رواية #جحبم_الفاررس🔥🖤
#البارت_16 و17
بقلم ايمان محمود
.....
~ويا لحظ من إذا أراد البكاء وجد صدراً يضمه~
ربت علي ظهرها بهدوء محاولا السيطرة علي نوبة البكاء التي
أصابتها فجأة دون أن يدري لها سبباً ، لم يشغل باله بتلك
الوساوس التي سيطرت علي عقله لثواني مسوله له انها تبكي حبيباً خائناً تزوج من ابنة
عمته منذ قليل وقد رأي أن انتظارها حتي تهدأ وتُفضي ما
يعتمل بصدرها اليه افضل من اتهامها بجريمة بشعة كتلك!..
استمر بكاؤها لفترة لا بأس بها انتهت ببضع تنهيدات مُرهقة خرجت بصعوبة من جوفها ، هدهدها بحنان ليُبعدها عنه قليلاً هامساً برقة:
-ممكن أفهم بقي في ايه؟
تهربت من عينيه لتهتف بخفوت:
-مفيش.. كنت تعبانة شوية بس
ضغط علي ذراعيها بشئ من القوة وقد بدا أنه علي وشك الصراخ في وجهها ، تلك الحمقاء تكذب ولا تعلم أنها بذلك تُشعل نيران شكوكه التي تساوره منذ تقلب حالها في الزفاف ، تأوهت بسبب قبضته المؤلمة لكنه لم يهتم بل تابع بحدة:
-انا مبحبش الكذب يا زينة.. ايه اللي حصل وخلاكي بالمنظر دا ولاا...
أجبر نفسه علي الصمت كي لا يتفوه بالهراءات التي من الممكن أن تهدم تلك الخطوات القليلة التي خطوها معا في علاقتهما ، فقرّبها منه هاتفا بهدوء مُفتعل:
-يازينة انا جوزك ، المفروض اكون اقرب حد ليكي ، ليه مش عايزة تحكيلي!؟
رفعت عينيها اليه لتتلاقي بخاصته في لحظة سلبت أنفاسها ، كان وجهها قد تشبّع ببعض الحمرة فبدت لطيفة بأهدابها الطويلة التي ظللت علي عيونها السوداء ، ابتسم بثبات ليُبعد يديه عنها بهدوء ، اقترب منها ليلف يديه حول خصرها لينحني اليها هامسا في أذنها برقة وترتها:
-مش هتقوليلي برضه مالك؟!
أخفضت ذراعيها نحوه محاولة إبعاده عنها قليلا وقد شعرت بالتوتر بسبب قربه الغريب هذا ، شعر بتوترها فابتعد قليلا لكنه لم يُبعد يديه عن خصرها ، هتف بإصرار وهو يراقبها بتمعن:
-مش هتتكلمي بقي؟!
زفرت بإنهاك قبل أن تصمت لثواني بدأت من بعدهم الحديث بتلعثم محاولة شرح ما حدث له دون أن تنخرط في نوبة بكاء جديدة..
~فلاش بااك~
تأملك "زينة" تلك القاعة الكبيرة بانبهار وقد ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغرها ، لقد تركها "فارس" منذ دقائق فحاولت هي شغل تفكيرها بأي شئ عدا الخروج من القاعة كي لا تتسبب لنفسها بالمشاكل ، اختفت ابتسامتها سريعاً عندما رأت امرأة بدا عليها انها في اواخر عقدها السادس تتوجه نحوها وبجانبها شابة يافعة تألقت بثوب أحمر أبرز جمال قوامها ، أخذب بعض الأنفاس الصغيرة محاولة تهدئة نفسها وتذكر تلك السيدة التي لاح لها في عقلها بأنها قد رأتها من قبل في مكان ما ، جلستا الاثنتان أمامها لتبتسم "زينة" بتوتر كنوع من الترحيب بهما ، لم يعيراها اهتماماً بل هتفت الصغيرة سريعا بغيظ مخفي:
-هو انتي بقي زينة مرات الدكتور فارس؟
-ايوا انا
لوت الاثنتان شفتيهما باستنكار لتهتف السيدة الكبيرة بسخرية:
-وليكي عين تيجي هنا كدا عادي؟
-ومجيش ليه يعني انا جاية مع جوزي
تحدثت الشابة بتهكم ساخر:
-قلتيلي بقي.. جوووزك ، يعني مكافكيش انك خطفتيه من بنت عمته لا وكمان بتبجحي فينا؟!
