CMP: AIE: رواية خفايا القدر الفصل التاسع والعشرون29بقلم روان عرفات
أخر الاخبار

رواية خفايا القدر الفصل التاسع والعشرون29بقلم روان عرفات


 

#خفايا_القدر 

#الفصل التاسع_والعشرون..

#بقلم روان_عرفات.


تجلس إلى جانبه بالسيارة وبالخلف تجلس ميار ووالدتها أميرة.. تختلس النظرات له دون لفت انتباه أحد، بنظرات يشوبها التعجب لكونها أصبحت فجأة متزوجة من شخص يكن له القلب من مشاعر ما كانت تظن يومًا بأنها بداخله. 


ترجل الجميع من السيارة لتأخذ ميار أميرة لكي يذهبا إلى كافية لا يبتتعد كثيرًا عن مكانهم، تحت نظرات ندى المصدومة من فعلتها تلك... اقترب منها وهمس بجانب أذنيها:

- أنتِ مفكرة إنهم هيفضلوا معانا؟ لا يا مراتي ده أنا ليا حساب عندك ولازم أصفيه. 


قالها بمرح لتكتم ابتسامتها هي باعجوبة وتحركت معه لداخل النادي الصغير إلى نوعًا ما .. كان يوجد ستارة بزاوية ما بالنادي يحجب رؤية ما بخلفه لكي يجلس معها بكل أريحية دون خوف من أي شخص يراها .. تقدما منها ليضغط مالك على زر بالستار لتضاء الانوار من كل الاتجاهات ليتبين ما بخلف هذه الستائر. 


دخلت معه للداخل بفرحة كبيرة تحتل قلبها، كانت تتوسط طاولة صغيرة الحجم بمقعدين بأطعمة تُحبها ندى.


أخرج من سترة بدلته قطعة من الشوكولاه المغلفة بطريقة سلبت عقلها حيث أنه كان يلفها بشريط أحمر اللون مع وضعه لصورتها أسفل الشريط .. وضعت يدها على فمها بصدمة وأمسكتها بين يديها بفرحة ظهرت جليًا عليها مع ضحكة خفيفة خرجت منها وناظرته بخجل.. اقترب منها وقال بهمس وهو لا يفصل بينهما سوى بعض الخطوات فقط:

- أنا أهم حاجه عندي أسمع ضحكتك والباقي عندي يهون .


رفع النقاب من على وجهها لتتبين وجنتيها الملتهبة إثر خجلها منه مما جعله ينفجر ضاحكًا عليها .. قال مالك بابتسامة:

- اللي قدامي دي مش ممكن تكون اللي كانت بتقول لي بكل ثقة "أنا محطوط ليا وقت ولازم اخده لأنه حقي!" 


قلد نبرة صورتها مع انفجاره بالضحك مُجَدَّدًا شاركته هي الضحك بخفوت ودقات قلبها تتراثب من هذا القرب.. هدأ قليلًا وقال بحب بعدما أمسك يدها بين يديه:

- اللحظة دي اتمنيتها من أول مرة شفتك فيها .. من أول ما عيونك وقعت على عيوني وأنا جوايا شيء خفي اتحرك جوايا .. يومها حسيت إني محتاج اكلمك، محتاج اسمع منك، محتاج اسألك مالك لأني حسيت بيكِ من عيونك .. كنت محتاج حاجات كتير بس طبعًا ما كنش ينفع في جميع الاحوال.... من يومها وأنا مش على بعض وكل اللي في دماغي أنتِ يا ندى . 


طبع قبلة حانية على جبينها وسار بها للطاولة وجعلها تجلس على كرسي وجلس هو مقابلًا لها.. جلست وأخذت تأكل بنهم ظنًا منها أنها ستمحو خجلها بهذه الطريقة تحت نظرات تلك المسكين الذي يُناظرها بصدمة.. رفعت عينيها عليه لتراه بحالته تلك لتتمتم بضحكة خجولة:

- والله مكسوفة .


قال بصدمة:

- مكسوفة ! 


اماءت عدة مرات لينفجر ضاحكًا عليها عندما تابعت أكلها بنفس الطريقة مع تصويرها للطعام كما طلبت منها أوركيد وحركاتها الطفولية،صاح بضحكة عالية: 

- متجوز طفلة يا نـااس .


