رواية بني سليمان الفصل الاول1والثاني2 بقلم زينب سمير

رواية بني سليمان

 الفصل الاول والثاني

 بقلم زينب سمير

.. ! بداية حرب صامتة ! ..


' من يظهر الحب ويخفي الكراهية ك ثعلب مكار لا يستحق ان يحيا بين البشر ابدا '

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 

ارتفعت اصوات زقزقة العصافير بارجاء الشارع الهادئ، المطل علي ناصيته عـدة محالٍ فخمة ومطاعم، علي نهايته ومن اطرافه سكنت بعض الشركات التجارية، كبيرة كانت او صغيرة، المكان كان هادئ بالساعة السابعة والنصف صباحا، فقط عـدة خطوات تخطو فيه كل حينا والاخر، فمعاد العمل لم يأتي بعد، علي بداية الشارع ظهرت فتاة تسير بخطوات متمهلة، رائقة علي اقل من المهل، خطوات رشيقة من جسد مثالٍ، مرتسمة علي شفتيها بسمة رائقة ادت الي ابتسام عينيها الفيروزية بلا سبب، تتماشي بيتهادي وغنج فتتحرك ضفيرتيها الكبيرتان علي جانبيها بدلال واضح معها، كانت خصلاتها بنية فاتحة تميل الي اللون ' الكافية ' ضفيرتيها علي طريقة ' السنبلة الفرنسية ' فكانت تبدو ك طفلة بجسد انثوي ممشوق، زاد من براءة هيئتها، فستانا بسيطا من عدة الوان فاتحة وزاهية ك الوان الربيع، من اقمشة ثقيلة لتناسب موسم الشتاء القارس، كان قصيرا يصل الي ركبتيها، لكن ما منع وصول البرد لها جوارب سوداء شفافة اللون قليلا ..


وصلت اخيرا لمكانها المنشود، وقفت امام احدي المحالٍ المنتشرة في المنطقة، واخرجت من حقيبتها مفاتيحا خاصة بفتح قفل المحل، فتحته ..

ودخلت ، اشعلت الضواء المحل فظهرت قنينات العطر بكل مكان، موزعة بطريقة راقية، في شكل متهادي، تصاعديا بتدريج من الرائحة الأرق الي الأقوي ..


توجهت نحو زجاجة عطر معينة وفتحتها، قامت برش قليل منها عليها، وفي الأرجاء، ثم وضعتها مكانها مرة اخري وهي تهمس بنبرة باسمة بــ حيوية:-

_عطور بيسان لو اكتشفها حد بيفهم .. بلا شـك هتدخل بيها العالمية


وابتسمت بفخر، رغم علمها تماما ان ذلك حلماً من المستحيل ان يتحقق، فعطورها التي تقوم هي بصناعتها بنفسها، لا احد يعلم بها سواها، وبعض المشتريين العزاز فقط، لكن الباقيين فـلا يتطلعون لها، هم فقط يأتون ليشترون قنينات يعلمون اسمها ويحفظونها علي ظهر قلب .. لانها ببساطة ماركة عالمية !

                             . . . * . . .

استراحت السيدة سوزان علي مقعدها بـ بهو المنزل، المقعد كان هزازا لكنه مريحا لها، بجوارها كانت تقف الخادمة ' وجيدة ' كبيرة خدم هذا القصر، والتي تجمعها علاقة وطيدة مع السيدة سوزان، وضعت وجيدة كوب من الشاي الأخضر علي طاولة مجاورة لـ مقعد السيدة سوزان وهي تهتف بمرحها المعتاد:-

_احلي شاي اخضر لأحلي ست في البيت

ابتسمت سوزان لمرحها بسمة وقورية مازال فيها حزناً لم ينضب، تحاول ان تنزعه عنها وجيدة بلا كلل او ملل، فسنوات عمر وجيدة التي تتعدي الأربعون لم تنجح في جعلها تتخلي عن مرحها ونشاطها الذي امتازت بهم منذ طفولتها لحتي هذا عمر، ولحبها لـ السيدة سوزان هي تكرث كامل مرحها نحوها هي، لتحاول ان تضحكها ولو قليلا، فـ بـلا فماً مبتسما تنغص الحياة بلا شك وتتحول الي كأبة لا مفـر منها ..

