رواية همس عاشق الفصل الثامن عشر18والتاسع عشر19بقلم نجمه اسيل


 
رواية همس عاشق 

الفصل الثامن والتاسع عشر...

وقفت أمام مرآة التسريحه ممسكتاً بالفرشاه تمررها على خصلات شعرها الطويل الليلي لتشعر به يدفن وجهه بين خيوط شعيراتها المتدآخله ويضم خصرها بأمتلاك شديد مردفاً بهمس عشق تخلل أضلعها :- أشتقت لكِ كثيراً




أنا أكثر يا أسلام ردت بها بنفس همساته المتناثره حباً

أبعد شعرها للأمام كاشفاً عن عنقها ليطبع قبله شغوفه دبت القشعريره بين أطرافها

شعر بوتيرة أنفاسها تتصاعد كلما مرر شفتيها على منحنيات عنقها الطويل ؛ أدارها اليه ليراها مغمضةً العينين وصدرها الملاصق له يعلو ويهبط

دفن وجهه بعنقها مقبلاً إياه بوتيره غير متعامده طابعاً عليه آثار ملكيته المصكوكه

بينما هي أمسكت به من خلف قميصه حتى شعرت بقدميها لا تقدران على حملها ليتهاوى جسدها فوقه ويلتصق به غير سامحين حتى لذرات الهواء بالعبور

أسلام همست بها بتشتت ومشاعر متفجره

مازاده همسها ألا جنونً ليحملها بين يديه ويتجه لفراشهم تاركاً إياها عليه برفق شديد غير قابلاً البته ترك شفتيها المنغمسات بين شفتيه





كان يقبلها بنهم وجوع شديدين وهي أستقبلت سحابة جنونه بأستكانه وأستسلام

أحبك كثيراً قالها أسلام بصوت متحشرج وهو يسند جبينه ضد خاصتها

خللت أصابعها النحيله بشعيراته من الخلف وهي ترد بلوعه :- وأنا احبك فوق الحب حباً

أبتسم وهو يحاول ملاحقة أنفاسه الهاربه منه لتزيد عليه الوضع أحتداماً لمساتها بمؤخرة رأسه التي فجرت براكين عشقه تتالياً

هدير بهمس راجي :- لن تبتعد عني مجدداً صحيح !! فلن احتمل أنا ذلك

هز رأسه نافياً قبل إن يردف بخفوت :- أنا الذي لن أستطيع الأبتعاد عنك مجدداً





تقدمت لشفتيه تقبلهن بلهفه قبل إن يلتقط هو خاصتها برغبه مجتاحاً كل بحور الحب

كان يتعمق بقبلته غير قادراً على الأكتفاء منها وهي يديها تتجول بحريه على ظهره ثم صدره حتى وصلت لأزرار قميصه لتبدأ بفتح أول الأزرار وتشعر به يبتسم بين شفتيها ثم يمد يده ويساعدها في فتح البقيه نزعت قميصه مزامنتاً مع أبتعاده هو عن شفتيها تاركاً لها الفرصه في أخذ أنفاسها ؛ ثم عاد اليها ناشباً معركة حب شرسه على شفتيها مسقطاً أي ثقافتاً تعرفها شفتيها غير ثقافة الهوى ليدخلها في مملكته عابراً بها كل أزقتها ساحباً لها لمكان ليس فيه غيرهما

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أغمض عماد عيناه بترقب قبل إن يفتحهن على صوتها المتسائل بصدمه :- كيف عرفت إن تحت قدمي زجاج!!!!

مسح وجهه بيده وهو يتنهد ثم ينهض من على سريره يمشي بخطواته نحوها قبل إن يقف ويلتقط الزجاج ثم يضعه بسلة المهملات تحت نظراتها المشتته والغير مصدقه

عاد ليمشي نحوها ببطء وهي تبتعد للخلف أيضاً ببطء ليتكلم هو محاولاً بث الراحه اليها :- أسمعيني ياغزل سأفهمك الموضوع

ركضت غزل للحمام لتغلقه عليها جيداً قائله من خلف الباب :- أنت ترى ياعماد صحيح !!

أستغرب تصرفها الخائف منه ليتصلق بالباب من الخارج قائلاً بمزاح محاولاً تلطيف التوتر :- لم أعرف بأن قد يزعجك هذا الأمر

صرخت من خلف الباب بتوتر :- لا تغير سير الكلام وأجبني عن سؤالي





زفر بضيق ليرد بأستسلام :- نعم أرى

أرتعش جسدها لأعترافه الصريح لترد هي بغضب تخلله الأرتباك :- لما لم تخبرني !! لما تكتمت على الأمر أخبرني

حمقاء قالها بسخريه ليكمل بهمس عاشق :- كنت أريدها لك مفاجأه حتى نصل للمنزل

أنفجرت غزل ببكاء مرير بدآخل تحاكي به سعادتها وضياعها من نظراته التي سببت لها التوتر ومشاعر أخرى تضاربت وعبثت بها دآخلياً

قلق عماد بشده عليها ليقرع على الباب عدة قرعات :- ورد حبيبتي أفتحي الباب أرجوك

سماعها للأسم الذي أطلقه عليها زادها بكاءً أكثر

ورد أقسم إن لم تفتحي سأكسر الباب قالها عماد بغضب يتغلفه الخوف

أبتعد ياعماد قالتها ببكاء

عماد بحزن :- لم أعلم بأن خبر عودة رؤيتي ستضايقك هكذا

جلست غزل على أرضية الحمام رافعه ركبتيها لصدرها وضامه نفسها بأمان لتنطق بهمس :- ليس هناك مايفرحني أكثر من هذا الخبر

