بسم الله
البارت الخامس والعشرون
والسادس والعشرون
رواية #حذاء_قدرى
بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
فى اليوم التالى استيقظ طارق يتملل ببطء من الفراش حتى لا تستيقظ زهرة وتبدأ حفلة فضولها المعتادة عن هذا الجرح ... فعليه ايجاد حل قبل اكتشافها له ..
وجدها نائمة بعمق فقبل جبينها وتسحب تاركاً الفراش متجهاً الى المرحاض الملحق بغرفتهم ..
خرج بعد ربع ساعة يرتدى حلة سوداء ويعقد زر كمه بيده ... تناول حقيبه عمله وخرج بعدما القى عليها نظرة اخيرة بحب .
اغاق باب غرفته ووجد والدته تجلس تتلو بعض أيات القرأن الكريم ... قبل رأسها وجلس بجوارها .. صدقت هى واغلقت المصحف ومن ثم وقفت مردفة _ هروح اعملك تفطر ..
قاطعها يجلسها ثانيةً قائلا _ لاء يا حبيبتى ارتاحى انا هفطر فى المكتب عليا شغل كتير متأخر .
نظرت له بقلق مردفة _ لاء يا طارق مش هتنزل من غير فطار انت مش شايف وشك بقى ازاى ... انا اصلا حاسة ان فيك حاجة وانت مخبي عليا .
اردف بتلعثم محاولاً الصمود _ حاجة ايه بس يا ماما مانا زى الحصان اهو .
وقفت على حالها قائلة بصرامة _ بردو هتفطر يا طارق وتشرب اللبن كمان .
استسلم لامر والدته فهو يعلم ان معها حق فقد اصبح يهمل صحته كثيرا ولكن ما يهمه هو صحة زهرته يكفيه ان يراها بخير ..
بعد دقائق احضرت والدته صنية بها وجبة فطار متكاملة ووضعتها على الطالة الموازية لطارق مردفة _ يالا يا حبيبي افطر وبعدين انزل شغلك وتعالى بدرى علشان هنروح نطلب ايد وصال .
بدأ يتناول بهدوء مردفاً _ معلش يا ماما انا مش هقدر اروح معاكوا المشوار ده ... مش مستعد لمقابلتها دلوقتى ... يمكن لما مروان يقضى معاها وقت اطول ده يخليها تلين شوية من نحيتى مع انه صعب .
ربتت مديحة على كتفيه مردفة بحنان _ متقلقش يا حبيبي كل حاجة هتبقى تمام ... وبعدين متنساش انك سافرت ومرجعتش غير لما سلمت الواطى ده للبوليس ودى نقطة تحسبلك ... وانا لما قلتلك تعالى بدرى كان قصدى علشان تعد مع زهرة لانى هروح معاه ومينفعش اسيب زهرة لوحدها ..
اومأ لها مؤيدا ووقف بعدما شرب كوب الحليب قائلا بمرح_ كدة تمام ... اي اوامر تانية يا مديحة هانم ... عن اذنك علشان اتأخرت على مكتبي ولو سمحتى لما زهرة تصحى بلغيها انى مرضتش ازعجها وخليها تفطر وتاخد ادويتها .
اومأت له مبتسمة وغادر هو منطلقاً الى مكتبه .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند سماح التى كان وضع منزلها رأساً على عقب وعليا تتأفأف قائلة _ يوووو يا ماما ... وهما يعنى الضيوف هيعدوا فى التلاجة ... لزمتها ايه ننظف التلاجة دلوقتى ..
اجابتها سماح بغيظ مردفة _ نظفى وانتى ساكتة واخلصى علشان تخرجى تفرشى السجاد الجديد وتشيلي ده بسرعة .
نظرت لوالدتها بغيظ فاسرعت سماح تلقى عليها طبقاً بلاستيكياً كانت تحمله قائلة بحدة _ اخلصى يابت بطلى رخامة .
جاءت وصال تقول بتعجب _ ايه اللى بتعمليه ده يا ماما ... مالوش لازمة كل ده .
هدأت سماح هذه المرة محدثة وصال بتعقل تعجبت له عليا _ معلش يا حبيبتى حاجات بسيطة كدة ... روحى انتى ارتاحى مع مروان واحنا هنخلص قبل ما ييجو .
ابتسمت لها وصال وغادرت بالفعل بعدما اخذت كوب عصير لطفلها بينما اردفت عليا بغيظ _ ايه ده يا ست ماما ده مش عدل خالص .
اقتربت منها سماح حتى تراجعت عليا للوراء بخوف ولكنها ثبتتها قائلة _ ياهبلة ... ياهبلة انا ماليش غيركوا ... ولما ييجي ابن الحلال يطلبك انتى كمان هعمل كدة واكتر وبردو مش هخليكي تمدى ايديكى فى حاجة علشان ميبنش على وشك اى تعب ... يالا بقى وريني همتك .
ابتسمت عليا بحب فهى تعلم جيدا ان والدتها حنونة ومميزة لذلك قررت فعل ما تريد بطاعة .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
كذلك اخبرت تقوى والديها بما قاله لها احمد وهم الان يستعدون لاستقبال الضيوف ولكن بتواضع قليلا عن ما تفعله سماح ..
****
استيقظت زهرة بتكاثل تبحث عنه فلم تجده ... زفرت بحنق وقامت تجلس على الفراش بهدوء ... ظلت تفرك رقبتها وتتذكر عناقه وقبلاته لها ووو جرحه ؟ ... ماهذا الجرح الذى تحسسته .. هل حقاً مثلما قال ان هذا حدث منذ تواجده فى فرنسا ... ولكن الجرح يبدو جديد والا فلماذا يغلف يغطاء طبي ... قررت اخذ شاور ثم ستخرج تنتظر مجيئه لتسأله حتى تريح عقلها من هذا الضوضاء .
قامت واتجهت الى المرحاض الخاص بالغرفة وبدأت بنزع ملابسها بهدوء حتى لا تتألم الى ان انتهت ودخلت فى كابينة الاستحمام وبدأت بفتح المياة والتنعم بحمام دافئ ... تناولت القطعة المخصصة للتدليك ووضعت عليها القليل من سائل الاستحمام وبدأت تممرها على جسدها ببطء علها تزيل اثر المشفى متجنبة جرح بطنها الى ان وصلت يدها الى نقطة ما فى ظهرها فتألمت بشدة مبتعدة عنها سريعة .. تعجبت ووقفت تفكر ما هذا ... وضعت يدها تتحسس هذا المكان فوجدت به ندبة بسيطة تبدو كجراحة ولكنها تجميلية بحيث لا يظهر اثرها تماماً ..
خرجت تبحث عن المرأة الصغيرة فى درج الحوض الى ان وجدتها فقربتها من هذا المكان ولكنها صدمت من ما رأته ... كانت بالفعل ندبة صغيرة تظهر رفعت وجهها تنظر للامام بصدمة ولا تستطيع فهم ما يحدث ... فهذا نفس مكان جرح طارق ... كيف يمكن لهذا ان يحدث ؟ .... لااااا لن تنتظره عليها حالا الذهاب الى مكتبه لتعلم منه ما يخفى ..
