
نوفيلا مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي
الفصل الأول
بقلم شروق اشرف
بداخل غرفة يتخللها الظلام ماعدا ذلك الشعاع الضوئي المُنبعث من ضوء
القمر متسللاً من شرفة تلك الغرفة ليسقط إنعكاسه علي أعيُن ذلك الغريب
الذي يفترش سريره الفحمي اللون مُغمضاً عينيه في سكون يستمع لذلك
الهدوء الذي يسيطر علي أجواء غرفته , ثواني و وصل لمسمعهُ صوت
خطوات يعرف صاحبها حتى توقفت تلك الخطوات بالقرب من فراشه
و ألتزم صاحب تلك الخطوات الصمت لدقائق معدوده ثم أردف بعتاب ممزوج
بالحزن علي حالة شقيقه: و بعدين معاك بقا يا تميم ، هتفضل كدا لحد امتى
انسي بقا و عيش حياتك و بلاش توقفها علي ناس متستاهلش
إستمع الآخر لكلماته ثم فتح عيناه بهدوء حتى إنعكس ضوء القمر
فيهما فأظهر لونهم بوضوح , إستقام موجههاً نظرة باتجاه أخيه و بلا مبالاة رد قائلاً
: مالي يعنى يا سليم باشا ، انا الحمد لله في افضل حال و معرفش انت
بتتكلم علي ايه ولا علي مين
سليم :حقيقى متعرفش ، طيب اكدب ع الدنيا كلها لكن هتكدب عليا ازاى ده
انا تؤامك اللي بحس بيك من غير ما تتكلم ، انا قلبي بيوجعنى كل يوم و انا شايفك كدا
تميم : سليم قولتلك مفيش حاجة ، انت اللى مكبر الموضوع و بتعطيله حجم اكبر من حجمه ، عادي يعنى هو ايه اللى حصل
ذُهل و إندهش من عدم المبالاة التى يراها جديدة في نبرة تؤامه هو يعرف كم
صُدم و لكنه لم يتوقع ان يصل به الحال لهذا الكم من البرود و اللامبالاه يعرف
إنه يعانى بصمت و الوجع يظهر بصوته الذى يحاول جاهداً ان يخفيه عليه
و لكنة ادرك انه ان لم يتحدث الان و يخرج غضبه و وجعه فسيستغرق وقتاً طويلاً لمعالجة جروحة لذا إنفجر به قائلاً
سليم : لا عندك حق فعلاً أنا بكبر الموضوع من مفيش ، فوووووق بقا
يا تميم هى عمرها ما حبتك ولا شافتك أكتر من فرصه عشان تحقق
طموحاتها و أحلامها اللى كلها بتدور في دائرة واحده و بس و هى دائرة الفلوس
، كتييييير حذرتك منها انا من ساعة ما شوفتها و انا حاسس انها زى التعبان
اللى مستني الفرصة عشان ينشر سمه و حذرتك منها بدل المرة الف بس انت ديماً كنت بتستخف بكلامى و النتيجة كانت ايه
أحس بوجع قلبه يزداد أضعافاً و انه لم يعد لديه القدرة علي الاختباء
خلف حائط البرود و اللامبالاه لذا و بدون سابق إنذار انفجر في تؤامه قائلاً
تميم : النتيجة ان كلامك طلع هو الصح و ان إحساسي طلع غلط
و قلبى طلع غبي غبي عشان حب انسانه حقيرة زى دى غبي عشان متحكمش
في مشاعرة و غبي عشان كان شايف الحقيقة قصاد عينه و مع ذلك كان
بيكدب عينه و يطنش عقله و مصدق مشاعرة تجاه انسانه كدابه متعرفش
شئ يُذكر عن الحب و المشاعر كل همها الفلوس و بس و مع اول مشكله
رمت اكتر واحد كان بيحبها و مستعد يضحى بحياته عشانها و جرت علي
اكبر اعدائى و تانى يوم بعد ما نهت خطوبتنا و بمنتهى البساطة
كانوا بيعلنوا خطوبتهم و انا اللى بقيت نكته للكل و الغبي ده برضوا
مكتفاش انه جرح نفسه لا ده خسركم شركتكم اللى ابويا بناها من الصفر
جيت في لحظة و هديتها مش ده اللى عايز تقوله برضوا يا اخويا يا تؤامى
سليم : لا يا تميم انا عارف كويس اوى انك ملكش ذنب في اي خسارة
حصلت و متاكد ان اتلعب عليك لعبه كبيرة اوى زى ما انا متاكد انك
تقدر في لحظة ترجع كل حاجة زى ما كانت و احسن كمان و تقدر
توقف الشركة تانى و تعوض الكام مناقصة اللى خسرناهم بذكائك
، ذكائك اللى بابا ديماً بيراهن عليه لدرجة انه سابلك زى ما بتقول تعب
عمره كله بين ايديك و هو واثق في ذكائك و مهارتك و احنا كلنا
واثقين فيك يا تميم عشان كدا عاند و اقف تانى و اتحدى اي حد يحاول
يوقعك انا عارف ان الضربه كانت شديدة عليك بس صدقنى الشاطر هو اللى
يتعلم من الضربه اللى تجيله من اعدائه
حاول الاعتراض قائلاً = بس يا سليم انا ..