من مصدر صوتها علم بأنها أصبحت جالسه بالأسفل ليستند هو بظهره على الباب قائلاً بنفس همسها :- اذاً ما الذي يبكيك يا وردتي





أبتسمت من بين دموعها لكثرة ألقابه الرقيقه لها لتكمل بصوت مرتعش :- أحساس آخر شعرت به عندما أصبحت ترى

جيد أو سيء رد بها بلهفه

جيد لدرجة السوء ياعماد ؛ نظراتك تربكني وترهقني كثيراً تجعلني أشعر بأحاسيس متضاده تجعلني أشعر بسعاده لدرجة البكاء والأمان لدرجة الخوف والحب لدرجه لا أستطيع أحتمالها كانت غزل تنطق كلماتها بصوت مرتعش مشتت

فهم عماد ماتشعر به غزل لكنه أردف بصوت حزين :- ليتني أعود أعمى كي تحبينني

بعيد الشر عنك قالتها غزل بلهفه وهي تنهض وتفتح الباب وتجده أمامها




فتح عماد ذراعيه لترتمي هي بهن تكمل وصلة بكائها ليهتف هو بحب :- عندما تفكرين بالبكاء أبكي هنا وفقط

ضحكت من بين دموعها لتشعر به يرفع وجهها نحوه مقابلتاً عيناه المتلونه المخمليه ليعاودها أرتعاش جسدها مجدداً

عماد وهو ناظراً نحو زيتيتيها المضائه بعمق زلزل أطرافها :- تحبينني يا ورد

أنزلت رأسها هرباً من عيناه وتفتح فمها رادتاً بالإيجاب

رفع رأسها مجدداً معمق نظراته لها أكثر مردفاً بحزم :- لا تهربي وأنظري الي ؛ أريد سماعها وأنتي ناظرتاً في عيناي





أرتعشت شفتيها وعيناها معلقتاً بعيناه لتهمس بعشق عندما شعرت بنظراته تغلفها حباً :- احبك كثيراً ياعماد كثيراً

تنهد عماد مع أبتسامه شديده غزت وجهه لتزيده أشراقاً

بينما هي ظلت متعلقه بعيناه متلحفه بنظراته حتى الثماله وهو متعلقاً بنظراته على شفتيها المرتعشه يحارب شعوره بالأنقضاض عليهن حتى لا تخاف منه أكثر لكنها أستطاعت



 قراءة مايريد من عيناه لتقترب أكثر نحوه حتى لآصقت شفتيها بخاصته ويكمل هو أقترابها له بلهفه شديده مقتحماً شفتيها لحد النخاع

عماد بأنفاس متلاحقه وأعين راغبه :- متى سنعود لمنزلنا

ضحكت غزل وهي تخبئ نفسها بين يديه قائله :- غداً

شد جسدها يلاصقه بجسده وهو يشتم رائحتها التي تسكره عشقاً :- حتى غداً أراه بعيداً لما ليس الآن





عماد قالتها غزل بعدم رضاء وهي تبتسم

أبتسم عماد بحب :- عينان عماد

غزل بهمس :- أحبك

أعشقك يافتاه قالها بتنهيده

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

' صباحاً '

وضعت الفطور على المائده بتعب وأرهاق ونعاس

ما الذي قلق نومك أراك لازلتي تشعرين بالنعاس!! قالها أسلام بضحكه مكتومه

نظرت نحوه هدير بأتهام قائله بتحذير :- تناول طعامك بهدوء

علت ضحكته المستمتعه بغيظها ليردف بمكر :- لما نظرة الأتهام هذه منك ياعزيزتي !! هل أصابعي من فتحت أزرار قميصي ام أصابع أخرى




أسلام قالتها بتحذير وهي تشهر الشوكه أمام وجهه

رفع يديه بأستسلام قائلاً بخوف مصطنع :- لا داعي لأن تستخدمي السلاح

أنزلت الشوكه وهي تضحك على جنونه الذي أفتقدته كثيراً

صباح الخير قالتها شروق بصوتها الرقيق وعيناها الناعسه

أين الطعام هتفت بها فجر وهي ترى المائده قد تضائلت عن قبل




صباح النور آنسه فجر قالتها هدير بسخريه

تجاهلتها فجر وهي تعاود السؤال مره أخرى

سلامة النظر هاهو الطعام أمامك قالها أسلام بحزم حاد

أبتعلت فجر ريقها وهي تبدأ بتناول طعامها دون كلام

أسلام بأستغراب :- مابك ألن تتناولي طعامك ياهدير

أبتسمت هدير بوجهه :- لا أشعر بالجوع

زفر أسلام بضيق وهو ينهض عن طعامه :- أنا أيضاً لا أشعر بالجوع ؛ سأذهب لأبدل ملابسي

تنهدت هدير وهي تلحق به بينما هو كان يخرج ملابسه بعصبيه

هدير بحذر :- أسلام عد لتناول طعامك أعلم بأنك جائع

تشعريني بالعجز ياهدير وبأني لست مثل سابق عهدي رد بها بغضب

أغلقت هدير الباب كي لايسعمن بناتها أي شيء قد يؤثر عليهن لتتقدم منه بخطوات مدروسه وتقف أمامه هاتفه بأستنكار :- أنا يا أسلام أشعرك بالعجز ؟؟




نعم أنتي ؛ عندما ترفضين تناول الطعام لقلته و أنتي تحملين بين أحشائك روح فأنك تشعريني بالعجز كان أسلام يقول كلماته بعصبيه وهو يلوح بيديه وعيناه تعكس مدى ضعفه وعجزه

