رواية همس عاشق
الفصل والاخير
"مساءاً"
تنفست الصعداء عندما أكملت عملها في المطبخ نظرت اليه أخيراً بعين الرضاء وقبل إن تستدير كي تخرج شعرت بنفسها ترتفع عن الأرض ثم يهبط رأسها على ظهره وأقدامها على صدره
ماذا تفعل هل جننت قالتها هناء بتفاجأ
جبر وهو يمشي لغرفة النوم :- ألم تسمعي عمار لقد قال بأنه يريد رؤية أطفالنا قريباً
حاولت هناء صبغ صوتها بالحده وهي تهتف به بتحذير مصطنع :- جبر أنزلني حالاً ثم أنا متعبه وأريد النوم
صفعها تحت خصرها بقوه قائلاً بمكر :- تحاولين أقناع من بهذه الحده الكاذبه
أصطبغ وجهها بالون الأحمر لفعلته لتململ وهي تحاول النزول :- ماهذا الذي فعلته عيباً عليك
أردف الصفعه الثانيه وهو يقول بخبث :- إن عاودتي تململك مجدداً سأعطيكي الثالثه
صمتت وهي تنزل رأسها للأسفل حتى تساقطت خصلات شعرها مغطيتاً وجهها و الخجل تمكن منها
وضعها على السرير وهي تغطي وجهها بيديها لتتكلم بصوت مكبوت :- أبتعد عني أفضل لك ؛ أنا لا أكلمك
أبتسم بشده على طفوليتها ليقبلها على يديها قائلاً بنبرة أسف أجاد أخراجها :- آسف حبيبتي
أبعدت يديها بلهفه وهي تضع يدها على فمه قائله :- لا تعيدها مره أخرى إياك و الأعتذار مني ذاك لا يصح
قبلها على يدها الموضوعه بفمه ليردف بأستغراب :- لما!!
لا أعلم أشعر بثقلها عندما تعتذر مني أنت زوجي ولا يجب عليك الأعتذار قالتها بخجل وأعين تعانق الأرض
رفع وجهها بأصبعه لتعانق أعينها الكلاسيكيه حدقتيه المخمليه مصدرين أجمل سمفونيات الغزل الهادئه
أقترب منها لتغمض عيناها بأستكانه عاشقه لتذوب معه في سحابة جنون نشبها على شفتيها ؛ سحبها من خصرها مقرباً إياها حتى ألتصقت بصدره معمقاً لشفتيه بين تجاويف شفتيها
أحبك ياهناء قالها بصوت متحشرج وهو يضمها إلى صدره
لا تعرف غير الأستسلام بين أضلعه لتهمس بعشق :- وهناء تعشقك كثيراً ياجبري
أمالها على السرير حتى أعتلاها وعندما نزل ليلتصق بشفتيها مجدداً علاء رنين هاتفه المزعج أركان الغرفه
نهض جبر وهو يشتم بأفضع الشتائم لهذا المتصل المستفز تحت ضحكات هناء الشامته
جبر بغيظ :- يكفي أصمتي
وضعت هناء يدها على فمها وهي تكتم ضحكها على شكله المغتاظ
نعم قالها بحده دون إن يرى حتى الأسم
أدخل يدك من الهاتف و أصفعني أفضل لاتخجل يا رجل أتاه الرد بصوت ساخر
تحمحم جبر بإحراج :- أهلاً عماد
عماد بمكر :- من صوتك يظهر لي بوضوح إنني أتصلت في وقت مناسب للغايه
جبر بتهكم :- أنسب وقت يارجل
قهقه عماد بشده حتى أبتسم جبر لصوت ضحكة أخيه المرحه
جبر بتساؤل مغتاظ :- لم تتصل حتى تشمت بي صحيح
عماد بأستذكار :- صحيح هل أتصلت بأسلام مثلما أخبرتك
صفع جبر مقدمة رأسه قائلاً :- لقد نسيت سأتصل به الآن
- سأتصل به أنا فقط أبعث لي برقمه
حسناً سأبعثه الآن ؛ وأغرب عن وجهي قالها جبر مازحاً
عماد بأستفزاز :- لا تقفل الخط أريد إن أتناقش معك بشأن ملف ما
وقبل إن يكمل سمع عماد صوت صفارة أغلاق الخط ليضحك بأستمتاع ؛ دقائق وآتاه الرقم
