الفصل الرابع
بقلم اية العربي
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة ف فضلا منكن متقرأوهاش وعليكوا فرض
بعد دقائق فتح الباب وظهر هو بهيأته الغامضة يبتسم لها بمكر ... رفعت هي وجهها له ..
. لا لم تتعرف عليه... هى لم تراه فى الحفل ... نعم هى القته بحذاؤها ولكنها لم تنظر الى
ملامحه .... حتى هو تعجب من عدم معرفتها له حينما قالت
بهدوء _ حضرتك استاذ طارق الازهرى المحامى ؟
اومأ لها دون كلام ... ثم بعد فترة من مطالعتها قال وهو يزيح جسده بعيدا عن مدخل الباب _ اتفضلي ..
حقا كانت تريد الرحيل ... قلبها يخبرها ان امرا سيئا سيحدث ... ولكن قدماها ارغماها على
الدخول واستكمال ما بدأت فيه ... ليس امامها حلا آخر .
دخلت الى الشقة تبحث بعيناها عن امرأة مسنة فلم تجد فتساءلت مسرعة _ هى والدتك فين ..
رأى الرعب فى عيناها فقال مهدئا اياها _ موجودة ... ثوانى .
دخل غرفة وخرج معه سيدة مسنة يجرها على كرسي متحرك عندما رأتها زهرة اطمئن قلبها كثيرا وهدأت ..
رحبت بها السيدة قائلة _ اهلا وسهلا يابنتى ... اتفضلي .
اتجهت زهرة تمد يدها لها بالسلام فبادلتها السيدة قائلة _ اتفضلي يا حبيبتى ... انا اسمى خيرية وانتى اسمك ايه ..
جلست زهرة على الكرسى المجاور قائلة بود وابتسامة _ اسمى زهرة .
تبادلن الحديث الخفيف وطارق يقف يتابع فى صمت بعيون كالصقر .... نادته السيدة قائلة _ هتلنا حاجة نشربها يا طارق .
غادر هو يحضر مشروبا وظلت السيدة تحاكى زهرة وتأخد منها معلومات عن حياتها ..
بعد قليل جاء طارق يحمل صنية بها كأسين من العصير تناولتهم السيدة واعطت لزهرة واحدا منهما ..
قالت السيدة بود _ اشربي يا حبيبتى انا ارتحتلك اوى .
بدأت زهرة ترتشف العصير وتتكلم مع السيدة بنية صادقة تماما وطارق ما زال يتابع بصمت ..
بعد حوالى ربع الساعة من الحديث بدأت زهرة تشعر بتخدر اطرافها ورؤية ضبابية ... حاولت هز راسها واغلاق عينيها ثم فتحهما مجددا حتى تفيق و لكن الامر ازداد سوءا وبدأت تتخدر كليا بالفعل واخر شيئا رأته قبل نومها هو قيام السيدة من على الكرسي المتحرك ..
-------------------
حل صباح جديد ... يوم مشمس كعادته وهواء رقيق ...
بدأت زهرة تفتح عيناها تستشعر صداعا يسيطر على راسها ... لم تتذكر شيئا بعد ... يبدو ان هناك كابوسا سيئا كان يراودها طوال الليل ..
بدأت تستفيق شيئا فشيئا ... اتسعت عيناها برعب حينما رأت سقف الغرفة ...نظرت حولها ... اين هي ... بدأت تتذكر ... انتفضت برعب وجنون . .. يا الاهي اين ملابسها ... بدأت فى بكاء مرير تغطى نفسها بالملاءة البيضاء وتصرخ .... لم تستوعب بعد ما يحدث ... هي مازالت نائمة ؟ ...
اين هى .... ياربي ماذا حدث ... تلتفت يمينا ويسارا برعب حقيقي وبكاء ونحيب بصوت عالى ...
ولكن كل هذا امرا وعندما رآت بقعة دماء تلطخ الملاءة والفراش كان هذا امرا آخر تماما ...
صرخت حتى قطعت احبالها الصوتية وهى تلتفت حولها بجنون ....تبحث عيناها عن جواب تدور وتدور الى ان سقطت مغشيا عليها دون شفقة او رحمة .
___________
عند وصال وتقوى اللاتان تبحثان عن صديقتهما من وقت تركها للمحل ... حتى انهما ذهبتا الى خليل الذي انكر رؤيتها ...
دب القلق فى اوصالهما على رفيقتهما ..
