أخر الاخبار

رواية حذاء قدري الفصل الاخير


 بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة 

البارت الثامن والعشرون والاخير 

رواية #حذاء_قدرى 

بقلم آية العربي 


صعد طارق مع زهرة الى شقتهم وبمجرد اغلاق الباب ارتمى فى حضنها كالطفل الصغير .

كانت هى كالام له احتوته بكل جوارحها ... ابتعد يملس على شعرها ويطالعها بحب مردفاً _ ليه قولتى على موضوع الكلية يا زهرة ... ليه اتكلمتى فى حاجة زي كدة .


نظرت له بحب مردفة _ كان لازم يعرفوا يا طارق ... انت مسمعتهاش وهى بتقول ان معندكش قلب .


تطلع اليها مردفاً بحزن _ انا مش شايف انها غلطانة يا زهرة ... يمكن هى اتكلمت بطريقة جارحة شوية بس انا ظلمتها بردو ... انا اللى وجعنى ان كل اللى قالته عنى صح .


وضعت كفها على فمه ناطقة باصرار _ لاء طبعا .. انت مش كدة يا طارق ... انت الظروف اللى حصلت غيرتك بس انت حقيقتك مش كدة خالص ... وصال متعرفكش انا اللى اعرفك صح .


قبل كفها التى وضعتها على فمه قائلا بتساؤل وترقب _ زهرة هو انتى مقولتيش لوصال احنا اتجوزنا ازاى ؟.


نظرت له بعمق ثم ابتعدت تجلس على احد المقاعد مردفة بتوتر _ لاء طبعا مقولتش لاى حد ... ومش هقول واللى حصل حصل يا طارق .


اتجه يجلس على ركبتيه امامها ناطقاً بحزن وهو يتمسك بكفيها _ زهرة ... سامحيني .... انا كنت وقتها مكنتش عارف انا بفكر ازاى ولا انا مين ... انا  بستحقر  ننفسى اوووى كل ما افتكر اللى عملته ... انا عارف ان برغم طيبة قلبك وحبك ليا بس مش هتقدرى تنسى الجزء الاسود ده من حياتنا ... سامحيني يا حبيبتى انا اسف فعلا ... كبيرة عندى اوى يا زهرة انك معرفتيش حد ... انتى مافيش زيك بجد .


لما الكذب .. هي حقاً مهما فعلت لن تستطيع نسيان هذه النقطة المظلمة من حياتهما .... حيثما فعلت لكنها عاجزة على تخطيها ... ولكنها لا تريد احزانه اكثر من ذلك ... يكفيه ما تعرض له ... ولكن بمجرد علمها بنقله لكليته لها فقد محى تلك الذكرى تماماً ... فما فعله معها خلال تلك الايام لا يفعله غيره على مدار سنوات حياتها .


نزلت ارضاً لمستواه تحتضنه مردفة بصدق _ لاء نسيت يا طارق ... وعيزاك انت كمان تنسى ونبدأ من جديد ... نعيش بقى اللى ضاع مننا يا طارق ونبنى حياتنا صح من غير اي شوائب ... 


ابتعدت عنه تناظره بحب مردفة _ وصال بعد كلامى هتعيد حسابتها ... انا عارفاها هى متسرعة ودبش فى كلامها بس قلبها طيب جداا ... هتسامحك وكل حاجة هتبقى تمام انت بس غير نظرة الضعف دى ... نظرتك دى بتموتنى .


تنهد مردفاً بصدق _ دي من نظرة ضعف يا زهرة ... ده اعتراف بذنب عملته .


اومأت له بتفهم ثم قالت بمرح وهى تقف وتوقفه معها _ طب ايه ... مش معقول مجعتش انا هموت من الجوع .... تعالى لما نحضر اكل .


اوقفها قائلا بترقب _ طب ايه رأيك ننزل ناكل فى مطعم ؟ ... نخرج شوية نشم هوا ؟


اتسعت عيناها بفرحة قائلة وهي تسحبه فى اتجاه الباب _ ايوة يالا .


ضحك عليا وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً بقلة حيلة من مجنونته وبالفعل غادرا اثنانتهما متجهان الى مطعم لتناول وجبتهما .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


عادت وصال الى منزلها بوجه شاحب ... دلفت وجدت سماح جالسة وقد استيقظ مروان ويجلس بجوارها تطعمه .


