نبدا بسم الله
لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة
البارت الرابع والعشرون
رواية #حذاء_قدرى
بقلم آية العربي
وصل احمد امام القسم التابع له .
وقف قليلا يطلع الى هذا الجالس بعيون مظلمة ... اردف
محاولا تهدأته _ طارق ... بلاش شوشرة ... انت فاهمنى ؟
اومأ طارق بصمت ثم فتح باب السيارة ونزل منطلقاً مردفاً _ يالا .
نزل هو وتبعه احمد ثم دخلوا سويا تحت انظار الواقفين والقاء التحية على احمد .
دخل احمد مكتبه واتجه يجلس على المقعد الخاص به بينما جلس طارق على المقعد الجانبي للمكتب منتظر مجيئهم بفارغ الصبر .
دخل العسكرى يلقى التحية فتحدث احمد قائلا _ روح هاتلى خليل وبنته .
اومأ العسكرى بطاعه واتجه ينفذ ما أُمر به ...
كان هذا القابع ينظر ارضاً ... ينتظر دخولهم بأي لحظة ... وماهى الا دقائق حتى طُرق الباب وتبعه دخول العسكرى ومعه خليل بوجه محتقن متوتر وخلفه ابنته دلال بوجه مرعوب خائف ..
كان طارق مسلطاً نظره ارضاً يرى اقدامهم المرتشعة وهى تدلف الى الغرفة ويبتسم بشر ..
تركهم العسكرى وخرج بعدما امره احمد ... وقف احمد على حاله يطالعهم بغضب مردفاً _ اهلا بالكلب هو بنته .
تكلم الاخر مرتبكاً يقول بتقطع _ يا ... باااااشا .. احنا معملناش اي حاجة ... انتو سايبنا هنا ديلنا اسبوع اهو من غير اي ذنب ... انا عايز افهم احنا هنا ليه يا باشا .
ضحك طارق بشدة الذى ما زال ناظراً ارضاً ... ثم رفع نظره الى تلك الواقف التى ما ان رأه حتى دب الرعب فيه ..
وقف طارق يردف بهدوء مخيف _ بقى مش عارف انت هنا ليه يا مرة ؟ !
تلعثم خليل الذى كان يحاول الانكار باي شكل ولكن ارتعب حينما اردفت دلال برعب وتخبط _ والله غصب عننا يا باشا ... غاوية شيطان ومشينا ورا ... سامحونا يا باشا انا ان انا هحب على رجليكوا بس سامحونا ..
نغزها خليل فى صدرها بجزع يده بقوة وهو يصرخ فيها قائلا _ اخرصى يابنت الكلب ... اخرصى هتودينا فى داهية .
اقترب منهم طارق حتى وقف امام خليل يطالعه بكره مردفا وعلى وجهه ابتسامه مرعبه _ هو انت مفكر انك لسة مرحتش فى داهية ...
ثم ودون سابق انذار فاجئه لكمه لكمة قوية من يده المتكورة ادت الى سقوطه ارضا وسقوط احدى اسنانه وانحنى منه قليلا يمسكه من ملابسه قائلا باسمئزاز _ بقى تلبس زى الحريم يا مرة وتدخل انت والزبالة بنتك تضربوها فى بطنها وتخرجوا ومفكرين نفسكوا اذكية ومش هتتعرفوا ... بس انا بقى هندمكوا ع اليوم اللى فكرتوا حتى تقربوا منها فيه ..
كان خليل يسمع له مرتعبا ويحاول مسح الدم المتدفق من فمه بألم وهو يقف بتمهل.... يبدو ان الامر قد اتضح ولم يعد هناكى داعى للانكار .... تكلم بغضب وهو يشير الى ابنته قائلا _ هى يا باشا ... هي اللى ضربتها .... احنا كنا رايحين نتكلم معاها علشان تسبلنا البيت يعنى وندفعلها اي مبلغ بس انا لقيت بنتى كانت جايبة سكينة وضربتها فجأة وانا كان لازم احمى بنتى ..
لف طارق له ينظر الى احمد بصدمة ثم تبدلت الى ضحكة عالية قائلا بتعجب _ ده مطلعش واطى وزبالة وبس ده طلع ابن **** ده بيرمى الذنب كله على بنته .
لف نظره الى دلال الواقفة تنظر الى هذا الحقير بذهول ورعب جعلها تنتفض حينما اردف طارق _ شوفتى يا حلوة بابا قال ايه ... عايز يشيلك الليلة كلها .