قالت وصال بقلق _ تقوى احنا لازم نبلغ الشرطة ... احنا منعرفش عنها حاجة من امبارح الصبح وتليفونها مقفول .
قالت تقوى بتأييد _ معاكى حق ياوصال ...تعالى نعمل بلاغ انا قلقانة عليها اوى .... خايفة ليكون اللى اسمه خليل ده اذاها .
ارتعبت وصال ومسكت يد تقوى قائلة _ طب يالا بينا بسرعة ..
بالفعل ذهبتا الفتاتان الى قسم الشرطة التابع للمنطقة وقدمتا بلاغ وبما ان زهرة مختفية من ٢٤ ساعة فقد تم قبول البلاغ ..
____________
استيقظت زهرة مساءا .... لقد ظهرت ملامح التعب والحزن على معالم وجهها .... لم تأكل شيئا منذ يوم .... جسدها يرتعش حتى وهى نائمة ... فتحت عيناها تتمنى ان ترى غرفتها ... ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ... هي على نفس الفراش وفى نفس الغرفة ... ولكن لحظة ... هى ترتدى ملابس ؟ ... كيف حدث ذلك ... ومن وضعها على الفراش ... انتفضت مجددا تبحث بعيناها عن احد معها ... لا ... لا يوجد احد .
قامت مسرعة تاركة الغرفة تبحث فى المنزل بأكمله عن احد ولكن كل الغرف خالية تماما من البشر .... لم يكن هناك لا سيدة مسنة ولا ابنها .. يا الاهى ستجن حتما ...
حاولت فتح باب الشقة لتخرج ولكنه مغلق ... ماذا ؟ ... هل تم حبسها هنا ...
اتجهت الى الشرفة تفتحها ولكن بابها لم يفتح ايضا .... حسننا النافذة ... لا ايضا موصدة من الخارج ...
حسننا الان تأكدت انها مسجونة هنا ... ماذا تفعل هي ... وصلت الى المطبخ وظلت تبحث فى ادراجه عن شيئا حادا فلم تجد اي شئ معدنى ... بل وجدت اكياس طعام يبدو ان احدهم تركها هنا ..
سقطت ارضا تبكي وتصرخ ... تضم ركبتيها الى صدرها وتتنهد ... رفعت رأسها الى السماء قائلة بكل ما اوتيت من قوة _ ياااااااارب ياااااارب .
تعبت حقا ... اجهد جسدها .... هى جائعة وايضا لم تشعر بشهية تماما ... من هذا الرجل ولماذا فعل بها هذا هي لم تفعل له شيئا ...
تذكرت زوج والدتها فرفعت رأسها ونظرت الى الامام بشرود قائلة بصوت هادى يحمل انتقاما قاتلا _ خليييييل .... ااااااه .
_______________
كان خليل يجلس هو وابنته يأكلون بشهية وجبة من احد المطاعم قائلا لابنته _ هههههه زمانها خلاص اتجننت .... اهو ريحتك منها للابد ..
قالت دلال بفرحة وشر _ اه يابا دى كانت شبه اللقمة فى الزور ... يالا اهي غارت ..
طرق بابه بطريقة غير اعتيادية فقال متسائلا _ مين .
اجابه شخصا بقوة قائلا _ افتح ... شرطة .
ارتعب خليل وابنته ايضا التى انتفضت قائلة _ يالهوى يابا اتكشفنا ... هنعمل ايه يابا روحنا فى داهية ..
كان خليل فى قمة توتره ولكنه حمل هاتفه وهاتف مسرعا المحامى يخبره بان الشرطة تقف على بابه ..
اخبره طارق الازهرى قائلا بهدوء _ اهدى خالص وقولهم انك اخر مرة شفتها امبارح بليل وهى خارجة زى عادتها وملكش دعوة باي حاجة تانى ...وانا عندى اللى هيشهد بكدة ده لو الامر وصلى اصلا .
اغلق خليل الخط وفتح مسرعا لرجال الشرطة فقال احدهم بغضب وشك _ رديت بسرعة وفتحت متأخر ليه .
اجاب خليل بهدوء وثقة_ بنتى ياباشا كانت بتستر نفسها ... خير يا باشا .
قال الضابط متسائلا بطريقة ساخرة _ بندور على بنت مختفية من امبارح ايه متعرفش ؟ .
قال خليل بذكاء _ قصدك زهرة يا باشا .؟ ... بس ده العادى بتاعها ... ايه الجديد يعنى ..