نظر عماد بجانبه ليجدها نائمه بأستكانه بجانبه لايغطي جسدها شيئاً غير ملاءة السرير قبلها أعلى رأسها ونزل وهو يلف الفوطه على جسده وخرج من الغرفه يريد الأتصال بأسلام وشكره على مافعله
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
تخييط الأرض ذهاباً و إياباً و الفزع يرسم لوحه بشعة المنظر في نفسها
لحظات لتتنفس بقوه شديده وهي تراه يصف سيارته أمام العماره ويترجل منها حاملاً معه الكثير من الأكياس ؛ هرولت نحو الباب لتفتحه له ويدخل هو يجر ساقيه بألم وتعب
هدير بلهفه :- أين كنت !! لقد أنتابني الخوف عليك
أسلام بأطمئنان :- لا تقلقي أنا بخير ولكن العمل كان وفير الحمدلله فلم أشعر بالوقت ألا عندما نظرت لساعة السياره و رأيتها تدل على العاشره فأتيت مسرعاً ؛ أعلم بأنك ستقلقي علي
أخذت منه الأكياس وهي تتنهد بأرتياح لرؤيتها له بألف خير :- الحمام جاهز أدخل لكي تغتسل ثم تعشاء
أمسكها من ذراعها قبل إن تدخل للمطبخ هامساً بأذنها :- هل القميص الأحمر زادكي جمال أو إنتي من فعلتي له ذلك
ضحكت وهي تقبله على خده قائله بصوت أشبه للهمس :- بل عيناك هي من زادتني جمالاً يا عشقي
سحب دبابيس شعرها الذي يفقده صوابه لينسدل مغطياً ظهرها كلها
رنين هاتفه جعله يعقد حاجبيه بأستغراب قائلاً :- من سيتصل بي يا ترى
رد لترى قالتها وهي تدخل الأكياس المطبخ بتعجل وتجلس بجانبه واضعتاً إذنها بجانب الهاتف
الوه نعم قالها أسلام وهو لازآل ببركة التعجب
عماد بتساؤل :- هذا هاتف أسلام السلاَمي
نظر أسلام نحو هدير وهو يقوس شفتاه للأسفل بخفه وكأنه يبحث عن مصدر الصوت الذي ليس معروفاً معه حتى الآن
أسلام بإيجاب :- نعم أنا
أبتسم عماد بأمتنان فقط لسماع صوت من أنقذ حياته :- أنا عماد العدناني
رفع أسلام حاجبيه للأعلى بذهول تام ليرد :- أهلاً سيد عماد وحمداً لله على سلامتك
شكراً لك ؛ بصراحه أتصلت كي أشكرك على مافعلته من أجلي فأنا مدينناً لك بحياتي فلولاك بعد الله لكنت ميتاً الآن قال عماد كلماته بصدق تام
أسلام بأبتسامه :- لا عليك لم أفعل سوى واجبي
عماد بإحراج :- وآسف حقاً لدخولك السجن بسبب أنقاذي
يارجل دعك من هذا الكلام المهم إنك بخير والحمدلله قالها أسلام بمرح
أبتسم عماد ليرد :- سأرسل لك عنوان شركتي أريدك إن تأتي غداً كي أتعرف عليك
أسلام موافقاً :- بالطبع كما تريد
- حسناً اذاً سأرسل لك العنوان وداعاً الآن
- وداعاً
هدير بتعجب :- لما يريد رؤيتك غداً ياترى
رفع أسلام كتفيه للأعلى ويقوس شفتيه للأسفل دلاله على عدم المعرفه :- لا أعلم قال بأنه يريد التعرف علي
شردت هدير لتستفيق على شفتاه تطبع قبله سطحيه على شفتيها قائلاً :- هكذا أستاء منكِ لا أريدك إن تشردي بأي شيء وأنا بجانبك
تعلقت برقبته مردفه بغنج :- كما تريد
عض شفتيه قائلاً :- لا أعلم إن كنت سأتعشاء أو سأأجل هذا الموضوع لفيما بعد
سحبته لينهض قائله بجديه :- لا أسلام عليك إن تأكل أولاً
قّبل باطن كفها برقه :- حسناً سأغتسل أولاً
هزت رأسها بأبتسامه وهي تتجه للمطبخ لتفريق الأكياس و تسخين العشاء
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
"صباحاً"