صمتت ندى لبعض الوقت 

- كان حلم صعب الوصول ليه.. كنت بستغرب من نفسي وأنا بفكر فيك، كنت بدايق من تفكير ولهفتي في لُقاك، لحد ما اتكلمت مع تيتا ونصحتني بأني ابطل تفكير .. لأن لو ليا نصيب ليك يبقى حاجة حلوة ليا ولو لا يبقى ماتعبش لأني وقتها هكون شغالة بفكر فيك وأكيد هحبك من كتر التفكير.


قاطعها مالك بصدمة: 

- وأكيد إيـهه؟ 


توترت وأخفضت رأسها خجلًا مع قولها بتوتر:

- أنا قصدي يعني من كتر التفكير فيك كنت .. يعني! يـوه .. أنا شكلي عكيت الدنيا. 


أمسك يدها وقال بابتسامة مطمئنة:

- أنتِ مع جوزك وحلالك .. احنا آه مانعرفش أي حاجة عن بعض بس قلوبنا وأرواحنا تعرف .. وبعدين مسيرنا نعرف كل حاجة، ده أنت أم عيالي باذن الله .. ما فيش حاجة اسمها عكيت الدنيا معايا. 


ابتسمت بحياء واندفعت في القول دون التفكير فيما تقوله:

- في عز ضعفي بلاقيك رشقت في دماغي وطمنتني. 


ابتسم مالك باتساع وعضت هي شفتيها غيظًا من ذاتها .. قال بهمس بعدما اقترب منها وضمها إليه: 

- اللي جوه القلب أوقات ما بيتعرفش يتقال .. وأنتِ ساكنة القلب وكأنك معرفة من زمن! 


❤ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤


دخلت لمنزل يوسف بعدما طلبت منها وعد جلب حقيبتها التي وضعتها بالمطبخ سهوًا .. جاءت لكي تدخل المطبخ وتيبست مكانها عندما استمعت لأنين شخص يبكي بخفوت لكيلا يستمع إليه أحد .. دارت بجسدها بأيدي مرتعشة لأنها للحظة علمت من هو هذا الجالس قبل رؤيته! 


رؤيته كانت متوقعة لكنها صُعقت من منظره وبكائه الذي أدمىًّ قلبها حُزنًا عليه، كان يجلس بالصالة بجانب أريكة ما بها، منزويًا في أحد أركانها ومبتعدًا عن الانظار .. واضعًا رأسه بين قدميه يبكي كطفل صغير .. لأول مرة تراه بهذا الضعف الذي هو به الآن، لأول مرة تشعر بحاجة جامحة في ضمه إليها والتخفيف عنه رغم أنها بحاجة لمن يخفف عنها اعباء الدنيا.  


اقتربت منه بتوجس، اصبحت أمامه وهذا ما زاد من ارتعاش يدها ودقات قلبها بقربها منه وهو بهذه الحالة.. تساءلت بهمس وتوتر جعل نبرة صوتها مهزوزة:

- أأ .. أنت كويس؟ 


رفع عينيه عليها بضعف يحتلها، بوهن يستحوذ على جميع كيانه، ارهاق يكاد يدميه تعبًا .. يشعر بأن ألم قلبه سيكون سببًا في فقدانه لحياته... لحظة! على أي حياة هو يتحدث بالتحديد؟ حياته المليئة بالخيانة والطعنات من أقربهم حُبًا لقلبه؟ أم حياته التي لم يرى بها خيرًا؟ أم حياته التي عبارة عن فعل المحرمات فقط؟ على أي حياة هو يتحدث؟ 


قلقها البادِ عليها جعل بصيصًا من الأمل يتسلل لقلبه لرجوعها واصلاح جميع اخطائه، توترها ذاك جعله يُريد الامساك بهما وتقبيلهما بحنانٍ وتعويضهما عن جميع الأيام بعدًا عنهم .. عينيها الخائفة عليه جعلته بحاجة جامحة في الارتماء في احضانها وضمها بكل قوته، يضمها حد الألم... أحيانًا الألم في مثل هذه اللحظات قوة.... قوة تتمكن خلف شيءٍ يُسمى ألم... لكن في الحقيقة هو أمان وطمأنينة تتمكن خلف هذه القوة. 


نبرة صوتها المهزوزة جعلت جميع قوته المزيفة تتبخر وكأنها لم تكن، وكأنه لم يحاول في التخلص من ضعفه لكي يستطيع اصلاح ما حدث .. بسؤالها جعلت كل ما يحاول فعله يتبخر في غمضة عين... كان يُريد قول أشياء عدة لكنه لم يتفوه بأي شيء خطر بباله سوى كلماته التي خرجت بجفاء: 

- امشي يا أوركيد . 


