نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
الجزء العاشر والحادي عشر
والثاني عشر
رواية #حذاء _قدرى
بقلم /آية العربي
انسحب قلب وصال من الصوت الذي تعرفه جيدااا ..... تكلمت بهدوء وعجب قائلة _
مديحة هانم ! ... ابنى فين ؟ ... سمعيني صوته لو سمحتى .... انا مش
متحملة ابعد عن ابنى اكتر من كدة ... مش عارفة اعيش حياة طبيعية من غيره .. ارجوكى .
تكلمت مديحة بهدوء وطمأنينة _ اهدى يا عزة ... انا لقيتلك حل كويس ... بقالى شهرين
بفكر ازاى اخليكي تشوفيه ...
تنهدت السيدة مديحة قائلة بتعقل _ بصي يا عزة ... انا عملت معاكى كدة علشان احميكي .
.. انتى لما جيتيلي من ٣ سنين قبل موت اكرم حبيبي الله يرحمه .
.. معرفش ايه خلانى اصدقك وقتها ... صدقت انك مظلومة لانى كنت عارفة فريد
صاحب ابنى كويس وياما حذرت ابنى منه ... كنت بلاحظ نظراته ليكي ... بس انا موت ابني قدام عيني عجزنى ... وكل اللى
كنت اقدر اعمله وقتها انى ابعد فعلا ... ابعد انا ومروان عن طارق اللى مصمم ينتقم منك ومن فريد ... وابعد عنك انتى كمان ...
تكلمت وصال بدموع وقهر قائلة باندفاع وتسرع _ بس انتى عارفة انا كنت بحب اكرم ازاااي ... انتى كنتى شاهدة على ده ... ابنك ده ميعرفش عنى اي حاجة غير انى بعدت اخوه عنه ... هو اصلا بيكرهنى من قبل موت اكرم ... انا مبقتش عايزة اختفي او استخبى منه .... تعرفي ان انا بتمنى اقابله .... عايزة انهى بقى وجع القلب ده ... عايزة اشوف ابني مبقتش قادرة بجد ... كل مرة بسمع صوته اشتياقي ليه بيزيد ...
تكلمت مديحة بحذر قائلة _ اوعى .. اوعى يا وصال طارق لو شافك مش هتلحقي تشوفى ابنك ... انتى هتلاقي نفسك فى السجن فورا ..
فكرت قليلا ثم اردفت مستكملة _ انا عندى حل تانى ..
تسائلت وصال بلهفة قائلة _ قولي فورا ... اي حل هيخليني اشوف ابنى انا موافقة عليه ..
تنهدت مديحة قائلة _ تيجي عندى لبنان ..
___________
عند زهرة التى خرجت من غرفتها بعد فترة ترتدى دريس زهرى طويل وتغطى رأسها بحجاب شيفون كانت تدخره من قبل لانها كانت تنوى حقا اخذ هذه الخطوة ..
بحثت بعيناها عنه وجدته يقف فى المطبخ يحضر شيئا ... اتجهت له قائلة بتعجب وحزن _ ايه ده هو احنا هنفطر هنا .
التفت ليجاوبها ولكنه تصنم مكانه وهو يرى هذه الحورية ... هذه الفتاة التى ستفقده علقه لا يعلم كيف ولا هي ايضا تعلم السبب ... ايمكن ان يكون السبب هو عيناها ... ام سحرها ... ام بياض وجهها ونعومته ... ام رقتها اللامتناهية ... ام شفتاها الكرزية ... وااااه منها هذه الفاكهة ... ترى كيف طعمها ..
انفض رأسه سريعا من هذه الافكار ... واغلق عينه ثم فتحها وهو يبتسم لهذه الواقفة تطالعه ببلاهة ... لا تعلم ما يفكر به ولو علمت لتبخرت مثل الهواء ...
قال هو بعدما وضع ما بيده التى شبكها فى بعضها امام صدره _ لبستى حجاب ليه ؟
تعجبت منه ... ماذا يقول هذا المختل ... اولم يكن هذا مطلبه ايضا ... تسائلت بضيق قائلة _ هو مش انت اللى طلبت كدة ..
اقترب منها ... مسافة خطرة ... حتى هي تأخرت خطوة للخلف بتوتر ... اما هو ظل يقترب الا ان التصقت بشئ معدني ...لم يكن سوا الثلاجة ..
تكلم هو كالمغيب _ انا قلت تغطى شعرك علشان يدارى جمالك شوية بس انا شايف العكس تماما ... انا كدة ممكن اعمل مشكلة برا .
كان وجهها يشع احمرارا من قربه ... حاولت الابتعاد ولكنه حجزها بين ذراعيه الذي اسندهم حولها ...
قال هو مسحور بها _ انى كنتى فين ..
اجابت بتوتر وخجل وغباء ايضا قائلة _ كنت فى اوضتى !
نفي برأسه قائلا بتصحيح _لاا ... اقصد من حياتى ... ليه مقابلتكيش من زمان ... ليه اتعذب كل ده الاول ... مش يمكن لو كنت لقيتك كان حاجات كتير اتغيرت عندى ..
قالت زهرة بإيمان _ كل شئ مقدر ومكتوب ... ربنا ليه حكمة فى كدة ..
ثم تحمحمت مستكملة _ يالا علشان نمشي ... ولا ايه ..
ابتعد عنها مجبورا ... ثم اتجه يكمل ما كان في يده قائلا _ اكيد هنخرج بس بحضر شوية حاجات معانا .. هنحتاجهم فى رحلتنا ..
تعجبت قائلة بفرحة ممزوجة بتعجب _رحلتنا !؟ ... هو احنا هنسافر ولا ايه ؟
غمزها بطرف عينه قائلا _ ايوة ... يعنى جهزى معاكى هدوم .. هنحتاجها .
كانت سعيدة حقا ... طوال حياتها لم تذهب رحلة او تتنزه ... تتمنى يوميا ان تسافر وترى اشياءا جديدة ..
اومأت له واتجهت لغرفتها ثانيةً تحضر بعض الملابس ..
اما هو جمع بعض السندوتشات التى كان يحضرها ووضعها فى علبة محكمة واتجه يجهز نفسه لرحلتهم الشيقة ..
_________
اغلقت وصال الخط وظلت شاردة فى كلام السيدة مديحة ... تفكر وتفكر .. دخلت عليها والدتها قائلة وهى تجلس بجوارها _ وصال ؟ مالك يا حبيبتى قاعدة كدة ليه ... مش هتروحى الشغل اانهاردة بردو ..
افاقت وصال من شرودها قائلة _ مديحة هانم كلمتنى يا ماما ..
اتسعت عين سماح بخوف قائلة _ مديحة ام اكرم ؟ ... كلمتك ازاى وليه دلوقتى .... وايه فكرها بيكي بعد الوقت ده كله ..
تنهدت وصال قائلة _ عيزانى اسافر لبنان يا ماما ... علشان اشوف مروان ... بتقول انها هتخلص الاوراق وتبعتلى ... وانا مش عارفة اعمل ايه ..
ارتعبت سماح قائلة برفض تام _ لاااا ... لا يمكن هسيبك تسافريلهم ... دول دمروا حياتك ... ازاى تسافري كدة عندهم ... لا طبعا يا وصال انسى ..
كادت وصال ان تتحدث ولكن فتح باب غرفتها ودخلت شقيقتها عليا قائلة بمرح _ يالا يا حلوين الفطار جاهز ..
قالت الام بعفوية _ استنى انتى يا عليا شوية ..
تسائلت عليا وجلست على احد الكراسي قائلة _ خير يا جدعان فيه ايه ... مالك يا صولي .
نظرت وصال الى امها ثم الى عليا قائلة بترقب _ مديحة ام اكرم الله يرحمه كلمتنى ... وعيزانى اسافر لبنان اشوف مروان .
فرحت عليا قائلة بحماس مراهق _ اشطا ... وانا هاجي معاكى ..
قالت سماح بغضب _ يا مصيبتى ...يا مصيبتى ... هي ناقصة غباء يابت انتى ... تروحى فين يا مقصوفة الرقبة انتى ...محدش مسافر لا انتى ولا هي ..
قالت وصال بحزن ودموع وقلب ام ممزق _ وابني يا ماما ...مروان ..
وقفت سماح على حالها وقد تحكمت بها غريزة الامومة قائلة _ فوضى امرك لله يا وصال ... ربنا قادر يرده ليكي ... لكن سفر عند الناس دى ممنوع ... انتى عارفة لو طارق الازهرى عتر فيكي هيعمل ايه ؟ .. انسى يا وصال انسى ..
