البارت الخامس
رواية #حذاء_قدرى
بقلم /آية العربي
بعد ساعة كان المأذون قد انتهى من كتب الكتاب الذي شهد
عليه اثنين من معارف طارق ..
كان طارق متعجب من ردة فعل زهرة ...هي لم تعترض او ترفض ... بل وافقت على الزواج منه ... كيف ذلك ؟ .. هو
اعتقد انها ستعذبه ... عندما رآها تصلي اعتقد انها مختلفة
عن البقية ولكن يبدو انها مثل غيرها من صنف حواء ... تريد
المال والرفاهية ايضا ... حسننا فلتتأمل ما تريد ... ولترى من هو طارق الازهري ...
كان اخر الاجراءات هو امضاء زهرة على العقد ... تم هذا ايضا
ورحل المأذون والشهود وظل هو جالسا يطالعها بغل ... كيف لها ان تتلون مثل الحرباء هكذا ...
اما هى كانت ناظرة ارضا ... تفكر فى ما حدث لها ...تغيرت
حياتها ١٨٠درجة فى لمح البصر ... لن تنسى ما جعلها تعيشه ...
تقسم بداخلها على الانتقام منه ومن زوج والدتها الذي هو سببا رئيسيا فيما حدث معها ...
رفعت رأسها ونظرت اليه قائلة _ عايزة تليفونى وشنطتى .
وقف على حاله ومد يده فى جيب بنطاله واخرج هاتفها قائلا وهو يناولها اياه_ كلمى اصحابك ... لانهم بلغوا انك مختفية ... خليهم يسحبوا البلاغ احسن ليهم ..
انتزعت منه الهاتف بعنف ... هل يهددها برفقاتها ... هذا ما كان ينقص ... اخذت هاتفها واعادت تشغيله ثم طلبت رقم وصال التى ردت على الفور بفرحة وحماس قائلة _ زهررررة ... انتى فين ؟ .
اجابتها زهرة بحزن _ ازيك يا وصال ... متقلقيش انا تمام ..
تعجبت وصال قائلة بتساؤل _ زهرة قوليلي بجد مالك ... وانتى فين اصلا ... قولى بسرعة وانا هاجي اخدك انا وتقوى .
تنهدت زهرة ثم رفعت وجهها الى الواقف يطالعها قائلة _ انا اتجوزت يا وصال ... متقلقيش عليا ... هكلمك تانى مع السلامة ..
اغلقت الخط ولم تحتمل ... بكت ووضعت كفيها على وجهها وظلت تبكي بصوت يقطع القلوب ولكن ليس قلب هذا المتحجر ...
تأفأف قائلا _ يوووو ... بلاش تتمثيل ... انا عارف الشغل ده كويس ..
مسحت دموعها ووقفت تنظر اليه بكره واشمئزاز قائلة _ عملت فيا اللى مستحيل هسامحك عليه ... معرفش مين اللى عيشتك فى الافكار اللى عندك دى ... بس عيزاك تتأكد ان انا هعيشك تجربة تانية تماما ... هخليك تتمنى الموت .... هتندم على اللى عملته معايا بدل المرة مليون .... انت لسة متعرفنيش ... حكمت عليا من تجربة عشتها مع واحدة حقيرة زيك ... بس انا بقى مش زي حد ... انا زهرة المنسى وافتكر اسمى كويس علشان هيعلم فى عقلك كويس اوى .
لم يحتمل جرأتها فاقترب منها ولوى ذراعها بطريقة مؤلمة جعلتها تأن الماً قائلا وهو يجز على اسنانه _ دى القطة بتعرف تتكلم بقى ... لا وبتهدد كمان ... اسمعى يا شاطرة ... انا متجوزتكيش علشان ابسطك ... لاااا انا متجوزك علشان اعيشك كابوس حياتك ... علشان اطلع عليكي كل عقدى ... وهعرفك مين هو الحقير يا زبالة ..
كان تتألم بشدة وتحاول الفكاك منه ولكنه كان محكم قبضته وعندما انتهى من كلامه القاها بقوة على الاريكة المجاورة جعل جسدها ينتفض بشدة وتصرخ متألمة ... تآوت ونظرت له قائلة _ حيوان ..
غضب واشتعلت النار بداخله وكاد ان يصفعها ولكنه بدلاً من ذلك امسك شعرها بقوة قائلا بتهديد _ لسانك بدل ما يتقص ..