اتجهت تجلس بجوارها وهى تتحس وجنتي صغيرها تناظره بابتسامة باهتة لاحظتها سماح فاردفت _ مالك يا وصال ؟ ... حصل حاجة عند يمان ... موافقوش على طلبك ؟ 


غمزت وصال لامها كي لا تحدثها امام الصغير فنادت سماح على عليا التى خرجت من غرفتها على الفور تتسائل ..


اردفت سماح لها قائلة _ عليا تعالى خدى مروان اكليه وافتحيله كارتون اندى  اللى بيحبه .


تهللت اسارير الطفل فورا وقام متجها مع خالته التى تناولت صحن الطعام وذهبت للداخل تطعمه ..


التفتت سماح الى وصال مردفة بتساؤل _ ها قولي بقى ... مرضيوش يغيروا المكان ؟ 


نفت وصال مردفة بقلق _ ملحقتش اتكلم عن الشقة يا ماما ... لان زهرة نزلت هى وجوزها قبل ما افتح معاهم موضوع الشقة .


ترقب سماح باهتمام مردفة _ وبعدين ... عملتى ايه ... قالك حاجة ضايقتك ؟ 


نفت وصال مردفة _ لاء ... بالعكس ده نازل يعتذر وعايزنى اسامحه ... بس انا مقدرتش يا ماما ... اول ما شفته افتكرت سنين عمرى اللى ضاعت فى الخوف وابني اللى بعدت عنى ... افتكرت نظرته اول ما لقانى وسجنه ليا واتهامه ليا ... اسامحه ازاي يا ماما ... 


تنهدت بضيق مردفة _ قلتله كلام صعب ... خرجت كل اللى جوايا ليه بس مكنتش اعرف ان زهرة بتحبه اوى كدة ... وقفت فى وشى ودافعت عنه ... حسيت انى جرحتها هي مش هو ... وحسيت انى ظلمته لما عرفت انه اتبرعلها بكليته يا ماما ... تخيلي ان زهرة كانت محتاجة نقل كلية وطارق اتبرعلها بيها ..


نظرت الى والدتها بتساؤل مستكملة بضيق_ هو انا قلبي اسود يا ماما ؟ .


تناولت سماح كف ابنتها بين كفيها بحنان مردفة _ لاء طبعا يا حبيبتى قلبك ابيض زى الفل ... واللى حصل معاكى مش سهل وميتسامحش عليه ... بس يا عمرى احنا طول السنين دى كنا متهمين طارق مع الكلب التانى ده ... كنا مفكرين ان طارق مزور الادلة ... بس انتى وانا سمعنا ابوكى قال ايه وعرفنا التانى ده عمل ايه ... يعنى طارق انضحك عليه زينا يا وصال وانتقامه منك كان بسبب موت اكرم بالطريقة الصعبة دى ... خصوصا انه مات قدام عينه ... وبعدين احنا بردو ظلمنا زهرة وهى سامحت ... بصراحة يا وصال انا من ساعة ما طارق مسك الكلب ده وسلمه وانا قلبي برد ومبقتش شايلة منه ... بالعكس عذرته ...


كانت وصال ناظرة ارضاً تستمع لكلام والدتها الصادق ... اكملت سماح مردفة _ سامحيه يا وصال ... زهرة دافعت عنه لانها شافت الجانب الحلو اللى عنده ... ده غير انك بتقولي انه اتبرعلها بكليته ... ودى حاجة نادرة يا عمرى انها تحصل ... اديكي شفته ابوكى وغيره من رجالة كتير حوالينا ... يعنى ان الواحدة تلاقي الراجل الامين اللى يصونها ويحارب علشانها ويحبها دى حاجة صعبة اوى ولازم لو لقته تحافظ عليه ... زى يمان كدة اللى انا متأكدة انه بيحبك وهيعوضك عن سنين عذابك ... سامحى يابنتى وابدأي من جديد ... ان مكانش علشان طارق فعلشان صاحبتك اللى حاربت علشان تثبت براءتك .


