روايو حذاء قدري الفصل الثامن عشر18 بقلم ايه العربي


 نبدأ بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يهلى عن الصلاة 

البارت الثامن عشر 

 رواية #حذاء_قدرى 

بقلم آية العربي


اغلقت زهرة الخط مع احمد بعدما اتفقا على تزويدها بمعلومات عنهما فى اقرب وقت ..


قامت متجهة الى المطبخ لتعد احدى الوجبات براحة بعدما اطمئنت قليلا فهناك دليل فى طريقه الى الوصول لها حتى تثبت براءة صديقتها ..


وقفت تطهى وجبة طارق المفضلة .. ملوخية ودجاج مشوي وارز ومؤكد طبق السلطة الشهي ..


كانت ترتدى احدى القمصان الصيفية القصيرة وتقف امام الموقد تباشر الطعام ... ولم تشعر بذلك الذى جاء من خلفها فجأةً يحتضنها بحب ويميل برأسه على رقبتها يقبلها قائلا بعزل ومدح _ ايه الجمال ده .. الاكل ريحته جايبة اول الشارع .


ادارت وجهها اليه قائلة بشك وهى تضيق عيناها _ يا سلاااام؟....اول الشارع ! ... يعنى جيت بدرى النهاردة 


ادارها بذراعيه له ... نظر لها بأسف قائلا _ معاكى حق .. انا أسف فعلا مشغول الايام دى شوية .


قالت بغرور مدلل _ اوكى ... تقبلته ... ويالا ناكل علشان انا جوعت جدااا ..


مال عليها يقبل وجنتيها بحب قائلا _ يعنى لو مكنتش جيت كنتى هتاكلي من غيري ؟ 


نفت برأسها سريعا قائلة بصدق _ لاء طبعا مقدرش ..


ابتسم لها بحب ومال عليها يقبلها بحب ولهفة ... تعلقت هي به واضعة ذراعيها على رقبته ... تبادله قبلته بدلال ...


ابتعد متعجبا من امرها قائلا بتساؤل _ فيكي حاجة غريبة النهاردة ... يعنى بقالك كام يوم متغيرة ودايما سرحانة وانادي عليكي مش بتردى ...لكن النهاردة رجعتى زهرتي تانى ... هو حصل حاجة ولا ايه ..


توترت قليلا وادعت انشغالها فى سكب الطعام قائلة بتلعثم  _ لااا ابدا .. ااانا بس متوترة شوية وانت عارف السبب اكيد ... بس انا قلت اريح عقلي شوية من التفكير واسيبها على ربنا ..


نظر لها بشك ... فهو لديه خبره في هكذا امور ومر عليه الكثير ... ولكنه اردف قائلا بترقب    _ ونعم بالله ... متقلقيش يا زهرتى ... مهما كانت النتيجة اللى انا متأكد منها فأنا هفضل احبك بكل خلية جوايا ... وعمرى ما هسيبك ابدا.


نظرت له بتعجب وقلق ... اولم يضع احتمال ولو ضئيل فى براءتها ... 


تجاهلت متعمدة هذا الحوار تماما متسائلة بترقب _ طارق ... هو انا هشوف مامتك امتى ... بقالى يومين بطلب منك ده وانت تقولي قريب ... هي مامتك مش عايزة تتعرف عليا ولا ايه ؟ 


تناول منها بعض الاطباق واتجه يضعها على الطاولة الجانبية ثم عاد اليها مردفا باقتناع _ بالعكس بقى ماما نفسها تتعرف عليكي جداا ... انا بس مستنى شوية كدة يكون عندى وقت فاضى هاخدك اعرفك عليها ..


ناولته طبق السلطة قائلة بغيظ  _ على فكرة بقى انت خايف اننا نتقابل ونتفق عليك ... وسايبنى هنا ومش راضي نروح شقتنا علشان عارف ومتأكد اننا هنعمل حزب عليك .


وضع طبق السلطة وعاد اليها قائلا بحب وغيرة _ كل استنتاجك ده غلط ... انا فعلا مشغول فى كذا قضية ... ومش هينفع اروحك الشقة وتكونى     هناك من غيري خصوصا مع وجود يمان وخالى عامر ... بالرغم انى نفسي اعرفك على امى ومروان جداا ... بس فعلا مستنى اخلص شغلى علشان متبقيش من غيري فترة طويلة ..