انتهت سريعا من الاستحمام وخرجت مرتدية الروب الخاص بها ثم اتجهت للخزانة الخاصة بها وتناولت احدى الفساتين الرقيقة وحجاب من الشيفون المزخرف بالورود ثم قامت بارتدائهم وخرجت تخبر مديحة ..
خرجت بحذر فوجدت مديحة وعامر يجلسون ويبدو ان يمان فى غرفته ..
اتجهت اليهم تلقى السلام فتعجبت مديحة متسائلة _ زهرة ! .. انتى خارجة ؟
اومأت لها زهرة مردفة _ ايوة يا ماما مديحة هروح لطارق المكتب .
حاولت الاعتراض قائلة _ ايوة يا حبيبتى بس انتى لسة تعبانة ازاى هتقدرى تخرجى ؟ ... استنى وانا اجي معاكى .
اوقفتها زهرة قائلة بهدوء معتذرة_ معلش يا ماما انا اسفة بس حابة اتكلم معاه فى موضوع مهم .... وصدقيني متقلقيش انا هبقى تمام .
اومأت لها مديحة بتفهم قائلة _ خلاص يا زهرة زى ماتحبي بس مش هتنزلى من غير فطار والا طارق مش هيسكت ده مأكد عليا ..
اتجهت تحضر لها وجبة بينما جلست هى بجوار عامر الذى سألها باهتمام _ عاملة ايه دلوقتى يا بنتى ؟
اومأت له قائلة بابتسامة _ كويسة يا عمو الحمد لله ... هتروحوا تطلبوا ايد وصال النهاردة صح ؟
اومأ لها مردفاً بهدوء _ ايوة وكان نفسى تبقى معانا ... بس انا مقدر وضعك ... انتى الوحيدة اللى هتقدرى تلطفى الاجواء بين طارق ووصال .
اردفت مطمئنة _ متقلقش يا عمو ... كل حاجة حتبقى تمام ... وصال دلوقتى بتفكر فى مروان وحياتها الجديدة وناوية انها تبدأ من غير اى خلاف مع اي حد ... ده غير ان طارق راجع وناوى يصلح اى غلط ارتكبه زمان .
ابتسم لها بود مردفاً _ وده بسببك انتى يا زهرة ... انتى بدلتى حال ابن اختى ... من واحد قاسى ومتشدد لواحد تانى خالص حنين ... انا فعلا بحسدك على طيبتك الزايدة وانك قدرتى تغفرى كل اخطاؤه بسهولة ... كان نفسى تشدى عليه علشان يقول الله حق .
حضرت مديحة تحمل صنية الطعام التى وضعتها امام زهرة مردفة بعتاب _ جرى ايه يا عامر انت بتقومها على جوزها ؟
قال عامر بتأكيد _ ايوة بقومها عليه ... انا بس عذره الوحيد انو كان هيموت وانتى فى المستشفى ورفض يدخل البيت ... ده غير شكله اللى اتغير وعنيه اللى بتخرج قلوب كل ما يشوفك ... لولا كدة انا بنفسى كنت قسيتك عليه ... بس انا متأكد انه بيحبك اوى يا زهرة بجد.
ابتسمت زهرة مردفة بحب _ وهو ده نفس السبب اللى خلانى اسامحه يا عمه ... طارق مش مجرد راجل جه فى طريقي وحبيته ... لاء يا عمو عامر ... احساسي بوجود طارق فى حياتى كأنى كنت عايشة طول حياتى فى كهف بعافر علشان اخرج منه وكل يوم بحاول اهده وافوق الاقيه اتقفل تانى وفى يوم صحيت لقيت الكهف ده مالوش وجود ولقيتنى فى مكان من الجنة شمس وهوا ومية وخضرة ... طارق لوّنلى حياتى بعد ما كانت ابيض ×اسود ... معرفش هو عمل كدة ازاى بس صدقنى هو اسبوع واحد بعد جوازنا وكان امتلك قلبي وحياتى وعمرى وكل حاجة ... علشان كدة لازم اسامحه ... حتى لو هبان ضعيفة بس انا شايفة ان ورا ضعفى ده قوة خفية بتثبتلى انى صح ..
كان عامر يستمع لها بقلبه كذلك مديحة التى نظرت لشقيقها مردفة _ والله ابنى ده ربنا بيحبه اوى ..
اكد على كلامها فابتسمت لهم زهرة وشرعت فى تناول طعامها ثم قامت لتغادر لوجهتها ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى مكتب طارق كان يجلس على مكتبه يطالع احدى ملفات قضاياه بتركيز ... لقد اخذ حبة مسكنة بسبب الالم والان خف قليلا وها هو يتنبه لاى ثغرة فى هذا الملف .
دخل عليه مساعده مردفاً _ استاذ طارق فى واحدة برة بتقول اسمها منة وعايزة تقابلك ..
اومأ له طارق بهدوء مردفاً _ تمام يا كريم دخلها .
اومأ له وخرج وما هى الا ثوانى وقد دلفت هذه المنة بثقة وفرحة متلهفة تجرى عليه قائلة وهى تحتضنه مما اثار صدمته _ طارق وحشتنى ..
لم يبادلها العناق بالاساس لم يقف من على كرسيه لذلك ابتعدت تجلس مقابله قائلة بحرج _ احم ... انا اسفة بس لانى من زمان مشفتكش .
اومأ لها بابتسامة مجاملة مردفاً _ عاملة ايه يا منة .
اومأت له وكادت ان تجيبه ولكنها لاحظت صورة كبيرة موضوعة على مكتبه فتسائلت بترقب وهى تلتقط الصورة تنظر لها بحقد _ مين دى يا طارق .
التقط منها الصورة سريعا ينظر لها بحب مردفاً كانه يتحدث الى تلك الصورة _ ده زهرتى .. مراتى .
انصدم وجه منة واصبح مخشباً ... هى كانت تتوقع جوازه ولكنها ترى الان شيئا مختلفاً ... ترى في عينه حب لهذه المعنية ..
تحشرج صوتها وخرج مخنوقا مردفة _ اه ... مبروك ... واضح انك بتحبها .
رفع نظره لها مردفاً بثقة يضغط على حروفه _ جددااا..
اشتعلت النيران فى عيناها حتى كادت ان تصرخ فى وجهه ولكنها تمالك نفسها تردف _ احم ندخل فى موضوعنا ... انا جاية النهاردة علشان زى ما قلتلك محتاجة اخلع جوزى .
اعتدل فى جلسته قائلا بهدوء _ مافيش مشكلة بس ايه اسباب الدعوة .
نظرت له بحدة مردفة بغرور _ كدة مافيش اسباب ... زهقت منه ومن قرفه .
حاول ان يهدأ من غضبه مردفاً _ مافيش حاجة اسمها من غير اسباب ... كدة الخلع هيترفض ... يعنى مثلا بخيل ... بيضربك ... بيتعاطى مخدرات ... بيخونك ..
