رواية حذاء قدري الفصل السادس عشر16 بقلم ايه العربي


 نبدأ بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة 

البارت السادس عشر 

 رواية #حذاء_قدرى 

بقلم آية العربي


 

وقفت زهرة صامتة ... كانت تقوى تحاول تهدأتها وتحدثها 


ولكن زهرة كأنها فى قاع المحيط ... لا تسمع احدااا ... اوصالها 



باردة ...قدماها متجمدة ... تشعر بالوحدة مجدداً ... تريد عناقاً 



من احدهم ولكنه ايضا لم يهتم لامرها مثلما توقعت ... تريد 



دفئاً ...هل ستبقى دوما هكذا ... 

تناديها تقوى ولكنها لا تسمع سوى صوت ضجيج افكارها 



تخبرها ان الجميع ينبذها ... هل هي المخطئة ... هل بها شيئا 



سيئا ينفر منها المقربين ... تركاها والدها فى وقت مبكر ... 




يكرهها خليل وابنته بشدة ... وها هما اكثر اتنين وثقت بهم 




تركاها ايضا ... حتى انهما لم يثقوا بها مثلما فعلت ..


افاقت على نداء تقوى بقوة مع هزها بقلق قائلة _ زهرة ... ايه 



يا زهرة انا بكلمك من بدرى ... انى كويسة ؟ 


نظرت لتقوى بحزن قائلة ببطء وانكسار _ تقوى انا هروح ... 




كلمى انتى مامت اكرم واحكيلها كل حاجة ... لازم تنزل تقف لابنها .


اعطتها زهرة الرقم وغادرت فورا متجهة الى منزلها ... لتعود وحيدة مجدداً ...


نظرت لها تقوى بحزن الا ان غادرت ... رفعت الهاتف على اذنها 




بعدما ضغطت زر الاتصال على الرقم الدولى الخاص بالسيدة مديحة ..


استغرق الامر قرابة الدقيقة حتى فُتح الخط واتاها صوت 




نسائي قائلة بإتزان وتساؤل _ الوو ! مين معايا ؟ 


اجابتها تقوى بلهفة _ ايوة حضرتك مديحة هانم ؟ 


ترقبت مديحة قائلة بتوتر _ ايوة انا ! ... خير ؟ 


تكلمت تقوى بحيرة قائلة _ انا صديقة وصال ..او عزة ! ..


اجابتها مديحة بلهفة وتوتر قائلة _ ايوة هى فين ... انا برن من الصبح تليفونها مقفول ...المفروض تكون دلوقتى فى لبنان ... هى حصلها حاجة ؟ طمنيني ؟..


قالت تقوى بحزن وهى تتجه خارج قسم الشرطة لتستكمل 




حديثها قائلة _ عزة اتقبض عليها فى المطار يا مديحة هانم ... 


ابنك عرف مكانها وبلغ فيها قبل ما تسافر ..


اتسعت عين مديحة قائلة بحزن _ طارق ابني ؟ ازااااى ؟ 


قالت تقوى بتسرع  _ مش مهم ازاى ... حضرتك لو تقدرى تساعديها ياريت متتأخريش عن ده لانها فى حالة سيئة جدااا وانا لحد دلوقتى معرفش البلاغ عبارة عن ايه .


سكتت مديحة ثم اردفت قائلة بتصميم _ تمام .. انا هنزل مصر فى اقرب وقت ... لازم اتصرف .


اغلقت تقوى الخط بعدما اطمئن قبلها بعودة مديحة .... فهى الوحيدة القادرة على اثبات براءة وصال ... واتجهت بعد ذلك لتطمئن على وصال اين ذهبت او على الاقل تطمئن على والدتها ..