أحتضنت هدير وجهه تحت أعتراضه :- أقسم لك بأني لم أأكل بسبب شعوري بالغثيان والدوار فقط أنت أسلام السلاَمي أأشعرك بالعجز !! أنت زوجي وأبي وأخي وكل ماهو لي فلا تستاء مني أرجوك

كعادتها تفتت عصبيته بكلماتها المذيبه وعيناها اللآمعه

هدير بعبوس لآق بها :- أنت مستاء مني

نفس عميق أخرجه من دآخله ليبتسم على عبوسها ويهز رأسه نافياً

ضحكت هدير بحب وطبعت قبله على خده

هيا عد لتناول طعامك اذاً قالتها بأبتسامه

صدقاً لا أريد ثم هل ستجدين بعد فجر أي طعام أردف بها بأبتسامة سخريه

ضحكت هدير وهي تخرج له ملابسه ثم تفتح له أزرار قميصه

أسلام بتعجب مصطنع :- ماذا تفعلين!!

رمشت بعيناها عدة مرات :- أفتح أزرار قميصك كي تبدل ملابسك

أصبحت لك هوايه وهي فتح أزرار قمصاني قالها عماد بخبث

صفعته على كتفه بخفه وهي تضحك بشده وتنطق أسمه بتحذير




أعطته قميصه وذهبت لترتيب السرير ليعاودها الغثيان والدوار الشديد وتضع يدها على فمها وأخرى على معدتها

ركض أسلام قبل إن يغلق قميصه عندما رأها هكذا وفتح درج التسريحه مخرجاً قطعة الصابون برائحة الياسمين التي تحتفظ بها

هدير هيا ضعي هذه عند أنفك كي ترتاحي قالها أسلام بلهفه

ألتقطت هدير منه الصابون ووضعتها على أنفها لكن دون جدوى لتلقي بها بعيداً وتدفن أنفها بتجاويف عنق أسلام تشتمه بنهم





علم بأنها تريد أشتمام رائحته فقد كانت تفعل ذلك في حملها بالفتاتين ليجلس على طرف السرير ويجلسها فوق قدميه سامحاً لها بدفن وجهها بعنقه

ظلت هدير تمرر أنفها ببطء على منحنيات عنقه وصدره وهو مغمض العينان مستمتعاً بلمساتها كثيراً

بعد فتره ليست بقصيره تنهدت بأرتياح عندما أختفى الغثيان نهائياً لتضع رأسها على كتفه بتعب وأرهاق




تشعرين بتحسن قالها أسلام وهو يداعب خدها بباطن إبهامه

هزت رأسها وهي تغلق أزرار قميصه ثم تنهض قائله بشحوب :- لاتتأخر بالعوده

قبلها أعلى رأسها :- لن أفعل سأرى فقط ما موضوع المديره ذاك ثم سأعود لكن أرتاحي قليلاً لحين عودتي

حسناً ردت بها بأبتسامه محبه

أبي تأخرنا كان ذلك صوت فجر المتذمر

آتي حبيبتي قالها بضحك وهو يكمل لبسه ثم يخرج من الغرفه :- هيا بسرعه

أرتدين الفتاتين حقائب ظهرهن وودعن والدتهن ثم ودعها أسلام ونزلو الدرج مسرعين ؛ لفت نظر أسلام سيارته المتراكم عليها التراب ليقرر العوده والعمل عليها كي تساعده في مصروف البيت





أكمل أسلام طريقه نحو الروضه ولم يخفى عليه نظرات جيرانه و ابناء الحاره مابين تعجب وأستغراب وأخرى غضب وأستحقار لكنه تجاهل الجميع ممسكاً بيد صغيرتيه مكملاً طريقه

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

هزته عدة هزات وهي تعض شفتيها بألم شديد

فتح عيناه بنعاس شديد وهو يردف :- أروى دعيني أنام

عمار أرجوك أنهض قالتها أروى بألم وصوت باكي

لحظات حتى عاد الأستيعاب لعمار ليجلس بعد أضتجاعه ليهتف بقلق شديد للغايه :- أروى مابك حبيبتي

أنفجرت أروى بالبكاء :- أنا على وشك الولاده

نهض عمار مسرعاً ودار حول نفسه عدة دورات وهو يبحث عن ملابس يغطي بها جسده




أبتسمت رغم ألآمها على أرتباكه الشديد

حالاً حالاً سنذهب للمشفى قالها وهو يجلب حجابها ويضعه على شعرها بأحكام ثم يحملها بين ذراعيه نحو السياره ليذهب للمشفى ؛ وبين كل لحظه وحين يلقي نظره عليها ليجدها تمسك بطنها بألم وجبينها يتعرق بغزاره وهي تأخذ أنفاسها تتالياً ولسانها لم يكف عن ذكر الله

كن عونناً لها يا الله قالها عمار برجاء وهو يزيد من سرعته

٭٭٭٭٭٭٭٭٭

فتحت عيناها ثم عادت لتغلقهما لتفتحهم مجدداً بكسل وهي تتثائب ليظل فمها مفتوح وهي تشعر بأنفاس منتظمه تصتدم بجانب وجهها لتدير رأسها ببطء وتجد وجه عماد أمامها




عماد همست بأسمه بتلذذ وهي تمرر يديها على جميع منحنيات وجهه وتبتسم بحب فلا تصدق حتى الآن بأنه قد عاد يرى

بعد فتره ليست بقصيره تململت تحاول الفكاك من بين يديه لكنه أطبق عليها بقدميه أيضاً

