رواية حذاء قدري الفصل العشرون20 بقلم ايه العربي


 نبدأ بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة 

البارت العشرون 

 رواية #حذاء_قدرى

 بقلم /آية العربي 

سقطت زهرة وسط صدمة الجميع وصراح مديحة التى قامت مسرعة قائلة بحيرة وخوف _ زهرة .... ابني ..


تناولت الهاتف الواقع على الارض بينما عامر ويمان قاما بحمل زهرة ووضعها على الاريكة بحزن .


تكلمت مديحة بخوف ورعب متسائلة _ الو ايوة ابني فيه ايه ؟ 


طمأنها احمد الذي بدوره سمع صراخ قائلا بترقب _ متقلقيش ابن حضرتك سافر فرنسا ... بس هي زهرة كويسة ؟ 


تنهدت مديحة بارتياح ثم نظرت لزهرة بحزن قائلة بقلة حيلة _ وقعت من طولها يابنى ... هقفل وافوقها ..


اغلقت الخط واتجهت اليها تجلس بجانبها وعامر ويمان فوق رأسها ... تمسكت بكفها تملسه بهدوء وتنادى عليه بقلق قائلة _ زهرة ... زهرة فوقى يا حبيبتى ..


نظرت لشقيقها بتساؤل مردفة _ اعمل ايه يا عامر البنت هتروح مننا ..


تكلم يمان وهو يلملم اشياؤه مغادرا _ انا بشوف اي طبيب وبجي .


خرج بالفعل يبحث عن طبيب وظلت هى تربت على كفها تحاول افاقتها بحزن تناظر اخيها الذي قال بدوره _ ابنك ظالم يا مديحة ... ابنك هيخسر كتير ... البنت دى بتحبه وهو انانى فكر فى نفسه وشكله وبس .... انا كنت متأكد انه هيهرب ..


كانت مديحة تهز رأسها يمينا ويسارا بقلة حيلة ... تعلم ان شقيقها معه حق ... ولكنه يظل ابنها ... 


ابتعد عامر قائلا وهو يتجه ناحية غرفته _انا هروح اجيب برفان .


غاب قليلا ثم عاد بأحد القنينات وناولها ايأها التى بدورها اخدتها منه ورشت منها القليل على راحة يدها ثم قربتها من انف زهرة التى تمللت قليلا بتعب وضعف ..


كانت تأن وعيناها مغمضة ... فتحت عيناها ... تشعر بدوار قد يفتك برأسها ...


نظرت حولها وجدت مديحة بجانبها تناظرها بشفقة وعامر فوق رأسها يناظرها برأفة ..


حاولت رفع جسدها قليلا الا ان استندت على الاريكة بتعب ... تنظر لنقطة ما قائلة بهدوء مميت _ انا أسفة تعبتكوا معايا الفترة اللى فاتت ... اتحملتونى 

كتير واتحملتوا تقلباتى ... 


نظرت لمديحة قائلة بامتنان _ متشكرة جدا يا مديحة هانم على كل اللى عملتيه معايا بس انا لازم اروح بيتي ..


نظرت لها مديحة بعتاب وحنو قائلة _ مديحة هانم يا زهرة ! ... يعنى مش ماما مديحة ... وبعدين تروحى فين ما ده هو بيتك يا حبيبتى ..


نفت تهز رأسها يمينا ويسارا قائلة بتأكيد _ لااا ... مش بيتي ... بيتي هو بيت اهلى اللى القدر اخدهم منى  ... مش بيت اللى اختار يبعد عنى بمزاجه ..


نظرت مديحة لعامر بقلة حيلة تحسه على الكلام ... لوى عامر شفتيه بقلة معرفة وسكت ..

بينما يمان قد احضر طبيبا يقطن معهم فى نفس البرج ... دخل الباب مستأذنا وخلفه الطبيب ..


عرفه يمان على الحضور قائلا _ هاد دكتور سليم معنا هون فى نفس المبنى والحارس الامنى هو اللى قالى عنه ..


