CMP: AIE: رواية خفايا القدر الفصل الثانى عشر12بقلم روان عرفات
أخر الاخبار

رواية خفايا القدر الفصل الثانى عشر12بقلم روان عرفات


 

خفايا_القدر 

# الفصل_الثانية عشر

بقلم روان_عرفات


صرخت ورد بفزع بعدما شعرت بصفعة مدوية على وجنتها بقـوة شديدة جعلتها تعتدل سريعًا بخوف، تبدل إلى غيظ حينما رأت سجدة بجانبها بملامح بريئة وهادئة .. الذي ينظر إليها الآن لا يظن كونها تصفع من ينام بجانبها طوال الليل، حاولت الابتعاد عنها لكنها كانت تحتضنها وهي تقوم بلف ذراعيها حولها بشدة.. اغمصت عينيها بقلق شديد خوفًا من



 سجدة التي تتحول وهي نائمة، استيقظت مُجَدَّدًا بعد ما يقارب النصف ساعة على رنين هاتفها مما جعلها تتأفف بتذمر، اعتدلت في نومتها وبمجرد وقوع عينيها على الهاتف ابتسمت باتساع وقامت بالضغط على زر الرد بسرعة مع نبرتها الخافتة قائلة :

- وحشتني .


همس أمير بعشق :

- كلها ساعات وتبقي مراتي ومعايا وفي بيتي يا ضي عيني .


ابتسمت ورد بحياء مما جعل أمير ينفجر ضاحكًا قائلًا بمرح :

- نفسي أشوف خدودك دلوقتي وهيا حمرا وزي الفلاولة كده .


ضحكت ورد بقوة ليتابع أمير حديثه بابتسامة وتنهيدة خفيفه :

- يلا يا فراولتي روحي اتحضري لأني ما أقدرش افضل معاكِ أكتر من كده وإلا عمو جاسر هيموتني .. ويلا سـلاااام عشان جاي اهـوو .


انفجرت ضاحكة عليه وعلى خوفه من والدها، جففت دموعها التي انسالت أثر ضحكها وسرعان ما عاودت الضحك مُجَدَّدًا عندما لَمَحت ندى تناظرها من تحت اللحاف وهي تجاهد في




 كتم ضحكتها.. نظرت إليها ندى وازاحت اللحاف من عليها بابتسامة واسعة لفرحة صديقتها .. كما أوركيد التي استيقظت وهي تتثاءب بكسل قائلة بتعجب بعدما قامت بربط شعرها بحركة عفوية :  

- هو الواحد صاحي جعان ليه كده؟


قالت ندى بسخرية :

- وهو أنتِ من أمته أصلًا بتشبعي؟ 


رمتها بنظرة مغتاظة وتجاهلت حديثها برفعها للحاف وجلوسها على ركبتيها في الأرض. مَدّت ذراعيها وسحبت صندوق متوسط الحجم وقامت بفتحه تحت صدمة الفتيات بما أخرجته من معلبات وعصائر وأكياس الشيبسي .. قالت ندى بصدمة حقيقية مع جحوظ عينيها من أفعال أوركيد :

- أفهم بس ده ايه؟ وأمته جبتيه؟ 


تجاهلتها أوركيد تمامًا. أخذت تأكل بنهم شديد وكأن الأكل ممنوع عنها منذ أيام.. بينما هم بحالتهم تلك يتحدثون ويضحكون على أوركيد رفعت سجدة يدها لا إراديًا لوجه ورد التي قبضت يدها عليها بقوة قائلة بعصبية :

- لا أنا دلوقتي صحيالك وأوي كمان. 


فتحت عينيها سجدة بفزع وقالت بصدمة بعدما رأت إلتواء يدها أثر مسك ورد لها بطريقة غريبة :

- أنتِ ماسكة ايدي كده ليه يا ورد؟ أنتِ شريرة ليه كده؟ عملت لك إيييـه؟  


جحظت عيني ورد من حديثها وحاولت التبرير لكن سجدة رفعت يدها ومنعتها من الحديث .. قامت من الفراش لتنظر لأوركيد وتغمز لها بطرف عينها مع ضحكتها العالية التي جعلت ورد تركض خلفها بغيظ متوعدة لها بالكثير... 