تعلم تمام العلم أن رغبته في الجلوس بمفرده ليست إلا لأنه لا يُريد رؤيتها له بهذه الحالة، وعلى الرغم من كل شيء بها يرفض الاقتراب اقتربت .. حاربت ذاتها بهذا القرب... بداخلها شعور بأنه يحتاجها، تركت جميع ما يغضبها منه جانبًا، تخلت عن كبريائها وخيانته واقتربت منه رغم صراخه طالبًا إياها بالابتعاد. 


جلست أرضًا بجانبه اقتربت منه بدموع، فتحت ذراعيها إليه.. نظر إليها مُطولًا وبدون تردد ارتمى بداخلها ببكاء جعلها تلف يديها حوله وكأنها تُريد ادخاله بداخلها ومحو كل ما بداخله. 


شدد من احتضانه عليها بقوة آلمتها، كان كلما اشتد بكائه شدد من احتضانه عليها وهو يعصر خصرها عصرًا.. ضمته إليها بذات القوة وأكثر، بداخل كل واحد منهم ألم يُريد التخلص منه في احضان الآخر.. ببكاء وضعف يحتلهما. 


غير عابئين بهذا الواقف على باب الغرفة بعينان دامعتان، على حال ابنته.. يشعر بالخوف من هذه العلاقة التي لا ملامح لها ! 

تنهد بعمق داعيًا ربه بتيسيير الحال وترك كل حموله عليه.. سيدبر الأمر بالتأكيد. 


❤ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤


- بتدور على إيه يا حبيبي؟


قالتها وعد لأمير الواقف بمنتصف المنزل بعدما كان بالطابق العلوي وعلامات التعجب والقلق يحتلان ملامحه .. اسند يده على المنضدة بوهن وقال بدموع:

- ورد .. ورد يا ماما مش لاقيها .. سألت عليها أوركيد وسجدة والكل وماحدش عارف هيا فين .. ورد مش متعودة تختفي كده! 


اقتربت منه وعد بقلق وربتت على كتفه بحنان قائلة: 

- اهدا يا قلب امك مش كده .. زمانها عند جاسر ولا غادة أو عند سراج .. ما تخفش .  


هدأ قليلًا وخرج من الحديقة بصحبتها ليرى سراج يقترب منهما والقلق ظاهر عليه للحد الذي جعل دقات قلبه تتواثب بطريقة أتعبته.  


قال أمير محاولًا منه تهدئة نفسه:

- لسه كنت جاي لك .. كنت هسأل على ورد .. هيا معاك؟ 


نفى سراج بقلق وقال: 

- أنا لسه كمان كنت جاي اسألك عنها .. شفتها خرجت من الباب بتعب ولما سألتها قالت انها تعبانة وهتروح البيت ترتاح .


عند تلك اللحظة فقد صوابه مما جعله يصرخ بوجههم:

- وأنـاا اهو في البيت .. حضرتها راحت فيينن؟  


أمسكته وعد وقالت بحدة من عصبيته:

- اهدا يا أمير مش كده .


وقف سراج بقلة حيلة.. بدقات قلب عالية وخائفة، قد صدق في كلامه هذا الأبلة .. اخبره بأن العقاب سيكون أصعب مما يتخيله.. سيعاقبه بتوأمه التي وجدها بعد عذاب ليالي وسنين؟ 


عند هذا التفكير لن يعطي أي ثانية تمضي دون التفكير فيما سيفعله به، إن وصل الحد لورد سيقتله لا محالة.. لن يجعل لأي شيء يبعده عنها .


ركض سريعًا للخارج وصعد دراجته النارية وانطلق بها بسرعة البرق تحت نظرات أمير المصدومة من فعلته... ركض خلفه ولكنه لم يتمكن من اللحاق به، نظر لوعد وقال بقلة حيلة وضعف:

- أكيد يعرف حاجة .. هدوئه ده وراه حاجة . 


ضمته إليها بدموع ليقترب منهما يوسف وإلى جانبه جاسر الذي ما إن علم لم يشعر بقدميه تحملانه مما دفعه للجلوس على الأريكة بضعف ودموع تنسال .. كما غادة التي أخذت تصرخ بجنون حينما علمت بأنها ليست بالمنزل بعدما أجرت



 عدة اتصالات بصديقات ورد ومعارفهم ظنًا منها أنها ذهبت إلى أحد، كما كرم الذي ترجل دراجته ومعه وليد باحثين عنها بالشوارع داعيين ربهما بسلامتها.. لينقلب الحفل لنحيبٍ وقلق احتل العائلة بأكملها بغيابها المفاجئ! 