عماد بصوت ناعس :- كفي عن تململك ودعيني أنام

غزل بخجل :- لسنا في منزلنا هيا أنهض

حشر رأسه بعنقها :- أنتي زوجتي بأي مكان وزمان

أبتسمت وهي تستكين بين أحضانه مجدداً

- عماد

همهم دون أن يرد

غزل بضحك :- ماذا كنت ستفعل إذ فتحت عيناك ووجدتني عكس تخيلاتك




رفع وجهه نحوها قائلاً بتعجب :- لم أفهم

أقصد يعني مثلاً إذ وجدتني سمينه للغايه وذات بشره حالكه وشعر أشعث وملامح قبيحه هل كنت ستحبني أو ستتركني قالت كلماتها بتساؤل

أبتسم عماد وهو يعاود حشر رأسه فوق كتفها :- ستظلين وردتي كيفما كان شكلك فالحب ياعزيزتي ينبع من القلب صوب القلب مباشرتاً لا يهتم بالشكل مطلقاً ثم إن هذه خلقة الله لايجوز الأعتراض عليها والجمال شيء نسبي تتعود عليه العين بعد ذلك ويزول مع مرور الزمن





شقت أبتسامة فخر محياها وهي تحتضنه أكثر

دقات على باب غرفتهم جعلتها تنتفض وتستقام على قدميها بخفه تعجب منها عماد الذي هتف بها بعدم رضاء :- لما كل هذا الخوف كنتي ستؤذين نفسك

ليس بي شيء الحمدلله قالتها وهي ترتب شعرها وملابسها ثم تتجه للباب تفتحه




صباح الخير قالاها كلاً من جبر وهناء

أبتسمت بوجههم وهي تفسح الطريق ليدخلو

دخل جبر بلهفه بعد أن علم من عمار إن عماد قد عاد لعيناه النور ليحتضن عماد بشده وهو يهتف < الحمدالله > مراراً وتكراراً

كيف علمت!! قالها عماد بتعجب

ضحك جبر قائلاً :- الطبيب أخبر عمار إن الضربه التي أتت برأسك قد عملت رد فعل عكسي وعاد لك بصرك وعمار أخبرني

تنهد عماد بقلة حيله :- سأريه هذا الطبيب لقد أخبرته بأنني أنا من سأخبركم




جبر بلهفه :- المهم إنك ترى الآن

أبتسم عماد رغماً عنه لكلمات ولهفة أخيه الواضحه بعيناه :- معك حق

حمداً لله على سلامتك ياعماد قالتها هناء بسعاده

أبتسم عماد بعفويه :- شكراً يا زوجة أخي

جبر لهناء :- سأذهب كي أدفع الحساب هيا معي

نهضت هناء مع زوجها لتبدأ غزل بضب الأغراض والأدويه المتبقيه التي سيتناولها عماد بالمنزل




أفتقدت منزلنا كثيراً قالتها غزل بأبتسامه شارده

قبلها عماد أعلى رأسها قائلاً :- وأنا أشتقت اليك كثيراً

ضحكت غزل بخفه لتبتر ضحكاتها على دخول جبر المفاجئ

عماد بخوف :- ماذا هناك ياجبر!!

عمار زوجته تضع طفلها وهو يقف أمام الغرفه يتشاجر مع الممرضه قال جبر كلماته بتعجل

هرع عماد بعد جبر للخارج تلته غزل نحو عمار الغاضب




الفصل التاسع عشر...

دخل باب الروضه ممسكاً بيد صغيرتيه متخذاً طريقه نحو مكتب المديره ؛ عدة قرعات على الباب يليه دخوله بعد سماعه الأذن

المديره بصرامه :- من تكون

أسلام بأبتسامه هادئه :- أنا أسلام السلاَمي

هزت المديره رأسها بعدم أستيعاب

أسلام بسخريه :- أسلام المجرم والد الطفله فجر السلاَمي

حمحمت المديره بأحرج وهي تؤشر له بالجلوس

أسلام بجديه :- وصلتنا رسالتكم تطلب حضوري

المديره بخجل :- ليس بشيء الضروري لكن مشاغبات فجر قد زادت عن حدها





مبدأياً أنا حضرت لذلك عليكم تنفيذ وعدكم لصغيرتي بأن تعتذر لها زميلاتها في إذاعة المدرسه قالها أسلام بحزم

أبتلعت المديره ريقها لترى نظرات فجر الشامته تعلن تمركزها على عيناها الداكنه :- ليس هناك داعي لكل ذلك هن بنهاية الأمر أطفال ياسيد أسلام

ضحك أسلام بسخريه :- ألم أكن البارحه مجرم واليوم أصبحت سيد ؛ ثم أكمل كلماته بحزم حاد :- على زميلتها الأعتذار لها حالاً وأنا سأمضي ألتزامي بأن فجر لن تتعرض لها مجدداً

وفعلاً هذا ماحصل وهاهي سبيل أمام مكِرفون الإذاعه وأمامها الجميع تبتلع ريقها مكرهه على فعل ذلك




سبيل بغضب كبتته :- أود الأعتذار من زميلتي فجر عما بدر مني وأقول لها أنا آسفه

تهللت أسارير فجر وظهرت القوه على محياها وهي تنظر لوالدها بأمتنان الذي أبتسم بوجهها فكل شيء يمكنه التقاضي عنه ألا دموع صغيراته الحبيبات

نزل على عقبيه أمامها وهو يقبل خدها :- أنا ذاهب للمنزل ، والدتك وحدها أرجوك إن تبتعدي عن تلك السبيل قدر الأمكان فلقد ألتزمت أنا بذلك بأدارة المدرسه.