- خطفت مين يا ست انتي وهيا؟
تظاهرتا بالصدمة لتهتف السيدة الكبيرة بتراجع:
-اي دا انتي متعرفيش اللي بيتقال عنك ولا ايه؟
عقدت "زينة" حاجباها بشدة لتُكمل السيدة سريعا:
-اصل البلد كلها يا حبة عيني ملهاش سيرة غيرك انتي وسلمي ، شوية بيقولو انك خطفتي
منها فارس وشوية بيقولو ان سلمي هي اللي حاولت تبوظ الدنيا ما بينكو ، يالا اهو كلو كلام وخلاص بكرة نعرف مين الظالم ومين المظلوم
استقامت لتذهب بعيدا ومن خلفها الشابة التي كانت ترافقها تاركين "زينة" في حالة يُرثي لها وعقلها لا يكاد يستوعب كيف أنهم قد يذكروها كـالـ(عاهرة) التي سرقت من أصبح زوجها من قريبته!..
~اند فلاش بااك~
انتهت "زينة" من سرد ما حدث ليتنهد "فارس" بتعب ، كان يعلم بتلك الشائعات وظن أن حضورهما سوياً سيُصمت تلك الألسن المتحدثة لكنه لم يظن أن إحداهن قد تتجرأ وتعبث مع زوجته بهذه الطريقة ، فقط تبا لكل هذا!..
لم يعلم بما يجب عليه ان يتحدث فاكتفي فجذبها الي صدره من جديد ليضمها بقوة ، همس بمشاعر ثائرة لم يستطع تحديدها:
-معلش ، حقك عليا عشان سمعتي الكلام دا ، ملكيش دعوة بيهم وانا والله لو سمعت حد بيقول عليكي كلمة وحشة تاني لاكون قاطعله لسانه
استندت عليه بكامل جسدها لتغمض عينيها بتعب وقد بدأ النعاس يهاجمها ، البكاء جعل رأسها يؤلمها فكانت بحاجة الي الراحة وذلك الدفء الذي يغلفها به جعلها تستسلم لرغبة عقلها المُلحّة بالنوم فاغمضت
عينيها بين يديه تاركة نفسها لسلطان النوم دون مقاومة ، شعر "فارس" بثقل جسدها فابتسم بمرح وقد رجح بانها نامت بين
يديه من كثرة البكاء ،حملها وتوجه بها الي السرير ليضعها فوقه ليرتمي من بعدها الي جانبها وقد شعر بالتعب يتملك منه هو الاخر..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-خلصي الجماعة جم برا
صرخ "سعيد" بيننا يطرق باب المرحاض بقوة علّه ينبه تلك الـ(مغفلة) علي حد قوله لتخرج ، كانت قد قاربت علي انهاء الأربع ساعات بداخل المرحاض
وهذا جعله غاضبا بعض الشئ ، نادي عليها من جديد ليتركها ويخرج حالما سمعها تخبره بانها ستخرج بعد ثواني ، تركها
وتوجه الي الخارج للجلوس مع عائلته ووالدتها حتي تخرج وبداخله يلعن زيارتهم تلك..
.........
استندت "سلمي" في الداخل علي الحائط بألم وقد ترقرت الدموع بعينيها ، الشعور
بالمهانة يسيطر عليها مضاعفا الام جسدها التي تسبب بها زوجها اللعين ، لم تكن تظن انها ستقضي الليلة الماضية
بتلك الطريقة تحاول فيها الهروب من براثن _زوجها_ ذلك الحقير الذي عاملها بقسوة لم تعدها من قبل فظنت انها لربما تموت
بين يديه ، خرجت بصعوبة مستندة علي الجدار بألم لتغير ملابسها الي عبائة استقبال مناسبة ، حاولت تعديل وضع حجابها
لتخفي به وجهها المتورم لكن قاطعها دخول والدتها المفاجئ ، شهقت "بثينة" بذعر وهي تري ابنتها تستند الي الحائط بألم
محاولة تعديل طرحتها وقد تلون وجهها ببعض العلامات التي نمّت عن عنف ماتعرضت له ..
