روايةعلى ذمة ذئب
الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون
بقلم اميرة مدحت
(( الفصل الثالث والعشرون ))
اجبر إيهاب عز الدين ان يتناول الطعام الذى احضره ، وعلى رغم انزعاج الاخير بسبب ذلك الإجبار إلا انه كان يبتسم بداخله على اهتمام رفيقه !!!!!
بعد دقائق .. خرج عز الدين من الغرفه وتوجه بخطوات شبه راكضه نحو غرفه ياسمين ، وامسك بمقبض الباب واداره
لينفتح الباب وقد رأى منى جالسه بجانبها وكأنها تنتظر ان تفيق ، فأخذ نفساً عميقاً وهتف بصوت رجولى خشن :
_ياريت تتفضلى انتى يا انسه ، وانا هقعد معاها !!
التفتت برأسها ونظرت له شرزاً واردفت بـ :
_ملكش دعوه ، واتفضل اطلع بره !!
اغمض عز الدين عينيه محاولاً ان يتمالك اعصابه وهتف وهو يصر على اسنانه :
_ انا مش عايز اتعصب ، انا اللى فيا مكفينى !!
نهضت منى ووقفت قابلته ونظرت له بغضب ، وهدرت بـ:
_ وهو ايه اللى فيك ؟؟ يا اخى ده انت راجل معندكش دم ، انت حيوان بشرى وو.....
لم يتحمل عز الدين وقد قرر ان يوقف حديثها ، لهذا بدون مقدمات امسك برسغها وقد اظلمت عينيه وظهر بريق مخيف ليهتف بهدوء مريب يثير الاعصاب :
_ انتى قد الكلام ده يا شاطره ، لولا انك صاحبه ياسمين لكنت عملت تصرف تانى معاكى !!
ثم التفت برأسه ناحيه الباب وهدر بصوت جهورى منادياً على شخص ما :
_ إيهاب ، إيهاااااب !!!
اسرع إيهاب فى خطواته عندما صاح عز الدين باسمه مره ثانيه وشعر ان هناك خطب ما بسبب نبره عز الدين التى كانت تحمل الكثير من الغضب !!!!
وصل اخيراً الغرفه وهتف بتسأول ممزوج بالقلق :
_ فى ايه يااااا
لم يستمع إليه ونظر لمنى نظرهٍ اخيره قبل ان يدفعها ناحيه إيهاب ، فكادت ان تسقط لولا يده إيهاب ، فنظرت لعز الدين
بغيظ وقد اشتعلت وجنتيها بحمره غضب، امّا عز الدين فهدر بصوت جهورى جعلها ترتجف بعض الشئ :
_خدها يا إيهاب من قدامى ، احسن انا عفاريت الدنيا والاخره بتلف حواليا !!!!
حاوطها إيهاب لكى لا تتقدم من عز ولكن هدرت بغضب وبتوعد وهى تشير بيدها :
_ والله العظيم ماهسيبك وو.....
كمم إيهاب فمها وهو مازال محاوط خصرها وهتف بنبره راجيه :
_ علشان خاطرى اسكتى ، انا مش هقدر عليه ، تعالى معايا دلوقتى نشرب كوبيتين ليمون ، تعالى !!!!!
هتف تلك الكلمه الاخيره وقد ترك خصرها وابعد يده عن فمها ليأخذها من يدها ، ولكن ظلت تنظر للأخير نظرات تحمل الغضب ، وغادروا الغرفه ليتبقى هو و ياسمين !!!
تنهد عز الدين تنهيده حاره والتفت ببطء وقد لمعت عينيه بدموع عندما نظر إليها ووجدها فى تلك الحاله المستكينه !!!
توجه نحو الفراش التى ترقد فيه ياسمين وجلس بجانبها وازسك يدها برفق ، ولم يشعر بنفسه إلا وهو ينحنى برأسه
ليطبع قبله عميقه على جبينها توضح ندمه الحقيقى وقد هبطت دمعه ساخنه من عينيه على جبينها ولكن مسحها بحنان
، ونظر إليها وهتف بنبره تحمل الحزن وعلى وجهه ابتسامه سخريه :
_ ايه يا ياسمين ؟!!! يعنى يوم ما اعذبك تعملى فيها انك قويه ، ويوم اللى احس فيه بغلطتى الاقيگى گده !!!
