فى حى متوسط زى معظم احيائنا ، بيوت علم عليها الزمن والسنين ، نهاره وليله الشوارع مليانة بالناس ، فى بيت من بين البيوت دى نلاقى بيت الست زينب أللى اترملت بعد عشرتها
سنين مع شريك عمرها ، كان جوزها عبد الرحمن موظف حكومة ، لكن كان بيشتغل على تاكسى بتاع واحد صاحبه بعد الضهر عشان يقدر على مصاريف المعيشة وتعليم ولاده ،
وكانت بتحبه جدا ، عاشوا مع بعض على الحلوة والمرة زى مابيقولوا ، كانوا واهبين حياتهم كلها لولادهم ، لحد ما عبد الرحمن وقع من طوله فجأة وهو فى شغله ومات قبل حتى ما
زمايله يلحقوا يوصلوه المستشفى ، ولما مات كان سايب لزينب ٣ ولاد ، الكبيرة قسمة ، كانت وقت موت أبوها فى اخر سنة
فى كلية تجارة ، وبعدها زينة اللى كانت فى تانية حقوق وتوأمها أحمد اللى كان فى اولى كلية هندسة ، وبرغم ان زينة وأحمد كانوا توأم الا انهم كانوا مختلفين الطباع تماما ، زينة
كانت متطلعة ، انانية ، مصلحتها فوق الجميع وقبل الجميع ..كان كل طموحها تتجوز واحد غنى يرفعها لفوق ، كانت جميلة وكانت حاسة بجمالها ده
احمد كان اجتماعى ومجتهد ودايما حاطط هدفه قدام عينه ، دخل هندسة لان ابوه كان بيتمنى يشوفه مهندس ، كان بيحب اسرته جدا ودايما كان عنده استعداد انه يعمل اى حاجة عشانهم
قسمت ..كانت البكرية ، اول فرحة عبد الرحمن وزينب ، كانت جميلة من جواها وبراها ، قلبها كان رقيق عندها حنان زى
حنان الام على صغارها ، لما مات عبد الرحمن ..حاولت زينب تمشى حالها بالمعاش اللى طلعلهم ، ماقدرتش
وقتها احمد قاللها انه هيسيب الكلية ويشتغل ، لكن قسمت رفضت بشدة وقالتله : بقى عاوز تضيع حلم بابا اللى فضل يحلم بيه السنين دى كلها يا احمد
احمد : طب هنعمل ايه ياقسمة ، مافيش حل غير كده
زينب : وفيها ايه يعنى لما كل واحد فينا يحاول يوفر فى حاجة معينة ونلم الليلة شوية
زينة : هنوفر ايه بس ياماما ، مانتى شايفة اهوة ، احنا يادوب ماشيين على القد ، هنعمل ايه تانى ، وبعدين احمد ممكن يشتغل مع الكلية ، مش لازم يسيبها يعنى
قسمت : احمد لا يعنى لا ، مايسيبش كليته ولا يهملها ابدا ، وبعدين ده بيرجع من كليته مش شايف قدامه ، يشتغل امتى وازاى
زينة بحدة : اومال هنعمل ايه يعنى ياست قسمت ، ماما يعنى هى اللى هتنزل تشتغل مثلا
قسمت وهى بتبوس راس امها : لا طبعا ، انا هشوف شغل ياماما ماتقلقيش
احمد : طب مانتى كمان عندك كليتك ياقسمة ، وانتى فى اخر سنة السنة دى
قسمت بابتسامة : ماتقلقش ياحبيبى ، اولا انا كليتى نظرى ، وخلاص هم شهرين واخلص الكلية خالص ، ثانيا بقى ..انا
صاحبتى مامتها عندها بوتيك هقف معاها فى البوتيك بتاعها على ما اخلص خالص وبعدها اشوف شغل بشهادتى
زينة : انتى عاوزة على اخر الزمن تبقى بياعة فى محل ، افرضى حد شافك
قسمت باستغراب : حد شافنى .. ده اللى هو ازاى يعنى ، هو انا لما اقف فى بوتيك تبقى حاجة عيب واللا حرام ياست زينة
زينة بتمرد : مش قصدى ، بس لو حد شافك من صحابى وانتى واقفة تبيعى فى محل يقول ايه
احمد بسخرية : هيقول انها متمرمطة عشان تلبيلك طلباتك ياست زينة
زينة : ياسلام .. وهو الشغل اللى فى الدنيا كله خلص عشان تروح تقف بياعة فى محل
زينب : ده بدل ماتقوليلها كتر خيرك يا اختى
زينة بغيظ : كتر خيرها على ايه ان شاء الله، على السمعة الزفت اللى هتجيبهالنا ، انتو ماتعرفوش اصلا الناس بتتعامل مع البياعين دول ازاى
زينب بقلق : لا يا قسمت ، لو حد يابنتى هيضايقك واللا يعاملك وحش يبقى بلاها خالص ، احنا نربط على بطننا شوية
لحد ماتتخرجى يابنتى ، وبعد كده ربنا يفرجها ، نحاول نلغى كل الحاجات اللى ممكن تبقى رفاهية بالنسبة لنا
احمد : انا عن نفسى خلاص مش عاوز الچيم
زينب بابتسامة : حلو ، وايه كمان
قسمت : وانا ممكن اوفر فلوس مواصلاتى
زينب : هتمشى كل ده يابنتى ، دول اربع خمس محطات ، كتير عليكى
زينة : اعتبريها رياضة ياماما ، عشان تحافظ على رشاقتها
قسمت : ماتقلقيش ياماما ، وبعدين دول هم شهرين ، هيعدوا هوا
احمد : وانا ممكن كمان اوفر تمن الملازم والكتب وابقى استلفهم من حد من صحابى ، كلهم بيحبونى ومش هيتأخروا عنى
قسمت : وانا كمان ياماما ، هعمل زى احمد كده
زينب بصت لزينة وقالتلها : وانتى ياست زينة
زينة : انا ايه ، انا ما اقدرش امشى للكلية زى قسمت ، وماينفعش استلف ملازم من حد زيهم
احمد : وليه بقى ان شاء الله
زينة بتمرد : من غير ليه ، انا ماينفعش احرج نفسى مع حد ، اتكسف ، وبعدين انا عاملة لنفسى وضع ومكانة معينة وسط زمايلى ، ماينفعش اتغاضى عنها
احمد وهو بيحاول يكبت نرفزته عشان خاطر مامته : على فكرة .. ياريت تفهمى ان الدنيا فيها حاجات كتير مهمة غير زينة
