رواية حذاء قدري الفصل الخامس عشر15بقلم ايه العربي


 

البارت الخامس عشر 

 رواية #حذاء_قدرى

 بقلم آية العربي 



قالت وصال بفرحة وحماس وامل _ صحيح يا زهرة ... يعنى بجد انتى مصدقانى وهتساعديني .


نظرت لها زهرة قائلة بجدية _ هو مش انتى بتقولي الحقيقة ؟ 


اومأت وصال فاردفت زهرة _ يبقى خلاص مصدقاكى ... بس المشكلة ان طارق بيكرهك جداا ومصمم ينتقم ..


تسائلت وصال متعجبة _ هو حكالك ؟ ... قالك ايه يا زهرة ؟ انا لحد دلوقتى مش عارفة اصلا ايه اللى وقعك فى طارق الازهرى ... معقول تكون خطة منه علشان يوصلي ..


نطقت زهرة بحدة قائلة _ لاء ... لاء يا وصال ..طارق ميعرفش ان وصال صحبتى هي نفسها عزة ...ولو كان يعرف مكانش صريحنى بكل حاجة عن حياته ... 


نظرت الى تقوى مستكملة _ فاكرة يا تقوى اللى حصل فى فرح بنت استاذ رؤوف ؟ ...


اومات تقوى دون نطق حرف فاستكملت زهرة قائلة _ اهو طارق جوزى هو نفس الشخص اللى الشوز بتاعى جه فيه بالغلط ...


تحمحمت ثم قالت مستكملة _ مش مهم انا دلوقتى المهم موضوع وصال ... تقوى احنا لازم نساعدها تشوف ابنها ..


كانت تقوى فى حيرة من امرها .. نظرت لوصال بشك ثم قالت متسائلة _ طب ليه يا وصال انتى قولتلنا ان جوزك خانك واخد منك ابنك وهرب ... ليه مقولتيش الحقيقة وقتها ..








نظرت وصال لتقوى بحزن قائلة _ لانى خفت من تهديد فريد ... وخوفت انكوا تشكوا فيا زى نظرتك دلوقتى يا تقوى .


اشاحت تقوى وجهها بعيدا فقالت لها زهرة بحدة _ جرا ايه يا تقوى ... هو احنا لسة هنعرف وصال النهاردة ولا ايه ... وصال اتظلمت وده واضح جدا واتلعب عليها من الحقير التانى ده .


اومات تقوى قائلة بهدوء _ انا مقصدش اكدبها يا زهرة بس وصال موقفها ضعيف ولو كانت صريحة معانا من الاول مكناش وصلنا لكدة ..


طأطأت وصال رأسها ارضا قائلة بندم _ معاكى حق يا تقوى ... انا اللى غلطانة وانا المذنبة الوحيدة فى كل ده ..


اقتربت منها زهرة محتضنة اياها قائلة بحنان _ معلش يا وصال كل حاجة هتبقى تمام وهتسافري تشوفي ابنك وتثبتى براءتك ... وبما ان ام اكرم مصدقاكى يبقى الموضوع سهل ... بس انا الحاجة الوحيدة اللى مخوفانى هو طارق ... ياترى ناوى على ايه ..


___________






فى المساء عادت زهرة منزلها بسيارة اجرة ...

صعدت وفتحت الباب بالمفتاح الذي اعطاه لها طارق ... دخلت وجدت المكان مظلم ... فتحت الانوار فوجدت طارق يجلس فى الظلام مطأطأ الرأس على المقعد المجاور ..


اتجهت له بهدوء تنادى بحذر قائلة _ طارق ؟ 


رفع وجهه ناظرا اليها نظرة لا تفهمها ... تتمنى الان لو انها تمتلك الحاسة السادسة لكى تعلم فيما يفكر ... 


تعجبت من نظرته فقالت متسائلة _ انت كويس ؟ 


اشار لها بيده جانبه يحسها على الجلوس ... جلست بجواره متعجبة ... وضع رأسها على كتفيها قائلا بغموض _ وحشتيني  .


ماذا ؟ ... كيف ذلك ... ايتصرف هكذا وكان شيئا لم يكن ... نظرت له بتعجب قائلة _ طارق فيه ايه ... انت كدة بتخوفنى ... انت ناوى على ايه يا طارق ... طارق حكم عقك واسمع منها الاول لان وص__ 


قاطعها قائلا بصرامة _ عزة ... اسمها عزة مش وصال ..


ارتعبت من طريقته قائلة بقبول _ عزة ... اسمع منها الاول وانت هتفهم كل حاجة ..


