رواية همس عاشق الفصل الثانى عشر12والثالت عشر13 بقلم نجمه اسيل

رواية همس عاشق 

الفصل الثاني والثالث عشر...

بعد مرور عشرة أيام ...

عشرة أيام مرت كانت ثقيله وصعبه للغايه على الجميع

- جبر الذي بدأ يأخذ كلمات هناء على محمل الجد أكثر وهو يشك بتصرفات والدته التي وأن دلت على شيء فهي تدل على تورطها بحادث عماد بشكلاً أو بآخر ؛ وعندما شعر بأن والدته




 قد تكون لها طرف في ذلك تخلى عن الذهاب لأسلام ومعرفة الحقيقه منه لايعلم هو لما فعل ذلك ولكنه طبعاً ليس على أستعداد لمعرفة كل شيء الآن على الأقل حتى تتحسن حالة عماد قليلاً

- وكلاً من عمار وأروى وغزل المنتظرين تحسن حالة عماد التي لم تبدي أي ردة فعل على الأدويه بعد ليزيدهم ذلك يأس وأستسلام

- أما هدير التي أصبحت تعاني الأمرين في غياب أسلام أن كان من نظرات جيرانهم المليئه بالشماته الكبيره أو بالشفقه التي



 تجعلها تشعر بأنها عاجزه للغايه أو بظلام منزلها وقلبها بعيداً عن معشوقها الحبيب أو بتكاثر أسئلة إبنتيها حول غياب والدهن المتكرر حتى نفذت منها الإجابات ولم تعد ترد عليهن

…………………

صفعه قويه أردت به على الأرض يتبعها صراخها الحاد والمغتاظ وهي تردد :- غبي غبي غبي

نهض وهو يمسح على خده و متعاقد الحاجبين ليردف بضيق شديد :- لما ياخالتي ضربتيني هكذا

أمسكت به من ياقة قميصه وهي تهزه بعنف :- ألم أكلفك بمعرفة أي معلومه عن ذاك الأسلام وعن أسرته لما لم تنفذ

لم أكن أعلم بأنك تريدين المعلومات بشكل ضروري لذى فكرت بأنني أبحث على مهل قالها صقر بخفوت




نفضت يديها عن ياقة قميصه بقوه شديده وهي تزمجر به بغضب هادر :- من طلب منك إن تفكر ياعديم العقل

نظر صقر نحو دلال بغيظ لكنه آثر السكوت عن الكلام

جلست دلال وهي تنهج على الأريكه من فرط غضبها لتردف بتحذير :- أسمعني جيداً ثلاث أيام فقط بعدها أريد معرفة كل شيء يخص عائلة أسلام وأريد أسمه كاملاً




فتح صقر فمه يريد الكلام لكنه صمت عندما رفعت دلال يدها تُسكته وتكمل قائله :- أعلم فيما تريد الكلام ؛ أنا أريد معلومات عن عائلة أسلام حتى أستطيع أن أثنيه عن البوح بأي معلومه قد تديننا خاصتناً وقد رأى ملاح وجهك بوضوح ايها الذكي

هز صقر رأسه تفهماً وهو يرفع القبعه لخالته ذات الملامح البريئه والجميله والعقل الشيطاني

لكن ياخالتي لما لم يخبر ذاك الأسلام الشرطه عني قالها صقر متسائلاً

شردت دلال قائله بتعجب :- هذا الذي لم أستطيع تفسيره حتى الآن لكن بالمجمل هناك شيء يمنعه لذلك علينا العثور على عائلته قبل أن يفتح فمه بأي كلمه




حسناً قالها صقر وهو لم يعي نصف كلماتها

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أمي قالتها شروق الصغيره ببكاء خائف وهي ترى والدتها ممسكتاً ببطنها بينما هي جالسه بأهمال على أرضية الحمام وتتقيئ بعنف بدآخل كرسي الحمام

