كده خالص ، وأكيد مامتك اااااا


قاطعها عز الدين وقد قبض على رسغيها بقوه وقد احمرت عينيه غضباً :

_ أمى !! أمى أيه ؟؟ أنتى تعرفى أيه عنى ؟؟ تعرفى أيه ؟؟ أمى هى اول سبب ، من يوم ما اتولدت وهى مكنتش بتعمل حاجه فى حياتها غير الضرب وشتيمه من غير سبب ، عارفه ليه ؟؟ لانها مكنتش عيزانى اتولد ، أتجوزت ابويا  عشان فلوسه ! حتى لما ابويا طلقها ، أبويا مكنش مهم بيا زى ما كل أب بيهتم بأبنه ، كل اللى همه هو الشغل لكن ابنه مش مهم ، ياما كنت ببقا محتاجهم بس عمرى ما لاقيتهم ، طفل عمره معرف معنى كلمه الحنان ، كان نفسى أجربه اووى ، فضلت ادور على الحنان ده لحد ما تعرفت على (( مايسه )) أفتكرت انها بتحبنى  !! بس عمرى ما حسيت انى بحبها ، بس اتخدعت ، اكتشفت انعا بنت خالتى ، وأمى بردو الاى كانت بعاتها تضحك عليا عشان ثروتى  بردوا ، أكتشفت ده وانا رايح المطعم بالصدفه مع إيهاب ، متعرفيش انا حسيت بايه وقتها ، لقيت نفسي مغفل وعشان وقتها كنت طيب اتضحك عليا ، بس دلوقتى كلوا بيعملى حساب ، وحاجات كتيير حصلتلى علمتنى القسوه ، حاجات ملعاش عدد ، عايزانى أطلع ايه ؟؟


لا يعلم ان عينيه تحولت من غضب إلى بكاء ، فقد ترك عبارته الحارقه العنان لتنساب على وجهه ، أنتحب وبكى لاول مره بشهيق ولكن مكتوم ، نظرت له ياسمين غير مصدقه ما سمعته ، ترك رسغها ومسح عبارته بعنف وهتف :

_ بس لازم تعرفى انى حبيتك ، وعمرى ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك !


ثُمّ تركها وخرج من الغرفه مسرعاً ، فلم تتحمل الوقوف فجلست على الفراش ، ودفنت رأسها بين راحتى يده ، وحاله صراع بداخل قلبها !!!!

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(( الفصل الحادى والثلاثون ))


خرج عز الدين من غرفته وهو يشعر بأختناق شديد ، هبط إلى الاسفل وهو يشعر بالأسى ، تمنى وقتها أن ياخذ الله روحه عسى ان يرتاح ، وقبل ان يخرج من الفيلا وجد السواق يفتح الباب الخلفى للسياره ليخرج بدران السيوفى من السياره ، أعتلى على وجهه ابتسامه عندما رأى عز الدين الذى وقف ثابتاً وكأنوا كان ينتظره لتكتمل الحقائق !!!


اتجه بدران نحوه وعانقه ليبادله عز الدين بجديه وهتف :

_حمدالله على السلامه يا بابا !


تراجع بدران وهتف بابتسامه :

_الله يسلمك ، عامل أيه ؟


عز بأقتضاب :

_كويس ، يالا تعال أدخل جوه !!


دخل بدران السيوفى معه وهو يبتسم ابتسامه بسيطه ، وفى ذات الوقت كانت ياسمين على وشك ايضاً الخروج من الفيلا لتلحق بعز الدين ولكن تصلب جسدها وبلعت ريقها بصعوبه عندما رأت رب عملها ووالد زوجها ، أمّا بدران فتسمر وظّل واقفاً فى مكانه غير مصدق ، شعر بالسعاده لكون انها عادت بالسلامه، وظهر ذلك على وجهه ولكن سرعان ما تلاشت السعاده عندما أكتشف انها فى منزله ، فهتف بتوجس :

_ ياسمين !!! انتى رجعتى امتى بالسلامه ؟؟ وازاى انتى قاعده فى الفيلا مع عز !! 


لم تجد اى إجابه تقولها ، ولكن أبعد عز الدين عنها الحرج ووقف قابله والده ، وهتف بصوتٍ جاد وبنبره واثقه لا تخشى :

_ ياسمين مراتى يا بابا !!


نظر له بصدمه غير مصدق ليهتف محاولاً الأستيعاب :

_ أنت بتقول ايه ؟؟


_أيوه يا بابا ومش بس كده ، انا اللى خاطفتها واتجوزتها غصب عشان أحمى نفسي من القانون !!


أحمرت عينيه غضباً غير مصدق من تلك الحقائق ، رفع يده فى الهواء وهوى على وجنتيه بصفعه قسوه شديده !!


صدمت ياسمين من تلك الصفعه ووضعت يداها على فمها لتمنع صرختها التى كادت ان تصرخها !!


لم يهتز بدنه بل كان على علم ان هذا سيحدث ، نظر إليه بوجه خالى خالى من تعبير ، ليهتف بدران بغضب :

_ عمري ما كنت اتصور أنك تعمل كدهو، انا معرفتش فعلاً أربيك !!!


قالها وهو يرفع يده مجدداً للاعلى ليصفع بقسوه أشد من ذى قبل ، فأقتربت منه ياسمين وهتفت بنبره راجيه :

_كفايه يا بدران بيه ، كفايه أرجوك !!


عز الدين بسخريه :

_ هو حضرتك ربتني اصلاً ، من وانا صغير وانا عايش لوحدى ، كل وقتك فشغل ، عمرك ما عملتنى زى اي أب ، انت مربتنيش عشان تقول انا اتربيت ولا لأ !!