               *******


تعدت الساعة الخامسة مساءً، كان الرجال في النادي منتظرين تحرك جاسر ببعض الشباب إلى المنزل ليأتي بالعروس. بينما كان يقف هو بجانب أمير، محاوطًا  يداه بابتسامة حانية قائلًا بدموع متحجرة لفرحته بابنته وفلذة كبده :



- خليك ديمًا عارف إني سلمتك أغلى حاجه عندي، حافظ عليها وخليك معاها وأوعى تسيبها، خلي بالك منها يا أمير. 


بادلة أمير الابتسامة وأردف بفرحة :

- ورد دي في عيوني وقلبي يا عمي والله.. خليك واثق فيا. 


ربت جاسر على يديه مع ابتسامة هادئة وتنهيدة طويلة خرجت منه وقال : 

- أنا لو ما كنتش واثق فيك ما كنتش سلمتها لك .


أنهى حديثه وتحرك هو والشباب للمنزل لكي يأتوا بالمعازيم للنادي الذي جمع بين المقربين والأصدقاء.. كان الجميع ينتظر بحديقة منزل جاسر الذي دخل للحديقة تزامنًا مع نزول دموعه الحارقة برؤيته لابنته، جفف دموعه سريعًا وناظرها بابتسامة



 واسعة بفستانها الأبيض البسيط الذي كان لا يحتوي على آيـة زينة سوى فصوص لامعة احتلت الخصر بشكل مُميز.. ينزل باتساع بينما يأتي من عند الأكمام طبقة شفافة قامت بإرتداء بدي أبيض أسفله وخمارها الذي له جاذبية خاصة عندما ترتديه



 .. اقترب منها جاسر وانتشلها إلى احضانه مع حديثه الذي بث الطمأنينة داخل قلبها، ربتت على ظهره لينظر لها جاسر بحب محاوطًا وجهها بيديه خائفًا عليها من المجهول .. قال بمشاعر مختلفة وهو يُمرر يده على وجهها :




- لسه فاكر لحظة ما لمست وشك الصغير بايدي وهي بترتعش من الخوف عليكِ .. لسه فاكر اول حضن حضنتهولك، كنتِ بتعيطي جامد. حببت أطمنك وقتها.. رحت ضميتك ليا لحد ما



 اطمنتي وهديتي وفي الحقيقة أنا اللي كنت محتاج الحضن مش أنتِ والله.. ومن يومها وأنا بطمن بوجودك وضحكتك اللي بتبهج الدنيا كلها .. عايزك ديمًا مبسوطة وفرحانه عشان اللي زيك ما ينفعش يزعل. 


أنهى حديثه تزامنًا مع ورد التي ارتمت بداخل احضانه ببكاء… بعد وقت لا بأس به صعد الجميع بالسيارات للنادي مع الفرحة المشتركة والزغاريد التي تطلقها النساء... 


هبط الجميع مع خروج أمير ويوسف وبعض الشباب من المكان المخصص لهم، اقترب أمير من جاسر الذي نظر إليه بحب ظهر جليًا بعينيه وقبض على يده بشدة وفعل المثل بيد ورد ثُمّ قربهما من بعض ليصبحا شيئًا واحدًا .. قال بابتسامة :




- طول ما ايديكوا ماسكة بعض ومتبته في بعض بالشكل ده، هتقدروا تتحدوا الظروف والعواصف لأن ايد واحدة ما ينفعش تكمل لوحدها، محتاجه لنصها التاني عشان تكمل. 


تشابكت ايديهما بقوة قلبيهما على البقـاء، وعانقت الأرواح بعضها البعض في ضمة تعي الكثير بالنسبة لكليهما.. وكان للقلوب تناغم من نوع خاص، تتناغم بدلال على دقاتها التي خُلقت لبعضهما فقط. 