زينب : بالنسبة لك يازينة .. مافيش تاكاسى بعد كده ، تركبى الاتوبيس
زينة بغضب : ايه ياماما .. مانتى عارفة انى مابعرفش اركب اتوبيسات
زينب : وماينفعش اختك تمشى على رجلها وانتى تركبى تكاسى ، ومافيش شرا لبس ولا مكياچ
احمد : اديكم متداريين فى الاسود لغاية ما السنة تعدى على خير ونبقى نشوف بعد كده هنعمل ايه
زينة : وليه مانكلمش عم مصطفى ، مش يمكن يقف جنبنا ويساعدنا
احمد : وهيساعدنا ازاى بقى ان شاء الله، هيدينا صدقة مثلا ، انسى خالص الموضوع ده
زينة : ده ابن عم بابا وكان بيحبه ، وغنى ، فيها ايه يعنى
قسمت : يعنى انتى كنتى زعلانة على شكلك لو كنت اشتغلت بياعة فى بوتيك ، ومش هامك شكلك وانتى بتمدى ايدك وبتشحتى
زينة بغضب : دى ماسمهاش شحاته
احمد : اومال اسمها ايه بقى ان شاء الله
زينة : اسمها اننا نعتبر ولاد اخوه ومن واجبه انه يهتم بينا
زينب : الكلام ده يابنتى لما هو اللى يسأل ويعرض المساعدة ، لكن هو ماسألش ، وخلاص بقى سيبوكم من كل ده ، كل واحد فيكم يحاول يقرط على نفسه شوية على مانشوف ربنا كاتبلنا ايه
وتمر الايام وسط تضحية زينب وصمود احمد وقسمت وتمرد زينة المستمر ، لغاية ماخلصت السنة الدراسية ونجحوا كلهم
واحمد صمم انه يشتغل فى الاجازة ، وفعلا قدر انه يشتغل فى كوفى شوب مستواه عالى وكان سعيد جدا انه هيقدر يساعد امه ويشيل من عليها شوية ، لكن مامته مارضيتش تاخد منه
حاجة وطلبت منه يحوش الفلوس عشان يقدر يكفى متطلباته اثناء الدراسة ، وفعلا احمد اقتنع بكلامها ونفذه وهو بيحاول بكل قوته انه يوفر مصاريف دراسته ودراسة زينة
وابتدت قسمت تدور على شغل ، تعبت اوى وكانت قربت تيأس لحد ماربنا كرمها ورزقها بشغل فى مكتب محاسب قانونى
المكتب كان فرع من شركة مكونة من مجموعة من المحاميين والمحاسبين المتخصصين ، واللى كل شغلهم تقريبا بيقوم على قضايا الضرايب ، وعشان كده الشركة كانت معروفة ومشهورة
وقسمت لما مضت العقد فيها كانت هتطير من الفرح ، واول ماوصلت البيت وقالت لزينب
زينب : الف مبروك يابنتى ، صبرتى ونولتى ياقسمت
زينة : مبروك ياقسمت ، اعملى حسابك تثبتى نفسك بسرعة فى الشركة دى ، عشان لما اتخرج تخليهم يشغلونى معاهم
قسمت بابتسامة : بس انتى اتخرجى ياست زينة وربنا يعدلها ، وبعدين مش المفروض انكم بيبقى ليكم فترة تدريب الاول وبعد كده تشتغلوا
زينة : ده لما تكونى هتروحى تترافعى ومحاكم بقى ووجع قلب ، لكن لما تشتغلى فى شركة زى دى ..عادى ، وياسلام بقى لو وقعتى حد من اصحاب الشركة فى هواكى وتتجوزيه ، ساعتها اشتغل فيها وانا حاطة رجل على رجل
قسمت بضحك : هتفضلى طول عمرك مصلحجية ، بقى تجوزينى عشان تشتغلى
زينة : وهو انا يعنى بجوزك اى حد ، ده انا بجوزك صاحب شركة قد الدنيا
قسمت وهى لسه بتضحك : طب ادينى فرصة افكر ولو وافقت ، هعمل خطوبة وكتب كتاب مع بعض
زينب وهى بتضحك : الله يحظك ياقسمت ، ضحكتينى يابنتى
قسمت : انا هكلم احمد افرحه
زينة : وخليه يسلفك قرشين تجيبى منهم كام طقم جديد كده لزوم الشغل
قسمت وهى بتحط التليفون على ودنها : انا مش عاوزة حاجة ، اللى عندى كفاية الحمدلله
زينة بامتعاض : فقرية
قسمت : احمد ياحبيبى ، ازيك
احمد : ازيك ياقسمة ، انتو كويسين
قسمت : ااه ياحبيبى كلنا بخير ، انا بس قلت اقوللك خبر حلو
احمد بمرح : ايه زينة قررت تتنازل عن العرش
قسمت بضحك : لا ، مش للدرجة دى
احمد : اومال ايه ..خير
قسمت : اشتغلت فى شركة ابو النصر
احمد بفرحة : الخبراء القانونيون
قسمت : ايوة
احمد : الف مبروك ياقسمة ، انتى تستاهلى كل خير ، وهجيبلكم عشوة حلوة على حسابى بمناسبة الخبر ده
قسمت : ياحبيبى ماتكلفش نفسك وخد بالك من فلوسك
احمد: ياستى ، هو انتى كل يوم هتكتبى عقد فى شركة زى دى
قسمت : ماشى ياحبيبى ، هنستناك
واشتغلت قسمت فى الشركة ، كان رئيسها فى المكتب الأستاذ ابراهيم ، وده كان المسئول عن قسم المحاسبة كله ، كان راجل
طيب فوق الاربعين ، لكن كان حازم جدا فى شغله وكان عنده صبر شديد جدا فى انه يفهم كل موظف متطلبات وظيفته
ويفضل وراه لحد مايعلمه كل حاجة ، و ده اللى عمله مع قسمت وفضل ساندها لغاية مافهمت الشغل كويس جدا وبقى ليها اسمها ووزنها فى الشركة
وكان ليها زملاء كتير لكن قسمت كانت دايما بتتعامل مع الكل فى حدود شغلها وبس ، وكانت بتاخد مرتبها تديه بالكامل
لمامتها وكانت بتاخد مصروفها منها اكنها لسه فى الكلية ، ويادوب الدنيا ابتدت تتعدل معاهم لان مرتبها كان معقول
وعمرها ما اتعرفت على اصحاب الشركة ولا اتعاملت معاهم ، لكن كل اللى تعرفه عنهم انهم تلات اخوات ، عصام وعلى و عزيز
عصام كان محامى كبير جدا متخصص فى قضايا الضرايب ، وعلى كان يعتبر من اهم المحاسبين القانونيين فى البلد ، لكن
