💥إختلاس مشروع💥
الفصل التاسع عشر
بقلم،، نعمه حسن،،
ساد الهرج و المرج و الحديث الجانبي بالحفل فهرولت رشيدة تتبعها حسناء ممسكين بتلابيب'سالي'قابضين علي شعرها
يعنفونها بيدٍ من حديد مما جعبها تصرخ متألمه فذهب إليهم العمده و فك وثاقهم من حولها قائلاً: بس بلاش ضرب بدل ما تجيبلنا مصيبه.. تعالي يا ماهر خرجها من هنا.
فعل ماهر كما أمره والد تيم و إبتعد بها للخارج فقال كمال: أنا آسف يا جماعه دي غلطتي إني منبهتش علي الأمن ميدخلوش الحقيرة دي هنا تاني.
ضيق العمده بين حاجبيه مستغرباً و قال: إنتوا بيناتكوا مشاكل ولا إيه!
قال كمال آسفاً: كانت مراتي.. و أكيد كانت جايه عاوزة تبوظ حطوبة ماريا إنتقاماً مني أنا.
أومأ والد تيم بتفهم و قال: يلا حصل خير.
إلتف الجميع حول ماريا التي كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة و أطرافها ترتعد من التوتر و الصدمه.
أمسك تيم بيدها يربت عليها محاولاً طمأنتها و قال: مارياا.. إهدي يا بابا.
نظرت له ماريا بأعين ممتلئه بالدموع تهدد بالإنفجار و قالت بصوت خفيض: أنا إتفضحت يا تيم!
ضغط علي يديها برفق و قال: لا متقوليش كده.. محصلش حاجه إهدي.
ذهبت رشيدة و جلست بجانبها ثم أمسكت برأسها في حنان بالغ و ضمتها إلي صدرها مما جعل ماريا تفقد سيطرتها و تجهش بالبكاء.
ظلت رشيدة تهدهدها و تمسح علي رأسها بحب صادق فطوقت ماريا خصرها بيديها و دفنت رأسها داخل حضن رشيدة الذي شعرت و كأن رائحته تشبه رائحة والدتها.
_جومي يبتي إغسلي وشك و تعالي إفرحي و لا كأن حاجه حصلت.. يا جبل ما يهزك ريح.
تفوه العمده ناطقاً بتلك الكلمات فنظرت له ماريا بإبتسامه ممتنه فبادلها الإبتسامة.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
خرج'ماهر'برفقة سالي للخارج ثم أوقفها بغلظه و قال: يمين الله يا سالي الكلب إنتي لو شوفتك بتحومي حوالينا تاني لأكون ملبسك قضيه ما تخرجي منها أبداً.
نظرت له بخوف مستتر و قالت: أيوة طبعاً ما هي حاجه عاديه بالنسبة لكو.
قال بـ كره: أيوة حاجه عاديه جداً كمان.. غوري بقا و مشوفش وش أمك ده هنا تاني.
نظرت له سالي نظرات ناريه ثم غادرت.
عاد هو إلي الداخل محاولاً إحتواء الموقف و قال: أشكال ما يعلم بيها إلا ربنا.. ما تزغرطي يا خالتي أم تيم ولا أي حد يعمل أي حاجة.
قال الأخيرة و هو ينظر لـ "تالين" بإبتسامه مع رفعة حاجب مشاكسة فإبتسمت علي إستحياء ثم أشاحت بوجهها بعيداً فقال بفرحه: ضحكت يبقا قلبها مال.. والله العظيم مال.
عادت الأجواء إلي طبيعتها ما بين مباركات و تهاني و ضحك و رقص حتي إنتهي الحفل بمغادرة أهل تيم و أصدقاءة.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد مرور شهرين....
_الحمدلله بقيت احسن مبقيتش أخاف من التجارب الجديده أو الأشخاص الجديده زي الأول.. إلتزمت بالصلاة و بقيت لازم أقرأ قرآن يومياً.. فرق معايا كتير جداً.. و كمان وجود ماريا في حياتي نقلها نقله تانيه خاالص.. دلوقتى بس أقدر أقول إني عرفت أنا عايز إيه.
ألقي تيم بذلك الحديث علي مسامع الطبيب النفسي الذي كان يستمع إليه بإبتسامه عريضه ثم قال:
=من أول مره جيتوا فيها مع بعض هنا و أنا عرفت إن بينكوا رابط قوي جداً.. أكيد إنتوا مكنتوش لسه شايفين ده لأنكوا كنتوا مشوشين و ضايعين كمان بس لو راجعتوا كل اللحظات
اللي جمعتكوا من أول مره اتقابلتوا فيها هتلاقوا إنكوا و بدون قصد منكوا كملتوا بعض.. الرابط ده رابط روحي يستحيل حد يعرف يلغيه.. لأن الرابط الروحي أغلي و أقيم من الرابط المادي.