اقتنعت وصال بكلام والدتها فهى معها كل الحق وقررت مسامحته والبدء من جديد مع يمان وطفلها وترك الماضى .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى الطريق يقود طارق سيارته فقد حل الليل وها هو يمسك يد زهرته ويقود الى احد المطاعم الراقية المتطرفة  .


لاحظ سيارة خلفه منذ ان غادر منزله ... في بادئ الامر لم يهتم ظناً منه انها سيارة شخصاً ما ولكن تتبع السيارة لهم لفت انتباهه ... لم يرد افزاع زهرة الا بعدما تتأكد ظنونه ..


ظل يدور فى الطريق ويحاول التداخل فى شوارع فرعية ولكن السيارة كانت تلاحقه ..


تأكدت ظنونه وعندما نظر حوله وجد الطريق هادئ انتفض قلبه خوفاً على هذه الجالسة تشعر بشئ ما مردفة _ مالك يا طارق فيه ايه ؟ 


نظر لها بعمق ثم اعاد نظره الى الخلف ثم تطلع الى الامام وهو يقود مسرعاً عله يصل الى منطقة اقل هدوءاً كي يستطيع حمايتها ولكن للاسف الطريق المؤدى للمطعم شبه خالى .


تنهد يغرس يده فى شعره قائلاً بحذر _ زهرة فيه عربية ورانا من ساعة ما خرجنا ... لو قربوا مننا انزلى تحت فى الدواسة ومهما حصل متخرجيش .


اتسعت عيناها تنظر للخلف بقلق مردفة بخوف _ يعنى ايه ومين دول يا طارق .


فكر قليلا ثم اردف بحدة _ اكيد تبع عادل الخولى ... بيخوفنى ... عملها قبل كدة مع غيري ... المهم اسمعى كلامى وانزلى تحت .


ظل يقود بسرعة الى ان اسرعت السيارة الاخرى حتى وصلت اليهم واحتجزت سيارة طارق الذى ظل يضرب طارة القيادة بعنف وغضب فهو غير مستعد لمواجهتم ولا يحمل معه اي سلاح وان كان هناك خاسر فالبتأكيد سيكون هو ... الان تمنى لو لم يحضرها معه ان مسها سوء يقسم بداخله ان اخر شئ سيقوم به قبل نهايته هو انهاء حياة ذلك الخولى  ..


وضع كف يده على رأس تلك العنيدة يحسها على النزول قائلا بحدة وقد بدأ قلبه يتأكله _ انزلى يا زهرة اسمعى الكلام ..


اطاعته برعب وارتعاش اما هو فتناول من خلف المقعد شئ حديدي يشبه العصا ونزل من سيارته مترقباً نزول من امامه ..


نزل من السيارة الاخرى اربع افراد ذو جسد ضخم يتضح على ملامحهم الاجرام ... 


اقترب منه احدهم يبارده بضربه صدها طارق بقوة ولكمه فى وجهه بقوة ادت الى ترنح الاخر ..


اتى الثانى وسدد لكمة قويةً لطارق جعل انفه تنزف فباغته طارق بضربة قوية بتلك القطعة الحديدة على ركبته ادت الى سقوطه ارضاً يتألم .


جاء الثالث والرابع سوياً واستعد طارق لضربهما ولكنه وجد الاول يأتى من خلفه يمسك ذراعيه يقيده نازعاً منه تلك العصا الحديدية .


عندما رأت زهرة المزعورة تلك المنظر لم تحتمل وخرجت من السيارة صارخة بأسمه تتقدم منهم مردفة وهى تجرى ترفع ذراعيها بدفاع لتضربهم _ ابعدوا عنه سيبوا حرام عليكم سيبوووا .


ولكن ضرابتها بالنسبة لهم كالدغدغة فالتفتوا الى طارق الذى يحاول الفكاك مردفاً بحدة _ قلتلك متخرجيش يا زهرة ... ابعد ايدك عنها يا حيوان .


لم يهتموا لامره بل القوها بعنف حتى سقطت على الاسفلت تتألم مما اعطاه طاقة جنونية جعلته يفك حصاره من هذا الجدار البشرى ويسدد له ضربه قويه اسفل معدته جعلته يتألم وينحنى للأمام .