سليم : مفيش بس انا عايز تميم اخويا اللى عمر ما حاجة هزمته
، اخويا اللى علي الرغم من اننا تؤام بس بوقفته جنبى و مساعدته
ليا كنت بحس انه اكبر مني ب١٠ سنين ، عايز اخويا اللى مش بيستسلم
اللى لما عمل حادثه و هو صغير و كانت رجله في احتمال انها تتبتر
لكن بثباته و إيمانه و رضاه ب أمر ربنا و الحمد لله اللى كان ديماً بيرددها
جه الدكتور و قال انه لاقي حل و عمل العمليه و العلاج الطبيعي اللى
بعد العمليه اللى كان بيتعبه بس عمرى ما شوفته اشتكى و ديماً كان بيردد
الحمد لله و مع اصراره في فتره قليله جداً رجع يمشي تانى علي رجله
احسن من الاول كمان ، تميم اخويا اللى وقف مع بابا في الشركة من وهو لسه
في ثانوى و كان بيكسب مشاريع و بيكبر الشركة مع بابا و عمره ما اشتكى
من تقل الحمل عليه ما بين الشغل و المذاكره ، قوووم يا تميم كلنا محتاجينلك جنبنا
تميم : و انا عمرى ما هتخلي عنكم ابداً ، و من بكرا ان شاء الله هكون في الشركة و مش هسكت الا و انا معايا حل للازمه دى
أراد ان يُخرجة من حالة الحزن و الاكتئاب التى كان يعيشها فردد بمرح قائلاً سليم
: ايوه كدا يا عم بقا فك كدا و اطلع دى ست الكل شمس هانم مقطعة
نفسها عياط عشانك و مش راضيه تاكل او تتكلم مع حد فينا و بابا قاعد
يحاول معاها و هى ابداً و البت مريم قلبت ارجوز و برضوا مفيش فايده هى عايزه حبيب القلب اطلعلها يا عم
تميم : ماما و مقولتش ليه يا حيوان من الاول امشي اطلع قدامى
سليم : تصدق انا فعلاً حيوان و مهزأ انى جيت اتكلم مع اللى زيك ... لا بص متبصليش البصه دى انا اصلاً مبخافش
تميم : سمعنى كدا بتقول ايه
سليم : لا يا كبير مقولتش انا هتنيل اطلع العمر مش بعزقه انا لسه شوباب عايزه اتجوز اه 🏃🏻♂️
خرج من غرفته بعد فرار أخيه منه و أخذ يتوعده و لكنة توجه لرؤية
والدته الحبيبه أولاً ، فهو يدرك انه اخطأ عندما ترك ما حدث معه يؤثر
بوالدته الحبيبة وجدها تجلس حزينه يحتضنها والده في محاوله منه
للتخفيف عنها و شقيقته تجلس تحاول ان تخرجها من حزنها و تكاد تشبه
المهرج بحركاتها المجنونة، فقال تميم : كدا يا ماما يا حبيبتى ينفع
اللى بتعمليه ده ، يعنى ايه من انبارح ماكلتيش حاجة افرضى بعيد الشر حصلك حاجة نعمل ايه من غيرك يا نور بيتنا
فرحت كثيراً لرؤياه و اخدت تتحس وجهة كأنها تتاكد من وجوده
أمامها و ارتمت في احضانه باكيه مرددة - يا حبيبى انا بخير طول
ما انت بخير انا صعب عليا اشوفك كدا بقالك اسبوع جيت قفلت اوضتك
علي نفسك و حاولت اتكلم معاك بس مردتش عليا قلقت اوى عليك
و بالذات بعد اما عرفت اللى حصل ... انا اسفه يا بنى اسفه يا نور عيونى
تميم : بتتأسفي علي ايه بس يا امى ده انا اللى مفروض اتأسفلك و اتأسفلكم كلكم علي اللى حصلكم بسببى
شمس : لا انا مكنتش مرتاحة للبنت دى من الاول يا ريتنى عارضتك
و سمعت كلام باباك يمكن لو كان ده حصل و مكنتش خطبتها مكنتش
اتعلقت بيها كدا انا اسفه يا حبيبى
تميم : لا يا امى لو فيه حد غلط و مفروض يتأسف يبقى انا و الموضوع
ده بالنسبه لي انتهى خلاص و قفلته انا بس عايزكم تسامحونى و تعطوني
فرصه ارجع كل حاجة زى الاول اوعدكم ، انا متأسف يا بابا انى
