رواية معشوقة رحيم الفضل الاول والثاني بقلم سامية صابر


رواية معشوقة رحيم

الفصل الاول

بقلم سامية صابر 



ك السندريلا تعيش هي وسط قصر كبير ،تعمل ك خادمة في سن صغير، تعمل كُل الاشياء فيه لا يرحمها أحد ولا يشفق




 عليها بل ياعملوها اسوء من مُعاملتهم للكلاب ...





مسحت العرق المُتصبب على جبينها وهي تلهث بقوة قائلة 




=إمتى الواحد يخلص من العيشة دي ،ويعيش عيشة نظيفة مفيهاش قرف ! يتجوز ويلاقي حد يصونه ويحفظه .




نظرت لها " فاطمة " صديقتها في العمل قائلة بإستهزاء





=حوش حوش ما انا متنيلة متجوزة اهو، وجوزي اللهى يتشك في بطنه قاعد يحشش، وانا وسطي اتقطم علشان كام ملطوش كُل أول شهر.




=ماهو انتِ متجوزة خرتيت يا فاطمة ، انما انا هتجوز شخص  يحس بيا يكون سند ليا، مش كفاية مرمطة الشُغل وقَرفه وسنينه .. ويُتمى طول الفترة دي.





=على الله ربنا يعوضك باللى أحسن.





قطع حديثهم نداء هيثم ابن صاحب العمل هُناك قائِلًا لها بنظرة متلذذة


=تعالي يا روتيلا عايزاك .




نظرت له بطرف عينيها تنفخ الهواء في ضيق قائلة


=روتيلا روتيلا روتيلا الواحة كٌلها مفيهاش الا روتيلا .. حاضر يا استاذ هيثم جاية.




تركت كُل شيء وذهبت اليه نظرت لها ولاء بنظرات غاضبة غيورة فهي تعلم نوايا هيثم تجاهها، ف سبق وفعل معها ذالك حتى اخذ منها ما يوده ثم تركها ككلبة لا تنفع في شيء...




نطقت وهي تجز على اسنانها 

=طبعا خلصت حاجتي من عند جارتي بس وحياة أُمي، لأوريكِوا .. مش هسمح للكلبة دي تاخُده مِني مهما حصل! مش أبقي دفعت كل حاجة معاه وهي تيجي تاخد كٌل حاجة على الجاهز.




نطقت فاطمة بصوت عالى




=ما يلا يا ولاء هتفضلى واقفة  عندك كتير ،يالا خلينا نخلص تنضيف الجنينة.




=استني عندي حاجة هعملها وجاية.


ذهبت خلف روتيلا التى ذهبت الى غرفة هيثم ووقفت على العتبة تقول بإحترام وجدية 




=نعم يا هيثم بيه  حضرتك تؤمر بحاجة؟




رمقها بنظرات  وقحة وهو يتخيل جسدها الرقيق خلف ملابسها ،فهي جميلة جدا ومميزة بالفعل بكل شيء فيها تجذب



 اي شخص لها فكيف لا ينجذب لها وهو عاشق لكٌل الفتيات من الوهلة الاولي..




قال بنبرة مايعَة


=متدخلي واقفة برا ليه كدا هو انا هعضك؟


=لاء حضرتك بس مينفعش برضوا يعني ادخل.. تقدر تقولي عايز ايه وانا هجيبهولك...


اقترب منها ثم نطق بنبرة فظة 


=عايزاك انتِ... ومش شاغلني الا إنتِ وبس!!


ابتعدت بضيق وهي ترمقه بحنق قائلة


=متحترم نفسك يا جدع إنت الله !!


جذب يديها بقوة الى الداخل قائلًا


=أستني بس هفهمك ....


ضربته بيديها الصغيرتان بقسوة وقوة وهى تصرخ ليتركها فى حالها لتأتي في تلك اللحظة ولاء التي صرخت بغضب وعصبية 


=ايه اللى بيحصل هنا!!


دلفت والدته ايضا ومعها والده يتساءلان عن سبب الصريخ مما جعل هيثم يتوتر بشدة ،فقالت روتيلا وهي تبكي كالاطفال 


=الحقوني الحقوني... الكلب دا كان بيقرب مني.. وع...