دخل الجميع النادي وتوجه الرجال للمكان المخصص لهم بينما أمير مع ورد التي تنظر للنادي بصدمة فكانت تظن ان النادي مُستأجِر ولكن من المتضح أمامها انه بجانب النادي الخاص بالعائلة .. تساءلت بخفوت عما حدث وهل تفكيرها خطأ أم ماذا.. ابتسم أمير باتساع واجاب : 




- تفكيرك صح يا عمري.. كنت محتار بجد اعمله فين، بس اللي معاه والدك وعمامي بصراحة ما يشلش هم حاجه أبدًا .. الفكرة كانت فكرتهم من فترة كبيرة بصراحة وأول ما اقترحوا عليا اشتغلنا على طول في تنفيذ الفكرة مشتركة بينا طبعًا، وأهو زي ما أنتِ شايفه كده. 


تذكرت حينما أتى إلى النادي ومعها الطفل الصغير وغيرته عليها مما جعلها تنفجر ضاحكة. ابتسم أمير أثر ضحكتها وتساءل بتعجب :

- بتضحكي ليه؟ 


هدأت قليلًا وقالت بمرح :

- افتكرت يوم ما كنت هنا ولقيت الطفل الصغنن ده معايا .. يومها انت كنت بتعدل هنا صح؟ 


أماء لها بخفه وغيرة واضحة جعلتها تضحك مُجَدَّدًا وهي تنظر للنادي بفرحة تحتلها بجانب زوجها الذي تتأبط بذراعيه بتملك… 


💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


كانت تتلفت بعينيها يمين يسار بحركة عفوية لتستقر عينيها على والدتها، ذهبت سريعًا إليها وأخبرتها كونها تود الاتصال على والدها والذهاب إليه والاختباء بداخل احضانه عن العالم أكمل.. لا تعلم ما سر ديقة صدرها تلك التي جعلتها تود الصراخ بمكان خالٍ من البشر .. خرجت من المكان المخصص بالنساء



 بعدما قامت بالاتصال على آدم الذي أخبرها كونه ينتظرها بالخارج، أخذت تبحث عنه بالخارج ولم تجده سارت إلى الداخل مُجَدَّدًا لكنها استمعت لصوت آدم العالٍ يطلب منها




 الاقتراب... دارت بجسدها ورأته يقف أمام الباب المخصص بالرجال، ذهبت إليه بابتسامة اتسعت بمجرد رؤيتها لمعيد الكلية الذي يعطيها.. اقتربت منهما وألقت السلام بحياء ونظرت لوالدها الذي ضحك بخفه وقال :




- المعيد عبدالرحمن صديق عزيز عليا، عشرة عمر أنا وهو ويعتبر اخويا الصغير .. ما رضيش يزعلني وجالي النهارده.. وبالصدفة عرفت انه بيدرس لك.


ابتسمت أوركيد وبادلها المعيد الابتسامة قائلًا بمرح :

- حيث كده أنا بقي اخد راحتي معاكِ والغلطة بعقاب ووالدك عارفه هيجي معايا.. صاحب عمره ولا بنته؟ 


ما لبثت أن تجيبه إلا وسبقها آدم بالرد بمرح وصوت عالٍ :

- بنته طبعًا . 


انفجرا ضاحكين وشاركهم آدم الضحك تحت أعين كرم الذي يراقبهم عن بُعد، جاهد في التحكم في نفسه وفي غيرته عليها.. قال عبدالرحمن بابتسامة خفيفه موجهًا حديثه لآدم لكن عينيه على أوركيد :



- نسيت اقول لك انها عزمتني على الفرح هيا وندى قبلك. 