اقتربت منها بلهفة لتمد يدها اليها محاولة تفحص وجهها لتتفاجئ بـ"سلمي" تدفع يدها بعيدا بكره وقد انكمشت علي نفسها بألم ، حاولت الحديث
لكن لم تسعفها الكلمات فعي لم تتخيل انها ستلقي بابنتها لذلك المتوحش ليفعل بها هذا ، نعم أرادت وأد أحاديث الجميع
وتلقينها درسا لكنها لم تظن انها ستجدها بهذه الحال المزرية عند مجيئها لرؤيتها..
ترقرت العبرات بعينيها وحاولت التحدث من جديد لكن خانها لسانها فأطبقت فمها من جديد لتتأمل حال ابنتها بألم ينهش قلبها..
اقتربت منها لتجذبها الي أحضانها لتتأوه "سلمي" بقوة ، تمتمت بالكثير من الاعتذارات المتتالية وقد بدأت باستيعاب تلك الجريمة التي دفعت ابنتها
اليها رغما عنها ، انفجرت "سلمي" في بكاء مرير بعد ثواني وقد بدأ جسدها يرتجف بعنف..
-انا.. مش عايزة افضل معاه.. خديني.. معاكي عشان خاطري
تمتمت ببكاء لتضمها "بثينة" بقوة وقد انهمرت دموعها هي الأخيرة..
لم تصدق أنها هي من فعلت هذا بابنتها وهذا جعلها حانقة علي ذاتها تود لو ان باستطاعتها
العودة بالزمن لرفض ذلك الحقير الذي قسا علي ابنتها بعذا
الشكل المؤلم لكن هيهات ، فما حدث قد حدث وانتهي الأمر..
.......
تفحص "عزت" وجه ابنه ليهتف بعد فترة:
-طمني علي البت
قلب "سعيد" عينيه بسخرية ليتحدث بتهكم:
-طب مش تطمن عليا انا الاول؟
-اطمن عليك!! ليه هو انا مش عارفك ، انجز طمني علي مراتك
عاملتها كويس ولا مديت ايدك عليها!؟
ارتسمت ابتسامة ذئبية علي محيا "سعيد" الذي بدأ يتذكر ما
فعله بـ"سلمي" بانتشاء ، خمن "عزت" اجابة ما اراده من مظهر
ابنه فتنهد بحسرة علي حال المسكينة التي لم يكن لها ذنب
سوي أن ابنه وضعها في رأسه..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
نهض "فارس" بحذر محاولا عدم اصدار اي ضوضاء كي لا
يوقظ زوجته والتي نامت بعد بكاء دام لفترة طويلة ، كاد يقف لكنه تسمر مكانه عندما....
#جحيم_الفارس🔥🖤
#البارت_17
.....
نهض "فارس" بحذر محاولا عدم اصدار اي ضوضاء كي لا يوقظ زوجته والتي نامت بعد بكاء دام لفترة طويلة ، كاد يقف لكنه
تسمر مكانه عندما انتفضت "زينة" صارخة باسمه ، التفت لها ليهتف سريعا:
ـ في ايه يا زينة انتي كويسة؟!
نظرت حولها لثواني فبدت كالتائهة لكن سرعان ما استعادت انتباهها فتحدث بصوت متقطع:
- مفيش انا كويسة الحمد لله
هز رأسه بابتسامة ليستقيم قائلا بهدوء:
- أنا هاخد شاور سريع وأغير هدومي عقبال ما تفوقي شوية كدا عشان ننزل نفطر مع ماما
أومأت بموافقة صامتة ليتركها ويتوجه الي الحمام سريعا ، لم تنتبه هي الي أنه استقام من جوارها مما يعني أنه كان نائما
بجانبها طوال الليل كما لم يفكر هو في ذلك واكتفي بالتوجه للمرحاض لتغيير ثيابه والاغتسال..
تنهدت "زينة" بتعب وهي تتذكر الليلة الماضية وما فعلته هي فعضت علي شفتها بخجل ، لا تصدق أنها ارتمت بين أحضانه تبكي
كالطفلة لتشكوه حديثاً لم يعجبها ، عادت لتستلقي من جديد وقد ضمت جسدها بيديها بينما اعتلي ثغرها ابتسامة حالمة..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
خرجت "بثينة" من غرفة ابنتها لتتوجه الي الصالون حيث جلس "سعيد" بجوار والده يحادثه بخفوت لتصرخ حالما رأته:
- انت عملت في بتي اييه؟!
