CMP: AIE: رواية خفايا القدر الفصل السادس عشر16بقلم روان عرفات
أخر الاخبار

رواية خفايا القدر الفصل السادس عشر16بقلم روان عرفات


 

خفايا_القدر 

# الفصل _السادس عشر

#روان_عرفات. 


تضيق روحك أحيانًا من سهمٍ أصاب قلبك فأهلكه، من جرحٍ أصاب شريانك فأدماه، من كلمةٍ قالها صديقًا كان أم حبيبًا .. تضيق روحك لأنك كنت تظن وخاب ظنك! 




خرجت ورد بسرعة جنونية من منزل والدها بعدها سرد لها كل ما حدث وزواجه من والدتها وانفصاله عنها بطلب منها، كانت لا ترى أمامها من كثرة بكائها، فكيف لحياتها التغير عما كانت



 تعرفه عنها بهذه السهولة؟ تكتشف فجاة أن والدتها التي ربتها ليست بوالدتها، وأن لديها توأم من امرأة أُخرى لا تعلم عنها



 شيئًا سوى أنها بالأسم والدتها، وأن والدها بعد انفصال زوجته عنه تزوج بأُخرى.. كما والدتها الحقيقية التي داقت من العذاب مالا يُحتمل بمفردها ومعها أخاها التي إلى الآن لا تعلم بماذا



 يلقبونه .. اتضح كل شيء الآن. حديث والدتها الغامض وخوف غادة التي كانت تلاحظه دومًا بعينيها حينما يتحدثا بمرحلة طفولتها أو يوم والدتها وبماذا كانت تشعر .. يا إلهي تكاد تجن



 من كثرة تفكيرها بهذه الأشياء التي لم تكن تتخيلها يومًا.. توقفت عن الركض عند باب منزل يوسف، سندت رأسها على الحائط بإنهاك لا تُريد شيئًا سوى أنها تكون نائمة وكل هذا ما هو إلا مجرد حلم وسينتهي!





انتفضت بزعر حينما شعرت بأيدي حنونة تلتف حول خصرها، دارت بجسدها وابتسمت بألم لزوجها الذي علم ما حدث من غادة التي أرسلت له رسالة نصية تخبره بعدم ترك زوجته لحالها أبدًا فقد علمت بالحقيقة ولا تُريد محادثة أحد. 


دفنت رأسها بصدره وأخذت تبكِ بقوة.. 

 

ربت أمير على ظهرها بحنان قائلًا بخفوت بعدما طبع قبلات حانية على فروة رأسها :

- متزعليش يا حبيبي .. ماما سوسن وعدتني إنها هتعوضك وتعوض معاذ عن كل لحطة كانت بعيدة عنكوا فيها، أنتِ اهدي بس وكل حاجة هتبقى بخير.




ابتعدت ورد عنه قليلًا بعدم فهم، ناظرته وهي لا تُريد ربط حديثه مع معرفته بوجود زوجة غير غادة لوالدها .. جففت دموعها وقالت بصدمة :

- يعني أنت كنت عارف؟ 


ظن كونها تعلم بمعرفته بالحقيقة، جز على أسنانه بندم من تسرعه بالحديث. كررت ورد سؤالها مرة أُخرى ليجيبها أمير بانخفاصه لرأسه بخجل وقلق من حزنها منه لكنه علم بكل هذه الأشياء الأمس فقط ومع الجميع .. ضحكت ورد بسخرية وادمعت عيناها بقلة حيلة مع ركضها من أمامه بكل قوتها وكأنها تُريد الهروب من الجميع حتى نفسها.. 


ركض خلفها أمير قائلًا بصوت عالي لكي تسمعه :

- يـاا ورد استنـي . 


لم تلتفت له وأكملت ركضها للخارج وهي لا تعلم أين تذهب، أخذت تسير بالشوارع بدموع تنسال رغمًا عنها على وجنتيها، جاهدت في منعها ومنع نفسها من التفكير لكن كل شيء يتردد بداخلها كصدى الصوت الذي لا يُريد التوقف.. 




كانت تسير بالطرقات غير عابئة بأصوات من حولها يحذراها من السيارات التي تسير بسرعة جنونية، توقفت عن المشي ووضعت يدها على وجهها وبكت بضعف متذكرة بكاء والدها



 وهو يسرد لها ما حدث ونظرات غادة المزعورة والتي كانت صامته طوال الوقت، وفي أقل من ثوانٍ شعرت بصراخ من حولها لتفتح عينيها وتنظر لهذه السيارة التي تقترب منها




 بسرعة جعلتها تصرخ فزعًا ولا تقوى على الابتعاد من الطريق خطوة واحدة حتى، تخشب جسدها وشعرت بنهاية حياتها اليوم ولحسن حظها توقفت السيارة عند قدميها بمسافة قليلة جدًا.. 