اردفت مسرعة _ بخيل ... بخيل جداا ... بخيل حتى فى مشاعره ...
ثم بدأت تشرع فى بكاء كاذب مردفة _ عمره ما حسسنى انى زوجة وليا حقوقي ... دايما بيعاملنى زى كأنى بشتغل عنده .
قامت من مكانها متجهة ناحيته وهو يطالعها بحذر وجمود الا ان اقتربت منه ومالت عليه مردفة _ عمره ما بص على صورتى وقال انى منته زى مانت عملت كدة ..
فى الخارج وصلت زهرة المكتب ودلفته فاستقبلها كريم بترحاب مردفا _ اهلا يا زهرة هانم اتفضلي ..
ابتسمت له متعجبة قائلة _ هو انتى عارفنى ؟
اوما له بترحاب مردفاً _ طبعا يا فندم الاستاذ طارق مش بيشيل صورة حضرتك من المكتب ... اتفضلى وانا هبلغه انك موجودة .
قاطعته قائلة وهو تسأله عن الغرفة _ معلش بلاش تعرفه سبنى اعمله مفاجأة هى فين اوضته ..
اشار لها بقلة حيلة فبالتأكيد مديره لن يمانع ... ابتسمت له مجاملة ثم اتجهت الى غرفة مكتبه وفتحته تبتسم بحب ولكن ضاعت ابتسامتها عندما وجدت تلك الحيزبونة تميل على طارق الذى يبتعد بحرج ..
تخشبت امام الباب والتمعت عيناها بغضب ولكنه تبدل فور ان لمحت طارق يقف مبتسما يتجه اليها مبتعداً عن تلك التى تقف تنظر لها بغضب وغيرة يردف بقلق _ زهرة ! ... مالك يا حبيبتى حصل حاجة .
تناست غضبها واقتربت منه محتضنة اياه امام اعين تلك الخبيثة مردفة وهى تطالعها بغيظ _ لا محصلش حاجة بس وحشتنى وجيت اشوفك لانك صحيت بدرى ونزلت من غير ما اشوفك .
ابتعد عنها ووضع وجهها بين كفيه يطالعها بحب مردفاً _ مفاجاة هايلة ... بس مش عايزك تتعبي نفسك ... تعالى اعدى هنا ..
قالها وهو يسحبها من معصمها يجرها وراؤه بهدوء الى تلك الاريكة المريحة فى منتصف الغرفة ..
اتجه الى تلك التى ما زالت واقفة لم تتفوه بحرف وجلس خلفه مكتبه يرفع سماعه هاتفه وهو يحدثها بدون اهتمام قائلا _ اتفضلى اق عدى يا منة ثوانى وهكون معاكى ..
ثم تحدث الى الطرف الثانى قائلا _ ايوة يا كريم ... لو سمحت اطلب واحد عصير برتقال لمدام زهرة .
ثم انزل السماعة قليلا ينظر لتلك المشتعلة مردفاً _تحبي تشربي حاجة يا منة .
قالت بغضب واضح _ قهوة سادة .
اومأ لها قائلا عبر السماعة _ وواحد قهوة سادة يا كريم .
اغلق الخط وتطلع الى زهرة يبتسم لها بحب ثم التفت بوجه الى منة المتأكلة من داخلها قائلا _ اتفضلي يا منة سامعك .
نظرت له بتساؤل مردفة _ احكى قدامها ؟ !
قال مؤكداً مما جعلها تريد خنق تلك الزهرة _ اكيد طبعا .
نظرت لها تشير مبتسمة بامتغاض ثم التفتت متنفسة بعنف مخرجة زفير حاد ثم بدأت فى شرح تفاصيل دعوتها مع تعمدها ذكر ذكرياتها مع طارق امام زهرة التى بدأ يظهر عليها الغضب والغيرة ..
وقفت زهرة بعد فترة قائلة بغيظ وهى تطالعها بنظرات قوية فهى امرأة وتعلم جيداً نظرات تلك الفتاة وماذا تريد ... اردفت زهرة بضجر _ خلاص يا طارق انا هروح وانت متتاخرش لو سمحت .
كادت ان تغادر لكنه قام مسرعا يناديها قائلاً _ استنى هنروح سوا ..
التفت الى تلك الجالسة تراقب غضب زهرة باستمتاع قائلاً _ منة كدة انا فهمت بس هتجيلي بدرى ع المحكمة علشان تعمليلي توكيل وانا هرفع الدعوة ...
وقفت مسرعة تقول بسئالة _ طب ممكن توصلونى فى سكتكوا ؟
نظر طارق الى زهرة بقلة حيلة مردفاً بهدوء _ اه اتفضلي .
نزلوا سويا بعدما ودع طارق كريم ولف ذراعه على وسط زهرة بتملك التى استقبلته بترحاب امام اعين تلك العقربة التى تكاد تموت غيظاً الا ان وصلوا للاسفل امام سيارة طارق ..
كاد طارق ان يتقدم لفتح الباب الامامى لزهرة الا ان هذه التى لا تمتلك من الكرامة مقدار ذرة اتجهت هي تسرع وتفتح الباب وتركب وتغلقه مبتسمة تدعى البراءة التى جعلت طارق وزهرة ينظران لبعضهم بصدمة ... اغتاظت زهرة التى كانت ملتصقة بطارق مردفة تجز على اسنانها _ ماشي يا طارق لما اروحلك ..
اقترب من اذنها هامساً بحب _ معلش يا حبيبي عاقبنى زى مانت عايز بس عدى الليلة علشان خاطرى ..
قالها وهو يتجه يفتح لها المقعد الخلفى كي تجلس ثم ادخلها والتفت ليجلس فى مقعده ولكن على من لم تكن زهرة ان لم تلقنها درساً لن تنساه ... قامت مسرعة من مكانها قبل ان يغلق طارق بابه تحت انظارهم المتسائلة واغلقت الباب الخلفى بعدما خرجت والتفتت الى باب طارق الموارب ففتحته على اخره ودلفت تجلس على قدمه تحت صدمته قبل صدمة هذه العقرب مردفاً بتعجب _ زهرة ! ... بتعملى ايه ..
تكلمت منة بغضب مخفى حاولت تصليح ما افسدته قائلة _ ايه ده هو انا قعد مكانك ... انا متأسفة تعالى وانا هقوم اعد ورا .
ابتسمت لها زهرة قائلة بشراسة انثى اعمتها الغيرة _ لا يا جميلة خليكي ده مش مكانى خالص ... انا مكانى دايما هنا على حجر طروقى ..
نظرت له قائلة بدلال _ مش كدة يا طروقي .
ضحك عليها عاليا يهز رأسه بقلة حيلة ثم بدأ يقوت بعدما عدلها وتعلقت هى به بفرحة وانتصار قد اعجب هو بهم وبغيرتها عليه ..