تركها وغادر بقوة واغلق الباب ايضا من الخارج وهى مسكينة ظلت مكانها صامتة ... لن يحين وقت الانتقام بعد ..
نزل للاسفل ووقف امام سيارته غاضبا يسير ذهابا وايابا يفكر ويفكر كيف لها ان تتجرأ ... هو يريد ازلالها ولكنها ترد وتجادل حتى بعد ضعف موقفها ... ضرب اعلى سيارته بيده بطريقة غاضبة مما جعلت الحارس يخشاه ويبتعد خوفا على نفسه ..
ركب سيارته وغادر تاركا المكان باكمله ..
اما هي فقامت من مكانها بتعب لتتوضأ وتؤدى فريضتها كالعادة ...
________________
عند وصال التى اغلقت الخط وما زالت غير مستوعبة بعد ... هل قالت زهرة انها تزوجت ... كيف حدث ذلك ... هناك حلقة مفقودة بالطبع ... لاهناك حلقات ...
اخذت هاتفها وطلبت رقم تقوى التى ردت على الفور قائلة _ ها يا وصال عرفتى حاجة عن زهرة ؟
قالت وصال بصدمة _ زهرة اتجوزت يا تقوى ..
----------------------
جلست زهرة بعدما تناولت شيئا خفيفا ... تربعت على الاريكة ومسكت الكتاب تستكمله عقلها مشتت ... ماذا ستفعل وكيف ستكمل حياتها ...
ظلت تقرأه الى ان شعرت بالارهاق فملست رقبتها ترفعها حتى تستعيد نشاطها فرأت كاميرات المراقبة ... اتسعت عيناها والتفتت حول نفسها ... يا الاهى هل يراقبها ... كيف يتجرأ على ذلك ...
قامت مسرعة من مكانها تبحث عن اي ملابس ... فتحت الخزانة تبحث عن شئ فلم تجد سوى ملابس رجالى قطنية ...
اخذت بعضا منها وحاولت مزعها بيدها الى عدة قطع ثم بحثت بعيناها عن موضع الكاميرات وكلما رأت واحدة غطتها بقطعة القماش حتى غطت جميعهم ...
تنهدت براحة قائلة بعناد ووعيد _ لما اشوف انا ولا انت ..
_______
عند طارق الازهرى الذي وصل مكتبه ... فهو ينام به منذ ٣ ايام... لقد خصص له مكانا مسبقا به حتى يرتاح فيه من ضغط العمل ... وصل غاضبا من نفسه ومنها ... كيف سمح لها باهانته ... ولكنه فعل ما بوسعه ... بل استعمل اسلوبا ليس من نمطه ومد يده عليها ... ولكن يبدو انها ليست بهينة ... هى قوية وتريد اللعب ... حسننا فلنلعب يا قطة ..
دخل المرحاض الملحق بمكتبه وخرج بعد فترة مرتديا بنطالا وتي شيرت قطنى ... احضر كوبا من القهوة وجلس يرتشفه ... اراد ان يرى ما تفعله ففتح جهاز اللابتوب الخاص به و ضغط زر المراقبة فلم يظهر له شئ ... بل كانت كل الكاميرات مغطاه ...
جز على اسنانه قائلا بغضب _ يابنت الكلب ...
كان غاضبا لدرجة انه القى بالحاسوب ارضا فتحطم الى قطع صغيرة ...
لا سيجن ... حتما سيجن ... لن يحتمل ما تفعله هذه الداهية ...
لم يكن منه الا انه ابدل ثيابه ثانيةً ونزل تاركا المكتب ثم ركب سيارته عائدا اليها ..
_____________
كانت هي تحاول تسلية نفسها فى اي شئ ... فتحت التلفاز وجلست تبحث فى القنوات عن شيئا تحاول اشغال عقلها ولو دقائق ...
ظلت تتابع القنوات الى ان تثاوبت وشعرت بالنعاس ... سرقها النوم ونامت مكانها ... غفلت لبعض دقائق ..
فتحت عيناها بتثاقل فوجدته امامها يطالعها بغرابة ... انتفضت مزعورة تقول _ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
دنى لمستواها قائلا بنبرة تهديدية _ انتى بتزنى ليه على خراب عشك ..
حاولت ان تبتعد عنه والتصقت بالاريكة كأنها تحتمى بها ... هيأته لا تبشر بخير ...ادعت القوة قائلة _ انا عملت ايه ..