امسك طارق ذلك الذى عنّف زهرة ولكمه بقوة عند فمه ادى الى سقوط اسنانه وكاد ان يكررها ولكن تم تقييده من قبل الاثنان الاخرين ..


اعتدل ذلك الذى ينزف فمه وهو يتطلع له بغضب وغل وقد اخرج من جيبه احدى المطاوى وفتحها ويهم بضربه فتوقفت فجأة امامهم سيارة محدثة صفير عالى اثر سرعتها ونزل منها رجال مسلحين وعلى رأسهم احمد الذى تقدم بسلاحه قائلا بغضب _ ارفع ايدك انت وهو .


تركوا الرجال طارق وحاولوا الفرار ولكن الاوان قد فات وتمت محاصرتهم واسرع طارق الى زهرة الجالسة ارضاً يدنى منها متسائلا بقلق وهو يتفحصها_ حبيبتى حصلك حاجة ؟ .. في اي حاجة بتوجعك ؟.


هزت رأسها بنفي وهى تطالع وجهه المكدوم وانفه النازف بقلق ودموع مردفة _ طارق وشك بينزف .


اومأ لها يهدأها _ مافيش حاجة اهدى يا حبيبتى .


احتضن رأسها بداخل صدره 

وانتهى احمد من القبض على اولئك الرجال وارسلهم مع اتباعه الى القسم التابع له .


اتجه الى طارق وزهرة الجالسين على الرصيف يحتضان بعدهما ناطقاً باستفزاز _ اللا انتو قاعدين فى البلكونة ؟ والله يا جدعان ما حد لايق عليه الرومانسية غيري ... قوم يا استاذ خد مراتك وروحوا .


ابتعد طارق عن زهرة وهو يقف يتطلع على احمد بعين ضيقة مردفاً وهو يساعد زهرة فى الوقوف _ كنت عايز اشكرك على اللى عملته بس انت مش مدي لحد فرصة ... بتحدف دبش فورا ... بس قولي يا سيادة المقدم انت عرفت ازاي .


ضحك احمد وهو يتطلع الى زهرة مردفاً بتساؤل _ انتى كويسة ؟ ... عجبك كدة تبهدليني وانا خطوبتى بكرة .


ثم نظر لطارق مستكملاً _ مراتك يا سيدي كلمتنى من اسبوع وقالتلى ان فيه حد اسمه عادل الخولى هي قلقانة عليك منه وحكتلى الموضوع ... وانا برغم انه مخالف لقواعد المهنة بس عرفت اراقب تليفون الاستاذ عادل ده والبركة فى حبايبي طبعا .

قالها بثقة زائدة وهو يعتدل من ياقته 

استكمل بعدها _ ومن خلال مكالماته عرفت انه عايز ينتقم منك بأي طريقة وكان بيراقبك واول ما خرجت النهاردة ادى الامر لرجالته انهم ينفذوا اللى اتفقوا عليه ... انا طبعا كنت مخلي حد تبعي يراقب بيتك ولما خرجتوا مشى وراكوا ولقى ان فعلا فيه عربية بتراقبكوا وبلغنى وانا جبت قوة وجيت ...


نظر طارق الى زهرة بتساؤل وضيق _ ليه عملتى كدة ؟ 


علمت انه غاضب ولكنها اردفت بتأكيد _ متلومنيش يا طارق ... انا كنت خايفة عليك واللى حسبته لقيته ... والحمد لله ان احمد لحقنا ... انا متأكدة انك لو كنت تعرف كنت عملت حسابك لكن هما اخدوك على خوانة وده طبعهم ... علشان كدة كان لازم اقول لاحمد ... مانا مش مستعدة اخسرك مهما حصل .


تنهد مردفاً وهو يطالع احمد _ على العموم شكراً يا سيادة المقدم ... اتفضل انت واحنا هنروح .


رفع احمد يداه الاتنين عالياً باستسلام يردف _ ااه يعنى خلاص انا كدة .. طب تمام سلام بقى يا حلوين .


غادر هو بينما لف طارق ذراعه على رقبة زهرة وسارا معاً فى اتجاة السيارة يردف بحب ومرح عكس حزنه _ ايه يا زهرتى ... نكمل مشوارنا ونروح نتعشى ولا نروح بعد العلقة دي .