اوصلوا تلك المستشاطة غضباً الى منزلها التى نزلت مغلقة باب السيارة بعنف دال على حقدها وغادرت دون نطق حرف بينما وقف طارق يتطلع الى زهرته قائلا وهو يعدل من حجابها _ كفاية كدة يا زهرتى يالا قومى بقى مكانك والا انا مش مسئول عن اللى هيحصل وهيبقى فعل فاضح فى الطريق العام .
احمرت خجلا وهو تقوم تعدل من ملابسها وتخرج ملتفتة للجهة الاخرى وجلست بارتباك قائلة _ لاء وعلى ايه ... لما نروح احسن ..
ثم قالت بغضب عكس ارتباكها عندما تذكرت تلك العقربة _ علشان لسة قدامنا حساب لازم يتصفى .
نظر لها قائلا بتساؤل _ انتى بتتحولى يا زهرتى ولا ايه .
نظرت له ناطقة بأمر _يلا .
التفت يغادر ولكن بمجرد تحركه شعرت بألم فى نفس المنطقة التى لاحظتها صباحاً ... كان الالم بسيطاً ولكن بعد فترة بسيطة اشتدت فجأة فصرخت بشده جعلت هذا السائق ينتفض رعباً وهو يطالعها بتساؤل وخوف .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد حوالى ساعتين عاد طارق مع زهرة الى البيت فوجده فارغ بالطبع فمديحة وعامر ويمان ذهبوا لطلب يد وصال .
كانت زهرة متعبة جدا فادخلها غرفتها وسطحها على الفراش بعدما ساعدها فى تبديل ملابسها ثم تمدد بجوارها يربت عليها قائلا بشرود _ نامى يا زهرتى ... ارتاحى دلوقتى ولما تصحى هنتكلم ..
اطاعته على الفور فما رأته اليوم ليس بهين عليها ان تأخذ قسطاً من الراحة ثم تسأله فيما تريد معرفته ..
فهو بعدما صرخت فى سيارته بسبب الالم الذى راودها انتفض مرعوباً يتسائل ماذا بها فأجابته ان هناك الم حاد فى بطنها متصل بظهرها فلم يتردد لحظة بالذهاب الى المستشفى ..
وبالفعل وصل بعد وقت قياسى الى المشفى ونزل ملتفاً اليها واسندها بذاعيه ودلف بها الى الداخل متسائلا عن الطبيب الذى اجرى لهما الجراحة فهو ادرى الناس بحالتها ..
عاينها الطبيب تحت انظاره القلقة وقال مطمأنها عندما غمز له طارق بطرف عينه _ متقلقيش يا مدام زهرة ... اللى حصل ده طبيعي بسبب الطعنة هتاخدى وقت طبعا لما تمارسى حياتك طبيعي ... مش عايزك تقلقي خالص ودلوقتى اتفضلي على الاوضة دى علشان الممرضة هتديلك حقنة مسكنة ..
اومأت له مردفة بتساؤل وصوت متألم _ ايوة يا دكتور بس انا ملاحظة حاجة غريبة فى ظهرى اول مرة المحها ... دى سببها ايه وكمان فيه عند طا---.
قاطعها طارق مردفاً وهى يساندها حتى تقف ويجرها الى الغرفة المجاورة _ يا حبيبي سيبك دلوقتى من اي حاجة هنبقى نتكلم بعدين بس ادخلى خدى ابرة المسكن علشان ترتاحى ..
حاولت فهم الامور لكنه ادخلها واجلسها على احدى المقاعد واشمر عن ساعدها سامحاً للممرضة باعطاؤها الابرة بعدما تمسكت به واضعة راسها فى صدره ..
انتهت الممرضة فقبل رأسها بحب مردفاً _ حبيبي استريحي هنا وانا هشوف الدكتور كتب ادوية ايه واجيلك .
نظرت له بشك فطمأنها بعينه فاومأت له موافقة وبالفعل اتجه لغرفة الطبيب الذى احسه على الجلوس مردفاً بعملية _ استاذ طارق مدام زهرة لازم تعرف بموضوع الكلى ضرورى جداً لان هيبدأ يحصل عندها حالة تعود ع الكلية الجديدة وهتسبب لها فى الم فى المنطقة دى ده غير انها لاحظت الجرح اللى حاولنا نداريه وكمان اكيد هتلاحظ جرحك اللى انت اهملت فيه ونزف تانى علشان كدة هو مبقاش مخفى زى الاول ... انا نصيحتى انك تقعد معاها وبكل هدوء تفهمها الوضع علشان تقدر تتقبل الالم الجديد وتتأقلم مع حالتها .
تنهد طارق بضيق مردفاً _ يعنى هى هتفضل تتألم كدة كتير ... لو فيه طريقة تريحها ؟
اردف الطبيب مجدداً _ لفترة معينة بس زى ما قولتلك ... لازم تعرف الموضوع اصلا كان غلط انه يستخبى وانا وقتها احترمت رغبتك بسبب وضعك ..
اومأ متفهماً ثم وقف ليغادر بعدما شكر الطبيب واتجه يصطحب زهرة بهدوء ثم خرجا عائدين الى البيت وها هو يملس على شعرها بعد ان غفت ويترقب بتساؤل كيف سيخبرها وماذا ستكون ردة فعلها ؟ .
《》《》《》《》《》♡♡♡♡♡♡《》《》《》《》《》
فى منزل وصال وصلا يمان ومعه عامر ومديحة الذين استقبلتهم سماح بترحاب وحفاوة ..
دخلوا جميعاً وجلسوا بغرفة الصالون ويمان عينه تبحث عنها فلم يتمالك نفسه حينما اردف متعجل _ وينها وصال ؟
ابتسمت سماح مردفة بهدوء _ بتلبس مروان وجاية .
اردفت مديحة بحنو _ وحشنى اوى مروان بس انا متأكدة انه مبسوط وكفاية انه فى حضن امه دلوقتى .
اومات سماح مؤيدة فحاول عامر تغيير الحديث مردفاً _ وعروستنا الصغيرة فين ... اسمها عليا صح ؟
اومأت له سماح مبتسمة تقول _ ايوة عليا ... هنادى عليها هى فى اوضتها ... ثوانى ورجعالكم .
غادرت تنادى بناتها بينما مال عامر على اذن يمان مردفاً _ واد يا يمان ... هي حماتك احلوت كدة ليه ؟ ... دي كأنها هي العروسة .
نظر يمان لوالده بصدمة مردفاً _ شو يا عامر بيه حلوة وما حلوة خليك بحالك وانا ما حاسمحلك تخرب علي ... انا من الاول مانى مرتاحلك .
ضحك عامر مردفاً باستفزاز _ هنشوف يا ابن عامر ... شكلنا كدة هنخرج من هنا شابكين سوا .
كاد يمان ان ينطق ولكن الجمه دخول وصال التى كانت كالملاك ذو رداء اسود محتشم وحجاب كشميري رقيق مردفة بحرج _ سلام عليكم .
ردوا جميعا السلام واردفت مديحة _ اهلا بحبيبتى القمر تعالى اعدى جنبي ..
