رواية حذاء قدري الفصل السابع عشر17 بقلم ايه العربي


 


نبدأ بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة 

البارت السابع عشر 

 رواية #حذاء_قدرى

 بقلم آية العربي 

تجاهلت زهرة كل هذا الجدال والعداء ... فكرت فقط كيف تثبت براءة صديقتها ..


اتجهت الى سماح قائلة بهدوء وطيبة _ طنط سماح اتمنى من حضرتك متحكميش عليا



 بأنى مرات طارق الازهرى ... انا زهرة صاحبة وصال وهفضل كدة لحد ما براءة وصال اللى انا متأكدة منها تظهر ...


نظرت لها سماح المجهدة اثر انفاعلها على طارق ... كانت نظرة استيعاب ... عليها ان تثق



 بها فلم يعد هناك ما تخسره ... ان كانت زهرة هي من ستبحث عن دليل براءة ابنتها فليكن ..


قالت سماح بقهر _ والمطلوب منى ايه دلوقتى ... انتى مش سمعتى جوزك قال ايه



 عن الصور ... والزفت التانى ده معرفش هو في انهى داهية .


فكرت زهرة قليلا ثم تسائلت بترقب قائلة _ طيب يا طنط هو بابا وصال ساكن فين ..


نفت سماح برأسها قائلة بغضب _ ولا اعرف ولا يهمنى ولا عايزة اعرف عنه اي حاجة ..


اقتربت زهرة منها قائلة بهدوء وتروي _ يا طنط سماح هو الوحيد اللى ممكن يكون عارف مكان فريد ده .


نطقت سماح بحيرة وحزن _ ياريتنى اعرف ... معرفش انا سمعت انه فى الجيزة بس فين بالضبط معرفش ... علاقتنا بيه مقطوعة من زمن .


تنهدت زهرة بعجز ... كيف ومن اين تبدأ لا تعلم ..


اثناء شرودها رن هاتفها بنفس الرقم الذي رن امس ... اخرجته ونظرت متعجبة ... ابتعدت قليلا عن جمعهم ... فتحت الخط مجيبة بترقب _ الو !؟ 


اتاها صوت اسماعيل قائلا بلهفة _ الوو ... ازيك يا زهرة .


تعجبت من الصوت التى لا تعلم هوية صاحبه قائلة _ مين حضرتك ؟ 


اجابها اسماعيل بهدوء وفرحة _  انا خالك يابنتى ... انا بدور عليكي من وقت ما نزلت مصر .. وروحت بيتك ملقتكيش وواحدة من جيرانك قالت انك اتجوزتى ... انا خالك اسماعيل اخو ايمان الله يرحمها .


انزلت زهرة الهاتف تنظر له بتعجب ثم رفعته ثانيةً على اذنيها قائلة بعدم استيعاب _ مين معايا !؟ ... خال مين ؟ 


تفهم اسماعيل وضعها قائلا بهدوء _ بصي يا حبيبتى ... انا عارف انك مكنتيش تعرفي بوجودى اصلا ... علشان كدة انا لازم اشوفك ... شوفي يا حبيبتى تحبي تنقابل فين وانا هجيب احمد ابني واجيلك  ..


كانت فى حيرة وصدمة وتساؤلات كثيرة ... سكتت قليلا ثم استكملت قائلة _ طيب ممكن حضرتك تديلي ساعة وهكلمك تانى ..


قال اسماعيل بحب وقبول _ طبعا يا حبيبتى ... خدى واقتك وهستنى مكلمتك ..


اغلقت الخط تنظر حولها ... تستوعب ما حدث منذ قليل ... هل ظهر لها قريب ... اخبرتها والدتها ان لها اخ ولكنه متغيب من سنوات عدة ... لقد سافر الى احد البلدان الاجنبية ولا احد يعلم عنه شيئا من وقتها .


تنهدت تزفر بقوة تجدد طاقتها ... ليس وقت التفكير في امراً مثل هذا الان ... هناك موضوع اهم (وصال) .