________

غادرت زهرة فى احدى سيارات الاجرة عائدة الى منزلها ... طوال الطريق يرن هاتفها برقم احدهم الذي لا تعلم صاحبه ... فى الحقيقة الامر غريب وهي ليست معتادة على هكذا اتصال ولكن عقلها فى حالة تغيب عن التفكير فى هذا الامر ... اغلقت هاتفها تماماً ... لا تريد معرفة هوية المتصل .. كل ما تريده هو النوم حتى تريح عقلها من التفكير ..


كان صاحب هذا الاتصال هو اسماعيل الذي يقف فى شرفة شقته بشرود ... يدس هاتفه فى جيبه بعدما حاول مرارا وتكرارا ولكن بالاخير اغلق هاتفها ..


دخل عليه احمد قائلا بتساؤل _ ايه يا بابا كلمتها ؟ 


تنهد اسماعيل بضيق قائلا _ لاء يا احمد ... فى الاول رن كتير ومحدش رد وبعد كدة الفون اتقفل ... مش عارف ليه مش مرتاح للوضع ده ... انا حاسس انى لازم اعمل حاجة .


ترقب احمد قائلا _ تحب اتصرف يا بابا ؟ 


نظر له اسماعيل بتفاخر قائلا بابتسامة _ ايه يا حضرة المحقق هتستخدم نفوذك ولا ايه ؟ 


ابتسم احمد قائلا بثقة _ حضرتك عارف انى اقدر اعمل كدة بس انا سايب حضرتك على راحتك ... وبردو انا ليا اصدقاء كتير هنا فى مصر ممكن يساعدونى فى اي شئ محتاجه بخصوص زهرة .


ربت اسماعيل على كتف ابنه قائلا بفخر _ عارف انك قدها ... بس سيبنى انا اتصرف فى الموضوع ده ... مش عايز اول لقاء بيني وبينها يكون بتدخل من طرف تالت ..


اومأ احمد بقبول قائلا _ تمام يا فندم .. زى ما حضرتك تؤمر ... وبردو انا تحت امرك في اي حاجة تحتاجها ..


اومأ له اسماعيل وعاد شاردا ينظر من شرفته مجددا 


__________

وصلت زهرة بيتها ... فتحت بابها ودخلت ... اغلقته خلفها وهى تنظر حولها فى كل مكان ... عادت الى موطنها الاصلى .. شعرت باختناق يصل الى حنجرتها ... اخذت نفسا عميقا واتجهت الى المرحاض تغسل وجهها علها تفضفض عن نفسها قليلا ... توضأت وخرجت تؤدى فرضها ... 


ابدلت ثيابها وارتدت اسدال الصلاة ووقفت تصلي بدموع ... دموع دافئة حزينة تتساقط وكأنها قطرات ندى فى فصل الصيف الحار  ... تناجى ربها ... سجدت ارضا تبكي ... تخبره بكل ما يؤلمها ... تطلب منه العون والطاقة لاكمال ما تبقى من حياتها ... تطلب منه اظهار حقيقة الامر حتى تعود وصال سالمة وتضم طفلها ... تترجاه بان يرد اليها طارقها ويرشده الى الخير دوما فقد بات ظالما وهي تخاف عليه كثيرا ..


انتهت من فرضها وجلست تذكر الله قليلا ... وقفت بعد ذلك تخلع عنها اسدالها متجهة الى غرفتها ...


تمددت على الفراش ... بدأت تغمض عيناها تريد الهروب فى النوم ... ولكن اوقظها جرس الباب يعلن عن وصول احدهم ...


تعجبت متسائلة فى داخلها بقلق _ مين ده ؟ .


قامت مجددا متجهة بحذر ناحية الباب ... وقفت خلفه متسائلة بترقب _ مين ؟ 


تكلم قائلا بتعب _ انا يا زهرة .


ارسل قلبها اشارة فورية لعقلها وبالفعل ارسل عقلها ايضا اشارة ملهفة سريعة الى يدها التى اتجهت على الفور تنفذ الامر و تفتح قفل الباب ...


