رواية حبه عنيف الفصل الخامس5 والسادس6بقلم ضي القمر

 رواية حبه عنيف الفصل الخامس5 والسادس6بقلم ضي القمر                   

منذ أن عاد محمد من عمله و رأسه لا يكف عن العمل.

ضرغام معجب بابنته إذن!...يا لهذه الورطة.

هو يخشى قوة ضرغام و خبثه...لا يعلم كيف من الممكن أن يتصرف إذا استعصى عليه شئ يريده.

هل تراه ينجذب للأشياء صعبة المنال؟...هل هذا ما جذبه إلى ابنته.


                      


تناول مسكن و هو يفرك جبهته من الألم بينما ربتت منيرة على كتفه قائلة:

- مالك يا محمد؟...من ساعة ما رجعت من الشغل و إنت باين عليك التعب كدا.

ابتسم لها ليطمئنها قائلًا:

- مفيش حاجة..مصدع بس.


                      


خرجت من الغرفة لتتفقد ابنتيها بينما تنهد هو تنهيدة مثقلة بالهم...لا يستطيع إخبارها بما يجول في خلده.

أيخبرها أن هناك شخص جبار مخيف ماكر مثل الثعلب حاد كالصقر شجاع كالأسد يسمى ضرغام فؤاد معجب بابنتها و لا يدري ماذا من الممكن أن يفعل حيال هذا؟!

ابتسم بسخرية متخيلًا ما سيحدث لقلبها الأمومي لو علمت.


                      


تحرك بثقل متجهًا نحو الشرفة فوجد ياسمين هناك تشرب القهوة المختلطة باللبن و تقرأ كتاب كما هي عادتها كل يوم.

اقترب منها مبتسمًا جالسًا إلى جوارها ثم ضمها إليه مقبلًا رأسها بحنان مفرط.

هناك خطب ما...هذا ما خطر ببال ياسمين بعد فعلة والدها.


                      


ابتسمت باتساع قائلة:

- متنساش ريم في نوبات الحنان دي عشان بتغير.

ضحك ملء فمه قبل أن تتلاشى ضحكته بين كلاماته التي خرجت بألم بيِّن:

- ربنا يخليكوا ليا...إنتو الحاجة الوحيدة إللي طلعت بيها من الدنيا.

لم تكن ياسمين بغافلة عن تلك التصرفات الغريبة...هي أكثر من يعرف والدها.

هو الآن على الأغلب يشعر بالخطر.


                      


قالت بقلق من حالته:

- مالك يا بابا؟

قرر الدخول في الموضوع مباشرة قائلًا:

- ياسمين..أنا عايزك تستقيلي.

- إية؟!

قالتها ياسمين بصدمة...فأمور عملها تسير على ما يرام بعد تخطي أمر سرقة الملف.


                      


- لية يا بابا؟

قالتها بدهشة جلية بينما أجابها محمد قائلًا:

- ياسمين..صاحب الشركة......

توقف عن الحديث..لا يعلم كيف يخبرها بينما قالت ياسمين:

- ضرغام فؤاد...ماله؟


                      


استجمع شتات نفسه قائلًا:

- هو نفسه صاحب الشركة إللي أنا بشتغل فيها..عرفت إنه كان بيبص عليكي من مكتبه على طول لما كنتي بتيجي تستنيني علشان نروح.

كانت ياسمين عاقدة حاجبيها بدهشة..نظرت إلى والدها قائلة بشك:

- مش شرط بيبص عليا...ممكن كان بيبص على أي حاجة تانية.


                      


أجاب محمد بهدوء:

- أنا شوفته أكتر من مرة قبل كدا و هو بيبص عليكي بس قولت ممكن بيبص على حاجة تانية...بس إنهاردة أنا شوفته من مكتبه بيبص عليكي بنظرة أنا عارفها كويس...النظرة دي يا إما إعجاب..يا إما حب...إدعي ربنا إنها تكون إعجاب مش أكتر.


                      


كانت ياسمين لاتزال غارقة بدهشتها عندما قالت:

- بس أنا حضرت معاه إجتماع طول بعرض محستش بأي حاجة من دي.

- طبيعي متحسيش علشان هو مش هيبين دا...دا غير إنك كنتي مشغولة بموضوع سرقة الملف و تعبانة أصلًا.


                                  


                    


صمتت ياسمين لبرهة ثم قالت:

- طب إية إللي مخوف حضرتك أوي كدا؟

تنهد محمد قائلًا:

- بصي يا ياسمين...ضرغام شخص صعب تفهمي إية إللي في دماغه و ذكي جدًا..بس أنا بتعامل معاه من زمان..من أيام ما كان طفل علشان أنا كنت صاحب والده.


قالت ياسمين بدهشة:

- صاحب والده...حضرتك كنت صاحب والده؟

أجابها محمد بهدوء و هو يتفقد الشارع:

- أيوة..بس ضرغام مش زي فؤاد الله يرحمه.