رحبوا به وتقدم الطبيب من زهرة فبدون السؤال يبدو من هيئتها انها المريضة .. تساءل بعملية مردفاً _ خير ان شاء الله .


اوقفت مديحة زهرة تحاول اسنادها قائلة وهى تتقدم _ اتفضل يا دكتور اكشف عليها فى اوضتها ..


اوقفتها زهرة قائلة بتقدير _ يا ماما مديحة مالوش لازمة بجد انا بقيت كويسة ..


جرتها مديحة بلطف قائلة بصرامة _ لاء الدكتور هيكشف عليكي انتى مش شايفة وشك بقى ازاى ..


ادخلتها غرفتها وبالفعل دخل الطبيب وعاينها بسماعته الطبية فوجد نضبات قلبها بطيئة ... قام بقياس ضغطها فوجده منخفض جداً 


سألها بعض الاسئلة واجابته اجابة متوقعة فقال هو بعملية _ عندها هبوط حاد وطبعا ضغطها نازل جدا ... ده غير ان جسمها فقد غذاؤه وده غلط ... ونسبة السوائل فيه قليلة... لازم تعوض ده وتشرب سوائل كتير  ... بس انا محتاج منها تحليل الدم ده ..


نظرت مديحة لزهرة بعتاب قائلة _ اكيد يا دكتور شوف حضرتك اللازم ايه وانا هعمله ..


اومأ لها الطبيب واخرج قلمه مدوناً بعض اسماء الادوية المغذية والفيتامينات ...كذلك كتب اسم التحليل المراد تنفيذه وناولهم للسيدة مديحة واستأذن خارجا بعد تمنياته بالشفاء العاجل لها  ..


خرجت معه مديحة تغمز بطرف عيناها ليمان كي يهتم به وبالفعل تم ذلك وغادر ..

اردفت مديحة موجهة حديثها ليمان وعامر _ انا هاخد زهرة وننزل لازم اعملها التحاليل دى ... بس قبلها هدخل اعملها شوربة تشربها ... البنت وشها اتغير خالص والدكتور قال ان جسمها محتاج سوائل وتغذية .


اردف يمان بشهامة _ ايه عمتى هدا هو واجبنا تجاهها ... شوفي اللازم وانا معك .


اومأت له واتجهت الى المطبخ تحضر ما قالت عنه 


_________

عن خليل وابنته فقد استعادا صحتهم كاملة ..


اردف خليل وهو يتناول قطعة من الدجاج بطريقة مقززة _ امم ... صحيح ياولاد هين قرشك ولا تهين نفسك ..


اردفت دلال وهى تتناول معلقة الارز قائلة _ اخلص بقى يابا ... بقالك زمن بتخطط علشان تخلص من بنت ايمان ... ولا شكلك جبان ومش اد الحوار ده .


نظر لها بغضب مردفاً _ اتعدلى يابنت ال*** مش خليل الفيومى اللى يخاف ... انا بس مستنى الوقت المناسب ... وحبايبي اللى فى الحارة اول ما يبلغونى انها فى البيت لوحدها هنفذ انا وانتى ... بس الجدع المحامى ده دايما معاها .. او يا اما مش موجودين هما الاتنين 


ترقب دلال قائلة وهى تتوقف عن تناول الطعام _ هننفذ ايه بالضبط يابا .. انا مش فاهمة حاجة ؟ ... وهتقتلها في بيتها .... وفى الحارة ! .. ازاى يابا مش كنت بتقول بتخطط وبتعمل .


انتهى خليل من الطعام ومن تذوق اصابعه ايضا قائلا وهو يمسح يده فى ملابسه ويتلاعب بلسانه داخل اسنانه باشمئزاز  _ انا كنت ناوى ابيع الحتتين الدهب واجيب حتة ميري وءأجر واحد يخلصنا منها ولا من شاف ولا من درى ... بس خسارة نضيع القرشين فى حتة بت زى دي .. فأنا لقيت حل تانى وفى السليم ... وبردو لا من شاف ولا من درى .


