نبدأ بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
البارت الواحد والعشرون
رواية #حذاء_قدرى
بقلم آية العربي
يا طنط فعلا مبقتش قادرة اكل اكتر من كدة ... دانا يادوب حامل فى شهرين وبقيت اد الفيل ..
ابتسمت دليدا بحب وهى تناولها قطعة التفاح التى ازالت قشرتها من قبل بحنان قائلة بالعامية المصرية _ لااا ... مافيش الكلام ده هتاكليها يعنى هتاكليها ... ولسة الخوخ والكيوي هقطعملك هما كمان ..
اتسعت عين زهرة قائلة بحنق _ يانهار ابيض اودى فين انا ... الحقنى يا خالو ..
ضحك اسماعيل الذي كان يتمسك بأحدى المجلات المصرية يتصفحها قائلا بتأكيد _ لا انا مش هنصفك المرة دى يا زهرة .... مرات خالك معاها حق ... وبعدين دى قشرتهولك ... دى عمرها ما عملتهالى .
فرغ فاه دليدا قائلة باستنكار _ انا ! ... انا يا اسماعيل .... دا انا بفرط لك الرمان واقشرلك العنب واقدملك البطيخ من غير بذر ... دانا بعاملك معاملة معاملتش بيها اولادى وهما صغيرين ..
غمز لها اسماعيل بطرف عينه قائلا بمشاكسة _ ههه مانا استاهل يا ليدا ... هو انا فيه فى جاذبتى وحلاوتى وشخصيتى المتواضعة .
ضحكت زهرة بشدة على خالها وهى تقضم قطعة التفاح بعدما صممت دليدا قائلة باستنكار _ هههههههه لا متواضع فعلا يا خالو يا حبيبي ... فاضللك ٢ تواضع ونلاقيك على القمر .
ضحكت دليدا متذكرة ابنتها مروة قائلة بحب واشتياق _هههه فينك يامروة ... كانت زيك بالضبط كدة يا زهرة ... هو يتكلم وهى ترد عليه ... وحشتنى البنت دى اوى ..
قالت زهرة بحب وهى تربت على يد داليدا _ ان شاء الله يا طنط تخلص على خير وتنزل مصر ... انا عارفة انك قلقانة علشان هى لواحدها فى ايطاليا بس خالو واحمد مأمننها متقلقيش ... ياريتك كنتى فضلتى معايا ونزلتوا سوا ... حقك عليا انا السبب ..
تكلمت داليدا لائمة زهرة تقول _ كدة يا زهرة ... هو انتى مش بنتى بردو ... يعنى اسيب بنتى اللى محتجالى اكتر من
اختها وبالذات فى وضعك ده ... لاء طبعا وانتى لازم تعرفي ان انتى واحدة مننا واحنا اهلك ومافيش بينا الكلام ده خالص ..
تكلم اسماعيل بحب ومشاكسة _ يا حلاوتك يا دولى يا جميل انت ... اصيل ... وربنا انا عرفت اختار صح .
تسائلت زهرة بتعجب قائلة _اه يا طنط صحيح هو مش انتى جزائرية بتتكلمى مصري ازاى كدة ؟
نظرت داليدا لاسماعيل واردفت مبتسمة _ خالك يا ستى ... استغل حبي للمصريين وقربي منهم وصمم انى اغير لهجتى وعلمنى مصري بيرفكت ... ده كمان مرضيش ابدا يخلى احمد ومروة يتكلموا ايطالى ... كل كلامهم بالمصري ... وبصراحة دى حاجة حببتنى فيه جدا ... انه منتمى لبدله مصر ... وبعدين مصر ام الدنيا ومعروفة بطيبة شعبها وكرمهم واى حد يشرفه جنسيتها ولهجتها وبعدين انا اصلا بحب اللهجة المصرية جداا ...
نظرت لهما زهرة بحب وبعض الدراما وها قد عادت هرمونات الحمل مجددا قائلة _ انتى جميلة اوى يا طنط ... خالو فعلا محظوظ بيكي ... ليه حق ميتحملش يوم واحد من غيرك ... ليه حق توحشيه ويصمم انك تنزلى ... اللى بيحب حد بيخلق اي فرصةعلشان يكون معاه ... مش بيبعد عنه بأرادته ..
اقتربت منها داليدا وربتت على كتفيها بحب مردفة بتعقل _ حبيبتى احنا قولنا ايه ... مش قولنا نوقف تفكير فى الموضوع ده لحد ما هو ينزل وساعتها لازم يكون عنده دافع قوى
للى عمله ده .... انا عارفة ان تصرفه صعب ومش ذكي منه ... بس هو وقتها مكنش بيفكر بعقله .... اللى عرفته منك يأكدلى ان طارق متسرع ... بياخد قرارات بسرعة جدااا ... اللى عمله ده رد فعل عن اللى حصل فى المحكمة ... هو حس ان صورته اتهزت قدام الناس ... مش سهلة بردو انك تدخلى المحكمة مع ابن خالك اللى لسة متعرفة عليه من ايام ومعاكى دليل براءة الست اللى هو ايقن اتهامها من سنين ...وتقفى تثبتى برائتها قدام الكل وتنجحى فى انه يخسر قدام الكل .. مش سهل على فكرة يا زهرة لو فكرنا من وجهة نظره ... بس ده ميعفيهوش من الغلط خصوصا انه لحد دلوقتى لا اتصل ولا حد عارف عنه حاجة .
لوى اسماعيل فمه قائلا باستنكار _ هو مفكر انه ضامن وجودها تحت امره ... هه لا ده نجوم السما اقربله ... انا هقفله بالمرصاد .
اغتاظت داليدا منه قائلة بعتاب ونبرة تهديدية_ اسمااااعيل !.
