نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
الجزء الرابع عشر
رواية #حذاء_قدرى
بقلم آية العربي
وصلت سيارة طارق امام برج سكنى راقي ... منطقة هادئة
ولكنها مشغولة بالسكان ... ذو مساحة خضراء مريحة للنفس
والعين ايضا ... احبتها زهرة كثيرا عندما رأتها ..
نظر طارق لزهرته متسائلا _ عجبك المكان ؟
اومأت له وهى ما زالت تنظر حولها باعجاب .. اكمل هو قائلا _ طب يالا نطلع .
خرج من سيارته بعدما اطفأ المحرك واتجه اليها يفتح لها الباب
بدلال ... التقط يدها واخرجها من السيارة بحب ...هى ايضا كانت تنظر له مبتسمة ..
. تحب هذه الحركات البسيطة التى ان دلت فهى تدل على اهتمامه بها وحبه لها وشخصيته المخملية ..
اغلق سيارته واخذ زهرته ودخل المبنى ... اخبر الحارس باسمه فرحب به وفتح له المصعد ..
ادخل زهرة ودخل وراؤها واغلق المصعد ... لم يترك طارق فرصة ولو صغيرة الا واستغلها فى توصيل عشقه لهذه الجميلة ... تناول بعض حبات الكرز
التى يعشقها ... كانت زهرة خجولة تحاول ايقافه بحجة ان احدا ممكن ان يراهمها ولكنه يعلم حجتها ..
توقف هو عند وقوف المصعد وخرجوا الاثنين ... اتجه الى شقته الموضوع عليها اسمه ...
فتح الباب وقال فى حركة مسرحية منه يفعلها لها دائما _تفضلي انستى ..
دخلت هي واشعل هو الاضاءة ... انبهرت هي بالمكان وروعته ... ذو الاساس الكلاسيكي الرائع ... تركته خلفها اتجهت تكتشف المكان بنفسها ...
اخذتها قدماها الى المطبخ تتفحصه ... دخل هو وراؤها قائلا بمشاكسة _ قربتلك الحلل هنا اهو .. ومتقلقيش ضبط الحنفيات كلها ..
اتجهت اليه تحتضنه بسعادة وحب قائلة _جميل اوىى يا طاارق بجد ... كل حاجة هنا كأنى انا اللى مختراها ... فعلا تحفة .. بس ازاى لحقت تعمل كل ده فى الوقت القليل ده ... ده احنا مكملناش اسبوع ..
طالعها بحب قائلا _ هو انا بصراحة كل اللى عملته انى كنت بطلب بس ... شريف هو اللى شاطر .
قالت هى بتفهم _شريف ده المحامى اللى قولت عليه !؟
اومأ لها واتجه معها يريها الاماكن التى لم تراها هي مثل غرفة النوم ..
__________
صباح يوم جديد ... يوم تبديل الادوار وكشف الحقائق
استيقظت وصال منذ نصف ساعة ... ادت فرضها وهى الان تحضر حقيبتها ..
دخلت عليها سماح قائلة باستسلام _ خلاص يا وصال حضرتي حاجتك ..
اتجهت اليها وصال تحتضنها بحزن قائلة _ مش هتأخر يا ماما ... هرجع انا ومروان فى
اقرب وقت ... بس قبل كل ده انا هقابل البنات النهاردة وهحكيلهم على كل حاجةة... لازم يعرفوا قبل ما اسافر ده حقهم عليا.
اومأت لها سماح بتأييد قائلة _ ايوة يا وصال صح ... انتو عشرة يابنتى بردو ولازم يعرفوا حتى لو هيتغيروا بعدها ..
اومات لها وصال بشرود ...ابتعدت تكمل ما تقوم به حتى تجد متسعا من الوقت للذهاب لهذا الغداء ..
__________
عند تقوى التى ذهبت هي الى محل الملابس تنظم بعض الامور ومن ثم تمر على وصال تصطحبها الى الغذاء ..
