رواية ملاك الاسد الفصل الاخير بقلم اسراء الزغبي


 ملاك الأسد (صغيرتى)

الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون

 بقلم إسراء الزغبى

حلقة خاصة ١ الخاتمه

نائم بحزن وغضب ... لا يعلم أيحزن على حاله أم حالها ... يغضب من نفسه أم منها ..... يشعر بالاختناق الشديد ... يشعر برغبته فى البكاء ... لأول مرة يكره كبرياءه المانع له من البكاء


نظر بجانبه ليجدها تعطيه ظهرها متصنعة النوم


زفر للمرة التى لا يعلم عددها ..... لأول مرة تنام بعيدة عنه ولو بعدد من السنتيمترات ..... استمع لشهقات خافتة ليتفتت قلبه ..... مد يده بتردد لظهرها ولكنها ابتعدت أكثر


أغمض عينيه محاولا الهدوء سرعان ما فتحهما وهو يسحبها بعنف فوقه


تجمعت الدموع بعينيه ما إن رآها ..... اللعنة عليك أسد ..... ماذا فعلت بملاكك ومعشوقتك الصغيرة 


تطلع لوجهها الأحمر من البكاء ... تغمض عينيها بعنف ومازالت دموعها تهبط


اعتدل ببطئ متمسكا بخصرها كى لا تقع من فوقه حتى جلس وهى بأحضانه


أحاط وجنتها بكفه ليرفع وجهها ويضع جبينه على جبينها


أسد بحزن: آسف 


فتحت عينيها ببطئ ونظرت له بقهر ولوم ليزفر بعنف


همس ببكاء وعتاب: آسف على إيه ... إنك حبستنى فى الأوضة عشان مروحش معاك الحفلة ... قولتلك هفضل جنبك ... اترجيتك إنك تاخدنى معاك ... قولتلك إنى مخنوقة من قعدة البيت ... وإنت كل اللى عملته إنك عشمتنى إنى هروح ... وفى الآخر أتفاجئ إنك قفلت عليا بالمفتاح ... وجاى دلوقتى وعايزنى أسامحك عادى وأنام فى حضنك ... إنت طول عمرك متملك وبتغير جامد بس ولا مرة حبستنى ... ولا مرة عزلتنى عن العالم ... إيه اللى حصل المرة دى


أسد بغضب: فى إيه ... ما إنتى واخدانى وإنتى عارفة إنى كدة ... عارفة إنى متملك فيكى ... عارفة إنى بغير عليكى من أقل حاجة حتى من ولادنا ... إيه اللى اتغير يعنى ... رايحة تتنمردى عليا المرة دى ليه ... إنتى طول عمرك راضية بيا ... إيه اللى جد يعنى ... ولا ... لاقيتى حد من سنك وعجبك ... ها انطقى ... قولتى أسيب جوزى العجوز وأروح لحد من سنى ... بس ده على جثتى فاهمة ... فااااااهمة


صرخ عليها وضغط على خصرها بشدة وهى تبكى أكثر وأكثر


همس بصراخ ونبرة متقطعة: إنت مرييييض ... مرييييض ... إنت عارف قد إيه أنا بعشقك ... عارف إنى هفضل أختارك إنت دايما ... عارف إن قلبى ملكك إنت وبس ... ليييييه مصر إنى مش بحبك ... بقالك إسبوع بتعاملنى كدة وأنا ساكتة ومستحملة ..... بس إنت ولا بت ...