نظرت له بلهفة وقد احاطت عيناها غيمة دموع وهى تضغط على اسنانها حتى تمنعها من السقوط ..


كانت نظرته نفس المعنى تماما ... نظرة تعب ووحدة واشتياق ... ارتمى فى حضنها على الفور ... كان عناقه قوى لدرجة ان اذنه سمعت اصوات عظامها ولكنها لا تبالي ... بادلته العناق باكية ... اشتاااااق هو وبشدة ..


ابتعد عنها مرغما ... بوجهه فقط ولكن جسده متحفظاً على جسدها ...يقول وعيناه تتكلم قبل فمه _ مقدرتش يا زهرة ... مقدرتش انام من غيرك ... مبقتش اعرف انام من غير ما تكونى جنبي وفى حضنى ..


نظرت له بحب واشتياق ايضا ... قائلة وهى تسحبه للداخل _ تعالى .


ادخلته واغلقت الباب ... دخل معها كالطفل الصغير ... 


اجلسته على احد المقاعد ... تركته لتحضر شيئا ولكنه رفض تركها ... سحبها من ذراعها بحنان يجلسها على قدميه ... يحتضنها مجددا قائلا وهو يدفن رأسه داخل صدرها باشتياق _ زهرة انا مكنش اعرف انى هتعلق بحد اوى كدة ... انا فعلا مقدرتش ابداا انام من غيرك ... 


ملست على شعره التى تعشقه بحنان  .. قائلة بدموع فرحة وعتاب ايضا _ بس انت سبتنى امشي يا طارق ..


رفع نظره اليها قائلا بصدق _ مكنتش حابب اضغف يا زهرة ... وجودك معايا ممكن يضعفنى ويهز اصرارى فى قضيتى ... علشان كدة قبل اي شئ هعمل معاكى اتفاق .


تسائلت مستفهمة _ اتفاق ايه ؟ 


امسك كفها الصغير قائلا وهو يفرك اصابعها بحب _ زهرة انا مش هقدر ابعد عنك .


اردف مستكملا بتصميم وهو يناظرها رافعا رأسه ينظر داخل عيناها  _ ابداااا ... بس بردو مش هقدر اتنازل عن حق اخويا ... يعنى هكمل فى قضيتى ... وانتى لو سمحتى متخيرنيش اختيار صعب زى اللى قولتيه هناك فى شقتنا ... خلينا مع بعض وكل واحد فينا مقتنع برأيه وفى الاخر نبقى نتحاسب لما الحقيقة تبان ..


نظرت له متنهدة ... حاولت تبادل الحوار قائلة _ يا طارق صدقنى انت بتغلط فى حق نفسك قبل اى حد ... سيب جواك احتمال براءتها علشان هتتصدم فى الاخر ..


نفي برأسه قائلا بتأكيد  _ ده احتمال مش وارد ابدا ولو بنسبة ١× مليون .


تنهدت بيأس ... سحبت رأسه مجددا الى صدرها ولكن داخلها قلق ... هي متأكدة من براءة صديقتها ... ولكن اصراره سيفقده ثقته بنفسه ...      سيفقده طاقته ... سيفقده الكثير ... هى تتمنى اظهار براءة وصال وبشدة ولكنها باتت تخاف من هذه اللحظة كثيرا حينها ستتغير الامور وبشدة ..


______________


فى لبنان تفكر مديحة فى امراً ما ... اتجهت ليلا الى غرفة يمان قائلة وهى تطرق بابها _ يمان ؟ لسة صاحي ! 


فُتح الباب وظهر يمان قائلا بهدوء _ اي عمتى لسة مانمت ... كنت عم نيم مروان وهلأ نام .. خير فيه شى ؟ 


دخلت مديحة الغرفة وجلست قائلة بترقب _ ايوة يا يمان ... طارق ابني عرف مكان عزة وبلغ عنها وهى فى المطار ... ودلوقتى هي محبوسة ظلم يابنى ..