نظر لها قائلا بمشاكسة _ حاضر يا دولى ... حاضر هسكت ..
قاطع شرود زهرة اتصالا من تقوى ... فتحت الخط قائلة بهدوء _ ايوة يا تقوى .... وصلتى ... طيب خلى الحارس يفتحلك الاسانسير الدور السابع وانا هفتحلك الباب اهو ... ماشي يالا سلام ..
اغلقت زهرة الخط تنظر لكليهما قائلة وهي تقف بحماس _ تقوى وصلت ..
《》《》《》《》《》《》 《》《》
عند مديحة التى تجلس فى شرفة شقتها ... بعدما ذهب عامر الى قضاء بعد الوقت مع رفقاؤه القدامى ... وخرج يمان مع
وصال ومروان كعادته كل اسبوع فهو يذهب يقضى معهما العطلة الاسبوعية ..
شاردة هى فى امرها ولكن قاطع شرودها رنين هاتفها الذي تناولته من على الطاولة ... تطلعت اليه بترقب مجيبة بتساؤل عندما وجدته رقما دوليا _ الو !
اتأها صوت اشتاقت له وتمنته قائلاً _ ازيك يا ماما ..
اجابت بلهفة امومية وفرحة قائلة _ طارق ! ... ازيك يا حبيبي ... عامل ايه ... كدة يا طارق تسيبنا كدة منعرفش عنك اي حاجة وتسافر ... ينفع اللى عملته ده ؟ .
اجابها متنهداً بهدوء _ انا راجع بكرة يا امى ... انا اخيرا عرفت مكان فريد وسلمته للسلطات وهما هيرحلوه ع السجن المصري ..
تنهدت مديحة براحة قائلة بدموع الفرحة _ يعنى اخيرا حق اكرم رجع ... قدرت ترجع حق اخوك يا طارق .. قدرت يابنى ...
سكت الاخر قليلا ... كأنه يستشعر سؤاله قبل ان ينطقه ... سكوته دليلاً على مدى شوقه وخوفه من لقائها ... تكلم بعد تنهيدة طويلة متسائلا _ زهرة عاملة ايه ؟
صمتت مديحة قليلا ... لا تعلم بماذا تجيبه .. اتخبره بحملها ام تخبره بذهابها لمنزل خالها .. لا تعلم ماذا تجيبه ..
طال صمتها فتسائل قلقا قائلا بصوت حزين كاد ان يفقد هدوءه _ ماما زهرة عاملة ايه .
قالت مديحة بعتاب دون ان تخبره امرها _ تفتكر انت عاملة ايه ؟ ... تفتكر بعد سفرك المفاجئ وبعدك عنها هتكون عاملة ايه يا طارق ؟ ! ..
بكى طارق ... كأنه دموعه كانت حبيسة تنتظر الافراج بلهفة ... تنهد بحرقة قائلا بألم _ ارجوكى يا ماما متزوديش همى ... انا ربنا وحده يعلم بحالتى عاملة ازاي ... ربنا وحده يعلم الشهر ده مر عليا ازاي من غيرها ... انا كأنهم
دفنونى حي ... كنت مضطر اعمل كدة علشان اقدر ابص فى وشها تانى .... انا جاي وهخليها تسامحنى وتعذرنى يا ماما صدقيني ... انا عارف زهرة كويس ومتأكد انها هتعذرنى ..
تنهدت مديحة عازمة على اسعاده بعدما سمعت أنين صوته قائلة _ طارق زهرة حامل ..
عم الصمت لثوانى ... لدقائق ... حتى ان مديحها اصابها القلق فتسائلت _ طارق ! ... انت سامعنى ؟
اجابها طارق بصوت هادئ بطئ يغلفه دموع قائلا _ انا هقفل يا امى ... سلام ..
اغلق الخط قبل ان ينتظر ردها وتعجبت هى من ردة فعله التى هي متأكدة انه فى حالة بكاء شديد لهذا السبب اغلق الخط ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
تجلس وصال ارضا على قطعة قماش ممتدة على العشب الاخضر ... تضحك بشدة واضعة كفها على فمها حتى تداري ابتسامتها بسبب هذا اليمان التى اعتادت عليه ..
نظر هو الى ضحكتها بحب قائلا _ الله حيووو ... هيك يابنت ضلك اضحكى عطول ... بتعرفي اول ما شفتك فكرتك ما الك اسنان ..
سكتت هى تنظر ارضا بخجل وهى تطعم مروان الصغير بعض النقانق ... تكلم الصغير قائلا بسعادة _ مامى يمان معه حق ... ضحكتك حلوة اوى .
قبلته قبلة مطولة على وجنته المنتفخة قليلا قائلة _ بطل لماضة يا مارو ويالا كمل اكلك ..
تنهد يمان قائلا دون ادراك منه او انه كان يفكر بصوت مسموع _ ايييه والله بنلبق لبعض ..
نظرت له بعين متسعة ... ايعى ما قاله ... ترقب تلوى رقبتها تتأكد من ما قاله فتحمحم هو قائلا _ احم ... شو في .
نظرت له بشك متسائلة _ انت قلت ايه ؟
سكت قليلا قبل ان يردف بصدق _ اسمعى وصال ... انتى ما فيكي تاخدى مروان منى وانتى بتعرفي اديش انا متعلق فيه وهو كمان ... يبقى شو هو الحل ..
ترقبت بتساؤل _ايه هو بقى ؟
قال هو كجرو صغير يدعى البراءة _ الحل انك تاخدينا نحن الاتنين سوا ... احم بقصد اننا نتجوز ..