اومأت له مبتسمة واتجها لتناول الطعام ..


جلس طارق بترقب وحماس وامامه زهرة تناوله قطع الدجاج قائلة بحب _ دوق وقولى رأيك ... علشان متقولش عنى طباخة فاشلة .


امسك يدها وقربها من فمه وتناول قضمة مستمتعا بلذة طعمها وهو يغمض عيناه قائلا _ اممم جميلة جداا ... تسلم ايدك يا حبيبي ..


سحبت يدها بحرج ثم بدأت تتناول ببطء وشرود .... نظر لها قليلا ثم اردف قائلا _ قولي يا زهرة عايزة تسألى عن ايه ..


نظرت له بتشتت وحيرة ... تنهدت ثم قالت متسائلة _ طارق ... جلسة وصال لسة عنها يومين ... اوعى تكون زورت ادلة يا طارق ..


وضع الطعام من يده وسكت قليلا ثم نظر لها بخيبة امل قائلا _ انا من يوم ما عرفتك وانا صلحت من نفسي يا زهرة ... انا مش عايز اسيب ليا ذكرى سيئة ... عارف انى ظلمت ناس قبل كدة ... بس انا بحاول اصحح ده ومغلطتش تانى ... وبالنسبة لموضوع صحبتك ف انا مزورتش اي دليل لان الادلة اللى معايا صحيحة .... انا كل اللى    عايزه انها تتعاقب على اللى عملته فى اخويا وبس ... فكرك انى مش بحاول اوصل للكلب التانى ده ؟ ... انا بدور عليه زى ما كنت بدور على وصال بس مش لاقيه ... ويوم ما هلقاه يا زهرة اوعدك هخليه يعفن فى السجن ..


نظرت له بحزن وقلة حيلة ... ثم اردفت قائلة _ طيب كمل اكلك ... وسيبها على ربنا .... واعمل حسابك ان بعد ما نتغدا هتوديني اتعرف على مامتك .


فرغ ثغره ليتحدث ولكنها قاطعته قائلة بصرامة كادبة _ خلاص ولا اي كلمة هروح يعنى هروح .


نظر لها متعجبا ثم ابتسم واومأ موافقا باستسلام ...


____________

عند تقوى التى تتحدث مع السيد رؤوف مردفة _ ايوة يا استاذ رؤوف ... لسة يومين عن الجلسة وربنا يستر ... بس بصراحة المحامى اللى حضرتك جبته لوصال عامل مجهود واضح في القضية .


تكلم رؤوف عبر الهاتف قائلا بثقة _ انا متأكد من براءة وصال .. وان شاء الله الحقيقة هتظهر ... المهم يا تقوى خلى بالك من مامتها واختها ولو احتاجوا اي حاجة ياريت تعرفيني .


تكلمت تقوى بامتنان قائلة _ شكرا يا استاذ رؤوف .


تكلم هو بود قائلا _ مافيش بينا شكر يا تقوى انتو يعتبر بناتي ... يالا مع السلامة .


اغلقت معه واتجهت تجلس قليلا مع والدها ... نظر لها محمد بحب قائلا بتلعثم _ ت ت تقوى .


ربتت على يده وقبلتها قائلة _ نعم يا بابا ..


قال مجددا بندم وتساؤل _ ا انت ى  م م مسمحانى ؟ 


اومأت له قائلة بتأكيد _ انا نسيت الموضوع يا بابا ... بحاول اعمل لنفسى حياة جديدة    من غير الماضي ... وانا متأكدة ان ربنا هيرزقنى بالانسان اللى اعتمد عليه ... وهيكون راجل اد كلمته وافعاله ... مش اشباه رجال زى الانسان اللى كنت عامية وحبيته .


نظر لها بفرحة قائلا بصدق _ اااهو ... اانا .. عمملت كددة ... عللشاان اللحظة  دى ... كننت ب بتمنى تبعدي ع عن الانسان ده ..


ربتت مجددا على كتفيه مبتسمة ومتساؤلة بقلق _ هي ماما اتأخرت ليه ... دي بقالها اكتر من ساعتين ..


فُتح الباب ودخلت والدتها تحمل اكياساً كثيرة .... قامت تقوى وساعدتها فى وضعهم فى المطبخ متسائلة _ ايه اللى اخرك كدة يا ماما ..