دخل طارق الى غرفة التحقيقات ... رحُب به من قبل المحقق المسئول عن القضية ... بعدها تم استدعاء وصال وجاء بها العسكرى .. 


دخلت هى تنظر للجالس بكره ... كان يسبقها المحامى الخاص بها ..


بدأ وكيل النيابة يسأل كلا الطرفين عن التهمة ..


كانت وصال تؤكد براءتها وعدم افتعالها مثل هذه الامور .. مؤكدة انها تحب زوجها وان بعد موته دخلت مصحة نفسية وهناك اوراق تثبت ذلك ..


كما ان المحامى ايضا حاول رمي اللوم على الطرف الثانى وهو فريد ...الذي من المؤكد انه من اوصل هذه الصور الى اكرم قبل وفاته .. وبهذا فهي غير متهمة بالتحريض على الانتحار مثلما يتهمها طارق ..


اعترض طارق مقدما بعد الادلة التى تثبت ادانتها مثل لقاؤها مع اكرم قبل انتحاره بعدة ساعات ... وضبطها متلبسة فى قضية الزنا على يد زوجها بتسجيلا صوتيا من اكرم يخبر فيه شقيقه بكل ما حدث .


انكرت وصال ذلك مؤكدة انها كانت تنام هي وطفلها بمفردها بعدما توترت علاقتها باكرم وغادر يومها ... ولكنها سمعت طرق الباب فاتجهت تفتحه ظناً منها انه قد عاد ولكنها وجدت هذا القذر فريد وبعدها لم تدرى على نفسها بسبب المخدر الذي كتم به انفاسها الا وهى تُعنف من قبل اكرم وتُضرب ضربا مبرحا ... بعدها هاتفها هذا القذر واخبرها بكل ما فعله وهءا انتقاما منه لوالدته وان معه صور وادلة تثبت تورطها وعليها ان تتكتم على ما حدث والا  قام هو بفضح امرها ..


بدأ طارق داخله يتساءل قليلا ... تكلم موجها حديثه لها _ عندك دليل عن الكلام ده ..


لم تنظر له ولكنها نظرت الى وكيل النيابة قائلة _ هو المفرود يا باشا ان يكون معايا دليل لحاجة مكنتش اعرف انها هتحصل ولا عمرى كنت اتوقعها ؟ للاسف مافيش معايا دليل ... حتى مكالمته مسجلتهاش ... كنت غبية معرفتش مخططه الى بعدها ..


طلب المحامى اطلاق سراحها على ذمة القضية ولكن طارق الازهرى كان له رأى اخر وبالفعل تم حبسها ٤ ايام على ذمة التحقيق واثبات صحة الادلة ..


خرج طارق بعدها وجد زهرة جالسة تنتظر .. نظر لها بعطف ثم غادر ينتظرها فى سيارته ..


خرجت وصال تبكي امام والدتها التى صرخت حينما وجدت العسكرى يجرها مجددا الى الحبس .. كانت تتوقع ان يتم اطلاق سراحها ولكن الامر فاق توقعاتهم ..


قالت سماح بحدة وحزن _ انتو لسة هتحبسوها ؟ .. حرام عليكم سيبوها بنتى مش حمل بهدلة ..


بكت وصال قائلة بخوف _ اعملى حاجة يا ماما ...

ثم نظرت الى زهرة الواقفة تبكي لاجلها قائلة وهى تُسحب من قبل العسكرى _ زهرة اعملى حاجة يا زهرة انا معملتش حاجة ... علشان خاطرى يا زهرة متسبنيش ..


انطلقت زهرة وراؤها قائلة باطمئنان _ متقلقيش يا وصال مش هسيبك ... هدور على اللى اسمه فريد ده وهحاول اوصله باي طريقه ..


غابت وصال عن انظارهم ... بعدها خرجت زهرة بحزن دون نطق حرف .. اتجهت الى سيارة زوجها التى تقف مصطفة فى احد الاركان ..


فتحت الباب وجلست تنظر للامام دون نطق حرف .. بينما هذا الجالس ينتظرها يعلم جيداا سبب حزنها ولكنها ستتقبل الامر حينما تظهر الحقائق ... او هكذا يعتقد ..