وقف متناول يدها متجها الى الطاولة وقال كأنها لم تقل شيئا _ تعالى نتعشى يالا انا جوعت وكنت مستنيكي ..


كانت فى حيرة من امرها ... هذا طبيعي ام انه ماكر كبير يخطط لشئ ... اطاعته واتجهت معه تجلس على الطاولة وبالفعل اخرجت ما فى الاكياس وبدأت فى تناول الطعام معه تحت نظراتها المتسائلة الخائفة ونظراته التى لم يفهمها اكبر خبير ..







انتهوا من العشاء وقالت بفضول وتساؤل _ طارق ... ممكن بقى تفهمنى ناوى على ايه ..


نظر لها نظرة مطولة ... ثم وقف على حاله متجها الى غرفة النوم ...دخل ولم يتفوه بحرف ..


تعجبت هى من طريقته ... اتخاف ام تطمئن لا تعلم ولكن الشعور المسيطر عليها حاليا هو الغموض والحيرة ...


تنهدت مستغفرة ( استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم واتوب اليه ) 


وقفت تلملم المائدة وتوجهت الى المرحاض تغتسل وتبدل ثيابها الى منامة رقيقة تركتها فى المرحاض ..


ابدلتها واتجهت اليه ... وجدته يتمدد على الفراش ويضع ذراعيه الاثنين خلف رأسه مغمض العينين ..


تمددت بجانبه محتضنه اياه فى وضع الجنين ... اعطاها احدى ذراعيه تنام عليه جاذبا اياها اليه اكثر ... 


رفعت نظرها اليه قائلة بترقب _ طارق ... انا خايفة ..


قبل مقدمة رأسها قائلا بغموض _ نامى يا زهرة ... نامى ومتفكريش فى حاجة .


غلبها النوم وبالفعل نامت بعض دقائق قليلة .... اما هو فتح عينه ونظر لها ثم ظل ناظرا الى سقف الغرفة يفكر ويفكر الى ان غلبه النوم ايضا ..







________

فى الصباح استيقظت وصال مبكرا ... تجمع باقي اشياؤها سريعا ... لقد اخبرت والدتها امس بكل ما حدث معها ... 


توترت سماح كثيرا ولكن زهرة التى ذهبت توصلها الى البيت هدأت سماح واخبرتها انها ستشغل طارق لحين سفر وصال ...


دخلت سماح متسائلة بقلق _ خلصتى يا وصال ..


اومأت قائلة وهى تأخذ حقيبتها واوراقها وبعض النقود قائلة _ ايوة يا ماما ... يالا بسرعة ..


خرجت وصال مع والدتها وشقيقتها وركبن سيارة الاجرة التى كانت تنتظرهم  ... انطلقت السيارة الى مطار القاهرة الدولى لتذهب وصال الى رحلتها التى تتمنى ان تمر بسلام  ..


بعد حوالى ساعة وصلت السيارة امام المطار ونزلن منها وصال وعليا وسماح ودخلا المطار فورا 


كانت طائرتها مستعدة للاقلاع  وبالفعل ذهبت لتتم كل شيئا بسرعة كي تذهب للقاء طفلها ... قلبها يرقص فرحا حتى ان سماح هدأت وعليا سعيدة ان شقيقتها اخيرا ستحظى بحياتها التى اضاعتها ..


ولكن دائما ما يحدث امرا يقلب الموازين ... اذ وقف المسئول عن ختم الجوازات قائلا وهو يشير لاحدهم _ للاسف انتى مش هتقدرى تسافري لان متقدم فيكي بلاغ ..


وفجأة وقع قلب وصال وتجمدت عروقها وهى ترى الاشخاص بغشوش اثرا غمامة الدموع التى استحوزت على عيناها ... التفتت تنظر الى والدتها قائلة بحزن وقهر _ خلاص يا ماما ... كل شئ انتهى ... هو كان اسرع منى ... هو مستناش لحظة  .








عند زهرة التى تستيقظت كل بضع دقائق تنظر للنائم بجوارها وعندما تراه تطمئن وتنام مجددا ..


رن هاتف طارق فانتفضت زهرة مزعورة ... ربت طارق عليها مطمأناً اياها يقول _ متقلقيش يا حبيبي ده تليفونى ..


فتح الهاتف واضعا اياه على اذنه دون نطق حرف ... تكلم الطرف الاخر واغلق طارق الخط متنهدا براحة .. 


تعجبت زهرة متسائلة _ فيه ايه يا طارق ... مين ده ..