نظرت لها والدتها قائلة بضيق _ قابلت محمود وكان عايز ييجي معايا وسربته بالعافية ... يابنتى ده عايز حد يقفله ... انا بقيت اخاف منه .


توترت  تقوى تنظر لوالدتها بحيرة وعجز اُلجم لسانها ... شاردة فى البحث عن شخصا قادر على مساعدتها فى الخلاص من هذا السئيل ..


_______


عند وصال التى منذ حبسها لم تتفوه بحرف الا اذا وجه لها اسألة خاصة بقضيتها ... تجلس صامتة شاردة مرعوبة من مصيرها التى لا تعلمه ... سلمت امرها لله داعية خلاصها فهو يعلم انها ليست مذنبة ..


سماح التى لم تجف دموعها لحظة ... تبكى وتصلى داعية الله ان ينجى ابنتها ويرد لها طفلها ... كذلك حال عليا الحزينة على شفيقتها تنتظر يوم نطق الحكم بترقب وخوف ..


_______

فى المساء اصطحب طارق زهرة معه ليعرفها على والدته ... صف سيارته امام منزله ونزل منها ... كذلك نزلت زهرة بحماس وانطلقت الى السلم وهو وراؤها ..


فُتح باب المصعد ودلف الاثنين متجهين الى شقتهم ...

صعد الاثنين واتجه الى باب الشقة ...كان طارق واضعا ذراعيه حول وسط زهرة بتملك ... ضغط على جرس الباب ... ثوانى وفتحت مديحة بابتسامة     مشرقة وفرحة وحماس ... نظرت الى زهرة ولم تدعها تنطق اذ انتشلتها من يد طارق محتضنة اياها بحب قائلة _ ازيك يا حبيبتى ... كان نفسى اشوفك من يوم ما عرفت بس المتحكم ده مرديش ... 


كانت مديحة محتضناها بحب بينما زهرة ادمعت عيناها ... توقعت ان تسلم بحفاوة ولكن هذا العناق اعاد لها ذكريات تتمناها ... فالسيدة مديحة ذكرتها بعناق ايمان ... بادلتها زهرة العناق بفرحة بل وشددت عليه اكثر قائلة بتحشرج وصوت مكتوم _ انا كمان كان نفسى اشوف اوى   ..


لاحظ طارق صوتها الدال على بكاؤها ... ابعدها عن والدته يلفها اليه قائلا بصدمة وتساؤل _ زهرة ! انت بتعيطى .؟ 


نظرت له تضغط على اسنانها ...ثم نظرت لمديحة بحب قائلة _ افتكرت ماما الله يرحمها ..


حزنت مديحة لاجلها كثيرا قائلة بصدق _ يا عمرى انا ماما من هنا ورايح ... تعالى ادخلى ..


ومنذ تلك اللحظة وقد امتلكت مديحة قلب زهرة ... دخلت زهرة ووراؤها طارق ... سعيد هو لما فعلته والدته ... فهذا سيجعل زهرة سعيدة بكل تأكيد ..


اتجهت مديحة تجلس على احد المقاعد وتشير لزهرة بالجلوس بجانبها ... وبالفعل جلست زهرة وكاد طارق ان يجلس فاشارت له والدته بأمر ومشاكسة _ لاء روح انت اعد هناك .


اومأ مطيعا واتجه يجلس حيث اشارت والدته قائلا لزهرته _ عجبك كدة بتعامل كأنى طفل اهو ..


ابتسمت زهرة عليه بينما هو كان قلبه يرقص فرحا لنظرتها ... نظرتها كانت نظرة امان وراحة ... كانت حقا سعيدة بل واكثر من ذلك بمراحل ..


تحدثت مديحة متسائلة وهى تحتفظ بكف زهرة داخل يدها قائلة _ ايه يا حبيبتى الواد طارق ده عامل ايه معاكى ؟ 


نظرت زهرة لطارق بحب مردفة بصدق _ انا بتعامل مع طارق على انه ابني مش جوزى ... طارق جالى فى وقت كنت محتجاله فيه جدااا علشان كدة انا معاه وهفضل وراه ادعمه وانصحه وارشده كأنو ابني فعلا ..