قاطعها صارخا: آااااه إنتى اللى عايزة تطلعينى مريض عشان تتهنى ... عايزة تشوفى حياتك بعيد عنى ومع غيرى .... عشان إنتى خااااااينة 


نظرت له بصدمة شديدة وهى غير مصدقة ... يستحيل أن يكون أسدها ... مستحيل


نظر لها بذهول وصدمة هو الآخر فسقطت دمعة على وجنته ... كيف نطق هذا الكلام ... كيف قال ذلك على ملاكه 


دفعها بسرعة من فوقه يأخذ قميصه يرتديه وانطلق جريا للخارج وسط ذهولها 


دقيقة واحدة وظلت تصرخ وتبكى تنتفض فى مكانها وتشد شعرها حتى كاد ينقطع فى يديها


___________________________


استيقظ كل من بالقصر على الصراخ ليهرعوا راكضين لغرفة أسد


دخل الجميع فذهلوا مما تفعله 


خرج سامر سريعا ما إن رآها بقميص النوم بينما أخذ سعيد وترنيم الأطفال للخارج قبل أن يروها بهذا الوضع من الانهيار


حاول الجد ومجدى تهدئتها ولكن لا حياة لمن تنادى 


ماجد صارخا: كتفها يا حمدى دى هتموت نفسها


حاولوا تثبيتها ولكن تشنجها كان أقوى منهم 


دخل سعيد وترنيم مرة أخرى يحاولون تكتيفها حتى نجحوا ولكنها استمرت بالصراخ والبكاء


صدم جبينه بجبينها بقوة حتى فقدت وعيها 


حمدى بدموع وهو يحملها ويضعها على الفراش: اطلبوا الدكتورة بسرعة 


ماجد بعصبية: والله لأوريك يا أسد ... إنت زودتها أوى 


سعيد بحزن : يمكن مش هو السبب يا بابا


ماجد بغضب: مش السبب ... إنت مقتنع باللى بتقوله ... هو السبب فى كل حاجة ... كذا مرة حذرناه إنها ضعيفة ومبتستحملش أى ضغط ... وأنا متأكد إنه السبب فى اللى حصل ... وبعدين لو مش هو السبب فيا ترى راح فين البيه فى الوقت ده


أخفض الجميع رأسه بحزن يعلمون صحة كلامه


خرجوا منتظرين الطبيبة حتى أتت وفحصتها 


الطبيبة : يا ماجد بيه ده انهيار عصبى .... وأنا حذرتكم كذا مرة إن محدش يضغط عليها ..... حاولوا تكونوا جنبها دايما ... دى مهدئات تاخدها كل أما تحس بانفعال شديد 


خرجت الطبيبة ليزفر ماجد بعنف وغضب


سامر بتوتر: جدى .... بصراحة أنا بعت رسالة لأسد إن الصغيرة تعبانة 


ماجد بعصبية: ليييه


سامر بتبرير: حضرتك عارف إن العلاج مش المهدئات دى لا العلاج هو أسد


ماجد متجاهلا إياه: معلش يا ترنيم يا بنتى اقعدى معاها لغاية أما البيه يشرف وأنا هاخد الولاد يباتوا معايا فى أوضتى 


ترنيم: حاضر يا جدو


التفت ماجد للذهاب لغرفته ليجد أطفال أسد وحفيدته أمامه يبكون


ماجد بحنان: مالكوا يا عسلات


ليث ببكاء: ماما تعبانة


ماجد: لأ يا حبيبى هى بس عايزة تنام .... يلا يا حبايبى عشان هحكيلكم حدوتة وهتناموا معايا


ملوك: بجد يا جدو


ماجد بحب: أيوة يا روح جدو .... يلا


تحرك معهم ليجد ذلك الصغير ينظر له بدموع 


ماجد: فى إيه يا حيدر ... ما أنا قولتلك إن ماما عايزة تنام


نفى حيدر رأسه بعنف يمط شفتيه ببراءة ودموعه تسقط على وجنته


حيدر ببكاء: إنت بتكتب عليا ... ماما تحبانة ... أنا ثوفتها وهى بتثوت


نظر له ماجد بانبهار ... سبحان الله ... كأنه يرى أسد أمامه ... حيدر هو نسخة طبق الأصل من أبيه سواء فى الشكل أو الجوهر ... يكفى أنه ورث التملك وعشق تلك الملاك من أبيه