وضع طفله بهدوء تام بدآخل سريره بعد إن نام بعد عناءً طويل
أروى بنعاس :- هل نهض مجدداً
مسح على شعيراتها البرتقاليه الداكنه جداً فمن يراهن للوهلة الأولى يظنهن ذو لو بني
عمار بحب :- لا عليك لقد نام
أبتسمت بحب نحوه لتعبس بعد إن سمعت كلماته :- أروى حبيبتي أنا ذاهباً للعمل علي بعض المفات يجب إنهائهن وسأعود
أروى بعبوس :- ستتركني وحدي بالمنزل
ضحك بخفه :- إبنك الرجل معك
نظرت نحو صغيرها الذي تمنت بكاءه منذو سبع سنوات قائله بضحك :- قصدك إبني الشقي
نهض عمار وهو يرتدي جاكيت بدلته قائلاً :- لقد حضرت الفطور وأتصلت بوالدتك وهي على الطريق حتى تساعدك بتربية الطفل في غيابي و أنا لن اتأخر كثيراً
أستودعتك الله قالتها وهي تمد يديها لينزل هو لمستواها ويحتضنها ثم يقبل رأسها مودعاً لها ويخرج وهو كله لهفه في العوده للمنزل كي يلعب مع هذا الوافد الجديد في منزله الذي أطفئ عليه لمسه رقيقه كرقة بشرته الطفوليه
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
يكفي أرجوكِ لست ذاهباً للحرب أنا ذاهباً للعمل قالها عماد بأنهاك من غزل التي املئت معدته بالطعام الكثير وأكملت عليه بالحليب كالأطفال
تخصرت بيديها قائله بعدم رضاء :- لا تنسى إنك خارجاً من مرض ياعماد لذلك جسدك لازآل ضعيفاً
نهض وهو يحمل حقيبته قائلاً بتعجل :- ورد حبيبتي أنا ذاهب يكفي بطني أمتلئت
أنتبه على نفسك وإن شعرت بأي ألم عود للمنزل فوراً قالتها وهي تمشي خلفه وللمره المائه على التوالي تلقي عليه الوصاياء العشر للمحافظه على نفسه
أصمت فمها بشفتيه وبيده يفتح الباب ليبتعد هارباً وهو يهتف :- أنا ذاهب لا تقلقي علي وداعاً ياوردتي
وضعت يدها على خصرها من كل جانب وهي تهز رأسها بقلة حيله وعلى شفتيها أبتسامه فاتنه ممزوجه بالعشق وقلباً تتعالى دقاته بالدعاء لمحبوبه المبتعد
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
هيا أنزلن وأسبقني لسياره وإياكن والتشاجر من التي ستقعد بالأمام
حاضر بابا قالتها شروق وهي تنزل خلف فجر التي نزلت مهروله تريد الركوب بالأمام
أسلام بملل :- هدير هياء لقد تأخرت
أتيت أتيت قالتها هدير وعيناها مصوبه نحو الورقه التي بيدها والتي كتبت بها كل مستلزمات البيت الناقصه
وقفت أمامه وهي تراجع الورقه لآخر مره ليمد يده لشعرها المعقوص للأعلى و يجعله ينساب للأسفل
مدت يدها بالورقه له وهي تقول بعدم رضاء :- أسلام السلاَمي عليك الأختيار بين إن أقصه أو تدعه وشأنه للأعلى
سحب خصله ولفها حول أصبعه وسحبه للأمام بخفه قائلاً :- أختيارتك جميعها لم تناسبني
تأوهت وهي تسحب خصلتها قائله بغيظ :- هيا أذهب ولا تتأخر
قبلها على أنفها بحب :- سأأتي مع الغداء سأذهب بالفتاتين لروضه ثم سأذهب لشركة السيد عماد وبعدها سأعمل على السياره حتى الظهر
رافقتك السلامه حبيبي قالتها هدير بحب وهي تقبلها على جبينه
أبتسم وهز رأسه ونزل للأسفل ودعائها خلفه حتى خرج من باب العماره
ماذا حصل قالها أسلام بحزم لفجر المتمركزه بلأمام وشروق بالخلف تبكي
لقد ركبت قبلها ولكنها ضربتني وجعلتني بالخلف قالتها شروق من بين شهقاتها