ادمعت عين مديحة مردفة باطمئنان _ كدة انا اطمنت على ابني يا زهرة ... طارق طيب    جداا وقلبه زى قلب الطفل فعلا بس هو اللى حصل معاه مش سهل ... هتتعبي معاه بس هتلاقي منه حب الدنيا ..


حاول طارق تغيير الموضوع متسائلا _ اومال فين مروان ويمان وخالى .


نظرت مديحة الى احدى الغرف قائلة _ كلهم هنا ... قالوا يسبونا على راحتنا الاول وبعد كدة يخرجوا ...


استأذنت مديحة تناديهم ... وبالفعل خرج عامر اولا متجها الى طارق يسلم عليه بحفاوة وايضا طارق يبادله السلام ... اتجه عامر الى زهرة ينظر لها بود ويمد يده قائلا _ ازيك يابنتى ...


وقفت زهرة تبادله السلام حتى انه كاد ان يعانقها لولا تدخل طارق السريع مردفا _ احضان لاء .


ابتسم خاله وجلس بينما خجلت زهرة وكادت ان تجلس ولكنها وجدت شخصأ أخر يخرج ويحمل طفلا صغيرا ..مؤكد ان هذا يمان وهذا مروان ...


اتجه يمان الي زهرة الواقفة يسلم ولكنه طارق السمج ظهر ثانيا مردفا بغيرة _ السلام بالكلام بس يا ابن خالى ..


ضحك يمان عليه وبالفعل قال دون ان يمد يده _ كيفك زهرة .


اومأت برقة _ الحمد لله انا تمام ..


نظرت لمروان بحب وحنان قائلة وهى تشير له بيدها _ تعالى ..


ترك يمان مروان الذى انطلق محتضنا زهرة بحب متسائلا بطفولية _ انتى ماما ؟ 


احتضنته زهرة وهى تنظر الى طارق الذي انكمش وجهه ...

اراد طارق خلط الامور فقال _ ايه يا يمان مش هتسلم عليا ..


جلس يمان على احد المقاعد قائلا باستفزاز _ كيفك طارق .. والله الك وحشة ... بس معلش انت قولت السلام بالكلام .


ضحك الجميع عليهم واغتاظ طارق الذي نظر لمروان باشتياق قائلا _ مروان ... تعالى .


جرى عليه مروان فاحتضنه طارق بحب وشوق ... ظل يحتضنه كأنه يحتضن شقيقه ... ظهر غيمة دموع على عيناه فحاول محوها قائلا له _ عامل ايه يا مروان .


قال مروان بطفولة _ تويس الحمدلله ..


ظل متحفظا عليه يحتضنه ...لاحظت زهرة ذلك كما لاحظ الجميع ايضا ... رأت زهرة الانكسار فى عين طارق ... فطارق القاسى المحامى الشامخ عكس هذا تماما ... 


مر الوقت وتبدل الحديث من التعارف الى المسائلات والذكريات الجيدة ... 

رن هاتف زهرة فاخرجته من حقيبتها متسائلة ..


وجدته رقما غير مألوف ... توقعت صاحبه فنظرت لطارق الذي يبادلها النظرات ايضاً .


توترت نظرتها قائلة وهى تقف _ عن اذنكوا هرد على صاحبتي ..


دخلت الى الشرفة تنظر وراؤها ...اطمئنت من عدم وجود احدهم ففتحت الخط قائلة بترقب _ الو ! 


اتاها صوت قائلا بثقة _ ايوة يا زهرة ... انا احمد ..


تكلمت بتحفز قائلة _ ايوة يا احمد عرفت حاجة ؟ 


تكلم احمد بثقة _ ايوة عرفت طبعا ... اللى اسمه فريد ده للاسف مش موجود فى     مصر ... ده مسافر برا مصر بقالو سنتين فى فرنسا ... بس قدرت اعرف مكان التانى منير بهي الدين  .


حزنت بشدة ... ظلت صامتة فتكلم احمد قائلا _ زهرة انتى معايا ؟ 


اجابت بهدوء _ ايوة معاك ... طيب انا عايزة اقابله يا احمد بس عيزاك معايا ... لازم اقابله ضرورى ... 


اومأ عبر الهاتف قائلا _ اكيد طبعا ... بس للاسف بكرة انا مشغول ... نخليها بعد بكرة ..