هزت فجر رأسها بحماس وهي تحتضن والدها بحنان بالغ تلتها شروق يستنشفن منه الأمان الكامن بين أحضانه

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

ماذا هناك قالها عماد بحده لعمار الغاضب وأصوات شجاره مع الممرضه يغطي المشفى

عمار بأنفاس متلاحقه من الغضب :- هي من بدأت ياعماد فلقد كنت أتكلم معها بهدوء وهي من بدأت بالشجار

الممرضه بصخب :- أسمع ياهذا

عماد قاطعاً كلماتها بحده :- يكفي ونحن نعتذر لك بنايبه عنه

أبتسمت بجانبيه قبل إن تهز كتفها وتدخل

عمار بغضب :- ارأيت كم هي مستفزه

عماد بهدوء :- دعك منها وأخبرنا كيف حال أروى

جلس عمار على الكرسي يهز قدمه بتوتر قائلاً :- لا أحد يطمئنني على حالتها أبداً هي منذو ساعه ونصف تقريباً في غرفة الوضع

قبل إن ينطق أياً منهم بأي كلمه خرجت الطبيبه وعلى وجهها إبتسامه مشرقه ليهجم عليها الجميع ممطرينها بتساؤلاتهم




الطبيبه بضحكه :- يكفي يكفي ؛ الحمدلله المدام أروى بألف خير وصحتها والجنين الحمد لله عاليه ولم نتطرق لعمل عمليه بل وضعت طفلها طبيعي ؛ قليلاً فقط وسنخرجها من غرفة الوضع لغرفه أخرى عاديه حتى الغد بعدها يمكنكم الذهاب بها للمنزل

تنهيدات راحه عاليه خرجت من الجميع

جبر وهو يقفز نحو حضن عمار :- ألف مبروك يا عمار

عمار بدموع :- الله يبارك فيك

عماد بأبتسامه سعيده :- الله يبارك لك في الموهوب و يكون خير الولد الصالح بأذن الله

أحتضن عمار عماد ودموعه السعيده لم تخجل من البوح بالسعاده :- آمين ياعماد




هناء بأبتسامه :- مبارك عليك الطفل يا عمار

مسح عمار دموعه وهو يرد بأبتسامه مشرقه :- إن شاء الله أرى أطفالكم قريب

نظرت هناء نحو جبر الذي غمز لها ؛ بأبتسامه وهي تهز رأسها لعمار بأمتنان

غزل بفرح :- مبروك ما أتاكم يا بابا عمار

ضحك عمار بسعاده وهو يرفع عيناه لسماء ودقات قلبه الفرحه تتلو أدعية شكر وحمد لله العزيز الجبار الذي أرزقه الذريه بعد زواج سبع سنوات بدون أطفال

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

يمشي بخطواته دون هواده واضعاً كفيه بجيب بنطاله وعيناه شارده على الرصيف وعقله يفكر كيف سيغطي مصاريف منزله خاصتاً وهناك فرداً جديد آتي بالطريق

مسح وجهه بيديه عدة مرات وهو يشكو قلة حيلته لله ويعلم جيداً بأن مع العسر يسر وبأن حالته الماديه ستتحسن إن شاء الله

يد وضعت على كتفه جعلته يخرج من شروده ليلتفت ويجد تلك الأبتسامه الأبويه تزين وجهه

أبو سعيد بحب :- أسلام حمداً لله على سلامتك

أحتضنه أسلام مزيحاً بعضاً من تلك الهموم عن قلبه المتعب بحضن هذا الرجل الطيب الذي طالما كان له الأب الحنون بعد والده

أبو سعيد بسعاده :- لم أصدق عندما أخبرتني أم سعيد بأنها رأتك تدخل لمنزلك البارحه وظننت بأنها تتخيل ولكن اليوم الصباح رأيت الأخبار وبأن تم القبض على القاتل الحقيقي ومن




 معه وتم الحكم عليهم بالسجن مدى الحياه عرفت عندها بأنك خرجت من السجن وذهبت لمنزلك لكن قالت لي هدير بأنك ذهبت لروضه وظللت أنتظرك هنا من حوالي ساعتان

أبتسم أسلام بحب :- شكراً على أهتمامك المتواصل بي وبأفراد أسرتي في غيابي لن أنسى معروفك أبداً ياعم أبو سعيد

أبو سعيد بعدم رضاء :- لن أسامحك إن سمعتك تتكلم هكذا مجدداً لاتنسى بأنك أبني مثل سعيد و قاسم رحمة الله عليه

أبتسم أسلام بحب ممزوجاً بالحزن وهو يتذكر قاسم الولد الأكبر لأبو سعيد الذي توفاه الله بربيع شبابه بجلطه دماغيه



 تاركاً خفله والدته ووالده وطفليه الذان تركتهما والدتهما وذهبت لزواج بآخر بعد أسبوع فقط من موت زوجها

أبو سعيد بأبتسامه دآمعه :- رغم مرور أربع سنوات على موته لازلنا نتذكره كأنه بلأمس

الحمدلله ياعمي وإن شاء الله من أهل الجنه قالها أسلام بأبتسامه حاول بث فيها الراحه لأبو سعيد الحزين

نزلت دمعة أبو سعيد ليمسحها وهو يهز رأسه :- بأذن الله ياولدي

- حسناً عمي أنا ذاهب

- تعال لنكمل دردشتنا بالقهوه

نظر أسلام نحو سيارته :- والله أتمناء ذلك لكن أريد أصلاح سيارتي منذو ركنتها ذاك اليوم وذهبت للمشفى كي أطمئن على المصابين الذين أسعفتهم لم تتحرك من مكانها و أخاف إن تصدي