نظر هو للامام ايضا وتحرك منطلقا عائدا الى وجهته ...


كانت صامته تفكر من يمكن ان يساعدها فى العثور على هذا الفريد ... تذكرت مكالمة هذا الذي يقول انه خالها فتناست حزنها منه موجهة حديثها له قائلة _ طارق استنى ..


توقف على احد الجوانب متسائلا بترقب _ فيه ايه يا زهرة خير ..


اخرجت هاتفها تبحث فيه قائلة _ فيه حد كلمنى بيقول ان هو خالى ... وعايز يقابلنى ..


تعجب طارق متسائلا _ خالك ! ... وانتى متعرفيش عنه اى حاجة ؟ 


اومات له فطلب منها هاتفها قائلا _ طيب ممكن اكلمه انا ؟ 


اومأت له وناولته الهاتف ... اخذه منه واعاد الاتصال على نفس الرقم ... فُتح الخط بعد ثوانى قائلا بلهفة وفرحة _ ايوة يا زهرة يا بنتى .


تكلم طارق ببحة رجولية قائلا _ انا طارق الازهرى جوز زهرة .. اتفضل ..مين حضرتك ؟ 


فرح اسماعيل قائلا بود وحماس _ اهلا يا بنى ... انا خال زهرة اخو ايمان الله يرحمها .. انا كنت حابب اقابلكوا ... ايه رأيك نتقابل حالا فى اي مكان تختاروا ..


كان مكبر الصوت قيد التشغيل ...نظر طارق الى زهرة التى تومأ له بالقبول .. اجابه قائلا _ تمام ... تعرف كافيه***** ..


تكلم اسماعيل بفرحة _ لاء معرفوش بس اكيد احمد ابني هيكون عنده خلفية عنه ... انا هنزل حالا مسافة الطريق وهنكون هناك ... متشكر يابنى ..


اغلق الخط متحمسا بينما تعجب طارق من هذا الرجل ونظر الى زهرة متسائلا بتأكيد _ خالك ؟ 


نظرت له ايضا بحيرة قائلة _ مش عارفة انا كمان زيك مستغربة  .. بس فعلا ماما كانت بتقولى ان ليها اخ مهاجر ايطاليا من زمان وميعرفوش عنه اي حاجة ... معقول يكون هو ده ... طب عرف عنى ازاى ؟ 


______

بعد نصف ساعة تجلس زهرة على احد المقاعد وطارق امامها ينتظروا هذا الخال بترقب ..


دخل اسماعيل واحمد الكافيه وسألوا عنهم فأشار عليهم النادل ..توجه اسماعيل بفرحة وخلفه احمد بترقب ..


وقف امامها قائلا بحب ولهفة _ زهرة ؟ ... لاء ايمان ...  انتى كلك لايمان اختى ..


وقفت زهرة تنظر له .. لقد كان يحمل ايضا نفس ملامح والدتها ... حنت له على الفور قائلة _ خالى ؟ 


اومأ لها قائلا وهو يفتح يده حتى يعانقها _ ايوة يا حبيبتى خالك ... 


مال عليها محتظنا اياها وسط دهشتها وصدمة طارق الذي وقف على الفور يسحبه بحذر قائلا _ ايه يا حضرة ... مش لما نتأكد الاول انك خالها ..


نظر له اسماعيل مبتسما ... ثم اعاد النظر اليها قائلا بثقة _ هي اتأكدت .. مش كدة ؟ 


نظرت لطارق بغمامة دموع قائلة ببحة _ فيه شبه كبير من ماما الله يرحمها ..


عرفها اسماعيل على ابنه قائلا _ ده احمد ابني ... يعنى ابن خالك ..


مد احمد يده ليسلم عليها ولكن طارق من التقط يده قائلا وهو يضغط عليها وينظر داخل عيناه _ اهلا ... معلش زهرة مبتسلمش ..


بادله احمد نفس النظرة القوية وضغط الايادى قائلا بثقة _ ياريت كنت سبتها تقرر .