قالتها سماح وغادرت الغرفة بينما ظلت وصال تفكر ...اما عليا فقامت تربت على كتف اختها قائلة بحنان _ متزعليش يا وصال ... ماما بس قلقانة عليكي ... متقلقيش كل حاجة هتتحل ان شاء الله ..
_________
فى لبنان
عند السيدة مديحة تجلس تراقب مروان وهو يلعب مع يمان فى الحديقة .... يمان اعتبر نفسه والد مروان ... تولى امره كله ...يحبه بشدة ... ويعوضه عن فقدان الاب .
دخل عليها شقيقها عامر قائلا بتساؤل _ كلمتيها يا مديحة .
التفتت تومأ له قائلة _ ايوة يا عامر ... كلمتها ... ارتحت شوية لما عملت كدة .
لوى عامر فمه قائلا باستفهام _ طب ايه اللى خلاكى متاكدة كدة من برائتها .... وانها مخانتش اكرم .
قالت مديحة بصدق _ لانها كانت بتحب اكرم اوى ... يمكن اكتر منه ... هي اتعرضت للخيانة من باباها ... شافته وهو بيخون مامتها فى غيابها .. . يعنى حد زيها اتعرض للخيانة مستحيل يفكر يخون ... خصوصا الانسان اللى بيحبه ...
قال عامر متعجبا _ معقول فيه كدة !_ طب انتى عرفتي ازاى بالكلام ده ؟
قالت مديحة وهى تتذكر _ هى قالتلى ... يوم لما اكرم باع شقته علشان يجبلها شقة جنب بيت اهلها ... انا وقتها زعلت جدااا وطلبت عزة علشان اتكلم معاها ... هي وقتها حكتلى على حياتها ... وقالت ان مامتها من وقتها بتعانى من تعب نفسي ومتقدرش تبعد عنها مسافة بعيدة ... وطبعا امنتنى مقولش الكلام ده لأي حد .... وانا قدرت ظروفها دى ووافقت ..
قال عامر بحزن وغضب من شقيقته _ ولما هو كدة يا مديحة ليه مبرأتهاش ... ليه سبتى ابنك يعمل فيها كدة ويخوفها وياخد منها ابنها ... ليه سكتى يا مديحة ليه ..
تكلمت مديحة وقد ظهر عليها الانفعال قائلة _ لان ابني قال انه شافها بعينه ... شافها وشاف
صاحبه اللى انا اصلا بكرهه وياما حظرته منه ... واللى انا متأكدة ان ممكن يكون عمل اي خطة قذرة علشان يوصل للى هو عايزه ..
تنهدت بضيق مستكملة _ كنت ضايعة يا عامر ... ابنى قتل نفسه قدامى يا عامر وجوزى مات وراه .. كنت فى حالة متسمحش انى اعترض وقتها ... ده غير ان طارق كان زى الاسد المجروح ... كان يا حبيبي مصمم ينتقم وحاسس بظلم لاخوه وانا مقدرتش اقف قصاده ... مقدرتش ..
نطق عامر باستفهام _ طب وايه اللى اتغير دلوقتى ... ليه عايزة تقربي من عزة وتخليها تشوف ابنها ..
نطقت مديحة بفرحة _ لان طارق حب يا عامر ... هو قالى انه اتعرف على بنت طيبة ... اكيد حبها انا عارفة ابني ... يعنى بدأ ينسى ... وده وقتها انى اريح ضميري من ناحية الموضوع ده ... لازم اجمع عزة وابنها فى اقرب وقت يا عامر وانت ويمان ابنك هتساعدونى فى كدة ..
_______________
عند تقوى التى لم ترى النوم منذ امس ... تفكر فى هذا الذي لم يمت ... يا لبجاحته ... اينظر داخل عيناها هكذا دون خوف ... كيف اصبح هذا ستجن بالتأكيد ..
تجهزت وخرجت من غرفتها متجهة الى والدها ... جلست لمستواه تقبل يده قائلة _ ازيك يا بابا ..
اومأ لها برأسه وابتسم ...جاءت والدتها تحمل صحناً لوجبته .. جلست بجوارهم تحاول اطعامه قائلة موجهة حديثها لابنتها _ يالا يا تقوى علشان تفطرى قبل ما تنزلى الشغل ..
تسائلت تقوى سؤالا غير متوقع قائلة _ ماما ... هما اولاد عم بابا مبقوش يسألوا عليه من وقت اللى حصل ؟
نظرت وجيدة الى زوجها بترقب ثم نظرت الى ابنتها قائلة _ انتى بتسألى ليه يا تقوى دلوقتى ... من يوم موت خطيبك والعلاقة مقطوعة ... وبعدها حصل اللى حصل مع ابوكي ومبقناش نعرف عنهم حاجة .
نظرت تقوى الى والدتها بشك ولم تفصح الامر قائلة _ تمام يا ماما ... انا بس قلت اسأل لانهم صعايدة ومعروف عنهم الود يعنى وصلة الرحم ... وبعدين بابا وضعه معروف ومحتاج السؤال دايما ...
قامت من مكانها تحمل حقيبتها قائلة _ انا هروح المحل افطر هناك مع البنات ... يالا سلام يا ماما ...
قبلت رأس والدها مجددا وغادرت وعقلها مشتت تتسائل ...هل يمكن ان يكون اهلها على علم بأمر محمود .... يبدو كذلك ولكنها ستعلم حتما ...
___________
خرجت زهرة من باب منزلها مع طارق ولاول مرة ترى الوجوه بعين اخرى ... هناك من ينظر لهم بسعادة وهناك اعين ترى ان هذا كثير على فتاه مثلها ...
اغلق طارق هو الباب والتف الى زهرته ... اعطاها يده لتمد كفها له وبيده الاخرى حقيبتهم.... وبالفعل مدت كفها ومشى الاثنان نحو وجهتهم ..
وقفا على اول الطريق واوقف طارق احدى سيارات الاجرة ...
وقف احدهم .. فتح طارق الباب لتركب زهرة واغلقه بعدما ركبت والتفت هو ليركب ...
ركب هو بعدما وضع اشياىهم فى محزن السيارة وانطلق السائق الى العنوان الذي اعطاه له طارق..
تعجبت زهرة قائلة بتساؤل _ طارق هو احنا ليه رايحين المكان ده ... مش احنا هنسافر زى ما قولت ..
قبل راحة يدها بحب قائلا بهدوء _ايوة يا حبيبي ... مش معقول هنسافر بالتاكسي ... هنروح نجيب عربيتي من الجراج وهدومي وبعدها هنسافر فورا ..
نظرت له بعيون لامعة ... هل بدأت تحبه ... هذا الرجل يجعلها تعيش اياما كانت تتمناها .... حقق احلاما كانت تحلم بها ... يفعل امورا تذيب قلبها ...
ظل ممسكا بيدها الى ان وصلت السيارة الى المكان المنشود ... نزلا منها واخرج السائق اشياؤهم ثم دفع له طارق الاجرة وغادر ..
وقف طارق امام المدخل يحدث زهرته بتساؤل قائلا _ تحبي تطلعي معايا ولا تستنيني فى العربية ..
نظرت هي بعيناها الي المبنى وانكمش وجهها قائلة بامتغاض _ لا يا طارق اطلع انت وانا هستناك هنا ..
نظر لها يعلم اسباب خوفها جيدااا ... اخذها فى عناقه يطمأنها ... واتجه الى الجراج يحضر
سيارته وبالفعل اخرجها ووضع بها الحقائب ومن ثم ركبت زهرة
فى الكرسي الامامي تنتظره حتى ينزل ..
لم يستغرق الامر دقائق ونزل طارق يحمل حقيبته ... اتجه الى السيارة فتحها وركب يبتسم
لها قائلا بحب _ اتأخرت عليكي ؟
هزت رأسها بلا وهى تطالعه باعجاب شديد يبدو انه ابدل ثيابه بأخرى كاجوال ... ووضع
نظارة شمسية ساحرة تحجب عيناه ...
انطلق هو بالسيارة سريعا ... حتى ان حارس المبنى تعجب من امرهما ... ولكنه كان ينظر
دون نطق حرف قائلا بعدما غادروا _ رزق الهبل ع المجانين ... اوعدنا يارب .
كانت زهرة تنظر من النافذة ...لا تريد النظر له تختبئ وراء قناع الفضول للخارج ..
. اما هو ظل يتطلع تارة عليها وتارة على الطريق ..