كان الله بالعون يابني قالها أبو سعيد وهو يربت على كتف أسلام

ودع أسلام أبو سعيد وصعد نحو منزله بعد إن توقف إمام السياره وهو يجول حولها ويتنهد عالماً بأن لديه عمل كثير بأنتظاره

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تتناقله الأيدي و القلوب سعيده بوصوله وخده الصغير إمتلئ قٌبل محبه من الجميع

يكفي ياهناء هاتيه قليلاً قالها جبر بتذمر

هناء بحب :- دعه قليلاً معي ثم الا تكتفي لقد كان معك قبل دقائق

عماد بضحك وهو يسحب الطفل من هناء :- يكفي أنتماء الأثنان فهو ليس دميه خذ صغيرك يا عمار

ضحك الجميع عليهم ليأخذه عمار وهو يضعه على سريره بجانب والدته




غزل بتساؤل :- ألم تختاراء اسماً له حتى الآن

نظر عمار نحو أروى وهو يمسك يديها قائلاً بعشق :- حبيبتي هي من ستسميه

جبر وهو يمثل إنه يعزف بالكمان :- يا الهي أنتابتني القشعريره من مشاعرك المفرطه

نكزته هناء بكوعها على بطنه وهي تهتف به بأعين ضيقه :- يكفي ياعدو الرومانسيه

تعالت ضحكة الجميع مره أخرى

أروى بأبتسامه نحو عمار :- سنسميه عادل

ذهل عمار وشقت إبتسامه جميله ملامحه وهو يقبلها أعلى رأسها بأمتنان ويهمس بأذنها :- احبك

غزل بهمس :- لما سعد عمار هكذا بلأسم ياعماد

مال عماد عليها قائلاً بنفس همسها :- هذا لأنه أسم والده رحمة الله عليه كان عادل

همهمه متفهمه صدرت منها




عماد بنظرات ذات مغزى :- مارأيك إن نذهب لمنزلنا

أبتسمت بشده وهي تهز رأسها بخجل

عماد بصوت عالي :- حسناً نحن سنذهب للمنزل ومبارك عليكم عادل مجدداً وحمداً لله على سلامتك يا أروى

الله يسلمك وشكراً لكم قالتها أروى بأحترام

جبر وهو يمسك يد هناء :- ونحن أيضاً ذاهبون

مع السلامه وعذراً على أتعابكم قالها عمار بخجل

عماد بحده :- نحن أخوه وليس بيننا هذا الكلام

جبر مؤيداً :- عماد معه حق




عمار وهو يحتضنهما :- حسناً يا أخوتي

خرجاء كلاً من جبر وعماد ليركب جبر سيارته ويودع أخيه ويتجه نحو منزله يليه عماد الذي ركب سيارته وعندما مشى بها لدقائق أتت سياره ووقفت أمام سيارته ساده عليه الطريق

غزل بخوف :- ما الذي يجري

عماد بترقب وهو يشاهد الذي ينزل من السياره التي أمامه :- سنرى الآن

أنزل ياعماد العدناني الي قالها الرجل بغضب وسخريه

عماد بذهول :- خالي سمير

غزل بفزع :- عمي

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

فتح بابه بالمفتاح ويدخل لمنزله خالعاً حذائه وهو ينادي :- هدير أين أنتي!!

أتاه صوتها من المطبخ :- أحضر الغداء

شد خطواته اليها نحو المطبخ ليقف أمام الباب :- كيف تشعرين الآن




أبتسمت نحوه بحب :- الحمدلله لاتقلق علي فليست المره الأولى لي ؛ أخبرني أنت كيف سار الوضع بالروضه

أبتسم بإنجاز :- سار الأمر على أفضل مايكون ولقنت المديره درساً لن تنساه

هدير بصدمه مصطنعه :- ضربتها !! لابد وإنك فعلت ذلك رضاءً لشقيتك فجر

قهقه أسلام بمرح وهو يحتضنها من الخلف هامساً بأذنها :- هل تعلمين إنتي على زوجك هكذا

ردت بنفس همسه قائله بمشاغبه :- لا أعلم حقاً لكن زوجي أصبح أكثر مشاكسه عن قبل

عض أذنها بخفه وهو يهتف :- لاتخافي زوجك أصبح مشاكس معك إنتي فقط



ضحكت هدير بغنج لتشعر بجسده يلتصق أكثر بجسدها من الخلف وهو يتكلم بهمس محذر :- مدام هدير السلاَمي لدي عمل اقوم به مع السياره لذلك أرجوكي رفقاً بي

حسناً سأصمت قالتها بضحك

الغداء جاهز قالها وهو يغضم الجزر من يدها

كف عن ذلك ايها الأرنب قالتها بمرح وهي تسحب الجزر من فمه

حرك أصابعه على خصرها يدغدغها حتى أدمعت عيناها من الضحك :- أنا أرنب سأريك




هدير بأنفاس متلاحقه :- أرجوك يكفي أنا آسفه ؛ لم يتبقى الكثير للغداء

قبلها بعمق على خدها :- سأرتاح قليلاً وعندما ينضج الغداء سأتغداء ثم سأنزل أرى ماتحتاجه السياره كي تعمل

هزت رأسها بحب وهي تقبله أسفل فكه وتعود لعملها بجد كي تكمل مبكراً لزوجها الذي يتعب كثيراً من أجلهم

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

نزل عماد من السياره بحده تحت أعتراض وخوف غزل عليه

عماد بثبات :- ما الخبر يا خالي سمير



سمير بحده :- لست خالك فلا يشرفني إن أكون أخ لتلك العاصيه والدتك التي تزوجت من غير رضاءنا