هبط الشاب من السيارة واقترب منها وهو يتأجج غيظًا من فعلتها، صرخ بوجهها :  

- أنتِ غبيـة؟ ازاي تعملـ... 


كانت تضع يدها على وجهها وعندما ابعدتها وتبين وجهها صُعق حينما تعرف على هويتها، تعالت دقات قلبه بين أضلعه ناظرها لوقت لا يعلم مدته وبسرعة البرق صعد سيارته وانطلق تحت




 نظرات ورد المتعجبة منه ومن توترها عندما نظرت لعينيه، أخذت شهيقًا أخرجته ببطء مع وضعها ليدها على قلبها التي تعالت دقاته فجأة، أكملت سيرها مع شرودها بما حدث.. 



جلست على مقعد خشبي بكورنيش اسكندرية، نظرت أمامها بتيهه. دموعها تنسال على خديها وهي لا تفعل شيئًا سوى



 التفكير بما حدث وما زاد حزنها معرفة زوجها بالحقيقة دون حديثه معها، وضعت يدها على وجهها مُجَدَّدًا وأخذت تبكِ




 بصوت عالي حتى شعرت بأيدي تربت على كتفها بخفه. ظنت للحظة كونه زوجها، فتحت عينيها لتتفاجئ بصديقاتها يقفن أمامها بابتسامتهم المعتادة .. نظرت ورد لهم وضحكت





 بسخرية وأكملت سيل بكائها مع اقترابهم منها واحتوائهم لها.. تشبثت ورد بسجدة التي جلست إلى جانبها وبكت معها وأوركيد تحتصنها من الخلف كما ندى أيضًا... 


صديقًا يُصبح بمثابـة العكاز، كلما شعرت بالميل تجده يُساندك.  


 💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


دخل أمير الصالة الواسعة التي يجلس بها جاسر واضعًا رأسه بين يديه، جلس بجواره بملامح حزينة، يناظرة تارة وينظر



 للأمام تارة. اطمأن قلبه على زوجته بعدما تحدثت معه سجدة ومنعته من الذهاب خلفها بينما هي ذهبت وباقي الفتيات، دخل يوسف الصالة وجلس إلى جوارهم .. ربت على كتف جاسر متسائلًا بهدوء :




- هتعمل إيه بخصوص ابنك؟ 


نظر إليه جاسر بهدوء، ظل صامتًا لوقت لا يعلم مدته ثُمَّ صرخ بوجهه دون مبرر لعصبيته تلك :

- وأنا إييـه عرفني بأنه ابني؟ الله وأعلم عملت إيه من بعدي!


فقد أعصابه يوسف وبادلة الصراخ بأعلى منه قائلًا بعصبية وقد فاض به من تصرفاته :

- مش كل حاجة هتقدر تحلها بالعصبية .. مستحيل تكذب في حاجة زي دي، مستحيل تبقى بالتعب ده كله وتقول على ولد أنه ابنك وهو مش ابنك.. اهدا وفكر في الموضوع بهدوء. 





ران عليهما صمت طويل قطعه جاسر بضحكته الساخرة وهو يناطر يوسف بسخرية تعجبها منه.. قال بغيظ، جازًا على أسنانه محاولًا منه كبت غضبه بداخله : 




- ألا قول لي يا يوسف.. عرفت إن سوسن مظلومة من أمته؟ عرفت إني ليا ابن منها من أمته وساكت؟ عرفت ان حياة مراتي كانت في خطر وسكت ليييـه؟  




صمت لبعض الوقت ثُمَّ انفجر به بعصبية مفرطة بعدما نهض من مقعدة ناظرًا ليوسف الذي أخفض رأسه بخجل منه وبصدمة من معرفته بما يعلمه هو منذ سنوات :




- جالك قلب تشوفني بتعذب وأنت عـارف الحقيقة ازاااي؟ 


جلس جاسر بإنهاك على الأرض ونظر ليوسف بدموع، قائلًا بضعف :

- ده أنا كنت ديمًا برجع لك .. كنت ديمًا أول ما تكلمني ولا تبعت لي حاجة بقول لك، وبلجأ لك لأنك قوتي... ازاي كنت