تساءلت دلال بوجهها تحسه على الاستكمال فاردف _ احنا اول ما نعرف انها فى البيت لوحدها ... هتلبسي الهدوم دى وهتحطى النقاب ده على راسك وانا هعمل زيك بالضبط ونراقب المكان كويس ونروحلها ... وطبعا النسوان فى حارتنا اغلبهم منقبين والناس بتحبهم وتحترمهم ومحدش هيشك فى امرنا .. هندخل البيت ونهجم عليها انتى تكتمى نفسها وانا بحتة سكينة قديمة مصدية هضربها ونخرج .... قبل حتى ما تلحق تستوعب اللى حصل ..


كانت دلال فارغة فاهها على كلام والدها قائلة باعجاب _ ايه ده يابا ... دانت الشيطان يضربلك تعظيم سلام ... لاء عجبتنى الفكرة خصوصا اننا مش هنفرط فى حتتين الذهب وكمان هنورث الشقة ..


ضحك عاليا هو وابنته ظانين ان مخططهم سينجح ويستطيعان قتلها و الاستيلاء على الشقة   وطارق ..


_______

بعد ساعات قليلة تدلف مديحة ومعها زهرة احد المستشفيات الخاصة لتجرى  لها التحليل المطلوب .


وبالفعل اتجهت زهرة الى غرفة اخذ العينات وتم اخذ عينة دم منها وخرجت تنتظرها مع السيدة مديحة غير مدركة ما يمكن ان تكون نتيجة هذا التحليل فهى ظنت انها شيئا ما كالانيميا او من هذا القبيل ..


_______

عند تقوى التى اخذت اجازة من عملها خوفا من تواجده كما قال ... فهى وبرغم ادعائها القوة الا ان بداخلها طفلة لا تجرأ على مواجهته .... 


كان محمد حزين لاجلها ... لا يستطيع فعل شئ من اجل حماية ابنته ... حتى والدتها مغلوبة على امرها ... كل هذا بسبب خطأهم الذي مر عليه سنوات وما زال يطارهم الى يومنا هذا ...


نظرت والدتها الى زوجها قائلة _ قولها يا محمد ... احكيلها اللى حصل ... يمكن تسمعك ... تقوى بتحبك اوى ويمكن تسمعك وتسامحنا ..


اومأ لها محمد بحزن قائلا _ ماشي ... هحاول احكيلها بس يارب تسمعنى ...قومى نادى عليها تجيلي .


اومأت والدتها وقامت بالفعل تلبي ما قاله ..


_______

عند وصال التى اتجهت الى مكان تواجد طفلها بلهفة كي تصطحبه معها الى نزهة لطيفة حتى يعتاد هذا الطفل اللذيذ عليها ..


صعدت هى المبنى عبر المصعد ووصلت امام باب الشقة ... طرقته وبعد دقائق فتح يمان .


رفعت نظرها اليه وللحظة اخترقت نظراتهم قلوبهم .. فرمشت هى وحولت نظرها الى داخل الشقة متسائلة بتوتر _ مساء الخير ... هي مديحة هانم فين ؟ 


فاق هو قائلا وهو يطالعها بغموض _ عمتى خرجت ويا زهرة ... اتفضلي .


فتح المجال لتدخل ولكنها توقفت قائلة بترقب _ لا ... انا هفضل هنا ... طيب انا كنت عايزة اخد مروان افسحه معايا شوية ... ممكن تجبهولى لو سمحت ..


كاد ان يجيب ولكن قاطعه مجئ عامر من الداخل قائلا بترحاب _ اهلا يا وصال ... اتفضلي يا بنتى واقفة برة ليه ... ينفع كدة يا يمان خليها تدخل ..


نظر له يمان باستنكار قائلا _ متل ما بدا هي انا ما دخلنى شي ..

اغتاظت منه وصال ومن طريقته الفذة ودخلت بعدما اطمئنت لوجود السيد عامر تنظر له بقوة كأنها تعانده ..