ثم اقترب منه ونزل بصفعة قوية على خده قائلا بغضب اعمى _ تعرف ان لولا ان زهرة بخير ... انا كنت دفنتك مكانك حتى لو هدفع عمرى بعدها ... بس ابنى اللى خسرته انا هعرف اجيب حقه ازاى ... وبالقانون ... منك ومن بنتك اللى ذنبها ان طلعت ابوها ...
ثم اقترب من اذنه قائلا بفحيح دب الرعب فيه وعلم بعدها انه ضائع لا محالة _ النقاب اللى كنت لابسه موجود والسكينة اللى كنت مخبيها مع الدهب بتاع زهرة موجودين وكلام زهرة وكلام العيل اللى كان بيراقبلك المكان كله متقيد ... يعنى ده قتل مع سبق الاصرار وسرقة ده غير التعذيب النفسى اللى عيشهولها سنين ...
ثم ابتعد عنه صارخاً _ يعنى مبروك عليك حبل الاعدام يا خليل ... والله فرحتلك يا جدع .
جلس طارق واضعاً ساق فوق الاخرى يطالع وجه خليل الذى انسحبت منه الدماء ... فقد علم انه انتهى امره كذلك دلال التى ظلت تصرخ بهستيرية مردفة وهى تضربه بكفيها _ منك لله ضيعتنى .. منك لله يا ظالم .
نادا احمد على محسن العسكرى الذى اخذهم وغادر ... وقف طارق يعدل بدلته قائلا وهو على وشك المغادرة _ انا هروح علشان زهرة ومش هوصيك يا سيادة المقدم انت اكيد عارف هتعمل ايه ... عن اذنك .
اومأ له احمد وغادر طارق فى طريقه الى حبيبة قلبه التى اشتاق اليها وبشدة ولكن ما ان خطى للخارج حتى رن هاتفه معلناً عن اتصال من رقم مجهول هويته .
فتح طارق مجيبا بتساؤل بصوت اجش _ الو ؟! .
تكلمت عبر الهاتف قائلة بصوت هادئ ناعم _ الو .. ازيك يا طارق ... والله زمان .
تعجب من هذا الصوت الذى على وشك معرفته ... قال بتساؤل _ مين معايا ؟
اجابته الاخرى بنعومة _ انا منة الحنفى يا طارق نسيتنى ..
تذكرها على الفور فهى كانت جارتهم فى شقتهم الاولى وكانت تجمع العائلتين علاقة قوية دامت لسنوات ولكن بمجرد موت اكرم وتشتت عائلة طارق لم يعد يعلم عنهم شيئا ..
اجابها بتعجب . _ منة ... مش معقوول ... ازيك يا منة ايه اخبارك ... وطنط نبيلة واستاذ عبد العليم عاملين ايه .
اجابته الاخرى _ بخير بس هما سافروا اسكندرية استقروا هناك ... انما انا هنا لانى اتجوزت قبل سفرهم ..
اندهش وهو يشير لاحدى سيارات الاجرى التى توقفت ودلف راكبا اياها يقول _ اتجوزتى ؟ .. بجد .. الف مبروك يا منة مع انها اكيد متأخرة .
تنهدت قائلة بضيق وتأفأف _ لا مانا بكلمك علشان كدة ... انا عايزة اطلق يا طارق واكيد مافيش غيرك هيقدر يخلصنى من البنى ادم ده ..
تعجب متسائلا بعدما اعطى العنوان للسائق _ طب ليه بس ... يعنى يوم ما تكلميني يكون علشان تطلقى ! .
تحمحمت بحرج قائلة _ احم ... لا ابدا بس انت عارف الدنيا تلاهي ... حقك علينا بس انت دايما فى بالنا وماما وبابا سألونى عليك كتير ...ده حتى حازم اخويا دايما بيجيب سيرتك ..
اومأ لها متفهماً يقول بعملية _ شوفى يا منة انتى محتاجة ايه وانا معاكى وطبعا انتى عارفة مكتبي فين .
اردفت بأيجاب _ ايوة طبعا عرفاه ... خلاص انا هعدى عليك بكرة ... هتكون فاضى ؟
اجابها بعملية قائلا _ ايوة موجود بكرة بعد الظهر ان شاء الله .
اغلق معها وشرد قليلا في امرها ... لماذا الان تهاتفه بعد كل تلك السنوات وهو يتذكر جيدا ان اخر مرة تحدث اليه كان عندما اعترفت بحبها له ولكنه اقنعها انها يعتبرها شقيقته وانه لا يراها مثلما تراه هي ..