بدران بغضب :

_ أسمع يا عز ! هى كلمه واحده ، لازم تطلقها فوراً !!


صدم عز الدين من هذا القرار ، تحولت عينيه لجمرات من النار بسبب الغضب الذى بداخله وكاد ان يفقد صوابه بسبب تلك الكلمه القاسيه ، فهتف بعنف :

_نعم !! أطلقها ؟! ده على جثتى ؟؟؟


****************


_فى مكان ما !!!!


كان هناك شخصاً فى العمر الخمسين ، وهو يشعر بالضيق ، أقترب منه شاباً وهتف :

_ ها يا بابا ، عملت ايه ؟؟


الرجل وقد أشتعلت عينيه :

_متقلقش ، انا بعت حد علشان يخلص عليه !


_ايوه كده ، هو ده الكلام !!


نهض ذلك الرجل وهتف بصوت قاسي وبوعيد :

_ما هو انا لازم أقتله ، كفايه كان السبب فى موتها !!


أستمع إلى رنين هاتفه ، فاخرجه من جيب بنطاله ، ورد على الفور و..


_ألو .. أيوه عملت أيه .. لسه مخرجش .. طب أول ما يخرج تخلص عليه وتكلمنى على طول .. سلام !!


ثُمّ اظلمت عينيه وهو يهتف :

_هنتقم منك با بن السيوفى !!


***********


عقب أنتهاء مكالمه معاها ، تحرك نحو خارج الشركه وركب سيارته منطلقاً نحو المشفى التى تعمل بها منى وبالفعل بعد دقائق كان وصل امام المشفى فوجدها واقفه وتنتظره بفارغ الصبر ، وما أن رأته أسرعت نحو السياره وفتحت باب الامامى لتجلس بجانبه ، ثُمّ ضغط على دواسه البنزين بقوه منطلقاً نحو فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!!


_أنا خايفه اوى يا إيهاب ، خايفه ليعمل فيها حاجه !

_ متقاقيش يا منى ، عز بيحبها جداً ، بس اا

_بس أيه ؟

_مش عارف ليه قلبى مقبوض على عز ؟؟

_لا متخفش ان شاء الله خير !!

_ربنا يستر انا فعلاً مش مرتاح !


*********


_فى الفيلا الخاصه بعائله السيوفى !!!


_ لا يا عز ، هطلقها يعنى هطلقها !!


عز بشراسه :

_وانا مش هطلقها ، قولتلك مش هطلقها !!


بدران بغضب :

_لا هطلقها يا عز ، ورجلك فوق رقبتك !


عز بتحدى :

_وانا مش هطلقها وورينى بقا هتخلينى اطلقها ازاى !!


ثُمّ غادر مسرعاً من امامهم ، فنظرت ياسمين لوالد زوجها وهتفت :

_أرجوك اهدى يا انكل ، انا هروح عشان الحقه !


******


فى ذات الوقت وصل إيهاب ومنى ، صف سيارته امام مدخل الفيلا ، ليخرجوا من السياره متوجهين نحو داخل !!


خرج عز الدين من الفيلا ، وكان هناك من ينتظر خروجه وبالفعل عندما خرج ، بدأ بحقق هدفه ، فرفع سلاحه وصوبه نحوه ، ليطلق رصاصه من سلاحه فأخترقت صدره بقوه ، ليصدر شهقه خافته للغايه فى ألم ، أستمعت ياسمين صوت طلقه ناريه ، فركضت نحوه وقد صرخت بهلع وهتفت :

_ عــــــــــز !! لأاااااا 


شاهد إيهاب تلك الرصاصه وهى تخترق جسده بقوه ، فتحولت عينيه إلى ذعر ، وركض نحوهم وخلفه منى وصرخ بأسم رفيقه :

_ عـــــــــــــز !!


وقفت امامه مباشره ، حاول ان يتماسك ولكن لم يستطع ، فلقد ترك العنان لقدمه حتى يسقط ارضاً بين احضانها ، جثى إيهاب على ركبتيه وهو يصرخ بأسمه وأخذ يهزه قائلا بخوف :

_عز .. عز .. أقوم يا صاحبى !!


لم يستمع إلى عز بل كان نظره على ياسمين ، فقد قبض على كفها ورفع يده الاخرى ليمسح دموعها برفق التى تتساقط بغزاره ، وهتف بصوت ضعيف :

_ مش قولتلك بلاش تنزلى دموعك ، عشان بتنزل على قلبى زى السهم !!


ياسمين ببكاء :

_ أرجوك استحمل ، استحمل عشان خاطرى !!


إيهاب بذعر :

_بلاش كلام يا عز وقاوم لحد ما نوصل المستشفى !!


لم يستمع إليه عز الدين مره أخرى وهتف بهمس ضعيف للغايه :

_ بحـبـــــك يا ياسمين !!


أغمضت ياسمين عينيها وهى تبكى بحرقه ، امّا هو فشعر بثقل كبير على جفنيه فاغمض عينيه ، واستسلم لهذا الخدر المغرى  الذى تسرب إليه ليفقد الوعى تماماً !!!!


نظر إليه بذعر ولم يقاوم تلك الدمعه الحاره التى فرت من عينيه ليصرخ بفزع :

_عــــــــز !!!


نظرت إليه ياسمين غير مصدقه وبدأت تهزه وهى تهتف :

_ عز .. عز .. 


بدأت تهزه بعنف ، وعندما رأت دمائه تسيل من حوله ، أغمصت عينيها وهى تصرخ صرخه نابعه من قلبها الحزين :

_ لأاااااااااااا

               الفصل الثاني والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>