رفع حاجبيه قائلا بهدوء مميت _ لا بجد ... بتغطى الكاميرات ليه ...
نظرت له بقوة قائلة ظهرت فجأة وهى تنظر له بتحد _ لان حد زيك مستحيل ءأمن على نفسى معاه ... حد زيك معندوش شرف ممكن يعمل اى حاجة .
حسننا الان هو فى قمة غضبه قال ضاغطا على احرفه _ انا معنديش شرف ؟
قالت بغضب وقوة وقهر وهى تتحداه _ لما تغتصب واحدة وتخدرها تبقى ايه ؟ ..
استعاد هدوءه فى لمح البصر ... نزلت الجملة عليه كالسيف الحاد ... يفكر قليلا ... ما فعله ليس بهين ... هي لا تعلم حقيقة الامر ... لقد صدقت ما رأته عيناها ...
نظر لها نظرة اخيرة والتفت ليغادر ولكنها لم تحتمل وجوده ولا انفاسه ولا رائحته ... تكرهه وبشدة فلم تشعر بنفسها الا وفى يدها المزهرية الكريستال التى كانت موضوعة على طاولة الصالون ونزلت بها بكل قوة فوق رأسه جعلته يتآوى ويلتفت ينظر اليها بغشاوة ثم سقط ارضا غارقا وسط دماؤه ...
نظرت له بصدمة والى يدها والى دماؤه ... نفضت يدها بعنف وظلت تصرخ بهستيرية قائلة _ قتلته .. لاااا انا قتلته .... لاااااا .
وقفت تنظر له برعب ولكنها وجدته يأن فنزلت الى مستواه قائلة بتقطع وخوف _ انت ... انت سامعنى ... انت عايش ؟ ... رد عليا ... قوم متموتش قوم ..
كان مستيقظا ولكنه شبه غائب عن الوعي اثر الضربة .... يشعر بها .. يحاول ان لا ينام ... اشار لها باصابعه الى احد الادراج ..
نظرت لاصبعه ثم الى الدرج ...جرت مسرعة تفتحه فاذا بداخله علبة اسعافات اولية ..
لحظة .. وقفت لحظة ... اولم تريد قتله ... هل ستعالجه الان .... هل ستسعفه بيدها التى ضربته .... ولكن ضميرها لا يسمح ابدا بذلك ... هي اضعف من ما توقعت .....لن تستطيع الحاق الضرر باي كائن حي ... حتى او كان حيوان على هيئة بشر ..
يكفى يكفى هيا ... تناولت العلبة ودنت منه بالقرب من رأسه تنظر الى الجرح ... انكمشت على نفسها حين رأت عمقه ولكنها تناولت القطن وحاولت ان توقف الدم الغازر منه ...
كانت تعقمه وهي تبكي بصوت عالى ... وصل الى مسمعه ... استيقظ ضميره قليلا برغم تألمه الشديد ... هي الان تعالجه ... ولكنها من ضربته ... حسننا ولكنها خائفة ... حزينة وضائعة ... هل كل هذا بسببه ؟ ... منذ متى وهو سئ هكذا ... يبدو ان هذه الضربة انعشت عقله قليلا ... لقد تحولت حياته منذ ذلك اليوم ...لن ينسااه ما حيا..
انتهت قائلة بخوف وتوتر بالغ _ انت لازم تروح مستشفى تخيط الجرح ... وانا هروح اسلم نفسى ... اتسجن احسن .... ايوة ... انا كدة كدة مستقبلي اتدمر خلاص ... مش هتفرق كتير لو قضيت حياتى فى السجن .
كان شبه مغيب ... حاول الوقوف فلم يستطيع ...تكلم ببطء قائلا _ ساعديني ... خديني على اي مستشفى مش هعرف اسوق ...
هزت رأسها بعنف قائلة برفض تام _ مستحيل ... لااا مينفعش انا اخر واحدة تساعدك ... كفاية عذاب بقى كفاية ... انا مقدرتش اقتلك سبنى بقى امشي من هنا ... سبنى امشى ومش هقول لحد اي حاجة ...سبنى اروح لحال سبيلي ..
كانت عيناه مرهقة ...لا يريد جدال ... يحاول ان يقنعها والا غاب عن الوعي وليس هناك من يساعده ... تكلم مرة اخرى قائلا _ مبقاش ينفع احنا اتجوزنا ..