كيف ذلك وهذا معاد جلسة وصال ... تكلمت زهرة بقلة حيلة _ ماشي يا احمد ... بس ياريت يبقى الصبح بدرى ... لان الموضوع مهم جداا  .


اتفق معها واغلق وظلت هى شاردة تنظر امامها متسائلة ماذا عليها ان تفعل ... هل يمكن ان يكون مع والد وصال ما يثبت براءتها ؟ تتمنى ذلك ..


دخل عليها طارق متسائلا بترقب _ زهرة ؟ فيه حاجة ؟ 


انتفضت وهى تلتفت ناظرة اليه تقول _ خضتنى يا طارق .


نظر لها بشك ثم قال _ تعالى هما جهزوا العشا برا ..


اومأت له ودلفت معه بجسدها ولكن عقلها فى مكان اخر تماما ...


________

فى اليوم التالى قضته زهرة فى بيتها بمفردها .. فطارق مشغول بقضايا وخصوصا قضيته ضد وصال  ..


كانت حزينة ظلت طوال اليوم نائمة علها تهدأ حرب افكارها المتواصل ... حتى انها اغلقت هاتفها .


مر اليوم على الجميع بترقب ...ينتظروا جميعا مصير وصال ... طارق اخيرا سيحصل على مراده ... يعلم ان زهرة ستحزن كثيرا بسبب سجن صديقتها ولكنه يثق بنفسه وبقدرته على تخطيها الامر ..


سماح تصلى وتدعو ولا تفعل شيئا غير ذلك ..


مديحة توقعت ان تبرد نار طارق بالاوراق التى تثبت مرض اكرم ولكنه لم يتزحزح عن قراره انشاً واحداً ..


قررت مديحة ان تشهد غدا فى صف وصال وتقدم اوراق مرض ابنها فى المحكمة وهذا ما تقدر على فعله ..


يمان قد قرر الذهاب معها الى الجلسة وقد اوصى والده على مروان للاعتناء به .


زهرة التى مازالت نائمة حتى ساد الليل ...

دلف طارق المنزل وجده ساكناً ... تعجب مناديا عليها _ زهرة ؟ 


لم ترد عليه  فدخل الغرفة وجدها نائمة تحتضن الوسادة ... اقترب منها وقبل مقدمة رأسها وابتعد يبدل ثيابه ..


فتحت عيناها ببطء تنظر بشرود وقلق وحزن ثم اغلقتهم ثانيةً مستسلمة لدورة جديدة من النوم او الهروب ..


_________

اليوم موعد محاكمة وصال ...

يجلس طارق منتظرا خروج القاضي والجميع متأهب .. لم يرد احضار زهرة معه وفرح انها لم تصر عليه ..


تجلس وصال خلف القضبان بوجه شاحب وروح ضائعة ...

اما عن سماح وعليا وتقوى ومديحة ويمان والسيد رؤوف فجميعهم يجلسون جهة وصال ..


المحامى الخاص بها ايضا يجلس فى المقعد المختص له ..


خرج القاضي من غرفته بعد نداء الجميع للوقوف ...


طرق القاضى بمطرقته ليجلس الجميع وبالفعل بدأت الجلسة 


تكلم القاضى موجهأ حديثه لوصال من خلف القفص الحديدي قائلا _ القضية رقم ----- المتهمة فيها وصال منير بهي الدين بالزنا وايضا قضية التحريض على الانتحار .... رأيك ايه فيما هو منسوب اليكِ ؟ 


نفت وصال برأسها قائلة ببكاء وعجز _ محلصش .


نظر القاضي للمحامى قائلا _ الدفاع ..


وقف المحامى يعدل من الروب الخاص به قائلا بثقة _ حضرة القاضى ... ان التهمة المنسوبة لموكلتى ما هي الا افتراء زاد من عناءها لسنوات عدة ... فقد تم تدبير مكيدة لها على يد ابن زوجة والدتها انتقاما لوالدته ... وقد حرص على اظهار هذه اللقطات فى وضع يدين موكلتى ولكنها لم تكن يوما خائنة لزوجها ... بل كان بينهما حبا ومودة يشهد لها الجميع ...


