روايةعلى ذمة ذئب
الفصل الرابع والخامس
بقلم اميرة مدحت
كان عز الدين متابعاً حالتها وهو يشعر بانتصار ولكن عندما رأها تغمض عينيها علم ما هو المصير المؤقت التى تتجه نحوه ،
وبالفعل خارت قواها ولكن كانت ذراعه القويه أسرع إليها حيث التقطها بمهاره وخفه بذراع واحده ومن ثم وضع هاتفها فى جيب بنطاله بالذراع الاخرى .
صرخت منى بأسمها وقد تركت العنان لدموعها وجثت على ركبتيها وهى تهتف وتردد بأسمها .
امّا إيهاب فصدم ولم يسطتع ان يتحرك خطوه واحده ، فالصدمه شلت حركته واخذ يتسأل ام من المعقول انها ذهبت إلى ذلك المصير المؤقت بسبب ما رأته ..
نظر إليها عز الدين نظرةٍ اخيرة وقام بحملها بخفة وهو يتجه مسرعاً نحو سيارته ولحقه إيهاب ومنى ..
إيهاب موجهاً حديثه لمنى : انتى صحبتها ؟؟!
منى بدموع وقلق : ايوه
إيهاب : طب اركبى ورا
وضع عز الدين ياسمين بداخل سيارته فى المقعد الخلفى فركبت منى لتكون بجانب ياسمين ، امّا عز فركب فى مقعد
القياده وجلس إيهاب بجانبه منطلقين نحو احدى المستشفيات ..
_ودوها مستشفى***عشان انا اللى هكشف عليها
هتفت بها منى بتوتر وقلق فهتف إيهاب بتسأل :
_هو انتى دكتوره؟!
_ايوه
عز بجديه : ماشى انا هروح هناك ..
اخذت تنظر له منى بريبه وهى تشعى ببعض من الخوف فهذا الشخص يبدوا عليه القسوه.
بعد مرور دقائق معدوده وصل عز الدين للمشفى ، وصف سيارته بجوار المدخل ثم ترجل منها وفتح الباب مسرعاً
لياسمين وحلها عن الحزام الامان ثم انحنى قليلاً ناحيتها ووضع ذراعيه خلف رقبتها والزراع الاخرى ايفل ركبتيها ثم
حمل ياسمين إلى داخل المشفى ولحق به إيهاب وكذلك منى..
اسرعوا نحو غرفه الطوارئ ووضعوها بالداخل ، وخرج عز الدين وإيهاب ماعدا منى التى بدأت بكشف حاله ياسمين ..
بعد قليل .. خرجت منى من الداخل وهى تتنهد ببعض من الراحه فلمحها إيهاب فاتجه نحوها لكى يطمئن على ياسمين ولحقه عز..
إيهاب : هاا يا دكتوره .. اخبار ياسمين ايه؟!
منى : متقلقش يا استاذ اا
إيهاب : إيهاب
منى متقلقش يا استاذ إيهاب ، الحمدالله هى كويسه ، دى حاله إغماء نتيجه خوف زياده وتوتر فى نفس الوقت ، بس ياتراا ايه اللى خوفها كده ؟
هتفت تلك الكلمات الاخيره وهى تنظر لعز الدين ، الذى كان يبتسم بزاويه فمه معبراً انه ساخراً من حاله ياسمين..
نظر إيهاب لعز الدين نظرات تحمل الغضب وهتف بداخله : الله يخربيتك يا عز خليت البت تتعب بسببك.
منى : بس ياريت اعرف مين حضرتكوا ..
كاد إيهاب ان يتكلم ولكن سبقه عز الدين قائلا بثبات :
انا عز الدين السيوفى ابن بدران السيوفى ، وده استاذ إيهاب مدير مكتبى..
صدمت منى بكونه ابن بدران السيوفى ، فكان حديث ياسمين صحيح عنه ، بانه شخص قاسى وملامحه دائما تجعل المرء يشعر بالخوف .
إيهاب : ممكن يا دكتوره ندخل نستنى جوا لحد ما ياسمين تفوق
منى : اوك .. اتفضلوا
دخلت منى برفقه عز الدين وإيهاب داخل الغرفه التى ترقد فيها ياسمين ، فجذبوا المقاعد البلاستيكيه وجلسوا ينتظرون ان تفيق ، وبعد مرور عده دقائق هتف إيهاب وهو ينهض :
_ انا نازل اجيب حاجه اشربها ، تحب اجبلكوا حاجه ؟!
_لا شكراً
عز بنبره جامده: لا انا مليش نفس
_طيب انا نازل
وبالفعل خرج إيهاب من الغرفه لتأتى احدى الممرضات التى تعمل فى المستشفى وتهتف بصوت لاهث :
_دكتوره منى .. فى حاله صعبه بره ..
_ايه!!!! طب ما تشوفى الدكتور عماد؟!
_مش موجود يا دكتوره
نهضت منى وهى تشعر بقلق بانها ستترك صديقتها مه ذلك الشخص ولكن ماذا عساها ان تفعل ؟!!
خرجت منى من الغرفه فنهض عز الدين وهو يبتسم ابتسامه غريبه ولكن توحى بالشر ، اقترب منها عز الدين وجلس بجوارها ومد يده ليعدل خصلات شعر ياسمين المتبعثره على وجهها .
بعد مرور بضع دقائق بدأت ياسمين تفيق تدريجياً ، فشعر بها عز الدين ولكن اخذ يتابعها منتظراً صدمتها عندما عندما تراه مجدداً
بدأت ياسمين تستعيد ما حدث فى ذاكرتها ثم امالت برأسها قليلاً لتتفاجأ بأنه جالس بجانبها وكأنه منتظراً ان تفيق ..