هو الأصغر من بين أخوته ولكنه الأعقل .... لن تجدى المجاراة معه نفعًا


ماجد : طب اسبقونى إنتو


ذهب الأطفال جريا لغرفته 


ماجد بصبر: بص يا حبيبى ... دى مشاكل بسيطة وهتتحل ... بابا وماما زعلانين من بعض بس وعد بكرة الصبح هتصحى تلاقيهم كويسين ... ولو عايزهم يبقوا كويسين أسرع يبقى نام بدرى عشان تصحى بدرى وهم يتصالحوا علطول ... ماشى يا حبيبى


نظر له حيدر لثوانى قبل أن يبتسم ويركض بطفولة لغرفة ماجد صارخًا: تثبح على خير يا جتو


ابتسم ماجد له وتحرك لغرفته


تنهد حمدى وسعيد متطلعين لبعضهما بعجز 


دقائق بسيطة وكان كل شخص بغرفته 


___________________________


بغرفة أسد وهمس


تجلس بجانب همس النائمة تحتصن رأسها بحزن مربتة على شعرها


انتفضت بفزع ما إن رأت باب الغرفة يفتح بعنف


دخل بحالة يرثى لها وواضح أنه يتنفس بصعوبة


نظر للفراش فرأى ملاكه النائم


خرجت ترنيم فورا تاركة إياه فهى واثقة أنه لن يؤذيها أبدًا


تقدم ببطئ ودموعه تهبط حتى سقط على ركبتيه أمامها يبكى بعنف 


ينتفض جسده وشهقاته تعلو وتعلو حتى كادت تصبح صراخا


أسد ببكاء وهو يحتضن يديها بين يديه: ملاكى ... أنا آسف ... والله ماعرف أنا قولت كدة إزاى ... إنتى أجمل وأنقى واحدة أنا شوفتها وعمرى ماهشوف أنقى منك بس ... بس ...


ملاك بجمود: بس إيه


تطلع إليها بسرعه ليحتضن وجهها بين يديه 


أسد بلهفة: حبيبتى إنتى صحيتى أنا ك ....


ملاك: بس إيه ؟


ظلت دقائق تحاول الحفاظ على جمودها ولكن تهدمت أسوارها وهى تستمع لشهقاته


جلست على الأرض أمامه تزيل دموعه


همس بحنان: كمل يا أسدى ..... بس إيه ؟!


نظر لها بسعادة وعيناه متلألئة بالدموع سرعان ما احتضنها بقوة 


بادلته الاحتضان فورًا وهى تبتسم بخفوت ... ستعاقبه ولكن فى قوته ... تعلم أنه ضعيف الآن ... غدر منها أن تعاقبه وتبتعد عنه وهو بذلك الضعف ... ستساعده كالعادة أن تعود قوته ثم تناقشه وتعاقبه 


ابتعد عنها بعد مدة طويلة بعدما شعر بتحسنه


أسد بحزن: والله مكانش قصدى أقولك الكلام ده 


همس بحنان وهى تتلمس وجنته بيدها: أنا مش هعاقبك ولا هبعد عارف ليه


نظر لها بتساؤل مبطن بفرحة لتجيبه


ملاك بحب: عشان هتبقى أنانية منى إنى أعاقبك على لحظة ضعف منك ... أنا عايشة معاك أكتر من عشرين سنة ... عيط بسبك مرتين تلاتة بس ... هتكون أنانية منى إنى أبعد عشان الكام دقيقة اللى عيط فيهم ... لو إنت كنت زوج عادى كنت سيبتك من غير تفكير ... بس إنت أسدى ... أسدى اللى بيعمل أى حاجة عشان يفرحنى ... أسدى اللى بيحارب تملكه وأنانيته فيا عشان يسعدنى ... أسدى اللى بيخلينى أختلط مع الناس رغم إنه بيحس بنار جواه عشان يشوف ابتسامتى بس