قال الضابط _ الجديد ان اصحابها هما اللى بلغوا عن اختفاءها ... معنى كدة انها مش معاهم ...
قال خليل مدعيا الحيرة _ ازاى يس يا باشا ... هى امبارح بليل اخدت تاكسي على انها راحة عندهم ... انت كدة قلقتنى .
نظر له الضابط نظرة ذكية قائلا _ تعرف التاكسي اللى ركبت فيه ... يعنى رقمه او شكل السواق ؟
ضحك خليل قائلا _ ياباشا بقولك دى عادتها وكل يوم بتوقف تاكسى من ع الناصية تركب ... اعرفهم منين انا هو انا مخي دفتر .
قال الضابط _ مش شايف انك ولا همك غيابها ولا فارق معاك اصلا ...انت يعتبر ابوها .
قال خليل بهدوء _ زى ما قلتلك يا باشا انا متعود على كدة ... كلها كام ساعة وهتظر صدقنى ..
نظر له الضابط نظرة اخيرة وغادر وبعدها هاتف خليل طارق يخبره بما حدث فقال طارق
بتهديد _ لو عرفت انك اتكلمت فى اي حاجة تانية ... هتلاقي نفسك انت وبنتك فى السجن ومحدش هيعرف يخرجكم ... انت فاهم .
اجاب خليل بخوف _ فاهم يا باشا .... فاهم .
___________
عند زهرة الساكنة ... جسدها يرتعش ... عقلها لم يتوقف لحظة عن التفكير ... لماذا هي ... حتى حلمها الاخير ضاع ... تخيلت ان يتم تزويجها من حبيب يعوضها ايام العذاب .... الان فقدت اخر ممتلكاتها واهمهم . .. فقدت شرفها على يد خسيس ... ولكن لم تكن زهرة ان لم تنتقم منه .... ستنتظر مجيئه تقتله وبعدها فليحدث ما يحدث ... لم يعد هناك ما تخشاه ... نعم ستقتله ...
قامت ببطء تبحث عن المرحاض ... دخلته وفتحت الصنبور وخلعت ملابسها وبدأت تزيل اثرا اجهدها ... انتهت واغلقت الصنبور وارتدت نفس الثياب مجددا ثم خرجت تبحث عن حجاب لتصلي ... لم تجد حجابا فستعانت بمفرش سفرة ابيض اللون وضعته على شعرها ووقفت امام خالقها تناجيه وتبكي ... قلبها ممزق وتدعو الله ان يطيبه ..
انتهت من صلاتها ... فقامت وخلعت غطاء الرأس واتجهت ناحية الفراش وتمددت عليه .... لقد اراد عقلها ان يستريح قليلا فنامت على الفور دون تناول اي طعام ..
نعم زهرة بمفردها داخل الشقة ولكن هناك عيون تراقبها من خلال كاميرات مراقبة فى جميع الغرف ... حتى فى المطبخ ايضا .... يتسائل لما هي هكذا ... هل تصلى ؟ ... وكيف لها ان تظل يومان دون تناول اي طعام ؟ ..
اسألة يسألها طارق لنفسه وكلما حاول ضميره ان يؤنبه اوقفه على الفور ... فما عاشه منذ ٣ سنوات لم ولن ينسااه ابدااا ... سينتقم من جنس حواء ليشفي غليله ...
________
تعب الفتاتان من البحث عن زهرة فقالت وصال بحزن _ يالا يا تقوى نروح ... يظهر ان مافيش فايدة ... اتمنى بس تكون بخير .
قالت تقوى مؤيدة _ يارب يا وصال يارب ... انا هروح دلوقتى علشان بابا انتى عارفة وضعه بس بكرة الصبح لازم نتكلم مع الاستاذ رؤوف ... لازم يعمل حاجة .
قالت وصال بغضب وانغعال _ مهو السبب اصلا .... مش هو اللى مدلهاش فرصة تفهمه اللى حصل ... وطردها علشان خاطر الفرح باظ ... ومين السبب مش الكلب اللى اتحرش بيها ... ليه زهرة دايما هي اللى تتعاقب .
كانت تتكلم ودموعها تجرى على وجهها ... تبكي لما وصلت له صديقتها ... حتى ان تقوى حاولت تهدأتها ولكن وصال لم تهدأ ...
غادرت تقوى الى منزلها وعادت وصال ايضا على امل البحث غدا مرة اخرى .