انهارت فى البكاء ولم تستطيع كبح نفسها اطلاقا، فقال هيثم بعصبية مفرطة


=مافيش الكلام دا هي اللى بترمى بلاها عليا وخلاص بت لازقة .. متصدقيهاش مبقاش الا الخدم كمان اللى يتبلوا علينا مش كفاية لمناها من الشوارع وشغلناها عندنا ومنعرفش جاية منين ...


=اخرس خالص متتكلمش عني ولا عن أهلي انت فاهم..  ووالله هو اللى اتهجم عليا وانا مقربتش منه ولا الكلام دا خالص...


نطق والده الحاج مُحمد بعصبيه وغضب


=خلاص كفاية كلام في الموضوع دا.. طول عمري عارف انك وسخ وكلب يا هيثم بس ميوصلش بيك لدرجة البنات اللى عايشة في بيتي وبتخدمنى وتتحامي فيا.. انت في البلد الفيوم مش القاهرة الوساخة دي تعملها هناك ومن بكرا ترجع القاهرة تشتغل مع ابن عمك وتسانده وعلى الله المحك هنا تاني يا وسخ .. ومحروم من كل حاجة يالا غور من وشي دلوقتي غور....


احتقن وجهة هيثم بحيرة الغضب قائلا 


=ماااااشي والله لأوريكم نية الوسخة دى وحقيقتها.


ترك الغرفة وغادر بعصبية وغضب ليقترب منها محمد قائلا بهدوء


=اهدي يا بنتي كدا الله يكرمك وروحي ارتاحي شوية وانا اسف على اللى حصل وعد مش هيتكرر تاني..


=ربنا يخليك يا حاج ودا العشم برضوا.


ذهبت من المكان وهي تبكي بقهر شديد دلفت الى  غرفتها وأوصدت الباب خلفها بإحكام ثم جلست تبكي وهي تضم ساقها اليها قائلة


=يارب انا وحيدة أوي ،وحيدة وضعيفة، ماليش حد ابداً لا اهل ولا سند ولا حد..  إحميني يارب منهم ومن قسوتهم...


_____

دلف رحيم بكل جبروته وقوته وجماله الخارجي وهو يرتدي حِلة سوداء رسمية نطق بنبرة قوية 


=صباح الخير.


رد الجميع التحية ،ليجلس بهدوء على الكرسي الرئيسي وبجانبه اخواته البنات ووالدته وريناس التى تجلس بجانبه وبجانبهم يُونِس الذي آتي للتو .. ارتشف رحيم من كوب قهوته ببرود وهو ينظر إلى ملفات العمل الاخيرة وريناس تشرح لهُ كٌل شيء عن العمل...


نطقت ريم بضجر


=مش كفاية كلام عن الشغل يا أبية، عايزين نتكلم معاك في حاجة تانية.


=زي إيه يا ريم.. قولي سامعك.


=زي مثلا عايزين  نخرج نتفسح.. احنا بجد بقالنا كتير مش بنخرج.


= لاء مفيش الكلام دا خروج لوحدكم ممنوع، بعدين ما بتروحي الجامعة عايزة إيه تاني مش فاهم انا ، لما افضي هبقي آجي معاكُم ونخرج كٌلنا.


=مهو حضرتك مش بتفضي خالص.


=رييييم


نكست وجهها فى الارض بضيق من تحكمات أخيها الذي نهض ببرود ثم قبل راس والدته قائلا 


=عندي شغل كتير أوي النهاردة، هتأخر لو احتاجتي حاجة كلميني أو كلمي يونس.


=ماشي يا بني ربنا يفرجها في وشك.


خرج رحيم وخلفه ريناس وهي تتدلل في مشيتها، بينما نهض يونس ينظر ل ريم قليلا بنظرات عشق وغرام ولكنه تحكم في نفسه فتلك شقيقة صديقه ورب عمله فلن يجرؤ على النظر لها حتى .. قال بهدوء


=انا ماشي انا يا طنط .. ولو عوزتي حاجة زي ما رحيم قالك.


=تسلم يا بني سلم ليا على أمك.


=الله يسلمك ان شاء الله .


رحل بهدوء غفي عن عيُون رهف الذي إتبعته فهى تعشقه ومتيمه بيه  منذ زمن ولكن لا تجرؤ على القول وتتمني لو يشعر بها قدر اُنملة!