أسد بعتاب طفولى: بس إنتى قولتى عليا مريض وإنى بحبسك


ملاك باعتذار : آسفة والله آسفة ... كنت غبية لما حكمت عليك حسب الأسبوع ده ... آسفة إنى نسيت كل السنين دى وبصيت للأسبوع ده ... بس أرجوك قولى إيه اللى حصلك ؟


أسد بحزن: زميل ليا ... أكبر منى بأربع سنين واتجوز بنت أصغر منك ... بيعشقها بس .... بس اتفاجئ إنها بتخونه مع واحد من سنها


شهقت بعنف .... ثوانٍ وأدركت سبب حالته


همس بلوم: وإنت مفكر إنى ممكن أعمل كدة


أسد بلهفة: لأ والله أنا عارف إنك بتحبينى بس غصب عنى بلاقى نفسى خايف


همس بصبر: بص يا حبيبى ... أنا بعشقك ومستحيل أحب حد غيرك ... إنت عشق طفولتى ومراهقتى وفى كل فترة فى حياتى هتفضل عشقى الوحيد 


أسد بسعادة: بجد


همس بزعل مصطنع: بس أنا لسة زعلانة وإنت لازم تتعاقب


أسد بلهفة: وأنا موافق .... إيه العقاب


تنفست ببطئ محاولة التحلى ببعض الجرأة ... اقتربت منه 


همس بخفوت: شوف إنت بتعاقبنى إزاى وعاقب نفسك بنفس الطريقة


نظر لها بصدمة سرعان ما اقترب منفذًا العقاب بأكمل وجه حتى تحولت ليلتهم السوداء لليلة تشهد على عشقهما 


_____________________________


حل الصباح واستيقظ العاشقان


بالطبع لم يخلو الأمر من مداعبات أسد وقبلاته لملاكه الخجول


مر بعض الوقت وقد تجهزا 


فتحا الباب وضحكاتهم تسبقهم للخارج لينظروا بذهول أسفلهم 


كان حيدر جالس على الأرض أمام الباب يربع قدميه ويستند بذراعيه على ركبتيه يسند وجهه على كفيه نائم ببراءة


نظرا لبعضهما باستغراب 


نزلا على ركبتيهما أمامه 


أسد بحنان وهو يهزه برفق: حيدر ... حيدر ... اصحى يا حبيبى


فتح عينيه بنعاس سرعان ما ظهرت اللهفة عليه وهو ينظر لوالديه


أسد بحنان وهو يملس على شعره: ها يا حبيبى ... نايم هنا ليه


حيدر باندفاع طفولى: مامى امبارح كانت ثحلانة منك وجتو قال إنى أول ما أصحى إنتو هتتثالحوا فثحيت بدرى عثان تتثالحوا بثرعة


نظرت له بحب شديد ... ترى نسخة مصغرة من أسدها 


احتضنه أسد قائلا: يسلملى قلبك الطيب ... وعد مش هزعل ماما تانى يا حبيبى


حيدر: بجت


أسد ضاحكًا: هههههه بتفكرنى بتشوه كلام أمك وهى صغيرة ... بس على العموم أيوة يا سيدى بجد 


ابتعد حيدر عنه واحتضن همس بشدة لتقهقه بحب حاملة إياه متجهة لأسفل


نظر لأثرهما بصدمة قبل أن يركض وراءهما بحنق طفولى يصيح بهما


أسد بصياح: إنتى يا بت ... سيبى الواد ماهو زى العفريت يقدر يمشى لوحده ... على فكرة مش من الاحترام إنك تمشى وتسيبى جوزك يا هانم ... أن .. آاااه يابن ال****


قال جملته الأخيرة بعدما وجد حيدر ينظر له ويخرج لسانه فى الخفاء كعادته


___________________________


وصلوا للسفرة فأخذ حيدر ووضعه على مقعد وحده


أسد بحزم: والله يا أوزعة لو اتحركت من هنا لأكون مشردك فى الشوارع


نظر له حيدر بغيظ طفولى يزم شفتيه


اتجه أسد لأطفاله وأطفال سامر يقبل كل منهم ثم عاد لمقعده


جلس بين حيدر وملاكه مانعًا التواصل بينهما يحتضن ملاكه بذراعه ويكاد يلتصق بها


ماجد بحزم: فى بينا كلام يا أسد


حمدى بعصبية: أيوة مي ...