اتجهت بالفعل تجلس بجوارها فاردفت مديحة بتساؤل _ اومال مروان فين ؟
نطقت سماح التى دلفت تتمسك بيده قائلة _ معايا اهو .
جرى الصغير على سته التى رحبت به فاتحة ذراعيها تستقبله بعناق حار وتقبله قبل متفرقة بشوق ... ثم اتجه الي يمان الذى عانقه ايضا واجلسه على قدمه بحب ..
بينما دخلت عليا تبتسم بخجل مردفة _ مساء الخير .
رحبوا بها وجلست بجوار سماح ثم اردف عامر مبتسماً يحدث سماح _ احنا طبعا يا ست سماح جايين علشان نطلب وصال ليمان زى مانتى عارفة ... قولتى ايه ؟
نظرت سماح الى وصال وقد ترقرقت الدموع فى عيناها بفرحة مردفة _ معنديش اي مانع يا عامر به بس عايزة اطلب من يمان طلب .
اومأ يمان مردفاً بثقة _ ايه طبعا اتفضلي .
سحبت شهيقاً تزفره بقوة مردفة _ طبعا صعب عليا اوى ان بنتى هتبعد عنى وتسافر بلد تانية ويعلم ربنا انا الموضوع ده شاغلنى ازاي ... بس انا كل اللى يهمنى سعادتها ... مكان ماتروح اشوف واسمع انها بتضحك مش بتعيط ... بنتى شافت كتير اوى ومفرحتش وانتو عارفين كدة كويس ... اتظلمت من ناس كتير وقريبين منها اوى .
بكت مديحة عند ذكر ابنها مردفة بألم _ مالوش لازمة يا سماح الكلام ده ... بلاش تقلقيه فى نومته علشان خاطرى .
نفت سماح برأسها مردفة _ لا يا ست مديحة انا مش بقول على اكرم الله يرحمه ... يعلم ربنا انه كان ابني اللى مخلفتوش ... اكرم كان ونعم الزوج قولي بس الشيطان التانى اللى وقع بينهم ودمر سعادتها ... وكمان متزعليش منى ابنك طارق كمل عليها وعيشها فى رعب وخوف سنين .
تنهدت بعمق مستكملة _ بس المهم دلوقتى بعد ما الحقيقة بانت انك يابنى تحطها فى عينيك ... وصال طيبة واحن واحدة شفتها ولما بتحب بتعمل المستحيل علشان تسعد اللى بتحبه ... يعنى انا مدياك جوهرة تحطها فى نن عينيك من جوة ... دى امانتى ليك واتمنى انك تصونها .
كان رد يمان انه وقف من مكانه بعدما انزل مروان الصغير واتجه الى سماح ومال عليها يقبل رأسها ثم وقف يردف بتأكيد وهو يتطلع الى وصال التى ادمعت عيناها من كلام والدتها _ وصال فى عيونى وفى قلبي وفى كل خلية جوايا ... ما تعكلى هم وانا محضر لالك مفاجأة ان شالله بتسعدك .
اقترب من وصال ينظر لها بعيون لامعة _ انا والبابا قررنا نضل هون بمصر .
ثم التفت الى سماح قائلاً بنظرة اطمئنان _ يعنى وصال ما حتبعد عنك اطمنى .
نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
البارت السادس والعشرون من رواية #حذاء_قدرى بقلم آية العربي
بعد القاء يمان لتلك المفاجأة السارة نطقت سماح بفرحة عارمة _ صحيح يا يمان ... يعنى بنتى مش هتبعد عنى ... الف حمد وشكر يارب .
اعاد نظره الى وصال التى تطالعه بامتنان مردفة بصوت هامس _ شكرا .
ابتسم لها ثم حمل الصغير وجلس مجددا بينما تسائلت وصال موجهة حديثها لمديحة قائلة _ طمنيني عن زهرة اخبارها ايه دلوقتى .
اومأت مديحة قائلة بصدق _ الحمد لله يا حبيبتى احسن بكتير ... بس طبعا مكانش ينفع تيجي معانا .
اومأت لها بتفهم فهى تهاتفها يومياً تطمئن عليها متجنبة تماماً فتح موضوع طارق فهى لن تسامحه بسهولة .
نطق عامر بفرحة _ طيب يا ست سماح نقرأ الفاتحة بقى وكمان شهر نكتب الكتاب والفرح ايه رأيك ؟
اتسعت عينها بصدمة مردفة _ شهر ! ... لا يا استاذ عامر شهر قليل اوي مش هلحق خالص .
اردفت مديحة برتابة _ يا سماح مافيش داعى تقلقي من اى حاجة ... احنا هنجهز كل حاجة وهنيجي ناخد وصال ومروان .
اردف يمان موافقاً الرأى _ ايه ست سماح ... انا ما بدى اي شئ غير وصال ومروان يكونوا ببيتي وهالشى عندى بالدني .
نطقت سماح بعزة وفخر مردفة _ لاااء ... مينفعش الكلام ده ... وصال هيجيلها احسن حاجة ... دانا ماليش غيرها هى واختها .. انا طول عمرى بعمل حسابي للوقت ده ... ده يوم المنى يابنى .
نطق عامر باعجإب _ ونعم الناس يا ست سماح ... يابخت بناتك بيكي .
خجلت سماح واضعة وجهها ارضا بينما ضحك يمان ضحكة مكتومة يحاول جاهداً ان لا تظهر ولكنّ وصال لاحظتها فتعجبت تميل عليه متسائلة _ بتضحك على ايه ... وعمى عامر مالو النهاردة ؟
اقترب منها غامزاً بمرح يردف _ بيي معجب بالماما تبعك .
اتسعت عيناها تناظره بصدمة فأوما لها وهو يضحك بهدوء مما جعلها تبتسم هى الاخرى بشدة محاولةً مداراه وجهها .
نطقت مديحة بتفهم _ خلاص يا سماح يبقى ايه رأيك نخليها شهرين ... واحنا مع بعض .. وبعدين يمان هيشترى شقة مفروشة يعنى اللى هنحتاجه يتقسم علينا ... قولتى ايه .
نظرت سماح الى وصال فوجدت عيناها تلمع بالفرحة فاردفت مستسلمة _ هقول ايه ... توكلنا على الله ..
فرح يمان مردفاً بعملية _ وانا متل ما بتعرفي يا وصال عندى شركة سياحة صغيرة الى ولرفقاتى بلبنان بدى افتح فرع هون بمصر واحول عليه اسهمى .
اومأ الجميع مردفين _ تمام على بركة الله .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى منزل تقوى ... كانوا ينتظرون حضور احمد ووالديه ... لقد تأخروا قليلا ... حتى ان تقوى بدأ الشك يدخل عقلها تفكر هل يمكن ان يكون قد قرر الارتباط بها فقط لكى يحميها من هذا محمود ... هل يمكن ان يكون فعلها من باب الشفقة او خاطراً لزهرة ؟
ظهر التفكير على ملامحها مما ادى الى انزعاجها ووضح ذلك لوالدها الذى كان يجلس على كرسيه بملابس تناسب استقبال الضيوف مردفاً _ تقوى ... مالك يا حبيبتى ؟
اقتربت منه تجلس تقبل يده مردفة بهدوء عكس ضجيج افكارها _ مافيش يا بابا انا تمام متقلقش ... بس خايفة شوية .