اخذ نفساً عميقاً ليخرجه بعدها ببطء محاولاً ان لا ينهار واردف بـ :
_عارف انك مش هتسامحينى بسهوله ، بس هفضل منتظر الكلمه دى لاخر يوم فعمرى واخر نفس فياا !!
بعد دقائق .. بدأت ياسمين تفوق من غيبوبتها المؤقته ، ولكن شعرت بتلك اليد التى تمسك يدها ولا تريد ان تتركها ابداً ،
وبدأت تحاول ان تفتح عينيها ولكن سرعان ما اغلقتهم بسبب تلك الاضاءه القويه ، ولكن حاولت ان تعتاد عليها !!!!
كا شارداً ولكن شعر بتحرك اصابعها الصغيره ، فالتفت برأسه مسرعاً ليراها انها قد افاقت، وتضع يدها على رأسها وتتأوه بألم ، لا يعلم ماذا يجب ان يشعر ؟؟؟
ايشعر بالسعاده لأنها افاقت. اطمئن عليها ، ام .. يشعر بالحزن لكون انه يراها فى تلك الحاله ، ولكن لم يجد سوى الحزن ، حيث انه شعر بنغزه فى قلبه !!!
فتحت ياسمين عينيها لتجده امامها فشعرت بالذعر ولكن هتف عز بابتسازه بسيطه :
_حمدالله على السلامه !
لم ترد عايه بل اشاحت بوجهها وبدأت دموعها الحاره تهبط وكأن اصبح الالم لا يريد ان يتركها او يفارقها ، وفجأه ..
انتفضت من مكانها عندما شعرت لاماسته التى كانت تمسح ،دموعها !!! فعندما رأها هكذا هتف بهدوء محاولاً ان يهدأ روعها :
_اهدى ، اهدى يا ياسمين ، انا مش هعملك حاجه !!!
ياسمين بسخريه من كلماته الاخيره :
_مش هتعملى حاجه؟!! انا من يوم ما عرفتك وانت بتعمل فيا حاجات مقدرش اوصفهالك ، ضرب ... إهانه .. وسب ..
واتجوزتنى غصب ، وكنت هتاخد الحاجه الوحيده اللى بامتلاكها لو مكنتش اتجوزتك ، وتقولى مش هعملك حاجه ؟؟ ايه ؟! فى ايه تانى تقدر تعمله فيا ؟؟ قول !! هتعمل ايه ؟؟
هتفت تلك الكلمات ببكاء وقد تعالت شهاقتها ، فنظر إليها عز الدين وقد تأكد انها لن تسامحه ، فهتف بصوت راجى :
_ياسمين ! اهدى ، اهدى وصدقينى انا مش هعملك حاجه !!
_ارجوك ابعد عنى وطلقنى ، ولو على بدران بيه ، فانا مش هروح الشركه تانى ولا هخليه يشوفنى ولو حد سألنى كنت
فين ، مش هجيب اسمك فالموضوع ، والله ما هجيب اسمك !!! بس انت سبنى ، سبنى بقاااا !!!!!!!
هتفت تلك الكلمه الاخيره بصراخ ممزوج بالبكاء ، وبسبب صرختها تلك ، اقتحمت صديقتها هو وإيهاب ، واتجهت نحو بخطوات راكضه وهتفت بصياح :
_ ياسمين !!
ثم احتضنتها وتركت العنان لدموعها التى ظلت تحبسها ولكن لم تستطع ان تصمد طويلاً واخذت تحتضنها بشده ليقترب إيهاب من عز الدين وهتف بصوت رخيم :
_ عز ! سبهم شويه مع بعض ، وده لو انت بتحبها بجد ، لانهم محتاجين بعض دلوقتى !!
عز بتفهم :
_ عندك حق !!
وبالفعل نهض وتوجه عز الدين برفقه إيهاب نحو خارج الغرفه ، واغلقوا الباب ليهتف عز الدين بجديه وبحده :
_اسمع يا إيهاب ، لازم تعرف ان ياسمين مراتى ومش هطلقها وهتيجى معايا الفيلا !!
_عارف ! وانا قولت الكلام ده لمنى بس الغريبه انها وافقت على الوضع ده وانها هتقنع ياسمين !!