همس بسرعة: جدو بابا لو سمحتوا .... كان سوء تفاهم واتحل خلاص


نظر لها ماجد وحمدى بخيبة سرعان ما تحولت لاستسلام .... هذا ما يجنيه أى أحد عند التدخل بين عاشقين


نظر أسد لها بفخر وعشق 


نقل بصره إلى أطفاله واحدًا تلو الآخر يشاهدهم يضحكون مع أجدادهم نقل بصره لسامر الذى يتغزل بزوجته ثم نظر لحيدر .... ذلك الشقى النسخة الصغيرة منه ... أصغر أفراد العائلة لكن يقسم أنه سيكون عمود هذه العائلة وسندها .... بالطبع بجانب أخيه ليث المرح ولكن وقت الجد يتحول لوحش كاسر ... لم ينسَ ما فعله ليث بتلك الخادمة التى حاولت التطاول على ملاكه بالكلام


كان ليثًا بمعنى الكلمة حتى أنه لم يضطر لفعل شىء لتلك الخادمة بعد ما فعله ذلك الليث


نظر لصغيراته الثلاث .... آه كم هم كائنات لطيفة مترابطة


عاد ببصره لملاكه الصغير ... تلك الطفلة العاشقة له والعاشق لها ... ظن أن عشقه لها سيجعلها مستهترة ... أنانية ومتخاذلة مع الوقت ولكنها وكالعادة أبهرته ... كانت وستظل نعم الزوجة


رفع رأسه عاليًا يشكر ربه كالعادة 


أفاق على يدها الناعمة التى حاوطت يده


نظر لها بابتسامة عاشقة تماثل ابتسامتها 


ضمها أكثر وأكثر هامسًا لها بعشقه 


بدأ يستمع لأحاديث عائلته الصغيرة وهو يحمد الله بداخله على نعمه وفضله عليه


التاسع والعشرون




ملاك الأسد (صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى

حلقة خاصة ٢


جالسة أمامه بين أحضانه يقرأون بتركيز ذلك المنشور على أحد مواقع التواصل وهو يحيطها بتملك

عقد حاجبيه بضيق وزفر 

- هم إزاى عرفوا كمية المعلومات دى عننا 

رغما عنها ابتسمت بسخرية

_ ههههه إزاى إيه يا أسدى؟! يا حبيبى ده إحنا أى مناسبة ولا أى حاجة لازم نخرج بفضيحة ههههه

عقد حاجبيه هو الآخر سرعان ما ارتاحت ملامحه وقد اقتنع بكلامها

ظهرت اللامبالاة على وجهه

- على رأيك يلا يروحوا فى داهية


ظلا على حالهما لدقائق وكل منشغل بالنظر لأى شيء بالغرفة مظهرين الملل لكن داخلهم يشتعلون 

لم يستطعا التحكم بنفسيهما لينفجرا معا

- إيه رأيك فى الكلام ده


حركت رأسها تجاهه متطلعين لبعضهما بصدمة حتى انفجرا ضحكا


أغلقت الحاسوب والتفتت إليه بكامل جسدها الرشيق تطالعه بفضول

- بص طبعا ده كلام فارغ وكدة بس عايزة بجد أعرف اللى كاتبينه وناشرينه على النت ده رأيك فيه إيه