فجر بصرامه ودموع :- لن أتحدث مع أبي مجدداً وهو ذهب وترك أمي لوحدها تعاني

كانت هدير تستمع لكل كلمه قد قالت من فم أبنتيها لكنها لم تستطيع الرد بسبب ماتعانيه فما معها ألا إن تؤشر لهن بالذهاب بيدها

فهمتا الصغيرتان ماتريده والدتهن لتمسك فجر بيد شقيقتها وتسحبها إلى الأريكه



بينما هدير كانت تنتحب بدموع وألم وهي تتذكر في حملها الأول كيف كان أسلام يعتني بها وعندما تتقيئ هكذا يجلس بجانبها ويمسح على ظهرها ويزيح خصلات شعرها عن وجهها

أسلام قالتها هدير بأحتياج شديد للغايه

نهضت هدير تتخبط بمشيتها لتقف أمام مغسلة الوجه وتمسح وجهها ثم تأخذ قطعة الصابون وتضعها على أنفها لتتنهد بأرتياح عندما وصلت رائحة الصابون اليها مهدئتاً الغثيان المتصاعد بدآخلها




أمي أنتي بخير رددت بها شروق بخوف

أبتسمت هدير بتعب وشحوب :- بخير ياروحي لاتخافي ؛ هيا لأجهز الفطور حتى تذهبا لروضه

فجر بأستياء :- لما أبي لم يعد يسئل علينا هل أثرنا أستيائه بأي شيء حتى يتركنا ويرحل

جلست هدير على عقبيها أمام فجر لتمسك يديها قائله بتأكيد :- والدك لم يتركنا ويرحل يافجر والدك أجٌبر على الرحيل عننا وهو لايريد ذلك لكن الظروف أجبرته على الذهاب كل الذي هو محتاجه منكٍ إن تدعي له بالرجوع بالسلامه ياحبيبتي

أبتسمت فجر من بين دموعها بطفوليه :- كنت أعلم إن والدي يحبنا ولن يرحل ويتركنا

توسعت أبتسامة هدير لتفهم فجر لها

حتى أنا أحب والدي وسيعود من أجلي صحيح يا أمي هتفت بها شروق بتبرطم طفولي يليق بها




دوت ضحكات هدير وفجر عليها لتحتضن هدير صغيرتيها بحب متمنيتاً رجوع أسلام لأحضانها بسلامه

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تخلل أصابعها بين أصابعه وتنثر همسها العاشق على مسامعه لعل وعسى يصل اليه فينهض محتضنناً همساتها بهمساً يفيض عشقاً

أحبك كثيراً ياعماد أرجوك عد إلي ؛ آخر ما قالته غزل بأذن عماد قبل أن تطبع قبله على خده وترفع رأسها عنه

حان وقت أعطائه الحقنه يامدام قالها الممرض وهو يقرع باب الغرفه

هزت رأسها معناها تفضل ليدخل ويعطيه الحقنه :- بـ الشفاء بأذن الله

شكراً ردت بها غزل بخفوت

مرحباً غزل كيف حالك اليوم قالها جبر بتعب




أهلاً أستاذ جبر تفضل أردفت بها غزل وهي تنهض عن الكرسي من جانب عماد

دخل يجر قدماه ليجلس بجانب شقيقه :- هل لكي أن تتركينا لبضع لحظات اذا سمحتي

أبتسمت غزل بتفهم :- حسناً سأنتظر بـ الخارج

هز رأسه بأمتنان ليعاود نظره لشقيقه المستلقي دون حراك :- عماد لم أعد أعرف ماذا أفعل !! هل أذهب لمعرفة الحقيقه من أسلام الذي هو محجوز بالظلم؟ أو أصمت كعادتي و أعيش بتأنيب الضمير كالعاده!! أخبرني أرجوك ما الذي أفعله




نزلت دموع جبر المحتاره ليكمل وهو ينهج :- أصبحت أعلم جيداً إن والدتي لها صله بالحادث ، ضحك بسخريه ليردف :- لم اتفاجأ الصراحه فلقد فعلته مره وهاهي قد تكون عاودتها مره أخرى

شعر بأصابع عماد تضغط بخفه على يده الممسكه بأصابعه لتتهلل أساريره وتنزل دموعه قائلاً بسعاده :- أنت تسمعني!!

