رواية اختلاس مشروع الفصل الثالث والعشرون23الاخير بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل  الثالث و العشرين و الأخير 

بقلم،، نعمه حسن،، 


نزلت ماريا إلي الأسفل حيث ينتظرها تيم الذي تلقاها من يد والدها بفرحه عارمه و حبورٍ شديد. 


دعاهم المنسق الموسيقي للرقص سوياً و من ثم شاركهم الثنائيات المقربه منهم. 


كانت أجواء تملئها الفرحه و البهجه و شارك الجميع العروسين فرحتهم.


إنتهي الحفل بدموع والد ماريا الذي ودعها بأعين باكيه و نياط قلبٍ متمزقه.


_ما خلاص بجا يا حج كمال هي رايحة عند أهلها بردو..و وجت ما تعوز تشوفها إحنا خدامينك.


أومأ والد ماريا ثم قبّل رأسها بحنو بالغ و قال لتيم:خلي بالك منها يا تيم يبني..مش عايز أبقا قلقان عليها و هي بعيد عني.


_في عنيا يا عمي..متقلقش.


ربت والدها علي كتفه و إنصرف كلاً إلي وجهته.


إستقبلتهم رشيدة و حسناء بالزغاريد التي دوت بأرجاء المنزل و إحتفالات تامر و ماهر.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥بعد مرور خمس شهور.....


كعادتهم يلتفون جميعا حول مائدة الطعام التي يجلس علي رأسها "الجد المنتظر".


تامر:ماشاء الله..ده إنتوا لو مظبطينها مع بعض مكانتش تمت.


قال والده بسعاده و فخر:اللهم لك الحمد..بس ربنا يكمللهم علي خير كلهم و البشوات الصغيرين يشرفوا بالسلامه.


أكمل تامر ساخراً:لأ عايز أفهم إيه السر يعني إنكوا هتجيبوا ولاد..أنا كعم و خال عايز بنات و المصحف.


قالت رشيدة مازحه:معلش يا تيمو حظ أوفر المرة القادمه..


ضحكوا فقالت ماريا:صحيح يا تيمو عملت إيه في موضوع البنت اللي كنت بتحاول توصل لأهلها؟!


زم شفتيه بغضب و قال:خلاص بح..فص ملح و داب.


مش شايفاك متأثر يعني ولا كأن حاجه حصلت. 

قالتها تالين بسخريه فقال:


_والنبي تسكتي بمناخيرك اللي بقت قد الفازه دي..و بعدين هتأثر أعمل ايه يعني؟!


شهقت تالين قائله:هيييييي..شوف يا بابا إبنك بيقوللي أيه؟!أنا مناخيري قد الفازه؟!


جاهد والدها ألا ينفجر ضاحكاً فقال:لا يا بابا إنتي جمر.


قال ماهر لـ تالين:  قمرين مش قمر واحد يا بيبي حتي لو إيه.


قاطعه حماه متسائلاً:صح يا ماهر..عملت إيه في الجضيه بتاعت شوية المخابيل اللي جبضت عليهم آخر مره.


قال ماهر  :كل واحد منهم خد 10سنين مع الشغل و النفاذ..ما عدا كبيرتهم خدت 20سنه مؤبد لأنها طلعت صاحبة الشقه و بتأجرها لأعمال مشبوهه زيها.


قال تامر: مش دي اللي كان حماك متجوزها يا تيم!


أومأ تيم رامقاً إياه بحنق و يأس مشيراً برأسه ناحية ماريا التي أصابها الضيق.


تغير مجري الحديث سريعاً و ظلوا يتسامرون و يضحكون في اجواء سعيده.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

داخل عيادة الطبيب النفسي..


يجلس تيم محيطاً ماريا بذراعيه فنظر إليهم الطبيب بسعادة بالغه و تحدث قائلاً:


_هاا..حابين نتكلم عن إيه أو حابين تحكوا إيه النهارده.


قالت ماريا بفرحه:أنا هتكلم الأول.


أومأ تيم ضاحكاً فقالت:إمبارح حلمت حلم جميل أوي..حلمت بماما ..و كانت جيالي في المنام بتضحك و فرحانه و عمّاله تحضن فيا و هي مبتسمه إبتسامه جميله جدا ..قومت من النوم لقيتني مرتاحه و مبسوطه أكتر من أي يوم تاني.


الطبيب:عشان كده جيتي القاهرة النهاردة!


_أيوة ده السبب الرئيسي..إني أزورها و أقرأ لها الفاتحه و كمان نشوف حضرتك.


=ربنا يرحمها..طيب اخبارنا إيه؟!أنا شايف إن بقينا تمام الحمدلله.