كانت ياسمين صامتة منتظرة أن يكمل عندما قال:

- فؤاد كان واحد مجتهد أوي...عمل شركة صغيرة للمقاولات كان بيحاول يكبرها..بس ملحقش و توفى قبل ما شركته تكبر أكتر من كدا.


أخذ نفس عميق ناظرًا أمامه إلى نقطة ما في الفراغ و أكمل:

- ضرغام وقتها كان لسة مخلص الثانوية العامة بتاعته و كان جايب مجموع هندسة و فؤاد كان فرحان جدًا...بس لما توفى ضرغام مسك الشركة بإيد من حديد...كنت فرحان بيه الأول بس بعد كدا إتصدمت فيه.


أكمل يقص لابنته و هي معيرة إليه جل انتاهها:

- نجح فعلًا إنه يكبر الشركة الصغيرة دي لحد ما بقت مجموعة شركات الفؤاد..بس مكانش عنده أي مشكلة في إنه يرشي حد لمصلحة محتاجها بخصوص الشغل...كان بيدخل في صفقات كبيرة مع ناس كبيرة أوي في السوق و طبعًا لازم يحتفلوا بمناسبة زي دي.


أكمل و قد بدت على وجهه بوادر الإشمئزاز:

- في الحفلات دي بقى بتلاقي كل واحد جاي بمراته لابسة فستان مش مداري حاجة أصلًا و كل واحد فيهم ماسك كاس خمرة كإنهم بيشربوا مية.

- و هو معندوش مشكلة في كدا؟

أجابها والدها بسخرية:


- دا مش بس معندوش مشكلة..دا لازم يشرب معاهم كاس كمان.

- طب ليه يا بابا محاولتش تنصحه بما إنك كنت صاحب والده؟

قال بيأس:

- حاولت كذا مرة بس بطرق مبطَنة علشان أنا في الآخر مجرد محاسب في شركته...بس هو مهتمش و إعتبر إني محاولتش أعمل حاجة..لحد ما يأست و بطلت أحاول.


صمتت ثم قالت عندما تذكرت أمر شركة الأدوية:

- طب و إية موضوع شركة الأدوية دا؟

أجاب محمد بحيرة:

- مش عارف...خايف أقول إشتراها بسببك أكون بظلمه...بس لو الموضوع كدا بجد يبقى إنتي في ورطة كبيرة يا ياسمين.


اعترى وجهها الخوف و القلق بينما قال والدها:

- علشان كدا عايزك تستقيلي.

قالت بقلق بدا واضحًا في صوتها:

- بس الإستقالة مش هتوقفه...و بعدين ممكن ميوافقش عليها.

- حتى لو مش هتوقفه هتبعدك عنه شوية على الأقل...و لو موافقش عليها هنشوف حل تاني.


قال قبل أن يذهب:

- مش عايز منيرة و ريم يعرفوا حاجة عن الموضوع دا يا ياسمين...أمك لو عرفت هيبقى يوم مش هيعدي.

ذهب والدها تاركًا إياها في دوامة أفكارها التي تعصف بها بلا رحمة.

لم تتخيل أن ضرغام شخص بهذا السوء...لا يبدو عليه ذلك أبدًا...أم ذلك لربما لأنها جميلة فترى كل شئ جميل كما تخبرها سلمى دائمًا.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


في صباح اليوم التالي.

في شركة الأدوية.


            


                    


- أنا آسف يا دكتورة بس مقدرش أوافق على الإستقالة...الأفضل تروحي للباشمهندس ضرغام و هو يقرر.

قالها حسين مجيب ياسمين على طلب الإستقالة الخاص بها.

قالت بتوتر اعتراها عند سماعها لاسم ضرغام:

- بس حضرتك مدير الشركة الحالي و أنا قدمت إستقالتي لحضرتك بناءًا على دا.


ابتسم قائلًا بهدوء:

- أيوة بس باشمهندس ضرغام منبه عليا متصرفش مع كام حاجة كدا من دماغي...منهم إستقالة أو أجازة الدكاترة إللي عندهم كفاءة.

ثم أكمل بتنبيه:

- بعدين إنتي بالذات يا دكتورة وضع خاص علشان ملفك هو إللي هيتنفذ فعلًا مع تعديل بسيط فيه.


تناولت ياسمين ورقة الإستقالة التي كانت موضوعة على المكتب قائلة:

- تمام...شكرًا يا دكتور.

خرجت تنعي حظها العثر...الآن عليها أن تذهب إلى مكتب ضرغام لتقدم الإستقالة...و كم أصبح أمر الإستقالة صعبًا بعد أن علمت بأن مشروعها سيتم تنفيذه!