مره أخرى عادت الحركه وكأنها الجواب على سؤاله

ضحك جبر بشده حتى دخل عمار تليه غزل ليسئل عمار بتعجب :- مابك لما تضحك!! هل جننت

قهقه جبر بسعاده وهو ينهض ويحتضن عمار تحت نظرات غزل المندهشه :- عماد شد على يدي مرتان ياعمار

تعالت ضحكات الجميع السعيده بينما غزل وضعت يدها على فمها من المفاجأه لتقترب من عماد وتحتضنه فاهو بصيص أمل يظهر من بعيد بينما جبر وعمار ذهبا مسرعين لجلب الطبيب



 المسؤل عن حالة عماد والذي بدوره طمئنهم بأن هناك تحسن جيد بمؤشراته الحيويه والتي إن دلت على شيء فهي تدل على سيرهم بالطريق الصحيح للعلاج

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭


أمسك جسر أنفه بتعب وضيق لينهض من فوق مكتبه ممسكاً بكوب القهوه بيده لعلها تساعده على ترتيب أفكاره المبعثره




فجأه فتح باب عيناه مستذكراً شيء ليضع كوبه جانباً ويمسك هاتف مكتبه داقاً بعض الأرقام أنتظر قليلاً ليرد بعدها بلهفه :- مرحباً أنا الرائد أياد شايف سأبعث لك أحداثيات مكانناً ما و أريد تسجيل كاميرات المراقبه له ؛ لا تتأخر أرجوك

وضع الهاتف وهو شارداً ليتكلم بخفوت لنفسه :- اللعنه على غبائي لما لم أفكر في هذا سابقاً

جلس على كرسيه مكملاً كلماته بأنتصار :- اتمناء بأن أجلب الدليل الذي يدينك يا أسلام عندها لن أوفرك ايها المتحاذق

أخرجه من شروده قرعات على باب مكتبه ليرد بحده :- تفضل

العسكري بخوف :- السجين أسلام السلاَمي تعرض لطعن بالسكين ايها الرائد




كيف حدث هذا قالها أياد بصراخ غاضب

أبتلع العسكري ريقه الخائف ليرد بتلعثم :- وقعت مشاجره بين سجينين حاول هو فضها ليتعرض بالغلط لضربة سكين

نهض أياد غاضباً :- وأنتم أين كنتم يابهائم ؛ هيا نادي لطبيب السجن

هو بالفعل موجود عنده لكنه نصحنا بأخذه لمشفى السجن رد بها العسكري بأرتباك

خرج أياد وهو يتمتم ويشتم ويلوح بيديه بغضب بالهواء متخذاً الطريق المؤدي لزنزانه القابع خلفها أسلام ليجده يتألم بخفوت والدماء تسيل من خلف كتفه والطبيب يحاول إيقاف النزيف

ما الوضع ايها الطبيب قالها أياد بثبات

لقد قلت مسبقاً وسأعيدها المريض محتاج لنقله للمشفى رد بها الطبيب بغضب

أياد بغيظ :- الا يمكنك معالجة السجين هنا كما تعلم سيكون ذلك أفضل له

كتف الطبيب يديه قائلاً بحده :- هو بالنسبه لك سجين لكنه عندي أنا مريض ويجب نقله للمشفى فوراً




زفر أياد بقوه آمراً أحد العساكر بتجهيز سيارة السجن لنقل أسلام الذي بدأ بفقدان وعيه نحو المشفى

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

مساءاً

أمي قالتها شروق بهدوء جعلها تخرج من شرودها لتبتسم بوجه صغيرتها قائله بحب :- نعم ياحبيبتي