لم يجد منها اى رد فعل فقال متأفأفاً وهو يخلع نظارته_ زهرة ؟ ... خليكي معايا هنا ..
لفت وجهها اليه متسائلة بمكر _ معاك ؟ ... مانا معاك اهو ..
ادار مشغل الموسيقى على
احدى الاغانى الاجنبية الرومانسية وهو يطالعها بحب قائلا _ لو جعانة فيه ورا اكل وسندوتشات انا عاملها علشانك ..
التفت للخلف تلتقط احد الاكياس ...اخذته واخرجت منه شطيرة تناولها ايه قائلة _ انت كمان كُل اكيد جعت ..
اجابها بمكر قائلا _ مش هعرف آكل وانا سايق يا حبيبي ... كلى انتى ..
خجلت من كلمته التى يقولها للمرة الثانية ولماذا لم تكن حبيبتى انما حبيبي ... ارادت
سؤاله ولكنها خجلت ... فدارت خجلها وراء حجة قائلة برقة _ طيب انا ممكن اغير الاغنية .
اذابت رقتها حصونه ... حتى انه اومأ دون ادراك منه قائلا _ طبعا .
بدلتها هي باغنية تحبها ( اخدنى معك ) وبدأت تستمتع بها وتدندن بصوت بسيط ..
اما هو كانت عينه عليها مسحور بها قائلا بمشاكسة _ لاء عجبتنى ... اختيار موفق يا عسل ..
ضيقت عيناها قائلة بحدة _ عسل ! ... ايه عسل دى يا طارق ومن شوية تقولى حبيبي
هو انت اخذ واحد صاحبك معاك .
نظر لها بحب وهو يبتسم قائلا بتبرير _ طب بزمتك فيه واحد صاحبي عسل كدة ... وبعدين
كلمة حبيبتى تقليدية ... انما حبيبي ليها معنى اقوى ... وبعدين يا زهرتى انتى لازم تعرفي انى لما بكون رايق ومبسوط
هتاخدى منى كلام تانى خالص ... ماشي يا معلم في قلبي يا حلو انت يا ابيض يا ناعم ..
اتسعت عيناها من اسلوبه الغربب قائلة بتعجب وصوت رقيق _ طااارق ! ... لاء ايه ده بلاش كدة ..
ضحك هو عليها قائلا _ هههه لاء بلاش كدة ايه هو انتى لسة شوفتى حاجة .... استنى
بس لما نوصل الشاليه وهتلاقي واحد تانى خالص ... انا كنت الاكثر فرفشة فى دفعتى .... وبعدين طارق المدلعة دى هتوديني ورا الشمس .... قوليها بخشونة كدة .. طارق
تعجبت زهرة كثيرا ... الان هي ترى وجها جديدا له ... وجه محبب عفوي ... ولكن ماذا قال هو ؟ ... الشاليه ؟
تساءلت بفضول ورقة مجددا _ طارق هو احنا رايحين فين بالضبط ؟
غمز لها بطرف عينه قائلا _ الساحل يا عيون طارق ... ايه رأيك ..
رقص قلبها على اوتار السعادة ...قائلة بفرحة _ مبسوطة جدااا ...خصوصا ان طارق الازهرى
اللى كان معايا فى البيت مش هو اللى قدامى دلوقتى .... واضح انك بتحب الرحلات زيي ..
اومأ قائلا بمكر _ اكيييد
.. بس يالا بقى كولى سندوتش وبعدها اكليني علشان مش هعرف اكل ..
اخذت احداهما وقربته من فمه فاعترض قائلا بتصميم وهو يعيده اليها _ انتى الاول ..
اخذت قضمة واحدة وفوجئت بيده تأخذ يدها الى فمه وقضم هو ايضا قطعة وراؤها مستمتعا بأكلها ...
تكلم هو قائلا بحب _ كدة طعمها احلى بكتير ..
ابتسمت بخجل ... امتلك قلبها الهش ... قلبها العطش حنانا وحب ... احبته من مواقفه
البسيطة ... كانت تنظر له بحب ... معجبة بملامحه وشخصيته المتلونة ... هو قادر على اخراج سعادتها المدفونة..
بدأت هى تقضم الشطيرة اولا ثم هو بعدها ...حتى عبوات العصير شاركها ايضا فيها ...
ولم يقتصر الامر على ذلك بل شاركها الايس كريم الذي ابتاعه من محطة الوقود ايضا ...
وصلوا عصرا الى وجهتهم ... توقف هو ونزل من السيارة والتفت اليها يفتح لها الباب
برقي وتحضر وهو يشير بيده بشكل مسرحي قائلا _ تفضلي سيدتى .
ضحكت برقة وهي تمد يدها له ... خرجت من السيارة تنظر الى المكان بانبهار ... البحر .
والسماء والرمال والجو ... حتى الشاليه كان رائعا ..
تناست تفسها وهى تترك يده وتجرى على الرمال قائلة بطفولة وفرحة _ واااااو ... انا عايزة انزل البحر .
اقترب منها والتصق بها محتضنا اياها من الخلف واضعا ذراعيه حولها بتملك ..
. ذقنه مرتكزة على كتفيها يقول بعشق _ هننزل اكيد بس مش دلوقتى ...
توترت من قربه بهذا الشكل ..التفتت له بخجل .... كان وجهها يكسوه الحمرة ... حاولت الابتعاد ولكنه الصقها به قائلا _ مش كفاية كدة ؟
انسحب قلبها لارجلها وقالت بتوتر علها تفهمه خطأ _ كفاية ايه ؟..
اجابها وعيونه عليها وانفاسه تلفحها قائلا _ كفاية كسوف منى يا زهرة ... انا وانتى جوازنا شرعي على سنة الله ورسوله ... يعنى مافيش داعي لتوترك ده ..
ابتعدت عنه متحمحمة ... تقول بارتباك وهو تفرك اصابعها _ احم ... مافيش توتر ولا حاجة ... انا بس نفسى انزل البحر ..
اقترب منها قائلا بهدوء وانجذاب _ طبعا هنزلك بس مش دلوقتى لان اكيد فيه هنا ناس غيرنا ... انا هنزلك بليل ..
انفرج فاهها قائلة برعب _ بليل ! ... انزل البحر بليل ازاي ..
امسك يدها يجرها الى الشاليه برقة قائلا باقناع _ ده احلى نزول بليل ... صدقيني لما تجربي هتلاقيني صح ... وبعدين متقلقيش انا معاكى ..
فتح هو باب الشاليه ودخل وادخلها ... كل شئ نظيف ومرتب يبدو انه اعد للامر مسبقا ... ولكن زهرة فضولها لن يهدأ حتى تتسائل قائلة _ هو كان فيه حد هنا ؟
اجابها وهو ينير الاضاءة _ ايوة انا كلمت الست اللى بتيجي تنظفه كل فترة وهى كانت هنا ونظفته ..
اومأت له فقال هو _ زهرة انا هروح اجيب لينا غدا من مطعم قريب ... يعنى اقل من ربع ساعة وهبقى عندك تمام ..
اتجهت نحوه قائلة بدلال _ لاء متسبنيش ... هاجى معاك ..
ابتسم لها وبالفعل وافق واصطحبها معه الى احد المطاعم القريبة سيرا على الاقدام ...
كان متمسكا بها بتملك ... لا يريد تركها ابدااا ... هي من لونت حياته وزينتها برقتها واسلوبها الفريد ... حتى انها ذو قلب طيب مسامح برئ ...
ابتاعوا وجبتهم وعادا الى مكانهم ... حضروا سويا المائدة وجلسا يتناولون وجبتهم فى سعادة ..
كان طارق حريص على دلالها ...كان يطعمها بيده ولا يدعها تأكل هي ابدااا ... يعلم ما عاشته ويقسم على تعويضها ...
انتهوا من الطعام الذي لم يأكلوا منه سوا القليل ... وقفت زهرة مستأذنة تقول _ طيب انا هطلع اغير هدومى وانام شوية بس ممكن تعرفنى مكان الاوضة ..
اومأ لها ووقف على حاله ...حمل عنها حقيبتها ومشى قليلا وهى وراؤه ... دخل احدى الغرف واسند الحقيبة قائلا وهو يطالعها باحتياج _ زهرة .
ترقبت قائلة وهى تناظره _ نعم .
اقترب منها حد الالتصاق .... كان ينظر داخل عيناها البريئة الخائفة بعيون يملؤها الرغبة حينما قال _ انا عايزك .