ماكانتش تعرف اى حاجة عن عزيز وما اهتمتش انها تعرف عنه حاجة ، كانت بتقوم بشغلها وبس
بعد مرور سنتين ، كان فى قضية مهمة جدا لحد كبير ، وكانت قسمت هى اللى ماسكة الحسابات الخاصة بالقضية دى ، وبعد ماخلصت كل حاجة راحت تسلم الملف للاستاذ ابراهيم اللى
قاللها : خلى الملف معاكى ياقسمت يابنتى ، وادرسيه كويس اوى عشان فى اجتماع بكرة الصبح مع صاحب القضية مع الاساتذة الكبار وانتى هتحضريها معاهم
قسمت اتخطفت شوية وقالتله : طب ليه يا استاذ ابراهيم ، مش حضرتك اللى دايما بتحضر الاجتماعات دى مش احنا
ابراهيم : الاوامر يابنتى ان اللى ماسك الملف ده مايشتغلش فى اى حاجة غيرة لغاية ما القضية تخلص ، فمش هينفع انا
اللى اتكلم فيها وعشان كده كانت الاوامر ان اللى مسك الملف هو اللى هيكمل فيها للاخر
قسمت باستغراب : واشمعنى يعنى القضية دى
ابراهيم : الله اعلم ، بس زى مانتى شايفة ، دى قضية بملايين
قسمت : وعشان كده مستغربة انها تتساب لحد صغير مننا
ابراهيم بابتسامة ومرح: مين ده اللى صغير ، ده انتى سمعتك وصلت للكبار ياقسمت
قسمت بابتسامة : ربنا يستر يا استاذ ابراهيم ، بس هو ينفع تبقى موجود معايا بكرة على الاقل
ابراهيم بمرح : هو انا يعنى هغششك ياقسمت ، اجمدى كده ، وبعدين واصح جدا انها مش هتبقى اخر مرة
تانى يوم فى الاجتماع ، خبطت قسمت ودخلت قاعة الاجتماعات واللى كانت اول مرة تدخلها من يوم ما اشتغلت فى الشركة ، القاعة كانت فى دور منفصل تماما ، لانها كانت
فى الدور الاخير ، واللى ماكانش فيه غير قاعة الاجتماعات الراقية جدا و٣ مكاتب فى غاية الفخامة ، كل مكتب ملحق بيه قسم خاص للسكرتارية
لما دخلت قاعة الاجتماعات لقت تلات رجالة قاعدين باسترخاء شديد بيتناقشوا مع بعض فى حاجة ، بس لما دخلت بصولها وسكتوا
قسمت بنوع من الخجل : صباح الخير ، انا قسمت من قسم الحسابات
رفع على ايده وقاللها : ااه .. قسمت تعالى ادخلى واقفلى الباب
دخلت قسمت بهدوء وعلى شاورلها على كرسى قعدت عليه
على : انا على ، و ده عصام ، وده عزيز
قسمت وهى بتحرك راسها بالتحية : تشرفت بمعرفة حضراتكم
على : احنا قدامنا نص ساعة على ما العميل يوصل ، عاوزينك تشرحيلنا كل حاجة فى الملف بايجاز شديد
ابتدت قسمت تتكلم بخجل فى البداية ، بس بسرعة اندمجت وهى بتجاوب على اسئلتهم بمنتهى الحرفية وهى بتوزع نظراتها عليهم
بعد ما خلصوا سألها عصام وهو بيفصصها بعنيه : انتى بقالك معانا قد ايه فى الشركة
قسمت : سنتين يافندم
عصام وهو بيبص بخبث لعلى : دايما واقع واقف انت
على ضحك وهو بيكتب ملاحظاته فى ملف قدامه وقال : وعلى نياتكم ترزقون
وسمعوا صوت خبط على الباب ودخلت سكرتيرة عصام تبلغه بوصول العميل ، فخرج عصام استقبله ودخله لاوضة الاجتماعات وكان معاه وكيل اعماله ،
عصام وهو بيعرفهم على بعض : مدحت بيه السيوفى ، طبعا اشهر من نار على علم
وده على بيه اخويا اشهر محاسب قانونى فى البلد ، و عزيز بيه شريكنا واخونا التالت
ودى الانسة قسمت وهتبقى مسئولة عن التسويات المالية فى قضيتك مع على بيه
اتبادلوا كلهم التحية ولما جه مدحت يسلم على قسمت اضطربت وقالت وهى محرجة : ااانا اسفة بس مابسلمش
مدحت وعينه فيها اعجاب شديد وواضح بيها : عندك حق ،مش المفروض ان اى حد ينول الشرف ده كده ببساطة
قسمت اتكسفت وما حاولتش ترد ، لكن دارت بعينها بسرعة مابين الاخوات التلاتة ، لقت على اخد الموضوع ببساطة لكن عصام بصته ماكانتش مريحاها ابدا ، وعزيز كان ساكت
باستمرار ، ماتكلمش ابدا ، حتى طول الاجتماع كان كل اللى بيعمله انه بيكتب حاجات فى ملف قدامه ويعرضه على اخواته وبس
وفضلوا فى اجتماع مغلق يتناقشوا فى القضية لمدة ساعتين كاملين وقسمت كانت بتجاوب على كل سؤال بسرعة واتقان وده خلاها تنول اعجاب كل اللى موجودين
وبعد الاجتماع ماخلص مدحت شكرهم وسلم عليهم وقبل مايمشى التفت لقسمت وقالها بنظرة لعوب : اتمنى اشوفك
دايما يا انسة قسمت ، وان شاء الله افضل عميل مميز كده عندكم وتفضلى ماسكالى ملفات شغلى ، وتشرفينى فى الشركة بتاعتى
عصام : اكيد هتبقى معايا وانا جايلك الاسبوع الجاى فى المعاينة
مدحت بفرح : كويس انك قلتلى عشان اعمللكم حفلة تليق بتشريفكم ، دى الانسة قسمت هتنورنى
قسمت باقتطاب : شكرا يافندم
بعد ماعصام وصل مدحت لبرة ورجع ، كانت قسمت بتلم الاوراق بتاعتها وكان باين عليها الاضطراب اللى لاحظه على فقاللها : مالك ياقسمت
قسمت بلجلجة : هو انا ينفع اطلب طلب من حضرتك
على : طلب ايه
قسمت : يعنى ..هو ينفع انى ما اروحش الشركة بتاعة مدحت بيه
على باستغراب : وليه بقى
قسمت بحرج : ياعلى بيه ..ارجوك اعفينى
عصام : بلاش هبل ، مانتى هتبقى معايا ، ايه مشكلتك