صدمة الجمت لسانها وتوسعت حدقتى عيناها كما فرغ فاهها ... كانت تنظر له ببلاهة على نفس وضعها ... اما هو ابتسم على مظهرها قائلا وهو يومأ بتأكيد كي يزيد الطين بلة _ ايه متل ما سمعتى صح ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند تقوى التى صعدت الى زهرة التى بدورها استقبلتها بترحاب شديد خصوصا انها لم تراها منذ شهر تقريبا ..
رحبت بها السيدة داليدا واستأذنت تحضر واجب الضيافة ..
قالت زهرة بعتاب _كدة بردو يا تقوى ... شهر مشوفكيش ... دي وصال بتجيلي كل شوية هنا وانتى شهر يا قاسية ..
قالت تقوى بحزن مردفة _ حقك عليا يا زهرة والله غصب عنى ... انا مخرجتش خالص من البيت طول الشهر ده ... وحتى الشغل مبقتش اروحه واعتذرت من الاستاذ رؤوف ... عارفة انك زعلانة بس انا الموضوع اللى حكتهولك فى التليفون مخليني حابسة نفسي فى البيت دانا جتلك بالعافية ..
تسائلت زهرة بحزن _ ازاي يا تقوى ... ازاى فيه بنى ادم بالحقارة دى ... يعنى كل الحب اللى بقيتي تحكيلنا عنه طلع كدب ... يعنى محمود ده طلع انسان حقير مبتز وطماع ؟ ... انا فعلا مصدومة ..
قاطع حديثهما دخول دليدا تحمل صنية عليها كوبين من عصير الليمون والنعناع المنعش وقدمته لهما وخرجت مستأذنة بعد ان شكروها تاركة لهما المجال للحديث ..
اومأت تقوى مردفة _ ومش بس كدة ده كمان بيهددنى ومصمم انو يتجوزنى بالعافية ... وطبعا بيعمل كدة علشان عارف وضع بابا ... انا فعلا مبقتش عارفة اتصرف ازاي ..
ربتت زهرة على راحة يدها قائلة بأمل _ متقلقيش ... مهو انا نديتلك النهاردة
علشان كدة ... انا هعرفك على احمد ابن خالى وهخليكي تحكيله كل الكلام ده وهو هيتصرف ... متقلقيش .
اجابتها تقوى بقلق وخوف _ لاء بلاش يا زهرة ... بدل التانى ما يعرف ويزيد الامر سوء ... انتى متعرفيش التانى ده ممكن يعمل ايه ده خاين ...
اومأت لها باطمئنان قائلة _ متقلقيش ... احمد ادها ... ده ماشاء الله عليه اتعين هنا فى الداخلية بسرعة رهيبة بسبب كفاءته ... ده غير ان هو اللى قدر يلاقى ابو وصال ويثبت براءتها بعد ما كانت خلاص هتتسجن ... يعنى اطمنى خالص وارتاحى ... بس انتى هتستنى معايا لحد ما يرجع من شغله ... وادينا قاعدين ندردش زى زمان ..
فرحت تقوى قائلة بحماس _ ماشى قوليلي بقى قلب خالتو عامل ايه معاكى ..
اومأت لها زهرة وهي تتحسس بطنها بحب مردفة _ الحمد لله بخير يا تقوى ... انا دلوقتى اقوى بسببه ... صحيح ظهور خالو اسماعيل وعيلته كان فى وقت مناسب جدااا كأن ربنا بعتهملى فى اشد احتياجى ليهم ... بس طفلى ده حاجة تانية ... طفلى ده سبب قوتى وعزيمتى وسبب
ضحكتى وفرحة قلبي ... انتى عارفة انى اتعذبت كتير من اللى اسمه خليل وبنته ... كنت بتمنى يعاملونى بحب بس
هما كان جواهم حقد ليا ... والحمد لله ربنا بعدنى عنهم ... وقريب اوى مهيبقاش ليهم اي ذكرى جوايا ..
تسائلت تقوى بترقب مردفة _ازاى يا زهرة ... اشمعنى قريب ... ناوية على ايه ؟
تنهدت زهرة قائلة _ ناوية ابيع بيتي يا تقوى ... اتكلمت مع خالو وهبيعه وهشترى شقة هنا فوق خالو ... همحى اي ذكريات لخليل وبنته جوايا ... بالرغم من انه بيت اهلى بس مش عيزاه ... هأسس حياتى انا وطفلى اللى جاي بعيد عن اي مشاكل ...
تسائلت تقوى بحذر قائلة _ طب وطارق يا زهرة ؟ معملتيش حسابه من حياتك الجاية ليه ؟ ! .
سكتت زهرة قليلا قائلة _ لانى مش عارفة هقدر اسامحه ولا لاء ... وبعدين هو فين طارق يا تقوى ... انا مش هشغل تفكيري فيه تانى ... انا هسيب الموضوع ده سابق لأوانه ..
قاطع كلامهما اتصالا من مديحة ... تناولت زهرة الهاتف مجيبة بفرحة _ اهلا يا ماما مديحة ازي حضرتك ..
قالت مديحة بفرحة _ زهرة يا حبيبتى ... طارق اتكلم يا زهرة وقال انه جاي بكرة ... هو كلمنى وقال انه لقى فريد وسلمه وجاي بكرة .
مهما حاولت اخفاء مشاعرها الراقصة فرحا فانها تعاندها وتظهر على ملامح وجهها المشرق ... لقد لمعت عيناها بالحنين والاشتياق ... لقد دقت اوتار قلبها فرحاً ولهفةً ...