خرج من شروده منتقلاً الى من اتاتهه على افكاره كأنها تمنع عنه التفكير فى اي شخص سواها ... شرد فيها كيف كانت معه طوال تلك الاسبوع ..
. لقد لانت كثيرا بعدما علمت بنقله للدم وسامحته على خطاؤه الذي ظن انه سيعانى كثيرا حتى تسامحه ... ولكنها تمتلك القلب الطيب الحنون المثالى ... هو يعلم انها تحبه وكثيرا لذلك يخفى عليها خبر نقل كليته حتى لا تتأثر وتحزن خصوصا انها ستشعر بتأنيب الضمير ولن تسامح نفسها ...
تلك الحنونة تتعامل معه بمنتهى الحب واللطف والهدوء لمجرد نقل دم ... اظهرت انها تخاف عليه من نسيم الهواء ... حتى انها كانت تتيح له مكانا بجانبها على الفراش كي يتمدد بجانبها حتى يشعر بالراحة نظرا
لبقاؤه مدة طويلة عندها ...كانت تحتضنه وتدثر رأسه فى صدرها كأنه طفلها المدلل... كان ينام على ذراعها مثلما تأمره وتظل تتلمس خصلات شعره بحنان وهى تخبره عن ما حدث معها طوال هذا الشهر الذى قضاه بعيدا عنها ...
وهى لم تفعل كل هذا من فراغ ولكن تفعله بعدما كان يطعمها ويبدل لها ثيابها حتى انه كان يصطحبها الى المرحاض كلما كانت تريد الذهاب فى غياب داليدا ... فى بادئ الامر كانت تشعر بالحرج ولكنه رفع عنها الحرج بعدما كان يجلسها تقضى حاجتها ويخرج منتظهرها فى الخارج حتى تناديه بعدما يخرج يجلس سريعا يستريح بسبب شدة تألمه .
فكانت تكافئه بهذا العناق حتى يغفى بجوارها رافضا تركها مهما حاولت الا ان تأتى داليدا وتتسلم هى دوريتها فيذهب هو لأخذ ادويته والاستراحة فى الغرفة الاخرى دون عملها متحججاً ببعض الاعمال ..
وصلت سيارة الاجرى امام المبنى الذى نزل منها بعدما اعطى السائق حسابه .. ودخل المبنى مردفاً للحارس _ عملت زى ما قلتلك .
اومأ له الحارس _ كله تمام يا فندم باقى من حضرتك توقيع العقود وتستلم المفتاح ..
اومأ له ودلف منتظرا وصول المصعد الذى وصل ودخله صاعدا الى شقته ..
وصل شقته وفتحها بعدما طرق الباب لكى يستعد من بالداخل ...
وجد والدته تجلس تتحدث مع عامر بترجى قائلة _ مينفعش يا عامر ... ما هنا بردو شقتك ..
ربت عامر على يدها قائلا بحنان _ افهميني يا مديحة ... انا اجرت الشقة دى لان كلها كام يوم وهنرجع لبنان ... انا بس مستنى لما اخلص موضوع يمان ووصال ونسافر بعد ما نتممه ان شاء الله ..
وصل هذا الحديث الى مسامع طارق فتسائل _ خير يا جماعة فيه حاجة ولا ايه ؟ .
التفتت اليه مديحة قائلة _ اهلا يا طارق ... خالك اجر شقة وعايز يمشى هو ويمان ... يرضيك ..
كان هو يريد ذلك وبشدة ولكن احتراما لخاله كان يمانع التحدث فى ذلك ... لذلك استأجر لنفسه ولزهرته شقة فى الدور العلوى ..
تحدث برتابة وهو يجلس _ مافيش داعى يا خالو حضرتك تسيب البيت ... انا كدة كدة اجرت الشقة اللى فوق ليا انا وزهرة وحضرتك هتفضل هنا مع ماما انت ويمان .
تكلم عامر بحرج متلعثماً _ لاء طبعا مينفعش ... انت ليه تأجر شقة وشقتك موجودة ... انا ويمان اللى هنمشى .
تكلم طارق امراً بلغة لا تقبل النقاش _ خلاص يا خالى انا اجرت فعلا الشقة وهتنقل فيها انا وزهرة النهاردة وحضرتك طبعا مش هترضى تسيب ماما لوحدها ... وبعدين ما تصرف نظر عن موضوع لبنان ده وتستقر هنا هو انت ليك مين هناك بعد ما والدة يمان اتوفت ..