تقف ترتب بعض القطع الثمينة ... هيأ لها احدهم فرفعت نظرها وجدته هو ايضا ... لم يكف عن لحاقها ...
تمتمت متنهدة بضيق _استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم واتوب اليه .
نطق هو بسماجة _ ازيك يا تقوى ..
نظرت له بتعجب قائلة بحدة _ هو البعيد مبيشمش ... حاسة الشم عندك ضايعة ولا حاجة ..
. يابنى ادم قلتلك مش عايزة اشوف وشك فى اي مكان ولا اعرف حاجة عنك وانت مصمم بردو تلحقنى ... حل عنى يا اخى بقى ..
جلس هو وكأنها لم تقل شيئا واضعا قدم على الاخرى قائلا بلغة تشتت العقل _انا مصمم انك تعرفي اسبابي ... وتعرفي ان اهلك هما السبب .
يكفى .. لقد طفح الكيل .. وقفت تصرخ به قائلة بغضب جعل المارة يتسائلون _ اسكت بقى واتفضل برا يالا بدل ما اطلبلك البوليس ... انت مش يابنى ادم انت متجوز .. بتحوم حواليا تانى ليه ... احسنلك تبعد لان انا هتخطب وخطيبي بيغير عليا ولو شافك مش هيحصل خير .
وقف محمود عند هذه اللحظة قائلا بغضب وكأنها احد ممتلكاته _ ايه ... هتتخبي ازاى ... مستحيل ... ومين ده اللى يتجرأ يقربلك ... اسمعى
يا تقوى ... انتى بتاعتي ... وملكى انا وبس ... حتى لو مش ليا مش هتبقى لغيري .... وانا اهو بحذرك ... لو اي حد حاول يتقرب منك هقتله ... واظن انى عملتها قبل كدة ..
قالها وخرج تاركها مرعوبة منه ... كيف احبت شخصا هكذا يوما ... كيف اساءت لنفسها لهذه الدرجة ... ماذا عليها ان تفعل وكيف تبعده عنها ... عليها ان تستشير صديقاتها اليوم ...
___________
تجهزت زهرة وهى الان تربط لطارقها ربطة عنقه باحتراف قائلة بدلال ورقة _ كدة تمام يا روكة ..
قبل مقدمة رأسها ثم كفيها بحب قائلا _ تسلم ايدك يا حبيبي .... يالا بينا ؟
اومأت له وبالفعل خرجا من شقتهم ومنه ااى المصعد ثم الى الطابق الارضي ليستقلوا سيارتهم ..
ركبت زهرة وتبعها طارق مكان المقود ... مال عليها ملتقطا حزام الامان الخاص بها وربطه جيدا .. ثم اخذ حزامه وربطه ايضا وتحرك تحت انظارها العاشقة له ..
تكلمت هى قائلة برجاء _ طارق ممكن بعد ما نتغدا مع البنات نوصلهم واعدى على بيتي اجيب بقيت حجاتى ..
اومأ لها قائلا بدلع _ طبعا يا حبيبي انت تؤمر ..
بعد حوالى نصف ساعة وصلت سيارة طارق امام احدى المطاعم المعروفة ...
ركن سيارته ونزل هو وزهرته متجها الى المطعم ... استقبلهما النادل بترحاب يوصلهما الى طاولتهما بعدما عرفه طارق عن نفسه ..
جلس طارق وجلست زهرة على الكرسي المقابل له ... تنظر الى النيل باستمتاع ...
قالت متسائلة _ هو احنا جينا بدرى ولا البنات اللى اتأخروا ..
نظر طارق لساعة يده قائلا _ يمكن زحمة مواصلات ... اكيد على وصول .. لو تحبي كلميهم .
اومأت له وكادت ان تخرج هاتفها ولكنها لاحظت ظهورهن من بعيد ... تهللت اساريرها قائلة بحماس _ وصلوا اهم ..