لم تفهم بعد ... الا عندما وجدته يميل على كرزيتها ويلطقتهم فى قبلة سحبت قلب وعقل زهرة ... كانت مغيبة بالفعل ... لم تستوعب بعد ما يحدث ... جسدها اصابه تخدر كامل ..
اما هو كان مستمتع بتناول فاكهته التى ارادها ... لم يشعر بالوقت ... بل زاد الامر عن ذلك ... وبدأت رغبته بها تزداد ... وبدأت حصونها تهدم له ...
كان الاثنان فى عالمهما المخفي ... بعيدا عن انظار الجميع ... موثقا بشرع الله وسنته ... اتمما زواجهما ..
اتم طارق كماله الان ... هو فى اقصى النعيم والراحة ... اما هى فكانت تختبأ منه فيه ...
خجلها سيقتلها ... كيف حدث ذلك بهذه البساطة ...
لقد كان حنون معها ولم يتركها تفكر بل قبل راسها وهو ممتد على الفراش وهي فى احضانه
قائلا _ نامى يا زهرة .. ارتاحى يا حبيبي
نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
البارت الحادى عشر من رواية #
فى مكان اقل ما يقال عنه مكب نفايات ... يجلس هذا وسط هرج ومرج من الاكياس والزجاجات والاثاث المبعثر المتعفن ...
تتأفأف ابنته قائلة بضيق _يوووو يابا .... احنا هنفضل فى الخرابة دى لحد امتى انا زهقت ....
اردفت مستكملة بضجر_ مش انت معاك الذهب بتاع اللى متتسمى دى ... ما تبيعه ونأجر شقة حلوة يابا ونجيب لقمة حلوة بدل ما بناكل عيش معفن ..
قال وهو يلف سيجارة باشمئزاز وحقد ودهاء _ يا غبية انتى افهمى ... لو بعت الذهب ده فلوسه هتخلص فى الايجار والاكل ... انما احنا هنصبر علشان نفوز بالبيت ... امشى ورايا بس وانتى مش هتندمى ..
تسائلت بفضول قائلة _ ازاى يابا والمحامى ده اللى قولنا خلصنا منها اتاريه اتجوزها ... هنعمل كدة ازاي ..
نظر لابنته بعيون ماكرة خائنة يقول وهو ينفس الدخان _ هنقتلها ...
ضحك عاليا بعدها ولكن ابنته ارتعبت قائلة _ يا لهوى يابا ... نقتلها ازاى ... لا يابا بلاش دى فيها اعدام .
تكلم بغضب يعنف ابنته قائلا _ يابت متبقيش غبية ... هنقتلها وهيبان انه قضاء وقدر ... وهو كمان هيفكر كدة ... وواحدة واحدة تبقي انتى مراته وانا اخد البيت وانتى تاخدى الباشا يابت ..
لمعت عيناها طمعاً قائلة بتفكير _صحيح يابا ...ده ممكن يحصل بجد .
اومأ لها خليل بابتسامة شر قائلا _ هيحصل يا دلال ... هيحصل وبكرة تشوفي .... بس سبيني اخططلهم صح ... علشان منندمش فى الاخر .... واحدة واحدة يابت الصبر حلو ... هنرتاح منها على الاخر ومن غير ما حد يحس .. اللى صعب صحيح هو توقيع المحامى ... بس ابوكى هيقدر عليه هو كمان والا هو كمان يحصلها ... بلا وجع دماغ ..
________
فى مكان اخر لم يذكر بعد
يجلس هو شاردا .. رؤيتها اعادت له ذكريات ادخرها ... مازالت كما هي تحمل نفس النقاء والجمال ... كيف سمح لنفسه بالبعد عنها ... لم يكن رجلا بما يكفى ... لقد اطاع عائلته وظلمها بهذا القرار ...
دخلت عليه زوجته قأئلة بضجر _ بردو سرحان وبتفكر ... هو فيه ايه يا محمود من يوم ما قابلنا البت دى فى المول وانت مش على بعضك ..
نظر لها بغضب قائلا بحدة _ خدى راجع يا منال وبلاش عكننة ...
سكتت قليلا ثم قالت بتساؤل _ هى دى تقوى قريبتك اللى كنت بتحبها ؟ ..
نظر لها مصدوما ... هل يظهر هذا بوضوح ؟ .. تكلم بهدوء متسائلا _ ايه اللى خلاكى تقولى كدة .
ادمعت عيناها قائلة_ عيونك يا محمود ... من وقت ما شفتها وانت سرحان ... انا عارفة انك اتجوزتنى علشان تنساها ... بس انت منستهاش يا محمود ... وانا ماليش ذنب فى كدة ... انت عارف انى بحبك ..
حزن لاجلها ... هي بالفعل ليست مذنبة على العكس تمام ... هى من ساعدته كثيرا ... المذنب الاول والاخير هو ..
قام من مكانه متجها اليها واحتضنها قائلا بعاطفة _ حقك عليا يا منال ... انا عارف انك ملكيش ذنب ... الغلط عندى انا ... وانتى عارفة كويس اللى حصل معايا وعارفة ظروفى وقتها كانت ايه ...
خرجت من حضنه متسائلة بخوف _بس قضية التار اتحلت يا محمود خلاص ... يعنى مبقاش فيه مانع انك ترجعلها .. صح ؟
نفى برأسه قائلا وهو يهدأها _ لاء طبعا ... هى فى حياة وانا فى حياة تانية تماما ... مبقاش ينفع يا منال ... حتى لو انا كنت عايز كدة ...هي مستحيل هتوافق ... وبعدين انا مش هظلمك يا منال متقلقيش ..
___________
فى المساء تململت زهرة بنعاس ... تظن نفسها نائمة بغرفتها ... تتدحرج على فراشها ببطء ... ولكن لحظة .. ! ما هذا الشئ الذى يقيدها ...
فتحت عيناها ببطء فوجدت عينان تعشقانها ... كان مبتسما لها ... مال عليها يداعب انفها بأنفه قائلا بحب ومشاكسة _ مساء الخير ... هى المفروض صباح الخير بس احنا غيرنا التوقيت ..
تذكرت كل شئ ... خجلت بشدة ودثرت رأسها فى صدره تدارى وجهها الملتهب خجلاً ... تحتمى فى حضنه الذي شدده عليها ... يعتصرها بقوة ... يحتاج اليها بشدة ... لم يكن يعلم انه يكن لها كل هذه المشاعر ... هى جنته الوردية .... زهرته الجورية ...
تكلم هو ومازالت رأسها داخل صدره قائلا _ خلاص يا قلبي بما انك لسة مكسوفة خليكي كدة وبلاش ننزل البحر ... انا معنديش اي مانع ..
تململت وخرجت من حضنه بهدوء شديد ... تفتح عين وتغلق الاخرى قائلة برقة _ طارق لو سمحت متحرجنيش اكتر من كدة .
مال عليها ... يقبل شفتاها التى تتحدث بهذه الطريقة ... هي السبب .. من قال لها ان تتكلم هكذا برقة ونعومة ... من قال لها ان تكون بكل هذا الجمال والبراءة ...
اما هي لما يصيبها تخدر هكذا ... لا تعطى ردة فعل سوا التصنم ...
كاد ان ينفلت الامر من يده ولكنه ابتعد مرغما يقول بتلاعب وهو يغمزها _ لاء احنا ننزل البحر دلوقتى ونتعشى وبعدين نشوف هنعمل ايه بعد كدة ..
حملها على غفلة منها فخرجت منها شهقة قائلة _ لاء يا طارق لو سمحت نزلنى ..
وكأنها لم تقل شيئا بل اكمل سيره الى المرحاض وهو يحملها ليسرقوا من الزمن لحظات سعادتهم ...
بعد حوالى نصف ساعة تقف هى امام المرأة وهو خلفها يجفف لها خصلات شعرها التى عشقها مؤخرا ... يطالعها بحب وهى تطالعه عبر المرأة قائلة بسعادة ورقة _ على فكرة بقى هو كدة كدة هيتبل تانى لما ننزل البحر ..
اجابها وهو مازال يجففه بالمنشفة _ ششش ... سبيني اعمل اللى نفسي فيه يا زهرتى ... انا كنت بتخيل كل الحركات دى من زمان اوى ..
ولاول مرة تدق الغيرة باب قلبها قائلة بضجر وهى تطالعه عبر المرأة _ بجد ! ... وياترى كنت بتتخيل ده مع مين ؟
استشعر هو غيرتها قائلا بمشاكسة وسعادة داخلية _ مع واحدة بحبها جداا ..كنت بتخيل كل لحظة معاها ... استنيتها كتير اوى ... وحرمت على نفسي اي ارتباط غيرها .