احتضنها بقوة مقبلا جبينها وهو يقول براحة وتبسم _ مافيش يا زهرتى ... نامى انتى .


قالها ونام ولكن زهرة قلبها يخبرها بأن هناك امرا سيئا قد حدث ... لم تغفل ثانيا ولكنها تريد الاطمئنان على وصال باي شكل .... ماذا عليها ان تفعل ..






___________

فى المطار وتحديدا فى غرفة الاستجواب .... تجلس وصال تبكي بغزارة وهناك احدهم يحاول تهدأتها قائلا _ اهدى يا استاذة مش هتستفيدي حاجة كدة ..


كانت سماح فى الخارج تبكي ايضا ... تريد رؤيتها وتصرخ قائلة _ بنتى معملتش حاجة ... بنتى بريئة مسكينها ليه .... سبوها حرام عليكوا دى مظلومة سبوها ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا طارق يا ازهرى ..


كانت عليا تحاول تهداتها قائلة _ اهدى يا ماما وان شاء الله فيه حل ..


نظرت لها سماح قائلة بحدة _ زهرة .... اتصلي على زهرة بسرعة ... انا مستعدة ابوس رجليه بس اطلبيها قوللها تتصرف ..


وبالفعل اخرجت  عليا هاتفها وهاتفت زهرة ..


كان هاتف زهرة صامتاً ولكنه يهتز ... سمتعه زهرة فحاولت الابتعاد عن طارق النائم بحذر ... نجحت فى ذلك واخذت هاتفها وخرجت من الغرفة مجيبة على عليا قائلة بهدوء وهى تبتعد عنه قدر الامكان  _ ايوة يا عليا ... طمنيني وصال سافرت صح ..؟ 


اجابت عليا ببكاء قائلة _ وصال اتقبض عليها فى المطار يا زهرة ... الحقيها بالله عليكي ... اعملى حاجة امى هتموت ..


اغلقت زهرة الخط وجلست بصدمة على المقعد ... عقلها مشلول ... متى حدث ذلك وكيف حقق انتقامه فى ذلك الوقت القصير جدااا  ...كيف يسمح لنفسه ان يظلم انسان برئ دون سماعه ..









غضبت منه كثيرا ... اتجهت اليه دون تفكير ... نادت بحدة وهى تهزه قائلة _ طارق ... قوم ... اصحى حالا ..


استيقظ هو متعجبا او ربما يدعى ذلك قائلا _ فيه ايه يا زهرة مالك ..


تكلمت بغضب وخنقة قائلة_ ايه اللى عملته مع وصال ده ... وازاى تحكم على انسان من غير ما تسمعه ... مش خايف يكون برئ .. وامتى عملت كدة اصلا ..


نظر لها بقوة قائلا بغضب _ زهرة ... انا قدرت موقفك وانها ضحكت عليكو وادعت اسم تانى وحكت تفاصيل تانية ... بس هى لازم تتحاسب على اللى حصل لاخويا ... لازم تدفع التمن غالى اوى ..


اقتربت منه تضربه فى صدره بغضب قائلة بحدة _ انت ازاى كدة ... ازاي قدرت تكون خاين كدة ... امبارح مكنش باين عليك اى حاجة ... عملت كدة ليه وليه معرفتنيش ..


امسك يدها التى تضربه بها ووقف قائلا يطالعها بغضب _ زهراااااة ... انا لحد دلوقتى مقدر وضعك وانها كانت صحبتك  بس انتى لازم تحددى موقفك وتاخدى زاوية بعيدة تماما عن الموضوع ده ... دى مذنبة وخاينة ولازم تتعاقب .... 


انتزعت يدها منه قائلة بقوة _ وايه دليلك ... ها قووول باي حق تتهمها وايه تهمتها اصلا ... ولا هتتبلى عليها  ... دى انضحك عليها من الحقير التانى ده ... هي ملهاش ذنب ..


وقف يطالعها بغضب ... كيف لها ان تثق بها هكذا  ...اتجه بعض خطوات الى حقيبه عمله الموضوعه على الكنبة ... تناولها واخرج منها ملف يحمل بعض الصور ... اخذهم وعاد اليها قائلا وهو يناولها اياهم _ اتفرجي ... اتفرجي على البريئة اللى انضحك عليها ... اتفرجي على المظلومة عاملة ازاى ... 


تناولت زهرة الصور منه .... اخذت تقلبها بفم مفتوح وعينان متسعان ... كانت تقلب الصور التى توضح بأن وصال على علاقة بفريد ... كما انها توضح مناظر مخلة واوضاع مشينة لكلٍ منهما فريد ووصال ..