______________
يوم جديد ... تستيقظ زهرة ... يبدو انها لم تعد تتفاجأ ... ولكن عيناها ذابلة ... روحها مرهقة ... جسدها كأن احدا طعنه بخنجر وما زال الخنجر فيه ... قامت بتعب حتى ان قدماها لا تقدر على حملها ... وصلت الى المطبخ بصعوبة بالغة ... فتحت الاكياس بطريقة هستيرية وتناولت منهما قطعة خبر ووضعتها فى فمها مباشرةً ...
جلست على كرسي وبدأت تتناول بعض اللقيمات ... لم تأكل الكثير ولكنها اكلت ما يبقيها على قيد الحياة ...
انتهت ووقفت متجهة الى المرحاض ...بعد فترة قصيرة خرجت وانتشلت نفس المفرش الابيض ووضعته على رأسها ووقفت تصلى ... تطلب من الله النجاة ... ومن وحده قادرا على ذلك ... تستعين به ... هو دائما يضع الانسان فى اختبارات عدة ... صعبة ومتعبة ولكن بكل تأكيد هناك خير فى ذلك ... هناك حكمة من ما نعتقده شرا وحده يعلمها ...
انتهت ... حسننا لن ترهق نفسها اكثر ... بدأت تتفق مع وضعها هذا الى ان يحدث امراً جديداً ..
دخلت احدى الغرف فوجدتها غرفة مكتب ... بداخلها مكتبة تحمل كتباً كثيرة ... اتجهت اليها وبدأت تختار احدهم ... اختارت كتابا جعل هذا المراقب متسعاً العينيين .... اختارت اكثر الكتب المحببة اليه ... كتاب بعنوان ( إلَى مَتى نَصِلُ ) ..
جلست على احد المقاعد المريحة تضم ركبتيها الى جسدها ومن ثم فتحت الكتاب وبدأت فى قرأته ..
_______________
عند البنات ذهبن الى المحل تنتظران مجئ السيد رؤوف ... بالرغم من اصرار تقوى على اخبار السيد رؤوف وطلب المساعدة منه الا ان وصال لم تقتنع وما زالت على نفس رأيها ولكنها مجبرة على ذلك حتى تطمئن على زهرة .
جاء الاستاذ رؤوف فى موعده كعادته ... دخل المحل والقى السلام الذي ردت عليه تقوى اما وصال فتجاهلته ... لاحظ هو ذلك فلم يهتم ودخل جالسا على مكتبه ...
اتجهت اليه تقوى قائلة _ استاذ رؤوف كنا عايزينك فى حاجة مهمة ..
خلع نظارته ووضعها على مكتبه ثم شبك اصابعه فى بعضهم قائلا بتركيز _ خير يا تقوى .
نظرت تقوى الى وصال التى دارت وجهها ثم نظرت اليه واستكملت قائلة _ زهرة يا استاذ رؤوف ... مختفية من امبارح الصبح ... من ساعة ما خرجت من هنا ... دورنا عليها كتير انا ووصال مش لاقيينها ... وروحنا بلغنا بردو مافيش اخبار عنها ... واحنا قلقانين عليها جدا ..
يبدو ان حقا العشرة لا تهون ...وقف الاستاذ رؤوف على حاله قائلا باهتمام _ هتكون راحت فين دى ... دى ملهاش حد .
قالت وصال بطريقة ساخرة _ بالضبط كدة يا استاذ رؤوف ... ملهاش حد .
نظر لها قائلا _ انا مراعى ظروفك يا وصال وزعلك على صاحبتك .. بس ده فرح بنتى الوحيدة وزهرة بوظته ...
اندفعت وصال قائلة _ بصراحة يا استاذ رؤوف لما يكون دول المعازيم وده اسلوبهم يبقى هما اللى بوظوا الفرح مش زهرة خالص ..
تنهد رؤوف قائلا _ طب المهم دلوقتى نلاقي زهرة ... البنت دى امها مأمنانى عليها وانا قلت لنفسى هعاقبها يومين وارجعها تانى .
قالت تقوى بهدوء _ ان شاء الله خير ... انا حاسة اننا هنسمع عنها حاجة قريب تطمنا ..
خرج الثلاثي رؤوف ووصال وتقوى يبحث كل منهم على حدا ..