شروق بحماس :- أريد بطاطا مقليه على العشاء

ضحكت هدير بخفه بينما تكمل عملها بتحضير العشاء :- سأفعل لك ماتريدينه ياقلب والدتك

قفزت شروق بسعاده لتضحك هدير على حماسها

قرعات على باب منزلهم بتر ضحكاتهم لتعلي هدير صوتها لفجر التي تشاهد التلفاز قائله :- أفتحي الباب يافجري لابد وأنها أم سعيد




حاضر أتاها صوت فجر الضاجر

دقائق لتدخل فجر للمطبخ قائله بتعجب :- ليست أم سعيد من خلف الباب يا أمي هذه إمرأه كبيره بالعمر ولم أراها أبداً في حارتنا

عكفت هدير حاجبيها بأستغراب فمن سيأتيهم غير أم سعيد أو بضع الجارات اللآتي هن معروفات كثيراً لبناتها ؛ نشفت يديها وخرجت من المطبخ خلفها إبنتيها لتقف مذهوله إمام تلك الزائره قبل إن تنطق بحلق جاف متلعثم :- أمي

الفصل الثالث عشر...

ماذا ألن تدخليني لقصرك قالتها نجيه بأستعلاء لهدير المذهوله أمامها

تلعثمت هدير وسحبت الكلمات منها لفتره ليست بقصيره ليخرج صوتها جافاً كجفاف أوراق شجر الخريف المتساقطه :- تفضلي أمي




رفعت نجيه حاجبها قائله بسخريه :- أخيراً

بينما شروق وفجر نظرن نحو بعضهن بأستغراب فمنذو رأت أعينهن الحياه لم يسمعن والدتهن تخاطب أحدهم بكلمة "أمي"

ذبذبت نجيه قدميها على أرضية منزل هدير المتواضع بتقزز بينما عيناها تجول على كل ركن بالبيت لتستقر أخيراً على وجه هدير لتردف بسخريه لآذعه :- لازلتي تحبين الترتيب يافتاه ؛ هل تحاولين جعل هذا المخروب لقصر بترتيبك له!!

أبتسمت هدير بهدوء مجيبتاً :- لكنه فعلاً قصر بالنسبه لي يا أمي

جلجلت ضحكت نجيه المستهزئه أركان البيت لتتشبث شروق بملابس والدتها بينما فجر بدأت أبخرة غضبها بالتصاعد

مسحت دمعه كاذبه مردفه :- حقاً أضحكتيني ياهدير كثيراً

ليس من الآداب إن نتكلم وقوفاً قالتها هدير وهي تؤشر لنجيه بالجلوس على الأريكه




أخرجت نجيه منديل ورقي لتمسح محل جلوسها قبل إن تهبط بجسدها على الأريكه

أبنتيك لا تشبهانك هتفت بها نجيه وعيناها مركزتان على فجر وشروق لتكمل بغضب دفين :- بل تشبهانه هو كثيراً كأنهن نسخه مصغره عنه

أمي لم تأتي لزيارتي صحيح قالتها هدير بخفوت

أبتسمت نجيه بجانبيه :- بل جئت حتى أأخذك معي لحيث تنتمين

رفعت هدير حدقتيها السوداء المستائه نحوها لتقول بثبات :- لست ذاهبه لمكان ما الذي سيجعلني أخرج من منزلي




زوجك المتهم بالقتل مثلاً والذي يقبع خلف القضبان تاركاً إياك وحيده دون آمان أو سند قالتها نجيه بخبث وسخريه

ترقرقت أعين فجر بالدموع بينما شروق أجابت ببراءه :- أبي لم يتركنا بل جٌبر على ذلك

مسحت هدير على جبينها بأنامل مرتعشه فآخر ما تمنته هو معرفة صغيراتها بالذي حدث لوالدهن أو معرفة أفراد أسرتها ذلك ليتشمون بها :- فجر وشروق هيا أذهبن لغرفكن

أمي ماذا تقول هذه المرأه قالتها فجر بدموع

قلت أنهضي لغرفتك و خذي شقيقتك معك أجابت بها هدير بصراخ غاضب مكتوم




نهضت فجر غاضبه ممسكه بيد شروق ليستوقفهن صوت نجيه الساخر :- تبدين أكبر من عمرك وحادة الطباع مثل والدك