أمسكت ماريا بيد تيم و قالت:الحمدلله..دلوقتي بس أقدر أقول إني بقيت كويسه ميه في الميه..مبقيتش أحس إني محتاجه أعمل كده خلاص..نفسيتي بقت كويسه و كمان الفضل بعد ربنا لتيم و أهله كمان هما مش محسسيني إني غريبه خاالص..بالعكس أنا منهم و هما مني.


أومأ الطبيب بفرحه و سألها:لبستي الحجاب من أمتا.!


_من تاني شهر في جوازنا..حبيته فجأه و حسيت إني محتاجه ألتزم خلاص و كفايه كده.


=منور وشك علي فكره..ما شاء الله.


إبتسمت ماريا فأدار الطبيب وجهه لتيم و سأله:و إنت إيه أخبارك يا تيم؟!


_الحمد لله يا دكتور..كويس.


=هاا ناوي تسمّي إيه؟!


_أنا و ماريا إتفقنا إن شاء الله نسمي "محمد".


=اللهم صلِّ وسلم و بارك على سيدنا محمد..مفيش أحلي من إسم محمد..إن شاء الله تقوم بالسلامه و تفرح بيهم..طيب يا هل تري هيكون إيه موقفك من تجربة الأبوة لأول مره؟!


إبتسم تيم قائلاً:لا يا دكتور ده أنا مستني علي نار..مبقتش أخاف ولا أشيل هم من أي حاجة جديدة الحمدلله.




_الحمدلله..زيارتكوا دي متتصوروش بتفيدني انا إزاي..بجد ربنا يحميكوا و يديمكوا لبعض و إن شاء الله تعزمني في سبوع النونو.


=إن شاء الله يا دكتور..نستأذن إحنا.


صافحهم الطبيب بحرارة و إنصرفا ذاهبين نحو قبر والدتها و من ثم عائدين إلي الإسكندرية.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


_أيمن و كريم هيروحوا يجيبوا النواقص دي و إنت يا تامر هتستني مصمم الديكور اللي جاي عشان يشوف التغييرات اللي هتتعمل.





برز صوت تيم مملياً بإرشاداته عليهم فقال تامر:اشمعنا تامر يعني اللي هيستني مصمم الديكور؟!ما اروح انا مع كريم نجيب الطلبات و أيمن يستني!


_اللي قولته يتعمل يا تامر بدون جدال كتير..يلا مفيش وقت.


بعد مرور القليل من الوقت دخلت إلي المطعم فتاه أقل ما يقال عنها أنها فاتنه..نظر إليها تامر كالمسحور فإقتربت منه علي إستحياء و قالت:مساء الخير..

باشمهندس تيم؟!


أومأ تامر ببلاهه و دون وعي منه ثم فجأه أفاق من شروده قائلاً بتلعثم:لا لا أنا مش تيم أنا أخته.


نظرت له بتعجب فقال:اااااءء..أخوه أقصد..تامر أخوه.


قال الاخيره و هو يمد يده يصافحها فنظرت ليده بحرج ثم قالت:أنا آسفه..بس مبسلمش.


زاد إعجابه بها فسحب يده مسرعا و قال:لا ولا يهمك..

طيب إتفضلي.


أشار نحو طاوله لشخصين فتقدمت بتحفظ و جلست ثم وضعت أمامها أوراق و دفاتر خاصه بها فقال ممازحاً:جايه تكتبي الواجب هنا ولا إيه؟!


نظرت له بحنق و قالت:ندخل في الموضوع..أنا هوري لحضرتك تصميمات و ألوان و حضرتك هتختار اللي يعجبك عشان ننفذه.





قال متفهماً:ااااه..انتي بقا مصمم الديكور..يا حبيبي يا تيتوو.


_أفندم؟! قالتها متعجبه فقال:لا متركزيش معايا..هو إنتي إسمك إيه؟!


=باشمهندسه جميله.


_أيوة منا واخد بالي..لا انا عايز أعرف إسمك إنتي إيه؟!


قالت يحده و نفاذ صبر:بقولك إسمي باشمهندسه جميله.


_اممممممم..إسمك جميله..جميله و إنتي جميله والله.


نهضت علي الفور غاضبة و لملمت أشياءها قائله:مترفعش الألقاب بعد إذنك أنا مش بلعب معاك..و أنا مش هتكلم معاك في حاجه كلامي مع استاذ تيم..السلام عليكم.


رمقها بإعجاب قائلاً:وحيات امك لاكون متجوزك 

آخر الشهر. 