ضحكت زهرة عليه مردفة بحب _ نكمل يا طروقة بس الاول نروح اي صيدلية نجيب معقم علشان جرحك وبعدين نروح نتعشى انا جعت جداً .


ركبا سيارتهما وانطلقا وكأن شيئاً لم يكن ويعود الفضل فى ذلك لله اولاً ثم احمد الذى لا يعلم طارق ماذا كان سيحدث لو لم يأتى .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

في اليوم التالى موعد خطبة احمد  تقوى .


تم التجهيز للخطبة فى المنزل حسب اتفاق العائلتين 

ذهبت زهرة الى تقوى مبكراً كي تساعدها فى تجهيزات خطبتها بعدما الحت كثيرا على طارق الذى كان رافضاً تماماً ولم يتنازل الا بعد عدة قبلات انتهوا بلحظات عشق وشغف بعدها اقتنع ووافق على ذهابها مضطراً بعد ان قام بتوصيلها بنفسه الى المنزل والاطمئنان عليها .


اعترف هؤلاء الرجال على عادل الخولى بعدما ضغط عليهم احمد بطريقته وتم القبض عليه بتهمة الشروع فى القتل .


قررت وصال الذهاب الى الخطوبة متأخرة بعدما اخبرت يمان بقرارها بخصوص طارق مما اسعده كثيراً كما اخبرها على المفاجأة الذى اعدها مسبقاً لطارق وزهرة واخبر بذلك مديحة وعامر الذين سعدوا كثيرا بالامر .


طارق الذى اتجه الى منزل احمد فهو منذ ذلك الوقت فى المشفى واصبح الاثنان مقربين من بعض كثيرا وانشئت بينهم صداقة قوية ... وها هو يذهب اليه كي يسانده فى يومه هذا مما جعل كلا من اسماعيل وداليدا مرحبين بيه وبشدة فهما لم ينسوا ابداً ما فعله طارق مع زهرة .


حل المساء وتجهزت تقوى بفستان هادئ سيمونى رقيق وحجاب لامع بنفس اللون جعلها رائعة خصوصا انها وضعت القليل من مستحضرات التجميل التى هي لا تقيدها ولكن اصرت زهرة على ذلك ..


كذلك ارتدت زهرة فستان اسود لامع وحجاب اوف وايت وتزينت بالقليل حيث انها احبت الاجواء كثيراً خصوصاً انها حرمت منها ولكنها سعيدة لتقوى ولا شئ يضاهى سعادتها بها .


كان محمد وزوجته قد تجهزوا وينتظران عائلة العريس ومعهم القليل من جيرانهم فقط الذين تم دعوتهم من قبل والدة تقوى ..


حضرت سيارتين واحدة لاسماعيل وزوجته والاخرى بها طارق واحمد ووقفت السيارات امام المنزل ونزل منها الجميع ..


ارتدى احمد حلة بلون الجملي وقميص بلون البيج جعلته انيقا وقد صفف شعره الناعم بشكل ملفت ينوى سحر من سحرته واضاعت النوم من عينه .


اما طارق ارتدى بنطال اسود وقميص اوف وايت بناءاً على رغبة زهرته ولم يرتدى حلة رسمية كما اوصته فهي تعشق تفاصيله فى هذه الملابس .


تعالت الزغاريط من الجيران بمجرد دخول عائلة العريس وصدحت الاغانى فى كل مكان ..


دخل العريس يبحث عنها بعيناه فلم يجدها ولكنه وجد محمد وزوجته فى استقبالهم يبادلونهم السلام والتهنئة وادخلوهم كالعادة الى غرفة الصالون ..


كان البيت مفتوحاً للضيوف ومرحباً بهم كما ان علامات الفرحة كانت بادية على وجوه الجميع .


كان هناك اثنان ينهش التوتر اجسادهم يريدون رؤية حبيباتهما ... فأحمد يجلس متوتراً يحرك قدميه وعينه على الباب اما طارق فلم يظهر عليه ولكن بداخله اشتاق اليها يريد رؤيتها فى الحال .


دخلت زهرة وبمجرد رؤيته وقفت على الباب تتطلع له بحب واعجاب اما هو فسحر بجمالها ووقف دون ارادة منه يتقدم اليها حتى وقف امامها ناطقاً كالمسحور _ وحشتيني ... ايه الجمال ده .