تنهد عامر مردفا بحزن يقول _ انا لو عليا نفسى بس مش عايز اضغط على يمان ..
اندفع يمان خارجاً من غرفته متجهاً يجلس بجانب مديحة قائلا بمرح _ لشو تضغط علي يا زلمة والله انا كان بدي اضل هون بمصر من زمان بس خفت تكون انت اللى ما بدك .
ابتسمت مديحة بخبث قائلة _ وده من امتى يا استاذ يمان .
نكزها فى كتفيها بحركة كوميدية قائلا _ خلصنا بقى ديحة لا بقى تخجليني ..
ضحكت عليه بينما قال طارق وهو يضيق عينه بعدم فهم _ حد يفهمنى انا فاتنى ايه بالضبط .
تنهدت مديحة مردفة بحب _ ابدا يا حبيبي يمان طلب ايد وصال ..
اتسعت عين طارق بصدمة مردفاً _ ايييه ... وصال ؟! ... معقول ؟
وهنا تبدل حال يمان تماماً من المرح الى الجدية مردفاً _اي وصال يا طارق شو في ؟ .
اعتدل طارق متحمحماً يقول برتابة _ مش قصدى حاجة طبعا بس استغربت ... انا من يوم ما رجعت وانا بحاول اتجنب اى لقاء معاها وبصراحة مش عارف
لو اتقابلت انا وهى هبص فى وشها ازاي .... بس انا فعلا آسف جدا على اللى صدر منى وبتمنى انها تسامحنى ... حتى انى فكرت اول ما نزلت انى اخلى زهرة تدخل بينا بس
اللى حصل ده نسانى موضوع وصال تماما ... انا ظلمتها ظلم كبير اوى وظلمت غيرها وانا اخدت عهد على نفسي انى هرجع حقوق كل اللى ظلمتهم واطلب منهم يسامحونى
يمكن ربنا وقتها يعوضنى حاجات كتير راحت منى بسبب حكمى المتسرع ... انا كل اللى عايزه من الدنيا حاليا زهرة ودعوة حلوة مستجابة .
كان الجميع ينظر له بفرحة فها قد عاد طارق على عهده القديم مثلما كان منذ ٤ سنوات ... سيبدأ من جديد ويصلح اخطاؤه .
تكلم يمان بفرحة _ بتسامحك شق بتسامحك ... وصال مافي اطيب من قلبها والله ... بس هلا بدى نروح نطلبها من امها ... مهم جدا وباسرع وقت يا جماعة والا مابعرف شو بدو يحصل ..
ضحك عليه الجميع ووقف طارق مردفاً وهو يتجه الى غرفته _ واضح جداا انك هتحصل ابن عمتك قريب ... دول صنف غريب يابنى هيجننونا معاهم ... انا داخل اشوف زهرتى عن اذنكوا ..
اختفى خلف الباب الذى اغلقه بعدما ضحكوا عليه ... دخل ببطء حينما لمحها تنام على جانبها وينسدل شعرها على الوسادة بمظهر خاطف للانفاس ..
اقترب منها ونزل على ركبته يرفع شعرها من على الوسادة وينظر الى وجهها بحب ..
كانت نائمة تحلم به وبلمساته ... وقف متجهاً الى الجهة الاخرى يخلع جاكيته ويلقيه على الكرسى باهمال ... اتجه الى الفراش وتمدد عليه يندثر اليها يقربها منه بتملك حيث يحيط ذراعه تحت رأسها والاخر على
خصرها يسحبها نحوه حتى اصطدم ظهرها بصدره ادى الى تألمه قليلا ... تنهد ببطء يغرس رأسه فى تجويف رقبتها يزيح خصلات شعرها ينفس رائحتها بعمق ... كأنها نوع جديد من المخدرات الممنوعة والمفضلة لديه ... تجرأ قليلا وقبل رقبتها بحب وبتمهل ... التفتت هي اليه ظناً منها انها تحلم فقد كانت مغيبة ولكنها تشعر بلمساته تلك وتستقبلها بترحاب ..