من قال ان امره لم يعد يعنيها ... حتى ان نطقها لسانها فإن لهفتها تكذب كل ما تفوهت به ... لقد ايقنت ان لامفر منه
الا اليه ... ستسامحه هى تعلم ذاتها ... ستعاقبه كثيرا ثم تسامحه ... او ربما ستعاقبه قليلا وبعدها تنعم بحياة سعيدة معه هو وطفلها ..
تكلمت مديحة عندما طال الصمت متسائلة _ زهرة ... انتى سمعانى ... مالكوا ياولاد النهاردة ..
تكلمت زهرة بصوت شبه هادئ عكس الفراشات الراقصة على جدار قلبها قائلة _ معاكى يا ماما مديحة ... طيب يا ماما سمعتك ..
تمعنت مديحة بشك ولكنها لم ترد ان تضغط عليها او تظهر فرحتها فقالت _ ماشي يا حبيبتى ... انتى كويسة والبيبي كويس ؟
اومات زهرة قائلة باضطراب _ ايوة كله تمام ... متقلقيش .
اردفت مديحة _ طيب يا حبيبتى .. اسيبك دلوقتى وهكلمك وقت تانى ..
اومأت زهرة قائلة _ تمام يا ماما مديحة مع السلامة ...
اغلقت الخط شاردة تفكر فى هذا الخبر ... تسائلت تقوى التى لاحظت شرودها قائلة _ زهرة ! ... حصل حاجة ؟
ولكن زهرة كانت فى عالم اخر تفكر كيف تستقبله وكيف ستعاقبه وكيف سيكون ردة فعلها عندما تلاقي عيناه التى اشتاقت لهما جدااا ... كيف ان عانقها ... حينها ستضعف ام ستبعده
عنها ... كيف ان بكى وطلب غفرانها ... هل تقبله ام تنفره .. وماذا سيفعل ان علم بحملها ... كيف تتصرف يا الهي لقد شتت عقلها مجددا وهى التى ابتعدت عمدا عن التفكير فيه ..
تساؤلات كثيرة بداخلها ادت الى شرودها حتى بعد مناداة تقوى باستمرار التى اضطرت الى هزها ببطء فانتبهت زهرة قائلة _ ايوة يا تقوى ..
هزت تقوى رأسها يمينا ويسارا قائلة باستنكار _ ايوة يا تقوى ايه ... عمالة انادى عليكي ... ايه اللى قالتهولك مديحة هانم خلاكى تايهة كدة .
نظرت لها زهرة بترقب مردفة بصوت هادئ فرح _ طارق جاي .
_____________
فى سيارة يمان الذي كان يقود ويسترق النظر بين الحين والاخر لهذه الحالسة بوجه خالى من اي تعبير ... فقط تحتضن طفلها النائم وشاردة الى الامام دون التفوه بحرف ..
منذ اللحظة الذي نطق فيها عرض الزواج وهى على حالتها تلك ... انهت كل شئ وجمعت الاغراض وطفلها عازمة على الرحيل دون نطق حرف ..
حتى يمان حاول تصحيح موقفه ولكنها رفضت تماما اعطاء اي فرصة له ..
وقفت سيارة يمان امام منزلها قائلا _ وصال انا ___
لم تنتظر تكلمته بل نزلت من السيارة حاملة طفلها تقول بوجه مكفهر وهى تطالعه بغضب _ مروان هيبات معايا النهاردة ..
قالتها ودخلت المنزل لم تنتظر رده .. اما هو فلم يعترض ... تركه معها فهى بحاجة الى تفكير عميق ... كان فى الاول يريد مروان فقط وحتى لو ارادها فلأجله ... لكن الان هو يريدها هي ... لقد نمت بداخله مشاعر تجاهها وهو عليه ان ينتظر قليلا وسيحصل على ما يريده ..
نظر نظرة اخيرة عليها الى ان دخلت وانطلق عائدا الى البيت ..
دخلت هى تحمل طفلها بعدما فتحت لها سماح بفرحة مردفة _ مروان ! ... معقول حبيبي هيبات معانا ؟
اومأت لها وصال قائلة بحدة _ ايوة يا ماما ... ده اللى كان لازم يحصل من زمان ... انا هدخل انيمه علشان ميقلقش ..
دخلت هى كالبرق بينما نظرت لها سماح بتساؤل قائلة _ مالها دى ؟ .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
حل المساء وعاد احمد الى المنزل ... وجد زهرة جالسة مع تقوى فنظر بتساؤل متحمحماً _ احم ... احنا عندنا ضيوف ولا ايه ؟
نطقت زهرة بهدوء بعدما اصابها الخبر السعيد قائلة _ حمدالله ع السلامة يا احمد ... دى تقوى صاحبتى اللى قلتلك عليها ... وهى جاية علشان تطمن عليا وبردو علشان تحكيلك عن الشخص اللى بيهددها ... بس انت الاول ادخل بدل هدوم الشغل واتغدى واحنا هنستناك فى الفراندا ..
نظر الى تقوى مرحبا قائلا بوجه بشوش _ اهلا يا تقوى ... تمام انا هعمل اللى الاخت زهرة قالت عليه واجيلكوا ..
نظرت له زهرة مردفة بغيظ _ عندك مانع يا استاذ احمد ؟
تكلم وهو يرفع يديه الاثنين باستسلام قائلا _لاء طبعا يا فندم اوامر معاليك ..
ضحكت زهرة التى اعتبره اخاً لها وهو كذلك فهو من ساندها طوال تلك الفترة ودعمها وكان بمثابة الجزء المرح والمشاكس فى فترتها تلك ..
غادر هو فقالت تقوى بتساؤل _ متأكدة ان ده هيقدر يقف لمحمود ... ده شخصيته فرفوشة اوى ومحمود عايز حد قاسى ..