قسمت : حضرتك انا مش لاقيالى لازمة انى اروح هناك
على : لا طبعا ليكى ياقسمت ، الحصر والمعاينة دول بيبقوا اهم حاجة ، ده انتى المفروض تنبسطى انك هتتعلمى حاجة جديدة ، اللى فى سنك عمرهم مايعرفوها
قسمت سكتت وبصت للارض وقالت : اللى حضراتكم تشوفوه
يومها فى البيت كانت بتحكى لمامتها اللى حصل وهى متضايقة وقلقانة
زينب : ماتقلقيش يابنتى ، ربنا يحفظك من كل سوء ، انا دايما قلبى بيدعيلك
زينة : يعنى انتى النهاردة قعدتى مع عصام ابو النصر واتكلمتم سوا وكمان هتروحى معاه لشركة مدحت السيوفى
قسمت باستغراب : وايه المشكلة يعنى
زينة : مدحت السيوفى اغنى اغنياء البلد ، وعصام ابو النصر اشهر محامى عازب فى البلد
قسمت : واش عرفك انه عازب
زينة : هو انتى يابنتى مش عايشة فى البلد دى ، اشحال ان ماكنتيش بتشتغلى معاهم
قسمت : اديكى قلتى ، بشتغل معاهم ، مش مناسباهم
زينة : دى اخبارهم دايما على النت
قسمت بفضول : وايه بقى اخبارهم دى ، وليه يعنى تبقى اخبارهم على النت
زينة : يابنتى اغنيا ومشهورين وصغيرين وقمرااااات
قسمت : قمرات ، بذمتك مش مكسوفة من نفسك ، فى راجل يتقال عليه قمر، الراجل يتقال عليه وسيم ، جذاب ، مش قمر
زينة : ده لما حلاوتهم تبقى حلاوة طبيعية ، انما دول ياخراشى عليهم يهبلوا ولا نجوم هوليوود
زينب : ليه يعنى مش بنى آدمين زينا
زينة وهى بتمسك تليفونها وبتكتب عليه : استنى بس لما اوريهوملك عشان تصدقينى وتعذرينى ، وطلعت صور على
التليفون من على النت وورتهم لمامتها ، شوفى الحلاوة بذمتك مش عندى حق
زينب : اللهم صل على النبى ، دول بجد زى القمر ياقسمت ، ده انا كنت فاكراهم كبار وعواجيز عشان يبقوا مشهورين كده
قسمت : لأ ياماما مش كبار ، بس هم زى ماسمعت ابتدوا بمستوى عالى فكبروا بسرعة
زينة : الفلوس بتعمل اكتر من كده
قسمت : بس ده مايمنعش انهم شاطرين
زينة : همتك بقى تشغلينى معاكى ، انا النتيجة بتاعتى خلاص قربت تظهر
قسمت : ربنا يقدم اللى فيه الخير ، سيبيها على الله
راحت زيارة المعاينة مع عصام وعلى عند مدحت ، ولما لقت على معاها ده خلاها حست بالاطمئنان نوعا ما ، وطول الزيارة
كانت بتتجاهل تعليقات مدحت ومغازلته الصريحة ليها ، واللى كانت بتقابلها كلها بتكشيرة وجدية شديدة ، ولما مدحت لقاها
ما اتجاوبتش معاها بطل يضايقها ، وهى ماعرفتش ان كان زهق واللا احترم خصوصيتها ، بس حمدت ربنا انه بطل يسخف عليها
الاجتماعات اتكررت بينها وبين الاخوات التلاتة واللى كان دايما عصام اثناء كلامهم فى الشغل يرمى كلمة كده وكلمة كده بقصد الغزل وكان بيبقى عامل انه بيهزر ، بس هو كان بيبقى
قاصد يشوف رد فعلها ايه ، وهل هتلين فى ايده واللا لا ، وكان دايما على تركيزه كله فى الشغل وما بياخدش كلام اخوه بجدية ، لكن دايما قسمت كانت بتبقى مستغربة ان عزيز
باستمرار ساكت بيسمعهم وبيكتب وبس وكان نفسها تعرف سر سكوته ده ، لكن خافت تسأل اى حد لغاية ماقررت تدخل على النت وتحاول تعرف عنه اى حاجة
نعمه
الفصل الثانى
قسمت فعلا دخلت على النت وأبتدت فى محاولتها انها تعرف معلومات عن اصحاب الشركة التلاتة مش عن عزيز بس
لقت انهم مشهورين بالقاب كتير لكن كان اكتر لقب ملفت بالنسبة لها هو لقب العزاب التلاتة
ابوهم يبقى سالم ابو النصر صاحب مزارع لتربية المواشى واراضى زراعية بيصدر انتاجها لبلاد برة ، وامهم ماتت فى
حادثة غرق اثناء رحلة صيد للعيلة راحت ضحيتها هى وشابة جميلة كانت الاقاويل كتير عن انهاععع هتبقى الزوجة
المستقبلية للدكتور عزيز واللى الحادثة عملتله صدمة عصبية اثرت فيما بعد على حركة رجله ولسانه لما غرقوا قدامه وماقدرش ينقذ حد فيهم
قسمت فجأة لقت نفسها بتعيط وقلبها وجعها من اللى قريته وقعدت تقول لنفسها : لا حول ولا قوة الا بالله ، يعنى هو لا
بيمشى ولا بيتكلم ، اتارينى ماسمعتش صوته ولا مرة ، طب دول بيقولوا انه دكتور ، طب بيعمل ايه فى الشركة ، ياعينى عليه وعلى شبابه ، الله يكون فى عونه
زينب وهى داخلة عليها : ايه ياقسمت ، انتى بتكلمى نفسك يابنتى
قسمت وهى بتمسح دموعها : تصورى ياماما ، اصحاب الشركة عندى طلع فيهم واحد رجليه ولسانه مشلولين
زينب وهى مش مصدقة : التلات قمرات اللى زينة وريتهملى على تليفونها دول
قسمت : ايوة ، الكبير اللى فيهم ، وكان دكتور ، بس انصدم لما شاف مامته بتغرق قدام عينيه مع خطيبته وماقدرش ينقذ حد فيهم
زينب : لا اله الا الله ، مسكين ..ربنا يشفيه ويصبر قلبه
زينة وهى بتنده من برة : احمد جه ياماما ، ياللا بقى ناكل انا جعت اوى
قسمت وزينب خرجوا لقوا احمد خارج من اوضته بعد ماغير هدومه
احمد : ازيكم ياحلوين ، ياللا احسن انا كمان جعان