قوس أسلام فمه بغير رضاء وهو يأنبها ثم أتجه إلى شروق وأخرجها ثم ركب أمام المقود وجعلها فوقه قائلاً بأبتسامه :- إنتي اليوم مساعدتي بالقياده
كتفت فجر يديها بعدم رضاء وسخط عكس شروق التي صرخت بحماس
أوصل أسلام صغيرتيه لروضه ثم مضى في طريقه للعنوان الذي أرسله له عماد توقف أمام صرح كبير لم يتوقع إنه بهذه الضخامه
ترجل من سيارته وهو يذكر الله لضخامة المبنى إمامه ليقف إمام حارس الأمن الواقف إمام الباب قائلاً :- معذرتاً يا أخي
الحارس بصرامه معتاد عليها :- نعم
أسلام بثبات :- أنا لدي موعد مع صاحب هذا المكان
هز الحارس رأسه قائلاً :- إنت أسلام السلاَمي اذاً
أسلام بإيجاب :- نعم أنا
تفضل معي أردف بها الحارس وهو يمشي لدآخل حتى أوصل أسلام للمصعد
الحارس بجمود :- هذا المصعد سيوصلك لأمام مكتب السيد عماد
وقبل إن يشكر أسلام الرجل تحرك المصعد صاعداً به للأعلى حتى فتح الباب ليجد نفسه أمام ثلاثه مكاتب
أسلام بأحترام :- المعذره يا أخت
أخت قالتها السكرتيره بسخريه لتكمل بنفس السخريه :- تفضل يا أخ
تجاهل أسلام سخريتها اللآذعه وأكمل بنفس الأحترام :- لدي موعد مع السيد عماد العدناني أين مكتبه
تلك سكرتيرته لست أنا أذهب اليها قالت كلماتها بعدم مبالآه
ذهب أسلام وهو يزفر بضيق من معاملة تلك الفتاه
مرحباً يا أخت قالها أسلام بتعب وملل حتى كاد يرجع أدراجه فقد شعر بأن هذا المكان لم يناسبه بالمره
السكرتيره بأبتسامه :- أهلاً بك بما أخدمك
أستشعر أسلام الراحه ليرد :- أنا آتي لسيد عماد
أبتسمت السكرتيره :- أنت السيد أسلام تفضل هو بأنتظارك
شكر أسلام الفتاه ثم وقف أمام الباب قرع عدة قرعات ثم دلف ليجد عماد منهمك بالكثير من الأوراقه أمامه
مرحباً قالها أسلام بصوت عالي نسبياً كي يجذب إنتباهه
عماد مبتسماً :- تفضل؛ إنت هو أسلام
مد أسلام يده ليصافحه عماد قائلاً :- أهلاً بك نعم أنا
بعد التعريف و شرب القهوه والعديد من كلمات الشكر
عماد ماداً يده بورقه :- خذ يا أسلام
تهجم وجه أسلام وكأنه يعلم ماهي تلك الورقه ولكنه أجاب بعدم فهم :- ماهذا!!
تنحنح عماد مكملاً :- هذا شيك بثلاثه مليون كعربون شكر وصداقه بيننا
أبتسم أسلام وهو يضع كوب القهوه على الطاوله التي بجانبه :- في حارتنا الضيقه نحن نعقد الصداقات بالمصافحه والأبتسامات لكنها تدوم طويلاً عكس الصداقات المعقوده بالمال فأنها تزول مع الزمن يا سيد عماد
أحرج عماد للغايه لكنه رد بأصرار :- أرجوك يا أسلام خذ النقود فهذا أقل شيء أفعله لك بعد إن أنقذت حياتي
أسلام برفض قاطع وبنبره لاتقبل النقاش :- لا تهينني أكثر من ذلك يا سيد عماد ولا تضيع حسناتي بأنقاذك بسبب تلك الوريقه بيدك
تنهد عماد بقوه شديد وهو يسحب الورقه :- من اللحظه الأولى علمت بأنك عنيد لكن لم أتوقع لهذه الدرجه
ضحك أسلام ملء فاهه :- هكذا أنا ؛ حسناً أنا ذاهب
انتظر أخبرني يا أسلام أنت درست إلى أين قالها عماد متسائلاً
أسلام بأستغراب :- أنا تخرجت من كلية الهندسه الميكانيكيه ولكنني عملت في ورشه صغيره في حارتي ؛ لما السؤال!!