ذهبت بخطوات ثقيلة نحو مكتبه مستأذنة من السكيرتيرة في الدخول التي سرعان ما سمحت لها بعد أن تلقت الوافقة المتلهفة من ضرغام.

دلفت بخطوات خَجِلة قائلة بصوت خفيض:

- السلام عليكم.

حرص على أن يرد السلام كاملًا عسى يعجبها ذلك:

- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.


حاول أن يتكلم بعملية و هو يشير إلى الكرسي و لكن هيهات...فقد كُشفت أوراقه..و إن لم تكن كاملة:

- إتفضلي يا دكتورة.

جلست واضعة الورقة على المكتب دون حديث.

تناول الورقة بريبة و قد كان على حق بيربته...إنه طلب إستقالة.

رفع أحد حاجبيه ناظرًا إليها و قال:


- أقدر أعرف سبب إستقالتك؟

ارتبكت ياسمين قليلًا و لكنها استجمعت نفسها قائلة:

- أسباب شخصية.

جابت الأفكار رأس ضرغام...يبدو أن محمد يريد إبعاد ياسمين عنه و كأن الإستقالة ستجعله يتراجع.

له ما أراد...ربما موافقته السريعة على الإستقالة توهمه أنه كان مخطئًا.


وقع على الورقة معطيًا إياها لياسمين قائلًا:

- للأسف الشركة إنهاردة خسرت دكتورة متتعوضش.

تناولت منه الورقة قائلة و قد تجاهلت جملته:

- بعد إذنك.

خرجت من غرفة مكتبه بينما احتل الضيق ملامح ضرغام...لقد علم والدها..ربما سيسبب ذلك المشاكل له.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


- و ناوي تعمل إية دلوقتي؟

قالها سليم بعد أن علم بأمر استقالة ياسمين.

أجابه ضرغام و هو ينظر عبر الحائط الزجاجي إلى مكتبها الفارغ:

- لسة مش عارف.

ثم أكمل بإصرار و قد ضاقت عيناه:


- بس مش هسيبها.

ضحك سليم بسخرية:

- غرمتك الشركة على الفاضي.

ثم أكمل عندما التفت ضرغام إليه:

- إشتريت الشركة علشان تفضل تحت عنيك..و أديها إستقالت...لا و كمان هتبطل تعدي على الشركة التانية كل يوم..إنت كدا مش هتشوفها خالص.


            


                    


تنهد ضرغام بحيرة بينما يتحرك ليجلس على الكرسي خلف مكتبه ثم قال:

- كل يوم الساعة تسعة بتقعد في البلكونة تشرب نسكافيه و تقرا كتاب في رواقة كدا...دا الوقت إللي هشوفها فيه.

قال سليم باستنكار:

- مفيش أي إحترام للخصوصية...إخص.


أغمض ضرغام عينيه بإرهاق قائلًا بسؤم:

- سليم...

لم يستطع إكمال جملته عندما قاطعه سليم قائلًا:

- حاضر..حاضر هطلع برا.

خرج سليم بينما نظر ضرغام إلى ساعة الحائط متمنيًا أن يمر الوقت سريعًا حتى يستطيع رؤية ياسمين.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


كانت ياسمين جالسة في الشرفة تقرأ ذلك الكتاب بيدها و تشرب مشروبها باستمتاع غافلة عن تلك السيارة التي توقفت مقابل شرفتها تمامًا على الجانب الآخر من الطريق.

فتح ضرغام زجاج السيارة الأسود فتحة صغيرة...فقط تُظهِر عينيه الحادة.


رآها تجلس و على وجهها ابتسامة عذبة فارتسمت ابتسامة محبة على شفتيه دون أن يدري.

ظل هكذا حتى أنهت ياسمين قهوتها المخلوطة باللبن ناظرة إلى الكوب بحسرة و تذمر طفولي.

ضحك بخفوت منها...يشعر و كأنه يريد أكلها كما الوجبة الشهية.


نظرت فجأة إلى الشارع و شردت بتفكير...أدار وجهه سريعًا متمنيًا ألا تلحظه.

كانت عينيها تجوب الشارع و هي غارقة بتفكيرها حتى توقفت فجأة عندما لمحت شيئًا غريبًا نوعًا ما...ماذا أتى بتلك السيارة الفاخرة إلى حيهم البسيط؟

عادت إلى قرآتها بلا مبالاة...فهي ليس لها شأن بالسيارة.


تنهد براحة بعد أن عادت إلى قرائتها دون أن تلاحظ.

عليه أن يتوخى الحذر...فهو قد أدرك أن رأس محمد لا يُستهان به أبدًا..هو يملك من الذكاء ما يكفي لأن يجعله خصمًا جيدًا له...لكم يتمى أن يصبح حماه العزيز بدلًا من أن يصبح خصمًا له!

حقًا يا لها من أمنية صعبة!


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


ظل ضرغام على هذه الحال لمدة أسبوع كامل حتى حدث ما لم يتمنى أبدًا.