لم يحتمل أكثر بعدما زادت ضحكاتهم التي تصل لمسامعه وتُشعل نيران الغيرة بداخلـه كما نظرات هذا الأبلة على زوجته .. ذهب سريعًا إليهم وتنهد بعمق مُحاولًا تهدئة نفسه، رأه آدم وابتسم باتساع وقال بترحيب :



- تعالى يا حبيبي .. أهو ده بقي جوز أوركيد بنتي اللي بحكي لك عنه ديمًا. 


كان يتحدث مع عبدالرحمن الذي نظر لكرم وهو يتفحصه بشيء من الغموض، بينما أوركيد التي شعرت بالتوتر بمجرد سماعها لحديث والدها عنه. شعرت بالخوف من النظر بعينيه، دارت بوجهها ببطء شديد مع نظرة خاطفة من عينيه الحمراء والذي ظهر عليها الغضب والغيرة.. جعلتها تنظر للأمام مُجَدَّدًا



 بخوف ظهر جليًا عليها، تقدم كرم منهما وما زالت عينيه عليها هي فقط .. ألقي السلام عليهم وقام بمصافحة المعيد وآدم بابتسامة جاهد في رسمها ثُمّ نظر إلى أوركيد بنظرة شرسة، اقترب منها وضغط على يدها بقوة وقال بهدوء مُميت :

- عن أذنك يا خالي، عايز اتكلم مع مراتي شوية.


أنهى حديثه وجَّرها خلفه دون حتى انتظار موافقة آدم الذي تعجب من فعلته تلك لكنه أخذ يتحدث مع صديقه لكي لا ينتبه معهما هو الآخر.. بينما كانت أوركيد في أوج صدمتها



 وعصبيتها من فعلته تلك، تركت يده بقوة بعدما خرجا من النادي بمسافة .. صرخت بوجهه بخوف جاهدت اخفائه من نظراته التي تاد تخترقها :

- أنت بتعمل معايا كده ليه؟ وبتعاملني بالشكل الهمجي ده لييـه؟ 


اقترب منها بشكل مفاجيء واحتدت نظرته .. بادلها الصراخ بأعلى منها بمراحل. لولا صوت الدف العالي لكان الجميع استمع إلى صراخهما.. قائلًا بعصبية مفرطة : 

- وأنتِ ينفع تقولي لي واقفه معاه ليـه؟ وبتضحكي وضحكتك واصله للناس كلها ليييـه؟ 


صمتت تمامًا وحاولت لملمة قوتها التي تناثرت أثر عصبيته وصوته العالي.. تابع حديثه بصوت أعلى مع قبضة يديه على ذراعيها بقوة آلمتها :



- هو أنتِ متغيرة معايا ليكِ فترة.. ممكن أعرف ليه؟ ولا ده كمان سر وما تقدريش تقوليـه؟ بتعامليني معامله زفت وعايزة مني تقدير طيـب ازااااااي .. ما تجـاوبــييي. 



رفعت وجهها إليه بفزع متعجبة نبرة صوته المحتدة وإلى أي سر يتحدث؟ هل قال له خالها بما تعرفه أم ماذا؟ اخفضت رأسها أرضًا بسرعة خوفًا منه، وجاهدت كثيرًا في كبح دموعها



 من النزول... الحُزن أنواع وأشدها صعوبة تلك التي تأتي على هيئـة خيانة من حبيب ولا تُريد الفضفضة والهروب من الواقع إلا إليـه رغم كونه الجارح ولكن القلب وما يُريد! 



أحبك القلب وأنت مُعذبه، وأذابت الروح فيك وأنت خانِقُها، تشتاق الليالي لحديثٍ كان للجروج مُهدئـًا، وللنفس مسكنها.. وكل شيء يُريد الاقتراب ويخشاه في آنٍ واحد!


أخذت تفرك يديها معًا بخوف، وانسالت دموعها بغزارة وكانت لدموعها قوة على تهدئته.. قالت ببكاء وبصوت مرتعش : 



- هـ… هو معيد ليا في الكلية وكمان عرفت انه صديق بابا .. كنت رايحه لبابا لقيته واقف معاه، ووقفت معاهم عشان بابا طلب مني كده.    