تنهد يمان بضيق ثم اردف قائلا _ وانتى عمتى شو مأكدلك انها مظلومة ... لشو كل هالثقة فى واحدة مثلها ؟ انا ماعم بفهم هالشى والله .


قالت مديحة بحدة وتصميم _ مظلومة يا يمان ... مظلومة ومتأكدة وعيزاك تتأكد انت كمان علشان نخلى طارق يتراجع ..


اخذ يمان نفساً طويلاً ثم قال متسائلا _ طب هلء شو المطلوب منى ؟ 


ترقبت مديحة قائلة بحذر _ انا هاخد مروان وانزل مصر فى اقرب وقت.


تجمد يمان واتسعت عينه قائلا بزهول _ شو قلتى ؟ مين بتاخدى ولوين ؟ مستحيل عمتى ... مستحيل ..


وقفت مديحة على حالها قائلا باصرار وهى تكاد تغادر _ يمان انا هاخد مروان وارجع مصر سواء رضيت او لاء ... قلتلك مامته محبوسة ظلم ولازم حد يقف معايا ويقف لطارق ... انا بس جيت اعرفك علشان متتفاجئش بقراري الصبح وانا بقول لعامر .


كادت ان تغادر ولكنه اوقفها بقوله عندما اردف  _ تمام عمتى ... متل ما بدك ... وانا كمان ح أجي معك مصر ..


نظرت له بعدم تصديق متسائلة بتأكيد _ تنزل مصر ؟ صحيح يا يمان ؟ 


اومأ لها مؤكدا يقول _ ايه اكيد ما ح اترك مروان لحاله ..


اومأت له مبتسمة ... فهذا ما كانت تتمناه حقا ... غادرت هى بارتياح لكى تنام ... عليها ان تخبر شقيقها غدا وتجهز لرحتلها فورا ..


___________


عند زهرة التى اخذت طارق الى الفراش واحتضنته كطفلها ... تداعب خصلات شعره بهدوء    وهو ينام مستمتعا بعناقها الذي بات يعشقه ... اتجهت رأسه الى بطنها قائلا بسعادة خيالية يناديها _ زهرة .


تمتمت له وهى تجلس بزاوية منفرجة تستند على الفراش وتداعبه قائلة _ امم .


شرد فى امرا ما قائلا بحب وعاطفة _ هو انا ممكن ربنا يرزقنى بأطفال ؟ 


تعجبت من حواره قائلة بتساؤل _ ايه السؤال ده يا طارق ... اكيد ان شاء الله لو ربنا اراد هيرزقنا ... وبعدين انا بحب الاطفال جدااا ..


تنهد قائلا بخوف _ بس انا خايف يا زهرة .


تساءلت بحيرة وقد توقفت يداها عن مداعبه شعره قائلة _ خايف ! من ايه بس يا طارق ..


اجابها وهو مازال نائما على منطقة بطنها قائلا _ خايف ميتحققش حلمى ... انا امنيتى   ان ربنا يبعتلى طفل واسميه اكرم ويكون منك ... وبعدها مش محتاج حاجة من الدنيا ... بس انا لما بتمنى حاجة مش بتتحقق ..


حزنت لاجله قائلة بحنين _ ليه بتقول كدة ... ربنا سبحانه وتعالى قسم الدنيا بالعدل ... اللى ممكن يكون عندك مش موجود عند غيرك ... واللى    عند غيرك ممكن يكون مش عندك ... انا واثقة ان ربنا هيكرمنا من فضله ... وهيعوضنى حرمانى بيك وبطفل منك ... بس انت خلي عندك ثقة فى ربنا ..