هتفت سوزان وهي تأخذ جراب نظارتها من علي الطاولة وتقوم بفتحه:-

_منال مصحيتش ؟

وجيدة مجيبة عليها:-

_لا ياسوزان هانم، دور البرد اللي وخداه كان قوي والدوا اللي اخدته باين كان في نسبة مهدء، فـ دا مع دا خلاها تنام من الساعة عشرة امبارح ومتصحاش لدلوقتي


ثرثارة، هذة صفة لا يمكن ان تتخلي عنها وجيدة ايضا، لاتنسي

اؤمات بحسنا وارتدت نظارتها، امسكت جريدة الصباح الموضوعة كذلك علي الطاولة وبدأت بقرأتها، بالماضي كانت تفعل تلك العادة مع زوجها الحبيب، لكنها الان تفعلها بمفردها، ليس بالماضي البعيد بل من قبل عـدة ايام مـرت، بالله تستطيع ان تقوم بعدهم علي يدها، تنهدت وهي تقرأ اول خبر بالجريدة بعنوان ' ما ذُكر جديدا عن احوال عائلة سليمان ' وتابع العنوان ثرثرة بلا هدف عن احوالهم

تجاهلت الحكاوي التي تُقال عنهم والمقترحات التي يقترحها الجميع عن حالهم، واغلقت الصفحة الاول بضيق وفتحت اخري، اثناء ذلك .. ارتفع صـدا صوت حذاء من الاعلي، يثير برتيبة نحو درجات السلم، وبدأ بنزوله بخطوات قوية، رفعت ابصارها هي ووجيدة فرأوا سليمان، حفيدها البكر يهبط الدرج وعلي ملامحه منذ الصباح الباكر الجمود والبرود .. الممزوج بالضيق المحتوم فما يوجد خلفه من اعمال؛ تعكر صفو اي شخص

وصل لهم اخيرا، فقالت وجيدة سائلة:-

_احضرلك الفطار ياسليمان بية ؟

سليمان بنبرة هادئة:-

_لا يادادة انا مش هفطر، عايز بس فنجان قهوة علي السريع

اؤمات بنعم وهي تغادر المكان سريعا لتقوم بتنفيذ طلبه، مال هو نحو يـد جدته وتناولها بين كفيه العريضين ليقوم بطبع قبلة حنونة عليها، ابتسمت وهي تملس خصلاته بحب صادق، بينما سأل هو بصوته الجاد:-

_خدتي الدوا بتاعك ؟

اؤمات بنعم فقال بتحذير:-

_الدوا دا الدكتور قال ممنوع الهزار في مواعيده، وانا محذر وجيدة من انها تنساه بس لو حصل ونسيته اتمني انتي متنسيش 

سوزان بضحكة طفيفة:-

_حاضر يابابا مش هنسي

لانت ملامحه قليلا معلنة عن بسمة بسيطة بالكاد تُـري، مضيفا علي حديثه بنبرة متألمة:-

_انتي امي التانية ومش عايزك تسيبيني ابدا

ابتسمت بحنان وقد التمعت الدموع بعيونها عندما ذكرها بوالدته وبالتالي والده رحمهم الله، فتنهدت بتألم قائلة:-

_طول ما ربنا مادد فيا الروح والقوة هفضل معاك ياسليمان، هو في حاجة مخلياني اصلا ماسكة في الدنيا غيرك !

الحديث كان ملئ بمشاعر نابضة بالحب والوجع، ان تاثر بها لن يستطيع ان يواجه ما ينتظره من اعمال متراكمة، لـذا .. نفد بهدوء من الحوار مستغلا مجئ وجيدة بفنجان القهوة الذي اعطته له ثم تابعته بسؤال موجها لـ سوزان:-

_نعمل اية علي الغدا ياسوزان هانم ؟

تناول فنجانه علي عجل وغادر، تاركا خلفه السيدة سوزان تملي طلباتها لـ وجيدة ..


انتهت سلمي من توضيب حلية ابنها ' ادهم ' الدراسية علي جسده الصغير، ابتسمت وهي تلعب في خصلاته السوداء ك حال جميع رجال العائلة بحب، امسكته جيدا من اسفل ذراعيه واهبطته من علي الفراش الي الارض، ناولته حقيبته المدرسية وهي تقول بحب:-

_يلا ياادهومي علشان الباص زمانه جاي 

اردف بشفتين مزمومتين بضيق:-

_بـس انا مش عايز اروح

امسكته من يـده تحثه علي السير بجوارها لـ الخروج من الغرفة:-

_انهاردة اخر يوم في الاسبوع، نروحه وبكرة وبعده اجازة

ادهم بقلة حيلة:-

_يعني لازم اروح ؟!

اؤمات بنعم فتحرك معها الي الاسفل بخطوات بطيئة متضايقة ..


ما أن لمح سوزان حتي ترك يداي والدته وتوجه نحوها، قبل إحدي وجنتيها وهو يقول بمرح:-

_تيتااا سوزي

قبلته علي وجنتيه وهي تردف ضاحكة:-

_عيون تيتا سوزي من جوه

هتف سألا اياها بأهتمام:-

_عمو سليمان فين ؟

 سوازن مجيبة عليه:-

_راح شغله ياحبيبي

تضايقت ملامحه لسماعه ذلك الخبر، الا انه لم يكاد يبرح بغضبه حتي عَلي صوت زمار الباص من الخارج، ليعلن عن وصوله، فحثته سلمي لـ الخروج، وهي تسبقه الي الخارج بالحقيبة المدرسية الخاصة به


سار خلفها هو بخطوات تـود لو ان تعاود الرجوع مرة اخري، فالمدرسة ك سجن بالنسبة له، لا يحبها ولن يحبها ابدا ذات يوم، هو متاكدا من ذلك الشئ جدا


ظهرت سلمي من جديد بعدما ودعت ادهم، فسألتها الاخري باهتمام:-

_واجد لسة نايم ؟

جلست علي مقعد بالقرب منها وهي تجيبها:-

_لا .. صاحي، كان بيلبس، شوية وهتلاقيه نازل


اؤمات بحسنا دون ايجاب وبقي الصمت يعم المكان، وكل منهن تحلق في سماء افكارها بعيدا عن الاخري ..