جلست هى مستأذنة تقول موجهة حديثها للسيد عامر _ عمى لو سمحت ممكن اخد مروان معايا شوية نخرج وكدة ..


اومأ لها عامر قائلا بقبول _ طبعا يا حبيبتى ده ابنك ... ثوانى هنادى عليه .


قام عامر من مكانه لينادى علي الصغير فستوقفه يمان قائلا بغيظ _ بابا لحظة ...


اعاد عامر نظره له متسائلا فقال يمان وهو ينظر للجالسة تطالعه بحقد _ يمان هلا موعد درس الموسيقى تبعه فيكي تضلى معه هون ..


وقفت وصال على حالها قائلة بتحدى _ يتأجل ... مش مشكلة لو درس الموسيقى اتأجل .


التفتت قائلة بعامر _ لو سمحت يا عمى ناديه .


اوما لها وذهب بالفعل لينادى الصغير ...

اقترب منها يمان قائلا بعناد _ كيف فيكي تكونى هيك بلا مسئولية ... عم قلك مروان اله نظام محدد وما بيصير يتخربط ..


اقتربت هى ايضا منه دون ادراك قائلة بقوة وهى تنظر داخل عيناه _ والله انا مامته وانا ادرى بمصلحته يا استاذ يمان ومتشكرة جدااا لحضرتك باهتمامك بابني طول فترة بعدى عنه وكفاية عليك كدة ..


غضب منها بشدة فقال وهو يقترب ايضا حتى اصبحوا على بعد انشاً واحداً من بعضهما دون ان يشعرا _ هه مافيكي تقررى عالشي بيرجع لمروان هو بيختار مين بدو يضل معه ومين بيرحل ..


كان عامر قد أتى مع مروان والاثنين يقفان يتطلعان لهذان الواقفان يتجادلان ..


تكلم مروان الصغير قائلة بصوت مرتفع وبراءة وهو يتقدم منها _ خلااااص .


اتجه وسطهم واخذ يد يمان ويد وصال ووضعهم بداخل بعضهم مردف بلطف وبراءة _ انا هختار انتو الاتنين ..

نظر الصغير رافعا وجه الى يمان قائلا بذكاء _ انت يمان يعنى بابي .

ثم التفت الى وصال قائلا _ وانتى مامي يعنى لازم نكون سوا ..


انصدم يمان كذلك وصال التى نظرت للواقف امامها يطالعها بتعجب اما عامر فقد ابتسم ناطقا بتصفيق _ هو ده الكلام المضبوط ... برافو عليك يا مروان ..


__________


فى المشفى تجلس مديحة وزهرة شاردة هى فى امرها ... منذ ان جلست لم تتفوه بحرف الا عندما تحدثها مديحة وترد فقط بكلمات بسيطة مقتضبة ..


جاءت اليهم الممرضة تحمل ظرفا ... وقفت امام زهرة تبتسم وتناولها الظرف قائلة _ اتفضلي يا مدام مبروك .


رفعت زهرة نظرها لها قائلة بتعجب وتساؤل _ مبروك !؟ .. ليه .


ترقبت جميع حواس مديحة عندما نطقت الممرضة قائلة بابتسامة ودودة _ انتى حامل يا مدام ... الف مبروك ... لازم بقى تتابعي عند دكتور علشان تطمنى على الجنين ..


فرحت مديحة كثيرا قائلة وهى تربط على كتف زهرة _ مبروك يا زهرة الف مبروك يا حبيبتى ..


بينما الاخيرة وقفت تتحسس بطنها بكفها الصغير وقد اغروقت عيناها بالدموع بفرحة ان توزعت ستكفى العالم بأكمله قائلة بزهول _ حامل ؟ ... انا جوايا حتة منه ! ... انا هكون ام ومش هبقى وحيدة تانى ؟ ... 


التفتت تنظر الى مديحة محتضنة اياها بكل قوتها التى ظهرت من العدم قائلة بلهفة وسعادة _ انا حامل يا ماما مديحة ... هههه انا حامل .