اجابها صادقا بحزن شديد _ ثقتى فى ربنا ملهاش نهاية ... بس انا قبل كدة اتمنيت اموت قبل اكرم ... كنت بحبه جدااا يا زهرة ... يمكن اكتر من نفسى ... كنت مستعد اضحى بأي شئ علشانه ... بس هو راح منى يا زهرة ... يمكن لو كان اتوفى وفاة طبيعية مكنتش بقيت قاسي كدة وظلمت ناس تانية ملهاش ذنب ... بس هو انتحر يا زهرة ... عارفة يعنى ايه انتحر ... يعنى ممكن حتى متجمعش بيه فى الاخرة ... يعنى وجعلى قلبي يا زهرة ... 


بكى بنحيب وصوت مسموع قائلا _ ااااه يا زهرة على وجعى عليه ... وكل ده بسبب الخاينة والكلب التانى ... صورهم كانت فى درج اخويا يا زهرة ومش هسامح ابداااا ... ابدااا يا زهرة ..


احتضنته باكية ... تحاول تهدأته بشدة قائلة _ خلاص اهدى علشان خاطرى ... اهدى يا طارق ربنا غفور رحيم ... صدقنى هو احن علينا من نفسنا .







.. محدش يعرف مصير التانى ايه دي حاجة فى علم الغيب ... ادعيله بالرحمة يا طارق ... وانا كمان هدعيله بس علشان خاطرى اهدى ..


ظل طارق فى حضنها يبكى وهي تتلو آيات الله له الى ان هدأ ونام ... نظرت له بحزن ... يا الهي انه يعانى ... مازال جرحه ينزف ... يا الله تولى امره وارءف بحاله ..


ظلت تدعو له وتبكى حزنا عليه الا ان نامت هى بعد دقائق على وضعها هكذا كى لا توقظه ...


___________

فى قسم الشرطة ... تقف سماح قائلة برجاء تتحدث مع احدهم _ يابنى حرام عليكوا .. انتوا مافيش فى قلوبكوا رحمة ... عايزة اشوف بنتى مبقتش  قادرة اقف ..


تكلم العسكرى مرأفا بحالها _ يا حجة انا ماليش ذنب ... بنتك فى الحجز لما تتعرض بكرة على وكيل النيابة والمدعى ييجي... وانا قلتلك ١٠٠ مرة مش هينفع تشوفيها  ... انتى روحى وتعالى الصبح ..


نطقت بحدة وحزن قائلة _ اروح فين ... اروح ازاى واسيب بنتى نايمة هنا ..


يأس الرجل منها عائدا الى مكانه ... كانت تقوى على يمينها وعليا على اليسار تحاول تهدأتها ولكنها ايضا حزينة على حال شقيقتها التى لا تعلم عنها شيئا حتى الان ..


تكلمت تقوى بيأس _ يا طنط واضح ان مافيش فايدة نشوف وصال ... تعالى نروح وبكرة الصبح نجيلها ...


نفت سماح برأسها قائلة بحزن بليغ _ لاء مش هروح ... اعملوا حاجة ... بنتى بتروح منى ..


قالت تقوى بهدوء _ يا طنط مديحة هانم قالت انها جاية مصر تتكلم مع ابنها ... والمحامى جاي الصبح .


تكلمت سماح بضيق _ وهو انا لسة هستنى لما مديحة تيجي ... انا لازم اتصرف ... انا لازم اروح للبنى ادم ده واوقفه عند حده ... حد يقولى عنوانه ..


قالت تقوى بهدوء _ يا طنط مش هتستفيدي حاجة ... صدقيني كلامك معاه مش هيفرق ... سبيه لما امه تجيله يمكن هى اللى تقنعه ... وزهرة كمان بتحاول تقنعه .


نظرت له بشك ولفت وجهها قائلة متجاهلة حديثها  _ روحي انتى يا عليا  ... انا هفضل هنا ... خلى تقوى تروحك وتعالي الصبح ..


استسلما الفتاتان لها وغادرا بالفعل وظلت هي تنتظر مصير ابنتها الغير معلوم ..


