CMP: AIE: رواية فرحتي ومنايا الفصل السادس6بقلم رغدة
أخر الاخبار

رواية فرحتي ومنايا الفصل السادس6بقلم رغدة


 

فرحتي و منايا 

بقلمي رغدة 

الفصل السادس 



عدت شهور كثيرة وحان موعد ولادة منى الذي قررته  طبيبتها  

كان الخوف والتوتر سيد الموقف 


منى كانت تمر بفترة من التعب والألم الشديد 


سماح منذ ما يقارب الاسبوعين لم تفارق منى ولم تعد لمنزلها كانت تتناوب مع حمزة و احلام  بالعناية ب منى فهي لم تعد تقوى على الحراك وحدها 


كلما اقترب الوقت زاد الخوف رغم أن الطبيبة طمأنتهم الا انهم كانوا على أهبة الاستعداد لولادة مفاجئة بأي لحظه لشدة تعبها 


وحان اليوم الموعود 


توجه الجميع مع منى للمشفى وتم تجهيزها للعملية القيصرية 

سمير واحمد ومهند وحمزة كانوا يقفون بأحد الجوانب بالرواق خارج الغرفة 


سماح وأحلام و بثينه في الداخل عند منى 


واصرت احلام ان تجهز ابنتها بدل الممرضه


كانت تبدل لها ثيابها وهي تدعوا لها بالكثير من الأدعية  وتقبلها كثيرا 


سماح تجلس على الأريكة وتقرأ القرآن وهي تبكي بحرقه وكان من بالداخل ابنتها 


اما بثينه فكانت تجلس جانبا تتلذذ بشكلهم وتدعوا بسرها ان تتخلص منها 


حضرت سهير واتجهت لمهند : ايه يا ابني دخلت العملية ولا لسا 


مهند : لسا يا طنط اهي جوا بالاوضه


سهير : اومال فين سماح 


مهند : عندها ادخليلهم 


دلفت سهير واتجهت سريعا لابنتها واحتضنتها


سماح : ببكاء ادعيلها يا ماما ، منى تعبانه اوي 


سهير : ربنا يقومها بالسلامه ، متخافيش يا حبيبتي ربنا قادر يخرج روح من روح 


تم تجهيز منى وحضر طاقم من الممرضات و اخذوها على سرير مدولب وخرجوا بها 


تجمع الجميع حولها يحاولون طمأنتها وهم يدعون لها 


بدأت العمليه وكان الجميع بحالة ترقب وتوتر كبير ينتظرون خروج الطبيبة 


حمزة ينظر لساعة يده كل دقيقة يشعر ان الوقت توقف 


كاد يجن من الانتظار و فجأة فتح الباب لتخرج الممرضه وبيدها الصغيرة 


ركض الجميع حولها 


حمزة بلهفة: منى ، طمنيني على منى 


الممرضة : كويسه اطمن شوية وتخرج اشارت للطفلة ايه مش هتاخد الصغيرة 


نظر لها ولكنه لم يستطع أن يحملها كانت يديه ترتجف 


اقتربت احلام واخذتها من الممرضه : بسم الله ماشاءالله تبارك الرحمن  ، زي القمر 


قبلتها واحتضنتها : بنتي طمنيني عليها هتخرج امتى 


الممرضة : اطمنوا يا جماعة شوية ونخرجها ، عن اذنكم 


سمير : استني يا بنتي ، سحب بعض الأوراق النقدية وأعطاها لها : ربنا يبشرك بالخير  يا بنتي 


ابتسمت الممرضة : حمدلله على السلامة والف مبروك وعادت للداخل 


استدارت احلام و مشت خطوات بسيطه ووقفت أمام سماح ومدت الصغيرة نحوها 


احلام : سمي بالله يا بنتي 


مدت سماح يديها المرتجفة والتقطتها منها : بسم الله   قالتها بهمس فصوتها لم يعد يقوى على الخروج 


اخذتها بحنو نحو صدرها واجهشت ببكاء شق قلوبهم  حتى بدأ الجميع يبكي لبكائها المرير 


اقترب مهند بخطى ثقيلة واحتضن زوجته مع الصغيرة ، قبل رأسها كثيرا وضمها لصدره 


وأخذ يبكي معها فهما من حرم من الضنا ،  حرما من نعمة كبيرة ان يكون لديهم اطفال ، 


صبروا كثيرا و حاولوا ان يتعايشوا و  ان لا يتحدثوا بالامر 

كانوا كمن يطوي صفحة من حياتهم 

كمن دارى على جرحه وخبأه عن العيون 

ولكن اتت اللحظه ليكشف عن هذا الجرح العميق 

لينزف على الملأ 


هذه الطفلة الصغيرة التي لامست قلوبهم قبل أن ترى النور وتراهم  عيونهم رققت قلوبهم و غرست محبتها فيهم 