كان محمد غارقًا بحيرته...لماذا لم تصدر أية ردة فعل من ضرغام حتى الآن؟...هل تراه كان مخطئًا و قد ظلمه؟...لقد وافق على الإستقالة سريعًا و لم يجادل.

نفض تلك الأفكار عن رأسه سريعًا..ما هذا الهراء؟

لقد تأكد بنفسه.


تحرك نحو الشرفة ليجلس مع ياسمين قليلًا.

امتدت يده ليزيح الستار...و أزاحته بالفعل و لكن لمساحة صغيرة لم تلحظها ياسمين حتى.

توقفت يده عن إزاحة الستار مكتفية بتلك المساحة الصغيرة بفعل الصدمة التي سببها ما رآه من تلك المساحة.


إنه يقوم بمراقبة ياسمين بينما هي جالسة غافلة عنه تمامًا...لا تظهر منه سوى عينيه و لكن هو لا يمكن أن يُخطئ تلك العينين الحادتين أبدًا.

نظر بتمعن إلى السيارة..إنها سيارته...سيارة ضرغام.

ترك الستار دالفًا إلى الداخل بصدمة و قد أدرك ردة فعله الآن.


أفاق على اقتراب ريم منه قائلة:

- هي ياسمين لسة في البلكونة؟

استغل الفرصة قائلًا:

- اه...إندهيلها تقعد معانا بدل ما هي قاعدة لوحدها.

ذهبت ريم لتحضر ياسمين التي حضرت بالفعل و ما كادت تجلس ريم إلى جوارها حتى سمعت صوت والدتها يناديها.


ذهبت ريم تلبي نداء والدتها بينما اقترب محمد من ابنته قائلًا بهمس حَذِر:

- ياسمين...إنتي مش هتطلعي البلكونة تاني.

نظرت إليه بدهشة و سؤال غير منطوق فأجاب:

- ضرغام كان واقف بعربيته تحت دلوقتي كالعادة بيتأمل فيكي...و يا عالم بيعمل كدا من إمتى.


استائت ملامح ياسمين بصمت فربت على ظهرها قائلًا بحنو:

- عارف إني بضيقها عليكي...الأول شغلك و بعدين البلكونة..بس معنديش حل غير كدا.

ابتسمت له قائلة:

- عارفة إن دا كله علشان مصلحتي يا بابا.


ابتسم لها و قد ارتعشت الابتسامة على شفتيه بقلق بالغ...ضرغام لا يكف عن مطاردة ابنته...يخشى أن يدخل بحرب يكون ضرغام الفائز بها...لن يفرط بابنته أبدًا مهما كلفه الأمر.

هذه ابنته...قطعه منه منفصلة عنه...كيف يفرط بها؟!


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


- يعني معادتش بتطلع البلكونة خالص...التفسير الوحيد لدا إن إنت حظك زي الزفت...كل ما تفتح بابا يترزع في وشك.

قالها سليم بعبث لضرغام الحانق بشدة.

قال ضرغام من بين أسنانه المطبقة بغضب:

- لا و إنت الصادق...التفسير الوحيد لدا إن أبوها أخد باله أكيد..صعب تكون هي إللي خدت بالها.


قال سليم بملل:

- السؤال المعتاد...ناوي تعمل إية؟

التمعت عيني ضرغام بإصرار و صبر قد نفذ...التفت إلى سليم قائلًا بحزم و قرار لا ينتوي الرجوع عنه أبدًا:

- هتقدملها...هتجوزها يا سليم!                 

الفصل السادس 

صمت سليم لعدة لحظات بعد تصريح ضرغام المُقلق ثم قال بهدوء:

- بس إنت قولت إنها هترفضك لو إتقدمتلها.

أجابه ضرغام:

- و مغيرتش رأيي.

ثم أكمل بحنق بالغ:

- بس عم محمد ما شاء الله مش مخلي عن جهده جهد.


                      


أجاب سليم بجدية:

- شئ بديهي...أومال إنت كنت مفكر إية؟...لما يعرف إنك عايز تتجوز بنته هيقولك خود أهي.

صمت عندما رأى حنق ضرغام يزداد ثم قال:

- طب هتعمل إية لو رفضتك؟

- هتجوزها يا سليم...قبلت بقى ولا رفضت..مش فارقة كتير.


                      


قالها بإصرار و نبرة لا تقبل النقاش فقال سليم باستنكار:

- يا بني هتتجوزها غصب عنها؟

أجابه و قد بدت عليه بوادر العصبية:

- لو إضطريت هعملها يا سليم...مش هسيبها أنا تروح تتجوز واحد تاني...تبقى بتحلم.

صمت سليم بقلة حيلة...يا لعنف حب ضرغام.


                      


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


                      


في اليوم التالي.