ابتسمت بخجل فهذا الرجل يجعل الفراشات تتراقص اسفل معدتها ولكن اخرجهم من عالمهم احمد عندما وقف مردفاً _ ما تاخدوا جنب يا عم خلوا عروستى تعدى .


ابتعد طارق بغيط واردفت زهرة بتلعثم وخجل _ احم ... تقوى لسة فى اوضتها... اصل هي محروجة ... وقالتلى اقولك تيجي تاخدها يا احمد من اوضتها .


وقف احمد يتطلع لها بصدمة مردفاً بحنق _ وانتى بدل ما تيجي تقوليلي وقفتى تسبلي للاستاذ وانا قاعد هنا دمى محروق .. استغفر الله العظيم .


اتجه احمد للخارج مسرعاً بفرحة كي يصطحب تقوى مثلما امرته ودلفت زهرة تسلم على خالها وزوجته باشتياق وحنين ثم عادت سريعا الى تقوى التى اوصتها بعدم تركها .


وقف احمد امام بابها واسرعت زهرة بالذهاب اليه مردفة بغيظ _ استنى هنا ياخويا لما اقولها الاول .


رمقها بنظرة غيظ قبل ان تفتح الباب وتدخل رأسها منه قائلة لتقوى المتوترة _ تقوى احمد معايا اهو .. اخليه يدخل ! .


اومأت لها بتوتر ففتحت زهرة الباب على اخره ودخل احمد يناظرها بحب واعجاب وسحر بهذه الملاك البرئ ..


وصل لها ومد يده متناولاً يدها التى رفعها لمستوى فمه مقبلاً اياها ببطء اثار دغدغة في اوصالها ورعشة خفيفة جعلتها تنتزع يدها مسرعة .


نظر لها بحب مردفاً _ ايه الجمال ده .


ابتسمت بخجل مردفة بصوت هادئ _ شكراً 


تناول يدها مشبكاً اياها فى يده ثم خرج بها وزهرة تتبعهما بحب حتى وصلا الى غرفة الصالون تحت انظار الجميع .


حضر بعد قليل عائلة طارق 

دخلت مديحة ممسكة بشقيقها عامر الذين تبادلوا السلام مع عائلة تقوى وعائلة احمد واتجهت مديحة تحتضن ابنها بحنو كذلك فعلت مع زهرة التى ابدت اعجابها بهيئتها ..


حضر بعدها يمان ممسكاً بيد وصال وبيده الاخرى مروان وتبادلوا السلام ايضاً مع عائلة تقوى ودخلا عند العروسين مما جعل طارق وزهرة يتطلعان الى بعضها ولكن ما فاجئهم هو تقدم يمان ووصال من زهرة وطارق بعدما سلموا على الجميع .


مدت وصال يدها الى زهرة قائلة بترقب _ ازيك يا زهرة .


ابتسمت لها زهرة ابتسامة مجاملة وهى تمد يدها تبادلها بينما اردفت وصال دون مد يدها _ ازيك يا طارق .


رفع نظره لها بتعجب وجدها مبتسمة ف لف نظره الى يمان الذى يومئ له مبتسماً فوقف مردفاً باحترام وراحة داخلية _ الله يسلمك يا ام مروان .


اعجبها هذا اللقب كثيرا الذى اكد به طارق انها لها كل الحق فى طفلها الغالى .


كان حفل عائلى رائع تعرفت فيه العائلات على بعضهم ونشأ بينهم صلة كذلك فاجئ يمان طارق وزهرة برحلة الى لبنان بعد اسبوع كي يقضوا شهر عسل مؤخراً ويرفهوا عن نفسهما قليلا .


فى الاول اعترض طارق ولكن بمجرد لمحه نظرة حزن على زهرته جعلته يوافق فى الحال .


انتهى الحفل بعدما البس احمد خاتم الخطبة لتقوى وظل يردف لها كلمات حبه واعجابه بها وكم تمنى ان تكون هذه الحفلة حفلة زفافهم ليس فقط خطوبة فهو كان يريد وبشدة اصطحابها معه ولكن ما باليد حيلة عليه الانتظار .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


بعد ١٠ ايام تجلس زهرة على الفراش مستندة على ظهر طارق مردفة بتأفأف _ يووو يا طارق انا زهقت .... من وقت ما جينا واحنا قاعدين هنا مخرجناش .