                              . . . * . . .

فتح عابد عينيه بضيق لسماعه لصوت المنبة المزعج علي الصباح، مـد يده ليغلقه لكنه ابعثها بالمكان الخطأ فبدل من ان تمسك المنبة القت بكوب الماء علي الارضية، صاح بغيظ وهو يسمع صوت التهشيم، نهض عن فراشه بالاخير وهو مازال يستمع لصوت المنبة، امسكه اخيرا واغلقه بقوة، همس بعدها بغضب محادثا نفسه:-

_انا لو كنت نمت امبارح بدري ومسمعتش فيديوهات الحيل دي، مكنتش كسرت الكوباية وهسمع كلمتين من وجيدة....

لم يكمل عبارته ووجد الباب يُفتح، وجيدة تظهر من خلفه وهي تسأل:-

_اية صوت التكسير دا ياعابد ؟

كي لا يسمع أحاديثا لا فائدة لها، توجه نحو مرحاضه وهو يقول بنبرة سريعة:-

_الكوباية اتكسرت، لميها بقي عقبال ما اطلع من الحمام، وجهزيلي لبسي

تنهدت بضيق وهي تبدأ بتنفيذ ما قاله، عابد سيظل عابد، الفتي المشاكس، الذي لا يأتي من خلفه سوي المشقة، لكنه لم يكن مشاكسا ببراءة، بل كان يحمل كثيرا من الخبث، الذي تعلم هي به للاسف ..


علي الساعة الثامنة اخيرا، كانت تخرج سيارة عابد من بوابة القصر، وقد سبقتها سيارة واجد منذ عشرة دقائق تقريبا، متجهان سويا نحو مقرا واحد 


                   ' مقر : الـ سليمان جروب '


بالمقــر .


دخل سليمان لمكتبه الذي كان لجده سابقا وخلفه سكرتيرته ومساعدته الخاصة ' عليا ' جلس علي مكتبه بعدما نزع معطفه الاسود عنه واضعا اياه علي علاقة الملابس التي بجوار المكتب، هتفت هي بنبرتها السريعة المعتادة:-

_مستر سليمان احنا ورانا شغل كتير اوي، كل التعاقدات اللي كانت علينا من شهر وفاتت، والتعاقدات اللي معادها الايام دي، والشغل اللي كان لازم يتم تسليمه من شهر واتأجل، والشغل اللي.....

قاطعها واضعا يده امام وجهها ليصمتها:-

_اشـشـش، اتكلمي انتي بـس براحة وجهزيلي مواعيد جديدة وكله هيخلص انهاردة، بس متتكلميش بسرعة .. سامعة ؟

قال اخر كلمة بتحذير فـ اؤمات بحسنا وهي تطلق زفيرا عاليا بعد مجهودها الذي بذلته منذ لحظات

سليمان وهو يفتح جهاز الـ ' لاب توب ' الخاص به:-

_نبدا مع اول معاد ؟

عليا وهي تنظر لاوراقها:-

_معاد مع شركة ' W . A . S ' الجديدة، مع صاحبها مستر ' وليد امجد السامري '

سليمان:-

_هو موجود يعني ؟ 

عليا:-

_هو اتصل من ساعتين وانا قولتله ان حضرتك جاي، فقال هيكون هنا علي عشرة

اؤما بتفهم و:-

_تمام لما يجيي دخليه

وضعت امامه عـدة ملفات:-

_دي حوافز وشيكات لازم تتمضي

قام بامضتها بعد ان قرأها بعينيه قراءة سريعة، وضعت ملف اخر:-

_دا ملف الألأت اللي هيتم استيرادها من اليابان، فيها كل اللي طلبناه ومميزاته والميزانية المطروحة .. اقراه علشان لو عجبك نبعت فاكس بالطلب وتروح حضرتك تاكده 

اخذه منها وهو يؤمي بحسنا

وضعت اخر أمامه:-

_دا ملف بعته الاستاذ أُسامة خاص بالحسابات

اخذه منها، كادت ان تتحدث .. فقال بضيق:-

_كفاية ياعليا، لما اخلص دول ابقي ابعتي الباقي

اؤمات بحسنا وهي تعتذر بنبرة خافتة، ثم استأذنته وغادرته بهدوء، ليبقي هو غارقا بين اوراقه الكثيرة يقرأها ويدرسها بكل تركيز ..