هزت زهرة رأسها يمينا ويسارا بقوة قائلة بعدم تصديق _ مش ممكن  ... وصال لا يمكن تعمل كدة ..







انتزع طارق منها الصور قائلا بحدة _ زهرة متبقيش غبية ... انتى مش شايفة بنفسك ... ليه بتدافعي عن واحدة زي دي كانت السبب فى موت اخويا ... اخويا اول ما شاف الصور دى قتل نفسه يا زهرة ..


جلست زهرة بقوة على الفراش ... قدماها لا تحملها ... قالت بنفي وشرود _ مش ممكن ... يمكن الشخص الحقير ده زورهم .. مش ممكن وصال تعمل كدة ..


نظر لها مستفهما قائلا بقوة _ يعنى ايه ... حتى بعد ما وريتك الصور مصممة بردو ..


نظرت له قائلة بقوة واصرار _ انا متأكدة مليون في المية ان وصال مظلومة وكل دى لعبة معمولة عليها ...


تساءل مستفهما بترقب وغضب _ يعنى افهم من كدة انك مصممة انها بريئة وهتقفى معاها هى مش معايا ؟ 


وقفت تنظر له بقوة قائلة _ اقف معاك فى الحق ... مقدرش اظلم صحبتى وانا مقتنعة من جوايا انها بريئة ... وعلى فكرة مامتك مصدقاها وكانت بعتلها دعوة لبنان تشوف ابنها لولا اللى حصل ده كان زمانها فى لبنان حاليا ... يعنى وصال اكيد بريئة ... بس لو انت صممت على انتقامك يا طارق فأنا مش هقدر استنى هنا ... انا هروح اعيش فى بيتي لحد ما الحقيقة تبان ... وقتها انت هتعتزر من وصال قدام الناس كلها وهترجعلها ابنها  ... واتمنى متندمش قبل فوات الاوان ..


ظنت انه سيمنعها ويتراجع ولكنه قال بهدوء و غضب ايضا مصراً على رأيه _ تمام يا زهرة ... وانا موافق على شرطك بس لما تلاقي صحبتك فى السجن وتعرفي انها مذنبة وقتها انا مش هقبل اسفك ... برغم كل الوجع اللى عشته واللى حكيتلك عليه ... برغم ان الصور دى كانت فى درج اخويا وانتحر بسببها ... برغم الوجع اللى عيشته







 سنين فى موت نصى التانى يا زهرة ... وبرغم انى شاركتك كل ده ... انتى بتختارى انك تسبيني يا زهرة ... بس انا مش هتراجع يا زهرة ...مش بعد ما خططت لليوم ده ومستنى الاقيها بفارغ الصبر .... تيجي انتى وعيزانى اتراجع ... لاء يا زهرة مش هتراجع . 


نظرت له نظرة عتاب طويلة ... حتى انه كان يخفى نظرات الحب ... كانت نظراته تطلب بقاؤها.... كان يريد حبسها داخل ضلوعه حتى لا تذهب ... وجعه على ذهابها يوازى وجع انتقامه ... ولكنها من اختارت  ... اخفى نظراته المترجية وراء قناع القسوة والغرور والتصميم  ...


جمعت زهرة حقيبتها سريعا واخذت اشياؤها... ثم نظرت له بحزن وغادرت على الفور ...


جلس هو بعد ذهابها على ارضية الغرفة يحرك رأسه يمينا ويسارا .. يرفض ذهابها ... لا يريد عودة طارق السابق ... يريدها معه حتى وهو قاسى ... يريدها معه حتى وهو ظالم ... يريدها معه فى كل حالاته ... ولكنها ذهبت ... استوعب هو ذلك فناداها بصوت حاد عالى قائلا بقهر والم  _ زهراااااااة ..


نزلت دموعه .... كان يتكلم كالطفل الضائع ... كان مثل من فقد امه قائلا بنحيب وهو متكور على نفسه فى ارضية غرفته _ متسبنيش يا زهرة ... ارجعي انا خايف من نفسي ... مش قادر اسامحها ... مش قادر انسى منظر اخويا ونظرته ليا انى اجبله حقه ... ازااااي ... ازاااي اسيبها تعيش عادى كدة ازاااي ... ازاااي انتى مصدقاها كدة .... ازااي مش شايفة وشها الحقيقي .






كان يحدث نفسه وكأنه يحدثها ولكنها كانت قد غادرت وما كان قد كان...