__________
اليوم هو الثالث بعد الحادثة .... اعتادت زهرة على المكان نسبيا ... هى تنام تنتظر حدوث شيئا جديدا ... استسلمت تماما لمصيرها فلم تحاول طرق الابواب او الصراخ ... هي تعلم ان لا جدوى من ذلك الشئ ..
انتفضت عندما استمعت الى صوت خافت فى الخارج ... جلست على الفراش تتأكد من ما سمعته ... عاد الصوت ثانيةً ... لا هناك احداا فى الخارج ... قامت مسرعة ... تتسحب على اطراف اصابعها ...تقف خلف باب الغرفة وهى مرعوبة ... قلبها يدق بعنف ...عروقها بارزة ... وضعت يدها على اكرة الباب تديرها ببطء شديد ... ولكن ما ان انفتح الباب حتى وجدت من يكمم فمها ويلصق جسدها فى حائط الغرفة ويغلق الباب ..
اتسعت عيناها وحاولت الفرار ولكنه اقوى منها كان متحكما تماما فى جسدها الرفيع ...
نعم هو ... هو ذلك الخسيس الذي رأته اول امس ... نظرت له بكره واشمئزاز تتلوى منه كالافعى ... مال براسه بجانب اذنيها قائلا بصوت منخفض _ فيه ناس برة ... لو عايزة تخرجى من هنا يبقى متتكلميش ... والا هتخرجى من هنا ع السجن علطول .. انتى سامعة ... انا هشيل ايدي ونتكلم .
فكرت فى الامر قليلا ... هل تصرخ ام تستمع اليه ... هي فى الحالتين ضائعة .... هي تريد قتله واسترداد حقها ولذلك ستهدأ قليلا حتى تحصل على ما تريده ... لا يهمها الموت او السجن بعد الان ..
اومأت برأسها على موافقته فرفع يده عن فمها قائلا _ هعرض عليكي امرين ... تختارى منهم اللى يعجبك ... وده لانى ديمقراطى وصدقيني اللى بتفكرى فيه مش هيحصل ... احسنلك تختارى عرض يناسب وضعك ... يعنى خليكي ذكية ..
لم تتكلم... فقط تطالعه بكره واشمئزاز .... اما هو لم يعيرها اهتمام ... بل يشعر بلذة الانتقام ... ظل يلف حولها يستشعر ويتلذذ من خوفها قائلا _ طبعا بتسألى انا عملت كدة ليه ... هقولك ... انا بصراحة ليا طار قديم اوى مع امثالك ... امثالك اللى هما بيدعوا الشرف ... انتى واللى زيك بيلفوا على الغنى ويوقعوا ... ياخدوا فلوسه ويعيشوا ملكات وهما من وراه بيعملوا اللى هما عايزينه ... خيانة تلاقي ... قذارة تلاقي ... سرقة تلاقي ...علشان كدة انتى تستاهلى اللى حصل فيكي ....
كانت تستمع اليه بصدمة ... هل هناك بشر يحمل كل هذا الكره لها ولغيرها ... ولماذا هي ... هل هذا اتفاق بينه وبين خليل ... نظرت له بمعنى اكمل فاستكمل قائلا _ اشمعنى انتى صح ؟ .
ضحك عاليا يستكمل _ لان انتى اللى اختارتي ده ... ايه معقول مش عرفانى ... طب ازاى جزمتك اختارتنى انا من وسط كل اللى كانوا موجودين فى الفرح ... عرفتى ان انتى اللى اختارتيني مش انا ..
حسننا ... الان فهمت كل شئ ... هذا هو المختل عقليا الذى القته بحذاؤها دون قصد . .. تكلمت بصوت متقطع مبحوح تدافع عن نفسها قائلة _ انا... انا مكنش قصدي .. انا فعلا كنت قاصدة واحد تانى ... واحد حاول___ ..
قاطعها قائلا بغضب _ انتى هتصاحبيني ولا ايه ... اسمعى يابت انتى ... قدامك حل من الاتنين ... يا اما تخرجى من هنا بفضيحة وليها شهود انك دخلتى هنا بمزاجك ودى طبعا قضية زنا وانا محامى وهعرف
اخرج منها بوش ابيض والبسك فى الحيط ... ده غير جوز امك اللى هيشهد معايا ... واضح ان هو وبنته بيحبوكى اوى .... يا اما بقى ..
نظرت له بترقب قائلة بخوف _ يا اما ايه ...
ابتسم كالثعلب قائلا _ يا اما تتجوزيني ...