كان يلف ذراعيه حولها بتملك يستنشق رائحتها المسكرة وهو مغمض العينين  مردفاً _ اعمل ايه بس يا زهرتى مهو انا مش قادر اشبع منك ... 


التفتت تنظر له بصدمة مردفة _ يعنى ايه الكلام ده ... يعنى مش هننزل ... انا عايزة اروح بعلبك يا طارق وكمان نفسى اتزلج فى كفردبيان ... واروح الجونية .


لكزها فى خصرها يقول بمشاكسة _ حلاوتك يا سياحى انت ... ايه ده انتى جيتي هنا قبل كدة ولا ايه .


خجلت واضعة سبابتها على طرف اسنانها تردف بهدوء _ لاء عملت سيرش ع جوجل .


ضحك عليها مقبلا رأسها وهو يردف _ هههه طب يالا ننزل نتغدا وهعملك اللى انتى عيزاه .


وبالفعل انطلقا الثنائي بعد ساعات الى اجمل المناطق السياحية فى لبنان حيث قضوا اسبوعين من اجمل لحظات حياتهما ثم عادا الى مصر بعدما تجدد حبهما وشغفهما  .


《》《》《》《》《》《》《》

بعد خمس سنوات 


تقف زهرة فى المطبخ مع مديحة تحضر كعكة البرتقال لطفلها اكرم ذو الاربع سنوات والذى يعشقها مثل والده .


تستند على حافة الطاولة قائلة بتعب _ مش قادرة يا ماما مديحة ... حاسة انى هولد .


اسرعت اليها مديحة تسندها قائلة بقلق _ قلتلك تعالى نروح للدكتور لكن انتى مش بتسمعى الكلام يا زهرة صممتى تدخلى المطبخ .


تنفست ببطء مردفة وهى ترفرف بيدها على وجهها _ هوووف ... لاء هروح ... مش قادرة فعلا ... لاااا ... لاااا الحقوووونى انا بولد .


انتفض طارق الذى يجلس مع خاله عامر فى صالة الشقة يدلل طفله اكرم ... تركه واسرع الى تلك التى تقف مائلة لا تستطيع الحركة تفحصها بقلق مردفاً _ ايه يا حبيبي مالك .


نظرت له مبتسمة بوهن مردفة _ طارق حبيبي انا بولد .


اردفت مديحة بغيظ _ وده وقتو محن وسهوكة يالا بسرعة يابنى ننزلها بدل ما تولد مننا هنا .


اسرع طارق فى حمل زهرة وبالفعل اتجه بها خارج المنزل ومنه الى المصعد كي يذهب الى اقرب مستشفى .


بعد ساعات تنام زهرة على الفراش فى المشفى وبجوارها يستند طارق يقبل رأسها بحب مردفاً _ حمدالله على سلامتك يا زهرتى .


اومأت له مبتسمة تردف بحب _ هنسميها ايه يا طارق .


تكلم مروان ذو ال٩ اعوام وهو يقف يتابع تلك الصغيرة التى تنام فى سرير صغير منفصل ... يتابعها باعجاب وحب مردفاً _ هسميها زينة .


اغتاظ طارق مردفاً  _ وانت تسميها ليه ان شاء الله ابوها يسميها  .... وبعدين انت لازق فيها كدة ليه ابعد عنها .


نظر مروان بثقة اكتسبها من يمان


مردفاً امام الجميع _ خلاص انا سميتها زينة لانها هتكون زينتى .


نظر طارق الى زهرة بعيون متسعة متعجباً فاطلقت زهرة ضحكة برغم تألمها كذلك الجميع ضحكوا على هذا اللقب فهذا الصغير يشبه عمه كثيراً 


اردفت وصال وهى تحمل طفلها الثانى مالك بمشاكسة_ لاء يا مروان دى صغيرة عليك ... دي هتكون لمالك .


نظر لها مروان بحدة قائلا بغضب _ خلى مالك يتجوز تالا بنت عمو احمد وطنط تقوى ... لكن دى زينتى انا .



                     تمت بحمد الله 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close