قالت زهرة باطمئنان وثقة _ متقلقيش انتى لسة متعرفيش احمد ... لما بتحول بيبقى حد تانى خالص ..
نظرت لها بشك مردفة _ ماشي ... لما اشوف ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
نيمت وصال صغيرها على فراشها وخرجت بهدوء تجلس على الاريكة بشرود .
اتجهت اليها سماح تجلس بجوارها متسائلة بشك _ مالك يا بنت بطنى ؟
نظرت لها وصال مردفة بكذب _ مافيش يا ماما مالى ؟
نطقت سماح بذكاء _ لهو انا تايهة عن بنتى ... من ساعة ما جيتي من برة ومروان معاكى وانا متأكدة ان حصل معاكى حاجة ... قولي بقى فيه ايه ..
تنهدت وصال بحيرة مردفة _ يمان يا ماما ... يمان عايز يتجوزنى .
لم تتفاجئ سماح كثيرا ... بل توقعت هذا تماما ولكنها اخفت قائلة _ طب وانتى قولتى ايه ؟
نظرت لها وصال بقوة قائلة بحدة وعنف _ قولت ايه يا ماما ؟ ... مردتش طبعا ... انا اللى غلطانة انى اديتله وش زيادة ... انا مستحيل افكر اتجوز بعد اكرم الله يرحمه ... مستحيل اقبل بكدة ... لاء وكمان ابن خاله ..
تنهدت سماح بضيق من ابنتها مردفة بحنق _ يعنى انتى خلاص كدة هتكملى حياتك من غير ارتباط ... هتعيشي باقي عمرك
كدة من غير حد يحبك وتحبيه .... من غير انسان يحتويكي ويساندك ويكون قوتك ... ابنك مصيره هيكبر واختك هتتجوز وانا هموت وهتفضلي انتى وحيدة يابنتى ..
هدأت قليلا مستكملة بحكمة _مش معنى ان جوازك من اكرم مكملش او حصلك حادثة أثرت عليه انك تكرهي الجواز وتقفلى على قلبك كدة ... لاااء يابنتى ... لازم تدورى على الانسان اللى يكمل معاكى حياتك ...
تنهدت سماح قائلة بحزن داخلى مدفون _ اوعى تفكرى يابنتى ان الواحدة مننا حياتها سهلة من غير راجل يحميها ... احنا مهما ظهرنا قوتنا هنفضل ضعاف جدااا ومحتاجين ظهر ... اوعى تفكرى ان حياتى كانت سهلة من غير ابوكى ... يمكن وجودكو هون عليا شوية بس
انا شوفت كتير يا وصال ... شوفت كتير من ابوكى ضرب وتهزيق وخيانة ... ولما اطلقت منه اتقال فى حقى اسوء كلام من اللى حواليا وانى ست مش كويسة ومحدش قال
عنه اي حاجة محدش بيعيب على الراجل يا بنتى فى مجتمعنا للاسف .... الواحدة من غير راجل يا بنتى بتكون زى العريانة لا مؤاخدة ... بس المهم يكون راجل فعلا ... وانا
من اول يوم شفت فيه يمان ده وانا شايفه انه شهم ... وكفاية انه متعلق بمروان وبيحبه وواضح اوى ان عنده مشاعر ليكي انتى
كمان .... فكرى يا وصال ... فكرى يابنتى كويس ومتظلميش نفسك ةلا تظلمى ابنك ..
نظرت لها وصال بصدمة واردفت بحزن _ يااااه يا ماما ... كل ده جواكى وشيلاه وساكتة ... ليه متتكلميش معايا وتشاركيني اللى جواكى ده ؟
هزت سماح رأسها يمينا ويسارا مردفة _ مينفعش يا وصال ... مينفعش يا حبيبتى ابينلكوا ضعفى .... لازم ابان قوية والا ثعالب الدنيا هياكلونا ..
اومأت وصال برأسها قائلة باقتناع _ ماشي يا ماما ... بس محتاجة وقت افكر .... مش بسهولة كدة ... مش بسهولة ابداا ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》 《》《》《》《》
غادرت تقوى باصطحاب احمد الذي صمم على ايصالها بعدما اخبرته بكل ما تعرضت له على يد ذلك المختل ..
لقد قرر ان يعطيه درساً قاسياً لن ينساه خصوصا انه رأى فى تقوى الفتاة الخلوقة الملتزمة الذي يتمناها اي شاب ..
اما عند زهرة التى دخلت غرفتها ... بمجرد ان اغلقت بابها اتاها طارقها على وتير افكارها ... عادت لها ذكرياته ... نظرة عيناه ... ضحكته ومشاكسته لها ... عناقه التى لم تكتفى منه ... لمسة يده التى خطفت قلبها ... قربه منه واحتواؤه لها .... عادت لها ذكرياتهما سوياً فى شاليه الساحل الشمالى وكيف كان ذو شخصية مرحة طفولية على عكس ما يراه الجميع .
نعم هى تحن له بكل خلية داخلها ... تشتاق له كاشتياق الجسد للروح ... تتمنى رؤيته كتمنى الاعمى للبصر ... تريد خنقه بيدها وتعنيفه بشدة ثم ضربه على صدره موضع قلبه ... تريد ان تغضب عليه كيف له ان يتركها دون خبر كل هذه الفترة ... كيف له ان يفعل بها ما فعله اعداؤها ... ثم بعدها تعانقه باشتياق ... تخبره كيف مر عليها الشهر في بعاده ... هى تعلم سبب ذهابه ولكنه اختار الطريقة الخاطئة ...
ولكن كيف ستعاقبه وتخبره كل هذا فى وجود خالها وعائلته ... هي تعلم انهم محقين فى تعنيفه ولكنها تريد ان تحدثه اولا ... تريد معرفة سبب فعلته بنفسها ..