بادلتها مديحة العناق قائلة بسعادة _ ايوة يا حبيبتى ... الف مبروك ... طارق هيفرح جدااا بالخبر ده ..


هنا انكمش وجه زهرة قائلة وقد اكتسبت قوة فورية من جنينها الذي بدأ ينمو فى رحمها قائلة _ مبقاش يهمنى ... هو اختار يبعد وانا هختار حياتى ... حياتى مش هتقف عليه من بعد النهاردة .... هعيش علشان طفلى وبس .


حزنت مديحة داخليا ولكنها اظهرت الرأفة والتعاطف مع هذه الفتاة المعذبة قائلة _ متفكريش فى اي حاجة دلوقتى غير سلامتك انتى والبيبي  ... يالا تعالى نروح ..


غادرت معها زهرة بروح جديدة .... بشخصية جديدة ... ان كان هو قد تركها ليثبت رأيه ويرضي غروره فهى لم تنتظره باكيةً الا ان يأتى .... ستبحث عن سعادتها هى وطفلها وليأتى من يأتى ويذهب من يذهب ...


_________

فى الحديقة الدولية اصطحبت وصال مروان بعدما صمم يمان الذهاب معهما ..


كان مروان اكثرهم سعادة ... كان يتمسك بكفيهما ويمشي يرفع قدم ويبسط الاخرى بمرح ..


وصال تناست حنقها من هذا السئيل واهتمت بطفلها وسعادته ... يمان مستمتع بما يحدث وبما انجزه فهو لم يترك فرصة واحدة لها بأن تنفرد بالصغير ..


جلسوا على مقعد استراحي وسط العشب الاخضر واتجه الصغير يلعب بمرح مع اطفال صغار كثر ..


قامت وصال من مكانها متجهة اليه وقد اجلسته على ارجوحة فردية وبدأت فى هزه ببطء وسعادة ... 


كان يمان ينظر لها باعجاب دفين ... بالرغم من حقده عليها وغيرته منها بسبب مروان الا انه معجب بشخصيتها الجريئة والعفوية ..


بعد دقائق عدة حملت وصال الصغير واتجهت لتجلس قليلا حتى يرتاحوا ... كانت تتعثر احيانا بسبب طول تنورتها ولكنها كانت ترفعها قليلا بيدها ... ولكن الان هى تحمل الصغير وعليها الحذر ..


ما ان اقتربت من المقعد حتى فلتت قدماها وكاد ان يختل توازنا وتقع لولا يد قوية التقطتها وسقطت فى حضنه هى ومروان بدلا من ان تسقط ارضاً..


للحظة واحدة تمنت وصال ان تكون ما تشعر به غير حقيقي   .... لا انه حقيقي .... فتحت عيناها فوجدته ينظر لها بغموض وهى تتوسط حجره .. ومروان الصغير يصفق قائلا _ هييي يمان البطل .


قاما الصغير وقامت وصال على الفور كمن لدغتها افعى ... كان وجهها تكسوه حمرة الخجل ... بدأت الانظار تلتفت اليهم فقال يمان بثقة لا يعلم من اين اكتسبها موجهاً حديثه الى تلك العيون الناظرة _ شو في هي مرتي .


انصدمت وصال ناظرة اليه بعين متسعة اما هو فنظر لها مبتسما كأنه يخبرها انه لم يجد رداً اخر 


التهى مروان الصغير مع الاطفال مرة اخرى ... فاقتربت وصال من هذا الجالس بثقة قائلة بصوت هادى عنيف _ انت ازاي يابنى ادم انت تقول انى مراتك ..


نظر لها ببرود قائلا وهو يميل عليها _ والله اذا بدك ما اعيدها فيكي تلبسي المرة الجاية جيب قصيرة شوي ..


نظرت له بغضب محذرة بسبابتها _ انا بحذرك ... ميصحش اللى بتقوله ده ... واصلا مين قالك انك هتخرج معانا تانى .. دي اول مرة واخر مرة ..