"و إتجوزتوا آخر الشهر يا مامي؟!" 


نطقت بها "مايان" إبنه الستة عشر ربيعاً موجهه حديثها لوالدتها التي قالت بإبتسامة: فعلاَ إتجوزنا آخر الشهر.. باباكي طول عمره مجنون و لما بيصمم علي حاجه لازم يعملها.. فضل بعدها يجري ورايا من هنا لهنا و جاب رقمي من دليل الشركه و عرف عنواني و جه إتقدملي و بعدها بإسبوع كنا مخطوبين و آخر الشهر عملنا الفرح. 





"مكنتيش خايفه تندمي لأنك إتسرعتي؟!" 


قالتها "ليان" توأم "مايان" متسائله أيضاً فأجابت والدتها: منكرش إني كنت قلقانه طبعاً.. بس أنا طبيعتي عندي نظرة مبتخيبش و نظرتي في باباكوا عمرها ما خيبت و الحمدلله هو أحسن زوج ليا و أحسن أب ليكوا.. يلا بطلوا رغي بقا و قوموا إجهزوا عشان جدو كلمني كتير بيستعجلنا. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


نزلوا إلي الأسفل حيث يجتمع الجميع فقال الجد: 


ربع ساعة تأخير.. مفيش حكايات النهارده. 


_لا بالله عليك يا جدو.. إنت وعدتني إمبارح إنك هتحكيلي المقالب اللي كنت بتعملها في تيته رشيدة و تيته حسناء. 


قال بصوت قد نال منه الزمن: تعالي يا ملاك إجعدي جاري. 


قالت "لچين"حانقه: و إشمعنا بقا ملاك ؟! 




_ولا تزعلي يا ست البنات تعالي انتي كمان جمبي. 


قالت" فيروز": والله و هو أنا اللي بنت البطه السودا ولا إيه يا سي جدو! 


_متبجيش بنت ماهر لو مردتيش يا فيروز.. أجولكوا آحنا نمشيها بالدور.. كل يوم واحده. 




برز صوته الرجولي قائلاً: إيه ده! فين حجابك يا ملاك؟! 


_ياخي طب جول السلام عليكم الاول.. ازيك يا جدي.. إنما داخل بزعابيبك علي أختك كده ليه؟! 


_لا مؤاخذة يا جدي. ثم تقدم و قبل يديه و أردف: قاعده كده ليه يا أستاذه؟! ما تردي! 




=في إيه يا محمد ماهو كلنا بنات أهو.


_متقاوحيش كتير و إلبسي حجابك.. ولاد عماتك طالعين. 


هز الجد رأسه بيأس من يباسة عقل حفيده الذي يشبهه في كل تصرفاته و قال: كلام أخوكي صح يا ملاك.. متزعليش منه.


"السلام عليكم.. إزي حالك يا حجوج"

قالها "أنس" مشاكساً فقال جده: سبحان الله يا ولاد ماهر واخدين كل حاجه من أبوكوا حتي جلة عَجله و طيشه. 


"ما كان زمان بقا يا عمي العمده"قالها ماهر متقدماً منه ثم صافحه مقبلاً يده و جلس بجواره. 


الجد: أهلاً يا سيادة العميد..إبن حلال.. لسه جايبين في سيرتك. 


_أيوة منا سمعت حضرتك و إنت بتهزأ العيال و بتقوللهم واخدين من أبوكوا قلة عقله آه. 


ضحك الجميع عليه فقالت رشيدة: والله يا ماهر يا ولدي ما بنضحك إلا لما بتيجي. 


ظلوا يتجاذبون جميعاً أطراف الحديث حتي مجئ تيم و تامر فقال والدهما: هاا إتأخرتوا كده ليه؟! 


قال تيم : أهو يا حج كنا بنجهز اللمسات الأخيرة عشان بكرة إن شاء الله. 


_علي خير إن شاء الله.. ربنا ييسر الحال. 


قال تامر: أومال فين أمي و خالتي رشيدة؟! 


خرجت رشيدة تتكأ علي عصاها و تمشي بتمهل و قالت: سألت عليك العافيه يا حبيبي.. كنا بنحضر لكوا الغدا..منتا عارف أبوك مبيحبش الأكل غير من إيدينا.


_ربنا يديكوا الصحه و يبارك في عمرك يا  نوارة البيت.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


ذهبوا جميعهم للإحتفال بإفتتاح سلسلة مطاعم و كافيها"آل داود"في وسط جو يملؤه السرور و البهجه و كل قلبٍ يختلس النبضات إلي نصفه الآخر إختلاساً مشروعاً.

                  ...تمت بحمد الله.......

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>