تنهد عماد كي لاينقض على خاله يدفنه في مكانه لأنه تكلم عن والدته فمها يكن هذا خاله من رائحة والدته

سمير بسخريه :- عفواً لإحزانك يا إبن أزهار

لاداعي لكل هذا الكلام مالذي تريده مني الآن قال عماد كلماته بهدوء مستتر




قهقه سمير بصخب :- يالا براءتك يا أخي

تنفس عماد بصوت مسموع وهو يهتف بنرفزه :- ما بك !! سؤالي واضح وإن كان ليس هناك معك جواب أفسح المجال كي أذهب لمنزلي

سمير بحنق وهو ينظر لدآخل السياره وتصطدم نظراته بنظرات غزل الفزعه التي أرتعش جسدها وبلغ الفجع أشده معها :- لا أريد منك شيئاً أنت ؛ كل ما أريده هو إبنة أخي التي أختطفتها

عماد بضحكة سخريه وذهول :- أختطفتها!



قطع وصلة كلامهم وصول سيارة الشرطه لينزل منها خاله الأكبر فهد وإبن سمير صلاح والذي عينه كانت تنطق بشر لأن غزل كانت مرشحه له بالزواج

الشرطي بأحترام :- سيد عماد العدناني ؛ عفواً على توقيفك

صلاح بغضب :- كفاك ايها الرجل ؛ تكلمه بأحترام قم بتطويقه بالقيود وخلصنا

نظر الشرطي نحو صلاح بغضب حاد وقبل إن ينطق بأي كلمه سبقه فهد بكلماته الرزينه :- أصمت يا صلاح ودع الشرطي يقم بعمله ؛ نظر نحو الشرطي :- تفضل ياسيدي أكمل




أبتلع الشرطي كلماته ليهز رأسه بأحترام لفهد ثم يكمل كلامه نحو عماد الذي أبتسم بوجه فهد الذي بدوره رد الأبتسامه بحب عميق يكنه لشقيقته الراحله :- سيد عماد هولاء الساده يتهمونك بخطف إبنة أخيهم منذو سنه تقريباً

عماد بأبتسامة سخريه :- لا أحد يختطف زوجته ياحضرة الشرطي

صلاح بغضب عارم :- يكذب ياحضرة الشرطي لا تصدقه

سمير بغضب مماثل :- هذا يطمع بثروة شقيقنا الراحل ويحاول تظليلنا بهذه الكذبات




عكس فهد الذي تنهد بأرتياح فطالما أحب عماد وتمناه لغزل الوحيده دون سند

تنحنح الشرطي بإحراج :- الحقيقه ياسيد عماد أنا أصدقك لكن لابد من دليل على كلامك

عماد بأبتسامه :- أتفهمك جيداً ياسيادة الشرطي أنتظرني هنا فقط

شد عماد خطواته نحو سيارته بإتزان ليفتحها وتلاقيه هيئة غزل الخائفه والتي أردفت كلماتها بلهفه :- أنت بخير !! وماذا يحدث هنا




أحتضن عماد وجهها بين كفيه :- حبيبتي لا تقلقي أعمامك أثارو زوبعه في فنجان وستختفي الآن

عن ماذا تبحث قالتها غزل بتعجب لعماد الذي أغمض عيناه يتحسس الفتحات في تابلوه السياره

وجدتها قالها وهو يخرج ملف ويفتش بدآخله

ورقة عقد قراننا !! قالتها بتفاجأ

عماد بثقه :- أعمامك يريدون الدليل و هاهو بيدي

خرج عماد بثقه وسلم الشرطي الورقه الذي إبتسم وتوجه نحو صلاح و سمير وفهد وأراهم إياها




سمير بذهول وهو يرى البيانات التي تثبت صحة زواج غزل بعماد و بموافقة والدها :- وهبي رحمه الله كان يعرف ولم يخبرنا

فهد بحده :- لم يخبرنا لأننا لسنا أخوه بحق له ولم نكن الآمان الكافي لإبنته

هل ستصمتون على هذه المهزله قالها صلاح بأستغراب

سمير بخيبة أمل :- ليس هناك أساساً داعي لوجودنا هنا و زواجها من عماد حقيقي وليس مهزله



تابع عماد بعيناه الساخره إنسحاب سمير و إبنه يجرون خلفهما أذيال الخيبه وودع بعيناه المحبه فهد الذي ترتسم بوضح أبتسامة الرضاء على محياه




الشرطي ماداً يده يصافح عماد :- عذراً على أضاعة وقتك

عماد بأحترام :- لا مشكله فلقد كنت تقوم بعملك ليس ألا

هز الشرطي رأسه ثم أتجه لسيارته ليغادر هو أيضاً

زفر عماد بقوه وهو يدخل لسيارته قائلاً بأبتسامه :- أنتهى كل شيء

غزل بذهول :- ببساطه!!