ان موكلتى يا سيادة القاضى تم انتهاك شرفها على يد المدعو فريد مرة وعلى يد اخ زوجها الاستاذ طارق مرة اخرى ... لقد حُرمت من طفلها ٣ اعوام وهو بأشد الاحتياج لها ... لقد حرمت من العيش بحياة طبيعية بسبب تخفيها هويتها عن المجتمع الفاسد الذي يدين قبل اظهار البراءة ... موكلتى لم تكن يوما محرضة عن انتحار زوجها لانها ما ان علمت خبر انتحاره حتى سقطت فاقدة للوعى ثم بعدها دخلت مصحة نفسية اثر الصدمة التى تعرضت لها وامام حضرتك ما يثبت ذلك ..


انا اطعن بالتزوير فى هذه اللقطات واطلب من سيادتكم ان يتم التدقيق فيها بالاشعة الدقيقة والتى تكشف ما ان كانت مزورة حقا ام لا ... لانى على يقين بأنها ملفقة ... واخيرا اطلب منكم البراءة لموكلتى لانه بعد اثبات تزوير المقاطع لم يعد هناك اي تهمة بالاساس ..


نظر القاضي للاوراق التى امامه ثم نظر الى طارق الازهرى قائلا _ المدعى ..


وقف طارق بشموخ ... ناظرا الى القاضى بثقة وقسوة مردفا _ حضرة القاضى ... ان محامى     المتهمة يسعى لتحقيق الشهرة فقط ... سيادة القاضى ان قضية الزنا واقعة لا مفر ... ليست بالصور ولكن بالدليل ... فهذا تسجيل صوتى لأخى قبل وفاته يخبرنى بذلك ... كذلك ما الدافع الذي سيجعل من شقيقي منتحرا ان لم يكن هناك شيئا قوياً رآه ادى به الى ذلك ... وما الذي يجعل المرء مقدم على     قتل نفسه بعدما كان يعيش حياة سعيدة مع طفله وزوجته ان لم تكن خائنة ... سيادة القاضى هنا لم اترك مجالاً للتفكير بل اؤكد لكم انه تم خيانة اخى على فراشه وفى منزله من قبل زوجته وصديقه ... 


هنا صرخت وصال قائلة بقهر _ محصلش ... مش ممكن محصلش ..


طرق القاضي بمطرقته مجددا مانعها من الكلام بينما اكمل طارق قائلا _ سيادة القاضى ... يمكن ان تكون بريئة من تهمة تحريض اخي على الانتحار ولكنها لم تكن بريئة من قضية الزنا التى جعلت من اخى قاتلا لنفسه ... امامكم جميع الادلة والتسجيل الصوتى لاخى واترك لسيادتكم الحكم الذي ايقن بانه سيكون منصفا ..


جلس طارق وبالفعل قام القاضى بتشغيل التسجيل الصوتى عبر الهاتف الذي عبارة عن محادثة بين اكرم وطارق يخبره بخيانة زوجته ويريده الانتقام له منها ومن هذا القذر ..

كذلك اطلع القاضى على الصور التى تدين وصال بكل تأكيد ..


تكلم القاضى قائلا _ نادى على الشهود 


نادا الواقف على الشاهدة الاولى والوحيدة وهى السيدة مديحة التى شهدت لصالح وصال والتى اكدت ان ابنها كان يعانى من مرض الوسواس القهرى قبل معرفته بوصال ولكن ظهرت عليه الاعراض مؤخرا مما ادى الى انتحاره ..


اسمتع القاضى الى كل تلك المناقشات والادلة قائلا _ الحكم بعد المداولة ..


بعد نصف ساعة خرج القاضى مجددا الى قاعة المحكمة وجلس وجلس الجميع ثم قال بنبرة قوية _ حكمت المحكمة ..


وقبل ان يكمل وينطق حكمه دخلت زهرة ومعها احمد ومعهم رجلا مسننا يبدو انه والد وصال ...

خطت زهرة مسرعة فى الرواق قائلة _ ثوانى يا حضرة القاضى لو سمحت ..


ترقب القاضى والحضور حتى طارق ايضا كان مصدوما ..


تكلمت زهرة وهى تنظر لوصال نظرة اطمئنان قائلة _ حضرة القاضى احنا معانا الدليل اللى يثبت براءة وصال .


تكلم القاضى بموضوعية قائلا _ ايه هو دليلك ..