_نعــــــم !!! وافقت على الوضع ، هى قالتلك كده ؟! حتى لو فعلاً قالت كده ! يستحيل ياسمين توافق !!
_عندك حق !! ربنا يستر !!
بعد مرور ساعه ونصف .. دخل عز الدين الغرفه هو وإيهاب ليروا انهم كانوا يتحدثون فى امراً هام ولكن توقفوا عن الحديث عندما دخلوا ، فهتفت منى بابتسامه :
_خلاص يا إيهاب ، ياسمين وافقت انها هتبقا تروح الفيلا !!!
إيهاب بشك : معقول الكلام ده ؟!
عز : احب اسمعها منها هى !
ياسمين بنظرات غامضه وابتسامه ماكره :
_طبعاً مش انت عايز كده !! وبعدين الست لازم تروح لبيت جوزها ولا ايه ؟!
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(( الفصل الرابع والعشرون ))
لم يعلم ما ذلك الشعور الذى سيطر عليه عقب استماعه لجملتها الاخيره ، شعر بعد الارتياح وريبه فى ذات الوقت ، ولكن ابتسم بداخله ابتسامه ماكره وخبث ، ورأى انها فرصه ثمينه ليتقرب منها ويجعلها تعطيه قلبها قبل جسدها ولكن كان يعلم ان ذلك الامر سيستغرق وقتاً !!!!
نظرت إليه ياسمين بابتسامه تملأها الغموض والمكر فهى لن تتركه ابداً قبل ان تنتقم منه !!!
عز الدين بريبه :
_ياترا ايه اللى خلاكى توافقى كده بكل سهوله ؟؟ ده انتى من شويه كنتى طالبه الطلاق ؟!!
ياسمين بجفاء :
_مش لازم تعرف !!!
زفر عز الدين انفاسه بضيق ، رفع إيهاب يده ونظر إلى ساعه يده ليهتف بصدمه :
_ ينهار ابيض ، ايه يا جماعه !! احنا اتأخرنا جداً ، الساعه دلوقتى 11:30 م
منى بصدمه واندهاش :
_ ايـــــه !!! دا أنا أتأخرت أوى !! أنا لازم امشى !!
عز بابتسامه وهو يضع يده على كتف صديقه :
_طب متنساش تستلم شغلك بكرا ، مرضتش اشغل حد مكانك ؟!
إيهاب بابتسامه وهو يحتتضنه :
_ ربنا ميحرمنيش منك يا صاحبى !!
تراجع عنه عز الدين وهتف بابتسامه :
_ولا يحرمنى منك يا إيهاب !
إيهاب بجديه وهو يوجه حديثه لـ منى :
_ يالا يا منى عشان اوصلك ، يعنى مش معقول اسيبك تروحى بليل لوحدك فى المعاد !!!
منى وهى تومأ رأسها :
_ أوك ، بس لحظه اسلم على ياسمين !!!
أقتربت منى من ياسمين وانحنت بجسدها قليلاً لتعانقها بشده واخذت تهتف :
_هتوحشينى اووى يا ياسمين !! متقلقيش يا حبيبتى ، أنا هاجى بكرا أن شاء الَّله عشان اطمن عليكى !!
_أوك يا حبيبتى !!
ابتعدت عنها منى ونظرت لها بابتسامه ولكن سرعان ما تلاشت عندما وجدت عز الدين يجلس على المقعد الذى يقع بجانب الفراش ، فاردفت بحده :
_ انت ايه اللى مقعدك هنا ؟! انت مش هتروح ؟؟
عز وهو يشير بيده متسائلاً ببرود :
_وانتى مالك ؟!
منى بغضب :
_هو ايه اللى انا مالى ؟؟ انا صاحبت ياسمين يعنى خايفه عليها ، وانا خايفه عليها دلوقتى من واحد زيك !!
هب عز الدين واقفاً ووقف قابلتها ، ونظر إليها بنظرات تحمل القسوه واردف بعصبيه :
_اولاً مفيش حد فالدنيا دى هيخاف عليها قدى !! لو وزنتى خوفى وخوفك هتلاقى خوفى اكتر منك بمليون مره !! امّا علشان انتى صاحبتها ، فانا جوزها ، وحطى تحت الكلمه دى مليون خط ، لأن ده امر واقع !!