قسمت : طب انا هحضر حالا اهوه
احمد : حبيبتى ياقسمة والله ، روحى يازينة ساعديها ياللا
زينة : قسمت بس اللى ليها الدلع مش كده , اشمعنى هى اللى بتدلعها يعنى ، ده انا حتى توأمتك ، المفروض انا اللى اتدلع مش هى
احمد : وهو انا دلعتها عملتلها ايه يعنى وانتى لا
زينة : عمرك ماقلتلها ياقسمت ، على طول تقوللها قسمة ، وانا عمرك مادلعتنى كده ولا حتى مرة واحدة من باب التغيير
احمد : حتى فى دى هتقفى فى زورى ، ياللا ياحبيبتى ربنا يهديكى ، روحى ساعدى اختك الكبيرة عشان ناكل ، جعاااان
زينة بتأفف : ماهى بتجيب الاكل اهوه ، اقعد كل بقى
احمد بصوت واطى : اختك طول اليوم فى شغلها ، وانتى طول اليوم فى البيت ، حسى على دمك وعلى الاقل ساعدى فى حاجة ، نفسى اشوفلك بصمة على حاجة
زينة بتريقة : اما اعمل الفيش والتشبية هبقى اجيبلك نسخة تشوفها
زينب وهى بتقعد بعد ماساعدت قسمت فى تحضير الاكل : هو انتو مابتبطلوش نقار ابدا ، دماغكم مابتوجعكوش
قسمت بضحك : انا من كتر ما اتعودت على اللى بيعملوه ده متهيألى لو يوم قطعوا عادتهم دى هوديهم لدكتور يكشف عليهم
احمد : سمعت ان نتيجتك هتظهر بكرة
زينة بعدم اهتمام : ااه بيقولوا
قسمت : يارب بتفوق زى كل سنة كده يا زينة
زينة بتناكة : يابنتى انا اصلا ممكن اتعين معيدة ، بس مش عاوزة ، انا عاوزة اشتغل فى الشركة بتاعتك ، الواحد برضة لما يبتدى كبير بيستريح
احمد : انتى بتتكلمى جد واللا بتقلشى كالعادة ، يعنى انتى فعلا لو جالك تبقى معيدة هترفضيها
زينة : ااه طبعا ، هيدونى كام يعنى ، شوية ملاليم ، ولو اتقدملى حد هيكون مين واللا حيلته ايه
قسمت : انا ملاحظة ان عادل جارنا عينه منك وكان لمح لماما قبل كده
زينة بتريقة : عادل مين الكحيان ده اللى اتجوزه على اخر الزمن
احمد : وايه بقى اللى خلى عادل كحيان ، ده مدرس انجليزى وماشاء الله دخله كويس جدا عشان الدروس اللى بيديها
زينة : ااه ويفضل يلف على كعوب رجليه طول اليوم ويرجع مهدود ياكل وينام ، لا ياحبيبى انا عاوزة اتجوز واحد مستريح
، واحد مايعرفش المرمطة ، يسفرنى ويفسحنى ، يخرجنى نسهر برة ، مرة غدوة ومرة عشوة ، مايشيلنيش الهم
قسمت كانت بتسمع كلام اختها وهى متضايقة بس خافت تعلق لترد عليها بحدة زى عوايدها ، لكن زينب استغفرت ربنا وقالتلها : انتى اصلك مالكيش فى الطيب نصيب ، ده عادل ده الف بنت تتمناه ، انتى اللى نمرودة
زينة : انا مش نمرودة ، انا عارفة قيمة روحى مش اكتر ، كل اللى يشوفنى يفكرنى فيا عرق تركى واللا اجنبى
احمد بتريقة : وياترى بقى بتقوليلهم ايه ، انك من سلالة اسماعيل باشا واللا وارد امريكا
زينة بصتله بقرف ومارديتش عليه وقعدت تاكل
زينب : يابنتى عادل شاريكى وبيحبك ، ماتقوليلها حاجة ياقسمت عقليها يابنتى
قسمت : هقوللها ايه بس ياماما ، حتى لو قلتلها انه ملاك نازل من السما ، هى اللى فى دماغها فى دماغها
زينب : انا مستخسرة الجدع
زينة : جوزيه لقسمت
احمد ونبرة صوته واضح عليها الغيظ : قسمة ست البنات ولو وافقت عندى ليها بدل العريس عشرة
قسمت : اقفل على الموضوع ده يا احمد انت عارف رأيى كويس
احمد : ما احنا الدنيا ماشية معانا الحمدلله اهو ياقسمت ، انتى عارفة مين اخر واحد كلمنى عليكى
زينب : مين يا احمد
احمد : لما قسمة عدت عليا فى الكوفى شوب الشهر اللى فات ، كان صاحب الكوفى شوب عامل عيد ميلاد اخوه عندنا ، واخوه شاف قسمة واتهبل عليها ولما عرف انها اختى خاوتنى كل شوية وعاوز ييجى يتقدملها
قسمت بتنهيدة : احنا قلنا ايه
احمد : ياقسمة ياحبيبتى .. ده عنده مكتب كمبيوتر كبير وماشاء الله شقة تمليك فى المهندسين ومش كبير ، ده عنده ٣٢ سنة
زينة بغيظ : اهى دى العرسان ، مش تقولولى عادل ، اهو انا ممكن اتجوز العريس ده
احمد بصلها بقرف وبعدين قال لقسمت : ها ياقسمة
قسمت وهى بتقوم من مكانها : الحمدلله ، انا شبعت ، واقفل على الموضوع ده يا احمد ولاخر مرة هقولها ، انا عمرى ماهفكر فى الجواز قبل ما اتطمن عليك انت واختك
احمد : اختى تعتبر اتخرجت وانا كلها سنة وهحصلها
قسمت بحزم : اختك لسه قدامها وقت على ماتستقر وتشتغل ، وافرض جالها عريس ، مش محتاجة جهاز ومصاريف قد كده
احمد : وانتى بقى هتدفنى نفسك بالحيا لحد ماتجوزينا وتلاقى نفسك بقيتى لوحدك والقطر فاتك
قسمت : يا ابنى افهم ، لسه بدرى اوى على الكلام ده ، ثم انا اصلا لما اقول ياجواز مش هتجوز بالطريقة دى ، انا ماينفعش اعيش مع واحد غير لما اكون بحبه ، زى بابا و ماما كده ماكانوا بيحبوا بعض
زينب بحزن : ربنا يرحمك ياعبد الرحمن ، طول عمره كان بيقوللى قسمت دايما ماشية ورا قلبها
قسمت : وعشان كده ياريت ماسمعش حد بيتكلم فى الموضوع ده تانى
………………..