التفتت تشير الى احمد الذي يتمسك بهذا الرجل ... تقدم احمد ومعه الرجل فعرفته زهرة الى القاضى قائلة بحماس _ حضرة القاضى ده والد وصال ... وهو معاه دليل براءتها  ..


اخرج منير من جيبه هاتفاً وفتحه على شيئا ما وناوله للقاضى قائلا _ اتفضل يا باشا 

.. بدأ تشغيل مقطع الفيديو الذي يظهر فيه فريد يجلس على اريكة بجوار والدته قائلا بفخر _ اطمنى يا عبير هانم ..... رجعتلك حقك تالت ومتلت ... وانتقمت لنفسي من اكرم الكلب ... وبنت سماح مش هتقدر ترفع عينها وسط الناس تانى ... 


تسائلت عبير والدته قائلة بسعادة _ عملت ايه يا واد فرحنى .


تكلم فريد بشر قائلا _ خدرتها ونيمتها فى سريرها ونمت جنبها وقلت بقى شوية صور حلوين اورجينال محدش يقدر يزورهم ... مع شوية اوضاع من



 بتوع ابنك فريد ... وكنت همشى بس البيه جه وشافنى وانا نايم مع مراته ... ههههه بس كويس قدرت اهرب انا والصور ..


تكلمت عبير بحماس قائلة _ والصور دي فين يا واد  ..


ناولها فريد ظرف قائلا _ اهى حمضتها وكلها هنا اهي ..


ابتسمت عبير بشر وهى تحرك الصور امام منير الجالس يصورهم دون علمهم قائلة _ شوفت يا حبيبي انا عملت فى بنتك ايه ... هههه علشان تبقى تفضخنى فى الحارة كلها وتقول عنى **** ... اهى اللى طلعت **** ... 


ثم نظرت الى فريد الجالس يبتسم بشماته قائلة _ الصور دى لازم نبعتها لاكرم ياد يا فريد .... علشان يبقى معاه دليل حبسها ... وانت يا حبيبي هسرفك برا متقلقش 


انتهى مقطع الفيديو ونظر القاضى لهذا الاب بزهول قائلا بغضب _ وانت ازاى تسمح ان يتعمل فى بنتك كدة ؟ 


بكى منير قائلا بندم وحسرة وهو يسقط ارضا _ كانت مسكانى من ايدي اللى بتوجعنى يا باشا ... كانت ماسكة عليا اللى يوديني فى داهية يا باشا ..




. كل اللى قدرت اعمله انى اصورهم من غير ما يحسوا واخبي الفيديو ده اثبت به براءة بنتى ... بس بعدها عرفت



 ان جوزها مات وخوفت اظهره ياباشا ... قلت لو بنتى اتسجنت هظهره بس لقيتها اختفت قلت كدة احسن ... وفضلت 




غرقان فى مستنقع البنى ادمة دى لما ضيعتنى ... بس خلاص ياباشا انا ريحت العالم منها 


ومن شرها ... انا قلتلها وانا جاي اعترف ياباشا مبقاش ينفع استخبي ... انا لازم اتعاقب 



على اللى عملته فى مراتى وبناتى ... اعدمونى يا باشا وريحونى من العذاب اللى انا فيه ..


اشار القاضى لاحدهم بالقبض عليه وسط دهشة جميع الحضور ... فقد ظهرت براءة وصال امام الجميع ... لقد تم اتهامها بابشع الجرائم ... لقد تعرضت لشئ لا يستطيع بشراً تحمله ..


كان طارق واقف كالمشلول ... كيف حدث ذلك وهل هذا حقيقي ... 


نطق القاضى بعد الاطلاع على كل هذا بالبراءة لوصال والحكم على فريد بالسجن المؤبد ولكن تم ايقاف تنفيذ الحكم لحين الادلال علي مكانه  ..


كان هناك حالة من الصريح والفرحة والزغاريط وسط القاعة ... اتجهت زهرة الى وصال بفرحة قائلة _ خلاص يا وصال خلاص يا حبيبتى ايام الحزن انتهت ..


نظرت لها وصال نظرة شكر وامتنان بينما احتضنتها سماح شاكرة كذلك الجميع ..


اما عند ابن الازهرى فقد لملم اشياؤه وخرج دون نطق كلمة واحدة ...حتى ان زهرة لم تشعر بذهابه فكانت مندمجة مع فرحتها ببراءة وصال ..


                  الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>