                      


كان ضرغام يجلس خلف مكتبه في شركته و رأسه يعمل بتفكير...هو لن يتوقف..و من المؤكد أن محمد ينتظر ردة فعله الآن.

لن يقلقه أكثر سيتقدم بطلب يد ابنته و سيكف عن تلك المراوغات.

نظر إلى ساعة معصمه محددًا وقتًا معينًا للذهاب و لكن عليه أن يبلغه أولًا.


                      


و في السابعة و النصف مساءًا خرج ضرغام من مبنى الشركة راكبًا سيارته و لكن قبل أن يتحرك أخرج هاتفه متصلًا بمن يرجو أن يكون والد زوجته.

أجاب محمد بالسلام كما هي عادته التي علَّمها لابنتيه فرد له ضرغام السلام ثم قال بصوت جاد للغاية ليشعر محمد بجدية الأمر:

- عم محمد..أنا جايلك في السكة...في موضوع مهم عايز أتكلم معاك فيه.


                      


أتاه صوت محمد يشوبه القلق:

- خير يا بني..في إية؟

فأجابه ضرغام:

- هتعرف لما أوصل يا عم محمد...سلام.

أنهى المكالمة ما إن سمع رده بالإجاب ثم إلقاء السلام متجهًا إلى منزل ياسمين بسرعة.


                      


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


                      


أنزل محمد الهاتف الذي كان إلى جوار أذنه حد الإلتصاق بها و رأسه يعمل بجنون.

ما الذي يدفع بضرغام أن يأتي إلى منزله؟

ترى ما طبيعة ذلك الأمر الهام الذي يريد أن يحدثه به؟

هناك أمر واحد فقط هو من خطر بباله بذلك الوقت.

يتمنى ألا يكون الأمر كذلك...لن يعطيه ابنته.


                      


كانت ياسمين ترى آثار أفكار والدها جلية على وجهه.

لماذا يبدو قلقًا إلى هذا الحد؟...هل أتته ردة فعل ضرغام يا ترى؟

اقتربت جالسة إلى جواره بتنهيدة حاملة للهم لم يلحظها محمد لشروده...لكنه لاحظ وجود ياسمين على الأقل فقال بقلق و هو مازال ينظر أمامه بشرود:


                      


- جاي.

قالت ياسمين بقلق من حالة والدها:

- هو مين إللي جاي؟

قال بعصبية طفيفة سببها توتره:

- هيكون مين يعني يا ياسمين؟...ضرغام...قالي عايز يتكلم معايا في موضوع مهم.

قالت محاولة تبسيط الأمور لتكبح توتره:


                                  


                    


- طيب إية إللي موترك أوي كدا يا بابا؟...ما يمكن حاجة في الشغل متستناش لحد الصبح و مينفعش الكلام في التيليفون.

انتفض محمد واقفًا قائلًا بعصبية و لكن بصوت خفيض حتى لا تسمع زوجته و ابنته الأخرى:

- إنتي عارفة ضرغام آخر مرة دخل البيت دا كانت إمتى؟...كان وقتها طفل...حصلت مشاكل كبيرة كتير في الشغل قبل كدا بس عمره ما جالي البيت لموضوع ضروري.


أشاح عينيه عنها قائلًا بقلق يتفاقم بمرور الوقت:

- أنا راجل زيه و أفهمه...هو كدا جاب أخره و هيلعب بآخر كارت.

قال بشرود و صوت خفيض و هو يفكر بما قد يفعله ضرغام لنيل ابنته:

- أو جايز يكون مش الأخير...محدش بيعرف يتوقع دماغه فيها إية. 


نهضت ياسمين مقتربة منه بهدوء رابتة على كتفه قائلة:

- بابا..ممكن تهدا شوية؟

التفت لها والدها قائلًا:

- روحي قولي لأمك و أختك إن في ضيف جاي.

أومأت قائلة لتهدئه و من داخلها تضج بالقلق:

- حاضر...بس أرجوك إهدا شوية كل مشكلة و ليها حل.


بعد عدة دقائق كان جرس الباب يعلن عن وصول من أصبح كابوس محمد في الفترة الأخيرة.

فتح الباب بوجه مكفهر...طوال سنوات عمره السادسة و الخمسون لم يستقبل ضيفًا بمثل هذا الوجه أبدًا...و لكن الوضع الآن مختلف...فذلك الرجل الواقف أمامه الآن مُصر أن يورط ابنته بحبه الأهوج...لكم يتمنى أن يكون مجرد إعجاب يزول مع مرور الوقت!...و لكن هناك صوت داخله يصيح أن ذلك ليس مجرد إعجاب فحسب.


ابتسم بصعوبة مرحبًا به...دلفا إلى غرفة استقبال الضيوف و بدأت منيرة تعد القهوة الذي أخبرها عنها زوجها و حثها على إعدادها بنفسها فور وصول الضيف..فلا ياسمين و لا ريم ستخرج من غرفتها قبل انصرافه...هكذا حث منيرة التي اندهشت من تشدده على غير العادة.