كانت قد وصلت الى قمة غضبها منه ومن نفسها ... تظن ان هناك احداهن حقا ..
ولكن لمعت عيناها وادمعت حينما اردف بحب مستكملا _ ولقيتها فيكي يا زهرتى ... لقيت نفسى معاكى انتى وبس ... حبيتك فى وقت قليل اوى ومن اول نظرة زى ما بيقولوا ... بس حبك هيفضل معايا لاخر عمرى ولبعد موتى كمان ... انتى اللى لو ربنا اراد يعفو عنى واكون من اهل الجنة هتمنى اكون معاها هى وبس ... مش عايز غيرك يا زهرة... انتى جنتى ودنيتى وحياتى دلوقتى وبعدين ... انتى اللى ملكتى قلبي لوحدك ..
التفتت له .. تنظر له بعشق ... بعمق ... بحب قائلة باعتراف _ وانت حبيبي وجوزى وكل دنيتى واللى جيت عوضتنى عن سنين تعبي كلها ... وانا هفضل معاك ومش هسيبك ابداا يا طارق .
احتضنها بسعادة .. .. سعادة لا يستطيع وصفها ... احقا قالتها ... نادته بحبيبي ... هذا اقصى احلامه ..
اخرجها من حضنه قائلا ممازحا _ انا عندى ليكي اقتراح ... ايه رايك نعد هنا ونخلى البحر لبكرة .
تناولت كف يده الكبير فى يدها الصغيرة ومشت تجره للخارج كالطفل الصغير قائلا بسعادة _يالا يا طارق ..
اطاعها بضحك وخرجا الاثنان متجهان الى البحر بالفعل ....
اقتربا من البحر فتراجعت قدماها قليلا قائلة بتوتر _ انا قلقانة من نزول بليل ده يا طارق ..
تقدم هو منها ودخل وسط المياة الهادئة يجرها قائلا _ متقلقيش مش هتندمى تعالى ..
فى بداية الامر كانت متوترة ولكن طارق الازهرى قادراً على سحب اي طاقة سلبية تستحوز على زهرته ...
كان يغمرها عشقا ودلالاً وسط المياة الهادئة ... لقد غار القمر منهما فسلط نوره عليهم ... كانوا حقا فى عالم خاص بهم وحدهم ... نست زهرة تماما خوفها فطارق يحملها بين ذراعيه بتملك ... يتحدثان عن امور شتى .
واضعة هى رأسها على صدره ومتعلقة بيه وسط المياة الساكنة .. يغنى لها برومانسية وحب وهي تسمعه ...ضحكت برقة قائلة _ تعرف ان صوتك حلو ...
قاطع غناؤه قائلا _ علشان بغنى لحبببي ... لازم يبقى حلو .
نظرت له بحب قائلة بتأكيد _ لا بجد ... صوتك حلو ... فكرتنى بوصال لما كنت اقولها صوتك حلو كانت تفكرنى بتريق عليها ..
تساءل هو بفضول قائلا _ هما اصحابك مستغربوش لما قولتلهم انك اتجوزتى ؟
اومأت له قائلة _ اكيد استغربوا ... انا اصلا مشفتهومش من وقتها ...
خطرت لها فكرة فاستكملت قائلة _ طارق ايه رايك لما نرجع القاهرة اعرفك عليهم ... يعنى نعزمهم برة ونخرج كلنا .
اجابها بقبول تام قائلا _ اكيد طبعا موافق ... اول ما نرجع من هنا هعزمهم فى مكان كويس وتعرفيني عليهم ... انا كمان محضرلك مفاجأة هتعجبك اوى ..
تسائلت بحماس قائلة _ مفاجأة ايه ؟
تثاقل هو قائلا بغموض _ لا مش هقول .
كانت متمسكة به كالطفلة قائلة بدلال _ لاء قول بقى يا روكة قول .ا
اااه لقد داب قلبه .. حتما ستقتله برقتها هذه ... بالاساس هو كان ينتظر حجةٍ هكذه ... حملها وهو يخرج من المياة عائدا الى الشاليه يقول بسعادة _ انتى اللى بدأتى اتحملى بقى ..
تسائلت وهى تبتسم برقة _ انا عملت ايه ؟
غمز لها بعينه قائلا وهو يداعب انفها بانفه _ هتعرفي دلوقتى .
بعد ساعة كانت زهرة مائلة على الفراش هذه المرة هى من تحتضنه ... يضع رأسه فى تجويف رقبتها يشتم عبقها الذي يعشقه مثل باقي تفصيلها ... تداعب هى شعره الغزير باصابعها الناعمة الصغيرة ... مغمض العينين يستمتع بدلالها له ..
نطقت هى متسائلة _ طارق انت نمت ؟
هز رأسه بلا وهو ما زال على نفس وضعه مستمتعا ... ابتسمت هى قائلة بخجل _ طب انا جعانة .
تنهد هو مرغما على الخروج من موطنه اللذيذ... قام يطالعها بحب قائلا _ حبيبي تحبي نطلب اكل ولا نخرج ..
قالت بحب وقناعة _ لاء نطلب بيتزا ونعد هنا نتفرج على فيلم حلو .
ابتسم لها وتناول هاتفه من جانبه وطلب احد المطاعم التى يعرفها واخبرهم بطلبهم والعنوان واغلق ..
تدحرجت هى من جانبه قائلة وهى تغمز له _ يالا قوم بلاش كسل ..
اتجهت الى المرحاض ودخلته مسرعة واغلقت قبل ان يلحقها مما جعله يضحك عليها متوعدا وهو يقول _ بقى كدة ...ماشي يا زهرتى ..
ضحكت هى بسعادة واتجهت لتأخذ حماما هادئا اما هو فقام متجها الى آخراً غيره ليغتسل هو ايضا ..
خرجت زهرة وارتدت اسدالاً قد احضرته معها وانتظرت خروجه ..
خرج وجدها هكذا فنظر متسائلا فقالت هي بحب _ تعالى أمنى لصلاة العشا .
اتجه لها مقبلا رأسها بحب وبالفعل توضأ واتجه يقف امامها وهى خلفه يؤديان فريضتهم بسعادة ورضا داخلى ..
____________
فى القاهرة تحديدا فى حارة زهرة ينزل هذا الرجل بوقار من سيارته ويتبعه ابنه ...يلتفت حول يطالع المكان بتعجب .... وابنه كذلك يقول بغرابة _ ايه يا بابا المكان ده ... معقول بنت عمتى عايشة هنا ؟ ! ..
اومأ له والده قائلا _ معظم الاماكن كدة يا احمد ... مش زي ايطاليا ... بس بالرغم من بساطتها الا ان فيها راحة نفسية وحب وخوف على بعض ..بحث بعينه عن احدا ليسأله عن وجهته ..
وجد سيدة تسير ترتدى عباءة سوداء وغطاءا للراس ... استوقفها مستأذنا يقول _ لو سمحتى .
توقفت السيدة تنظر له يبدو انه شخصا مهما ... تساءلت بفضول _ اتفضل يا بيه بتسأل عن مين ..
تكلم اسماعيل بود متسائلا _ انا بسأل عن بنت اختى ... زهرة المنسى ... بنت اختى ايمان .
اتسعت عين السيدة بصدمة ... قائلة بتعجب وعدم تصديق _ معقول ... حضرتك خال زهرة ... ثم استكملت تنادى احدهم قائلة _ يا محمد يا محمد ..
جاء رجلا يبدو زوجها فقالت بتفاجئ _ الاستاذ يبقى اخو ايمان الله يرحمها ...خال زهرة ..
رحب المدعو محمد بحفاوة قائلا _ يا اهلا يا باشا يا اهلا ... وحضرتك كنت فين كل ده لامؤاخذة .؟
قال اسماعيل بهدوء وتعقل _ انا كنت فى ايطاليا بقالى ٢٠ سنة وراجع اسأل عن زهرة ... انا عرفت من يومين بس ان ايمان اختى الله يرحمها اتوفت من سنة ...وجاي علشان اشوف زهرة انا عارف انها متعرفش عنى حاجة ..
قالت السيدة بحزن _ ايوة يا حبيبتى دى كانت محتاجة حد يقف جنبها خصوصا بعد موت ايمان ...ويقف للي مايتسمى خليل وبنته ...بس اهو ربنا بعتلها الراجل المناسب ... يحميها ويراعيها وتكون فى حماه بعد ربنا ..