إيهاب بببعض من الغضب وهو يقترب منهما :
_فى ايه يا منى ؟؟ انا قولتلك ايه الصبح ؟! قولتلك ملكيش دعوه بعز واللى بيعمله ! مش من حقك تدخلى فاللى بيعمله ؟!
منى بنظرات تحمل الضيق :
_ يا إيهاب اناااا
قاطعها إيهاب بنبره حازمه :
_ ولا كلمه ، يالا علشان اوصلك ، اتفضلى قدامى !!
لم تستطع منى ان تتحمل فهتفت بعصبيه وقد لمعت عينيها :
_ وانا مش عايزه من حاجه ، اوعى من قدامى !!
ثم دفعته لتركض مسرعه لينظر إيهاب لكلاً من عز وياسمين :
_ انا همشى يا جماعه !! ويارب الحق المجنونه دى !
عز : ربنا معاك !
تحركت منى نحو الخارج وهى تشعر بالغضب ولحقها إيهاب ليتبقى فى تلك الغرفه عز الدين وياسمين !!!
********
خرجت منى من المشفى بخطوات راكضه وقد تحول غضبها إلى اختناق وبكاء ، فبدأت تهبط دموعها بغزاره ، فهى لم تعتاد على هذا الغضب الذى وقع عليها من إيهاب !!
شعر إيهاب بتأنيب الضمير ونغزه فى قلبه ، فأخذ يصيح بأسمها ولكنها لم تعبأ به واكملت طريقها وقد تسارعت خطواتها وبدأت تركض وهو يركض أيضاً خلفها ، وإذا بها لم تشعر بنفسها انها كادت تصطدم بأحد السيارات ، لولا ذراعه القويه التى احاطت خصرها وابعدها عن تلك السياره ليعانقها بشده ، واخذ يستنشق عبيرها ، امّا هى فلا تعلم ما الذى حدث ليجعلها فى تلك الحاله ، لقد كانت على وشك الموت ، فتوقفت عقارب الساعه فى تلك اللحظه !! لا يعلموا ما الذى الحدث وكم مر من الوقت على هذا العناق ولكن الذى علموا جيداً ان ذلك العناق كانوا بحاجه إليه !!
ابتعد إيهاب عنها وقد وضع جبينه على جبينها وهتف بهمسٍ عاشق :
_ أنا أسف ! اسف يا حبيبتى !!
استمعت إلى اعتذاره الرقيق وقد اغمضت عينيها وتحاول ان تضبط انفاسها ، فأبتعد عنها إيهاب واردف بابتسامه :
_يالا عشان انتى اتأخرتى اوى !
اومأت منى رأسها وهى تشعر باستحياء على ما حدث منذ ثوانى ، واخذت تلعن ذلك العشق الذى جعلها بحاجه إلى ذلك العناق !! وتحركوا نحو السياره ليجلسوا بداخلها !! وتنطلق السياره مسرعه !!
*********
زفرت انفاسها بضيق وهى تراه يجلس بجانبها وكان يحمل صينيه ، اغمضت عينيها بتعب وارهاق ، فلقد اصبح وجهها شاحب وجسدها هزيل ولكن لم يتسبب هذا إلى نقص جماله ، اشاحت هى وجهها للناحيه الاخرى ، فرفع نظراته لها ومد يده الممسكه بالمعلقه وقربها من فمها حتى لمسه ليجبرها على فتح عينيها ، وبالفعل فتحت لتنظر له بطرف عينيها ، فنظر لها بحده وصرامه ! فتنهدت وفتحت فمها فادخل المعلقه فى فمها واخرجها لتبلع الحساء ومن ثم عاد وكرى فعله ، فنظرت بضيق وهتف قائله :
_ مش عايزه اكل !!
عز ببرود :
_مش بمزاجك !
_هو ايه الى مش بمزاجى !!
_يعنى يا مراتى يا حبيبتى ، انتى محتاجه تاكلى اكل فيه فيتامينات عشان تسترجعى قوتك ورجلك تخف !!
_قولتلك مش عاوزه ، وبعدين انت كنت بتنتقم منى ! عاوز منى ايه دلوقتى !!
عز وهو يعض على شفتيه بقوه :
_ عمرك ما هتفهمى !