ذهب محمد ثم عاد بعد لحظات بالقهوة التي وضعها على الطاولة و جلس منتظرًا سماع ما سيقوله ضرغام.


نظر ضرغام إليه قائلًا بجدية و دون قول حرف كمقدمة أو تمهيد:

- أنا جاي طالب إيد الدكتورة ياسمين يا عم محمد.

و اتبع محمد نهجه قائلًا:

- طلبك مرفوض.

حسنًا...ضرغام كان يعلم جيدًا أنه سيتلقى الرفض و لكنه لم يتخيل أن يأتيه بتلك السرعة و لا أن يُقذف في وجهه بتلك الطريقة.


قال ضرغام محاولًا التحكم بأعصابه قدر المستطاع:

- معرفتكش متسرع قبل كدا.

- و أنا معرفتكش غبي قبل كدا.

قالها محمد بهجوم بحت ثم قال و هو يراقب تغير ملامح ضرغام التي بدت عليها بوادر العصبية:

- إنت عارف إني عارف بكل إللي إنت عملته.

حاول ضرغام تجاهل ما قال:

- أنا عايز بنتك في الحلال و على سنة الله و ر.....


قاطعه محمد بعصبية:

- بنتي لأ...معنديش بنات للجواز.

ثم أكمل من بين أسنانه التي يضغط عليها بعنف:

- بنتي تستاهل واحد أحسن منك و من عينتك كلها...متخرجنيش عن شعوري يا ابن فؤاد.

لا يدري كيف استرخت ملامح ضرغام ببرود تام و قد ذهبت عنه عصبيته تمامًا.


            


                    


نهض ضرغام بملامح مسترخية و قال ببرود:

- بنتك مش هتتجوز غيري.

اتجه ناحية باب الشقة ليخرج و لكن أوقفه قول محمد:

- إحلم براحتك...الأحلام مش حرام.

فتح ضرغام الباب و قال و هو يخرج:

- إفتكر إن إنت إللي رفضت.


أصابت محمد حالة من الهلع على ابيته و صاح بأعلى نبرة صوت يمتلكها أرعبت ياسمين و كل من في المنزل:

- لو بنتي إتأذت منها شعرة مش هسيبك يا ضرغام..سامع؟...و الله ما هسيبك.

لم تهتز لضرغام شعرة فقط أغلق الباب بهدوء نازلًا إلى الأسفل بغضب غير ظاهر للعيان.

محمد لا يدري أنه قد أخرج شيطانه...سيتحمل ما سيحدث نتيجة أفعاله الآن.


خرجت ياسمين من الغرفة بقلق عارم بعد أن سمعت صوت إغلاق الباب.

وجدت أباها يلهث من شدة العصبية..لكن هذه المرة لا يبدو على وجهه القلق بل هذا خوف خالص.

أجلسته سريعًا و أحضرت دواء ضغط الدم و سرعان ما خرجت منيرة و ريم بقلق أيضًا.


تناول محمد دواءه بينما قالت منيرة بقلق:

- في إية يا محمد؟...كنت بتزعق كدا لية؟

قال و قد هدأ أخيرًا:

- مفيش يا منيرة...دا واحد كان بيتقدم لياسمين...قال كلام عصبني.

قالت و قد تفاقم قلقها من تذكر عبارته التي شقت الجدران:


- مفيش إزاي؟...أنا سمعاك بتقول لو شعرة من بنتي إتأذت مش هسيبك...هو عايز يئذيها لية بس؟

قالت ياسمين تدفع عن والدها ضغط أسئلة والدتها:

- ماما لو سمحتي..بابا تعبان دلوقتي سيبي الأسئلة دي لبعدين.

صمتت منيرة بينما أغلق محمد عينيه بإرهاق و قد تأكد أن أبنته بورطة حقيقية.


ضرغام يحب بابنته...إنه غارق بحبها حد العشق...عشق تغلغل داخله حتى النخاع...هذا ما أدركه بعد تلك المواجهة الحامية.

أدخلته ياسمين إلى غرفته بصحبة ريم التي لم تتمكن مشاكساتها من تهدأة الوضع هذه المرة.

تركوه جميعًا ليرتاح و لكن من أين تأتيه الراحة قد علم للتو ما حجم الورطة التي وقعت بها ابنته دون شعور منها.


يشعر و كأنه قد دُفن حيًا...أي أنه يشعر بالعجز الخالص و ذلك الشعور ينحره بغير رحمة أو شفقة.

يعلم أنه ليس لديه القوة الكافية ليقف بوجه شخص كضرغام و لكن فليكن...هل سيتخلى عن ابنته مثلًا؟

سيحارب لآخر نفس يخرج من صدره إذا تطلب الأمر.