اومأ لها مبتسما وظهرت شخصية طارق الوقورة فلم يلتفت بل انتظر هو الى ان وصلتا الفتاتان ... وقفت زهرة بحماس تجري عليهما محتضنة اياهم فى لهفة تقول باشتياق _ وحشتونى يا بنات ... وحشتونى اوى اوى ..
بادلاها العناق والترحيب ايضا .. قالت تقوى بود _ وانتِ كمان يا زهرة وحشتينا ... عاملة ايه ؟
كذلك وصال اردفت _ايوة حقيقي يا زهرة انتى وحشتينا جدا ..
كان طارق مواليهن ظهره ... يسمع فقط حديثهم ولكنه لم يرى وجوههن بعد ..
قالت زهرة بحماس _ تعالوا يالا اعرفكوا على طارق .
ذهبن معها وقفت هى امامه قائلة بحماس _ طارق ...دول اقرب اتنين لقلبي ... وصال وتقوى ..
وقف هو يمد يده بالسلام قبل رفع نظره اليهم ...
وقفت نظرته عند احداهما ... توقف الزمن حينها ... نظرات رعب وخوف وحسرة وزهوول منها ... نظرات غضب وكره وتعجب منه ... نظرات تساؤل وحيرة من زهرة وتقوى ..
تسائلت زهرة بتعجب _ فيه ايه يا طارق ... هو انتوا تعرفوا بعض ؟!
نظر لها بتشتت .. ثم الى وصال ...اسودت عيناه قائلا يسئل زهرة بهدوء مميت _ مين دي ؟
قالت هى بعفوية وتعجب _ وصال .. صحبتى ! .
نظر الى الواقفة لا تنطق حرفا ... اصابها الصمت والضياع وخيبة الامل ... مال عليها قائلا بنبرة هى تفهمها جيداا _ وصال ؟! ..
اعاد نظره لزهرة المتسائلة قائلا بابتسامة خبيثة ذو معنى قوى _ دى عزة مش وصال ... بس واضح انها خدعتك انتى كمان زى ما خدعت اخويا .
نطقت هى بعدم فهم .. يبدو انها لم تستوعب بعد _ عزة ؟ ازااااى ! .. ..
نظرت لوصال مستكملة _ وصال ما تقولى حاجة ... اتكلمى انتى عاملة كدة ليه .
نظرت لزهرة بضياع وتأسف ... اعادت نظرها الى طارق قائلة بترجي وتقطع _ اسمعونى ... انا مظلومة ... والله ما عملت حاجة ... اسمعنى بس ..
ضرب الطاولة بكف يده بقسوة وغضب شديد قائلا _ انتى اخرسي خالص ... اخيرا وقعتى فى ايدي ... اتاريكي كنتى مغيرة اسمك ... ياااا ...يا وصال
لم تحتمل وصال كلمة اخرى ... فقدت الامل فى عودة طفلها .. فقدت الامل فى الحياة ...وفجأة سقطت وصال فاقدة للوعي بين صرخات زهرة وتقوى الملهوفين عليها وتساؤل بعض الاشخاص حولهم .
وقفت زهرة تهزه بعنف قائلة بترجي _ طارق اعمل حاجة بسرعة ..
وهنا تحولت نظرته لنظرة رأتها هي من قبل فى اول لقاء بينهم ... نعم تتذكر تلك النظرة القاسية جيدا ... اردف قائلا وهو يمسك يدها يجرها بكل برود _ يالا نمشي ..
انتزعت يدها منه بعنف قائلة بحدة _ امشي انت .. انا مش هسيب صحبتى ..
اتجهت للعاملين تطلب منهم المساعدة وبالفعل جاء بعض الاشخاص الذين حملوا وصال
مع تقوى وزهرة الباكيان واركبوهم سيارة اجرة وانطلقت فورا الى احد المستشفيات ..