ثم تابع ولكن بأمر :
_ ويالا كلى ، لأنى مش هسيبك تنامى إلا لما الاليكى خلصتى اللى فطبق ده !
ياسمين بألم وهو تضع يدها على بطنها ؛
_بطنى وجعانى ، ووجعانى جداً ، ومش هقدر اكل معلقه واحده !!
_ عشان كده بقولك انك لازم تاكلى ، لانك لو مكلتيش هتفضل وجعاكى ، فكلى دلوقتى عشان ترتاحى لما تصحى من النوم !!
_ انت عاوز تساعدنى ليه دلوقتى ؟؟
_ بعدين ، بعدين هتعرفى !!
هتف تلك الكلمه الاخيره بألم ، لينقل بصره للطبق واكمل اطعامها ولكن بعنوه !!
بعد مرور فترة وجيزة .. غاصت ياسمين فى نوم عميق ليتنهد عز الدين وجلس على المقعد وظل يتأملها فتره طويله ، فهو لم يشعر بمرور الوقت !!
ولكن عند الساعه السادسه صباحاً .. كاد ان ينام ولكن انتفض من مكانه عندما صوت تأوها ، فاقترب منها ونظر لها بفزع :
_ ياسمين .. ياسمين .. مالك يا حبيبتى ؟!
كانت تتململ بجسدها وتضع يدها على معدتها وهى تقول بألم ومازالت مغمضه عينيها :
_ آآآآآه بطنى !! آآآآآه بطنـــــــــى !!! مش قادره !!
تذكر سريعاً حديث الطبيب بأنها تحتاج إلى فيتامينات وإذا حدث لها ألم فى البطن فهو شئ طبيعى ، وانها يجب ان تاخذ علاج مخصوص !
فبسرعه البرق اخرج ( الحبايه ) ووضع يده خلف ظهرها ليرفعها قليلاً وهتف بحنان :
_حبيبتى ، اهدى وافتحى بؤقك !!
كانت هى بين اليقظه والنوم فلم تستمع إليه فاضطر ان يدخل المسكن بداخل فمها وامسك كوباً من الماء وبدأ يسقيها فابتلعت هى ما لجوفها ليبعد يده على ظهرها ، وتنهد براحه ليجلس وبدأ يمسد على شعرها بحنان !! وامسك يدها ورفعها ليقبلها بعمق واخذ ينظر إليها ويتأملها !!!
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
(( الفصل الخامس والعشرون ))
_ فى صباح يومٍ جديد !!!
_فى احد المستشفيات الراقيه !!
وصل إيهال ومنى إلى المشفى ، واتجهوا مسرعين نحو بخطوات مسرعه نحو غرفه ياسمين ، امسكت منى بمقبض الباب وكادت ان تفتح الباب ، ولكن منعها إيهاب عندما هتف بجديه قائلاً :
_ منى ! زى ما قولتلك !! ولا كلمه مع عز !!
ابتسمت منى واردفت بنبره تحمل الرقه والهدوء :
_ حاضر يا إيهاب !!
إيهاب بابتسامه ساحره :
_ حضرلك الخير يا روح إيهاب !
ابتسمت منى بخجل ونظرت له نظرهٍ اخيره قبل ان تفتح الباب ، لتدخل بهدوء وخلفها إيهاب ، ليتفاجأ الاثنين بأنهم ما زالوا يغصون فى نومٍ عميق ، خاصهٍ عز الذى كانت رأسه على الفراش وممسك بيد ياسمين ، وكأنها علامه بأنه لا يريد تركها وانها ملكه ، ويبدوا عليه بأنه غاص فى النوم منذ قليل !!
منى باندهاش وهى تنظر لـ عز الدين :
_ايه ده !! ده شكله سهر امبارح ومنمش غير من شويه !!
إيهاب غير مصدق :
_ معقول !! انا مش مصدق !!
منى بتساؤل وهى تنظر إليه :
_مش مصدق ايه ؟!
_ معقول عز فضل يأكل ياسمين !!
منى وهى ترفع حاجبيها للاعلى :
_نعــــم !!
_ اه والله ، لان الطبق هناك اهو !!