تغير الوضع واصبح وجهها مقابل وجهه تتلمس شفاهها وجنته برقة ونعومة اهلكته وجعلته يقبلها قبلاً متفرقة على وجهها ببطء حتى وصل الى شفاهها التى اشتاق اليهم كثيرا وتناولهم فى قبلة ناعمة عصفت به وجعلته بتخبط تماما متناسياً اي الم به ... اما هى فاتجهت يداها تتحس صدره وتسير الى ظهره تتلمسه باغراء كان هو يسحق تحت لمساتها حتى وصلت الى موضع جرحه الذى يغطيه الغلاف الطبي فيجعله مرتفعاً نسبياً عن باقى الجسم ... توقفت يداها عنده ضاغطة عليه تكتشف هويته ولكنه انتفض متألما فاستيقظت على الفور كأنها كانت تطير فى السماء ووقعت فجاة ارضا قائلة وهى تشعل رز الاضاءة التى بقربها _ طارق ! ... مالك يا طارق فيك ايه .. انا وجعتك ؟ ايه اللى ظهرك ده ؟
اما هو فظل مغمضاً عينه يحاول التقاط انفاسه التى سحبت بمجرد ضغطها على جرحه ... ثم تحدث بعد ثوانى قائلا بابتسامة وهدوء حتى لا يفضح امره_ متقلقش يا حبيبي انا كويس ... ده حرج بسيط حصلى وانا فى فرنسا ..
تسائلت بقلق وهى تحاول اكتشافه بيدها _ بسيط ازاي وانت بتتوجع كدة ... وريني يا طارق ..
كادت ان تصل اليه فامسك ذراعيها يسحبها اليه حتى تمددت مرة اخرى بجانبه فضمها بحب اليه وهو يقبل جبينها قائلا كى يلهيها _ سيبك من كل ده واسمعيني ... انا عاملك مفاجأة حلوة ..
ترقبت قائلة بسعادة _ بجد ؟ ... ايه هي .
تنهد قائلا حتى يلهيها تماما _ انا اجرت الشقة اللى فوق ليا انا وانتى ... اكيد مش هنكون براحتنا هنا ... علشان كدة اجرتها مفروشة ولو تحبي نتنقل النهاردة مافيش مانع ... وماما هتبقى تطلع تخلى بالها منك فى غيابي ... لانى اليومين الجايين هكون مشغول فى المكتب شوية ... متراكم عليا قضايا كتير جدا طول الفترة اللى فاتت ..
دثرت وجهها فى تجويف عنقه وبانفاس متقطعة جعلته يغمض عيناه من اثر لمستها له اردفت _ وهتفضل مشغول كتير كدة اد ايه ..
تكلم بصوت متحشرج اجش من اثر الرغبة_ هحاول اخلص فى اقرب وقت وارجعلك ..
. بس انتى لازمك راحة واهتمام الفترة الجاية علشان كدة انا وماما هنتبادل الادوار ... ماما هتكون طول النهار وانا بليل ..
اومأت له وهى مازالت دافنة وجهها فى عنقه فتنهد براحة وغفى بعد دقائق فهو منهك بشدة وعناقها رد اليه راحته وسكينته ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند تقوى التى عادت الى محل عملها فظروف معيشتهم ارغمتها على العودة نسبةً لان معاش والدها لم يعد يكفى متطلباتهم فلهذا قررت العودة وبداخلها بغض الخوف برغم من طمأنة احمد لها ..
كما ان استاذ رؤوف استقبلها بترحاب قابلته بود وامتنان وسألها عن اخبار وصال وزهرة فأعلمته انهما بخير
استأذنا منها يغادر بعدما اطمئن بوجودها وبالفعل غادر وظلت هى ترتب بعض الملابس كما اعتادت ..
ظلت حوالى ساعة تعمل بكد لم تشعر بذلك الذى دخل منذ لحظات يطالعها بنظرات مقززة ..
التفتت تحضر شيئا ما ولكن تجمد جسدها حينما رأته امامها قائلة برعب _ انت ! ... انت بتعمل ايه هنا ..
اقترب منها عدة خطوات قائلا بفحيح _ جيت اشوفك .... وحشتيني اوى ... بحاول اوصلك من زمان بس مبتبقيش لوحدك ابداا ... والنهاردة اخيرا ما صدقت انك لوحدك وقلت اجي اشوفك ..
ارتفع من خلفهم صوت قوى غاضب قائلا بشراسة _ ومين قالك ان هى لوحدها ..
التفت محمود على اثر الصوت يطلع لصاحبه بتساؤل اما تقوى فاسرعت متخطية محمود تقف خلف ظهر احمد تحتمى به بارتعاش مما جعله يغضب اكثر عندما رآها تسرع خلف ذلك الذى لا يعلم هويته قائلا _ انت مين ياروح ام____ .