تبسم عماد وهو ينهض ويقف أمام أسلام :- لدي مصنع لصناعة وشحن قطع غيار السيارات وغيرها و بخبرتك أريدك إن تكون المدير عليه
رفع أسلام حاجبه :- موافق لكنني سأعمل كأي عامل عادي تحت الأختبار وعندما تراني أستحق تلك مكانة المدير ضعني بها
مد عماد يده قائلاً :- موافق ايها العنيد
نظر أسلام مطولاً نحو يد عماد الممدوده قبل إن يصاحفه قائلاً بأبتسامه :- و أنا أيضاً موافق
~~~~~~~~~
‹›بعد مرور سنه‹›
~~~~~~~~~
واضعاً ساق على أخرى وفوقه صغيره صاحب السنه الواحده وهو يكتم ضحكته على منظرها وهي تذهب وتعود وتدور حول نفسها وبيدها عدة أشياء وتريد عمل عدة أعمال دفعه واحده
همس بأذن الصغير :- والدتك على وشك الجنون والسبب أنت ايها الشقي
نظر الطفل نحوه ببراءه بأعينه السوداء الواسعه للغايه والتي زادته براءه وجمال
ضحك بوجه صغيره لينتفض على صراخها الغاضب :- حسناً أنت فقط أضحك يا عمار ودعني بوسط الأعمال لوحدي
أراح عمار ظهره على الكنبه :- أنتي من أصررتي إن تفعلي حفلة العيد ميلاد لعادل فلا تشتكي الآن
معك حق أنا المخطِئه قالتها أروى بنبرة بكاء ثم أتجهت بخطئ غاضبه نحو المطبخ
ترك عمار عادل على الأرض ولحق بأروى وهو يضحك بشده عليها ليدخل عليها المطبخ ويجدها تزين كعكة الحفله التي أصرت أيضاً على صنعها بيدها
أحتضنها من الخلف رغم أعتراضها وهو يردف بضحك :- حملك هذه المره جعلك ذات دم حامي يا فتاتي
ليس ذلك فقط بل وجعل وزني يزداد قالتها بعبوس ودموع وشيكه
ألصقها بصدره وهو يضمها اليه أكثر :- بل زادكي جمالاً وليس وزنناً
ايها المخادع قالتها بعدم أقتناع على كلامه
حملها بين ذراعيه برفق بسبب بطنها المنتفخ بشهره الرابع قائلاً :- أين وزنك الزائد ها أنا لآزلت أستطيع حملك مثل قبل
ضحكت وهي تحتضنه :- هيا أنزلني لدي الكثير من الأعمال
أنزلها وشمر ساعديه قائلاً :- وأنا سأساعدك
هزت رأسها بحماس و بدأو بتجهيز لحفلة عيد ميلاد صغيرهم الأولى
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
يخرج لسانه تارهً ويقوس شفتيه تارهً أخرى وشكّل ملامح وجهه بعدة أشكال مضحكه ناهيك عن الأصوات العديده التي كان يصدرها كي يجعلها تصمت وتكف عن البكاء لكن دون جدوى
جبر بصراخ :- هناء أين أنتي!!
بعض الدقائق فقط ردت بها بتعجل من دآخل المطبخ
نظر نحو طفلته التي كانت تناظره بحدقتيها الكلاسيكيه التي ورثتهن عن والدتها بتفاجأ عندما صرخ
جبر بحذر :- هل كنتي تريديني إن أصرخ حتى تصمتين يا وداد
هناء وهي تنشف يديها وتدلف لدآخل بتعجل :- بالله عليك بماذا تدردش مع طفله بعمر الثلاثة أشهر
ألقى بجسده بجانبها على السرير وهو يزفر بضيق :- و ياليتها تصمت
ضحكت وهي تقرب إبنتها لصدرها وتبدأ برضاعتها
نهض وهو يلقي عليها نظره قائلاً بحب :- ما أجملها وهي مستكينه هكذا وهادئه
أحبت هناء لمعة الحب الصادره من عيناه المخمليه لتقبله على خده بعمق
أبتسم لفعلتها ليسطح رأسه على قدمها
حقاً لدي طفلين ليس طفل واحد قالتها هناء وهي تهز قدمها
أغمض عيناه وكتف يديه :- لقد أخبرتك سابقاً لن أتنازل عن حقي لأبنتك مهما كان السبب
وضعت طفلتها النائمه على مهدها قائله بتعجل :- سأذهب لأكمل صنع الكعكه حتى يتسنى لها الوقت الكافي بالثلاجه لحين الحفله
أنا سأنام قليلاً لكن إن سمعت صوت طفلتك سألقي بها اليك في المطبخ قالها بنعاس
كاذب قالتها وهي تقبل خده وتغلق عليه الباب
نهض بأعين ناعسه ليلقي نظره على الطفله ويحكم عليها الغطاء جيداً قائلاً بهمس وهو يقبل يديها الصغيره :- كم أنتي جميله يا ودادي
ألقى بجسده مره أخرى لسريره وذهب لنوم فلقد عمل البارحه حتى وقت متأخر كي لا يذهب للعمل اليوم بسبب حفلة عيد ميلاد ذاك الشقي عادل
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
ينظر بأستمتاع لمنظرها المغتاظ وهي تهدد ملابسها بالحرق لعدم أتساعهن لها
أحاطها من الخلف بجسده قائلاً بمزح :- هل جننتي تكلمين ملابسك ياوردتي
تنهدت وهي تلقي بالملابس على الأرض :- لن أذهب للحفله اليوم يا عماد
عقد عماد حاجبيه بأستغراب :- و السبب!!