ظلت تفكر وتفكر الا ان وجدت حلاً سيكون هو السبب فى نقطة تحولها ..
نامت بعدها عازمة على اخبار خالها على ما تنوى فعله غداً ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
استيقظ مروان الصغير ليلا ينادى قائلا _ يمان ... يمان انا عايز مية ..
استيقظت وصال بلهفة واشعلت الاباجورة المجاورة قائلة بحنين _ مروان يا قلبي ... انت عطشان ..
نظر لها الطفل بغرابة ... ثم التفت يبحث فى الغرفة عن يمان متسائلاً _ يمان فين ... انا عايز يمان ..
حاولت تهدأته قائلة بلطف وهدوء _ اهدى يا مارو انت مع مامى حبيبتك ... هجبلك مية دلوقتى وبعدين هروح اجبلك طبق كيكة الشوكولاتا اللى بتحبها .. ايه رأيك ؟
رفض الطفل قائلا بحزن وهو يبكى _ لاء انا عايز يمان ... وديني عند يمان وتيتة مديحة ..
نظرت له بحزن قائلة _ كدة يا مروان ... مش انت بتحب مامي ؟
نطق الطفل بحزن قائلا _ بحبك بس عايز اروح ليمان ..
طيب يا قلبي نام دلوقتى والصبح هوديك عند يمان ... ماشي ... انا هروح اجبلك المية والكيكة واجي ... ماشي ؟ ... ولا تحب تيجي معايا ؟
اومأ لها الصغير قائلا بدلال طفولى _ هاجى معاكى ونتفرج سوا على أندى ..
تسائلت وصال بتعجب قائلة _ آندى ! ؟
اومأ الصغير موضحاً _ ايوة آندى وباز يطير ..
تفهمت مقصده وتناولت يده مبتسمة بمرح واتجهت للخارج مردفة _ اوكى يالا بينا ..
__________
فى اليوم التالى استيقظت زهرة وكالعادة ادت روتينها اليومى وصلت فرضها داعية الله ان يقف معها ..
خرجت تساعد داليدا فى الفطور التى بدورها رفضت وبشدة بسبب وضعها ..
اتجهت تجلس بجوار خالها الذي يتابع احدى البرامج الاخبارية باهتمام ... اخرجته من اهتمامه قائلة _ خالو ينفع اروح بيتي النهاردة ..
لف نظره اليها متسائلا بغرابة _ ليه يا زهرة ايه السبب ؟
تحمحمت قائلة بكذب _ احم ... حضرتك عارف ان البيت هيتباع وانا ليا حاجات هناك عايزة اروح المها واجبها لو سمحت .
فكر قليلا ثم اردف _ معنديش مانع يا زهرة بس داليدا هتيجي معاكى .
تكلمت زهرة باقناع ومرح قائلة _ بقى يا سمعة هتسيب طنط داليدا معايا طول الوقت ده ؟ ... هتقدر يعنى !
ضحك اسماعيل عليها قائلا _ هههههه معلش علشانك هقدر .
قالت تحاول اقناعه _ معلش يا خالو سيبنى اروح لوحدى وانا مش هتعب نفسى وهطمنك عليا دايما بالفون ... بس محتاجة ابقى لوحدى شوية .
نظر لها اسماعيل وكاد ان يعترض ولكنه رأى التصميم فى عيناها فأردف موافقا _ ماشى يا زهرة ... بس هتروحى وترجعى قبل الليل ..
اومأت موافقة بفرحة وهى تنوى فعل ما خططته ليلا وبالفعل قامت تجهز نفسها للذهاب .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند مديحة التى تتجهز لاستقبال ابنها الغائب بفرحة ... كذلك عامر الذى ينوى استقباله ثم تعنيفه ..
اما يمان الذى منذ امس لم ينم ولم يهدأ بسبب بعد مروان عنه فقرر الذهاب لمنزل وصال لرؤيته ..
ترقبت مديحة مجئ طارق فى اي لحظة وهى تحضر اشهى المأكولات بحب وعامر ينظر لها باستنكار قائلا _ هه دلعيه ياختى بعد اللى عمله ... اعمليه الاكل اللى بيحبه حبه برص ..
نظرت له مديحة بلوم قائلة _ لاء يا عامر ملكش حق ... دا صوته يقطع القلب لو كنت سمعته كان صعب عليك ..
تكلم بسخرية قائلا _ ماشى ياختى يا حنينة ... انا نازل شوية اقعد مع يسري ... ولما ييجي بلغيني .
اومأت قائلة _ ماشي يا عامر اول ما ييجي هنادى عليك ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الحارة وصلت زهرة ... كان الجميع سعيد بلقائها فقابلها الكل بترحاب واشتياق واضح على معالم وجههم ..
بعد ترحيب حار رأها المشتاقون والحاقدون والمراقبون ايضا دخلت منزلها تتنهد جالسة بتعب ...
نظرت حولها للمكان الذى فرشته الاتربة ... عازمة هى على فعل ما تريده ... هي تعلم انه سيأتى الى هنا ... ستتحدث معه قبل اي احد ... ستخبره بكل ما يؤلمها وتعنفه ...
-------
ولكن فى مكان اخر اتجه احدهم الى خليل ينادى بحماس قائلا _ يا معلم خليل يا معلم .
اتاهه الاخر متسائلا _ فيه ايه ياض
اردف الاخر بطمع _زهرة في بيتها دلوقتى ... انا لمحتها راحة بيتها وبتقول انها هتلم حاجتها علشان البيت هيتباع ..
انصدم خليل قائلا بتعنيف _ بتقول ايه ياض انت ... انت متأكد يالا من اللى سمعته ..