__________

عند وصال التى ما زالت تبكي بشدة متسائلة عن ذنبها قائلة _ بس حد يقولى انا هنا ليه وباي ذنب ؟ 


جلس احد المسؤولين قائلا يرأف لحالها _ للاسف فيه بلاغ ضدك في قضية تحريض على الانتحار وزنا ..


نظرت له بصدمة ... ماذا يقول هذا وكيف وصل الامر الى هنا ... ايسبها فى شرفها ويتهمها بقتل حبيبها ... لاااا ... لن تحتمل اكثر عليها ان تثبت براءتها باي شكل ... عليها ان تعلمه درسا لن ينساه هذا ابن الازهرى 


___________


نزلت زهرة من منزلها متجهة فورا الى تقوى لتصطحبها وتذهب الى وصال ..


وبالفعل خرجت معها تقوى واتجها الى قسم الشرطة التابع للمنطقة بعدما علمت زهرة من عليا ان وصال اُخذت الى هناك ليتم التحقيق معها ..


دخلت زهرة وتقوى الى مركز الشرطة ... وجدوا سماح وعليا يجلسان ورأسهما عائدة على جدار القسم ينتظران مصير وصال ..


اتجهت زهرة اليها قائلة بحزن وهى تربت على كتفيها _ طنط سماح اطمنى ان شاء الله هنلاقي حل ..


انتزعت سماح يدها بقوة قائلة بغضب _ انتى السبب ... انتى السبب فى رمية بنتى دى ... ومش بعيد تكونى متفقة معاه على كدة ... ايوة انتى متفقة معاه انه ينتقم من بنتى .... اكيد دفعلك قرشين او الله اعلم اشتراكى ازاي وبعتى صحبك ... اخص عليكي ... اتفو عليكي ... صحيح ملكيش حد يقولك عيب لا ام ولا اب ..


نظرت لها زهرة بحزن شديد ... بألم حاد ... سكينً مسموم غُرز فى صدرها .... 


قالت تقوى بدفاع وحدة _ يا طنط سماح احنا مقدرين حزنك على وصال بس انتى بتغلطى فى اكتر انسانة بتدافع عن بنتك ومستعدة تخسر جوزها علشان وصال ... ميصحش اللى بتقوليه ده ..


اتجهت تقوى الى زهرة الواقفة مصدومة قائلة _ تعالى يا زهرة نعد في مكان تانى ..


اتجهت معها زهرة بدون نطق حرف ... وجلستا فى مكان اخر ..


كانت عليا حزينة على حال زهرة فهى تعلم حبها لوصال ... اتجهت اليها قائلة بحنين 






_ متزعليش يا زهرة ... ماما مش عارفة بتقول ايه بسبب وضع وصال .. انا عارفة انك بتحبي وصال وهتقفي معاها ..


اومأت لها زهرة قائلة وهى تبتلع ريقها بحزن وهدوء يعكس تألمها _ عليا انا محتاجة منك رقم مديحة ام اكرم ..


اومأت عليا وبالفعل اخرجت هاتفها واملته لزهرة قائلة _ كنت متأكدة انك هتعملى حاجة ..


ابتعدت زهرة قليلا وكادت ان تهاتف السيدة مديحة ولكنها وجدت احدهما يسحب وصال وراؤه من احدى الغرف وهى تبكي ومكبلة الايدي ..


اتجهت اليها زهرة بلهفة تجرى عليها قائلة وقد تناست كل ما قالته سماح تماماً _ وصال .... متقلقيش يا حبيبتى مش هسمحله يعمل فيكي كدة ..


نظرت لها وصال بشك قائلة لها ما حطم خلاياها وارهقها جسديا ونفسيا _ اتفقتى معاه عليا يا زهرة صح ؟ ... انا غلطانة انى صدقتك ... 






اكيد اشتراكى علشان يوقعنى ... مهو مش معقول بقيتي مرات اكتر انسان بيكرهنى كدة صدفة ..





كانت قد وصلت لاكثر المراحل الماً ... تنظر الى وصال بعدم تصديق ... تهز رأسها يمينا  ويسارا قائلة ببطء مميت _ انتى يا وصال ... انتى فعلا مصدقة انى اعمل كدة ؟..


نظرت لها وصال نظرة اخيرة ومشت متجهة مع الامين الى المكان المخصص  لحجزها ..


وقفت زهرة تنظر لاثرها بخيبة امل ... لاول مرة تشعر بوحدتها ... لاول مرة تتأكد بأن ليس لها شخصأ تلجأ اليه في حزنها ... 


فى نفس اللحظة قد حصل اسماعيل على رقم ابنة اخته بطريقة ما وهو الان يستعد لمهاتفتها ...

              الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>