 بتشوفني في حالتي دي وتسكت؟ ازاي كنت بتستحمل ضعفي قدامك ودموعي وأنت عارف بكل شيء؟ كنت بتخليني اقول عليها خاينة وأنت عارف انها بريئة وتسكت لييـه؟ 





جلس يوسف إلى جواره تحت نظرات أمير المصدومة من معرفة والده بكل ما حدث منذ زمن، تابع جاسر حديثه بندم وهو ينظر للأمام بشرود :




- كانت بتقول لي "هتندم على ظلمك ليا لما تعرف الحقيقة" ما كنتش بفكر في جملتها لأنها كانت في عيوني خاينة ليا ولبنتها.. هو إيه كل اللي أنا بعيشه ده؟ احساس ما كنتش في يوم اتخيل إني أعيشه، احساس صعب عليا تخطيه. 





احتضنه يوسف بدموع انسالت على وجنتيه رغمًا، قال بهدوء، مربتًا على ظهره بحنان محاولًا منه تقويته وتقوية نفسه أولًا لكي يستطيع تقويته فرؤيته بتلك الحالة لا يُريدها.. يعلم كونه بلاء وسينتهي كل شيء لكن يتطلب من جميعهم الصبر، الصبر فقط :



- اهدا وحاول تلم عيالك معاك وتحتويهم، هما والاتنين محتاجينك .. ولو لسه مش واثق في انه ابنك اعمل تحليل وأتاكد.. ووالله كله هيبقى بخير، واثق فيك انك هتعدي من كل ده وبعدين احنا كلنا معاك. 


💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


دقت الساعة الثانية عشر ظهرًا.. كانت العائلة مع مازن في مراسم العزاء، جميعهم ينظرون إليه بشفقة لحالته، كانت




 دموعه تنسال على خديه دون توقف .. خرج بسرعة جنونية بعدما انتهى، لا يُريد رؤيتها بهذا الوضع، ارتدى نظارته الشمسية لكي يخفي عينيه عن الجميع.. ظل واقفًا بجانب




 سيارته بضعف ظهر جليًا عليه، مُتذكرًا كم المُعاناة التي عاشتها والدته بسبب هذا اللعين، فراقها صعب على قلبه وما يزيد من حزنه عليها كونه يعلم أنها كانت تموت بالبطيء بعدما أُصيبت




 بالمرض.. أغمض عينيه بغضب شديد متوعدًا بداخله لهذا المدعو كريم بالكثير، فتح عينيه تزامنًا مع يوسف الذي اقترب منه بسرعة قبل أن يصعد للسيارة قائلًا بصوت عالي نسبيًا :

- مـازن . 


دار مازن بجسده ببطء ونظر ليوسف بهدوء، قال يوسف بابتسامة خفيفه :

- ما تيجي يا حبيبي معانا .. اختك وابوك محتاجين لك وأنت أكيد محتاج لهم. 


ضحك مازن بسخرية، رفع نظارته من عينيه لتتبين لونها البني كما ورد تمامًا. قال بحزن جاهد اخفائه : 




- ابويا؟ اللي أنت بتتكلم عنه ده حتى ما تعبش نفسه وجالي وسندني وهو عارف إني محتاج له.. عارف إني لوحدي ومش معايا حد .. عمري ما هنسى ظلمه لوالدتي وقسوة قلبه عليها




 يوم ما كان في المستشفى، كنت مستنيه بس يقول لها هتبقي بخير، يهون عليها تعبها.. بس هو ما عملش حاجة غير انه زود تعبها بكلامه الجارح ليها.




تحررت دمعة من جفنيه ليُجففها بسرعة وكأنه ارتكب ذنبًا حينما رأه يوسف بهذه الحالة، تابع حديثه بابتسامة ساخرة بعدما رأى جاسر يهبط من السيارة ومعه أمير :

- من الآخر أنا ملييش أب. 


أنهى حديثه وانطلق بسيارته بسرعة جنونية لمنزله الذي ابتاعته والدته بعد سنوات من والدتها به. اقترب جاسر من




 يوسف وعينيه مسلطه على سيارته التي انطلقت كسرعة البرق، ربت يوسف على كتف جاسر وقال بابتسامة كي يخفف عنه :




- محتاج وقت ومجهود منك وصبر.. وصدقني بعدها كل شيء هيبقى بخير .. سيبها على ربك وباذن الله خير يا اخويا.   


