رواية أزواج ممزقة الفصل العشرون20 بقلم قمر فتحي


 

رواية أزواج ممزقة

الفصل العشرون


اخذت تتململ في فراشها اثر الصوت الذي ازعجها وتناهى الى سمعها 

حفصة بنوم: هو في ايه برا 


عاد الصوت من جديد واذ بريحانة تقتحم الغرفة كالمجانين

حفصة بفزع: ايه في ايه داخلة زي القطر كده ليه 

ريحانة بحماس: قومي بسرعة 

قومي بصي من البلكونة 

حفصة باستهزاء: ليه بيوزعوا شوكولا

ريحانة بنفاذ صبر: قومي شوفي بنفسك يلا بقااا 

حفصة:طيب طيب هتنيل اهوه اما اشوف اخرتها معاكى ايه يا بنت العطار

ريحانة بحماس: كل خير يا بنت العطار


ارتدت حفصة اسدالها وخرجت الى الشرفة فاذ بها تجد ايهم يقف وسط عربة مليئة بالشكلاطة وباقات شكلاطة منثورة في كل اتجاه من الحديقة

وماان اطلت حتى ابتدا في الانشاد فكم كانت تعشق صوته بالماضي 


ايهم: 

احبك مثلما انتى

احبك كيفما كنتى

ومهما كان مهما صار

انتى حبيبتى انتى

زوجتى

انتى حبيبتى انتى

حلالى انت لا اخشى عزولا همه مقتى

لقد اذن الزمان لنا بوصل غير منبت

سقيتى الحب فى قلبى بحسن الفعل والسمت

نهارى كادح حتى اذا ما عدت للبيت

لقيتك فانجلى عنى ضناى اذا ما تبسمت

احبك مثلما انتى.....

تضيق بى الحياة اذا بها يوما تضرمتى

فأسعى جاهدا حتى احقق ما تمنيتى

هنائى انت فلتهنئى بدفء الحب ما عشتى

فروحانا قد ائتلفا كمثل الارض والنبت

فيا املى ويا سكنى

ويا انسى وملهمتى

يطيب العيش مهما ضاقت الايام ان طبتى

احبك مثلما انتى


انهى نشيده وثبت نظره الى اعلى حيث تقف حفصة بجمود ظاهري مخفية البراكين داخلها باستماتة


حفصة ببرود مصطنع: خير خلصت؟

ايهم بحزن: سامحيني بقا انا بحبك

حفصة: يا ريت تلزم حدودك معايا انت لا تحل لي عشان تسمعني الكلام ده ولو خدت على المعصية فدي بعيد عني 

ايهم: بس انتى مراتي

حفصة بحدة: تقصد طليقتك

ايهم بامل: هصالحك وهردك

حفصة: وانا مش عايزه ارجعلك ريح نفسك بقا

ايهم: حفصة انا ايهم .. ايهم حبيبك 

مفيش اي حاجة حلوة ممكن تشفعلي عندك 

حفصة بصوت خرج متهدج رغم القوة التي تقطر من حروفه: انت قتلت كل جميل جوايا يا ايهم 



ماوجعنيش جوازك من غيري عشان ده حق اداهولك ربنا ومفيش ست مؤمنة هتعترض على شرع ربنا بس وجعتني الطريقة وجعتني اوي ياابن العم 

وجعتني لدرجة محت اي ذكرى جميلة بيننا 

ايهم: مش هياس يا حفصة 

حفصة بعدم مبالاة: ده شي يخصك 

عن اذنك ياابن العم 


ودلفت مغلقة باب الشرفة بإحكام وسارت نحو سريرها ارتمت عليه لتفرغ شحنة الم ودموع حاولت جاهدة كبتها امامه 

========


هديل بتوتر: هقوم اعملك حاجة تشربها يا عمي 

نجيب بحدة: استني عندك 

التفتت اليه برعب فاردف

نجيب بجدية: قاعدة هنا لوحدك ليه 

هديل بارتباك: نعم!!

نجيب بحزم: اوعى تكوني فاكره اني بشيل عيني من عليكى ثانية 

انا عرفت ان جوزك تجوز من فترة وانتى بقالك كذا يوم قاعدة هنا في البيت ده 

هااا ايه السبب الي خلاكى تعملي كده 

هديل: ممم مفيييش عادي يعني ااا 

نجيب بحدة: ماتكذبيش

هديل بتوتر: هككذب ليه بس يا عمو 

انا بغير جو بعيد عن البيت وبس 

نجيب بتحذير: هدييييييل

شعرت هديل بان قواها قد خارت وان حياتها قد تلاشت فما معنى الحياة دون قاسم 

اخذت نفسا عميقا وقررت البوح لعمها بما حدث وفليفعل ما شاء فلم يعد يهمها اي شيء 


بعد ان اتمت هديل سرد اخر ما حدث معها لعمها حتى تغيرت ملامحه للضيق والفضب فازداد رعبها منه 

نجيب بحزم شديد: قومي جهزي حالك هترجعي معايا للبلد حالا 

هديل باعتراض: عمي...