تحمحم اسماعيل متسائلا _ احم ...هو حضرتك تقصدى مين ..
قالت السيدة بود _ قصدى جوز زهرة ...مهى اتجوزت امبارح ... وخرجوا من الصبح ولسة مرجعوش .
مسح اسماعيل عن وجه فقال له ابنه _ خلاص يا بابا يالا نمشى ونجيلها وقت تانى لما ترجع ..
اخرج اسماعيل بطاقة تعريفية عنه وناولها للسيدة قائلا _ دى ارقامى كلها ... خليها تكلمنى ضرورى اول ما ترجع ... اوعى تنسي لو سمحتى ..
اخذته منه السيدة قائلة بتأكيد _ لا مش هنسى .... متقلقش .
اومأ لها وشكرها هى وزوجها والتفت راكباً سيارته هو وابنه وغادر ...
__________
عادت وصال من عملها بعقل شاردا ... تفكر فى ما قالته مديحة ...
كانت جالسة على المائدة مع والدتها وشقيقتها عليا ...لاحظت سماح شرودها فقالت متسائلة بقلق _ لسة بردو بتفكرى يا وصال ... مش قلنا لاء وخلاص ..
تنهدت وصال بحزن قائلة _ يا ماما ... يا ماما افهميني ... مش قادرة اكمل حياتى من غير مروان ... مش قادرة اعيش طبيعية ... اشوفه بس وبعدها يحصل اللى يحصل ..
تركت سماح الطعام قائلة وقد بدأت دموعها تتساقط _ بس انا مش مطمنة يا بنتى ... اومال احنا عملنا كل ده ليه ... غيرتي اسمك وغيرنا المكان واختفينا منه السنين دى ليه ... ليه عيزاه يأذيكى ... .
نطقت وصال بحدة قائلة بقهر _ علشان ابني يا ماما ...قلتلك قلبي محروق عليه نفسي اشوفه يا ماما ..
كانت عليا حزينة على حال اختها ل.. تعلم ان والدتها محقة ... كذلك شقيقتها محقة ..
نطقت عليا بخوف وقلق قائلة _ طب وفريد .
هنا انقلب وجه وصال تماما حتى اظلمت ملامحها قائلة بصراخ _ متنطقيش اسم الحيوان ده هنا ... متقوليش اسمه ... ده خسيس واطى ... ميقدرش يعملى حاجة ... هو اصلا غار برا مصر ولو رجع هقتله ..
قامت سماح من مكانها متجهة الى ابنتها تهدأها قائلة _ خلاص يا وصال اهدى ... اهدى يا حبيبتى ميقدرش يأذيكي ... اهدى واطمنى خالص
نطقت وصال وهى ترتعش قائلة تنظر الى والدتها _ ميقدرش يا ماما يعملى حاجة ... امه اخدت ابويا مننا وهو اخد سمعتى وعمرى وسعادتى ... اخد منى كل حاجة يا ماما .. اخد منى حياتى يا ماما ... انا هواجه طارق الازهرى .. هواجهه واحكيله الحقيقة ... اكيد تهديد زمان مبقاش موجود دلوقتى ... هحاول اوصله واخليه يصدقنى ....
قالت عليا بذكاء _ يا وصال طارق الازهرى سكوته ده يخوف اكتر من غضبه ... اكيد هو مخطط هيعمل ايه يوم ما يلاقيكي ... بلاش يا وصال ..
وافقتها سماح قائلة برجاء _ ايوة يا وصال .اختك معاها حق ... تهديده ليكي من ٣ سنين اكيد مش من فراغ ... بلاش يا حبيبتى
بكت وصال واضعه وجهها بين كفيها .. مسكينه هي لا تعلم ماذا عليها ان تفعل ... كيف تسترد حياتها مجددا بطبيعتها ... اصبحت تخشى كل شئ ... لا احد يعلم سرها غير اهلها .... حتى رفيقاتها يعلمان شيئا مختلفا تماما ... لا احد يعلم ما مرت به ..
___________
عند تقوى التى دخلت بيتها بارهاق اثر عملها ... اغلقت الباب تنادى والدتها قائلة _ ماماااا .
تصنمت مكانها وهى ترى اخر انسان تتوقع رأيته فى منزلها قائلة بتعجب _ محمود ؟ ...
وقف يمد لها يده امام والدتها ووالدها قائلا _ ازيك يا تقوى .
نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهي عن الصلاة
البارت الثانى عشر من رواية #حذاء_قدرى بقلم /آية العربي
تصنمت تحول نظرها بين يده الممدودة بثقة ووجهه المبتسم ... ماذا يظن نفسه هذا السئيل ... ايهيأ له عقله انها ستأخذه بالاحضان مرحبة به ..
تكلمت والداتها بقلق قائلة _ تقوى محمود قالنا انو شافك ... يعنى انتى عرفتى انه عايش ..
نظرت لوالدتها بخيبة امل ... تكلمت بأختناق قائلة _ يعنى انتى كنتى عارفة يا ماما ..
سحب محمود يده بحرج قائلا ببساطة وكأن شيئا لم يكن _ طيب اعدى يا تقوى وانا هشرحلك كل حاجة ..
نظرت له بغضب مهددة بسببابتها قائلة _ انت تخرس خالص ... انت اصلا ايه جابك هنا ... يا بجاحتك يا اخى .... جاي بعد معيشتنى اسوء ايام حياتى فى حزنى عليك ودموعى على فراقك وبعد كل ده تطلع عامل عليا حوار انت واهلى للاسف ... بس اقولك حاجة ..
نطقت بقهر مستكملة _ محمود اللى حبيته فعلا مات ... اللى قدامى دلوقتى واحد خسيس معرفوش ..
دارت نظرها الى والدتها ووالدها قائلة بحزن ودموع _ بس انتوا ازاى تعملوا فيا كدة ... ليه يا بابا دانا تقوى حبيبتك .. ولا انتو كمان طلعتوا زيوا ولا ايه بالضبط ... انا مبقتش فاهمة حاجة ..
كان والدها حزين بشدة لاجلها ... ابنته حبيبة قلبه تبكى بسببه ولكنه خطط لهذا كي يحميها ... كان قلقاً من اجلها ... اراد ان تحيا حياة غير حياته المهددة بالقتل ...
تكلمت والدتها بندم قائلة _ يابنتى احنا عملنا كدة علشانك .... خوفنا عليكي ..
نطقت بحزن وحدة قائلة بانفعال _ من ايه ؟ .. من ايه يا ماما ..
تكلم محمود قائلا باندفاع _ انا كان عليا تار يا تقوى ..
لم تنظر له ... لم تعيره اي اهتمام ... بل انصرفت الى غرفتها تاركة جميعهم خلفها ينظرون لاثرها بحزن وندم ...
___________
عند زهرة وطارق
يجلسان على اريكة واسعة ولكن برغم كبرها الا ان من يراهم يظنها صغيرة ..
ف طارق يجلس ويأخد زهرته داخله كالطفلة الصغيرة ... يأخذ مثلث البيتزا من على الطاولة ويطعمها قضمة ويأكل البقية بشغف ..
يتابعان التلفاز بحماس ... فهناك احد الافلام الرومانسية التى حصلت على اعجاب الملايين ..
تكلمت زهرة وهى حبيسة داخل احضان طارق قائلة بتعنيف كاذب _ على فكرة بقى كدة ظلم ... انت بتديلي قطمة واحدة وبتاكل الباقي .
امال راسها عليه مقبلا جانب فمها بحب وشغف قائلا _ مهو بصراحة يا زهرتى طعمها احلى لما بتدوقى منها ... حاجة كدة زى العسل ..
قالت بطفولة ودلال ورقة _ ماشي يا طارق بس انا لسة جعانة .
نظر لها بعيون لامعة ثم مد ذراعه بجانبه على احد الطاولات الصغيرة متناولا علبة اخرى يناولها اياها قائلا _ وهو انا معقول بردو هسيبك جعان يا حبيبي ... اتفضلي دى ليكي لواحدك بس حاولى تاكلى بسرعة .. بلاش طريقتك دى اللى بتدوبني معاها ..
قبلت خده برقة وهى تتناول منه علبة البيتزا وتفتحها بحماس متناولة احدى القطع تأكلها بلذة وشهية مصدرة بعض الاصوات التى تشعل الغيرة داخله ...
كان يبلل شفتاه ... يريد رحيقا من عسل شفاهها هذه التى تقضم بلذة ورقة ...