قالت ريم بصراخ عنيف


=آآآآآآه من رحيم داااا آآآآه بجد الله يكون في عون مراته تصطبح وتنام على وشه وتحكماته ،اللى مش بتنتهي ابداً ولا بنخلص منها أوف...


=عيب يا ريم متقوليش عليا ابيه كدا.


=بالله تنقطينا بسُكاتك شوية يا ست الطيبة ... اوف عائلة شلل وملل.


_____

مالت ريناس على صدر رحيم قائلة بتغنُج ودلال


=وحشتني أوي.


=إنتِ مجنونة يا ريناس بتعملي إيه !! قولتلك الف مرة اياكِ تعملى حركة وانا بنشتغل.


=ما إنت واحشني، وبقالك فترة غايب عني ،وبعدين مش عيب لما أعمل كدا مع جوزي حبيبي.


=اخرسي خالص بدال ما هقتلك ، دا موعد شغل مينفعش نتكلم ف امور شخصية وقولتلك بلاش  سيرة الموضوع دا مش عايز حد يعرف إننا متجوزين في السر تمام.. 


=خلاص طيب حاضر... بس إمتى هنعلنه؟


=ما اتفقناش على كدا من الاول عارفة اني مش بتاع جواز والكلام دا آخرها ليلة وخلاص ،بس انا وافقت على جوازنا في السر لانك مش أي حد ف بلاش زن فى الموضوع والا هقطع الورقة اللى ما بينا ونفُضها سيرة .


=خلاص والله خلاص مش هنطق تاني ،انا آسفة.


=ركزي في الشغل عندنا همَّ ما يتلم.


=طِيب حاضر.


نفخت الهواء في ضيق ثم عادت لتعمل وهو الاخر بمُنتهى البرود ...


____

_أمسْ_.


انتهى الاجتماع المُخصص ل رحيم مع رجال الاعمال ،لينهضوا ويشكروه، فيما عدا تلك الفتاة الشقراء التى رمقته بدلال فقال بنبرة باردة. 


=567 ..


=نعم!


=رقم أوضة الاوتيل.


=إنت إنت قليل الادب ازاي تقولى الكلام دا.


=ششش تخرسي خالص وإنتِ بتتكلمي مع رحيم الهواري ، غير كدا مش عاجبك في ستين داهية.


جزت على اسنانها قائلة 


=خلاص هستناك.


رمقها وهو يرسم بسمة متهكمة على شفتيه فكلهم ومع كامل الأسف _ في نظره_ واحد لا يختلفون كثيرًا ، نهض ببرود قائلا ل ريناس


=روحي إنتِ لسه عندي شغل.


=تاني تاني يا رحيم حرام عليك راعي مشاعري.


=مشاعرك لاء ضحكتيني، يالا من هنا يا ريناس إنتِ وانا عارفين اللى فيها.


تركها وذهب الى غرفته فى الاوتيل ،ليقضي ليلة ك كٌل يوم ينسي بيها كُل شيء مُقرف عاشه في حياته...


فى صباح اليوم التالي.

فتحت عينيها الزيتونية وهي تتثاوب مع سطوع الشمس على




 عينيها نظرت بجانبها برفق لتري هيثم وهُو مُغطِي فِ النوم ومستلقى بجانبها عاري تماماً شهقت بشدة مصدومة وهي



 تتراجع للخلف وتنظر لنفسها جيدًا فتري انها ترتدي قميص نُوم شبه عاري

الفصل الثاني 

نهضت بسرعة فائقة وهي تجذب الغطاء نحوها واحمرت




 ملامح وجهها بشدة وهي تنظر له بصدمة ورجفة، بدأت الدموع تتساقط من مقلتيها قائلة بنبرة عاجزة




=ا.. انت.. انت بتعمل إيه هنا.. وان.. وانا بعمل ايه يا نهار اسود ومهبب يا نهار اسود ومهبب...




ظلت تلطم على وجهها وهي ترتجف بخوف ولا تعلم ماذا فعل هيثم معها وما هذا الوضع الدنيء القذر .. فجأة انفتح الباب




 على مصارعيه ودلف الحاج مُحمد وزوجته وولاء وفاطمة وباقي طاقم الخدم .. جحظ الحاج محمد عينيه بصدمة امامه وهو يقول بدهشة




=ايه دا ايه القرف داا...