تنهد هو الآخر مجيبا

- وأنا كمان عايز أعرف رأيك فى الأسئلة دى إيه

حمحت مستعدة للحديث لكن تراجعت سريعا منكمشة الملامح كالأطفال


- لا أنا اللى سألتك الأول متسع ... متسطب ... مست هووووف

ضحك عليها مكملا كلامها 

- متستعبطنيش

أضافت بلهفة

- أيوة بالظبط كدة


تنهد ملتقطا أنفاسه حتى لا يلتهمها للطافتها حالا

- حاضر يا ملاكى ها أجاوب على أنهى سؤال دول كاتبين كتير

- امممم مش فاكرة بصراحة كانوا كاتبين إيه ... آه افتكرت ... كانوا قايلين يومين وهتزهق منى وتشوفلك واحدة تانية 

ظهر الضيق على ملامحه

- ماشى وأنا مش هجاوب على السؤال ده عشان عشقى ليكى مش محتاج أبرره أبدا ولا أدافع عنه هو كافى يجاوب على السؤال ده


ابتسمت ببلاهة وعشق فأفاقت على حالها 

ضربت جبينها بعنف لتخرج من دوامة عشقه

أمسك يدها مبعدا آياها عن جبينها متطلعا إليها بعتاب


اقترب ببطئ فقبل جبينها لتغمض عينيها كالمخمورة

ابتعد عنها متحدثا بعتاب:

- متعمليش كدة تانى زمانها وجعتك


ضحكت بإحراج فقد آلمتها حقا لكن قبلته تفى بالغرض

بل أدته على أكمل وجه

توقفى أيتها الغبية فلتركزى 

- طيب كتبوا إنك ... إيه جبرك تتجوز واحدة أقل منك فى كل حاجة

زفر بضيق محاولا التحكم بنفسه

- ملاكى ما هو يا إما إنتى غبية وكنتى مخبية يا إما بتتغابى

ما هو نفس اللى قبله يا روحى وقولتلك مش هجاوب عشان عشقى مش محتاج أتناقش فيه

أنا بعشقك من وإنتى ٦ سنين ونص 

مليش دعوة ده صح ولا غلط بس أعمل إيه

إنتى دخلتى حياتى فى فترة كنت ضعيف فيه ... كنت إنسان مختل ... مش قادر يعمل أى حاجة غير إنه يتشعلق بأى أمل ... وكنتى إنتى الأمل ده


ارتمت بإحضانه ما إن اختنقت نبرته ليكمل حديثه


- والله العظيم عارف إنه غلط وغلط كبير كمان ... بس أنا مش آذيتك يا ملاكى ... أنا حميتك من كل حاجة حتى من نفسى ... حبى لطفلة غلط ... بس غصب عنى ... أعمل إيه ... لكن والله العظيم عمرى ما فكرت فيكى بطريقة وحشة ولا فكرت أغتال طفولتك مرة


ربتت على ظهره بحنان


- شششش بس يا حبيبى سيبك منهم ده كلام على الفاضى ... المهم دلوقتى أنا بحبك وعايزاك


ابتعد عنها مبتسما بسعادة حتى تذكر شيئا ما ليضيق عينيه


- بت شغل الحنية ده مش هينسينى يلا دورك تجاوبى ... هو ... هو فعلا أنا مقيدك ولاغى شخصيتك


تنهدت مبتسمة تجيب ببساطة


- أيوة


جحظت عيناه فزعا مبتلعا ريقه بصعوبة ... فتح فمه محاولا التفوه بكلمة ... بل حرف حتى لكن فشل كالعادة شعر بالاختناق الشديد ليستمع لبقية كلماتها


- بس أنا مش محتاجة شخصيتى فى حاجة ... بص يا أسدى فعلا إنت مقيدنى شوية ... أو كتير يعنى ... بس والله شكلى أنا اللى بقيت مختلة ... بحب تقييدك ليا ... بحب غيرتك الزيادة ... بحس نفسى حاجة غالية أوى أوى ... بعشق نظرتك لما تبقى غيران .... هههه بالذات من ابننا حيدر ... بتبقى عامل زى الطفل أكتر منه ... بتبقى باصصلنا بغيرة وعجز فى نفس الوقت ... اللى هو عايز تبعده ومش عارف ... أما شخصيتى فلو رجعتلى هعمل بيها إيه ... الشخصية محتاجينها عشان حاجتين نختار ونثور