جلس واجد علي مكتبه وعلي مقعد اخر جلس اخيه عابد، الاثنان يسود الصمت عليهم، يطالعون الفراغ بعيون مفكرة، قطع الصمت واجد اخيرا بنبرته المليئة بغضبه المكبوت:-

_من الصبح الملفات نازله تـرخ علي الباشا واحنا هنا بنهش دبان، وهنفضل طول عمرنا كدا، ملناش فايدة وهيطلب مننا تنفيذ الشغل زينا زي غيرنا .. لـو سكتنا

عابد بنبرة سائلة:-

_طيب هنعمل اية ؟

صمت قليلا يفكر، قبل ان تتنير برأسه فكرة مكارة، فأستراح علي مقعده وهو يهتف بخبث:-

_نثبت انه ميستحقش مكانه دا، وقراراته اللي بياخدها بنفسه وبـس هتضيع الشركة، فتحس سوزان هانم انه مش جديد بالادارة ونعيد تقسيم الأسهم

عابد:-

_وانت ايـش عرفك ان دا اللي هيحصل فعلا لو اثبتنا عدم جدارة سليمان ؟

واجد بسخرية:-

_اومال اية اللي هيحصل ؟ هيكتبله كل حاجة بأسمه وهو عارف انه مش جدير ! اكيد يعني المـرة دي هيصلح بنود الوصية الغبية اللي فاتت

عابد بقلق:-

_واجد .. انت عايزنا نعمل اية ؟

انتصب واجد في جلسته، التمعت في عينيه بواد الشـر وهو يهمس بحسيس افعي سامة:-

_نوقع الشركة ومعاها سليمان، علشان عبد الحميد باشا يعرف حتي وهو في تربته انه كان غلطان لما خلي الباشا يكوش علي كل حاجة

عابد بتسأل وقد تَزرع الشر بقلبه ايضا:-

_يعني هنبدا نعمل اية ؟

واجد بنبرة ماركة .. خبيثة:-

_لا .. انا بدأت مش لسة هبدأ


وراح يقص عليه مخططاته السابقة والتالية، بأنفاس تفوح منها روائح الكرة المختفي خلف بسمات خفيفة تبث في قلبك الاشمئزاز بـلا شـك، والاخر يستمع له وتزداد الكلمات من سعادته، وهو يتخيل امامه سقوط سليمان تدريجيا امام عيونهم .. 

                             . . . * . . .

نهض سليمان عن مكتبه يستعد ليغادر المكان، ارتدي معطفه علي بذلته، بينما يغلق ازراره انفتح الباب ودخلت ' عليا ' معها اوراقاً تحتاج الي امضاء


_انت هتمشي يامستر ؟!


سليمان وهو يأخذ هاتفه من اعلي الطاولة:-

_انتي شايفة اية ياعليا ؟


مـدت يدها بالاوراق نحوه:-

_الاوراق دي محتاجه امضة حضرتك 

قام بامضاءها فتابعت بتسأل:-

_هو احنا هنعمل اية مع مستر وليد علشان مفهمتش

نظر لها بقلة حيلة، فعليا رغم اجتهادها الواضح الا انها تملك ذاكرة سمكة و:-

_هنسلمله شحن ملابس بالتصميمات الجديدة كمان تلت اسابيع 

عليا بزهول:-

_تلت اسابيع بس ؟

سليمان بنفاذ صبر:-

_اومال ناخد وقت قـد اية ؟ سنة ! كل الشغل اللي متراكم لازم يخلص علشان كدا لازم الوقت يبقي ضيق علشان نتلم ونشتغل

عليا نؤيـدة لحديثه:-

_معاك حق، لازم انت تتلم وانا....

نطق بعيون ضيقة بتركيز:-

_اية !

فهمت اخيرا ما قالته فوضعت يدها علي فمها وفـرت سريعا من امامه، وقفت عند الباب وقبل ان تغادر اردفت بتذكر وهي تضرب بيدها علي جبهتها:-

_نسيت افكرك ان عيد ميلاد ' حسـان رشـدي ' انهاردة يامستر

نطق بسخرية:-

_انتي نسيتي بس انا فاكر، علشان كدا مروح ياعليا ..


تصادف وقت خروجه من المكتب بخروج واجد وعابد من مكاتبهم ايضا، تصادفت نظرات الشباب  الثلاث معا، كانت نظرات تجمع ما بين التحدي والشـر، كلا منهم ينظر بثقة متأكداً أنه سيفوز علي الأخر في حرب صامتة، لم يعلنوا عنها بالجهر حتي، لكنهم بداخلهم يعلمون انها بدأت، تُـري .. بتلك الحرب .. اي فريقا سيفوز ؟ اي كفة ستميل ؟ من سينتصر ؟ ومن سيخسر ؟ انتظر .. وتابع بصمـت واستمتاع 

                               . . . * . . .