مكنتش أد ثقة حضرتك و خسرتك تعبك طول السنين اللى فاتت و هديت
حلمك في لحظة غباء منى و أوعدك انى هرجع كل حاجة احسن من الاول بس اعطينى فرصه
رد والده الذى كان يستمع لمحادثته مع والدته * تميم انا واثق فيك و متاكد
انك أد الثقه اللى عطتهالك ، انا سيبتلك الشركة و حملتك فوق طاقتك
بس متاكد انك هتحافظ عليها و الموضوع ده لما حصل منزلكش
من عينى بالعكس انا واثق انك هتقوم و تقف علي رجلك تانى ، انا عارف انى مخلف رجاله
تميم : و انا أوعدك يا بابا انى هبذل كل جهدى عشان ارجع الشركة
تانى احسن من الاول و هثبت للكل ان شركة الشامى موقعتش
و هعرف الخاين اللى كان بينقل كل اخبارنا للمنافسين
أحمد : و انا في ضهرك يا بنى وقت ما تحتاجنى انا موجود
و لو عايزنى انزل معاك الشركة تانى من بكرا
تميم : لا يا بابا انا غلط و انا هصلح غلطى بنفسي و انا عارف هعمل ايه كويس ارتاح انت و انا هرتب كل حاجة
أحمد : تمام يا تميم اللى يريحك يا بنى
توجه سليم لوالدته مردداً _ شوفتي يا ست الكل طلعتلك
هولاكو من الاوضه بتاعته اهوه ، فرفشي بقا و روقى يا شمسي
أحمد : ولد ايه فرفشي دى و كمان انا مش قولت الف مره محدش يدلعها غيرى انا ولا هو كلامى مبقاش يتسمع
سليم : يا حج روق كدا و خليك فريش و بعدين ما هو سي
تميم قاعد يدلع فيها من ساعتها ولا هى جات عليا ، ايه العيله دى
انا اصلاً خساره في العيله دى مش عارف انا جيت العيله دى غلط باين انتوا متاكدين انى ابنكم و انى تؤام هولاكو ده
مريم : تعرف يا ابيه انا احياناً كتير بقعد مع نفسي كدا و اقول يا بت يا
مريومة ازاى ابيه سليم و ابيه تميم تؤام يكونشي اتلغبط مع حد في المستشفى🤔
سليم : تفتكرى يا بت يا روما 🤔🤔 بس انا و هولاكو ده شبه بعض اوى مفيش غير لون العنين بس مختلف
مريم : افتكر جداً يا ابيه 😌 و بعدين عادى ما في ناس كتير شبه
بعض و هما مش اخوات اصلاً انا لسه قرأ روايه انبارح كانت فيها
اتنين شبه بعض اوى بس مش اخوات ولا يعرفوا بعض
سليم : لا بدل رواية يبقى كدا الحكايه دى لازم اتاكد منها انا اروح بكرا
و اعمل تحليل DNA اه ما هو لازم نتاكد و اا ....هما مالهم ساكتين و بيبصولنا كده ليه يا بت يا روما
مريم : مش عارفه بس علي ما اعتقد و ده علي حد اعتقادى اننا هنتشلوح الوقتى
سليم : هنتشلوح يا بيئة😒 مين بيعلملك الألفاظ دي يا بت
مريم : انت يا ابيه 🥺
سليم : لا ان كان انا اوك انا افتكرتك انحرفتى و عرفتيها لوحدك و اا.....
هو فيه ايه يا جدعان مالكم كلكم كدا بتبصوا عليا انا و البونية الغلبانه
و يكأنكم هتقوموا تقتلونا
تميم : و يكأننا لا يا حبيبى ده انا فعلاً هقوم أعلقكم حالاً
مريم : طيب يا ابيه اجيلك وقت تانى شكلك متهور دلوقتى .. اجررررررررى يا مجدى 🏃🏻♀️🏃🏻♀️
سليم : اه يا وطيه طيب استنى خدينى في إيدك 🏃🏻♂️🏃🏻♂️
أحمد : الاتنين مجانين زى بعض مش عارف امتى هيعقلوا طيب مريم
و لسه صغيره انما الدكتور سليم اللى المفروض اخوها الكبير هيعقل امتى مش عارف
شمس : ما تسيبهم يا احمد براحتهم دول فاكهة البيت
تميم : فاكهة ايه بس يا ست الكل و الله انتى طيبة 😹 انا هقوم دلوقتى عشان ورايا شغل كتير تصبحوا علي جنه يا حبايبى
أحمد و شمس : و انت من اهل الجنة يا حبيبى
في مكان اخر .......