كانت الدواء لهذه الجراح 

بلسم لطيف بارد لتطفئ نار متأججة منذ سنوات 


اقتربت سهير وأحلام و حمزة واحتضونهم  

كانت الصغيرة بينهم كالزهرة الصغيرة التي تحتضنها أوراقها تحميها من حر الشمس وبرد الشتاء 

كانت هذه الطفلة في أحضان محبة وعاشقه لا تعرف للحقد والكره طريق 


خرجت الطبيبة لتنصدم من بكاء الجميع واول ما بادر لذهنها الطفلة الصغيره 


تقدمت منهم تبعدهم من أمامها مدت يدها  لتأخذ الطفلة ولكن أصواتهم المعارضة جعلتها تقف حائرة 


الطبيبة : في ايه الطفله جرالها حاجة


سمير من خلفها يحاول إيقاف دمعاته: مفيش يا بنتي اطمني ، وطمنيني ينوبك ثواب منى بنتي مخرجتش ليه 


الطبيبة : خمس دقائق وهيخرجوها تقدروا تستنوا بأوضتها  ، بس بجد هو في ايه


بثينه الجالسة على المقعد : مفيش يا دكتورة بس سماح لانها مش بتخلف وشالت الصغيرة عملت الشويتين دول يعني بتستعطفهم عشانها أرض بور 

وربنا مدهاش 


نظرت لها الطبيبة مطولا وغادرت 


بعد القليل من الوقت تم نقل منى لغرفتها التي قام أحمد بمساعدة صديقه عز و فرحة بتزيينها 


اجتمع الجميع فيها كان عز يرمق بثينه بنظرات تساؤل و حيرة فهو قد بحث كثيرا ولكنه قد باء بالفشل 


بدأت منى تستيقظ من مفعول المخدر وكان حمزة يجلس بجانبها على طرف السرير ممسكا يدها بين كفيه يسحبها يقبلها بين الفينة والأخرى 


اما الباقين فكانوا يتبادلون الدور بحمل الصغيرة 


منى بهمس : حمزة 


حمزة وهو يقترب منها أكثر: قلب حمزة 


منى: انا عطشانه


حمزة: يا خبر ، امسك كوب الماء وبيده الأخرى أسند رأسها قليلا لتشرب القليل من الماء 


نظرت بجانبها حيث كان الجميع جالسين ومعهم صغيرتها يرمقونها بسعادة 


اقتربت احلام وأخذت الطفلة من سماح و مشت بها حتى وصلت لسرير ابنتها 


احلام: بنتك يا حبيبتي،  ما شاء الله زي القمر 


ابتسمت منى بتعب ،حاولت حملها ولكن ألم جسدها منعها فامسكها حمزة وقربها من وجه منى لتمعن النظر لها وتقبلها 


احلام : هتسموها ايه ؟ 


تبادل حمزة و منى النظرات ليقول حمزة : اللي هيسميها مهند وسماح 


سماح من اللحظة التي أخذت احلام الصغيرة منها شعرت بألم بصدرها 


سهير بهمس: سماح ، مالك 


سماح ببوادر بكاء : موجوعة،  حاسه روحي بتتسحب مني 


سهير وهي تقترب منها أكثر وتمسد على صدر ابنتها : بسم الله الرحمن الرحيم 


انتبه مهند ل زوجته : مالها سماح 


سهير؛ والله ما اعرف ، تعال ناخدها نكشف عليها ،


وقف ثلاثتهم لتصل لمسامعهم كلمات حمزة الذي ما ان انهاها حتى سقطت سماح أرضا ، لتتعالى أصواتهم خوفا عليها 


مهند الذي امسك زوجته قبل أن تصل الأرض 


بدأ يصفع وجهها برقة : سماح ، فوقي يا سماح 


جرى عز سريعا للخارج ليعود و برفقته أحد الأطباء  

تزامن  حضوره مع حضور الطبيبة الخاصة ب منى 


تم نقل سماح لغرفة أخرى للكشف عليها 


كشفت الطبيبة عن منى و اعطتها الاوامر الواجب اتباعها بعد خضوعها للعمليه وبعض النصائح للعناية بصغيرتها وخرجت 


قابلت مهند الذي يقف بانكسار ساندا رأسه للحائط يخفي عينيه الباكيه


الطبيبة: مساء الخير 


مسح وجهه بعنف واستدار لها : مساء النور قالها بصوت اجش من شده البكاء 


الطبيبة ممكن نتكلم 


مهند : اتفضلي 


الطبيبة : مش هينفع هنا ، اطمن على مراتك وهستناك بأوضة الكشف بتاعتي 


مهند : ماشي 


بعد قليل خرج الطبيب 


مهند : ها يا دكتور سماح مالها 


الطبيب بعملية : متخافش، هي بتعاني من  صدمة ، وحسب ما فهمت من والدتها فالموقف اللي هي فيه هو السبب ، حاولوا الفترة الجاية متتعبش ، وابعدوها عن التوتر واي حاجة ممكن تدايقها 