تأفف "سعيد" بملل في حين ابتلع "عزت" لعابه بتوتر وقد رأي أن بوادر
غضب "بثينة" تلك لن تهدأ علي خير ، تقدم منها "سعيد" ليهتف ببرود:
- عملت ايه يعني؟ خدت حقي الشرعي
-بالغصب!! انت ازاي جالك قلب تعمل فيها كدا وتمد ايدك عليها انت اتجنيت؟؟ انت فاكر ان ملهاش اهل وهنسيبوك ولا ايه لا فوووووق
ابتسم بسخرية علي كلامها وقد شعر بأن هذه المرأة لربما تكون مجنونة
، هو يعلم بأنها لم توافق عليه سوي لتُصمت أحاديث الناس عن ابنتها والتي جائت في وقت مناسب له فخدمته
قليلا بالظفر بما أراده لكنه لم يتخيل أنها قد تغير رأيها وتكشر أنيابها له سريعا هكذا..
هز رأسه بعدم تصديق قبل أن يتحدث بسخرية ضاغطا علي كل حرف من حروف كلماته:
- فين الأهل اللي وراها دول؟ دنتي رمياهيلي برضاكي عشان الكلام اللي طالع
عليها ، انتي فكرك ان في حد كان هيفكر في بنتك
اصلا بعد الكلام دا غيري! ، لا دنتي اللي تفوقي وتفهمي اني انقذتها من القرف اللي كان بيتقال عليهاا
- انت واحد مريض ، وانا لا يمكن اسيب بنتي معاك
زمجر بغضب ليتحدث بعنف:
ـ اقسم بالله لو فكرتي تتصرفي من دماغك انتي ولا هيا لاكون موديكو في ستين داهية ، دي مرااتي فاهمة
- سعيييد
صرخ "عزت" محذرا اياه من التمادي بصراخه هذا علي والدة زوجته لكنه تجاهله ببساطة ليُردف بتبجح:
- أظن ان واجبكو اتعمل وخلاص ، اتفضلو بقي من غير مطرود عشان عايز ارتاح شوية
صُدم "عزت" من حديثه أضعاف صدمة "بثينة" التي صرخت بعنف:
- مش ماشية من هنا غير ببتي يا سعيييد
تأفف "سعيد" قبل أن يبتسم ببرود ليهتف ببساطة:
ـ تمام اوي ، و انا ميرضنيش اني ازعلك ، اديني دقيقتين بس وانا هنزل أزفلك بتك في وسط البلد وشوفي بقي الناس
هتقول عليها ايه لما تلاقيها نزلالك مطلقة يوم صباحيتها
فهمت ما يرمي اليه فشهقت بعنف وقد هالها تفكيره ، كيف واللعنة رأته مناسبا لابنتها ورمت بها اليه بنفسها ، كيف ارتكبت تلك الجريمة!..
لم تشعر بنفسها سوي وهي علي أعتاب الشقة وقد أغلق ذلك الكريه الباب
في وجهها هي وأبيه الذي لم تقل صدمته عنها فوقفت تبكي حصاد ما فعلته..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
ارتدت "زينة" عبائة من اللون الأبيض المنقوشة ببعض الرسومات المزينة لتنظر لنفسها في المرآة بتردد ، كانت مشتتة
ولا تعرف ما تريده لكنها لا تريد هذه العبائة ، خلعتها هي الأخري وألقتها جانبا الي جوار بعض العبائات الأخري وتوجهت الي السرير لترمي بنفسها فوقه..
يجدر بها الهبوط الآن لاستقبال خالة "فارس" والتي أتتهم في زيارة مفاجئة لكنها لا تدري ماذا عليها أن ترتدي ، اعتدلت سريعا ما ان فُتح الباب لتنظر لـ"فارس" بتساؤل صامت عن سبب مجيئه..
- اتاخرتي كدا ليه؟
تأففت بملل لتهتف بحنق وهي تشير لكومة الملابس الصغيرة التي صنعتها:
-مش لاقية حاجة حلوة ألبسها
نظر لها لينتبه الي تلك المنامة السوداء التي كانت ترتديها والتي أبرزت قوامها المعتدل بإثارة ، صفّر بتلقائية وهو يمرر أنظاره
فوقها لتتوسع عينيها بخجل ، كانت مرته الأولي تقريبا التي يراها بها بشئ غير عبائاتها الحمقاء التي
لا ترتدي سواها أمامه وأمام والدته وكم أحب تلك المنامة التي ارتدها!..