فجر هيا أمشي قالتها هدير بصوت متحشرج آيل للبكاء

أشفقت فجر على والدتها كم تمنت أن تلقن تلك المغروره درساً على أباكائها لوالدتها

نجيه بأستفزز :- لما تريدينهن إن يدخلن بالطبع كي لا يسمعن خبر والدهن المخزي صحيح ؛ نظرت نحو أعين فجر العسليه الداكنه بعمق قائله بهمس خشن ساخر :- والدك بسجن بتهمة قتل شخص وأصابة آخر ولن يرجع لكم مره أخرى هل فهمتي الآن حجة غيابه

أجهشت شروق بالبكاء بينما فجر نظرت نحو نجيه بغضب غير سامحه لدمعه واحده بالنزول لتهتف بها بثقه :- والدي المحافظ على صلاة الفجر بالمسجد لن يفعل ذلك والدي الذي يخاف



 الله قبل الناس لن يفعلها ووالدي الذي يخاف على أمي من دمعه واحده قد تسقط من أعينها ووالدي الذي أنهكه الركض خلف الرزق الحلال بينما الحرام أمامه ولم يقترب منه لن يفعلها ؛




 أقتربت فجر أكثر نحو نجيه المندهشه مكانها قائله بتأكيد :- والدي الذي تتحدثين عنه هذا يخاف علي وشقيقتي من نسمة هواء بارده أن تمسنا فكيف له أن يفعل ذلك بالله عليك يا ... وأكملت بسخريه :- يا نانا




سحبت فجر شقيقتها خلفها قبل إن تغلق الباب بعنف حتى أهتزت نجيه لتنظر نحو هدير المبتسمه قائله بغضب :- نفس لسانك السليطي

أليست إبنتي ردت بها هدير برفعة حاجب

نهضت نجيه بحده قائله بصراخ :- لقد أنهانت كرامتي أكثر من اللآزم بهذا البيت ؛ لآخر مره هذه فرصتك في العوده لقصر الكازمي ياهدير

نهضت هدير بهدوء :- لم يعد يربطني بآل الكازمي شيئاً حتى أسمهم ؛ فمكاني الآن هنا بمنزل أسلام السلاَمي حتى يعود




هل جننتي لن يعود الأمر ليس بهذا البساطه فا الذي تم أتهامه بقتله رجل أعمال كبير ليس صعلوك مثله ولن يتم الأفراج عنه بسهوله أو حتماً لن يتم الأفراج عنه أبداً ياغبيه هتفت نجيه بهذه الكلمات بغضب هستيري

أمسكت هدير بموضع قلبها لتجيب بنبره عاشقه :- سيعود

لافائده منك صرخت بها نجيه قبل إن تطبع خطواتها بغضب حاد حتى باب الخروج لتنظر بأستحقار لهدير الواقفه مكانها بثبات التي سرعان ما أنهارت عندما أغلقت نجيه الباب لتقع على الأرض تبكي بحرقه وهي تهمس بهمس عاشق :- ستعود يا أسلام قلبي يخبرني بذلك




خرجتا فجر وشرق من الغرفه على بكاء والدتهن ليحتضننها بقوه بينما هي بادلتهن ذلك بواحد أشد منه

عكس نجيه التي ركبت سيارتها والغضب يتآكلها بدايتاً من رفض إبنتها القدوم معها إلى تواقح تلك الصغيره بوجهها

إلى إين سيدتي قالها السائق الخاص بها عندما طال الوقت بهم بالوقوف

إلى الجحيم مارأيك ردت بها نجيه بغضب وهي تدق بعض الأرقام على هاتفها دقائق حتى أجابت قائله :- أريد معرفة من الضابط المسؤل عن قضية عماد العدناني وكل المعلومات الضروريه عنه