بالساعة التاسعة مساءا، فُتح باب القصر الداخلي وطـل منه سليمان بطلته المثيرة، مرتديا حلية كحلية اللون، وقميص ابيض ناصع، خصلاته السوداء المصففة بعناية، كل شئيا فيه كان علي اكمل وجه، صـف إحدي الحراس السيارة امام الباب اخيرا، فهبط سليمان درجات السلم التي تفصل بينه وبين السيارة، ثم ركـب السيارة متجها بها نحو منزل ' حسان رشـدي '


تبعه بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا، عابد ثم واجد، فالاثنان معزومان علي الحفل ايضا، كلا منهم غادر بسيارة مختلفة، بوقت مختلف، فلا شئ يجمعهم قـط، حتي في صفاتهم الوجدانية ..


بمنتصف الطريق تذكر سليمان شيئا هاماً، هل سيدخل الحفل فارغ الايدين ؟ فـ لا بـد من هدية يدخل بها، ما الذي قـد يشتريه لـ حسان يفي بالغرض ؟ تذكر ما يحبه حسان فقرر مع اول محل يجده يبيع ما ابتغاه سيقف عنده، ليشتري الهدية ..



 

الفصل الثاني 


.. ! عطـر ! ..


' ك المسك انتي والعنبر .. كالخمر والميسر، تزهليني بقربك وعند بعدك أَرْجف '

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

توقفت سيارته عند اول محل عطور قابله، فالمعروف عن حسان والشائع عنه انه مهتم بــ اقتناء قنينات العطر دوما، ما يجد منها وما قَدم، رغم تفاوت الأيام الا انه لم ينسي بعد تلك العادة التي يملكها حسان، هبط من السيارة وتوقف بطوله الفارع امام المحل، الذي كُتب علي يافطته

                               ' BeSSan's PerFume '     

توجه بخطواته نحز المحل، فتح بابه الزجاجي ودخل، فوجد روائح العطور تملئ المكان، استنشق نفسا عميقا من الروائح بإنتشاء ثم زفره، جال بنظره في المكان فلمح خلف طاولة مكتب صغيرة تقف فتاة علي مقعد وتضبط بعض القنينات علي رف زجاجي، تعطيه ظهرها وتعمل بنشاط وأنتباه بالغ حتي انها لم تشعر به عند دخوله، اقترب منها قليلا وهو يتنحنح 

انفزعت الفتاة عندما سمعت صوته والتفتت ترمقه بفزع فالتوت قدميها الاثنتين ببعضهم البعض، اختل توازنها أثـر ذلك واهتز جسدها معلنا عن اقتراب سقوطها، عندما لمح ذلك اقترب سليمان منها سريعا وأحال يده بين جسدها وبين الأرض، ومع تماسكه لجسدها ومنع جسدها من السقوط ابتلعت الفتاة صرخة كادت تنفلت منها، توقف الزمن عند هنا لثانية حتي رفعت عيونها الفيروزتين له، حينها ايضا توقف الزمن مرة اخري، لكن عنده هو فقط، فتح فمه مشدوها وهو يراقب عيونها الفيروزتين اللأتان اصطدما بعينيه، وخصلات شعرها النية الفاتحة تسقط علي جفن عيونها فتمنع عينيه من التمتع بهما، كأنه غرق فيها ! حيث لم يرفع عينيه او ترمش جفنيه منذ ان سقطت عينيه عليها

أول من فاق من تلك الحالة هي، فتنحنحت وهي تنزع نفسها من بين ذراعيه، اخذت لحظات حتي استعادت جأشها، ثم هتفت بنبرتها العملية:-

_شكرا لحضرتك جدا

فاق اخيرا من تطلعه لها الغير مهذب علي حديثها، فنظف حلقه وأعاد الثبات لنبراته:-

_عفوا .. علي اية !

نقل ابصاره بتوتر نحو قنينات العطر و:-

_انا عايز ازازة برفان رجالي لو سمحتي 

توجهت نحو إحدي الرفوف:-

_عايز حضرتك ماركة معينة ؟

فكر قليلا قبل ان يتوجه بخطواته نحو نفس الرف الذي توجهت هي له وهو يقول:-

_تسمحيلي اختار بنفسي ؟

اؤمات بحسنا بكل رحب، فراح هو يبحث بين القنينات عن مبتغاه، وسط تحديقها به، كان سليمان طويل جدا، وهذة صفة تميزه في بعض الاحيان وتعيقه في احيان اخري، ملامحه كأنها منحوتة، ملامح رجولية شرقية ربما تكون عادية، لكنها فيها لمحة من التميز، له كاريزما خاصة هي التي تجعل العيون تتعلق به، نظرات عينيه في بعض الاحيان ولبعض الاشخاص تكون أسـرة، لـذا اذا طالع احدهم ونظراته رائقة .. قد تتعلق عيني الشخص بتلك النظرات الي أبـد الدهر، خصلات شعره البنية الفاتحة، حتي خصلات ذقنه المنبتة قليلا كانت بنية، ملابسه كانت تدل علي مدي ثراءه، رائحة عطره التي تنبعث منه تدل كذلك علي مدي ذلك الثراء، فذلك النوع من العطور هي لا تأتي به في محلها لغلاء سعره، كادت تكمل تفحصها له، لكن التفاف جسده لها لـ يناظرها اوقفها عن ذلك، فجالت ببصرها نحو إحدي الاماكن كي لا يعرف انها كانت تجحظ عيونها فيه منذ قليل، لا تعلم انه شعر بها وبمراقبتها منذ البداية، مـد يده بقنينة العطر لها وهو يهتف:-