ناداها فلتفتت له وهناك بعض الكاتشب على فمها متسائلة عن سبب نداءه ... ويا ليتها لم تلتفت اذ مال عليها مقبلا اياها قبلة اضاعت الكاتشب والزيتون وقطع الجبن ... حتى انها اضاعت زهرة شخصيا ...
فصل قبلته ولم يفصل وجهه الملتصق فى وجهها قائلا _ بتعملى فيا ليه كدة ..
نطقت بتخدر وازابة وعيون مغمضة قائلة _ بعمل ايه ؟ ..
فتح عينه التى تقاطع عيناها قائلا _ بتاخديني لطريق تانى خالص ... سكة بتمنى افضل فيها ... عيونك ونظرتك قادرة تهدم كل حصون قوتى ...
لامس وجنتها بوجهه مستكملا _ نعومتك دى اللى بتخليني فى نعيم ..
مال على رقبتها مستنشقا اياها بقوة قائلا بتنهيد _ ااااه ريحتك ... ريحتك بتخليني فى السما ... ادمان بالنسبالي ... حاجة كدة مش موجودة فى السوق .
كانت زهرة مغمضة العينين تستمتع بحركاته التى تذيبها ... حركاته تمحو جليد مشاعرها .... وصفه لمشاعره تحرك خلاياها النائمة ... ولاول مرة تفعلها هي اذ اقتربت منه دون وعي وقبلت جانب فمه برقة متناهية ... وياليتها لم تفعل ... اذ تحول من طارق الهادئ الوقور الى طارق العاشق المجنون وهو يتقن جيدا هذه المهنة ..
دعونا لا نتحدث اكثر من ذلك
____________
فى الصباح استيقظت وصال التى بالاساس لم تنم ... بل كانت تفكر متخذة قرارا مصيريا ... ستخبر به والدتها ولكن عليها اولا مهاتفة احدهم ..
اخذت هاتفها وحاولت الاتصال على رقم السيدة مديحة ... ومن حسن حظها انه يرن على غير العادة ..
انتظرت حتى يفتح الخط وبالفعل ما هى الا ثوانى وفتح الخط واستمعت الى صوت السيدة مديحة التى تقول _ ايوة يا عزة ازيك .. قررتي ايه يا عزة ... هتيجي لبنان ؟
اومأت وصال قائلة بتأكيد _ ايوة يا مديحة هانم ... ابعتيلي الاوراق اللازمة وانا هقول لماما واسافر علطول ..
فرحت مديحة وتكلمت براحة وطمأنينة قائلة _ تمام يا عزة ... جهزى اوراقك وجواز سفرك وانا هقولك على المعاد ... هستناكى انا ومروان ... يالا سلام ..
اغلقت الخط ووقفت وصال تأخذ نفسا عميقا فعليها الان اقناع والدتها ..
خرجت من غرفتها وجدت عليا تحضر الفطار كعادتها وسماح تجلس تطبق بعض قطع الملابس المجففة ..
اتجهت وصال تجلس بجوارها قائلة بارتباك _ احم ماما ..
نظرت لها سماح بترقب ... هي تعلم جيدا تلك الحركات ... اردفت وصال قائلة _ انا هسافر لبنان يا ماما ... هروح اشوف ابني .
نظرت سماح ارضا قليلا ثم رفعت وجهها الى ابنتها قائلة بهدوء وقلة حيلة _ ماشي يا وصال ... سافري يا بنتى ... مبقاش عندى حيل امنعك وانا عارفة ومتأكدة انك مش مرتاحة من غير ابنك ..
اومأت وصال قائلة باقناع _ هحاول اجيبه يا ماما ... هحاول اجيبه يعيش معانا هنا ... ده اللى بتمناه ... مش هستسلم ... هحاول اقنع عمه ببراءتى ... اكيد هيصدقنى لما يعرف التفاصيل اللى عندى ..
اومأت لها سماح بقلق فجاءت عليا متسائلة بعدما وضعت ما في يدها على الطاولة _ طب والسفر هيكون امتى يا وصال ..
اجابتها وصال بهدوء قائلة _ اول ما مديحة هانم تخلص الاوراق هتبلغنى وانا هسافر علطول ...
تسائلت سماح قائلة _ طب واصحابك يا وصال هتقوللهم ايه ؟
تنهدت وصال قائلة _ زهرة كدة كدة مع جوزها ومش هتهتم ... مافيش غير تقوى ولازم اعرفها الحقيقة يا ماما ... مقدرش اخبي عليها اكتر من كدة ... بس محتاجة جرأة اتكلم بيها مش عارفة هبدأ ازاى ..
قالت سماح مؤيدة _ متقلقيش ... هي بس البداية تيجي وكل شئ هيتحكى بسهولة بعدها ..
اومأت وصال قائلة وهى تقف _ طب يالا نفطر علشان انزل الشغل ..
____________
عند تقوى التى استيقظت وادت روتينها اليومى وصلت فرضها ايضا وارتدت ملابسها المحتشمة وخرجت دون نطق حرف ...
حتى ان والدتها حاولت معها ولكنها غاضبة ..حزينة ...
اتجهت هي الى زوجها قائلة بتساؤل _ هنعمل ايه يا محمد مع تقوى ... دى شكلها زعلان اوى ...
حاول محمد تحريك اصابعه ونطق اشياءاً غير مفهومة ..هو ايضا حزين لاجلها ... قلبه يتأكل حزنا عليها ... يظن انه حماها ولكنه فى الحقيقة اذاها بهذا القرار ...
تكلمت زوجته متسائلة بتهور _ طب ايه رأيك نرجعهم لبعض .. واهى قضية التار اتحلت ..
اتسعت عين محمد بغضب من زوجته رافضا هذا الحوار وبشدة ... اذا كان ما حدث فى الماضى اوصلها لهذه الحالة ... فهذا ما تفكر به هذه سيقتلها بكل تأكيد .. لااا لن يسمح بشئ هكذا ... عليه فعل شئ ولكن كيف وهو مقيد هكذا ولا يستطيع حماية ابنته ولا حتى مواستها ..
________\____
استيقظت زهرة بتكاسل ... جسدها مرهق ولكنه ارهاق محبب ... حاولت الفرار ولكنها مقيدة بسلاسل عشقه ...
نظرت له ...انه ينام بعمق .. ولكن يداه محكمة عليها بشدة ... يبدو انه يخاف فقدانها ...
نظرت لملامحه الحادة ... ذقنه التى بدأت فى الانبات ... كثافة رموشه الساحرة ... حتى انفه الحاد ... عشقت تفاصيله هذه ... اتجهت اصابعها تتلمس انفه برقة ... تنزل الى شفتاه القاسية ... تتحسسهم بهدوء وشرود ... تفكر كيف فعلت ما فعلته بالامس ... اي جرأة اكتسبتها لفعل ذلك ... مؤكد انها تعلمت منه اشياءا لم تكن فى قاموسها يوماً ..
نادت عليه قائلة برقة _ طارق ... روكة .
اصدر صوتا مكتوما بمعنى ماذا ... فقالت هى بدلالاً وملل _ قوم يالا علشان نخرج نشم هوا الجو حلو اوى ..
فتح عينه بتثاقل قائلا _ عايزة تروحى فين .
اتجهت اصابعها الى ذقنه تتلمسها باعجاب قائلة بمرح _ نتمشى على البحر شوية ... نروح ناكل سمك ... نشترى شوية حاجات كدة ..
ضيق عيناه متسائلا بفضول _ حاجات زى ايه مثلا ..
ضغطت على شفاهها باسنانها فى حركة مغرية منها قائلة بتكاسل _ حاجات حريم .
قام منتفضا من مكانه قائلا بحماس _ طب يالا بسرعة .
ضحكت عليه ضحكة مدللة قائلة وهى تسبقه _ يالا ..
بعد نصف ساعة كانا الاثنان مشبكين الايدي ...يسيران حفاه على الرمال وفي يد طارق حذاؤه وحذاء زهرة ايضا ..
الكل ينظر لهم باعجاب ... وهي تنظر للبنات بحقد وغيره ... فمعظمهن عيونهن مسلطة على طارقها ... تريد انتشال رئتيهن من مكانها ...
كان هو سعيد مستشعرا غيرتها ... كم تمنى ان يظلا هكذا طوال حياتهما ...
اتجه معها الى احد الاسواق المكدسة بالسياح ... كان واضعا ذراعيه حولها كحماية ... يسير اولا يفصح لها المجال لتمر دون الاحتكاك فى اي بشري ... ابتاعت هي كل ما تريده ايضا ... كانت سعيدة به .... تشعر حالها مكتملة بوجوده ...