****

كانت وصال فى الداخل تبكي وتجلس وحيدة ضامة ركبتيها لصدرها بحزن ... تنتظر مصيرها ... تفكر فى طفلها التى لم تحظى برؤيته ... تفكر فى نظرة    زهرة المؤلمة لها ... هي تسرعت فى الحكم عليها ... ولكنها مشوشة ... كيف وقعت فى يد طارق الازهرى ... اذ كان





 هناك خائن فبالتأكيد هو طارق مؤكد انه خدع زهرة واوقعها فى شباكه للوصول اليها .... نعم مؤكد انه علم عنها من مكان ما ...ولكن لماذا وكيف ومتى   ... وما هذا الادعاء الذي يتهمها به ... زنا !؟ ... وتحريض على الانتحار !؟ .. يا الهي ستجنن ...حقا ستفقد عقلها ...


_________

فى الصباح استيقظت زهرة متألمة بسبب نومها بهذه الوضعية ... كان ما زال طارق نائما كما هو ...


لا تريد ايقاظه ولكنها حقا تتألم ... نادته بصوت مأنون قائلة _ طارق ..


تحرك قليلا وعندما احس بجسدها تحت رأسه قام يناظرها بحزن قائلا _ انا نمت كدة ؟  انا اسف يا زهرة بجد محستش على نفسي . 


هدأته ومازال صدرها ومقدمة بطنها تؤلمانها قائلة _ مافيش يا حبيبي حاجة بسيطة ... انت احسن دلوقتى ؟  .


اعتدل فى جلسته ممتداً ارجله على الفراش ومستندا على وسادة خلفية ... جرها اليه برقة وانامها بين قدميه واضعا رأسها على صدره مثلما فعلت





 هي .. يملس بيده مكان المها بحنين وببطء يحاول تطييبه ... ظل كف يده يذهب ويعود بهدوء على منطقة المها الا ان ارتاحت بالفعل ... متسائلا بصوت حنون _ كدة احسن ؟ 


اومأت له وهى مغمضة العينين مستمتعة بحركاته المحببة المقربة الساحرة ... تعشق هذا الرجل ... تريده معها للابد وكيف لها ان تتركه بالاساس وقد تعلقت روحها به ... 


فتحت عيناها بحب قائلة وهى تنظر له _ احسن بكتير ..


مال عليها مقبلاً اياها بحب ورقة وشوق ... يبث فيها كل حبه لها ... فصلها بعد قليل قائلا _ معلش انا لازم اخرج يا حبيبي بس مش هتأخر ..


ابتعدت عنه لحتى يمر متسائلة بخوف من اجابته  _  هتروح فين يا طارق ؟ 


نظر لها اثناء وقوفه قائلا بصدق وترقب _ رايح القسم يا زهرة .


طأطأت راسها حزنا ... لن تضغط عليه ... سترشده وتدعم صديقتها ايضا ... وقفت متجهة اليه تقول مبتسمة _ هاجي معاك .


نظر لها بتساؤل ولكنه اضطر لاصطحابها فهو يعلم تصميمها على الامور ..


________

فى لبنان 

تجلس مديحة تتناول الفطور مع شقيقها ويمان ومروان الذي يجلس بجواره 





وضعت مديحة كأس الماء بعدما ارتشفت القليل قائلة بحذر _ عامر انا هنزل مصر بكرة ..


تعجب عامر قائلا بتساؤل _ تنزلى مصر ؟ ليه !


اجابته بصدق وهى تنظر ليمان _ انت عارف ان المفروض عزة توصل امبارح بس هى اتقبض عليها بسبب ابنى ... وانا لازم انزل اوقف طارق عند حده ... انت عارف انها مظلومة زي ما حكتلك ..


نطق دون اعتراض قائلا _ لاء بما ان الوضع كدة فطبعا لازم تنزلى ..


ترقبت بهدوء قائلة _ بس مروان ويمان هينزلوا معايا ..