مرت الايام ونتيجة زينة ظهرت وفعلا طلعت الاولى على الدفعة واترشحت تبقى معيدة وفعلا رفضتها وفضلت تزن على قسمت انها تتوسطلها عشان تشتغل معاها فى شركة ابو النصر ، وفى يوم كان فى اجتماع بخصوص قضية مدحت السيوفى واللى قسمت بتجتمع فيه بالاخوات التلاتة ، قعدوا كلهم
يتكلموا فى القضية وحساباتها لمدة كبيرة لغاية ماخلصوا وابتدت قسمت تلم حاجتها وهى عاوزة تفاتحهم فى موضوع
شغل زينة ومحرجة جدا مش عارفة تجيبهالهم ازاى وبقت كل شوية ترفع راسها تبص لعصام وتحاول تتكلم وترجع تانى تعض على لسانها وشفايفها ، والغريبة ان اللى لاحظ تصرفاتها
كان عزيز اللى كتب حاجة فى ورقة ومررها لعلى ، فعلى رفع راسه وراقب قسمت وقاللها : خير ياقسمت ، انتى فى حاجة عاوزة تقوليها ومترددة
قسمت : ااه ، لا ، اقصد يعنى ..
عصام رفع راسه وبصلها بخبث وقاللها : ايه ، عاوزة سلفة واللا حاجة
قسمت : لا لا لا ، شكرا انا بس …
عصام : ماتتكلمى على طول ..فى ايه
قسمت بتنهيدة : الحقيقة ..انا اختى اخدت ليسانس حقوق السنة دى بامتياز وطلعت الاولى على الدفعة وكانت يعنى …
عصام : كانت يعنى عاوزة تشتغل عندنا فى الشركة مش كده
قسمت هزت راسها بكسوف
على : و ماله ياقسمت ، واضح ان اختك شاطرة زيك ، انتى بتقولى اهوه الاولى على دفعتها
قسمت بفرحة : ايوة يافندم ، وكل سنة كانت بتطلع بامتياز ومن التلاتة الاوائل
عصام بخبث : وحتى لو ماكانتش ، نشغلها عشان خاطر عيونك انتى ، بس ياترى بقى اختك ..حلوة زيك كده
قسمت بلجلجة : افندم
على بضحك : ماتاخديش فى بالك ياقسمت ، هو عصام كده دايما بيحب يهرج ، خلى انتى بس اختك تيجى بكرة تقدم ورقها وانا هخليهم يقبلوه على طول
قسمت بفرحة : انا متسكرة جدا يافندم ، من بكرة ان شاء الله هتبقى موجودة
عصام : المفروض تشكرينى انا ، لانها حقوق يعنى شغلها هيبقى معايا انا مش مع على
قسمت : شكرا لحضراتكم كلكم
عصام وهو خارج من القاعة : بس لو ماطلعتش حلوة زيك هخصملك يومين من مرتبك
قسمت بصت فى الارض لانها كانت دايما بتضايق من اسلوب عصام ولمت باقى حاجتها وهى ساكته
ولما اتأخرت لان كان معاها دفاتر كتير عن كل مرة ، كانت لاول مرة عزيز يخرج من المكتب قبلها ، شافته لاول مرة على الكرسى بتاعه ، اكتشفت انه كل مرة كان بيبقى موجود معاهم
كان بيبقى على كرسى كهربا ، بيتحكم فيه بايده اليمين ، لقته خرج بكرسيه واتوجه ناحية مكتبه ، وهو خارج مارضيتش
تبصله عشان ماتحرجهوش ، لكن اتفاجئت بيه وقف قدامها وناولها ورقة ادهالها ومشى ، ولما بصت .. لقت اخوه على خارج وراه وهو بيبتسملها وبيهزلها راسه بحركة رضا ، مابقاتش
فاهمة حاجة ففتحت الورقة وبصت فيها لقت مكتوب فيها .. ماتخافيش ..ولو احتاجتى حاجة اوعى تترددى انك تلجئى لى
اتلخبطت ، هو ايه اللى ممكن يخوفها ، وهتلجأ له عشان ايه ، وقفت تايهة فى مكانها شوية ، وبعدين لمت حاجتها ونزلت
على مكتبها ، واول ماوصلت مكتبها كلمت امها وزينة فرحتهم وطلبت منها تحضر كل اوراقها ، وكلمت احمد برضة بشرته وقعد يدعيلها براحة البال والسعادة
…………………
قسمت لما روحت البيت لقت زينة هتطير من السعادة وكانت قاعدة مستنياها
زينة : ها ياقسمت تعالى احكيلى على اللى حصل بالظبط
قسمت وهى بتاخد نفسها من الطريق : عاوزانى احكيلك ايه بس
زينة : هشتغل مع مين ، مرتبى هيبقى كام ، كده يعنى
قسمت : كل الكلام ده هتعرفيه بكرة ان شاء الله
زينة : يعنى هشتغل على طول واللا تدريب بقى ووجع قلب والكلام ده
قسمت : لا ياستى شغل على طول ان شاء
احمد وهو خارج من اوضته : طبعا ، البركة فيكى ياقسمة
زينة : على ايه يعنى ، ده تلاقيهم ماصدقوا ، ده انا الاولى على الدفعة يعنى مش اى كلام