نهض هيثم حينها من مكانه قائلا بمنتهى البرود وهو يتثاوب


=صباح الخير..  ايه مالكم فيه ايه كدا؟




=انت اللى فيه ايه يا بن ال*** قوم انطق ايه الوضع دا وايه اللى بيحصل هنا...



=من غير زعيق يا با، انا هفهمك، يمكن انتوا مستغربين! بس لاء عادي هي متستغربوش اوي كدا هي اوسخ من كدا بس



 كانت بتمثل عليكم امبارح  الصبح .. لكن بليل سلمت نفسها عادي بلا شريفة بلا وكسة .. شوفت اللى زعقتلي وهنتني




 علشانها عملت فيا إيه ؟! اهي طلعت رخيصة زيها زي غيرها...


صرخت والدة هيثم بغضب قائلة




=ايه الحقارة والوضاعه اللى حصلت في بيتي دي!! إنتِ ازاي تعملى كدا دا جزات اننا  عملناكي كويس كتك القرف يلا قومي




 لمى هدومك وغورى في ستين داهية بنات تخاف متختشيش صحيح ... البت دي مش هتقعد ثانية واحدة يا حاج كفاية



 نجست البيت ببلاويها السوداء  ...




بصقفت في وجهها بغضب ثم التفتت تغادر بينما قال محمد بنبرة غاضبة للغاية




=انا غلطان اني شغلت واحدة رخيصة مش عارفين جاية منين في بيتنا دلوقتي تغورى في ستين داهية ومش عايز اشوف وشك مفهوووووم




نظرت ارضا وهي تبكي بحرقة وصمت ولم تستطيع النطق والدفاع عن نفسها اطلاقا فماذا ستقول في موقف كهذا، أصبحت فضيحة وشيء مقرف امامهم جميعا اصبحت شيء لا يُذكر بالاصل....




تابع محمد بغضب ل هيثم ونبرة قوية 


=وانت مش هتقعد ثانية واحدة في البيت دا بعد النهاردة لا انت ابني ولا اعرفك كفاية نجست البيت بوساختك واعمالك القذرة اللى شبهك .




=يابا هو انا عملت ايه هو انا كنت ضربتها على ايديها هي اللى جت بنفسها لعندي واسترجتني.




نطقت هي بغضب شديد 


=انا مروحتلكش انت كداب والله معرفش حصل ازاي معرفش دا كله ازاي حصل .. انا كنت نايمة وصحيت لاقيت الوضع كدا مش ذنبي أرجوكم تفهموني... انا معرفش حاجة والله..


نطق هيثم بغضب




=اتمسكني اتمسكني..   كفاية سهوكه محدش هيخيل عليه كلامك الزفت داا


قاطعهم محمد قائلا بنبرة غاضبة 


=اخرسوا.. كل الخدم برا وانتوا الاتنين تغوروا من وشي مش عايز اشوف وش كلب فيكم.


خرجوا الجميع خارج الغرفة وبعدهم محمد بعصبيه وغضب شديد ، بينما نهض هيثم ببرود ينظر لها قائلا


=علشان فكرتي تتحديني، اهو حصل غصب عنك لو كان من الاول بالتراضي مكنش دا كله حصل فاهمة .. يلا غورى من هنا خلاص مبقاش ليكي اي تلاتين لازمة ...


نظرت له بغضب شديد ثم انهالت عليه بقبضتيها الصغيرتان تضربه بقسوة قائلة وهي تبكي


=اخرس يا حيوان يا كلب .. اخرس انا أشرف منك ومن اللى خلفوك كلهم.. انا هقتلك والله العظيم يا هيثم هقتلك ومش هرحمك على اللى عملته فياا.. 


=اخرررسي..


قبض علي يديها ثم اخذها بقسوة الى الخارج والقاها خارج الغرفة قائلا


=كل الزفت الخدم ياخدوها على برا المجنونة دي عايزة تقتلني خدوها وخلصوني منها..


جاءت فاطمة تحملها بسرعة قائلة بخوف


=خلاص خلاص بالله يا سي هيثم انا هاخدها.


=ارمي الزبالة دي برا مش عايز اشوف خلقتها فاهمين...


اخذت فاطمة روتيلا خارج المكان الى منزل الخدم ..