وقبل ان يكمل حديثه كان احمد مقتربا منه وممسكا قميصه مردفاً بهدوء مخيف يكشر عن انيابه _ اغلط مرة تانية وانت هتشوف انا هعمل فيك ايه .
ابتعد بعدما نفض قميصه باشمئزاز وهو ينظر لتقوى قائلا بنبرة ذات مغزى _ انا اسف يا حبيبتى انى اتأخرت عليكي ..
وقف الثانى يستمع ويري بغضب مكبوت ولكنه رأى فى عين الاخر هلاكه فتراجع قائلا _ حبيبتك ؟ ... انت مين بالضبط .
تناول كف تقوى الواقفة كالبلهاء دون حراك واردف مبتسماً بمغزى _ انا خطيب تقوى ... قولى بقى انت اللى مين .
نظر له محمود بغضب ثم حول نظره على تلك الواقفة خرساء فوجدها مستسلمة فتحرك للخارج بغضب وغل وهو يتوعد لهم بكل شر ولا يدرى ان السحر سينقلب على ساحره .
انفضت تقوى يدها التى كانت داخل يد احمد قائلة بحدة كأنها افاقت الان _ مش معنى انى لجأت لك فى حماية انك تقول عنى كدة وتمسك ايدي بالمنظر ده ... فكرك ان هو هيصدق تمثيلية زى دى ؟
وقف مربعا ذراعيه فى بعضها يقول بابتسامة مرحة وهى يستند بقدم على الاخرى _ ومين قالك انها تمثيلية ... وبعدين مانتى كنتى قطة مغمضة من شوية وواقفة تتحمى فيا ؟
تحمحمت بحرج ولكنها اردفت بغير فهم _ يعنى ايه ؟
اعتدل وهو يغادر مردفاً _ يعنى قولى لعمى محمد ان انا وبابا وماما جايين نطلب ايد بنته المصون منه النهاردة ..
اتجه لباب المحل والتفت ينظر اليها وجدها متخشبة كاللوح عيناها جاحظة وفاهها مفتوح فابتسم ابتسامة هادئة يناديها بهدوء فتحمحمت تنظر له بتساؤل وصدمة فقال هو _ روحى بدرى ورنى عليا اول ما تخلصى ... ومتقلقيش انا مأمنك كويس ... محدش يقدر يقربلك من هنا ورايح .
خرج وتركها تتخبط فى افكارها وتبتسم بخفة وخجل ... ماذا قال هذا المجنون ... وضعت يدها على فمها كأنها تلومه على نطق هذا اللقب عليه فهو سيد العاقلين وسيد قلبها ... نعم فهى خلال تلك الايام القليلة كلما كانت تذهب لزيارة زهرة مع وصال فى المشفى كانت تتقابل معه وكان يظهر عليه الاهتمام بامرها مما اوقعها فى حبه ولكنها اكدتت لنفسها انه يفعل هذا من باب المهمة التى كلفته بها رفيقتها زهرة ... ولكن جاء طلبه اليوم يخالف توقعاتها ويطبب على قلبها الذى بدأ يدق بعنف له وحده ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى مكان ما تجلس هذه تتحدث فى الهاتف مع والدتها قائلة باصرار _ لاء يا ماما ... انا خلاص هطلق منه ومستحيل افضل على زمته ثانية ... انا كلمت طارق وهروح بكرة المكتب اتفق معاه على كل حاجة .
قاطعتها والدتها بغضب مردفة _ يعنى بردو عملتى اللى فى دماغك وهتروحى لطارق ... انتى مافيش حد بقى قادر عليكي يا منة .
تكلمت الاخرى بحدة قائلة _ ايوة يا ماما واللى انا عيزاه هيحصل ... انا مش هعيش بقيت عمرى مع واحد مبحبوش ... انا هرجع طارق ليا وهعوض ايام الزل اللى شفتها ..
نطقت والدتها بحزن _ بس طارق عمره ماكان ليكي يا منة ... وانتى عارفة كدة كويس ... متجيش على كرامتك يا حبيبتى اسمعى منى .
صرخت الاخرى بهستيرية قائلة بجنون وتصميم _ لااااء كفاااية بقى ... انتوا السبب انو يبعد عنى ... انا كنت هقنعه بحبي بس انتو السبب ... طارق هرجعه ليا بعد ما اخلص من القرف ده ... ومش هسيبه تانى ابدااا .