عماد وهو يشغل السياره :- أعمامك قد يكونون طماعين لكنهم ليسو أبداً أشرار وكذلك لايحبون أدخال أنفسهم بالمشكلات




 وعندما رأو بأنك زوجتي على سنة الله ورسوله علمو بأن فرصتهم في أستعادتك قد بطلت ؛ أبتسم عماد بعشق نحوها مكملاً :- وكأنني سأسمح مثلاً بذلك




أسندت رأسها على كتفه قائله براحه :- أعلم جيداً هذا ولذلك أبي كان واثق جداً بك

قبلها أعلى رأسها ثم حرك سيارته عائداً نحو منزله ليمر بالقرب من مكان مقتل حيدر ليتصاعد به الحزن والغضب وتذكر عندما علم بموته بعد أستيقاظه كيف لم يصدق ذلك وبكى كما لم يبكي من قبل فلقد كان حيدر كالأخ الأصغر له وليس فقط سائقه الخاص

رحمة الله تغشاه ياعزيزي قالتها غزل بمسانده وهي تمسك يد عماد الشارد بعيناه نحو المكان




مسح عماد دموعه قائلاً بنبره حزينه :- آمين

أخرج عماد هاتفه ودق بعضاً من الأرقام تحت نظرات غزل المتسائله

عماد بحزم :- جبر أريد أسلام السلاَمي يكون عندي غداً … حسناً سأنتظرك … إلى اللقاء

فهمت غزل مايريده عماد جيداً من أسلام لذلك صمتت ولم تعلق

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تفقد علبة أدواته جيداً ثم أرتدا ملابسه التي كان يخصصها للعمل في حال تلطخت بزيت المحركات

هدير أنا نازل للأسفل كي أصلح السياره قالها أسلام لهدير المنهمكه بغسل الأواني التي تغدياء بهم



أبتسمت بوجهه :- كان الله بالعون

أخذ علبة أدواته وعندما وصل للباب كي يخرج عاد مره أخرى للمطبخ وأبتسامة خبث تزين شفتيه ليهمس خلف أذنها :- أشتقت للقميص الأحمر كثيراً

ضحكت هدير بغنج مردفه بدلع :- يكفي يارجل أذهب لعملك ثم أنني أعلم جيداً بأنك سترجع متعب للغايه

أحاطها بذراعيه قائلاً بصدمه مصطنعه :- هل تشكين بقدراتي يا مدام

قهقة بمرح أفتقدته كثيراً في غيابه :- بالعكس أنا أكثر شخص يعلم بقدراتك




ضحك بخفه على مشاكستها الصريحه :- لابأس عفونا عنك قالها وهو يحررها من بين يديه

دفعته للخارج قائله :- هيا أذهب لعملك أنجازاً للوقت

طبع قبله أعلى رأسها وهو يخرج لتتنهد هي بحب وأمان لا تشعر به ألا بوجوده

بينما هو نزل للأسفل ليشبك أصابعه ويثنيهن للخارج صادراً منهم صوت فرقعه وهو يهتف لنفسه بحزم :- هيا أسلام دع الكسل جانباً و ابدأ العمل

دقائق تلتها أخرى وساعات تلتها أخرى وهو يعمل دون كلل أو ملل يحاول أصلاح القطع المعطله دون الحاجه لأستبدالها فمن أين سيجلب ثمن تلك القطع غالية الثمن




بعد فتره طويله أغلق صندوق السياره وهو ينفض يديه :- الحمدلله تمت المهمه بنجاح

صدح آذان الظهر بصوته الحاني ليجمع أسلام أدواته دآخل الصندوق المخصص لهن بسرعه كي يتسنى الوقت له للأغتسال والذهاب للمسجد

مرحباً أبي قالتها الصغيرتين بسعاده

نظر نحو ثمرة حبه لهدير واللآتي يصبرنه على عقبات الحياه بأبتسامه محبه :- أهلاً حبيباتي كيف كان يومكن الدراسي




صعدن الدرج أمام والدهن لتهتف فجر بسعاده وشماته :- أنا يومي كان مذهلاً فبعد إن أجبرت سبيل إن تعتذر مني أصبحت تخافني أكثر وتتجنبني ولم تعد تقذفني بلقب إبنة المجرم

أبتسم أسلام لكنه رد بتحذير :- فجر إنتي أيضاً عليكي تجنبها فلقد ألتزمت بذلك فلا تصغريني أمام تلك المديره الصارمه

فجر بتأكيد :- لايمكنني ألتفكير بذلك حتى

فتحت هدير الباب عندما سمعت أصواتهم لتنطق شروق بتلقائيه كعادتها :- أبي أبي ؛ نظر نحوها والدها لتكمل :- معلمتنا صهباء قالت لمعلمة الرياضيات بأنك وسيم للغايه وكم تمنت بأنك تظل أكبر وقت ممكن بالروضه






كتم أسلام ضحكته بصعوبه من منظر الشرار المتطاير من عينان هدير ليجيب صغيرته بهدوء حازم :- لا تكرري خلفهن مثل هذا الكلام فهذا لايصح

هزت شروق رأسها ببراءه ولحقت بفجر لغرفتهن كي تبدل ملابسها

سعيد للغايه أنت صحيح!! قالتها هدير بحنق

أسلام بضحك :- وما ذنبي أنا بالله عليكِ

رفعت سبابتها أمام وجهه :- لن تذهب لتلك الروضه مجدداً سمعت




رفع حاجبه قائلاً بحده :- أنزلي أصبعك

أنزلت أصبعها بسرعه ليكمل هو :- و لا تصدري نبرة الأمر هذه مجدداً

هزت رأسها وهي على وشك البكاء

أسلام بعشق :- دعيها تقول ماتحب أسلام عيناه لم ترى غيرك ولن ترى وقلبه لايعشق سواك

رفعت أنظارها المحبه نحو والملطخه بالدموع ليمسح دموعها بشفتيه مكملاً بهمس عاشق تربع على عرش قلبها :- هل أنا مجنون كي أسمح لغيرك بأحتلال جوارحي أنتي عشق لاينتهي يافتاتي

قبلت شفتيه راده بنفس همس العشق الذي دفئها به :- احبك كثيراً يا أسلام

قبل أرنبة أنفها :- وأنا أعشقك

                 الفصل الاخير من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>