_عايز الازازة دي

اخذتها منه وهي تساله بعدم تصديق:-

_بجد ؟ 


سأل متعجبا:-

_هو فيها حاجة ؟


أجابته بنبرة سريعة:-

_لا طبعا مش قصدي يافندم

صمتت لفنية قبل ان تتابع الحديث بثرثرة:-

_انا اصلي مصدومة انك اخترتها وفي مليون نوع عطر تاني غيرها من ماركات عالمية، دا البرفيوم اللي حضرتك حاطة فرنسي اصلي لشركة ' G dal ' اعتقد تمنها بالتقدير يوصل لـ 15 ألف جنية، فأنك تاخد ازازة متعديش الـ 500 جنية دا صدمني

بعيدا عن ثرثرتها الكثيرة التي اندفعت في وجهه مرة واحدة، هو تمتع لمراقبته لحركات يدها ووجها وهي تتحدث بتلك السرعة والانفعال، وجد نفسه بلا سـبب يبتسم، عندما لمحت هي ابتسامته نظرت للارض بخجل، لم يـدوم طويلا حيث سرعان ما رفعت عيونها لتقول بحماس:-

_تعرف اني انا اللي عاملة تركيبة العطر دي بنفسي علشان كدا مصدومة انك اخترتها، اصلي انا بعمل تركيبات كتير ومحدش بيعرف بيها خالص، واللي بيعرف مش بتعجبه إلا ناس قليلة طبعا

قالت اخر جملة بشفاء مزمومة بضيق، فوجد نفسه يقول سريعا ليراضيها:-

_مش كل الناس زوقها راقي علشان تعجبهم تركيباتك

بيسان بعيون لامعة أثر عبارته المجاملة لها:-

_فعلا ؟

ابتسم مجيبا عليها بصدق:-

_فعلا .. 

مـد يـده بالقنينة لها مرة اخري:-

_ممكن تاخديها بقي وتلفيهالي لفة تنفع لـ مناسبة عيـد ميلاد

اخذتها منه وتوجهت لـ الجهة الاخري من المكتب، اخرجت مجلد بنفسجي اللون وراحت تلف الهدية بطريقة راقية، كانت تقوم بعملها بتركيز لكن رغم ذلك لم تمنع نفسها من سؤاله:-

_عيد ميلادك مين ؟ اخوك ولا صاحبك ولا....

قاطعها بكلمة واحدة خرجت بدون ملامح متأثرة:-

_عدوي .. عدوي الوحيد كمان

توسعت عيونها بزهول لما قاله، حتي انها تركت ما بيدها وعادت ترجع له مرة اخري وهي تقول بحماس:-

_انا اول ما شوفتك قولت انك حد اوبه برضوا، انت اكيد من الناس اللي عندها اعداء وبتاع وبتمشي بسلاح .. صح ؟

كل ما قالته .. قالته بثانية واحدة بحديث متلاحق، حتي انه شعر ان انفاسه هو التي تروح لكثرة الحديث، توسعت عيونه بزهول من فـرط ثرثرة تلك الفتاة واندفاعها، لم يكاد يفوق من زهوله حتي تابعت هي:-

_لو معاك سلاح ورهوني بليز، ارجوك .. ارجوك

تابعت حديثها بـزم بسيط في شفتيها مما اعطاها مظهر طفولي لم يستطيع هو ان يتجاهله، فوجد نفسه يخرج من حزام بنطاله الـ سلاح ويريه لها بالفعل، لمعت بعيونها الاثارة وهي تلمح المسدس بين يديه، كادت تلمسه وهي تقول بسعادة:-

_الله .. دا مسدس بجد، هو انت ظابط ولا حرامي ولا قتال قتلة ؟

ابعد المسدس عنها وهو ينطق بتحذير:-

_دا ممنوع اللمس

نظرت له باستعطاف:-

_بليـز

تقابلت عينيه بعيونها، فوجد نفسه يتنهد بقلة حيله ويفتح كفها ويضع فيه السلاح بحذر، امسك يدها الاخري وراح يمررها علي السلاح لتستشعره عاملا علي الا تضغط علي شئ قد يؤذيهم، كانت سعيدة لـ الغاية بما تفعله وما يحدث، فلم تلمح وتشعر بـ سليمان التي زاغت نظرات علي خصلات شعرها التي تقبع اسفل بصره، وقد فاحت من الخصلات رائحة ورد الياسمين حتي وصلت لانفه، فوجد نفسه بلا شعور يقرب انفه من رأسها ليشتم عبيرها بقوة، وعندما فعل شعر بشعور غريب قد اجتاح جسده، كي لا يتأثر ويفكر بتلك المشاعر ابتعد فورا، حتي انها انتفضت لفعتله وليده التي سحبت السلاح من بين يديها دون سابق انذار