نظر لها ثم التفت ناظرا امامه قائلا وهو يضع ساقاً فوق الاخرى بثقة _ ما بعتقد هاي اخر مرة ... التفت لها مجددا يغمز لها بطرق عينه قائلا بجرأة _ عجبتنى هالنزهة . 


___________


عند تقوى الجالسة لا حول لها ولا قوة ... قائلة بعجز _ يعنى انت يا بابا مشترك معاه فى الجريمة دى .


نفى محمد رأسه قائلا بصدق وقد بدأ يتحدث برتابة _ ابدا يابنتى ... انا معملتش حاجة ... انا فوقت لقيته مقتول جنبي ولقيت محمود هو كمان نايم الناحية تانية ... قومت صحيته وانا مصدوم ومش عارف ده حصل ازاي ولقيت السلاح فى ايدي انا  .... بعدها محمود صحى وخد منى السلاح بطرف جلابيته علشان بصماتى وقالى يالا نهرب قبل ما حد يشوفنا ..


تكلمت تقوى بتساؤل وحيرة _ طيب والراجل ده سبتوه ازاى ... وايه اللى جاب السلاح فى ايدك .


نفى محمد برأسه قائلا بحيرة _ معرفش يابنتى ... معرفش انا سمعت كلام محمود وهربنا .. خوفت يفكرونى انا اللى قتله ..

تنهد محمد ثم اردف _ بعدها عرفت ان علية القتيل بيدوروا على محمود ومصصمين يقتلوه وقالوا ان واحد شافه وهو بيقتل ابنهم فى المكان اللى كنا فيه وراح فتن عليه .


ترقبت تقوى بصدمة قائلة _ يعنى هو اللى قتله فعلا ؟ 


قال محمد بحيرة _ هما قالوا كدة ... بس لما سألته وواجهته قال ان السلاح اللى اتقتل بيه عليه بصمتى ... وان انا اللى قتلته ... حلفتله محصلش .... بس بعدها فكرت ... يمكن صحيح هو اللى قتل وعايز يتهمنى انا ... قلتله ان معنديش بنات للجواز وينسى حكاية الخطوبة دى خالص ... هو انهار وفضل يتحايل عليا بس انا صممت ... وعلشان بحبك انتى اكتر من اي حاجة فى الدنيا قلتله انى هديله ارض من بتوعي بشرط انه يبعد عنك ... بس اللى صدمنى انه وافق ... وافق يبعد عنك بشرط اننا منقولكيش السبب ... ونقولك انه مات فى حادثة .. ولو عملنا كدة هيديلي السلاح اللى عليه بصماتى ... يومها مكناش عارف اتصرف ازاي وحكيت لامك وهى قالتلى اوافق المهم يبعد عننا واقنعناكى فعلا انه مات واخد الارض علشان يبعد ... بس بعدها عرفت ان ارضى كلها اتحرقت وحصلي اللى حصلي ده وعرفت بعدها انه دفع ديا وسافر واتجوز وعاش حياته .


كانت تقوى تهز رأسها بعدم تصديق ... كفها على فمها المفتوع اثر الصدمة ... لا تستوعب كل هذا الكلام ... وهذا الشخص ايعقل ان يكون بهذا المستوى الدنئ من الحقارة والخزي ... 


قالت تقوى بعجز وخوف _ مش ممكن ... انا لازم الاقي حل فورا ً ... البنى ادم ده خطر علينا 


__________


عادت زهرة مع مديحة الى الشقة ..


دخلت مديحة تسند زهرة واجلستها على الاريكة ثم نادت عامر بفرحة قائلة_ عامر ... تعالى .


جاء شقيقها من الداخل متسائلا بترقب عندما وجد الفرحة ظاهرة على معالم وجهها _ ايوة يا مديحة خير .


قالت مديحة بفرحة وهى تنظر لزهرة _ زهرة حامل ..


فرح عامر موجها حديثه لزهرة قائلا _ مبروك يابنتى الف مبروك ..