❤ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤


فاقت من غفوتها الثقيلة وهي تحاول فتح عينيها من اضاءة الشمس المتسللة من شرفة صغيرة بهذا المكان المهجور الذي لا تتبين معالمة لكونها ما زالت نائمة .. فتحت عيناها محاولة منها الاعتدال في جلستها لتشعر ببرودة اسفلها لتنظر للأرضية المليئة بالماء كما ملابسها المبتلة .


أغمضت عينيها وجعًا ثُمَّ قامت بفتحهما سريعًا... نظرت حولها متفحصة المكان بخوف تسلل لقلبها من منظر المكان المهجور والذي لا يوجد بداخله سواها... انسالت دموعها رغمًا عنها،



 أخذت تصرخ بصوت عالي لكن لا يوجد من يسمعها أو يوجد ولكن توجد تعليمات أشد قوة من أن يضعف قلب أحد منهم وانقاذها . 


شعرت باهتزاز هاتفها في سترتها مما جعلها تبتسم بفرحة كبيرة.. جاهدت في اخراجه اكون يديها مربوطتان بحبلٍ ضخم، وأخيرًا استطاعت اخراجه بعد محاولاتٍ عدة .. اخرجته




 وارسلت رسالة نصية لأول رقم ظهر أمام ناظريها بكلماتٍ لا تعد تزامُنًا مع فتح باب المخزن التي هي به ودخول رجل وخلفه الآخر بنظراتٍ جعلتها تصرخ فزعًا .


❤ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤


ضرب المكتب بقدمه صارخًا بعصبية مفرطة:

- اختي مش موجودة ليها خمستاشر ساعة وأنا لحد دلوقتي مش عارف مكانها فين .. عارف المجرم وقاعد متكتف لييـهه. 


نهض ناصر من الكرسي الذي أمام مكتب سراج .. اقترب منه وقال بهدوء مربتًا على كتفه: 




- ما تهدا يا سراج .. كلنا عارفين المجرم بس ما فيش حاجة ضده .. اثبت كده إن اللي خاطفها كريم الصريفي... محتاج أدلة وشهود، لكن هو مافيش أي حاجة تقول إنه هو الفاعل! 

اهدا وخلينا نعقل الامور بهدوء . 


قال سراج وهو يهم بالانصراف:

- وأنا مش هقدر افضل كده واختي الله وأعلم هيا فين. 


خرج مسرعًا من الجهاز وتتبعه ناصر خوفًا عليه، صعد سراج سيارة اجره عازمًا الذهاب لشركة المدعو كريم. 




ترجل من السيارة بشر يتطاير من عينيه، أعطى السائق اجرته وصعد للأعلى وهو لا يرى أمامه من شدة غضبه.. توقف أمام



 مكتب السكرتير الخاص به بعدما علم مكان المكتب من أحد العاملين بالشركة .. لم يعطي فرصة واحدة للسكرتير أن يمنعه



 للدخول، دخل المكتب بعصبية مفرطة وعلى الرغم من صدمة هذا الجالس على مقعدة ألا أنه أردف بسخرية وضحكة ساخرة:

- اهلًا اهلًا بريحة الحبايب . 


اقترب منه وهو يجز أسنانه غيظًا وأمسكه من لياقة قميصه وصاح بعصبية:



- قسمًا بالله يا كريم لو حصل حاجة لورد ما هتشوف مني خير أبدًا .. أنا حذرتك واللي هتعمله هتلاقي اضعافه بيترد لك .. عند ورد ومية خط احمر .. فاهم؟ 


قهقه بسخرية وابعد يديه عنه بقوة آلمت يدي سراج قائلًا ببرود:

- هيا المرحومة قبل ما تموت ما قالتلكش تحترم اللي اكبر منك ولا إيه؟ 


أغمض عينيه محاولًا منه تهدئة نفسه لكيلا س

يتهور ويقتله في هذه اللحظة، فتح عينيه مُجَدَّدًا وقال بتهديد:  

- ما تجبش سيرتها على لسانك .. هيا اطهر من إنها تتذكر على لسان واحد قذر زيك . 