لن يترك ابنته لهذا الضرغام المتربص بها مهما كلفه الأمر...لن يتركها أبدًا.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


مر أسبوعان كاملان و لا يوجد ردة فعل من ضرغام...و لكن مهلًا...إنه يحب التمهل دائمًا.

كانت حال ضرغام ليست طبيعية أبدًا مما أثار توجس سليم الذي لم يفلح أبدًا بجعل ضرغام يخبره بما ينتوي أن يفعل بعد أن علم بأنه تم رفضه من قِبل محمد...و ربما ياسمين أيضًا...على الأغلب الأمر كذلك.


            


                    


يرى نظرة الشر الخالصة التي لم تفارق عينيه مما جعله يكاد يجذم أن ضرغام ينوي على كارثة.

و لكن لحظة...لماذا تغير و خرج الشيطان الكامن بداخله بهذا الشكل؟...ألم يكن يعلم أنه أباها سيرفضه؟...فلما ينظر إلى مكانها الفارغ عبر الحائط الزجاجي بهذه النظرة المتوعدة الآن؟


في العادة يلجأ ضرغام للخمر عندما يريد الهرب من شئ ما...عندما يريد النسيان..لكنه لم يلجأ له أبدًا هذه المرة.

للأسف هذا أسوء بكثير...هذا يعني أن ضرغام لا يريد الثمالة لأنه يخطط لشئ ما...يريد البقاء واعيًا و هذا سيأزم الوضع أكثر.


راقبه سليم بملل و هو واقف أمام الحائط الزجاجي يطالع اللا شئ.

قال بحنق و عدم فهم:

- ضرغام إنت بتبص على إية؟

لم يجبه صرغام و لكن رأى سليم بوضوح ملامحه التي تخلت عن جمودها حتى توحشت بشكل مخيف.


- ضرغام أيًا كانت المصيبة إللي إنت ناوي عليها شيلها من دماغك...الراجل مغلطش.

قالها سليم بجدية و قد تفاقم قلقه من حالة ضرغام.

هو يحفظ صديقه عن ظهر قلب لكنه مازال يصيبه العجز عندما يحاول معرفة ما يدور بتلك الرأس الفولاذية...لكن ليس من الصعب عليه معرفة أنه يخطط لكارثة.


نهض سليم واقفًا إلى جواره و هو يقول:

- إنت بقالك أسبوعين على الحال دا..و مش مهتم بالشغل يا ضرغام...الوفد الألماني جاي بكرة..يا ريت معلش تيجي على نفسك و تقابلهم معايا يا ضرغام بيه.

ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه ضرغام مما أرعب سليم...لقد انتهى من التخطيط و لم يبقى سوى التنفيذ...هذا ما أخبرته إياه تلك الابتسامة.


- هقابل الوفد الألماني بكرة..متقلقش.

قالها ضرغام بينما لاتزال تلك الابتسامة مرتسمة على وجهه.

تحرك خارجًا من غرفة المكتب بينما تبعه سليم يقول بهلع:

- ضرغام...إرجع عن إللي في دماغك أيًا كان...متكرهش البنت فيك.


لم يجبه ضرغام..فقط خرج من الغرفة بهدوء بينما ارتمى سليم على الأريكة السوداء التي بالحجرة يمسح على وجهه بحنق و يفكر كيف يمكنه منع ضرغام من فعل ما ينتوي عليه.

لم تخطر على باله فكرة واحدة حتى فتنهد بقلة حيلة عازمًا على أن يحدثه بالأمر مجددًا عله يقتنع.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


ابتسم محمد قائلًا:

- مش مصدق إن في واحد عدل إتقدملك أخيرًا يا ياسمين.

نظر إلى ابنته التي لم يصدر منها رد فعل قائلًا:

- مالك ساكتة كدا لية؟

نظرت إليه و قالت تصارحه بقلقها:

- بابا..العريس دا إتقدم من أسبوع و حضرتك بلغته الموافقة إمبارح.


ثم أكملت بحيرة:

- معقول كل دا و ضرغام ميعرفش؟...لو عرف ممكن...

قاطعها والدها و قد انتقل قلقها إليه:

- و هو هيعرف منين بس؟

أجابته بحيرة:

- مش عارفة.


            


                    


صمت قليلًا ثم قال:

- ياسمين..إنتي لازم تتجوزي بسرعة...أو نكتب الكتاب على الأقل...ضرغام مش هيسكت يا بنتي..أنا خايف عليكي منه.

قالت بسخرية:

- كوني واحدة متجوزة مش هيفرق معاه يا بابا.

أجابها بتفكير:


- لا هيفرق...ضرغام مش وحش للدرجة دي.

ربت على ظهرها بحان قائلًا:

- عارف إنك مكونتيش عايزة كتب الكتاب يكون بسرعة كدا...بس معلش..دي ظروف خاصة.