رسـم الجمود علي ملامحه وهو يقول:-

_لو سمحتي غلفي العطر، علشان لازم امشي

عادت مكانها لتقوم بتغليفه، مرت دقيقة ساد فيها الصمت بينهم، لكنها لم تستطيع ان تصمت اكثر من ذاك حيث عادت تسأل فضول:-

_مقولتليش انت حرامي ولا اية ؟ ومين عدوك دا ولية عدوك ؟

كانت قد انتهت من تغليفها، فاخذها من بين يدها وهو يقول بحدة:-

_وانتي مالك ؟ 

قالها بحدة لكي تصمت، فتلك الفتاة ادخلت فيه بتلك اللحظات القليلة التي مرت العديد من الذبذبات الكربائية التي لا يريد ان تزيد اكثر، لذا عليه ان يغادر بأسرع وقت بعد ان يمنحها نظرات من جليد وملامح من خشب


بالفعل صمتت وهي تنظر للارض بخجل، سأل وهو يخرج محفظة نقوده من جيب بنطاله:-

_الحساب كام ؟

قالت بنبرة جادة:-

_550 جنية يافندم 

اعطاها المال وتوجه صـوب الباب، قبل ان يخرج هتفت هي بنبرة عابثة:-

_بس علي فكرة لو شفتك تاني لازم تقولي مين عدوك دا


نظر لها مزهولا منها ومن حديثها، فمنذ لحظات ظن انها أُحرجت وانكسفت، وترغب بمغادرته بأسرع وقت، لكنه وجدها قد عادت لمرحها من الجديد، وعاد مبسمها للأبتسام بحرية مرة اخري، لاعبت حاجبيها وهي تهتف:-

_متركزش معايا علشان متهيسش 


وغمزت له بمرح


غادر المحل بحال غير الذي دخل به، دخل عابث الوطه وخرج مبتسما، رغم انه علي بُعُد خطوات من عدوه .. !!

                              . . . * . . .

                  ' فيــلا : حسـان رشــدي '


كانت مظاهر الاحتفال تظهر في كل مكان بالحفل، رقص وغناء، حركة ومرح، الاجواء مضيئة والجو في غاية الجنون، يقف واجد في إحدي الامامن مع إحدي رجال الاعمال يتحدث معه بشأن العمل، عابد مع فتاة يتحدث معها بمرح كبير، حسان ' امير الحفل ' ينتقل هنا وهناك ببسمة كبيرة مرتسمة علي شفتيه، قاطع تلك الاجواء دخول سليمان الحفل والمغلف البنفسجي بين يديه، توجه بخطواته نحو حسان، الذي بدوره عندما لمحه توقف عن التنقل ليرحب به، تعلقت عيني حسان بسليمان وعيون اخري كثيرة ك واجد وعابد مثلا .. وغيرهم الكثير 


مـد سليمان يـده بالمغلف لحسان عندما وصل له وهو يقول بنبرة باردة حاول بكل جهده ان يظهر فيها قليل من المودة:-

_كل سنة وانتي طيب ياحسان

اخذ حسان من بين يـده المغلف، قربه من فمه ثم عاد ينظر لسليمان ببسمة غريبة وهو ينطق بنبرة غريبة أيضا:-

_لسة عارف انا مجنون بأي ؟

سليمان بنبرة باردة:-

_لازم تعرف عن عدوك قبل حبيبك، بيحب اية قبل ما تعرف بيكره اية 

حسان بنبرة مُـؤيـدة له:-

_معاك حق 

بـدأ بفتح المغلف وهو ينطق:-

_تسمحلي أتفقد هديتك اكتر 

وبدأ بفتحها، اول ما وقعت عيونه عليها هو اللاصق الموجود عليه كلمة ' BeSsan's perFume '، فقال بنبرة ذاهلة:-

_كمان جايبلي من محلي المفضل، دا انت مراقبني بقي

لم يكاد سليمان يستوعب الأمر حتي تعلقت عيني حسان بأحداً خلفه، فقال وهو يرفع يده بمرح:-

_سينيوريتا بيسان قربي .. قربي

التفت سليمان بسرعة، فوجد بيسان خلفه بيدها مغلف رمادي اللون تطاوطه شرائط بنفسجية اللون، تقف علي بُعـد خطوات منه مرتدة فستان بسيط جدا في تصميمه، الا انه بـلا شـك جعلها الأجمل بين كل الموجودين، اقتربت ومنحت حسان هديتها وهي تقول بخجل من نظرات سليمان الموجهه لها:-

_كل سنة وانت طيب مستـر حسان

بيـد حسان فعل حركة ليجلب انتباه سليمان له، وبالفعل نجحت الحركة، فقال الاخر وهو ينظر لـ المغلفين بين يـديه:-

_هديتين من نفس المكان لنفس النوع، اية رأيكم افتح واقيم انهي الأحلي ؟

لم يهتم سليمان بحديثه، لكن بيسان قالت بحماس:-

_اها افتح وشوف انهي هتعجبك اكتر


وفي داخلها تبتسم بمكـر، فالصدمة ستكون لذيذة لـ الغاية، تلك التي سترتسم علي وجهه كلا من سليمان وحسان


اثناء انشغال حسان بفتح المغلفين، اقتربت هي من اذن سليمان وهمست بمرح:-

_مستر حسان هو عدوك ؟! واوووو

قرب هو فمه من اذنها يهمس بتسأل متضايق، ولا يعلم سبب لضيقه:-

_وانتي تعرفي مستر حسان منين ؟

لم تكاد تجيب حتي قال حسان بذهول:-

_مش معقول ....