بعد قليل كانت جالسة تبكي بقهر وصمت، اعطتها فاطمة كوب ماء قائلة وهي تربط على كتفها بحنان 


=معلش يا روتيلا عارفة انك مظلومة اكيد وانها لعبة من الكلب هيثم بس متعرفيش ايه اللى حصل.


=والله مش فاكرة حاجة خالص، مش فاكرة اخر حاجة نمت لما تعبت من العياط بعد المشكلة اللى حصلت، ومقومتش حتى فى نص الليل ومستغربة ازاي نمت دا كله .. حسبي الله ونعم الوكيل فيه خد منى كل حاجة حتى دي خدها منى الحاجة الوحيدة اللى بمتلكها خدها مني ..  اااااه...


ظلت تضرب نفسها  بقسوة وهى تبكي وفاطمة تربط على كتفها وهي حزينة مثلها تماما ولكن لا يوجد حل.. الاقوي ينتصر دومًا على الضعيف.. قليل الحيلة.. ليس لديه سند!


____

وقف امام المرآه يقفل ازرار قميصه بمنتهى البرود لتنهض تلك الشقراء من على فراشها قائلة وهي تظهر جسدها العاري


=رحيم حبيبي انت ماشي.


التفت لها ببرود ثم ألقى لها بضعة اموال على الفراش قائلا بنبرة فظه


=لا اعرفك ولا تعرفيني.. حتى الشغل اللى مابينا ينتهي وكل واحد في حاله.


=انت مفكرني سلعة ولا إيه انا مش كدا على فكرا  ومش بتاعت فلوس 


ابتسم بتهكم قائلا 


=لاء واضح فعلًا ! بامارة ما كنتى مخططة توقعيني بموضوع صور او حمل مثلا لانك عليكِ ديون اد كدا وعايزة تسدديها من الفلوس اللى هتطلبيها مني ...


=هه.. انت انت عرفت دا كله ازاي.


=انا رحيم الهواري ،مفيش حاجة تستخبى عني اعرف الشخص من نظرته قدامي  وان كان معاكي صور تهدديني بيها خافي على نفسك مش عليا، اما بالنسبة للفلوس ف انا كريم سيبتهالك ومعاها بقشيش ومش هقولك السبب الحقيقي وراء وجودك هنا أو مين اللى باعتك مثلا تلعبي عليا .. سلام.


اخذ الجاكيت ثم خرج من غرفة الاوتيل لتضرب هى بيديها على رأسها قائلة


=مينفعش نلعب عليه ابدا صعب صعب الواحد يلعب عليه ... هقول إيه ل أمجد دلوقتي انا.؟


تابعت وهي تمط شفتيها


=بس الواحد مطلعش فاضي ، شوية الفلوس دي تنفع برضوا.


_____

دلف يونس الى فيلا رحيم ،وضع بعض الحقائب ارضا قائلا بإبتسامة ودودة


=ازيك يا رهف؟


نهضت رهف بسرعة وخجل على محياها قائلة


=ازيك انت يا يونس.. ايه الحاجات دي كلها؟


=شوية طلبات للآنسة ريم ولطنط الا هما فين؟


=ريم فوق زمانها نازلة، وماما نايمة اتفضل اقعد.


=لاء معلش أصل عندي شغل مهم..  بس لو ينفع استشيرك فى حاجة بحب اخد رأيك بحسه مهم وقيم كدا؟


=هاه يا سيدي قولي، عايز تتقدم لواحدة ولا تعترف بحبك؟


قال بتوتر


=للدرجة دي مفضوح؟


نظرت له بلمعان في عينيها وفرحة تدق طبول قلبها قائلة


=ي.. يعني بجد طيب وهى مين؟


=مش هينفع اقول دلوقتي، عايز اتقدم ليها خايف أترفض!


=لاء متخافش خلى قلبك قوي كدا اومال ، اتقدم وسيبها على ربنا متقلقش.


=ولو هي مش من نفس الطبقة؟


=مش مهم الفلوس .. المهم الحب والروح اللى هتعيش معاها.


=نفس تفكيري والله كإنك بتقرأيني، بس مش عارف هل هي بتحبني او لاء.


=جرب، مش هتخسر حاجة.


=يبقي على بركة الله يا رهف مش هنسالك الموضوع دا ابدا


=فى الخدمة دايما .. بس متنساش تعزمني.


=مش محتاجة عزومة على فكرا ،يالا سلام عليكم.


=مع السلامة.