أستدارت بوجه عابس متجهم :- جميع ملابسي لم تعد مقاسي
ورد حياتي من الطبيعي إن ملابسك لا تأتي مقاسك بسبب أنتفاخ بطنك
وكأنها أستدركت نفسها بأنها حامل بشهرها الثامن لتزفر غزل مردفه :- لم أفكر هكذا ؛ والآن ليس معي ملابس للحفله
قبلها على عنقها ببطء مردفاً :- لاتقلقي ستجدين فستان الحفله و جميع مستلزماته على السرير بغرفة الضيوف
تعلقت برقبته قائله بعشق :- أحبك ياعماد
وأنا أعشقك ياوردتي قالها وهو يحشر أنفه بعنقها مستنشقاً رائحتها التي تسكره عشقاً
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
أقسم لكِ سأضربك إن أقتربتي من حقيبتي المدرسيه قالتها بغيظ وهي تدخل كتبها المدرسيه بدآخل الحقيبه
حراماً عليكي يافجر هي لازآلت صغيره قالتها شروق بعدم رضاء
أخذت حقيبتها وهي تتمتم بخفوت :- وكأن لم يكن ينقصني شروق لتأتي ضحى أكثر غباءً
شروق بسعاده :- اليوم عيدميلاد عادل إبن عمو جبر سنستمتع بالحفله كثيراً
قلبت فجر عيناها للأعلى :- لا أعلم لما أنتي هكذا سعيده وكأنك لم تحضري حفله مسبقاً
برطمت شروق شفتيها :- دائماً تعكسين سعادتي
هدير بحده :- ألم أترك ضحى عندكن !! وهي أتتني تحبي حتى الحمام
لم تتركيها عندي كانت عند شروق قالتها فجر وهي تدخل لغرفتها
تنهدت هدير بقلة حيله وهي تعطي ضحى لشروق كي تدخلها للغرفه وتلعب معها بينما هي دخلت لغرفة النوم وتجد أسلام
غاطاً بنوم عميق بعد إن أتى بوقت متأخر من العمل ؛ شردت بالسنه الفائته كيف تغيرت حياتهم للأفضل وخف العبء على أسلام بعد عمله بذاك المصطنع " أبتسمت وهي تتذكر عندما
رفض أسلام ترك شقتهم والخروج خارج الحاره رغم تحسن حالتهم الماديه " وأكثر ما أسعدها هو تعرفها على أروى وهناء وغزل ليصبحن صديقاتها بعد إن كانت وحيده منذو خروجها من منزل والديها
أسلام أنهض قالتها بهمس مليئ بالعشق بجانب أذنه
سحبها من يدها لتسقط على صدره وهو يردف بصوت ناعس :- تملئينني بهمسك العاشق وتريدنني النهوض
و كأنك لاتفعلها أيضاً قالتها هدير وهي تقبله على صدره
أسند جبينه على جبينه هامساً بحب :- احبك كثيراً ياهدير
أحتضنت وجهه بين كفيها وهي لازآلت مسنده جبينها ضد خاصته مستنشقتاً أنفاسه :- و أنا أعشقك كثيراً
أبتسم وهو مغمض العينان وبنفس وضعيتهم تلك ينسج وإياها لوحتاً بألوان الحب وهمس العشق
لم يتقيد الحب بظروفً معينه ولم يقتصر الحب على الكمال والجمال بل على القلب ومشاعره وهمسه المشبع بالعشق
~~~~~~~
الـــنـــهـــآيـــه
~~~~~~~
العمى الحقيقي هو عمى النفس
والفقر الحقيقي هو فقر القلب من المشاعر الطاهره
الصبر هو مفتاحاً للقلوب النابضه بالعشق والقسوه تحترق بفعل نيران الأحساس
النهايه