زينب وهى بتضرب زينة على راسها من ورا : هو انتى مش هتلمى لسانك ده ابدا
زينة : والمه ليه ، مش دى الحقيقة ، ده انا الف شركة تتمنانى
احمد : وماروحتيش ليه الالف شركة دول وكنتى عتقتى اختك من الزن على ودانها من وانتى لسه حتى ما اتخرجتيش
زينة بامتعاض : خليك فى حالك ، وكمان انا عاوزة دلوقتى ١٠٠٠ جنية عشان انزل اجيبلى كام طقم لزوم الشغل
احمد : مانتى عندك لبس كتير يازينة ، ده انتى مابطلتيش شرا لبس وانتى فى الكلية ، ده انا واختك ما جيبناش ربع اللبس اللى انتى بتجيبيه
زينة : انا مظهرى عندى اهم من اى حاجة ، لازم اروح بكرة وانا لابسة حاجة جديدة ، ادينى الف جنية ياقسمت وهردهالك اما اقبض اول مرتب
قسمة بابتسامة : حبيبتى انا اول ما بقبض بدى القبض كله لماما مش بخلى معايا حاجة
زينة : انتى عاوزة تفهمينى انك مابتحوشيش حاجة كده واللا كده
قسمت : احوش ايه بس يازينة ، ده مرتبى على معاش بابا الله يرحمه يادوب مكفى مصاريف البيت
زينة بصت لقسمت بطريقة توحى انها مش مصدقاها بس التفتت لاحمد وقالتله : وانت ..ايه هتقولى برضة بتحطهم فى البيت
احمد : لا ..ابقى كداب ، قسمة رافضة تماما انى احط قرش فى البيت قبل ما اتخرج
زينة : خلاص ادينى انت الف جنية وهردهملك من اول قبض
زينب : يابنتى كتير اوى الف جنية
زينة بعصبية : هو انا بشحت منكم ، مانا بقلكم اهوه انى هردهم من اول قبض اقبضه
قسمت بصت لاحمد وقالتله بحنية : معلش يا احمد لو معاك ياحبيبى اديها ، سيبوها تفرح وتنبسط
احمد دخل اوضته ورجع اداها فلوس فى ايدها وهو بيقوللها : اتفضلى على الله يتمر
زينة وهى بتخطفهم من ايده : على الله يكفوا
………………
مرت الايام وزينة اشتغلت فعلا فى الشركة ، وكانت كل يوم بتحس بحب كل اللى حواليها لقسمت واحترامهم الكبير ليها ، على قد ماكانت بتغير من كده على قد ماكانت بتستغل ده اكبر استغلال
لما ابتدى يبقى ليها مرتب خاص بيها ، كانت قسمت معتقدة انها هتساعدها فى مسئولية البيت ، لكن اتفاجئت انها رفضت تدفع مليم واحد فى مصروف البيت بحجة انها محتاجة
تحوش عشان تجهز نفسها بنفسها ووقت ماحد مناسب يتقدملها تبقى جاهزة انها تتجوز بطريقة تليق بيها ، ولما احمد
اعترض وقاللها انها كده انانية وبترمى حملها على كتف اختها قالتله بكل قلة ذوق : يعنى انت مستكتر انها تصرف عليا وعادى انها تصرف عليك مع انى بنت وانت راجل
احمد كان هيتخانق معاها ، لكن قسمت زعقتلهم وقالت : بس انت وهى ، خلاص اسكتوا ، لا انت ولا هى ليكو دعوة بحاجة ، انا ماطلبتش من حد حاجة
زينب بحزن : وانتى ذنبك ايه يابنتى ، يبقى زى ماهى هتعمل انتى كمان اعملى
قسمت : سيبك من الكلام ده ياماما وماتشغليش بالك ، كل حاجة هتفضل ماشية زى ماهى
زينب : يابنتى ، احنا ممكن نوفر حاجات كتير واولها العلاج بتاعى غالى على الفاضى ومامنوش لازمة
قسمت بغضب : علاج ايه ده اللى مامنوش لازمة با ام قسمت ، ده انتى عندك القلب ، اوعى فى مرة اعرف انك اهملتى علاجك
واللا فكرتى توفريه ، واللا اقوللك ، انا اللى هجيبلك العلاج بتاعك من هنا ورايح ، وهجيبهولك شهر بشهر عشان مايبقالكيش حجة
زينب برضا وهى بتطبطب على كتفها : ربنا يجازيكى خير يابنتى ويسترك دنيا واخرة
احمد : خلاص يبقى انا كمان هساهم معاكى عشان الحمل يخف عنك شوية وتقدرى تحوشيلك انتى كمان قرشين ، ده انتى حتى مابتجيبيش لبس الا كل فين وفين ياقسمة
قسمت : انا حالفة انك ماتحطش قرش فى البيت قبل ما تتخرج ، وكفاية انك شايل نفسك ، هى دى شوية ، هو انا يعنى
مش عارفة مصاريفك واحتياجاتك قد ايه ، انا لاخر مرة هقولها مافيش حاجة هتتغير وان شاء الله كل حاجة هتبقى زى الفل
……………...