اما هو وقف ينظر لاثرهم بلا اي مشاعر ... يخرج هاتفه يطلب احدهم قائلا بهدوء شديد _ اسمعنى كويس ونفذ اللى هقوله بالحرف وفورا ...
__________
بعد نصف ساعة فى المشفى تقف زهرة على يسار وصال النائمة بلا وعي .. يجري فى
عروقها المحلول الملحي الذي وضعه لها الطبيب كي يرفع من ضغطها الذي انخفض بسرعة شديدة ادى الى فقدانها للوعي ..
اما تقوى فنزلت تحضر بعض الادوية التى اوصى بها الطبيب ..
بدأت وصال فى التململ ببطء وأنين .. فتحت عيناها وجدت زهرة فوق رأسها تميل عليها متسائلة بقلق _ وصال عاملة ايه يا حبيبتى الوقتى .
نطقت وصال بتعب ودموع قائلة برجاء _ زهرة ... انا مظلومة يا زهرة ... قوليلوا انى بريئة معملتش حاجة ... قوليلوا فريد هو السبب ..
هدأتها زهرة وهى تربت على كتفيها بحنان قائلة _ اهدى يا وصال .. اهدى وكل حاجة هتتحل ان شاء الله ... الحاجة الوحيدة المهمة دلوقتى هي سلامتك ...
بكت وصال تندب حظها قائلة بعجز _ اهدا ازاى يا زهرة ... اهدا ازاى وهو هينفذ تهديده ليا من ٣ سنين ... ومروان اللى كنت اخيرا هشوفه ... اعمل ايه يا زهرة ... اتصرف ازاى .
قالت زهرة مستفهمة _ هتشوفي مروان ازاى يا وصال ؟ ... وتهديد ايه ..انا مش فاهمة اي حاجة .
قالت وصال بحزن والم وهى تحاول القيام _ انا هحكيلك كل حاجة ... انا اصلا كنت ناوية
اقولكوا النهاردة بس اخر حاجة كنت اتوقعها ان طارق الازهرى يطلع هو نفسه طارق جوزك .... مش عارفة ليه فى التوقيت ده بالذات ... حكمتك يارب ورحمتك عليا ..
حاولت زهرة ربط الخيوط ببعضها ولكن هناك شيئا لا تفهمه ... فوصال اخبرتها مسبقا انه
تمت خيانتها من قبل زوجها وانه اخذ طفلهما وهرب لهذا السبب هى تكره الرجال وبشده ...
جاءت تقوى تحمل كيس الادوية ... اسندته على الطاولة المجاورة واتجهت قائلة بلهفة
عندما رأت وصال _ حمدالله على سلامتك يا وصال ... ايه اللى حصلك ده ... انا لحد دلوقتى مش فاهمة حاجة ..
تنهدت وصال قائلة بحزن وصوت متقطع وارهاق _ طيب اسمعونى ... انا هقولكم على كل حاجة ..
جلستا الفتاتان بترقب ... اخذت وصال نفسا عميقا ثم اردفت قائلة _ انا اسمى الحقيقي عزة بهي الدين ... خريجة اعلام ... اتعرفت على اكرم اخو طارق فى صدفة غريبة ...
كنت فاقدة الامل وكارهة نفسى وكارهة ابويا وقتها وقابلت اكرم اللى حسسنى بالامان ورجعلى ثقتى تانى ... فى يوم كان حصل مشاكل بين امى وابويا
زى اي اتنين متجوزين ... وقتها امى زعلت واخدتنى انا واختى وروحنا عند خالى .... قعدنا عندهم كام يوم ...
وف يوم امى قالتلى ارجعى يا عزة البيت اطمنى على ابوكى ...
بردو مهما كان ابوكى حتى مهما يعمل ... رجعت فعلا البيت ...