أومأ ذلك الثنائي بتأكيد فسأل الطبيب ماريا: و إنتي يا ماريا؟!
زفرت ماريا بخفه و إرتياح ثم قالت: أنا بقيت كويسه الحمدلله.. مبقيتش أحس بالهواجس اللي كانت بتجيلي زي الأول.. أه ساعات بتوتر و بحس إني محتاجه أسرق بس وقتها
بلجأ لتيم وهو بصراحه بيخرجني من المود خالص.. نفسي أتعافي كلياًّ من المرض ده و أنسي الفترة دي من حياتي كمان.. بس بردو أنا بقول لنفسي إصبري.. شابووه ليكي إنك بتواجهي.
ثم إبتسمت إبتسامه مقتضبه و قالت: أهو.. بحاول أشجعها.
نظر لها الطبيب بدعم و قال: إنتي صح جداً.. برافو عليكي.. لازم إحنا ندعم نفسنا الأول قبل ما الآخرين يدعمونا.. طيب إحكولي.. بتجهزوا لإيه حالياً.
أمسك تيم و ماريا بيد بعضهم البعض كلاً يدعم الآخر ثم تحدث تيم: هنفتح مطعم مأكولات بحريه في إسكندريه و بعد ما نستقر إن شاء الله هنحدد الفرح.
رفع الطبيب حاجبيه و زم شفتيه بإعجاب ثم سألهم: إشمعنا إسكندريه!
قالت ماريا بسعادة: لأن إتقابلنا أول مره في إسكندريه.
و أكمل تيم: و كمان عشان ماريا متبعدش عن باباها.
أومأ الطبيب بتقدير و إحترام لكليهما و قال: أنا عازم نفسي يوم الإفتتاح طبيعي.
قال تيم: يا خبر يا دكتور.. طبعاً تشرفنا.
ثم شكره الإثنان و إنصرفا مغادرين نحو المقابر لزيارة والدة ماريا و جدتها.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
تقف ماريا أمام قبر والدتها و جدتها تحدثهم و تعرفهم إلي تيم فقالت: أنا عارفه إنكوا فرحانين عشاني.. و أنا كمان فرحانه جداً.. كان نفسى تبقي معايا يا ماما و تحضنيني و تباركيلي..
ماما رشيدة كمان طيبه معايا جداً و بتحبني زي ما بتحب تيم بالظبط.. إوعي تزعلي يا ماما إني بقولها يا ماما.. إنتي أمي و حبيبتي و مفيش حد هيعوضني عنك أبداً
بس أنا كلمة ماما وحشتني.. هه تقريباً مقولتهاش خالص.
أنهت حديثها مع والدتاها ووضعت لهما الزهور و قرأوا لهم الفاتحه و غادروا..
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
♡••إسكندريه ماريا••♡
نطق بها الطبيب النفسي الخاص بتيم و ماريا و هو يقرأ إسم المطعم الخاص بهما ثم حدث تيم قائلاً: حلو أوي الإسم يا تيم كانوا أجدادنا زمان يقولوا "إسكندريه ماريا و ترابها زعفران"
كنا بنحب نيجي هنا في الصيف أوي.. ماشاءالله إختيارك موفق لكل حاجه سواء الموقع أو التصاميم أو الإسم حتي.. كده ماريا هتشوف نفسها علينا بقا.
قال الأخيرة ضاحكاً موجهاً حديثه لـ ماريا التي قالت بإبتسامة: لا العفو يا دكتور.. حضرتك الكل في الكل.
ظلا يستقبلان المباركات و التهنئات من الجميع في جو يملؤه الفرح و المرح.
_معقوول.. تيم!
نظر تيم لمصدر الصوت و تمتم: رانيا!
_إزيك يا تيم و إزي حالك؟! تفوهت بها رانيا بإبتسامة فبادلها الإبتسامه قائلاً: الحمدلله يا رانيا إزيك إنتي؟!
_كويسه الحمدلله.. المطعم ده بتاعك!
أومأ بموافقه فقالت: الإسم حلو أوي.. إسكندريه ماريا..إسكندريه ماريا و ترابها زعفران.. مش بيقولوا كده.؟!
قال مبتسماً: أيوة صح.. لحظه أعرفك بحد مهم.
ثم نادي قائلاً: ماريااا.
أتته ماريا هرولة فضمها بفخر و سعادة قائلاً: أعرفك بـ ماريا.. خطيبتي.
ألجمت الصدمه فمها فلم تعقّب و هزت راسها ثم قالت: أهلا وسهلا.. ألف مبروك.
قال تيم: الله يبارك فيكى.. و إنتي إتجوزتي ولا لسه؟!