مهند : اقدر اشوفها 


الطبيب : طبعا ، عن اذنك 


غادر الطبيب ودلف مهند لغرفة زوجته 


كانت سهير وفرحة معها ، اقترب من زوجته واحتضنها مطولا 


سهير : تعالي يا فرحة نطمنهم 


خرجت فرحة و سهير التي تجاهد لتكون طبيعية أمام ابنتها 


وما ان خرجت حتى جلست أرضا واضعة رأسها بين كفيها وبدأت تبكي على حال ابنتها 


فرحة: اهدي يا طنط ، اهدي ، انتي ست مؤمنه ، وعارفة ان ده نصيبها 


سهير: يا حظك يا بنتي،  طول عمرك جبارة و بتخبي  وجعك ، ولا حد حاسس فيكي ، آدي اخرة الكتمة بصدرها  ، كانت هتروح مني 


فرحة : وحدي الله يا طنط ، ايه هو احنا هنعترض على حكمته وأمره 


سهير: لا إله إلا الله 


فرحة : ايوة كده ، ويلا امسحي دموعك وقومي اغسلي وشك ، لازم تكوني قوية ،عشان ابلة سماح متزعلش، سمعتي الدكتور قال الزعل وحش عشانها 


سهير : معاكي حق يا بنتي 


في غرفة منى : ماما والنبي تشوفي سماح ، طمنيني عليها 


احلام وهي تفتح الباب لتخرج : حاضر يا ضنايا ، في نفس الوقت وجدت أمامها سهير وفرحة 


سهير: رايحة فين يا ام منى 


احلام : كنت جايه اطمن على سماح ، منى مش صابرة وبتزن 


سهير وهي تخطو نحو منى: اطمني يا حبيبتي شوية ارهاق ، مفيش داعي للخوف ، بعد شوية هتلاقيها بتتنطط قدامنا 


منى : يا رب يا طنط ، ربنا يشفيها ويعافيها


امن الجميع على كلامها 


بغرفة سماح 


مهند : كده يا حبيبتي تخضيني 


سماح : بعد الشر عليك من الخضه 


مهند وهو يقبل جبينها: الحمد لله على نعم الله 

انا كنت هموت لو جرالك حاجة 


سماح  وهي تضع أصابعها على شفتيه : متجبش سيرة الموت على لسانك ، ربنا يجعل يومي قبل يومك 


مهند وهو يقبل اناملها كل على حدا : ربنا يطول بعمرك ويخليكي ليا 


بعد أن اطمأن مهند على حالة زوجته الصحيه وعودة سهير لغرفة ابنتها ، غادر واتجه للطبيبة 


طرق على الباب ليسمع صوتها من الداخل 


الطبيبة: اتفضل 


فتح الباب ودلف للداخل 


الطبيبة مشيرة للكرسي أمامها: اتفضل 


جلس مهند وقال : خير يا دكتورة منى والصغيرة كويسين مش كده 


الطبيبة بابتسامة عذبة : اطمن كويسين ، انا طلبت اقابلك بخصوص موضوع تاني 


مهند : موضوع ايه  ، خير 


الطبيبة: بص انا عرفت ان ربنا مرزقكومش اطفال 


مهند : الحمد لله على كل حال 


الطبيبة : الحمد لله،  بس انتو كشفتوا يعني وكده ولا ايه 


مهند بعد أن بدأت الصورة تتضح أمامه : ايوة يا دكتورة احنا متجوزين بقالنا ١٣ سنه وعملنا فحوصات وتحاليل ، وبعدين قررنا نسيب الموضوع لربنا 


الطبيبة : الكلام ده من امتى 


مهند: يااااه من بعد جوازنا بتلات سنين ، وانا خدت قرار مش هعرض مراتي للوجع تاني 


الطبيبة: بص يا ابني الطب أتقدم واتطور واللي مكناش عارفينه من عشر سنين بقينا نعرفه 


مهند : قصدك ايه 


الطبيبة : قصدي اني عاوزة اكشف على مراتك ، مش يمكن وجودكم هنا ليه حكمه من ربنا 


مهند وهو يفكر : معرفش ، بس لازم اشوف سماح الأول لو هتوافق


الطبيبة بثقة: هتوافق ان شاء الله،  اشوفك المرة الجايه مع مراتك 


غادر مهند وباله مشغول بكلام الطبيبة 


فهل سيكون لهم نصيب بأن يكون لديهم طفل من صلبهم ، هل ستكون هذه الطفلة دليل خير وبشرى سارة تنشرها عليهم 


ما هي أسرار  بثينه وما هي مخططاتها بعد ولادة الصغيرة


                     الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-