بس وقتها ولحد دلوقتى بتمنى مكنتش ارجع البيت ... لانى دخلت شفته وهو بيخون امى على سريرها ...
بكت وصال تتذكر ماضي مؤلم قائلة _ وقتها مقدرتش امسك نفسى ... صرخت وشتمت
ولميت الناس كلها عليهم ... كان عمال يكتم بؤى ويشتمنى
ويقولى دي مراتى يا بنت الكلب ... وانا وقتها مكنتش شايفة
غير انه خاين وكداب لان لو كانت مراته مكنش خاف وهرب هو وهي من الناس اللى اتجمعت ..
كرهته جدااا ... وكرهت سرته وخليت امى رفعت عليه دعوى طلاق واطلقت فعلا منه .... بس بعدها امى دخلت فى حالة نفسية صعبة جدااا ...
للاسف كانت بتحبه جداا ... حصلها صدمة خليتها تفقد الوعي وهى صاحية ... تشوفنا اه بس متعرفناش .. عايشة وسطنا اه لكن متعرفش هي فين ...
تنهدت هى واردفت مستكملة بألم _ بعدها بوقت قصير جداا قابلت اكرم صدفة ... كنت راحة مع امى المتابعة عند الدكتور النفسي وهو كان هناك وقتها ... وبعدها بقيت كل مرة اروح مع امى اقابله ... مكنتش بهتم بيه خالص ..
لحد ما بطلت ماما تروح للدكتور ... وبطلت اشوفه .
بعدها باسبوعين روحت اقدم ع الجامعة وقابلته هناك ... وطبعا هو اول ما شافنى
ضحك وكان باين عليه الفرحة ولقيته قدم نفس مجالى بالضبط
علشان يبقى معايا .... اتقربنا من بعض بسرعة وبدأت احبه
وبدأ يعوضنى عن ابويا فعلا .. لقيت فيه الانسان الطيب الحنين اللى
حققلي كل احلامى ... اتخطبنا حوالى ٣ سنين كانوا اجمل ٣ سنين فى عمرى كله ... كان مخليني طايرة فى السما
... كان اخوه بيغير جداا من معاملته ليا ... كل خروجه معايا مبقاش يهتم باخوه ولا يخرج معاه زى الاول ... بعد ما اتخرجنا هو
حدد الفرح بسرعة وحتى لما قلتله على وضع ماما واللى حصلها صمم اننا نسكن جنبها ...وقتها اهله كانوا رافضين بس لما مديحة هانم عرفت اسبابي معترضتش ولا حتى بباه
اعترض ... الوحيد اللى كان معترض على كل حاجة وعليا انا شخصيا هو طارق اخوه ...
مسحت وصال دموعها المتساقطة بعزارة من الذكريات المؤلمة قائلة _ اتجوزنا انا واكرم ...
كنت حبيته جدااا ... لانه كان يستاهل حبي فعلا ... كان
هو كل حاجة ليا ... عيشنى فى جنة فعلا .... لحد ما ف يوم لقيته بيسألنى ( هو انتى تعرفي فريد صاحبي ) .
يومها انا جاوبت بحسن نية قلتله _( ايوة طبعا عرفاه .. ده كان معانا فى نفس المدرج ....مالو ده )
لقيته بيبصلي وبيقولى ( طبعا ! .. وليه واثقة اوى كدة وتعرفيه منين ) ..
تنهدت وصال واستكملت قائلة _ بعدها بدأ غيرته تظهر بطريقة سلبية وتملك وشك ...
بس لما عرف انى حامل نسى الموضوع ...وكان فرحان جدااا بحملى ... ورجعنا تانى
احسن من الاول ... لحد ما خلفت مروان ... مروان كان جنتى ..
. كان حياتى وثمرة حبي انا واكرم ... بس بعدها بسنة رجع اكرم لشكه فيا تانى .. وبقينا دايما نتخانق على اتفه الاسباب .