جز على أسنانه بغيظ وتساءل بهدوء بعدما أغمض عينيه ثُمّ قام بفتحهما بقوة وهو يتذكر حديث المعيد عن كونها هي من قامت بدعوته :



- وجاي في الفرح ليه؟ بيتهيألي انه ما كنش في المدعيين وخالي آدم ما قالش لحد فينا انه هيدعيه، يبقى جاي بصفته إيه؟ 


دب الخوف في أوصالها وترددت في الحديث والقول بأنها هي من تحدثت معه بالمعاونة مع ندى وورد لأنها هي من اقترحت عليهما هذا الاقتراح، فهي تعرفه من قبل أن يتعرفا هما عليه.. تشجعت وأردفت بخوف ظهر حينما وضعت يدها على وجهها خوفًا من عينيه :



- أنا دعيته، وبعدين أنت بتحقق معايا ليه؟ 


أمسك اصبع يدها اليسرى الذي يزينه خاتمه وقال بعصبيه مفرطة مع ضغطة اصبعه على الخاتم بقوة :




- لو بتبصي على ايديك وتعرفي إني جوزك مش هتسألي السؤال ده.. مسؤول منك ومن أي تصرف تعمليه ولازم تعملي لي احترام ومكان في حياتك لأني جوزك .. حضرتك بقي بتقولي له تعالى الفرح لييـه من غير ما جوزك يعرف؟  




اقترب مها وكان لا يفصل بينهما سوى السينتيمترات نظرت لعينيه ويديه التي تضغط على خصرها بتملك .. أخذت نفسًا عميقًا أخرجته ببطء بينما كان لا يزال ينظر إليها بشراسة جعلت الخوف بداخلها يتضاعف.. بكت بقوة واضعة يدها على



 فمها تمنع صوت بكائها، أغمضت عينيها خوفًا منه بمجرد فعلتها العفوية تلك التي جعلت الحزن تحتل ملامحه في ثوانٍ لانّت ملامحه وتحولت إلى ملامح بريئة، والايد التي كانت تضغط



 على خصرها أصبحت تحتويه بحنان كما النظرات التي تبدلت وأصبحت نظرات معشوق لا يُريد شيئًا سوى اسعادها.. في الحُب إن أردت التغلب عن حُبك والهجران والمعاقبة لحبيبك، سيغفر لـه كل شيء بك لأجلـه. 


رمته بنظرة أخيرة وذهبت سريعًا من أمامه من نظراته الحزينة عليها وعلى دموعها التي كان سببًا في نزولها، تنهد بضيق وذهب بعيدًا عن النادي لكي يتخلص من ديقة صدره تلك..




 بينما أوركيد التي ما لبثت أن تدخل للنادي بعدما جففت دموعها ومسحت أي آثار للدموع استوقفها يوسف بمناداته لها بعد رؤيته لهما وبكائها، اقترب يوسف منها وتساءل بخوف :

- مالك؟ حصل إيه بينكوا؟ 


ضحكت بسخرية وقالت ببكاء :

- زي كلّ مرة .. بيعاتبني وأنا مش بلاقي حاجه أقولها له عشان يستحمل تصرفاتي. 


قال يوسف بحنان بعدما جفف دموعها بأنامله :

- عاتبيه.. العتاب للي شاري ولو أنتِ شارية وجوده في حياتك عاتبيه وبعدها قرري هتعملي إيه.


ما أصعب أن تتماسك وأنت على حافـة الهاوية! 


💛 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 💛


انتهى الحفل وذهب كل فرد إلى منزله، ماعدا العائلة التي كانت تقف بمنتصف النادي.. منهم من يودع صديق ومنهم من يودع أخ، ومنهم من يودع الابنة والام. على الرغم من أنه فراق ولكنه هين لين على القلب عندما يكون البعد متعلق بفرحة ما نُحبه..


 


أمسك أمير بيد ورد وطبع قبلة طويلة تزامنًا مع وليد الذي صرخ بمرح رافعًا يديه للأعلى :

- اوعدنـاا ييـاا رب . 