قاطعها بلهجة لا تقبل النقاش: مش عايز كلام كثير الناقص ده هيطلقك وهجوزك لابن عمك

هديل بصدمة: ماهر!!

نجيب: اه ماله ماهر

هديل: ارجوك يا عمي ابيه ماهر متجوز واولاده في سني وبعدين انا مش عايزه ارتبط خالص ووو ..

نجيب: انا مش لسه هستنى رايك هتقومي تجهزي حالك ولا اخدك بالهدوم الي عليكى 

رمقته بضعف وحزن واردفت

هديل بقلة حيلة: حاضر يا عمي !!

========


على الجهة الاخرى كان قاسم يكاد يجن فهو لم يستطع العثور على زوجته 

منذ ايام وهو يبحث دون كلل او ملل 

في الاقسام والمستشفيات 

في الشوارع والازقة 

اهمل نفسه وعمله 

فشاغله الوحيد اين هي 

من المستحيل اللجوء الى عمها فهو كتلة قسوة

الى اين ستذهب وهي وحيدة في هذا العالم وحيدة!! 

ا فعل ما فعل لانها وحيدة

لان لا ملجأ لها غيره 

ضمن بقاءها ففعل ما فعل 

هاهي فاقت توقعاته وخرجت تواجه العالم وحيدة

ا يعقل انها وقعت تحت يدي احد المجرمين او المغتصبين او لعل احد عصابات الخطف وسرقة الأعضاء 

ماذا ان قتلوها وقطعوها 

عند ذاك الخاطر 

قاسم برعب وجزع وصراخ: لالالالالالالالا هديــــــــــــــــــــل حرام عليكى اظهري بقااا انا همووووت هموت من غيرك 



خلاص عرفت غلطي والله اديني فرصة واحدة متضيعيش مني بالله عليكى انا مقدرش اعيش من غيرك مقدرش 

طب بس طمنيني عليكى 

انتى ازاي مش تطمنيني عليكى 

طب بس اعرف ان كنتي عايشة ولالا مرتاحة ولا لا 

يا رب طمني عليها بقا انا تعبت وجبت اخري 

هجنن والله هجنن 

حرااااام يا هديل كده حراااام انا بموت بعدك بموووت 

وانهار على الارض جاثيا على ركبتيه وقد غلبته دموعه التي اعلنت عصيانها من حبسها وانهارت بعدها اي ذرة صمود لديه واخذ ينتحب بشدة 

وما امر بكاء الرجال!!

========


في شقة الحاج عثمان


عثمان: الفون بيرن يا شيماء شوفي مين يا بنتي

شيماء: حاضر يا بابا 

ماان رفعت سماعة الهاتف حتى اتاها صوت فتاة

الفتاة: السلام عليكم 

ده بيت عثمان ابو علي الناغي؟

شيماء بتوجس: ايوا مين حضرتك

الفتاة: مستشفى (....) معاكى 

علي عثمان الناغي عمل حادثة وعايزين الي يتعرف عالجثة 

شيماء بصدمة: جثة!!

سقطت السماعة من يدها وتجمدت ملامحها

عثمان بقلق: في ايه يا بنتي 

شيماء ردي عليا يا بنتي في ايه 

علي علي ابني ماااله ماله ابني شيمــــــــــاء!

========


في شقة الحاج محمد

سناء: هنتقم منها هحسرها على بنتها 

انتى يا بت يا سهى 

بكره هتتصلي بسيرين وتخليها تجيلك هنا 

سهى بخوف: ليه هتعملي فيها ايه 

سناء بغل: مالكيش دعوة انتى تنفذي وبس 

سهى برجاء: ماما عشان خاطري شيلي اخواتي من دماغك هما مالهومش ذنب 

سناء بحقد: لو ماعملتيش الي قولتلك عليه هخليه يعتدي عليكى انتى بدالها ومش هيهمني انك بنتي انا المهم انتقم انتقم من فرحة ومن محمد وحتى منك 


سهى بفزع: خلاص حاضر حاضر هنفذ كل الي عايزاه حاااضر !

========


في المشفى 

كانت تسير مع احد الأطباء نحو ثلاجة الموتى ولا تعلم باي قلب تسير فرجلاها ترتجفان بشدة لا تكاد تستطيع التحكم


 بهما وحلقها جاف للغاية تحاول جاهدة للمحافظة على تتفسها وعلى اصطكاك اسنانها ببعضهما الذي بلغ مسامعها 

فاقت على صوت الطبيب 

الدكتور: ياريت يا مدام تجمدي شويه وتكوني جاهزة للمنظر الي هتشوفيه وركزي عشان تتعرفي على الجثة 


اومات له بتوتر وهي تضغط على حقيبة يدها تستمد منها بعض القوة لمجابهة ماهي قادمة عليه 

ثواني قبل ان يفتح الباب وتظهر جثته 

كان وجهه متفحما لا يكاد يتضح من ملامحه شيئا فما علمته ان احدهم استطاع اخراجه من السيارة ولكن لم يستطع انقاذه من الحريق الذي شب في جسده 



شيماء بصدمة: لا ده مش جوزي لا انا جوزي ابيض مش اسود لا لا 

هو ماله بقا كده 

امسكت يده واردفت بانهيار: الخاتم ده بتاعه بس مش هو مش هو علي قوم يا علي ماتسيبنيش بالطريقة دي ارجوووووووك!