أنهت مكالمتها لتبتسم بخبث قبل إن تأمر السائق بالذهاب للمنزل وكلها أمل بنجاح خطتها وكسر غرور وكبرياء هدير وإبنتيها الصادر من أسلام السلاَمي

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أمي إلى أين قالها بشك

وضعت الطرحه على رأسها بأهمال ظاهراً من خلفها تلك الخصلات الحمراء قائله بعدم مبالآه :- أنا من أستجوبك ليس أنت ياولد

تنهد جبر بقلة حيله :- أستغفر الله يا أمي لم أقصد ذلك فقط مجرد سؤال بسيط

مجرد جواب أبسط ذاهبه لمنزل صبراء أختي وسأقضي الليله هناك قالتها دلال وهي تأخذ هاتفها وتهم بالخروج

زياراتك قد طالت كثيراً اليها رد بها جبر بأعين مليئه بعدم الأقتناع بينما دلال ضحكت بجانبيه ساخره قبل إن تأخذ مقبض الباب بيدها تغلقه خلفها




زفر جبر بأستلام ساحباً قدميه نحو غرفة نومه ليجدها فارغه ليعقد حاجبيه بأستغراب وهو ينادي :- هناء أين أنتي!!

لم يأتيه رد لتبدأ الأفكار السوداء تغزو رأسه بينما هو يتفقد الحمام ثم المطبخ ولم يجد لها أثر

لا يمكن إن تكوني ذهبتي وتركتيني قالها جبر بخوف وأصابع مرتجفه يحاول فيها ألاتصال بهاتفها

جبر قالتها بتعجب

نظر خلفه ليجدها دآخله من باب المنزل وبيدها كيس صغير

أمسك بها ذراعها بقوه وأعين تنطق خوف عكس صوته الغاضب :- أين كنتي

تأوهت بألم لكنها أجابت بهدوء وثبات :- كنت بالصيدليه

بلحظه تحولت تلك النيران المشتعله حوله لأخرى بارده وهو يسئلها بخوف :- مابك!! ما الذي يؤلمك جعلك تذهبين لصيدليه

أنزلت عيناها أرضاً وهي تجيب بخفوت :- ليس بي شيء فقط ذهبت لأبتاع شيئاً ضروري للمرأه




تلاقياء حاجبيه ببعضهما :- وماهو الشيء الضروري!!

تنحنحت بخجل ولم تدري بما ترد لتريه مابدآخل الكيس

أبتسم بتفهم وهو يأخذها بين أحضانه قائلاً بلهفه خائفه :- أصابني الخوف عندما لم أجدك ظننتك ذهبتي وتركتيني

أختبئت بين أضلعه تستوقد منهن الدفئ:- هل لي مكان يحويني غيرك ياجبري

أحبك ياهناي قالها بهمس عاشق

وأنا أعشقك ردت بها بنفس تلك الهمسات التي تغرقهما عشقاً

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

فتح عيناه وهو يتمنى بأن مامر به في الآونه الأخيره مجرد كابوس أو حلم مزعج وبأنه لازآل بين أزقة منزله الدافئه والآمنه وبأنه يمكث بين ذراعيها يستمع لهمساتها العاشقه التي



 تبعثره عشقاً حد النخاع ؛ أرهف سمعه جيداً بينما هو بغمرة الوعي واللآوعي لعله يستمع لمشاجرة فتاتيه الدائمه أو يستمع لضحكاتهن التي تسري بين أوردته السعاده

خاب ظنه كثيراً عندما سمع صوتاً غريباً يأتيه لمحه في آخر لحظه بأنه يخص الطبيب :- حمداً لله على سلامتك

هز أسلام رأسه بضعف ويأس فهو لازآل حبيس الظلم مجدداً

لما تتدخل فيما لايعنيك قالها أياد بغضب ليكمل عندما لم يجد رد من الماثل أمامه :- أرايت نتيجه تدخلك أنت مرمي بالمشفى




أبتسم أسلام بعدم مبالآه :- لم يعد يهمني فنتيجة تدخلي بالسابق جعلتني مرمي بالسجن فلا ضرر من المشفى