_إتجوزت و محصلش نصيب بيننا.. بالصدفة كنت معديه من قدام المطعم فشوفت الزحمه و الاحتفالات و كده ف نزلت أشوف في ايه.. أصلي إستقريت هنا في إسكندريه مع خالتي بعد وفاة ماما و بابا.
=ربنا يرحمهم.. عالعموم فرصة سعيدة و إبقي نورينا دايماً.. عن إذنك.
أومأت بموافقه فأخذ ماريا و إنصرفا..
ظلت تنظر في أثرهم بحسرة علي ما خسرت ثم غادرت المكان.
Attention please..
قالها ماهر وهو يصفق بكلتا يديه لجذب إنتباه الحضور.
_طبعاً أنا لو فضلت عمري كله أوصفلكوا أنا بحب تيم قد إيه مش هقدر أوفي بردو.. تيم ده أكتر من أخ و ياما إتعلمت منه و لحد دلوقتي و بما إني بتعلم منه فأنا هعمل بنصيحته اللي هي'اللي تعوزه من الدنيا خده وقتي'
ثم تقدم من والد تيم و قال: وعشان كده يا عمي العمده أنا طالب إيد بنتك اللي واقفه هناك دي.
ثم أشار ببده إلي تالين التي إبتسمت بخفه ثم أشاحت بوجهها بعيداً كعادتها فقال: ضحكت يعني قلبها مال.. والله العظيم مال.
_بتجول إيه يا زنخ إنت؟! و بعدين دي مواضيع نتكلم فيها جدام الناس!
نطق بها والد تيم غاضباً فقال ماهر: ماهو حضرتك أنا خلصت كل أجازاتي عليكوا يعني مش هعرف أنزل أسوان عشان أطلبها اليومين دول.. فقولت أستغل الفرصه.
قال العمده: سيبها لله يا ماهر و اللي فيه الخير يعمله ربنا.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد مرور شهر...
_أيوة يا بابا.. لا إن شاءلله بكرة هنزل.
=ضروري يا تيم.. خطيب أختك مستعجل و عايز يحدد ميعاد الفرح.
_حاضر والله.. النهارده بس أظبط حالي كده و أتفق مع الشيفات و الجرسونات علي اللي هيحصل خلال اليومين دول و أنزل.
=ماشي يا حبيبي تيجي بالسلامه ان شاء الله.
أبلغ تيم ماريا بسفره إلي أسوان و ذهب إلي المطار للعودة..
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
_طبعاً أنا عارف إنك مستعجل يا دكتور وائل و كأن الدنيا هتطير يعني!
قالها والد تيم حانقاً مخاطباً خطيب تالا الذي قال بتفهم: لا يا عمي الدنيا مطارتش ولا حاجه.. بس العمر هو اللي بيطير و أنا خاطب تالا بقالي سنتين.. و الحمدلله كل حاجه جاهزة يبقا نأجل ليه مش فاهم!
قال تيم: وائل كلامه صحيح يا بابا.. خير البر عاجله.. و بعدين وائل انسان محترم و احنا عارفينه يعني مش لازم نستني كل ده عشان نختبره.
أومأ العمده موافقاّ و قال: خلاص علي خيرة الله.. الفرح آخر يوم في الشهر ده.
أصدرت حسناء زغرودة فرحه و لكن كالعاده قطعتها عندما نظر إليها العمده شزراً.
بعد مغادرة'وائل' نادي العمده علي فتاتيه و أجلسهما علي قدميه كعادته منذ صغرهم ثم أخرج من جيبه سلسالين من الذهب و أعطي كل واحدة منهم سلسال و قال: السلسله دي مش عاوز واحده منكم تشيلها من رجبتها نهائي.. لحد ما إن شاء الله تتجوزوا و تخلفوا و تجوزوا بناتكوا كمان تهدوهالها يوم فرحهم.
أغدقتا الفتاتان والدهما بالكثير من القبل و الأحضان الذي قطعها تامر قائلاً: هو كله تالا و تالين مفيش الغلبان تامر.
قال والده: إيه عايز سلسله زي البنات يا سي تامر؟!
قال تامر مستاءاً: أكيد لا يعني يا حج.. بس كنت افتكرني بأي حاجه إن شالله سلسله حديد للكلب بتاعي.
قال تيم: لا دي سيبها عليا يا تيمو.. هوصي لك واحد معرفه يعمل لك أحلي سلسله و يكتب عليها إسمك كمان.
=و يكتب عليها إسمي ليه هو أنا اللي هلبسها؟!
ضحك تيم بشده و قال: لا عشان لو الكلب ضاع نعرف نرجعه.
_اه اذا كان كده ماشي.
نظر آليه الجميع بتعجب ثم إنفجروا ضاحكين....