                 ******


دخل المنزل بإنهاك، وضع مفاتيح السيارة على المنضدة وجلس على الأريكة واضعًا رأسه بين يديه من شدة الصداع الذي يُداهمه، فمن بعد معرفته بمرص والدته وهو لا ينام كثيرًا..




 تقريبًا منذ ثلاثة أشهر وهو في كابوس تمنى أن يفيق منه طيلة الأيام، فاق من كابوسه على أكثر الأشياء حُزنًا... فقد يأتينا الموت غفلة، يأخذ من بيننا أناسًا كان لا يفرق بيننا سوى



 ساعات النوم فقط، ليأتي من يُبعدنا لأيامٍ كانت أو أعوامٍ.. فكيف لقلبٍ يخشى فراق ساعات قليلة تحمُل حياة بأكملها من دون حبيبه! 


جفف دموعه التي انسالت بحرقة، ناظرًا لصورة والدته مع جاسر بدموع، كانت تُحبه وهذا ظاهر في نظرتها له بالصورة



 المعلقة على حائط المنزل، هذه الصورة التي منذ صغره وهي على حالتها تلك، كانت دومًا تتحدث معه بخصوص والده لا



 يتذكر يوم أنها ذَمَّته أو قالت شيئًا ليس فيه؛ بل بالعكس كانت دومًا تجعله يتلهف للقياه واحتضانه وتعويض نفسه من حرمانه بحياته، بكى حُزنًا عندما تذكر وعدها له بأنها ستجمعهم قريبًا..





 لم يكن يعلم أن لقاء والده مرتبط بوفاتها، وأن الشعور الذي لطالما تمناه أصبح سراب بعد فقدانها .. لطالما تمنى وجود والديه معه واخته في جو عائلي مميز، أصبح مجرد حلم من الصعب تحقيقه. 





نهض من مقعدة بتمايل مُمسكًا برأسه بوهن.. ذهب ببطء إلى غرفة والدته، أدار مقبض الباب مُنتظرًا ردها بالدخول للغرفة، ابتسم بألم ودخل الغرفة ببطء مُميت وهو ينظر لكل انش




 بالغرفة بعدم تصديق من فقدانه لها... أمسك وسادتها واحتضنها بقوة دافنًا رأسه بداخلها مستنشق عبيرها الذي لطالما كان سببًا لراحته في الحياة، طبع قبلة طويلة مع دموعه




 التي انسالت على الوسادة بغزارة .. جلس على حافة الفراش، أمسك بالصورة التي كانت أسفل الوسادة. لامس وجه ورد بحنان مع ابتسامة مؤلمة ارتسمت على محياه قائلًا ببكاء :




- حتى في أصعب اللحظات كل واحد فينا بيعيشها لوحده .. مع إننا المفروض روح واحدة .. أقل حقوقي اتحرمت منها، يبقالي روح تانية بتشاركني كل اللي بعمله.. أصعب حاجة في الدنيا الحرمان، وبالذات حرمان الأخوات من حضن بعض، وأنتِ مش أي أخت ده أنتِ توأمي! 


💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


تُريد الصراخ، الهروب، البكاء بصوتٍ عالٍ .. تُريد التخلص من هذه الأشياء والأحاديث التي تدور بمخيلتها علها ترتاح قليلًا! لا تعلم بماذا تشعر في هذه اللحظة بالتحديد، شعورها متخبط



 بين الحُزن واللامبالاة، بين تصديق ما استمعت إليه وبين تكذيبه، بين حزنها من والدها وخوفها عليه من الحُزن...





شعور اللامبالاة الذي يُصيبك في أشد أيامك حُزنًا، في أيامٍ -من المفترض- يكثُر بها بكائُك، في ليالٍ تظل صامتًا لا تُريد النوم ولا تفضل البقاء مستيقظًا، تبقى عالقًا بين الإرادة والا إرادة،





 وكأن كُلّ الذي يحدث معك لم يطفئ روحك التي كانت مليئة بالحيوية مسبقًا.! تُجاهد في تكملة مسيرتك الحياتية والروح بداخلك ميتة! 




أخرجتها أوركيد من شرودها وصمتها بحديثها وهي تربت على يدها بخفه :

- ورد حبيبي.. اتكلمي، اصرخي، اعملي أي حاجة بس ما تفضليش ساكتة بالله عليكِ.  