نظر عامر الي ابنه بتعجب قائلا _ معقول يا يمان ... انت فعلا هتنزل مصر ... معقول انت ! 


نطق يمان بجدية قائلا _ ايه بابا ... انا ما بدى اترك مروان لحاله ... وكمان بدى اتعرف على هاي عزة او شو اسمها ما بعرف  ..


اومأ عامر قائلا _ طيب بما انكوا كلكوا نازلين مصر يبقى انا كمان هنزل معاكم ... وبالمرة اشوف مصر لانها وحشتنى جداا ..


فرحت مديحة كثيرا بقراره واستعدت للعودة لموطنها بحماس ..


__________

عند قسم الشرطة وصلت سيارة طارق ... اوقفته زهرة قائلة برجاء _ طارق لو سمحت انا هنزل الاول ... بلاش ندخل سوا قدام طنط سماح .


زفر بضيق ولكنه وافقها قائلا _ تمام يا زهرة زى ما تحبي ..





اومأت له وبالفعل نزلت من السيارة متجهة للداخل ... وجدت سماح وعليا وتقوى ومعهم المحامى ... اتجهت اليهم بحذر ملقية السلام قائلة _ سلام عليكم ..


نظرت لها سماح بغضب بينما رد السلام كلا من تقوى وعليا والمحامى ايضا  ..


تساءلت زهرة موجهة حديثها للمحامى قائلة _ حضرتك عرفت حاجة عن وصال ؟ 


قال المحامى بجدية وعملية _ القضية مش سهلة خصوصا ان خصمها طارق الازهرى وده اسمه لوحده يخلى اي محامى يتراجع ... هو اتهامها بقضيتين زنا وتحريض على انتحار ... وللاسف دليله قوى ... 


حزنت زهرة وهى مطأطأة راسها ... تعرف جيدا انه قدم دليله وهو صور وصال مع ذلك القذر ..


قال المحامى بأمل _ بس فيه طريقة اننا نخفف الحكم  ..


ترقبت زهرة متسائلة بلهفة _ ايه هي قول ..


قال المحامى بلغته _ طبعا هنطعن بالتزوير ...بس لو التقرير الطبي اثبت عكس كدة وده وارد جدا مع طارق الازهرى .. يبقى مافيش قدامنا غير اننا نلاقي الطرف التانى فى الجريمة دى وهو فريد .


حزنت زهرة متسائلة _ هو ممكن طارق يزور الادلة ؟ 


تكلم المحامى دون معرفة هويتها قائلا _ ممكن جدا ... مش اول مرة .


نظرت زهرة الى سماح والبقية بخجل وكأنها هى من ارتكبت هذه الافعال السيئة والظالمة ..


دخل طارق الممر رأته سماح التى انفعلت بشدة واتجهت اليه قائلة بغضب وحدة _ عملت






 ايه في بنتى يا طارق يا ازهرى .. مش خايف من ربنا ... مش خايف من دعوة واحدة زيي عليك ... اتهمتها في شرفها وسمعتها بالزور منك لله ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..


نظر طارق لزهرة الواقفة تطالعه بحزن ... مغلوبة هى على امرها ... نظر لعيناها الحزينة التى تطلب منه تبرير موقفه ... 


تكلم هو حبا لها ولخاطرها قائلا موجها حديثه لسماح _ انا مش محتاج ازور ادلة او اتهم بنتك ... انا فحصت الصور دى عند مختص من اول ما وقعوا في ايدي واتاكدت انها حقيقية مش مزورة ... 


قالها وغادر وترك سماح تصرخ داعية عليه بكلمات كادت ان توقف قلب زهرة ... تتمنى




 لو ان الارض تنشق وتبتلعها .... وقررت فى نفسها ان تحاول عافرة باي طريقة البحث عن هذا القذر المدعو فريد ... فسر اللغز كله عنده .



                 الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>