_ايوه عندك حق ، وخصوصاً ان ياسمين ماكلتش امبارح غير قليل ومكنتش قادره تمسك المعلقه ، لان اعصابها كانت تعبانه وكانت قوتها ضعيفه !!
_طب تعالى نصحيهم !!
أقترب إيهاب من عز الدين ، ووضع يده على ذراع رفيقه ليهزه برفق وهو يقول بابتسامه بسيطه :
_ عـز !
انتفض عز الدين من مكانه على اثر اللمسه وقد هب واقفاً وكأن هناك عقرب لدغه ، وهتف بذعر :
_ايه ! فى ايه ؟؟ ياسمين كويسه !!!
هتف كلمته الاخيره وهو يوجه انظاره على ياسمين ، ليهتف إيهاب وهو يجبره على الجلوس :
_اهدى يابنى ! ياسمين كويسه وزى الفل !!
جلس عز الدين على المقعد مجدداً وقد وضع رأسه بين راحتى يده ، ليقول بعد ثوانى وقد رفع رأسه موجهاً حديثه لإيهاب بتعب :
_كويس انك جيت يا إيهاب !! ياريت تجبلى فنجان قهوه زياده !! لانى مش قادر ارفع دماغى !!
_ماشى هجبلك القهوه ، بس يالا قوم اغسل وشك ، وخد الكيس ده فى اللبس جبته من الفيلا عندك ، روح غير بقا اللى انت لبسك اللى مليان دم ده !!
قطب عز الدين حاجبيه ووجه انظاره على قميصه الاسود اللون الذى يرتديه ، فوجد بالفعل الكثير من الدماء التى كانت من تلك المسكينه !! فنظر لياسمين نظره واضحه وهى الندم ، لم يقرأها احد إلى صديقه !! اتجه هو بخطوات شبه ثابته نحو المرحاض ليبدأ بتغير ملابسه !!!
إيهاب موجهاً حديثه لـ منى :
_بقولك ايه يا منمن !! انا نازل اجيب قهوه ، تحبى اجبلك حاجه تشربها !!
_لالأ شكراً مش عاوزه !!
_طب خليكى بقا مع ياسمين !
_اوك !
اتجه إيعاب نحو باب الغرفه ليدلف إلى الخارج ، فتحركت منى نحو المقعد الذى كان يجلس عليه عز ، وجلست ، لترى ياسمين انها قد استيقظت من النوم ، فهتفت بابتسامه :
_صباح الخير يا ياسمينا !!
_صباح النور !
قالتها وهى تحاول ان تعتدل بجسدها ولكن لم تستطع بسبب الالم الذى شعرت به فى قدمها ، فساعدتها منى على الاعتدال ، واردفت بـــ :
_اخبارك ايه دلوقتى ؟؟
_لااا احسن بكتير ، انا قبل ما انام كانت بطنى وجعانى اووى ، بس الحمدالله بقيت احسن دلوقتى !!
_ طب الحمدالله ! قوليلى بقا ؟ هو عملك اى حاجه ؟؟؟
_لأ معملش حاجه !!
خرج عز الدين من المرحاض وهو يجفف وجهه بالمنشفه القطنيه التى احضرها إيهاب له ، ووقف امام الفراش وهتف بجديه :
_صباح الخير !!
ياسمين بجفاء وهى تشيح بوجهها للناحيه الاخرى :
_صباح النور !!
جلس عز الدين وتنهد ، ليوجه ابصاره مجدداً لياسمين وهتف بقلق :
_عامله ايه دلوقتى ؟؟
ياسمين باقتضاب :
_كويسه !
_دايماً
قالها وهو ينهض متحركاً نحو خارج الغرفه ، وبالفعل خرج ليقابل فى طريقه .. طبيب الذى كان مسئولاً عن حاله ياسمين ، فاستوقفه عز قائلاً ولم تختفى ملامح قسوته :
_ لحظه !! اقدر اعرف المدام هتخرخ امتى ؟
_انا هكتبلها الخروج النهارده ولو تحب دلوقتى ! لان حالتها مستقره بس المهم انها متتحركش لمده اسبوع !!
_ماشى ، اتفضل انت !!
غادر الطبيب من امامه ليتجه عز الدين نحو المصعد ، ضاغطاً على زره بقوه ، وهو يفكر فى امراً ما !!!