كانت تحملق في الفراغ أمامها رغم جميع من حولها ولكنها تشعر بالوحدة وكأنها تجلس بمفردها، سحبت ورد شهيقًا قويًا ثُمَّ زفرته وتحدثت بهدوء تام : 





- وهيفيد بأيه الكلام وأنا كل شيء جوايا مات! أنتوا عارفين احساس ان كل حياتك مبنية على كدب وخداع؟ الست اللي من أول ما وعيت على الدنيا وهي أمي، طلعت واحدة ما تعرفنيش .. وأمي اتخلت عني! 


ضحكت بسخرية ثُمَّ تابعت :

- مش عارفة أعذرها ولا أعمل إيه.. مش عارفة ولا فاهمة احساسي تجاهها، نفسي احضنها واعاتبها لأنها سابتني، نفسي أقول لها يا ريتك ما ظهرتي وعرفتيني بوجودك، والأصعب من ده كله مرضها والعذاب اللي اتعذبته .. أنـ.. 





لم تتابع حديثها وأخذت تبكِ بصوت عالي وهي تدعو ربها بالصبر لِما فيه من احساس لا يُطاق.. نهضت فجأة من مقعدها وقالت بعدما جففت دموعها بقوة :

- أأ.. أنا محتاجة ماما غادة. 


💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


وقفت حياة بمنتصف الصالة وهي تفرك يديها معًا خوفًا وتوترًا على صديقتها، كما روز التي تحدثت مع ابنتها تطمئن منها على ورد منها وأيضًا زوجها الذي تحدث معها لكي يطمئن على




 جميعهم .. أما عن أميرة ووعد فذهبوا لغادة التي تجلس بالغرفة بمفردها بعدما تركتها ورد، كلما تتذكر نظراتها لها تزداد في البكاء.. دلفت حياة الغرفة ببطء وتتبعتها روز التي اقتربت من غادة واحتضنتها وقالت بنبرة حانية :




- احنا معاكِ متخافيش.. بنتك محتجالك وجوزك في أكتر الأوقات احتياجًا ليكِ، دي بنتك أنتِ وده بيتك اللي بنيتيه طول السنين اللي فاتت .. ما تخليش أي شيء يهده مهما كان



 الشيء ده إيه.. اجمعي جوزك وبنتك وقوي نفسك بيهم وبحضنهم، هو وقت وهيعدي وكل حاجة هترجع زي الأول وأحسن والله. 




مالت أميرة برأسها على كتف غادة وقالت بخفوت :

- أنتِ قوية، اللي فيه اختبار من ربنا ليكِ لمدى قربك وصبرك على البلاء .. هيجازيكِ خير والله وهيجبر بخاطرك لأنك تستاهلي. 


أكملت من بعدها وعد قائلة بابتسامة :

- ‏ما فيش حُزن دايم، ومفيش سعادة دايمة، وما بين ده وده فيه دروس بنتعلمها لولاها ما كناش عرفنا نكمل مسيرة حياتنا.. كله خير يا روحي . 





ابتسمت لها غادة بخفه وأمسكت بيدها وربتت عليها بتنهيدة طويلة .. قالت حياة بمرح وضحكة خفيفه لكي تخفف عنها وتجعلها تبتسم بعدما جلست بمنتصف الفراش وضمتها إليها بقوة مع طبع القبلات في وجهها بطريقة عشوائية وسريعة :




- دودي يا دودي ياللي ما بتحبيش دلع دودي .. طب يا دودي. 


كانت تقولها بنغمة موسيقية بطريقة مرحة جعلتها تنفجر ضاحكة تتبعتها ضحكات الأخريات بخفوت، لتتابع حياة بابتسامة خفيفه : 




- ما تبصيش لحجم المشكلة وصعوبة حلها، لأن ربك هيبهرك بمعجزة تحلها.. تبقي واقفة عاجزة من كرمه ولطفه عليكِ. 


نظرت إليهم غادة بابتسامة واسعة احتلت ثغرها بوجودهم بجانبها وتقويتها.. قالت بهدوء بعدما احتضنتهم :




- حمل الحياة سهل لما تشيله أنت وناس بتحبك، الصعب كده كده هيعدي بس الأهم إنك لقيت حد يهون عليك الصعب ولا هونتها على نفسك؟ 

الحمد لله على وجودكم معايا. 


أنهت حديثها تزامنًا مع اقتحام الغرفة من قِبل الفتيات وعلى رأسهم ورد التي ركضت سريعًا لغادة ثُـمَّ....


           الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-