حزن لاجلها ... لقد عانت كثيراً .. يريد ان يطمئن عليها ويسلمها لمن يحميها ويسعدها ويقدرها ... فهى ملاكه ومأمنه ..
ربت على كفها مردفاً بأمل _ متخافيش يا عمرى ... الجدع ده انا صحيح معرفوش ... بس كفاية اللى زهرة حكتهولك عنه ... انتى نفسك حكتلنا على معاملته لزهرة وحنيته ... اللى زي ده يا بنتى لما بيحب بجد بيكون مأمن وسكينة وحماية ... راجل بجد مش شبيه زى اللى كنتى تعرفيه ده ... شوفي برغم ان اللى عملته معاكى مزعلنى من نفسى اوى .... بس بحمد ربنا كل يوم انك مكنتيش من نصيبه ... ربنا رايدلك الخير وبعتلك انسان يحبك ..
نطقت بغصة وألم _ بس هو مش بيحبنى يا بابا .... انا حاسة انه عمل كدة شفقة او واجب وخلاص .
تعجب محمد مردفاً بتساؤل _ ازاى ده ؟ ... طب وانتى يابنتى ليه مقعديش معاه وسألتيه عن كل اللى جه فى خاطرك ؟
اردفت متنهدة _ يا بابا هو لسة امبارح بس قالى انه جاي النهاردة يطلبنى ... قبلها مكانش فيه اي مشاعر تماماً .. وقالى كدة وقت اللى محمود هجم عندى المحل ... علشان كدة شكيت انها شفقة او حماية ... اعمل ايه يابابا ... ارفضه؟
فكر محمد قليلا ثم اردف بتعقل _ اسمعى يا تقوى ... اول ما ييجوا تستأذى انك تكلميه على انفراد ... وتسأليه عن كل اللى شاغل عقلك ... وساعتها تحددى انتى عايزة ايه ... بس اوعى تظلمى نفسك وتضيعى فرصة زى دى .
اقتنعت بكلام والدها تومأ له فقاطعهما دخول والدتها تقول بفرحة _ الجماعة وصلوا ..
وقفت بارتباك تدور حول نفسها قبلها بدأ يتراقص ولكنها تخاف من ما تخشاه ان يكون حقيقة ..
فتحت والدتها لهم الباب واستقبلتهم بترحاب وود مردفة _ يا اهلا وسهلا ده ايه النور ده ... اتفضلوا ..
دخلوا ثلاثتهم بابتسامة صافية يحملون وروداً وعلبة شوكولاتة انيقة اعطاهم احمد لسماح برقي واتجهوا يبادلون السلام مع محمد بود واردف اسماعيل معتذراً _ طبعاً بنعتذر ع التأخير بس الاستاذ كان فى القسم وصمم يخلص شغله الاول ... انا بعتذر منكم لتانى مرة .
اومأت تقوى بابتسامة باهتة وهى تتطلع عليه ولكن بداخلها ها هو ما كانت تخشاه ... ايمكن لمحب ان ينتظر انتهاء عمله لكى يذهب لطلب حبيبته .. يبدو ان شكوكها ستتجسد ..
دخلت داليدا تسلم على تقوى محتضنة اياها بحب مردفة _ ازيك يا حبيبتى ...عاملة ايه .
اجابتها تقوى بهدوء مردفة وهى تبادلها _ الحمد لله يا طنط بخير اتفضلي ..
دخلت داليدا الى غرفة الصالون وتبعها اسماعيل بعدما سلم على تقوى وورائهم محمد وزوجته ..
كانت تقف تطلع اليه بقلق وخوف من ماهو قادم ...اما هو اقترب منها يتطلع اليها بحب والى براءة ملامحها باعجاب واضح مردفاً _ وحشتيني على فكرة .
دق قلبها بعنف من اثر كلمته ... ايلعب بمشاعرها ام ان هذا البريق المتلألأ فى عينه حقيقياً .
ابتسمت بهدوء مردفة بتلعثم _ انا ... كنت عايزة اتكلم معاك على انفراد .
نظر لها ... لمح خوفها وتفهمه فهو لا يخفى عنه تلك النظرات ... يعلمها جيداً .. اردف بتفهم _ طبعا ... وانا كمان كنت عايز اكلمك ... بس ثوانى هستأذن من عمى محمد وارجعلك .
اومأت له وبالفعل دخل يستأذن من والدها الذى وافق على طلبه وعاد اليها يجلسان فى صالة المنزل المتوسطة .
جلس على اريكة وجلست هى امامه تتطلع عليه بحيرة وارتباك فشبك يده واضعاً ذراعيه على ركبيته مردفاً بتفاهم _ اسألى يا تقوى ... اسألى كل اللى خاطر على بالك دلوقتى .
نظرت له بتعجب ...كيف يفهمها هكذا ... بدأت فى فرك اصابعها مردفة بتوتر _ احمد بيه ... انا طبعا متشكرة جدا على موقفك امبارح ... انا فعلا كنت مرعوبة لولا وجودك حضرتك ... وبردو ممتنة جداً لانك وافقت تساعدنى فى موضوعي ... بس ده مش معناه انك ترتبط بواحدة مش بتحبها علشان خاطر تحميها او لمجرد انك حاسس ان ده جزء من واجبك ... انا عمرى ما هقبل اتحط فى موقف زى ده ... بيتهيألى ان دي حاجة تقل منى ... وانت مش هترضى ليا بكدة ... ولا ايه ؟
كان يستمع اليها واضعاً رأسه للاسفل ... ينظر لتلك السجادة الأثرية كأنه يتفحص انسجتها ولكن عقله يأخذ كلماتها يدققها وكأنه يحمل عدسة مكبرة ...
رفع رأسه اليها ينظر فى عيناها مردفاً بذكاء _ اولا ممنوع بيه وحضرتك دول خالص .. ثانياً طبعا كل ده عقلك اتخيله لمجرد انى اتأخرت شوية فى شغلى صح ؟
نظرت له بزهول كيف يعلم ما تفكر به ... هل يمتلك حاسة خارقة ... التوى فمه بابتسامة هادئة قبل ان يعتدل مربعا يداه فى بعضهما يطالعها بمكر مردفاً _ كنت متأكد ان حد زيك ده هيكون تفكيره ... وده سبب من اسباب تمسكى بيكي يا تقوى ...
تنهد يزفر نفساً يتحدث براحة _ بصي يا تقوى انا اولا هقولك على اسباب تأخرى عليكي وبعدها هقولك على اللى جوايا هنا ..