بعد دقائق ... وصل إيهاب وهو يحمل القهوخ ودخل الغرفه وهو يقول :
_اهو يا عم جبتلك القهوه و...
ابتلع بقيه كلماته عندما وجد انه ليس بالغرفه ، فقطب حاجبيه بتسأول :
_هو راح فين !!
ردت منى قائله :
_معرفش ، هو خرج من الاوضه من شويه ومحدش عارف راح فين ؟!
إيهاب باستنكار :
_بعنى انا تعبت اعقبال ما جبت القهوه وفالاخر دى تبقى النتيجه !!
سمعوا صوت طرقات على الباب ، فاتجه إبهاب نحو الباب وفتحه ليرى عز الدين يدخل ويحمل بعض الاشياء ، فتسأل إيهاب قائلاً :
_ايه يا عز ، كنت فين ؟؟
تجاهله عز الدين واردف لــــ منى بجديه :
_انا جبت لبس لياسمين ! ياريت تساعديها فى البس ..
ثم اكمل حديثه بنفس النبره وهو ينظر لـ ياسمين :
_لانها هتخرج من المستشفى النهارده ودلوقتى !!
ثم وجه بصره وحديثه لإبهاب :
_يالا يا إيهاب نخرج ونستناهم بره !!
_ يالا
وبالفعل تحركوا نحو الخارج ، لتهتف منى :
_هتعملى ايه دلوقتى !!
ياسمين بتوعد :
_ ده كويس جداً ، علشان اخد حقى ! وانتقم منه ، فكل ألم حسيته بسببه !!
بعد مرور ثلاثون دقيقه .. كانت منى غادرت من الغرفه ، فلم تستطع ياسمين ان تقف ، فجلست على الفراش وبدأت دموعها تهبط ببطء على ذلك الالم الذى تشعر به فى قدمها ، خاصهٍ ان الالم يشتد عليها ، لتصرخ صرخهٍ بسيطه ، وفى ذات الوقت نفسه .. كان الباب ينفتح ليدلف عز إلى الداخل بعد ان ابلغته منى ان ياسمين انتهت من ارتداء ملابسها ، ولكن عندما رأها فى تلك الحاله ، شعر بالفزع والذعر فى آن واحد ، فأقترب منها وجثى على ركبتيه ليسمعها تقول ببكاء :
_آآآآآه رجلى !!! مش قادره !! آآآآه
عز بضيق ممزوج بالخوف :
_وانتى ايه اللى وقفك اصلاً ؟؟ الدكتور قال مفيش حركه بذات النهارده وبكرا !!
_آآآآآه مش قادره !!
نهض عز الدين وزفر انفاسه بضيق ، ولكن انحنى بجذعه قليلا ليضع ذراعه اسفل ركبتيها وذراعه الاخر على خصرها ليحملها بين ذراعيه ، لتشهق بصدمه وقد تناست الامها لتقول بغضب :
_لأ نزلنى ، بقولك نزلنى !!
عز بصرامه وهو متوجهاً نحو الباب :
_ لأ
ياسمين بغيظ :
_اووف
عز ببرود يثير الاستفزاز :
_على فكره الجو مش حر !!
كتمت ياسمين غيظها بصعوبه ، امّا عز الدين فخرج من الغرفه ، ونظر لإيهاب بصرامه :
_ انا خلاص رايح الفيلا انا وياسمين ، روح انت شغلك ،ده بعد طبعاً متوصل منى !!
منى بغضب :
_ليه يعنى ؟؟ هو انا مش هروح معاكوا عشان اطمن على ياسمين !!
إيهاب بحده :
_منى ، احنا قولنا ايه ؟؟ يالا بينا !
منى بضيق :
_حاضر !!
سبقهم عز الدين وغادر من امامهم ، وتحرك نحو المصعد ودخل ، وبعد ثوانى. .. انفتح المصعد ليخرج عز الدين وهو حاملاً ياسمين بين ذراعيه وتوجه نحو سيارته وفتح الباب الامامى بصعوبه وادخلها برفق حذر ، ليهتف :
_ قاعده كده كويس ؟
_اه الحمدالله !
_تمام
قالها وهو يغلق باب السياره ودار حولها ليركب خلف المقود وضغط على دواسه البنزين بقوه لتنطلق نحو فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!