========


اخذت تطرق الباب بهيستيريا بينما هو نهض فزعا ممن يطرق بابه بهذا الوقت بل من ذا الذي يعرف مكانه 


ماان فتح باب الشقة حتى اندفعت الى الداخل كالقذيفة 

هاجر بغضب: هي فييين 

خطافة الرجالة فين اخرجي يا حقيرة هاكلك بسناني وربنا 

اخرجي بقولك .. ماهو يانا يا انتى هجيبك هجيبك 

كانت تسير بانحاء الشقة وهي تصرخ وتهذي بينما كان هو يطالعها ببرود

كادت تجن اين اختبات تلك اللعوب فلا اثر لها بالشقة باكملها فتوجهت اليه بغضب وقد اغاضها بروده


هاجر بشراسة: هي فين 

اكرم ببرود: هي مين

هاجر بعصبية: ماتجننيش انطق مخبيها فين

اكرم بتحذير: صوتك مايعلاش قدامي انتى فاهمة؟

وبعدين انا هخبي مين وليه مش بعمل حاجة غلط اخبيها

هاجر بهدوء مصطنع: مراتك الثانية فينها

اكرم بعدم مبالاة: مفيش

هاجر بعدم فهم: مش فاهمة

اكرم بنفاذ صبر: انا مااتنيلتش واجوزت ثاني يا هاجر 

ماعملتهاش 

ماقدرتش 

ماكانش ينفع اظلم بنات الناس معايا 

ماكانش ينفع اكون مع غيرك يا هاجر يالي كنتي عايزه تطلقي عشان تكوني مع غيري 

هاجر بانهيار: كفااااية كفاية بقا حرام عليك كفاية ارحمني انت بالي عملته ده دمرتني اعصابي باظت 

حرام عليك 

انت مش هتتخيل انا كنت بحس بايه وانا فاكراك مع غيري وفي حضنها 

اكرم بغضب: اهو نفس احساسي اما كنتي عايزه تطلقي عشان تتجوزي غيري وتكون معاه وله وفي حضنه وانا مش من حقي فيكى حاجة 

هاجر بعصبية: ده كان مجرد كلام 

اكرم بعند: وانا بردو كان مجرد كلا...

بتر عبارته حين راها تترنح قبل ان تسقط فاقدة للوعي بين يديه التي تلقفتها قبل ان تسقط على الارضية!!

========


منذ الصباح وهي تفكر في حل لمصيبتها وهي وحيدة لا سند لها فوالدها يعيش مراهقة متاخرة وشاغله الوحيد مسامحة العمة فرحة له واخاها اه من اخاها الذي كان يخاف عليها من نسمة هواء تلفحها وهاهو بعد ما حدث اختلى بزوجته بعيدا





 وظلت هي وحيدة تجابه قسوة وحقد والدتها ولكن الان شرفها ومستقبلها في خطر اما ان تنفذ ما تريد والدتها وتضيع شقيقتها الهشة الطيبة ويضيع مستقبلها ام تضيع هي 

هل ستختار نفسها ام شقيقتها؟ 

تكاد تجن من كثرة التفكير 

سهى بدموع: دبرها من عندك يا رب واصرف عننا السوء احنا لتنين ياااااارب ياااااارب 

========


في شقة وليد


كانت ولاء و وئام يقومان بعمل كيكة سويا في جو من الالفة لم يعيشاه مسبقا 

لا يعلما كيف تقربا من بعضهما بسهولة ولا كيف شعرا بهذه المحبة والالفة 

فجاة قاطع خلوتهما رن جرس الشقة 

وئام: خليكى انتى وهقوم افتح 

تابعت بتحذير: بس اقسم بالله لو حطيتي ايدك على كريمة الشوكولا لاكون مغرقاكى بيها 

ولاء ببراءة مصطنعة: وانا هقرب منها ليه يعني 

وئام بحدة: اديني قولتلك 


سارت ناحية باب الشقة وماان فتحته حتى طالعتها تلك الفتاة 

وئام باستغراب: اتفضلي مين حضرتك!

الفتاة: هنا بيت ولاء النمري؟

وئام بتوجس: اه مين اقولها 

الفتاة: قوليلها ريحانة ..ريـحـانـة الــعــطــــار!          

             الفصل الواحد والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



<>