قالها وهو يشير على موضع قلبه مما جعل قلبها يدق طبوله بعنف ...اومأت له صامتة فاستكمل هو _انا اتأخرت لانى كان لازم اتأكد ان محمود اتقبض عليه ؟
اتسعت عيناها وفرغ فاهها مردفة بعدما استوعبت _ ااايه اتقبض عليه ؟ ... بجد ؟
اومأ مردفاً _ طبعاً ... اومال انتى كنتى مفكرة انى بعمل ايه طول الايام اللى فاتت دى ؟ ... انا كنت بجيب قراره ... وبصراحة متعبتش كتير لان حبايبه كتير جدا ..
قالها بنبرة ساخرة دالة على العكس تماما مستكملا _ انتى يابنتى كنتى مرتبطة بواحد زي ده ازاى ؟
نظرت له بحزن فهى حقاً تلعن قلبها الذى يوماً دق لشخص مثل هذا ولكن الحمد لله ف الان لا تحمل له سوى الكره فقط ..
استكمل قائلا _ ده قتل وسرق ... ده غير ان هو اللى حرق ارض والدك .
انصدمت وها هي دموعها تخونها وتتجمع مستعدة للنزول مما جعله يقوم من مكانه جالساً بالقرب منها قائلا بحنين وعاطفة _ لاء لاء لاء .. اوعى اشوف دموعك دى انا كدة هروح اشنقه ومش هستنى قرار المحكمة ... دانا افرمه مش اشنقه بس .
ابتسمت ابتسامة باهتة وهى تجفف دموعها تحسه على استكمال حديثه مردفة _ لاء خلاص كمل ... بس بلاش تعرف بابا ان هو اللى حرق ارضه لو سمحت ..
اردف متفهماً _ طبعا ... بس يا ستى ... فتحت الدفاتر القديمة وقدمنا بلاغ للنائب العام ... ده غير المفاجأة الكبيرة ..
ترقبت بقلق فاستكمل هو _ كان بيحاول يقتل مراته ... تتخيلي حد بالحقارة دى ؟ ... مراته كانت عارفة بجرايمه وهددته انها هتبلغ عنه لما لقيته لسة بيراقبك وعايز يتقرب منك ... وده خلاه يظهر جنونه ويحاول يخلص منها بس الجيران لحقوها منه بأعجوبة ... وطبعا اعترافها نفعنا جدا فى التحقيقات ..
هزت رأسها يميناً ويساراً مردفة _ مش ممكن ... مش ممكن
اومأ لها مؤكداً على كلامه _ لاء ممكن ... البنى ادم لما بيتحكم منه شيطانه والطمع والجشع بيعمي عيونه ممكن يعمل اي حاجة ... متستغربيش ... اومال لو روحتى ايطاليا وشوفتى اللى بيحصل هناك من تجارة مخدرات واسلحة واثار واعضاء ده حتى الرقيق بيتاجروا فيها ... بيتاجروا فى اي شئ عقلك يتخيله ولا يتخيله ... دلوقتى العالم كله يا تقوى بقى عبارة عن حروب تحت مسمى مصالح ..
ادمعت عيناها ثانيةً فتنهد بضيق مردفاً _ انا مش بقولك كدة علشان تعيطي يا تقوى ... انا عايزك قبل ما تثقى فى اي حد تكونى واثقة فى نفسك اولا ... تكونى عارفة اللى قدامك كويس اوى وفاهمة اسلوبه ...انا عايزك يا تقوى تقوَي شوية عن كدة ... مش اي كلمة تأثر فيكي .
كانت مازالت تبكى فقال ممازحاً _ امسحى دموعك بقى علشان اقولك الجزء الحلو ... انا محبتش ابدأ بيه قلت ابدأ بالجزء الحزين الاول .
ابتسمت تومئ له بهدوء فاستكمل مؤكدا _ كدة بقى اتأكدى انى مش جاي هنا شفقة او حماية لانه بالفعل اتقبض عليه ... انا جاي هنا يا تقوى لان جوايا مشاعر ليكي ... مشاعر احترام قبل ما تكون حب ... انا برغم تربيتى فى بلد متفتح زى ايطاليا الا انى كنت حريص على ارتباطى بانسانة متدينة وخلوقة تحفظ اسمى وشرفي واسرارى ... انسانة اسلمها قلبي وحياتى وانا مطمن انها مش هتغدر بيا ولا تستهين بشغلى ... انسانة تتحملنى وتتحمل اوضاع شغلى وتعرف ان ده واجبي ناحية وطنى ... وكل ده لقيته فيكي يا تقوى ... من اول ما زهرة حكتلى عنك وانا كان عندى فضول جداً انى اشوفك ... حتى انى رسمتك فى خيالى ... ولما شفتك لقيتك اجمل من الرسم اللى رسمته ... علشان كدة يا تقوى انا هنا النهاردة علشان انا بحبك وعايز ارتبط بيكي باقتناع تام من عقلي وقلبي .
كانت تبكى وعضلات فكها تتحرك لا ارداياً بفرحة ... اومأت له دون نطق حرف وهى واضعة رأسها ارضاً من شدة خجلها فاردف مشاكساً _ انتى زعلانة بتعيطى فرحانة بتعيطي بردو ؟ ... لاء جمدى قلبك يا حبيبتى دانتى هتبقى مرات ضابط مش كدة خالص .. يالا علشان الناس اللى جوا زمانهم فكرونا اتجوزنا .
ضحكت كاشفة عن اسنانها مما جعله يقول بفرحة _ ايوة كدة اللهم صلى ع النبي ..
وبالفعل دلفا اثنانتهما الى عرفة الصالون مما جعل محمد يرفع وجه ينظر لابنته التى ابتسمت تومأ له بفرحة فابتسم بقلب مرتاح وتم الاتفاق بين الاسرتين على ان الخطوبة الاسبوع المقبل وعقد القيران سيتم بعد حضور مروة شقيقة احمد من الخارج ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى حضن طارق حيث تسكن زهرة التى بدأت بالتململ تشعر بدفء محبب ... فتحت عيناها وجدته ينظر لها مبتسماً وهو يداعب انفسها بين اصبعيه قائلاً _ صح النوم يا كسولة ...
ابتسمت له بحب ولكنها تذكرت كل ما مر اليوم وتلك المنة الحيزبونة فقامت منتفضة تنظر له بغضب قائلة _ سيبك من كل ده وقولى يا استاذ ... مين منة دى وايه العشم الزيادة ده معاك ... دى بتتعامل معاك كأنكوا متربين سوا .
ابتسم يهز رأسه يمينا ويسارا واعتدل يطالعها مردفاً بقلة حيلة _ ابداً يا زهرتى دى كانت جارتى فى بيتنا القديم ... ايام اكرم الله يرحمه ... وزى ما سمعتى كدة عيزانى اخلعها من جوزها .
ضيقت عيناها بتساؤل ذكى _ لا يا شيخ ... فكرك صدقتك ... قول يا طارق الحقيقة بدل ما اتجنن وتشوف منى وش زهرة اللى لسة متعرفوش .