ترنح يمينا ويسارا .... سيفقد وعيه بكل تأكيد ... حسننا ستساعده ... قالت وهى تتقدم منه مرغومة على امرها _ تمام امشى يالا ... انا جاية معاك .
استند عليها ... رغما عنها وعنه ولكن الامر تطلب ذلك نزلت به عبر المصعد ومنه الى السيارة ادخلته بصعوبة والتفتت هي مكان القيادة ... هي الضائعة المشتتة ... لا تريد ان تفكر ..
جلست تتذكر ...من شدة توترها نست دروس القيادة التى تعلمتها سابقا ... بدأت فى تشغيل المحرك وانطلقت ببطء ...
كانت تسير ببطء خوفا من افعال حادث ... ولكن الجالس فى الخلف يتألم ... يريد الذهاب مسرعا ... تكلم بعنف من شدة تألمه قائلا _ دوسي بنزين بسرعة مش قادر ..
كانت فى حالة وصلت الى منتهاها ... وكأنها جُنت ...ظلت تضرب طارة السيارة بيدها بعنف وتصرخ قائلة _ اخرص بقى ... اخرص انت السبب .. . مقدرتش اقتلك ولا عرفت اخد حقي ... ضيعتنى ... ضيعتنى ربنا ينتقم منك ... ربنا ينتقم منك ...
حزن لاجلها ...نعم حزن لاجلها ...لقد رق قلب الحجر ... لاول مرة منذ زمن يحن قلبه ويهتز لاحداهن ... لقد اوصلها لحالة مؤلمة حقا ... ما الذنب العظيم الذي ارتكبته ليكون هذا عقابها ...
وصلت الى مشفى قريب ... نزلت وطلبت المساعدة من احد المسعفين الذي جاء مسرعا وانزل طارق وساعده فى الدخول ..
اما هي فلم تنتظر لحظة بل فرت هاربة باقصى سرعة الى المجهول ..
___________
عند وصال التى انتهى عملها فغادرت هي وتقوى ولكنها لم تستوعب بعد ما قالته زهرة ..
تكلمت بقلق موجهة حديثها لتقوى قائلة _ تقوى انا مش مرتاحة ... انا خايفة عليها لتكون فى مشكلة ومخبية ..
تنهدت تقوى قائلة بتعجب _ والله يا وصال وانا كمان مش فاهمة ... ازاي كدة بين يوم وليلة تتجوز فجأة ... ومين ده اللى اتجوزته اصلا ...انا حاسة ان خليل ورا الحكاية دى ..
قاطع حديثهم رنين هاتف وصال ... اخرجته من حقيبتها تنظر له باهمال ... ولكن توقف قلبها للحظات عندما قرأت اسم المتصل ... يا الاهى انه هو مجددا ... لقد حاولت اعادة الاتصال به مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى .
فتحت الخط مسرعة تقول باشتياق بالغ وحنين _ الو ... حبيبي .
اتاها صوته الذي تعشقه قائلا بطفولة _ ازيك يا مامى ..
بكت بشدة بكت من الاشتياق والفرحة ... قالت من بين دموعها _ حبيبي ...نور عيني .. انا كويسة ... انت فين يا مروان ... مين اللى جنبك يا عمرى ..
انقطع الاتصال مجددا ... ظلت تنادى وتنظر الى الهاتف قائلة _ الو ... الووو مروان رد عليا ... الووو ... الووووو .
كادت ان تسقط ارضا فقدماها لن تحملاها ولكن اسندتها تقوى قائلة _ وصال ... اهدى يا حبيبتى .. ان شاء الله خير وهتجتمعي انتى وهو قريب ... صدقيني يا حبيبة قلبي ..
نظرت الى تقوى تمتص منها الحديث ... تريد تصديقها ...هل حقا ستراه ... اومأت لها تقوى بأمل قائلة _ والله هيرجعلك ... بس انتى اصبري ...
تكلمت وصال بصوت متحشرج _ تمام هصبر ... هصبر لو اخرة الصبر هشوفه ..
غادر الفتاتان الى منازلهما بعدما اغلقت تقوى المحل كعادتها ..
_________
عند زهرة التى ما زالت تائهة ... تمشى فى شوارع القاهرة ... تريد ان تصل الى اقرب قسم شرطة ... ستسلم نفسها هذا قرارها الاخير ... ولكنها لا تحمل هاتفا او نقودا ...