وأنا ولا حاجة من دى محتاجاها


أختار إيه وإنت قبل ما أفكر بحاجة بلاقيك عاملهالى ... يبقى أختار إيه ... كل أما ييجى فى دماغى حاجة ألاقيك بقدرة قادر عاملهالى فى نفس اليوم


اللى هو مش مدينى فرصة يبقى نفسى فى حاجة أختارها


وهثور ليه ... حياتى فيها قهر وظلم مثلا عشان أثور ... إنت عمرك ما جيت عليا ... حتى غيرتك بقيت بتحاربها عشان خاطر متظلمنيش 


بفرح أوى لما أقولك عايزة أتفسح وألاقيك موافق تخرجنى فى مكان عام مليان رجالة بالرغم إن عينك شوية وهتطلع نار


عمر ما سمحت لغيرتك إنها تظلمنى يبقى هثور على إيه


ولما أنا مش محتاجة أختار حاجة هتجيلى لوحدها ولا محتاجة أثور على ظلم مش موجود


يبقى لازمة شخصيتى إيه


تطلع بعدم تصديق وسعادة لكل شيء بالغرفة وبالطبع هى


ارتفعت ضحكات صغيرة من قلبه قبل فمه 


ارتفعت ضحكات الفرح أكثر وأكثر لتشاركه إياها وهى تندفع لأحضانه 


احتضنها بحب ودمعت عيناهما .... قبل رأسها وجاء ليتحدث فوجد فوج من الغنم 


- بااااابى باااابى


اندفع الأطفال لأحضان الوالدين فسقط الجميع على الفراش ضاحكين


- ههههه براحة على أبوكم الكحيان


قالها أسد بضحك ممزوج بتألم فضحك أطفاله ببلاهة


اندفعت ملوك تنام فوق جانب صدره الأيمن وأخذت ملك مكانها على الأيسر


بينما نامت مليكة بصعوبة بالمنتصف 


تمدد ليث بين والديه


حاوطهم بيده حتى لا يسقطون من فوقه وحرك يده تجاه ملاك بالأخص ذلك الذى يتسرب كالأفعى لينام بأحضان والدته


وصلت يده أخيرا للصغير 


صرخ أسد بألم يشعر بتلك الأسنان الصغيرة تعض يده تكاد تقتلعها


- آااااه سيب إيدى يابن العضاضة سيب يااااااض خلاص والله حرمت بس سيبها


انفجرت الوالدة ضحكا عليهما تتلمس شعر حيدر بحنان ليقرر الصغير أخيرا ترك يد والده وينعم بدفئ أحضان ملاكه


أخذ يده سريعا بعيدا عن متناول ذلك الأفعى مردفا


- بتعضنى يابن همس ماشى والله لأوريك


أخيرا تحدث ابنه حيدر مغيظا إياه بإخراجه لسانه


- تثتاهل 


- بس يا حيدورى عيب يا حبيبى متتكلمش مع بابا كدة


- حاتر يا مامى


تطلع أسد إليهم بقرف


- حاتر يا مامى ... جاتك نيلة فى حلاوة أمك


انكمشت ملامح الصغير يكشف عن أنيابه مستعدا لمعركة أخرى فتراجع أسد محمحا


- احم احم ما خلاص يالا هتعيشلى الدور ولا إيه ... المهم ... مالكم هجمتوا كدة ليه علينا


تحدثت مليكة بلهفة


- يا بابى إحنا كنا بنلعب وبعدين قولنا كل واحد يختار شغلانة فى المستقبل بس ملك وملوك عايزين يشتغلوا شغلانتى ويقطعوا عليا