اقترب منها يغمز لها قائلا بنظرة ذات مغزى _ عارفه انا الوش التانى ده ..مش ده بتاع بدلة الرقص .
اغتاظت منه برغم خجلها وارتباكها قائلة بتلعثم _ مممم متغيرش الموضوع ... متحورش عليا يا طارق يا ازهرى .
ضحك عاليا وهو يعانق رأسها بين يده قائلا بحب _ههههه والله بموت فيكي ومش شايف غيرك ... اي نعم هى كانت بتحبنى زمان بس انا عمرى ما حبيت حد قبلك ولا هحب حد بعدك ولا هكون لحد غير ليكي يا زهرتى .
ارضى غرورها الانثوى فقالت برقة عكس شراستها _ ايوة كدة اتعدل ... ولا لازم استعمل العنف معاك .
غمزها فى خصرها مفتعلاً صوت صفير بفمه يقول _ يا واد يا عنيف انت يا عسل .
ابتعدت تضحك من فعلته قائلة بغيظ ومرح _ يوو يا طارق لا بس بقى .
ابعد يده التى كانت تلكز خصرها حتى لا تتألم فقط وتنهد بارتياح مردفاً بأعجاب _ بس تعرفي يا زهرتى ... مطلعتيش قليلة بردو ... بقى تيجي تركبي على رجلى ... مكنتش اتوقع كدة منك خالص .
نظرت له بشراسة مجدداً وقد ظهرت انيابها مردفة _ اومال كنت عايزها تركب جنبك وانا ورا ... دا انا لولا بحترمك كنت جبتها من شعرها ..
ارضت تلك الكلمة قلبه وعقله وزادت درجات حبه لها مما جلعه يقرب رأسها يقبلها بحب مردفاً _ ربنا يخليكي ليا يا زهرة ... انا هفضل احمد ربنا عليكي .
اومأت له تقبل باطن يده التى تناولتها بحب مردفة _ ويخليك ليا يا طارق ويديمك فى حياتى العمر كله .. انا اللى بشكر ربنا على وجودك فى حياتى ... بس هطلب منك طلب .
اومأ لها مردفاً _ طبعا يا حبيبي اؤمرنى ..
تنهدت مردفة بتعقل _ طبعا انت قبل ما هترفع دعوى خلع هتتأكد من صحة كلامها ... ولا ايه ؟
اومأ لها قائلا بتأكيد _ هو فى الطبيعي ده تخصص محكمة الاسرة بس فى وضع منة ولأنى عارفها انا فعلا قررت اتأكد من كلامها واسأل كويس والا انا هرفض القضية وتشوف اى محامى غيري ... وعايز اقولك على خبر هيفرحك ..
ضيقت عيناها تنتظره فاستكمل _انا نويت اكفر عن ذنبي فى القواضي اللى فاتت كلها وفعلا ده اللى بدأت فيه انا وكريم وكام محامى تبعي .
نظرت له بعين متسعة وفرحة خرجت فى صوتها مردفة _بجد يا طارق .. ده خبر حلو جدااا ...برافو عليك يا طارق ... هو ده حبيبي .
تنهد يخبرها بصدق وصوت حزين متألم _ تعرفي يا زهرة ... اللى حصل معاكى ...وابنى اللى خسرته يمكن بسبب دعوة عمرى ما هنساها فى حياتى ... واحدة جوزها شخصية مش سهلة دفعلى كتير وقالى انها بتخونه وعايز يثبت ده ... وياخد اطفالها ويحرق قلبها ... وانا للأسف اثبتله ده بسهولة ... وفعلا اخدت حضانة الاولاد ... بس يومها جيتلى فى المحكمة وقالتى بالنص (حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا يحرق قلبك على ضناك زى ما حرمتنى منهم وافتكر دعوتى دى كويس ربنا يبعد عنك حبايبك وتعيش وحدانى وتموت وحدانى ).
تنهد بضيق يبتلع مرارة جوفه مستكملاً_ وبرغم انى اظهرت لا مبالاة بس الدعوة دى هزت قلبي ... خوفتنى يا زهرة وكنت متأكد انها هتتردلى فعلا ... عمرى ما هنساها ابدااا ... علشان كدة الست دى بالذات لازم ارجعلها اطفالها ... برغم ان جوزها مش هيسكت بس المهم عندى اريح ضميري ؟
تغاضت عن كل ما قاله فيكفيه شعوره بالذنب وصوته المتألم ... وضعت وجهه بين كفيها مردفة بقلق _ قصدك ايه ب مش هيسكت يا طارق ... ممكن يأذيك ؟
انزل يدها من على وجهه مقبلها بحب وهو يقرب جسدها منه يحتضنها بشدة وتملك مردفاً _ متقلقيش ... هو بعد ما اخد حضانة الاطفال نزل استقر هنا لانه كان شغال ف الخليج مهندس بترول ... نزل هنا وفتح شركة واتجوز وفعلا كان محتاجنى فى كذا قضية بس انا رفضت ده لانى كنت اتعرفت عليكي ..
بدأ القلق يتآكلها فقالت بتساؤل _ اسمه ايه يا طارق الراجل ده ... يعنى يمكن اكون عرفاه .
نطق بلا مبالاه فقط ليرضى فضولها _ اسمه المهندس عادل الخولى ... المهم انا نويت ارجعلها اطفالها واطلب منها تسامحنى ... وباقي القضايا سهلة عبارة عن نفقة وعفش وكدة .
تنهدت تفكر فقاطع افكارها قائلا كى يخرجها من ما تفكر به فهو يعلم انه اقلقها ولكن كان عليه اخبارها لتكون حذرة _ قوليلي بقى لسة حاسة باي وجع ؟
نفت تهز رأسها فتنهد قائلا بهدوء وترقب _ طيب عايز اصارحك بحاجة كمان مهم انك تعرفيها علشان الفترة الجاية ..
نظرت له بخوف من ما هو اتٍ فاردف مستكملا وهو يسحبها اكثر داخل احضانه ويدس وجهه فى رقبتها بحب متنهداً ومترقباً لردة فعلها _ بس علشان خاطرى اوعديني انك تتقبلي الامر ... بلاش خوفك الزيادة ... الوضع بسيط وميقلقش ..
كان قلبها يدق بعنف حتى من يسمعه يظنه سيخرج من مكانه حينما اردفت برعب _ قول يا طارق انا مبقتش متحملة .
سحب شقيهاً طويلا واخرجه بضيق مردفاً _ اثناء جراحتك اكتشفوا ان عندك كلية تعبانة جداً وكان لازم تتشال .
تصنم جسدها فى يده واحس هو بذلك قبل راسها ولم يبعد عنها مستكملاً _ كنتى وقتها محتاجة نقل كلى ضرورى جداً وانا ---
اخرجت رأسها من عناقه تناظره بعيون بيضاء متسعة من شدة تدفق الادرنالين قائلة بقلب ممزق تستكمل حديثه _ اتبرعتلى بكليتك ... مش كدة ؟ الجرح اللى فى ظهرك صح؟