أقترب أياد أكثر من أسلام قائلاً بغيظ :- أعلم بأنك تريد تشويش عقلي بهذه الكلمات لكنك لن تنجح هل سمعت

ضحك أسلام بخفه :- لنرى فأي طريق تمشي أنت

نظر أياد بغضب نحو أسلام ثم شد خطواته خارجاً ليجلس على كراسي الأنتظار الموجوده بالخارج وهو يتذكر التحدي الذي بينه وبين أسلام



""فلاش باك""

هل دعوتني إلى هنا كي تتأملني قالها أسلام بملل لأياد الذي ينظر نحوه بصمت

طرق أياد بطرف قلمه على سطح الطاوله عدة مرات ليرد بهدوء نسبي :- ألن تخبرني الآن بالقصه الحقيقيه

زفر أسلام بضيق :- لقد أخبرتك كل ما أعرف

نهض أياد ليهدر بغضب صارخ :- ألم تتعب من أعادة نفس القصه الكاذبه مراراً




وأنت ألم تتعب من أتهامي مراراً رد بها أسلام بهدوء

طبع أياد براحة يده بعنف على سطح مكتبه :- لآخر مره سأستجوبك فلتعترف كي تخفف على نفسك العقوبه

لن أعترف بشيء لم أفعله قالها أسلام بحده

أبتسم أياد بجانبيه :- سأبحث عن الحقيقه لوحدي هذه المره ولن أحتاج لقصصك الكاذبه والملفقه ولكن عندما أجلب دليل تورطك سأحرص بنفسي على أعدامك بيدي




أستقام أسلام على ساقيه قائلاً :- صدقني ايها الرائد إن جلبت ذاك الدليل القاطع الذي يدينني بتلك الجريمه سأبتسم عندما تعدمني بيدك ولكن أن وجدت الدليل الذي يبرئني من تهمي هذه فعليك الأبتسام عندما تودعني من هذا السجن

هل أعتبر كلامك تحدي رد بها أياد بغيظ

مثلما تحب قالها أسلام برفعة حاجب


"" باكـ""

ضم أياد قبضة يده بقوه كبرى ليتكلم من بين أسنانه بغضب :- سأبحث حتى أجد الدليل وسأجعلك تبتسم بينما أنا أعدمك

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

بينما هو منشغل بعمله على الحاسوب بتعجل لمحها بطرف عينه تعكف حاجبيها بألم بينما هي واقفه تحضر طعام العشاء



أغلق حاسوبه ليذهب نحوها هاتفاً بها بلهفه وقلق :- حبي مابك!!

نظرت نحوه بأبتسامه شاحبه :- أخفتني ياعمار

عمار بعدم رضاء :- لا تغيري الموضوع يا أروى رأيت ملامحك تدل على الألم مما تشتكين

قدماي فقط تؤلمانني ليس بي شيء قالتها بعدم مبالآه

أجلسها على الكرسي تحت أعتراضها ليعكف على عقبيه أمامها ويتفحص أقدامها :- أقدامك متورمه يا أروى

لا تخاف ليس بشيء الخطير هذا يحصل بسبب الحمل قالتها في محاوله لبث الراحه به




أجابها بعدم أقتناع :- سأعرضك على الطبيب في أقرب فرصه

أحتضنت وجهه بين يديها هامسه له بتأكيد محب :- مثلما تريد أنا رهن أشارتك

أبتسم نحوها بعشق كبير لينهض وينهضها قائلاً بنبره لاتقبل النقاش :- أذهبي لترتاحي وأنا سأكمل طهو الطعام

حاولت الأعتراض لكنه دفعها أمامه برفق حتى أخرجها من المطبخ وأجلسها في الأريكه المقابله لنافذة المطبخ قائلاً :- أجلسي هنا ولا تتحركي دون نقاش




هزت رأسها بحب وأعينها تلتمع بالعشق

دنى منها هوه قائلاً بهمس عاشق تغلغل حتى تجاويف كيانها لتغرقها حتى النخاع :- أجلسي هنا وأجعليني أنال شرف النظر اليك وفقط