بدأ جو التوتر بينهما منذ تلك اللحظة ... حاول اسماعيل سحب التوتر قائلا _ طب اعدوا ... اعدى يا زهرة وانا هحكيلك عن كل حاجة ..


جلسوا جميعا واخرج اسماعيل من جيبه بعض الاوراق وبطاقته وصور له ولوالدة زهرة سويا اثناء شبابهم ...


اخذت زهرة الصور تناظرها بحب ودموع ... واخذ طارق الاوراق ينظر لصحتها بترقب ...


نظر له احمد بغضب قائلا بثقة _ على فكرة ... انا نسيت اعرفك بنفسى ... انا المقدم احمد اسماعيل ..


ابتسم طارق بثقة قائلا بذكاء _ وده تعريف ولا تهديد يا سيادة المقدم ... وعلى العموم اتشرفنا بسعادتك ..


اومأ احمد قائلا _ الشرف ليا ..


تكلم اسماعيل موجها حديثة لزهرة التى مازالت تنظر الى الصور بحب وحزن ايضا قائلا _ ايه يا حبيبتى ... اتأكدى؟ ... انا عارف انى بعدت عنكم جدا بس صدقيني لما تعرفي اللى حصل معايا هتعذريني ... انا اول ما سافرت ايطاليا يابنتى اتعذبت ... وكنت هترحل وشفت ايام صعبة ... وبعدها حصلي حادثة موت  افقتدنى الذاكرة لمدة ١٢ سنة ..


اتسعت عين زهرة وتعجب طارق ...اومأ اسماعيل لها قائلا _ حقيقي زي ما سمعتى كدة ... تقريبا عقلي اتدمر لان الحادثة كلها كانت على منطقة المخ ... الاول دخلت فى غيبوبة فترة وبعدها لما صحيت لقيت نفسى مش فاكر اي حاجة ... 


حاولت اتأقلم واحدة واحدة اتعرفت على داليدا هي جزائرية طيبة جدااا وعندها مطعم صغير فى ايطاليا ... اتقربنا من بعض وحبيتها واتقدملتها للجواز وفعلا اتجوزتها ...


ربنا رزقنى بأحمد ابنى ومروة اللى حاليا فاضلها سنة وتتخرج وهتنزل هى ومامتها مصر لانى قررت استقر هنا فى بلدى ..


كانت زهرة تسمعه بقلبها قبل اذنها ... تساءلت قائلة _ طب وحضرتك ليه مدورتش على امى لما الذاكرة رجعتلك ..


اومأ اسماعيل قائلا بأسف وندم _ للاسف الظروف اتغيرت ... رجعلتى ذاكرتى لانى وقعت من فوق سلم مطعمى انا وداليدا اللى كبرناه سوا ... ولما فقدت الوعي واخدونى على المستشفى ... فوقت هناك لقيت نفسى بفتكر ذكرياتى شوية بشوية ... بس كان وقتها عندى اولادى ومطعمى وبيتي والانسانة اللى بحبها ... ده ميغفرش ذنبي انا عارف انى غلطان فى حقكوا ... بس انا انسان وانشغلت فى امورى بعدها ... حاولت فعلا اوصل لاي حد يوصلنى بيكو ... وبعدت كذا حد من اصدقائي المصريين هناك لما بقوا ينزلوا مصر كنت بطلب منهم يدورا على ايمان ... لحد ما احمد ابني اتخرج واتعرف على ضباط مصريين هناك فى السفارة وهما اللى اتحروا عن ايمان وعرفت انها اتوفت من سنة ... ويعلم ربنا حالتى وقتها كانت ازاى ... وقررت انزل مصر ادور عليكي ... ولما نزلت وروحت الحارة اللى انتى ساكنة فيها ..ساعتها مكنش عندى علم بجوازك وكنت جاي اخدك تعيشي معايا فى الشقة اللى اشتريتها هنا ... بس لما عرفت بجوازك فرحت جداا ... وبردو انا هنا داعم وسند ليكي واي شئ تحتاجيه هتلاقيني ... وعلى فكرة احمد ابني كان عايز يوصلنى ليكي من اول يوم وهو اللى عرف مكان بيتك ... بس انا محبتش اوصلك بالطريقة دى ... حبيت اقابلك واتعرف عليكي برضاكى وتسمعيني بقلبك من غير اي ضغوطات ..