انفجر الجميع بالضحك ما عدا أوركيد التي كانت على وشك الانهيار .. كانت تجلس بعيدًا عنهم بمسافه نظرت إليها ورد بنظرة خاطفة وعندما رأتها بمنظرها هذا وبالضيق الظاهر عليها، قالت لأمير بخفوت :




- خمس دقايق يا حبيبي .. ثواني بس هشوف أوركيد . 


أماء لها أمير بخفه بينما ذهبت هي سريعًا لأوركيد التي كانت تجلس بزاوية ما بالنادي.. قالت ورد بمرح وضحكة خافته :

- كل ده زعل عشاني .. والله كبرتوا الموضوع يا شباب . 


ابتسمت أوركيد بخفه وذهبت إليها بسرعة وارتمت بداخل احضانها.. بكت بقوة جعلت ورد تربت على ظهرها بتعجب لحالتها تلك .. قالت بتعجب وقلق ظهر على ملامحها :




- حبيبتي ليه كل العياط ده بس؟ أنا معاكِ والله .. وبعدين ده حتى عشان تتوحشوني وتحترموني وتعرفوا قيمتي .




قالتها بضحك لكي تهدأ لكنها زادت في البكاء، أخذت ورد تربت على ظهرها وتتحدث وتمزح معها لكن.لا فائدة .. بعد وقت لا بأس بـه من بكاء أوركيد وتعجب ورد عليها ابتعدت أوركيد عنها قليلًا جففت دموعها بأناملها ثُمَّ رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وقالت :

- طلعتي غالية عليا يا بت . 


رفعت ورد إحدى حاجبيها وقالت بغيظ :

- لا ما هو مش كل العياط ده هيكون عشان هسيبكوا أسبوع؟ مـالك؟ ومش هقولها تاني. 


نظرت إليها أوركيد بخوف من نظراتها. صرخت بفزع تستنجد بندى التي هرولت إليها سريعًا قائلة بصراخ : 

- صاحبـاااااااي .


انفجرت أوركيد ضاحكة على فعلتها وتشبثت بندى بخوف من ورد التي توعدت لها بعينيها وأخبرتها كونها ستتحدث معها فيما بعد .. ذهبت لزوجها الذي يستعجلها لكي ينعزلان عن العالم اكمل بمنزل بعيد عن الجميع..


               *******


واضعة رأسها على كتفه، ناظرة للأمام بابتسامة واسعة احتلت قلبها أولًا ثُمَّ زينت ثغرها.. ربت أمير على يدها الموضوعة على خصره، تقوم بضمه إليها بقـوة .. ابتسم بخفه وقال بهمس :



- الحياة بيكِ بقيت حياة يا وردة عمري.. دا سبحان من وضع حُبك بقلبي عشان أشوف حلاوة الدنيا بوجودك . 




دفنت رأسها بصدره مستنشقة عطره المُحبب لقلبها، تنهدت بعمق وقالت بعدما طبعت قبلة حانية على راحة يده :




- وسبحان من جعل قلبي كفيفًا قبل مجيئك، وعندما ظهرت أمامه عاد إليه بصره. لتُصبح أنت المحبوب والمُحب والاقرب مهما مر من العمر. 


توقف عن السير بالسيارة ونظر إليها بصدمة وصرخ بوجهها وعلامات الدهشة والفرحة ظاهرة جليًا عليه :

- الكلام ده ليـاا؟ 


أماءت ورد بضحكة عالية وقالت وهي تضم وجهه بِكلتا يديها :

- وأنا معايا مين غيرك اقول له الكلام ده؟ ويلا سوق لاني تعبانه وعايزه اعرف المكان اللي هنفضل فيه.


حرك مقود السيارة مُجَدَّدًا للمنزل الخاص بيوسف والذي أخبرهما بـه منذ وقت قصير جدًا وهذا لكي يجعلها مفاجئة للعروسين كما أن المنزل لا يبتعد عن منزلهما الأساسي بكثير.. فقط يستغرق الساعة ونصف لكي ويكون بالمكان المحدد ..