.. حياتنا اتحولت وبقت كلها خناق وساعات ضرب ...
لحد ما ف يوم قلتله انى تعبت ومبقتش قادرة اكمل معاه بالطريقة دى وان هو اتغير وبقى شكاك ..
زعلنا ومشي وسابنى ... انا مبقتش اعرف ماما اي حاجة عنى... قفلت على نفسي
واخدت ابني ونمت .. بس يومها الباب خبط ... فكرته رجع وفتحت .
ضاق نفسها واصبح صدرها يعلو ويهبط وهى تتذكر اسوأ ايامها قائلة _ بس ملقتش اكرم ..
. لقيت فريد ... وقبل ما الحق اتكلم او اعمل اي حاجة لقيت نفسى متكممة وفاقدة الوعي ....بعدها مفقتش
غير على اكرم بيضربي ضرب موت وبيقول انى خاينة واخد مروان ومشى ..
الدنيا وقفت فى لحظة قدامى ... مفهمتش في ايه غير على اتصال من فريد بيقولى ( ان انا فضحت امه اللى كانو متجوزة ابويا وهو فضحنى ...
وان مش كدة وبس ده معاه كمان اللى يثبت كدة ... وانى لو فتحت بؤى بحرف هيفضحنى قدام الدنيا كلها )
حاولت كتير اروح لاكرم البيت واشرحلهم موقفي بس كل ما اكرم كان بيحاول يصدقنى
طارق كان بيمنعه ... وفى يوم كنت راحة اتكلم معاه يرجعلى
ابني لقيت طارق هو اللى رد عليا وقالى بكل قسوة ( ابعدى عن
طريق اخويا نهائي والا هفضحك ومعايا اللى افضحك بيه يا زبالة ) .
خرجت من عندهم وانا ضايعة ومش عارفة اتصرف ازاى .. وبعدها بيومين عرفت ان
اكرم انتحر ... اكرم قتل نفسه ... متحملتش الخبر ... حصلي شلل مؤقت ودخلت مصحة اتعالج فيها ... ولان ماما كانت
بتخاف عليا جدااا انا واختى قررت تخفيني عن طارق اللى اقسم .
انه ينتقم منى لموت اخوه ... وكان مقتنع انى السبب
وانى خونت اخوه فعلا .... ماما كلمت اخو مرات خالى اللى كان شغال
فى السجلات وغيرت اسمى من عزة ل وصال ... وبعد
شهرين خرجت من المصحة وانا تقريبا كويسة بس جسديا .
.لكن نفسيا متدمرة ... غيرنا المنطقة تماما وامى صممت نبعد ... حاولت اوصل لابني
لكنى عرفت انه سافر وان كل الطرق اتسدت قدامى ..
بعدها طارق كان هيتجنن ويلاقيني ... بس انا قدرت استخبى منه طول الوقت ده ..
. كنت خايفة منه اوى ... كنت خايفة على سمعتى اللى هتدمر
خصوصا بعد موت اكرم ... بس هتفضل قهرة قلبي على
ابني موجودة جوايا ... مش هتروح غير لما اشوفه ... علشان
كدة مديحة هانم كلمتنى من لبنان وهى مصدقانى ... وقالت
انها عيزانى اروحلها لبنان اشوفه .. حتى انها حضرت الاوراق والمفروض كنت اسافر الصبح ... بس للاسف ملحقتش ...
ملحقتش اجتمع بابني ولا حتى افرح يوم ... واكيد هو هيعمل المستحيل وينفذ تهديده ليا .
مسحت زهرة دموعها بقوة ووقفت على حالها اخيرا بعدما ادركت خطورة الامر واهميته
قائلة بجدية وقوة _ هتسافري يا وصال زي مانتى اختارتى ... هتلحقي نفسك وتروحى لابنك وانا هحاول اعطل طارق عنك لحد ما تخرجي برا مصر ..