كانت زهرة تسمعه بزهول ... احقا ظهر لها قريب تحتمى به ... الامس كانت تظن نفسها وحيدة واليوم ظهر لها خال واولاده ... وبالطبع حبيب قلبها طارق ولكن دائما تحتاج البنت سند امام حبيبها ... تحتاج داعم يرشدها ويدلها ويسندها اذا تعثرت ... 


تكلمت هى بدموع وفرحة قائلة _ مش مهم انك اتاخرت يا خالو المهم انك جيت ..


وقف اسماعيل ووقفت هي واتجه اليها محتظنا اياها بحب وعاطفة وهى تبادله بقلب فرح ... 


كان احمد سعيد ايضا بوجودها ولكن طارق كان مغتاظاً لهذا العناق الابوي ... هو يريد كل عناقها له فقط ... كل حبها له فقط ... كل حزنها له فقط ..


تحمحم قائلا بغيرة واضحة _ احم ... طب مش نعد بقى نشرب اى حاجة ..


جلس اسماعيل وجلست زهرة وضحك احمد عليه فهو يعلم نظرته ... اراد مشاكسته فقال موجها حديثه لزهرة _ وانتى يا زهرة عندك كام سنة وبتدرسى ايه ... 


اغتاظ طارق بالفعل منه ...كيف له ان يسأل زهرته ... ويسألها اسألة حتى هو نفسه لم يسأل عنها من قبل ..


سكتت زهرة قليلا ثم قالت بهدوء _ انا عندى ٢٢ ... وكنت فى كلية تربية قسم لغة عربية بس للاسف مكملتش بعد موت ماما .


اومأ احمد مستكملا _ طيب وليه مش بتكملى دلوقتى ..


ثم نظر لطارق بابتسامة شامتة واردف بتساؤل _ ولا طارق بيه مش راضي ... بصراحة معاه حق اكيد بيغير عليكي ..


غلى الدم فى عروق طارق وقال بغيرة وغضب واضح _ اكيد لازم اغير على حبيبتى لان معظم العيون دلوقتى بقت قذرة.


حاولت زهرة تهدأة الاجواء قائلة بمرح زائف _ هههههه على ايه بس يا حبيبي مش اوى كدة ..


تكلم اسماعيل بحب _ لاء بقى .. معاهم حق ... انتى بسم الله ماشاء الله قمر يابنتى ... زى ايمان اختى بالضبط ..


اجابته بامتنان قائلة _ متشكرة يا خالو ... وحضرتك بردو فيك شبه كبير من ماما الله يرحمها .


كان طارق يشتعل داخليا ... من اول المقابلة وهو حاقد على هذا ابن خالها ولكنه مضطر لتحمله ..


انتهى اللقاء بعدما وعدت زهرة خالها بلقاء اخر ...


ركبت السيارة بسعادة اما طارق فكان يزفر بحنق وغضب .... نظرت له متسائلة بتعجب _ طارق ! .. مالك يا حبيبي فيه حاجة مضيقاك ؟ 


نظر لها بغضب ولكن فرحة عيناها جعلته يتراجع ويحول نظرته لحب قائلا بهدوء _ تعرفي لولا ان الرزل ده ابن خالك الطيب ده انا كنت اتصرفت تصرف تانى ... بس عملت علشان خاطرك .. 


ابتسمت قائلة بحب _ ليه بس ده طيب خالص ... وبعدين متنساش انه مقدم ومعاه الجنسية الايطالية ..


غضب ثانيا قائلا بحدة وغيرة _ طيب ! ... ومين قالك انه طيب .. متحكميش على حد من غير ما تعرفيه كويس ... وبالنسبة بقى لوظيفته وجنسيته فيبقى يبلهم ويشرب ميتهم ... انا مبخافش يا زهرة وانتى عارفة كدة ... انا بس احترمت وجود خالك الراجل الطيب ده ووجودك ..