اومأ الاخر بثقة _ ايوة يا معلم .
فقال خليل بمراوغة _ هعمل ايه يعنى ... امرنا لله ... منها لله متمرش فيها ربايتى .
قال الاخر بتعجب _ يعنى انت مش هتتصرف يا معلم قبل ما تبيعه ؟
قال هو بانكار وخبث _ اتصرف اعمل ايه يعنى ... انا كنت عايز اكلمها يمكن نصعب عليها انا وبنتى بس يظهر مافيش فايدة وقلبها بقى حجر ... يالا اتكل انت على الله ..
غادر الاخر متعجباً من امر هذا الرجل الذي ارغمه على اخباره بمجرد رؤيتها والان هو يتكلم كأن الامر لا يعينه ..
بينما خليل دخل ينادي ابنته قائلا بغضب _ بت يا دلال ... انت يابت قومى قامت قيامتك ... نايمة على ودانك وبنت ايمان هتبيع البيت ... قومى لازم نتصرف .
تململت هى من نومها متسائلة بنعاس _ تبيعه ؟ ... طب وهنعمل ايه يابا ..
نظر للامام ناطقا بشر وحقد _ مافيش حل غير اننا نخلص منها ...ودلوقتى ... والا هنعيش طول عمرنا فى الفقر ... قومى يابت يالا ..
ارتعبت دلال قائلة بصدمة _ ايه يابا اللى انت بتقوله ده ... هو احنا رايحين نتفسح ... هنخلص منها ازاى واحنا فى عز النهار كدة وهى فين اصلا ؟
قال معنفاً _ يابت متبقيش جبانة ... هنروح الوقتى محدش هيشك فينا ... هي هناك بتلم حاجتها وده انسب وقت ... زى ما قولتلك هنلبس نقاب وندخل الحارة زى اي اتنين ونخلص ولا من شاف ولا من درى ... وانتى عارفة ان الحارة مافيهاش كاميرات وحتى لو فيها محدش هيعرف يوصلنا ..
ترددت قليلا ثم اردفت _ يعنى امان يابا ... ولا نرجع نروح فى داهية ..
عنفها قائلا بغضب وهو يضربها على كتفيها _ متبقيش غبية ... لو مش عايزة تيجي خليكي بس متجيش بعد كدة تعيشي معايا لما البيت يبقى بتاعى ..
تألمت من ضربته قائلة بحدة _ اااه ... طيب خلاص متضربش جاية ..
وبالفعل عزم الاثنين على تنفيذ خطتهم فى وضح النهار متنكرين فى الزي الذي اعدوه مسبقاً حتى ينهوا حياة هذه المسكينة ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند مديحة الذي رن جرس المنزل فاتجهت تفتح بحماس ...
فتحت الباب فوجدته هو طارق الذي تغيرت نظرته وملامحه واسود تحت عيناه ... كام كان نحيفاً يظهر على وجهه التعب والمعاناه ..
نظرت له بحزن ثم ارتمت فى حضنه قائلة بلهفة _ وحشتنى يا حبيبي ... وحشتنى اوى يا طارق ... ادخل تعالى ..
بادلها العناق واتجه معها للداخل متسائلا وعيناه تتجول عن احداهما قائلا _ اخبارك ايه يا ماما ..
نظرت له وجدته يتجول ببصره فقالت مبتسمة _ انا كويسة يا حبيبي بس اللى بتدور عليها مش هنا ..
نظر لها بصدمة نظرة عتاب ولوم قائلا _ مش هنا ازاي ؟ ... معقول سبتيها تقعد لواحدها فى بيتها يا امى ؟ ... انا كنت متأكد انك مش هتسبيها تفضل لوحدها ..
هدأته وهي تربت على يداه قائلة باطمئنان _ اهدى ياحبيبي هي مش فى
بيتها هى قاعدة عند خالها ... هو جه بعد سفرك علطول واخدها والا طبعا انا مكنتش هسيبها لوحدها ابدا .
وقف كالملدوغ يقول بهدوء عاصف _ قاعدة عند خالها ؟! ... عنوانه ايه خالها ده ؟ .. اطلبيها لو سمحتى انا هروحلها فورا ..
هدأته قائلة بتعقل _ اهدى يا طارق مش كدة ... مش كل الامور تتحل بطريقتك دى ... متنساش انك غلطان فى حقها ولازم تتنازل شوية ... هى قاعدة عند خالها ومراته نزلت من ايطاليا مخصوص علشان تهتم بيها فى وضعها ده ..
جلس بثقل على الاريكة واضعاً رأسه بين كفيه متكئاً على ارجله ... يتكلم بألم وصوت حزين فقد شغفه قائلا _ انا عارف انى غلطت ... بس كان لازم ابعد ... كان لازم احاول اعمل
حاجة تبرر اللى عملته ... كنت هرجع ازاي مع زهرة من المحكمة واكمل عادى كدة ؟! ... كنت هبصلها ازاى وهى برئت الانسانة اللى ظلمتها سنين ... كنت هواجهها ازاى وبأي وش وانا كنت مأكدلها ان هى وصاحبتها اللى هيخسروا
وانا اللى هكسب لانى متأكد من اتهامى ... كان وضعى صعب ..
. وكان هيبقى اصعب مليون مرة لو سامحتنى وقتها ... لانى مستاهلش انها تسامحنى ..
تنهد بألم وانكسار مستكملا _ سافرت علشان اجيب حق اخويا من اللى عمل فينا كدة ... وعلشان اقدر اقف قدام زهرة وعزة اللى ظلمتها ... بس للاسف سفرى ضيع عليا اجمل اوقات حياتى ...