كانا الاثنان يقفان امام احد المتاجر يختاران بعض المنتجات اليدوية ... واذ بسائح ينادي علي زهرة قائلا بلغته وهو يربط على كتفها من الخلف _ اذا سمحتى ايمكن ان تختارى معي شيئا مميزا لحبيبتى ..
التفتت تنظر له بتساؤل مستفهمة ...حتى انها كادت ان تتحدث ولكن طارق سبقها قائلا بنفس اللغة وبحدة _ ماذا تريد .
تكلم السائح بجرأة قائلا _ اريدها ان تختار معي احدى الهدايا لصديقتى ... الا يمكن ؟
تكلم طارق وهو يسحب زهرته لاحضانه بثقة قائلا _ لا يمكن ... اذهب لصديقتك واسألها او اجعلها تختار بنفسها وكف عن هذه الحركات ..
قال الرجل بمكر _ ماذا ... اي حركات يا رجل .. انا لا افهمك .
نظر له طارق قائلا بنظرة حادة وهو يشير بحاجبيه _ هيا .
غادر السائح غاضبا من اسلوب طارق العدوانى بعض الشئ ..
تكلمت زهرة مدافعة تقول _ ليه كدة يا طارق ... شكلك وانت بتكلمه كأنك هتموته .
مد ذراعع على رقبتها يسحبها فى حركة عفوية قائلا بمزاح _ لولا انى هضرب السياحة فى بلدى كنت كسرتله ايده ..
ابتسمت هي على حبيبها الغيور ومشت معه بعد ان اشترا ما يريدان ..
اتجها الى احدى المطاعم التى تناولها به وجبة الغداء ... كانت عبارة عن سمك مشوى كما ارادت زهرة ..
عاد الى الشاليه الخاص بهم ..
وضع طارق الاكياس متسائلا ما بها وهو يبحث بفضول كالطفل الصغير .. لحقته زهرة منتشلة منه احد الاكياس تخفيه وراء ظهرها قائلة _ خير .. بتدور على حاجة ؟
نظر لها بخبث متسائلا _ هو ايه اللى هنا ممنوع اشوفه ؟ ... حتى هناك بردو صممتى تدخلى المحل لوحدك ... عملالى سوبرايس ولا ايه .
اومأت له مبتسمة بخجل ولكنها اردات لهيه بشئ اخر فقالت متحمسة _ يالا علشان احلقلك دقنك .
تعجب منها قائلة باستنكار _ نعم ... دقنى ازاى ..
خبأت ما فى يدها واتجهت الى الاكياس تستخرج ادوات الحلاقة التى ابتاعتها ايضا وهى تلوح له بيدها بهم قائلة _ يالا يا روكة ... دقنك طولت ..
ابتسم لها مستسلما واتجه بالفعل يجلس على الاريكة يمدد قدميه مستعدا لحلاقة لذيذة فريدة من نوعها ..
احضرت زهرة ما يلزمها واتجهت تسحب احد الكراسي لتجلس عليه ولكنه منعها قائلا _ لاء مالوش اي لزمة تعالى اعدى هنا ..
قالها وهو يشير فوق قدميه بمشاكسة ... وبرغم خجلها ولكنها بالفعل تركت الكرسي واتجهت تجلس مثلما قال هو ...
بدأت تضع معجون الحلاقة على ذقنه وهو ينظر لها بحب ... بعشق ... بمتعة ...برغبة ..
بدأت تسحب بماكينة الحلاقة الشعر بهدوء ... ولكن نظراته توترها ... رفعت نظرها اليه قائلة بغضب طفولى _ وبعدين بقي يا طارق مش عارفة اكمل .
قال بمكر هو _ اللا وانا عملت ايه دلوقتى ؟..
ضيقت عيناها تدرك مكره جيدا قائلة _ بلاش خبث يا ابن الازهرى ..
ضحك عليها قائلا _ هههههه ماشي يا قلب ابن الازهرى ... ابنى الازهرى شكله هيموت على ايدك ..
نطقت بخجل من معنى كلامه _ لا بعد الشر ..
اكملت ما تفعله وسط حركاته الخادشة التى تجبرها على عشق هذا الرجل والاستسلام له ..
_________
فى العصر تجلس تقوى وصال فى المحل بتعب بعد نهار عمل شاق ... فكرت وصال فى فتح موضوعها ولكنها تخشى رد فعل تقوى ان علمت بحقيقة الامر ..
كادت ان تبدأ ولكنها وجدت تقوى تخبرها مالم تتوقعه هى قائلة _ محمود طلع عايش يا وصال ..
اتسعت عين وصال بصدمة قائلة _ااايه ... خطيبك ...ازاااى .
اومأت تقوى قائلة بتأكيد _ زى ما سمعتى كدة ... طلع عايش بعد كل اللى عيشته على حزنى عليه ..
نطقت وصال بغضب قائلة _ الواطى الحقير ... ازاى يعمل فيكي كدة ..
قالت تقوى بحزن وتردد _ ومش هتصدقي مين ساعده فى كدة ..
قالت وصال بترقب متسائلة _ مين !؟
القت تقوى ما فى جوفها بألم قائلة _ اهلى يا وصال ... تصدقي ... اكتر اتنين المفروض انى اثق فيهم ثقة عامية هما اكتر اتنين خدعونى .. انا حاسة انى بحلم يا وصال .... حاسة انى غبية اوى ..
يا الهي ... الان اصبح البوح بسرها مستحيلاً ... كيف ستخبرها بقصتها هى ايضا ... فضلت وصال السكوت لحين اشعارٍ آخر ..
قالت وهى تربت على يد تقوى تعينها _ اهدى يا تقوى ... بما ان اهلك عملوا كدة يبقى اكيد فيه ان فى الموضوع ... طب محاولتيش تفهمى فيه ايه او عملوا كدة ليه ؟
نفت تقوى قائلة _ لاء ... مش عايزة اعرف يا وصال ... مش عايزة اسامح ولا التمس العزر لحد بالذات للبني ادم ده ...هما قالوا قضية تار بس انا مسمعتش باقي الحوار ومش عايزة اعرف .
اومأت لها وصال بتفهم قائلة _ طيب يا حبيبتى روقي ... محلولة باذن الله ... قومى يالا نكمل وانا هاخدك ونروح نتغدى فى المكان بتاعنا .
______________
فى احد الاماكن المرفهة تحديدا فى القاهرة فى احد الابراج المطلة على نهر النيل ..
يقف هذا الشاب ينظر من النافذة يستنشق الهواء بمتعة قائلا _ الهوا هنا ليه طعم تانى ... ومنظر النيل جميل اوى من هنا ..
تكلم والده قائلا بتأكيد _ معاك حق يا احمد ... جو مصر مافيش زيه ...كنت خايف اموت فى الغربة ... الحمد لله انى عشت لحد ما رجعت بلدى ... ونفسي اقابل زهرة بنت اختى علشان اريح ضميري .
تكلم احمد بتساؤل قائلا _ معقول تكون يا بابا مش عايزة تقابلك ... يعنى محاولتش تتصل لحد دلوقتى .
نفى اسماعيل براسه قائلا _ لااا ... بلاش يا احمد تخوفنى ... يمكن لسة مرجعتش .. زى ما سمعت كدة الست بتقول انها اتجوزت قريب ... يمكن خرجت هى وجوزها يقضوا اجازة ولا حاجة ..
اومأ احمد وعاد شاردا فى المنظر الرائع الظاهر بوضوح من النافذة ..
________
حل الليل وظهر القمر مستنيرا ...
يجلس طارق ممتدا على الفراش يبحث فى هاتفه عن شيئا ... ينتظر زهرته التى طال غيابها فى المرحاض ...
يتسائل ماذا يمكن ان تفعل فى الداخل ...ولكنه قد شرد فى هاتفه عبر التصفح على الانترنت ..
فتح باب المرحاض ولم تخرج زهرة ... رفع هو نظره ينتظر خروجها ولكن طال الانتظار ..
ناداها قائلا بقلق _ زهرة ! ...
اخرجت رأسها من وراء الباب تنظر له ببراءة و خجل ... وكأنها فعلت شيئا خاطئاً وتنتظر العقاب ..
تعجب هو متسائلا _ مالك يا زهرة فيكي حاجة ؟
فتحت الباب كاملا وخرجت بترقب ... اما هو فكانت عيناه بارزة حتى ان من يراها يظنها خرجت من مكانها ....ينظر ببلاهة اليها قائلا بتخدر _ اوعى بقى ..