هدأته بنظرتها فالتفت ناظرا للامام وانطلق عائدا الى منزلها ..


_________

فى مكب النفايات المذكور من قبل 

تجلس دلال فوق رأس والدها المرتعش وهى تفرد قطعة مبتلة على جبينه قائلة بتأفأف _ يوووو يابا ... انا زهقت وقرفت ... فضلت تقولى بخطط وهنغنغك وفى الاخر شكلك انت اللى هتموت اهو وبنت المنسى عايشة مبسوطة مع المحامى ..


تكلم خليل بارهاق ورعشة _ ووو ااانا ااعمل ااايه يييعنى ... ااانا كنت اااعرف ااانى هيجيييلي حمى ... 


نظرت له بغضب قائلة _ طب قول يابا على مكان الدهب اما اخذ حتة صيغة ابيعها واكشف عليك والا اجيب لقمة ناكلها يابا ..


نفى برأسه قائلا بحقد وكره _ لاااا ... دووول علشاااان خطتى ... اعملى بس ااانتى الكمادااات وروحى للبقااال اشحتى منه حتة جبنة ورغيفين وتعالى ..


وقفت على حالها ناظرة له بغضب ولكنها اتجهت تفعل ما قاله ..فهى معتادة على ذلك منذ تركهما منزل زهرة ..


_________

فى صباح اليوم التالى 

وتحديدا فى مطار القاهرة وصلت الطائرة الاتية من لبنان .


خرجت مديحة من المطار ومعها يمان وعامر ومروان ... نظرت الى بلدها باشتياق قائلة _ انا هتصل على طارق اعرفه اننا وصلنا وكمان علشان نروح عنده فى الشقة ..


اخرجت هاتفها وبالفعل اتصلت عليه ... كان هو فى قاعة المحكمة ينهى بعض القضايا المتعلقة به ..


فتح هاتفه مجيبا _ الو ! 


تكلمت مديحة قائلة بحب واشتياق _ طارق حبيبي عامل ايه... طارق انا هنا فى مصر ..


تعجب طارق قائلا _ ماما ! .. هنا فى مصر ازاى ... طب ومروان .؟


اجابته قائلة وهى تنظر لهم _ مروان ويمان وخالك عامر معايا ... كلنا هنا فى مصر .. انا حاليا قدام المطار وراريحين على شقتك ... بس محتاحين المفتاح ...


تعجب من الامر ولكنه تأكد من سبب مجيئها الرئيسي فقال بحنق _ تمام يا امى ... انا غيرت شقتى ... اركبي تاكسي وقوليله ياخدكوا على عنوان ****  وانا هحصلكوا ..


بعد ساعة تبادل الجميع السلام والاحضان وصعدا سويا الشقة .


يجلس طارق مطأطأ رأسه وسط مديحة وعامر ويمان اما مروان فينام فى احد الغرف ..


تكلم موجها حديثه لمديحة قائلا _ انا أسف يا امى بس حضورك مش هيقدم ولا هيأخر ولا هيخليني اتراجع عن موقفي اللى انا متأكد منه .


غضبت مديحة قائلة بحدة _ يعنى ايه يا طارق يا ابن فؤاد المحامى العادل ... هتظلم وحدة بريئة ... هتتهما فى شرفها كدب ..


وقف هو قائلا بغضب _ وانتى ايه اللى مأكدلك براءتها ... انا مش قادر استوعب ليه كلكوا مصدقينها هي ..


تسائلت بترقب _ كلنا مين يابنى ... هو حد كلمك غيري ..


نظر لها قائلا بتروى _ ايوة يا امى زهرة مراتى ... انا اتجوزت من فترة بسيطة ... وهى نفسها طلعت صديقة عزة بس مكانش عندها علم ..


اتسعت عين مديحة وفرغ فاهها كذلك عامر ويمان قائلين فى نفس اللحظة _ اتجوزت ..


اومأ لهم قائلا بثقة _ ايوة اتجوزت ... ودلوقتى يا امي خلينا فى موضوعنا ... الست دى مش بريئة ... الصور والادلة اللى معايا كلها حقيقية ..