نظر لامه بعيون لامعة اثر الدموع قائلاً بصوت مهزوز _ ضيعت اليوم اللى كنت بتمناه ... ضيعت اللحظة اللى كنت بحلم بيها طول عمرى وهي خبر انى هبقى اب ... كان نفسى وقتها اكون انا اللى جنب زهرة مش اي حد تانى ... كان نفسى اشوف فرحتها قبل فرحتى ... كان نفسى اضمها هى وطفلي فى حضنى وارفعها عن الارض .
بكت مديحة لاجله ... فكلامه يبكى الحجر ويلين المعدن ... اقتربت منه محتضنة اياه تقول بأمل وتحفيز _ متزعلش يا حبيبي ... لسة قدامك وقت طويل ... زهرة لسة فى اول حملها وهتسامحك ... صحيح هى واخدة على خاطرها منك بس هى قلبها الماس وهتسامحك ... انت مشوفتهاش يا حبة عيني كانت ازاى اول ما سافرت ... انت بس طيب خاطرها وهى هتنسى ووقتها اعمل كل اللى نفسك فيه .
مسح دموعه بكف يده قائلا بحماس _ طب كلميها يا امى ... كلميها واعرفي مكانها علشان اروحلها فورا ..
لم تتردد مديحة لحظة وبالفعل احضرت هاتفها وهاتفت زهرة التى كانت تحاول تنظيف بعض الاسطح بقطعة من القماش ... تناولت هاتفها واجابت بترقب منتظرة الخبر اليقين _ ماما مديحة ! ... ازيك .
نظرت مديحة الى طارق ثم قامت بتشغيل مكبر الصوت حتى يسمع
هو صوتها الذي من المؤكد انه اشتاق له قائلة _ ازيك يا زهرة ... عاملة ايه يا قلبي ... انتى فين دلوقتى ؟
علمت زهرة سبب سؤالها كما توقعت ... تنهدت وبدأت دقات قلبها ترقص مسرعة قائلة بهلفة حاولت مداراتها _ انا فى بيتي ... جيت اخد حاجاتى قبل ما ابيع البيت ..
يااااااا ... صوتها واه من صوتها الذي يعشقه ... يريد اخراجها من الهاتف ثم معانقتها وبشدة حتى تصبح هى وهو قطعة واحدة ...
نظرت له مديحة وجدته مبتسماً فاردفت _ ماشي يا حبيبتى ... خلصى ونتكلم ... سلام .
اغلقت معها الخط ولم ينتظر هو حديثها بل وقف على حاله قائلا _ انا هروحلها ..
وبالفعل غادر مسرعا متجهاً الى عشق فؤاده .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
انتهت زهرة من التنظيف البسيط واستعدت للقاؤه ... فهى متأكدة من وجوده اثناء مهاتفة مديحة ... لقد اخبرها قلبه بذلك كأنها تراه وتعلم انه سيأتى اليها ...
دق جرس الباب فتعجبت من سرعته ولكنها اتجهت لتفتحه ... فتحته بتعجب مما رأته فقد كان هناك اثنان من النساء يرتدين نقابا يغطى وجههن فلم تستطيع التعرف عليهن ..
تساءلت بقلق _ خير مين حضراتكوا ..
وقبل ان تعى ما يحدث كان احداهما يكمم فمها ويجرها الى الداخل والاخرى تغلق الباب ..
كان خليل هو المكمم لفمها ومقيد ايديها اما عيناها فاكنت متسعة برعب ... تحاول الفكاك منه ولكنه متحكم بقسوة فى جسدها الصغير .. حتى ان صراخها يخرج مكتوما ..
اشار لابنته قائلا بصوت عرفته هى جيدا _ اخلصى يابنت الكلب قبل ما حد ييجي ..
اخرجت ابنته سكيناً كانت تخباه فى ملابسها وبيد مرتعشة نظرت لعين زهرة التى ترجوها بألا تفعل ثم التفتت الى والدها الذي يعنفها قائلا بشر العالم كله _ يالا اقتليها ..
وبالفعل اطاعته وغرزت السكين فى قلب هذه المسكينة التى ماهى الا ثوانى وقعت على الفور غارقة فى دماؤها ..
اما هو فجر ابنته التى كانت ترتعش وخرج مسرعا بعدما مسح السكين ودثرها فى جيبه وعاد مثلما دخل كأن شيئا لم يكن
حتى انه خشى اغلاق الباب حتى لا يسمعه احداً فتركه موارباً وهذا من لطف الله ..
ظلت هى قابعة وسط بركة من الدماء بعض دقائق معدودة الى ان اتى
طارق الذي تعجب من ترك الباب موارباً ... ولكن قلبه يخبره ان هناك شيئا سيئا قد حدث ...
فتح الباب مسرعا ودخل وما هى الا خطوة واحدة حتى رآها فى وسط الصالة وحولها دماء جنينها الذي لم يكتمل بعد ..
اصابه حالة من الهزيان وجرى عليها قائلا بصوت مرتعش مرعوب _ لا لا لا لا انا عارف انى ظالم بس عاقبنى انا ... لااا ارجوك بلاش هما مش هتحمل بلاش ارجوووك لاااااا ... يااااااارب
حملها على صدره وناداها بحالة هستيرية فقد فيها عقله وجن جنونه قائلا وهو يحتضن رأسها وقد اصبحت ملابسه مليئة بالدماء ايضا _ زهرة ارجوكى متسبنيش ارجوكى هموت والله .
ففتحت عيناها قليلا قائلة بألم _ اااه طاارق ... ابنى راااح ..
بكى هو بحرقة واخرج هاتفه وهاتف الاسعاف قائلا بصريخ _ اسعاااف بسرعااااا مرااااتى بتموت .