تحدثت ملوك الصغيرة باندفاع


- لا يا بابى قولتلها كل واحدة ليها شفت ومش هنقطع على بعض وهى مش راضية


أومأت ملك موافقة أختها ليتحدث أسد بابتسامة متسعة


- شفت ... حبايب بابى عايزين يبقوا دكاترة ... تربيتى ... شاطرين يا بنات


أردفت مليكة بصراخ


- دكاترة يااااااع ... دكاترة إيه يا بابى لأ طبعا دول ناس شريرة


عقد حاجبيه لتردف همس بابتسامة وتفهم


- آاااه عايزين تبقوا ممرضات ... طب حلو برضو


زفرت ملك بقلة حيلة من غباء الوالدين


- ممرضات إيه بس يا مامى


- أومال إيه يا حبيبة مامى


أردف الثلاث فتيات بنفس واحد


- رقاصات هيهيهيهي


اتسعت عينا الوالدين وانتفض أسد جالسا فكادت الفتيات يسقطن كالهلام


سقط مرة أخرى على الفراش كمن فقد وعيه وهو على الوشك الصراخ 


زفر عدة مرات محاولا الهدوء وعدم إخافتهن


- احم لا لا أكيد قصدكم حاجة تانية ... رقاصات رقاصات؟!


أضفن قائلات


- رقاصات رقاصات هيهيهيهي


- الععععععب


قالها ليث بغمزة ليتطلع أسد وهمس إليه بصدمة   


تحدث أسد وهو على وشك البكاء حسرة


- العب إيه ... العب إيه ألطم ... ألطم يا ناس 


كاد يضرب وجنتيه حرفيا بعد سماع نبرة ابنته الباردة


- يا بابا بلاش تبقى قفوش كدة الشغل مش عيب 


- مش عيييييب ... جايبين العيب نفسه وتقولولى شغل ... اتصرفى يا مدام فى عيالك أنا مش هتكلم


- طب اهدى بس يا أسدى ... حبايبى القطاقيط عيدوا الضحكة دى تانى بالله عليكم


- هيهيهيهي


- ههههههه طب عايزة أتعلمها ... علموها لمامى عشان خاطرى


شعر بالدوار حرفيا ... علم الآن تلك الجينات المعتوهة جاءت ممن 


تكفى تلك المهذلة فلينهيها حالا


- بااااااااس الله فى إيه ما تحترموا نفسكم ... وإنتم يا رجالة البيت موافقين على كلام أخواتكم المنحرفين دول


تحدث حيدر محبوب والدته بهدوء


- بث يا بابى متقلقث خاااالث أنا وليث هنثتغل ظباط


اتسعت ابتسامة أسد مزامنة مع اتساع عينى همس


- إيه ظباط ... لا لا لا بخاف منهم


نهرها أسد سريعا


- اسكتى يا بت ... أنا قولت فعلا مخلفتش غير رجالة ... بصوا يا حبايبى أنا مش ضامن البنات دول فلو كبروا وعملوا كدة اقبضوا عليهم ... هههه اوعوا تفكروا هزعل ... والله ما هزعل


نطق ليث بيأس


- يا بابى مالك بقيت غبى كدة ليه مش الظباط دول


قرب رأسه من ابنه منتظرا إياه يكمل حديثه الذى يتمنى لو لا يكون ما يتوقعه


تحدث ليث وحيدر بفرح


- ظباط/ ثباط إيقاع


اندفعت الفتيات 

- هيهيهيهي

نهض مسرعا صارخا بغضب لتسقط بناته أرضا بعنف متألمين بينما اندفع حيدر وليث راكضين للخارج

- تعالوا يا ولاد ال....

ركض خلفهم وهم يتعثرون بكل مكان وكل قزم يأخذ اتجاهات عديدة بينما والدتهم تركض معهم بمرح وضحكاتها تعلو وتعلو

                     تمت بحمد الله

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>