رحل يونس وهو يتحلي ببعض الفرحة وعزم على الحديث مع رحيم في موضوع ريم، بينما جلست رهف وهي تسيطر على قلبها وحبها الذي سيفضحها، ظانة ان يونس سيتقدم لها لا تعلم ان الحديث على شقيقتها.


هبطت من على السلالم ريم لتتفحص الملابس والأشياء بعناية قائلة


=شوية حاجات انما ايه عظمة.. مش هتشوفيهم؟


=لاء.. انا بفكر في حاجة تانية ، عمرك حبيتي يا ريم؟


=يا حلوة ! حب ايه ونيلة إيه على دماغك بلا حب بلا قرف انا بفكر فى السهر والخروج والفُسح، مش حب ومحن وتلزيق.. بلا نيلة.


تركت شقيقتها وصعدت للاعلى وهي تحمل الحقائب فقالت رهف بإبتسامة


=الدُنيا بتحلو بالحب، وبتزيد حلاوة باللى بنحبهم... إيه فايدة الحاجات التانية ومفيش مشاعر صادقة وحقيقية..


___

_ فى المساء _


ضرب امجد سطح المكتب بعصبية قائلا

=كل واحدة تفشل زي اللى قبلها ،مفيش واحدة عارفة تقرب من رحيم الهواري وتجيب ليا معلوماته واسراره !!!


قال سلامة " شريكه في العمل " بغضب


=كلهم فاشلين بلا استثناء.. كلهم.. مفيش غير ريناس تنجح في الشغل دا وطبعا رافضة تخون رحيم بيه.. حتى لو عرضنا على يونس مش هيعمل كدا الاخلاص ماليهم بروح امهم.. وهو ذكي مش هيسمح لاي واحدة تقرب منه بسهولة، مش عارفين بقا نوديله مين تاني 


=انا مش هقف اتفرج وأسكت، انا لازم أتصرف وأعمل اي حاجة مهما كان الثمن ، كل حاجة بنخسرها طول ما احنا مش عارفين حاجة عنه ،قافل على المعلومات بالضبة والمفتاح...


=مش هيقول اسراره لحد.. غير لو حب مثلاً.


=حب ايه انت كمان يا سلامة ،هو انت مفكر رحيم هيحب ويبقي اهبل ولا ايه.


=صدقني دا اسلم حل يا امجد ... نجيب واحدة مش معروفة، بنت عادية ،ونزقها قدامه ويمكن يحبها ويرتاح ليها ويحكلها اسراره .


=لاء يا سلامة مهو احنا مش هنستني كل دا انا عايز حاجة سريعة .. !!


نظروا لبعضهم البعض بتفكير شديد و...


_____

لم يوافق احد على بقاء روتيلا في المنزل، ف اضطرت لأخذ اشيائها والمغادرة ،ولكن كانت جسد بلا روح.. بلا عقل بلا شيء تماما.. سلبوا منها كُل شيء ، فقررت أن تنتقم لحقها، ومهما كانت النهاية ف سترضي بها المهم الان حقها المسلوب.. 


كونها تعلم بخبايا المنزل، استطاعت ان تتسلق من مكان غير مرئي، وذهبت الى غرفة هيثم لتراه يجلس على الفراش يتحدث فى الهاتف ويضحك بمنتهي البرود ولا كأنه كسر أحدهم قبل قليل...


دلفت الى غرفته من خلال الشرفة وهي تحمِل سكينًا غِلّظة  ، صرخ هيثم وهو ينهض من على الفراش عندما رآها ابتلع ريقه قائلا بقلق


=بتعملي إيه هنا.. إيه جابك ؟


=جاية اخد روحك.. زي ما خدت روحي بمنتهى البرود.. 


=طيب...طيب.. اهدي كدا اهدي.. متتهوريش، هتودي نفسك في داهية.


=مش مهم .. معنديش حاجة أخسرها يابن ال***


اقتربت بكل قوتها وغرزت السكين في بطنه ليصرخ متأوه بألم



 فلم يستطيع إيقافها عن ما ستفعله .. واستطاعت هي ضربه




 ليقع هو ببطيء على الارض وبدأت الدماء تنتشر حولها ويديها


 أصبحت مُلَّطخه بدمائه... اخذ دقائق يتألم ثم اغمض عينيه بسلام.

                       الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>