نجد فتاه في العشرين من عمرها تفتح بابا شقة جدتها التى
تعيش معها منذ وفاه والديها و تسير بهدوء يخالف عينيها التى
تمتلئ بالمرح و روحها التى تعج بالمشاغبة ، تبحث بعينيها ذات اللون
العسلي التي تشبه والدتها كما تخبرها جدتها دائماً تبحث هنا و هناك علها تجد ضالتها
شروق : تيته يا تيته يا حته سُكرة ... فينك يا زوزو بس
الجدة زينب / زوزو : انا هنا في المطبخ يا شموستي
شروق : يا زوزو انا كام مره اقولك اسمى شروووووق و الله اسمى شروق مش شمس خالص
زوزو : لا انتى شمسي انا ملكيش فيه بقا ، انتى الشمس اللى
نورت حياتى بعد فراق حتة من قلبى ، انتى اللى باقيلي من الغالين يا روحى انتى
حاولت تغيير الموضوع حتى لا ترى نظرة الحزن و الوجع في عيني
جدتها علي الرغم من وجع قلبها لتذكرها والديها و وجع فراقهم التى
ظلت تعانى منه فترة طويله حتى استسلمت للأمر الواقع و بدأت تتقبل
واقعها و عالمها الذي يقتصر علي وجود جدتها و اثنتين من أصدقائها
شروق : بقولك ايه زوزو انتى وحشاااااااانى اد البحر و سمكاته
زوزو : قولي يا بكاشة عايزه ايه علي طول
شروق : اخص عليكى يا زوزو انتى تعرفي عنى كدا
زوزو : يا روح زوزو انتى ام كدا ، يلا بقا اعترفي بسرعة و من غير بكش كتير ده انا حفظاكى يا بت
شروق : امممم احبك و انتِ حفظانى يا زوزو يا جامدة .. بص هو يعنى طلب صوغيووووور اد كدهون
زوزو : قولي يا مغلبانى
شروق : انا عايزه اروح احضر حفلة عيد ميلاد منى صاحبتى
زوزو : طيب يا حبيبتى ما تروحى ، عايزه فلوس يعنى عشان الهديه و كدا استنى هنا ثوانى و هجيبلك
شروق : لا يا تيته مش دى المشكله هو اصل يعنى ، اصل هى هتعمل
عيد ميلادها بليل في مطعم و عزمتينى و معرفتش أحرجها و اقولها لا
زوزو : بس يا حبيبتى اخاف عليكى انتى بنوته و لوحدك يا روحى مينفعش تروحى مأمنش عليكى ابداً
شروق : عشان خاطرى يا تيته و الله هاخد بالى من نفسي و هكلمك كل
شويه اطمنك عليا و لما اركب موصلات هصور اللوحة اللى ورا دى
بتاع التاكسي و ابعتهالك و اتصل عليكى و اسيب الخط مفتوح لحد ما اوصل هنا
زوزو : بس يا شروق اا
شروق : مفيش بس يا زوزو و حياتى عندك ، بلييييييز يا زوزو
وافقى انا بجد نفسي اروح اوى 🥺🥺 و كمان مُنى هتزعل منى جامد
لو مش روحت و أوعدك مش هتأخر كتير بصي هعطيلها الهديه
بتاعتها و اقعد شويه صوغيرين خالص مالص و اجى علي طول مش
هتلحقي تحسي بغيابى اصلاً هتلاقينى نطيت عليكى علي طول هاه قولتى ايه هاه هاه هاه بقا🥺
زوزو : يا بت بطلي زن شوية و بلاش عيون القطط دى بس ماشي
يا مغلبانى بس اوعى التلفون يفصل منك شحن عشان مقلقش
عليكى و تكلمينى كل شويه تطمنينى و سلميلى علي منمونة و بوسيهالى
بوسة كبيرة اووووى و قوليلها زوزو بتقولك كل سنة و انتى قمر يا قمر
شروق : حبيبتى يا زوزتى ايوه كدا
زوزو : كلي بعقلى حلاوة يا بت
شروق : انا بحبك اووووووى اووووى يا تيته انتى كل حاجة حلوه ليا في الدنيا دى ربنا يحميكى ليا و يديم وجودك في حياتى
زوزو : انا بحبك اكتر يا روح تيته و قلب تيته انتى 💙🥺
في اليوم التالى بشركة الشامي
هدير ( السكرتيرة ) : بشمهندس تميم في واحد برا و عايز يقابل حضرتك
تميم : مقالش اسمه ايه يا هدير
هدير: لا يا فندم
تميم : طيب اتفضلى و قوليله يدخل
هدير: تمام يا فندم
.......
تميم : انت ؟!