أخذ كريم يردد اسم سوسن بتمعن وبضحكة ساخرة يطلقها لكي يثير حفيظة ذاك الواقف أمامه .. لم يحتمل سراج أكثر من


 ذالك... هو يُريد اغاظته وهو بالفعل يشعر بجميع أنواع الغضب تجاهه .. اقترب منه بوجه لا يبشر بالخير وقبل أن يمسكه كان أسرع كريم حينما قبض على يديه وقال بصرامة: 




- خلي قوتك دي تنفعك لما تشوف اللي هوريهولك .. وبعدين ما اتخلقش اللي يمد ايده على كريم الصريفي، حط دي في دماغك كويس يا... سراج .


اخرج هاتفه من جيب بنطالة ووجهه إلى سراج الصامت تمامًا، ليتبين فيديو لورد مقيدة بالحبال وبجانبها جاسر بذات الحالة



 بل وأصعب لكون الفيديو يظهر مدى الألم الذي يشعر به ودموعه التي تنسال على خديه وهو يحتوي ورد بين ذراعيه... اغلق كريم الهاتف مع قوله:




- سيبك من القضية هتلاقي اختك وابوك .. مش هتسيبك منها يبقى اترحم عليهم وخليك محروم طول عمرك . 


جلس على كرسي المكتب وقال بانشغال مصطنع:

- اقفل الباب أنت وماشي وسلم لي على الحبايب كلهم . 


رماه بنظرة متوعدة وخرج من المكان أكمل لتأتي له رسالة من أمير يخبره كون جاسر ليس بالمنزل منذ ما يقارب الخمس



 ساعات وهاتفه مغلق مما جعله يصرخ بصوته غضبًا وغيظًا وقلة حيلة لكونه لا يمتلك أي شيء بجعله يقبض على هذا المجرم... ولا يوجد امامه سوى شيء واحد فقط وسيفعله..


❤ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤


واضعًا راسه على موقد السيارة بوهن، لا يعلم كم مر من الوقت وهو بحالته تلك، منذ الصباح وهو بالشوارع بحثًا عنها .. والآن الساعة الثامنة مساءً ولم يجدها . . من جانب قلقه عليها وخوفه من أن يصيبها مكروه، ومن جانب آخر أنه اشتاق لها .. اشتاق لرائحتها، مشاغبتها، ضحكتها وابتسامتها التي يعشقها،



 صوتها الذي يطمئن قلبه .. كل شيء بها اشتاق له حد الهلاك .. للحد الذي يجعله لا يقوى على فعل أي شيء... لا يُريد سواها لكنها غادرت، غادرت ولا يعلم مكانها. 


أخذ يبكي ويجفف دموعه ولكنها تتمرد وتنسال على وجنتيه بغزارة جعلته ليس بقادرٍ على ايقافها .. لا يجيد فعل أي شيء، يريد انقاذها بأي شكلٍ كان.. المهم عنده أنها ستبقى إلى جانبه .


اخرجه من حزنه وبكائه صوت هاتفه الذي انتشله من جانبه بسرعة ظنًا أنها هي لكن خاب ظنه حينما وجده أخيه كرم، قام بالضغط على زر الاجابة ليأتيه صوت كرم:

- تعالى سراج مستنينا في البيت .. محتاج يتكلم معانا في موضوع مهم . 


أنهى حديثه وأغلق دون أن يضيف أي حرف.. تنهد أمير بعمق وانطلق سريعًا للمنزل ببصيصٍ من الامل تسلل لقلبه لكون سراج يعرف مكانها. 


وصل للمنزل في أقل من عشر دقائق وترجل من السيارة بسرعة كبيرة راكضًا للداخل ليرى الجميع متواجد بمنزل والده .. اقترب من سراج وقال بدموع: 

- لقيتها صح؟ قول لي انك لقيتها يا سراج . 


ضمه سراج بين ذراعيه وقال بدموع:

- باذن الله هنلاقيها .. خليك قوي لأني محتاج لك يا أمير .


جلس الجميع وأخذسراج يسرد لهما قصة كريم الذي علمها من والدته واستمع للتكملة من أمير .. تحت صدمة الجميع بما يقوله، سرد جميع ما حدث حتى آخر مقابلة بينه وبين كريم


 التي قبل ساعاتٍ قليلة قبل مجيئة لمنزل يوسف واختطاف جاسر الذي قاله بدون قصد مما أثار حفيظة جميع الجالسين.


قطع حديثه صوت سجدة التي أتت توًا من الخارج قائلة بلهاث وهي تصع يدها على قلبها تعبًا: 

- ورد بعتت ليا رسالة الساعة سبعة الصبح وأنا حالًا اللي شيفاها .


                الفصل الاخير من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-