تشعر بصداع بالغ ... هنتك اعين تراقب وضعها وتسير خلفها بترقب ... هى لم تشعر بهما ... يبدو انهما شابان اثرياء يتعاطان المخدرات وهذا يظهر من الدخان الصادر منهما ..
تعبت زهرة تريد ان تستريح بحثت بعيناها عن استراحة فوجدت احداهما على الطريق تجلس عليها سيدة مسنة ... اتجهت اليها وجلست تلتقط انفاسها ... لاحظت هي ذلك الشابان ...كانا ينظران بطريقة ادركتها جيدا ... تطلعت الى الطريق يبدو خاليا من المارة الا قليلا وبعض السيارات ... يا الاهي لما هي مجددا ..
فكرت قليلا ... الحل الافضل ان تظل جالسة هنا وسط الطريق وبجانب هذه السيدة ... ولكن ماذا بعدها ... قالت بصوت منخفض لا يسمعه سواها داعية الله برجاء _ يااارب نجيني منهم يارب .
___________
فى المشفى تم تضميد حرج طارق ... بدأ يستعيد كامل وعيه .... برغم صعوبة جرحه الا انه قوى بما يكفى لتخطيه ...
سأله الطبيب مستفهما _ ممكن اعرف ده حصلك ازاى ؟
اجابه طارق ببرود _ لا مش ممكن .
تضايق الطبيب من طريقته قائلا بتهديد _ انا ممكن اقدم بلاغ لان ده يعتبر شروع فى قتل ..
ابتسم طارق قائلا بثقة _ وانا ممكن اعمل نفسى مسمعتش كلامك وده احسن ليك وللمستشفي ...
سكت قليلا ثم اكمل قائلا متسائلا _ فين مراتى ؟
تعجب الطبيب قائلا بسخرية _ مراتك ! ... لا والله معنديش فكرة ..
رقف طارق على حاله يفكر هل فعلتها ... نظر للطبيب المتعجب منه ثم غادر الغرفة يبحث خارجها ... لاااا ... ليست هنا لقد رحلت ..
اتجه الى الاستقبال متسائلا _ البنت اللى كانت معايا اول ما جيت راحت فين ..
اجابه احد المسعفين الذي ساعدته قائلا _ مشيت من ساعة ما انت دخلت ... تقريبا خافت لنبلغ عنها ولا حاجة وهربت ..
غضب طارق منه قائلا بحدة _ هربت ايه يا متخلف دى مراتي ..
اغتاظ الرجل واقترب منه قائلا _ انت بتغلط ليه ... مهى اللى كان شكلها مرعوب زي اللى عامل عامله .... ولا عايزنى اقف احرسهالك ..
وصل لقمة غضبه ... هروب زهرة ذاد الطين بلة ... تقدم من الرجل قاصدا ضربه فتحاجز بعض العمال محاوولين فض الاشتباك بينهم ...
ابتعد طارق مرغوما ... فوقته لن يسمح بذلك ...يريد ان يجدها قبل ان تفعل ما يعلمه جيدااا ..
غادر بعدما دفع حسابه وركب سيارته منطلقا يبحث عنها فى الشوارع المجاورة ..
اما هى فجالسة لا تستطيع السير ... الوقت متأخر والطريق بدأ يخلو شيئا فشيئا ...حتى ان السيدة المسنة ركبت احدى المواصلات ..
ظلت هي تطالعهم ... لم يتحركوا من مكانهم ...مستندين على سيارتهم ينتظرون لحظة الانقضاض عليها ...
نظرت لهم بخوف ثم رفعت رأسها الى السماء تدعو الله بجهر ان ينجيها منهما ..
توكلت وقامت منطلقة تجري باقصى سرعة تريد الفرار منهما .... ركبا سيارتهما وانطلقا خلفها ... يريدان الامساك بها ...سولت لهم انفسهم استحلال جسدها وروحها المرهقة ...
ظلت تجرى على طرف الطريق وهما وراؤها ... نظرت وجدتهم اقتربا منها جدااا ... بكت ...لا مفر ... سيمسكان بها ...
حاولت عبور الشارع فقطعته لتخطى الى الجهة الاخرى ولكن جاءت احدى السيارات مسرعة تحدث صفيرا عاليا وتنير بطريقة اعمتها ووترتها جعلتها تتسمر مكانها و ------ .