ومرت الايام و زينة استغلت ذكائها فى انها تتعلم بسرعة وكانت فعلا بتبذل مجهود علشان تثبت نفسها بسرعة ، وفعلا
ابتدت تسمع فى الشركة ، يمكن فى الاول سمعت بسبب اختها وبسبب جمالها ، لكن بعد كده كانت سيرتها برضة بسبب شغلها
لكن كل يوم عن يوم بتحس باحباط ، لانها كانت عاوزة توصل للاخوات التلاتة ، كانت حاطة هدف من جواها انها لازم توصل لواحد فيهم ، لكن اكتشفت انها بعيدة عنهم تماما وان حتى
مكتبها فى دور مختلف تماما عن الدور اللى هم موجودين فيه ، وكانت دايما تسأل قسمت عنهم وعن طبعهم وقسمت كانت
بتجاوب بسلامة نية عن اللى تعرفه ، لحد ماعرفت ان ليهم جراچ خاص بعربياتهم ومواعيد حضورهم وانصرافهم وقررت انها
لازم تشوفهم حتى لو رمت نفسها تحت عربية حد فيهم
فى يوم الصبح صممت تنزل بدرى عن اختها بحجة انها محتاجة تشترى حاجة مهمة قبل الشغل ، وراحت وقفت عند
باب الجراچ اللى عرفت مكانه وعرفت ماركات عربيات الاخوات التلاتة وبييجوا من انهى اتجاه كمان ، واول ما لمحت
عربية منهم جاية من على بعد ، راحت وقفت قدام مدخل الجراچ بالراحة وفچأة وقعت على الارض وهى بتمثل انها دايخة
العربية وقفت قدامها ونزل منها اللى كان سايقها وهو مخضوض واللى عشان حظها ...كان على
على : لا حول ولا قوة الا بالله ، يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ، يا انسة .. مالك .. انتى تعبانة ، فى حاجة بتوجعك ، اطلبلك الاسعاف
زينة وهى بتدعى التعب : من فضلك ساعدنى انى اوصل لشغلى
على : طب وليه شغلك وانتى تعبانة كده ، ما تروحى ، او روحى للدكتور
زينة رفعت وشها وبصت لعلى وهى بترسم الخجل على وشها : انا هبقى كويسة دلوقتى ، اصلى كنت بتبرع بالدم ونسيت اشرب عصير وعشان كده دوخت ، اول ما هوصل شغلى واشرب عصير هبقى كويسة
على اول مابص فى وشها تاه فى جمالها ورقتها فقاللها وهو مركز مع جمال لون عينيها اللى لون الفيروز : طب هو شغلك فين
زينة وهى بتشاور على الشركة : انا بشتغل فى الشركة دى ، بس بابها الناحية التانية
على : بتشتغلى فى ابو النصر
زينة برقة : ايوة ، من فضلك بس لو ممكن تساعدنى اقف وانا هوصل للشارع التانى لوحدى
على وهو بيساعدها تقف : طب تعالى انا هطلعك من الجراچ
زينة وهى عاملة نفسها متفاجئة : جراچ ايه
على : الجراچ اللى وراكى ده
زينة : لا بس ده مش تبعنا
على خرج محفظته من جيب الجاكت بتاعه ووراها بطاقته فحطت ايدها على بقها وهى بتسهق اكنها متفاجئة : على بيه ، انا اسفة انى عطلتك ، ااانا هروح على شغلى على طول
على بابتسامة : تعالى بس اركبى وانا هطلعك باسانسير الجراچ
زينة : انا متشكرة اوى بس هتعب حضرتك
على وهو بيفتحلها باب العربية : لا ياستى مش هتعطلينى ولا حاجة ، اتفضلى اركبى
ركبت زينة جنبه فعلا وهى مبهورة بالعربية من جوة بس طبعا مابينتش ده ، ودخلت معاه الاسانسير واللى وصلهم للدور
بتاعهم اللى هو اخر دور وعزمها على مكتبه عشان يقدملها عصير ، واتصنعت بالخجل والرفض لكن على صمم انها تطلع معاه مكتبه
وفعلا اول مادخلوا طلب من السكرتيرة بتاعته انها تطلب لها عصير فريش وبسرعة
بعد ماقعدت وابتدت تشرب العصير وهى بتتفرج على المكتب بعناية شديدة جدا سألها على وقاللها : ماقلتليش بقى اسمك ايه وفى انهى قسم
زينة : اسمى زينة وبشتغل فى الشئون القانونية
على بابتسامة : اسم على مسمى يازينة ، بس هو انتى مصرية
زينة وهى باصة فى الارض : ابا عن جد واختى كمان بتشتغل هنا بس فى التقييمات المالية وممكن حضرتك تبقى عارفها
على بانتباه : انتى اخت قسمت
زينة وهى بتهز راسها : ايوة يافندم
على : الحقيقة رغم ان الشبه مش جامد ، لكن الجمال واحد ، ياترى انتى واختك طالعين بالجمال ده لمين
زينة بصوت واطى : لماما
على بضحك : اكيد مامتكم ملكة جمال على كده
زينة : فعلا ماما كانت جميلة جدا وهى صغيرة
على : ها ..بقيتى احسن
زينة : احسن بكتير الحمدلله ، انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاى
على : لا شكر على واجب ياستى وابقى خلينا نشوفك
زينة قامت وقفت وقالت : بعد اذن حضرتك
ولسه هتخرج الباب اتفتح ودخل عصام وهو بيقول : انا رايح لمدحت ...ولما شاف زينة قطع كلامه وقعد يفصصها بعينه وهو بيقول : ماكنتش اعرف ان عندك حد
على : تعالى يا عصام دى زينة اخت قسمت
عصام بصفارة طويلة : واضح ان العيلة كلها مارون جلاسية
زينة ركزت مع عصام وابتسمت على تعليقه وقالت : اتشرفت بمعرفتك يا عصام بيه ، فعصام قرب منها ومد ايده عشان
يسلم عليها وقاللها : الشرف لينا ياقمورة ، ازاى تبقى بالجمال ده وما اخدش خبر من بدرى
زينة مدت ايدها سلمت عليه وهى هتطير من السعادة وقالتله : متشكرة على المجاملة الجميلة دى
عصام بصلها باستغراب وقاللها : هو انتى اخت قسمت .. شقيقتها
زينة باستغراب : ايوة
عصام : غريبة
زينة : ايه اللى غريب حضرتك
عصام : لا ماتاخديش فى بالك ، ابقى زورينا ، احنا بنبقى قاعدين لوحدنا غلابة ، ولو احتاجتى اى حاجة انا موجود
زينة : انا طول عمرى كنت بحلم اشتغل معاك
عصام بضحك : واديكى اشتغلتى
زينة بلهفة : اقصد اتعلم منك واشتغل معاك فى قضية واحدة
عصام وهو بيتأملها : وماله ، انتى شغالة حاليا فى انهى قضية
زينة بلهفة : قضية المنوفى
عصام : تؤ ، دى قضية صغيرة مش محتاجانى ، لما ترجعى مكتبك هتلاقيهم وزعوا عليكى قضية جديدة ، وهخليكى تشتغلى معايا فيها
زينة وهى بتتنطط من السعادة : بجد ، انا متشكرة جدا ، وصدقنى مش هتندم
عصام بمكر : انا عمرى ماندمت على حاجة ، ماتقلقيش
زينة : بعد اذنكم
وبعد مامشيت عصام سأل على : و دى ايه اللى جابهالك على الصبح
فعلى حكاله على اللى حصل وعصام ابتسم بسخرية وقال : طيب انا رايح لمدحت بعد المحكمة ..نتقابل هناك ، سلام