 هبطا من السيارة بتعب ظاهر عليهما، كانت الساعة قد تعدت الواحدة بعد منتصف الليل.. نظرت ورد للمكان بنظرة سريعة، كان لا يوجد صوت سوى الرياح التي كانت تلفح وجهها مما جعل القشعريرة تسري بداخل أوصالها، دخلت مع زوجها باب



 المنزل الحديدي الذي اتضح لها أنه باب للمنزل وللحديقة متوسطة الحجم. كانت توجد بزاوية ما بالحديقة أرجوحة كما نافورة المياه التي وُضِعَت بالمنتصف، سارت مع زوجها إلى باب




 المنزل.. أخرج أمير المفتاح من جيب بنطالة وقام بفتح الباب ليظهر أمامهما الشموع تحتل الارضية بالكامل على أشكال مختلفة كما قلب كبير صُنع بالشمع، أمسك أمير بيد ورد وسار



 بها إلى القلب. جعلها تصبح بداخله وقف مُقابلًا لها وضمها إليه بشدة، أخذا يتمايلان على دقات قلبيهما التي تعزف على أوتار حبهما الذي في بداية طريقة.. همس أمير بجانب أذنها بعشق 



:

- مبارك عليا دخول أعظم وأجمل ست في الكون حياتي عشان بس تجملها بضحكتها .. يلا يا قلبي خلينا نصلي. 




أماءت له ورد بخجل شديد، ذهبت للطابق العلوي والذي يوجد به الغرفة الخاصة بهما بعدما اشار عليها أمير الذي ذهب إلى الغرفة المجاورة لها.. دخلت ورد الغرفة الواسعة ذات الطلاء



 الوردي.. كانت بشرفة واسعة تبينت عبر الستار الأبيض الشفاف كما السرير الكبير الذي بمنتصف الغرفة ذات الأثاث الأبيض مما جعل للغرفة بهجة وراحة نفسية غريبة احتلتها عند دخولها،



 دخلت لدورة المياة وابدلت ثيابها سريعًا، نظرت لهيئتها في المرآة بضجر من مظهرها. لا تدري أي الثياب ترتدي .. قررت ارتداء ما تُحب ومن ثُمَّ الاسدال.




خرجت من الغرفة تزامنًا مع خروج شهقة عالية منها اصدرتها حينما ارتطم جسدها بأمير الذي وضع يده على خصرها وقربها منه بحركة عفوية، نظرت إليه ورد بخجل بقربهما هذا .. ابتسم




 أمير وابتعد عنها. توجه للغرفة بعدما أمسك بيدها وسار بها للداخل .. قام هو بفرش المصلاة الخاصة به وبها بينما هي ارتدت حجابها بهدوء ودقات قلبهما يكاد يسمعها الآخر من شدتها. 



بعد الصلاة... نظر لها أمير بابتسامة وما لبث أن يتحدث إلا ووجدها تركض خارج الغرفة.. للحظة ظن كونها جنت لفعلتها المفاجئة تلك، لم يعطيها فرصة الهروب وركض خلفها بسرعة، أمسكها من معصمها وقال بحزن مصطنع :



- بتهربي مني يا وردتي؟ خايفه مني؟ 


تساءل ببكاء وحزن ظهر جليًا بعينيه مما جعلها تهدأ قليلًا، قائلة بحنان :

- أهرب ليك ما أهربش منك يا روح الروح والله .. أنت مصدر الأمان والحنية .


نظر إليها بطرف عينه وتابع سيل بكائه المصطنع وبسرعة البرق أصبحت هي بالهواء وتصرخ بفزع بينما هو لا يبالي بها ويطلق الضحكات عليها، أغلق الغرفة عليهما لكي يقضي معها ليلة العمر الذي طال انتظارها بالنسبة لكليهما.


                 الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-