طبعت قبله رقيقه على شفتيه ليعمقها هو حد الوله مرتشفاً منها قطرات شهداً تجعل حياته بطعماً آخر

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

لقد طالت لحيتك كثيراً عن ذي قبل ياعزيزي قالتها غزل بهمس باكي وهي تمرر أصابعها على ملامح وجهه بشوق عازف

أكملت وهي تداعب خده بظهر سبابتها :- هل تعلم لقد مرت أحدى عشر يوماً على آخر مره سمعت بها صوتك ورأيت بها عيناك الغازيه لذراتي حباً ياعماد




نزلت دموعها بغزاره وهي تردف :- ألن تسمعني صوتك وترأف بي

مسحت دموعها وهي تسمح لمن طرق الباب بالدخول ليدخل جبر ويسلم عليها ثم يسلم على أخيه آملاً إن يرد عليه بعدها يخرج ليجلس على كراسي الأنتظار فاليله دوره في قضاء الليل برفقة غزل وعماد بالمشفى

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

يمسح وجهه بيده عدة مرات وهو ينظر لشاشة هاتفه لعدة مرات بغير تصديق

لقد فزت يا أسلام قالها أياد بسخريه لنفسه وهو يلقي بهاتفه على الطاوله

وضع يديه على رأسه من الخلف ويشرد بعيداً فلأول مره بحياته يخسر تحدي مع أي شخص



أخرجه من شروده قرعات متتاليه على باب غرفة مكتبه ليرد بتعب :- تفضل

العسكري بعمليه :- سيدي هناك إمرأه تريد مقابلتك

الآن !! قالها بتعجب وهو ينظر لساعة الحائط المعلقه والتي تشير نحو العاشره مساءاً

نعم سيدي وهي بالخارج رد بها العسكري بثبات

رمش أياد عدة مرات قبل إن يسمح بدخولها لينظر نحو الباب بترقب فمن التي تريد مقابلته بهذا الوقت ؛ ليراها تدخل بخطواتها الأستقراطيه تنحت مدى قوتها وشموخها المغرور لتمد يدها له قائله بأستعلاء كعادتها :- نجيه الكازمي



أهلا بك رد بها أياد وهو لازآل بغمرة أندهاشه ليتنحنح مكملاً كلامه :- الرائد أياد شايف

جلست نجيه بالأريكه المقابله له ووضعت حقيبه كبيره على الطاوله التي تتوسطهما قائله بنبره ذات مغزى :- أعلم بأنك متعجب للغايه من زيارتي المفاجأه لك

بصراحه لا أكذب عليك "نعم" متفاجأ للغايه قالها أياد وهو يريح جسده على الأريكه وعيناه مثبته على الحقيبه بفضول



أبتسمت نجيه بأنتصار :- لا تخاف أتيتك وجلبت معي هديه قالتها وهي تفتح الحقيبه لتظهر حديقه خظراء اللون من الأوراق النقديه

أتسعت عينان أياد بذهول كبير ليردف وهو لازآل بنفس وضعه :- سبب هذه الهديه ياترى

أدانة أسلام السلاَمي كيفما أمكن بقضية عماد العدناني وسائقه قالتها نجيه بهمس خشن خبيث

كتف أياد يديه أمام صدره قائلاً بسخريه :- من خلال هديتك يتوضح أمامي بأنك تحبينه كثيراً






أكثر مما تتصور ومن أكبر أمنياتي أن أراه متعفن بالسجن ثم نهايته لحبل المشنقه ردت نجيه بغضب مكبوت حاد

نهض أياد ليقف أمام النافذه واضعاً كفيه بجيواب بنطاله

لحظات صمت تم قطعهن من قبل نجيه وهي تهتف بترقب :- ماذا قلت

برزت أسنان أياد الجانبيه في أبتسامه خبيثه وهو يستدير لها ليفتح فمه مع أتساع أعين نجيه المترقبه لرده

               الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>