بالقـرب من مكان وقوف سليمان، كانت تجلس ' ليان المنشاوي ' علي طاولة مع صديقاتها، التي قالت واحدة فيهم بأقرار وهي تتابع سليمان بعيونها:-

_مستحيل ياليان يحصل اللي بتفكري فيه دا، سليمان مش ممكن يقع بالحوارات الفكسانة بتاعتك دي

قالت بتحدي:-

_وان وقع ياشيري ؟

شيري بنفس النبرة المتحدية:-

_ان وقع، انا عندي استعداد انفذ اي طلب تطلبيه مني مهما كان

اؤمات ليان بحماس، ولكن اكملت شيري:-

_بس لو موقعش، انا كمان ليا طلب 

سألتها بعيون ضيقة وهي تعتدل في جلستها اكثر:-

_أية هو ؟

غمزت بعيونها وهي تقول:-

_هتعرفيه بعدين

تدخلت أخري في الحديث الدائر:-

_انتي مهتمة بيه اوي كدا لية ياليان ؟

نطقت ليان بزهول:-

_انتي مجنونة ؟ في واحدة تشوف حد زي سليمان ومتتجننش بيه ؟ دا فيه شوية صفات تهبل

نطقت الفتاة بلامبالاة:-

_بس كمان فيه عيوب كتير، دول بيقولوا انه صعب جدا التفاهم معاه، وقت غضبه بيقلب لواحد تاني خالص، ومع الجنس الناعم مش لطيف نهائي، والحقيقة الصفات دي متخليش حد يقرب لو فيه اية تاني حلو

ليان ببسمة أعجاب:-

_علشان الصفات اللي مش عجباكي دي، انا عايزاه


بحركة مسرحية وجهت شيري يدها نحوه وهي تنطق ببسمة خفيفة:-

_الساحة فارغة ليكي يالـي لـي


وهي كانت تنظر له بأهتمام، منتظرة اللحظة المناسبة لتبدأ بتنفيذ خطتها بالفعل

                             . . . * . . .

تأفف ادهم بضيق وهو يعاود كتابة حرف ' الباء ' من جديد، من اول الصفحة الي اخرها، وسوزان ترمقه بحب وتسلية من ضيقه الواضح هذا، ظل يـدون حتي كتب اخر سطر، حينها فقط القي بكراسته اخر الاريكة الجالس عليها وهو يصيح براحة:-

_اخيرا خلصت

نطقت سوزان بضحكة مرحة .. صادقة:-

_العيلة دي كلها، من كبيرها لصغيرها كانوا بيكرهوا الدراسة كره العمي

هتفت وجيدة مُـؤيـدة حديثها بضحك هي الاخري:-

_ادهم تقريبا كدا نسخة مصغرة من حركات واجد بية

سوزان وهي تتذكر إحدي الذكريات وتعاود نطقها بتذكر وضحك من الذكري:-

_اللي كان مشكلة هو سليمان، افتكر مرة ابوه ربطه في رجل السرير لحد ما يخلص كتابة الواجب

وجيدة بضحكة عالية:-

_كلنا كنا عارفين بفشل سليمان لدرجة ايام الثانوية والامتحانات عبد الحميد باشا الله يرحمه راح المستشفي مرتين من التوتر

سوزان بغيط من موقف سليمان البارد بذلك الوقت:-

_والبارد كان عامل زي التلاجة، يجي من الامتحان ملامحه متتقريش، طمنا ياسليمان يقول :

صمتت وعادت تهتف هو ووجيدة بصوت واحد:-

_نسألكم الدعاء بأن يصيب المعلم العمي وهو بيصحح ورقتي ياتيتا 

تنهدت سوزان وهي تكمل بفخر:-

_بس في الاخر صدمنا بمجموع كبير ودخل هندسة 

نظرت لـ ادهم رادفة بجدية:-

_عايزاك تطلع زيه .. سامع ؟

رد ادهم بمشاكسة وهو يترك البهو ويركض لـ الجنينة:-

_طيب ما ينزلي هو 

اخذت بعض الوقت حتي استوعبت ما قاله فقالت وهي ترمق وجيدة بدهشة:-

_شوفتي الواد ولسانه ؟

وجيدة بمرح:-

_طالع لـ عمه عابد بالظبط في لسانه الطويل

                    الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>