كادت ان تصرخ عندما رأته امامها ولكن كان الاسرع منها ، فقد كمم فمها فهو كان يتوقع انها ستفعل هذا .
اقترب منها بوجهه هو ما زال مكمم فمها وهتف بصوت شيطانى :
_اخيرا فوقتى ، انا كنت كنت مستنى الخوف والذعر اللى فى عينك ده دلوقتى
(( الفصل الخامس ))
فى احدى المستشفيات ..
كادت ان تصرخ عندما رأته بجانبها ولكن كان الاسرع منها ، فقد كمم فمها ، فهو كان يتوقع انها ستفعل هذا .
اقترب منها بوجهه وهو ما زال مكمم فمها وهتف بصوت شيطانى :
_اخيراً فوقتى ، انا كنت مستنى الخوف والذعر اللى فعينك دلوقتى !!
اغمضت ياسمين عينيها بقوه وهى تستمع إلى كلماته وسمعته يقول ايضاً :
_حظك الاسود هو انك وقعتى تحت أيدى ، وانا مش برحم اللى بيقعوا تحت ايدى للأسف .
نزلت بعض الدموع من عينيها وهى تستمع إلى كلماته التى توحى بأن مستقبلها سيتحطم على يده وانها ذاهبه إلى جحيم لا مفر منه
عز بعنف : هنتقم منك يا بنت صابر ، هخليكى تندمى انك فكرتى تعلى صوتك بس عليا ..
ثم ابتعد عنها وابعد يده من على فمها ، امًا هى فبدأت تحاول ان تتنفس بصوره طبيعيه ولم تتكلم ، فقد كانت كلماته كافيه بأن يجعلها تشعر بالخوف والذعر.
عز الدين بثبات : الورق الخاص بالشحنه اهو على الكرسي وموبيلك اللى كان وقع منك بعد ما خرجتى من مكتبى .
ثم وضع الهاتف على المقعد وكاد ان يخرج لولا دخول إيهاب ..
عز بهدوء مريب: انا هستناك فى العربيه يا إيهاب
ثم تركه وغادر من الغرفه ، فاتجه إيهاب مسرعاً نحو ياسمين وهو يهتف بقلق :
_ايه هو عملك حاجه ؟؟
_إيهاب .. انا خايفه .. خايفه جداً .. ده قاعد بيهددنى وبيقولى هنتقم منك .. بجد مش عارفه .. انا مرعوبه مش خايفه وبس.
_لأ متخفيش هو بيقول اى كلام .
_لأ انت مشفتوش بيتكلم ازاى ، هو بيتكلم بجد.
_تؤ تؤ متخفيش ، هو عاوز يخوفك.
_ربنا يستر
على رغم من انه كان يحاول بث الطمأنيه بداخلها إلا انه كان يشعر بالقلق والخوف ، فهو عز الدين السيوفى الذى لا يخشى من احد ابدا ..
إيهاب بمزاح : طب كان ينفع تخضينى عليكى بالطريقه دى .
ياسمين بابتسامه : معلش يا إيهاب ، دى حاجه مش بايدى
إيهاب بابتسامه : المهم انى اطمنت عليكى ، انا دلوقتى هقوم امشى علشان الحق عز ، اصل لو تأخرت ممكن يسبنى
ياسمين : اوك .. اه صح .. انا نسيت عربيتى
إيهاب : هى موجوده قدام شركه عز
ياسمين : ايوه
إيهاب : خلاص متقلقيش هبعتلك عربيتك مع السواق بتاع عز ، بس ابعتهالك على فين ؟؟
ياسمين : ابعتها عند شركه بدران السيوفى ، ومرسي بجد يا إيهاب .
إيهاب : على ايه يا بنتى ، يالا انا همشى وهبعتلك العربيه بتاعتك ، يالا سلام
ياسمين : سلام
بعدها خرج إيهاب من الغرفه ليصطدم بدون قصد بمنى التى كانت تركض مسرعه نحو الغرفه ياسمين ، فاصطدمت بإيهاب وكادت ان تقع لولا يد إيهاب القويه التى امسكت بيدها..
إيهاب : مش كنتى تاخدى بالك
_ معلش ، هيا ياسمين فاقت ؟
_ ايوه يا دكتوره اا
_ منى
_اسمك حلو...لطيف
_هو ايه اللى اسم اللطيف ، على العموم اتفضل انت وانا داخله لياسمين .
_ انتى ليه اضايقتى اووى كده ، على العموم انا همشى ، بس ااا
_بس ايه ؟
_روحى لياسمين وقولها انى عاوز مفاتيح عربيتها.
_اوك ، لحظه.
وبالفعل دخلت منى الغرفه واخذت منها المفاتيح وخرجت فرأته بالفعل منتظرها..
_اتفضل
_شكراً
_عن اذنك
_اتفضلى
دخلت منى الغرفه فاخذ ينظر إيهاب مكان اثرها ، ثم غادر مسرعاً..
*****************
دخلت منى الغرفه واتجهت مسرعه نحو صديقتها وهتفت بقلق :
_ايه يا ياسمين ، عامله ايه دلوقتى يا حبيبتى ؟؟
_الحمدالله يا منى
_هو عملك ايه المفترى ابن بدران السيوفى
_منى ارجوكى انا مش قادره اتكلم .. هبقا احكيلك بعدين
_طيب ، براحتك
_انا لازم امشى عشان ورايا شغل
_ اوك يا حبيبتى ، اول ما توصلى ابقى طمنينى عليكى
_حاضر يا قلبى
*****
وبعد دقائق خرجت ياسمين من المشفى واوقفت احدى السيارات الاجره وركبت لينطلق السواق نحو شركه بدران السيوفى كما امرته ياسمين..