تحمحت بخجل وتوجهت الي الخزانة بتردد لانتقاء شئ آخر ترتديه ، شهقت بفزع عندما لفها اليه ليحاصرها أمام الخزانة هاتفا بعبث:
- لا بس اي الحلاوة دي .. هي الحاجات دي مبتطلعليش ليه!
توترت وتقطعت أنفاسها فابتسم وهو يراها تكاد تدمع عيناها من خجلها ،
لم يحبذ أن يُخجلها لأكثر من ذلك فابتعد بابتسامة وفتح الخزانة لينتقي
منها عبائة من اللون البني ليناولها إياها بابتسامة واسعة قائلا بمشاكسة:
- البسي دي عشان محبش حد يشوف البيجامات بتوع مراتاتي
-مراتاتك؟!
قهقه بعدم تصديق علي تمسكها بتلك التفاصيل الغريبة ليلقي اليها بالملابس هاتفا بصوت عالي بينما يتوجه للخارج:
- غيري بسرعة وحصليني علي تحت يا بت ، دنتي تجني بلد
ابتسمت فور خروجه لتتناول العبائة وتدلف الي المرحاض لترتديها حتي تهبط لرؤية تلك الخالة!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
- ابعد عني بقي بكرهكك
صرخت "سلمي" بكره وهي تحاول دفع "سعيد" بعيدا عنها لتدمع عيناها بألم عندما جذبها من شعرها اليه ليهمس بفحيح أخافها:
- اكرهيني يا سلمي ، اكرهيني كويس عشان انا هكون عملك الاسود
دفعها بقوة فارتطم جسدها بالخزانة التي كانت قريبة منها لتصرخ بألم ، لم
يهتم بها بل هتف بنبرة قاسية وهو يلقي بجسده علي السرير من خلفه:
- روحي حضريلي الأكل عشان جعان
لم تستطع الحراك فصرخ عليها بقوة لتنتفض برعب الي الخارج وهي تكاد تسمع أنين عظامها الشاكي إليها عنف ما تعانيه..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تعجبت "زينة" من جلوس "انتصار" لما يقارب الثلاث ساعات لكنها لم تعلق علي هذا ، دلكت مؤخرة عنقها بألم وهي تشعر بأنها لا تستطيع الحركة بسبب الجلوس لفترة طويلة
بتلك الوضعية الثابتة ، تنهدت بملل وكم تمنت في تلك اللحظة لو يناديها "فارس" الذي صعد منذ قليل لينال قسطا من الراحة لتهرب من أحاديثهما المملة تلك ، أخرجت تنهيدة أخري لتقلب عينيها بملل وهي
تستمع الي "انتصار" بينما تنتقل بسلاسة من حديث الي حديث جاذبة "درية" معها الي دوامة من النميمة لن تنتهي سريعا!..
تنهدت من جديد وكادت تتحدث لتستأذن منهما كي تصعد لغرفتها قليلا لكن اتسعت ابتسامتها عندما سمعت "فارس" ينادي باسمها من الأعلي ، استقامت لتهتف بأدب:
- بعد اذنك يا خالة هطلع أشوف فارس
- ماشي يا حبيبتي اطلعي
هتفت "درية" سريعا لتتركهم "زينة" وتتوجه للأعلي في حين رمقتها "انتصار" بكره وهي تمني نفسها بداخلها بأن ما تبغيه
سيحدث قريبا..
دلفت "زينة" الي الغرفة لتهتف فور إغلاقها للباب دون مراعاة لذلك الجالس الذي ظل يحدق بها بابتسامة حاول السيطرة عليها:
- يخربييييت الرغي ، يالاااهوي اي كل النميمة دي ، دول مسابوش حد في
البلد مجابوش في سيرته ، دي القطة السودة اللي بتقعد عند ام عبير اتكلمو عنها ، دنا كنت حاسة انهم هيخلصو ويتكلمو عليا انا
قهقه "فارس" فتحمحمت بتلعثم وقد ظنت أنه قد يغضب منها لحديثها
عن والدته وخالته بتلك الطريقة ، صمت "فارس" بعد ثواني ليتحدث بتشدق:
- بقولك ايه!
-ايه!
رددت بترقب ليتحمحم ، استغربت توتره الغريب فهتفت من جديد:
-في ايه!!
-جهزي نفسك بكرة.. هنسافر!