قالت مبتسمة:

- مفيش مشكلة يا بابا..."و عسى أن تكرهوا شيئًا و هو خير لكم".


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


في صباح اليوم التالي.

في منزل ياسمين.


خرج محمد من منزله ذاهبًا إلى عمله بينما تنهدت ياسمين بملل فمنذ أن استقالت و هي تشعر بفراغ كبير.

خرجت ريم من غرفتها مرتدية ملابس للخروج فقالت ياسمين:

- رايحة فين؟

أجابتها أختها:

- هجيب لماما حاجات و جاية.


نهضت ياسمين سريعًا قائلة بلهفة:

- خوديني معاكي...عايزة أخرج أوي.

- طيب يلا...إجهزي بسرعة.

ذهبت ياسمين إلى غرفتها لتبدل ملابسها سريعًا ثم خرجت قائلة لوالدتها:

- ماما..أنا هنزل مع ريم.


قالت والدتها بحنق:

- من غير فطار يا ياسمين؟

قالت ياسمين بينما هي تخرج لتهرب من والدتها التي تريد إطعامها عنوة:

- خلاص بقى يا ماما..مليش نفس.

خرجت ياسمين من المنزل سريعًا و تبعتها ريم نازلتان إلى الأسفل.


و ما كادتا أن يمشيا بعض الخطوات حتى قالت ريم:

- هو الشارع فاضي كدا لية؟

- علشان إحنا لسة الصبح بدري...كان بيبقى كدا على طول لما كنت بروح الشغل الصبح.

قالت ريم متذكرة أمر استقالتها:

- أموت و أعرف إية إللي خلاكي تستقيلي...مش داخلة دماغي أنا إنه من موضوع الملف إللي إتسرق دا و إنك خايفة على مجهودك...بس ماشي هعديها بمزاجي لحد ما تيجي تحكيلي إنتي على كل حاجة.


خرجتا إلى شارع عمومي بدا خالي من الناس بشكل مريب..فقط كل عدة دقائق تمر سيارة أو شخص ما من المارة لكن ياسمين معتادة على ذلك.

فجأة ظهرت سيارة ذات دفع رباعي اعترضت طريقمها.

توجست ياسمين و ازداد خوفها عندما ترجل من السيارة امرأتان مخيفتان و رجال من ذوي الأجساد الضخمة.


أزاحت ياسمين ريم خلفها رغم أن ريم هي الأشرس..و لكن ياسمين هي الأكبر سنًا و بالتأكيد تقع عليها المسؤلية.

اقتربت المرأتان و هما ينظران إلى ياسمين بتمعن فقالت بصوت حاولت ألا يخرج رقيقًا كما يخرج دائمًا:

- إنتوا عايزين إية؟


جذبت إحدى المرأتان ياسمين من ذراعها بينما وضعت الأخرى قماشة بها مخدر على أنفها.

تلوت ياسمين بعنف محاولة الفرار منهما بينما استشرست ملامح ريم متجهة نحوهما بشر و لكن كبلها رجل من ذوي الأجساد الضخمة من الخلف.

صرخت بأعلى صوتها مراقبة تلوي أختها:

- ياسمين.


و فجأة ضربت الرجل الذي يكبلها بمرفقها في بطنه على حين غرة.

انحنى الرجل إلى الأمام بتألم فصدمته ريم بمؤخرة رأسها في أنفه بعنف فترنح الرجل و قد تركها تمامًا بينما بدأت أنفه في النزيف.

تقدمت من أختها التي فقدت الوعي خطوتين بهلع و لكن كبلها رجل آخر.


طحنت ريم قدم الرجل الذي يكبلها بكعب حذائها العالي و هي تطالع المرأتان التان تحملان ياسمين متجهتان بها إلى السيارة.

تراجع الرجل بصراخ مكتوم من ألم قدمه بينما صرخت ريم بذعر:

- ياسمين...سيبوها...ياسمين.


كتم رجل آخر فمها حتى لا تلفت الأنظار إليهم بصراخها.

تهاوت دموعها و هي تطالع المرأتان قد وضعتا أختها بالسيارة و من ثم ركبا معها.

عضت يد الرجل الكاتمة لفمها بعنف فأبعد يده سريعًا متأوهًا بألم.

ركب الرجل السيارة بسرعة مع البقية الذين سبقوه بالركوب و بدأت السيارة تتحرك بالفعل.


ركضت ريم تجاه السيارة صارخة ببكاء:

- ياسمين...سيبوها..عايزين منها إية؟...ياسمين.

ازدادت سرعة السيارة بينما ريم مستمرة بالركض ورائها و هي تصرخ:

- ياسمين...لا..ياسمين.

ابتعدت السيارة كثيرًا بينما سقطت ريم على ركبتيها صارخة بأعلى ما لديها من صوت:

- ياسمييييييييين.

             الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>