قاطع حديثهم جرس الباب ...اتجه عامر ليفتح فوجده شاب فى الثلاثينات ومعه رجلاً مسن ... تساءل عامر برقي قائلا _ اتفضلوا ؟ مين حضراتكوا .


تحمحم احمد قائلا _ احنا بنسأل على زهرة لو سمحت قالها خالك واحمد ابنه عايزين يقابلوها ..


وقفت زهرة التى سمعت صوتهم متجهة للباب قائلة بفرحة وترحاب _ اهلا يا خالو اهلا يا احمد اتفضوا ..


دخلوا بعد ترحاب الجميع بهم .. جلس اسماعيل ينظر لزهرة بحنان ممزوج بحزن قائلا _ زهرة انا جاي اخدك معايا ..


تعجب مديحة قائلة بتساؤل _ تاخدها فين يا استاذ اسماعيل زهرة قاعدة فى بيتها .


قال اسماعيل بجدية _ بيت مين يا مديحة هانم ... مش الانسان اللى المفروض هي تحت حمايته سابها وسافر من غير حتى ما يسمعها ... وكل ده علشان هى اثبتت براءة صاحبتها اللى كان عايز يسجنها ظلم .... انا مش قادر اصدق ان فيه حد بيحب حد يعمل فيه كدة ... ابنك داس على بنت اختى ومشى ... مفكرش في مشاعرها ... مفكرش فى حالتها ... فرضا انى مكنتش جيت من سفرى ... ازاى يسيبها كدة من غير حتى ما يبرر موقفه ... انا هاخد بنت اختى وليا كلام تانى لما يرجع من سفره .


كانت مديحة ناظرة ارضاً بخجل ... فكل كلامه صدق ... ولكنه ابنها ومهما فعل فهى ستسامحه  .. اردفت متذكرة عل هذا الخبر يشفع له _ ايوة يا استاذ اسماعيل بس زهرة دلوقتى حامل .


نظر اسماعيل لزهرة بحب ممزوج بغرابة قائلا _ حامل ! ... انتى حامل يا حبيبتى .؟ 


اومأت له زهرة قائلة باقتناع_ ايوة يا خالو ... انا عرفت النهاردة انى حامل ... وانا موافقة اجي معاك ... لازم اكمل حياتى مش معقول هفضل استناه .


نظرت لها مديحة محاولة استعطافها قائلة _ زهرة خليكي معايا ... طارق غلطان جدا بس صدقيني اكيد هو سافر فرنسا علشان يلاقي صاحب اخوه اللى كان السبب فى كل ده ... طارق مش وحش يا زهرة وانتى عارفة كدة كويس ... بس هو حاسس ان كرامته اتهزت وسط الناس ... وخصوصا قدامك انتى بالذات ... مش هيقدر يرفع عينه فى عينك قبل ما يرد اعتباره ..


صمتت زهرة ... فمديحة محقة نوعاً ما ... ولكن اسماعيل تكلم مدافعاً _ يبقى زهرة تفضل عندى لحد ماهو يرجع ويثبت نفسه للناس وليها اولا ...زى ما بذل مجهود جبار علشان يرجع حق اخوه ... يبذل مجهود اكبر علشان هي تسامحه ... بنت اختى مش واحدة اتجوزها ويفكر ان ملهاش ظهر يسندها ... يالا يا زهرة .


بالفعل غادرت زهرة مع اسماعيل فلم يعد هناك من يعترض بعدما تكلم اسماعيل وحسم الأمر..


________


بعد شهر من الاحداث

تجلس مديحة على كرسي فى شرفة الشقة التى قررت ان تنتظر فيها طارق حتى عودته ..


رن هاتفها فتناولته من فوق الطاولة تنظر له بترقب عندما وجدته رقما دوليا .


فتحت الخط قائلة بتساؤل _ الو !؟ 


اتاها صوت من كانت تتوقعه قائلا _ ازيك يا ماما ..



            الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>