بالرغم من فرحة مديحة بجواز ابنها الوحيد ... فهذا ما كانت تتمناه وبشدة ... ولكن حديثه عكر سعادتها ... غضبت منه واتجهت الى حقيبتها تخرج منها اوراقا وتتجه ناحيته قائلة وهى تلقي ما في يدها امام وجهه _ اتفضل ... اقرأ دول ... دى تقارير اكرم اخوك الله يرحمه ... انت عارف انه كان بيتعالج عن دكتور نفسى قبل مايتعرف على عزة اصلا ... وحالته كانت معروفة ... الوسواس القهرى يا طارق ودى حاجة مش جديدة عليك ..


اخذ طارق الاوراق يطالعها بشك قائلا بصدمة _ وده ايه داخله بالقضية ... ده كان فى فترة معينة وهو اتعالج منه وبقى تمام  ... وزى ما قولتى قبل ما يتعرف على عزة ..


حركت مديحة رأسها يمينا ويسارا قائلة بحزن _ لاء .. لاء يا طارق اخوك قبل وفاته ظهر عليه الاعراض تانى ... كان دايما قلقان ومش طبيعي انا اللى عارفة مش انت ... انت كنت مشغول فى قواضيك .. انا اللى كنت عايشة معاه لحظة بلحظة يا طارق ..


وضع طارق كفيه على وجهه يحركهم بعنف لا يصدق ... انزلهم ثم قال بتساؤل _ وانتى ليه مقولتليش وقتها ... ليه سكتى ..


بكت مديحة بحزن فاستكمل عامر مدافعا _ امك كانت مصدومة وقتها يا طارق ... كانت فى حالة زهول بسبر انتحار اخوك وموت بباك زى مانت عارف ..


وقف طارق على حاله قائلا وهو يغادر _ ولو بردو ... كل ده يأكدلى انها مُدانة .... اخويا حصله كدة بسبب خيانتها ... ولازم تتعاقب ..


كان يمان يستمع صامتا ... يعلم ان طارق محق في اعتقاده ... ولكن مؤكد ان هناك شئ ناقص ..


خرج طارق تاركا المكان ... وقرر الذهاب الى من تخفف عنه عبء هذه الامور ... الى زهرته ..


_______

مر يومين ... وباقي على محاكمة وصال يومين اخرين .... زهرة فى صراع وتشتت ... لا تعلم كيف عليها ان تجد هذا الشخص او على الاقل والد وصال مؤكد ان لديه معلومات عنه ...


كانت شاردة تفكر فقاطع شرودها اتصالا من خالها ...

اجابت بفرحة قائلة _ الو ... ازيك يا خالو ..


اجابها اسماعيل بحنين واشتياق _ ازيك يا حبيبتى ... عاملة ايه ..


اومأت قائلة عبر الهاتف _ انا كويسة جداا ... اخبار حضرتك ايه وسيادة المقدم احمد ..


هنا تذكرت امرا مر على عقلها صدفة فقالت بلهفة _ خالو ... هو احمد عندك ؟ 


اجابها اسماعيل متعجبا من امرها _ ايوة هنا يا حبيبتى ...خير !؟ 


قالت بتساؤل _ هو انا ممكن اكلمه فى امر مهم جداا ..


نظر اسماعيل لابنه الجالس امامه ... ثم ناوله الهاتف قائلا _ زهرة عيزاك ! 


تعجب احمد واخذ الهاتف قائلا بترقب _ ايوة يا زهرة ازيك ... خير !


قالت زهرة بدون تردد مباشرةً _ احمد لو سمحت عيزاك تساعدنى الاقي حد ... بسرعة جدا ومهم جداا ..


نظر لوالده بتعجب ثم اجابها قائلا _ تمام مافيش مشكلة ... بس هو مين وايه مشكلته ..


اجابته بصدق _ هقولك على كل حاجة بس حاليا محتاجة اعرف مكانهم ضرورى جداا ... هما اثنين ... واحد اسمه فريد مدكور والثانى اسمه منير بهي الدين 


                  الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>