رواية جحيم الفارس الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم ايمان محمود


 
رواية جحيم الفارس الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم ايمان محمود

ممكن أفهم احنا هنبات هنا ليه؟ هو مش المفروض كنا روحنا النهاردة؟ يعني انا واخد اجازة من الشغل عشانك يا عمتي وانتي تجيبيني تقعديني جنبك!!


-وهو يعني كان بايدي يا فارس ماهو علي يدك اهو كنا هنمشي لولا الواد اللي طلع علي الكافيه وسرقه دا


عبث "فارس" بشعره بحنق قبل أن يتحدث بضيق:


-نفسي أفهم متمسكة بالكافيه ليه كدا ما تبيعيه يا عمتي


استقامت هاتفة بصراخ وكأنها تدافع عن شرفها وليس مجرد مقهي كان لزوجها الراحل يوما ما:


-دنا أقتل نفسي قبل ما أفكر أفرط في حاجة من ريحة المرحوم انت فاهم انت بتقول ايه يا فارس؟ دا شقي عمره اللي ضيع عمره عليه اجي انا عشان مش عايزة اتشحططلي شوية ابيعه بالساهل!؟


شعر وكأنها من الممكن أن تمزقه بأسنانها في سبيل الدفاع عن مقهاها ليستقيم مُبتسما بهدوء:


-طب حقك عليا ان آسف


قبّل رأسها لتربت علي ظهره بحنان لتهتف بهدوء نسبي:


-خش ارتاح يا حبيبي


ألقي عليها التحية مقبلا رأسها من جديد ليتركها متوجها لغرفته لينال قسطا من الراحة تاركا اياها تتمزق بصمت بين ذكري رحيل زوجها العزيز..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


سعلت "زينة" بقوة وقد تسلل الي مسامعها صوت ذلك الحقير مرسلا قشعريرة كريهة الي كافة انحاء جسدها ، لم تكن لتخرج لاستقبالهم لولا صوت "دريّة" التي هتف باسمها تطالبها بالقدوم للترحيب بعائلتها..


خرجت من المطبخ وقد تجمعت بعض قطرات العرق علي جبينها بعدما نتجت من أبخرة الطعام الذي تطهوه ، ناظرتها بسمة بقرف لتهمس لها بازدراء حالما اقتربت منها لتُسلم عليها:


-هتفضلي طول عمرك خدامة


صكت "زينة" أسنانها وفضًلت الصمت بدلا من الرد علي تلك الوقحة لتتوجه الي عمها لاستقباله كما يليق ، مدت يدها له ليلتقفها هو ضاغطا عليها بشئ من القوة بينما همس لها:


-عجباكي خدمة امه اوي كدا!!


استقبلت سخريته بابتسامة باردة أجادت رسمها علي وجهها الذي احتلته أمارات البرود لتهتف بجفاء:


-ازيك يا عمي.. نورت


دغزتها "دريّة" خلسة وقد شعرت بتوتر الأجواء بينها وبين عمها لتسحب "زينة" يدها منه سريعا ، اختلست النظر لـ"سعيد" والذي انتظر قدومها لاستقباله لكنها تجاهلته تماماً وهتفت بينما تتوجه الي المطبخ من جديد:


-اتفضلو جوا عقبال ما اعملكو حاجة تشربوها


توجهت "زينة" للمطبخ من جديد لتُعد ضيافة مناسبة لعائلتها لكن ما كادت تبدأ حتي سمعت صوت الجرس يصدح في أنحاء المنزل ، توجهت للباب لتفتح للطارق لتتفاجأ بتلك الثائرة التي رمقتها بنظرات مشتعلة تكاد تُقسم بأنها من الممكن أن تحرقها ، تعرّفت "زينة" علي تلك الغاضبة علي الفور لكنها وما ان كادت تتحدث حتي صمتت عندما هتفت الأخري بغضب:


-يا أهلا بخطافة الرجالة


رفعت "زينة" حاجبها بسخرية لتهتف بحدة:


-ليه هو كان متجوزك من ورانا ولا حاجة يا اخت سلمي!؟


احتقن وجه "سلمي" بغيظ من سخريتها تلك لتدفعها متوجهة للداخل بغضب ، دلفت للصالون وما ان كادت تُحدّث "دريّة" حتي صمتت وهي تري عائلة "زينة" يجلسون معها ، كادت تعتذر لولا ان وقعت عيناها علي "سعيد" الذي هتف حالما تعرّف علي تلك الحمقاء التي اصطدم بها ذلك اليوم أمام المشفي:


-هو انتي!!!!!


ناظرتهما "دريّة" بريبة قبل أن تتحدث موجهة الكلام لـ"سلمي":


-انتو تعرفو بعض؟


لم تفكر "سلمي" كثيرا بل اندفعت هاتفة بحنق:


-دا بتاع كدا خبطني من يومين وطول لسانه عليا


-بتاع!؟


كرر كلمتها بشئ من الذهول في حيت تجاهلته هي وهتفت بينما تتوجه للمطبخ وقد عقدت نيتها علي عدم ترك تلك الـ"زينة" دون الثأر لكرامتها المهدورة:


-انا هسلم علي العروسة 


اختفت بداخل المطبخ ليهتف "سعيد" سريعا:


-هي مين دي؟


-بنت عمة فارس


هتفت بحذر وهي تراقب انفعالاته باهتمام وقد بدأ التوتر يتسرب لداخلها فهي تشعر بأنه يُكن الكره لـ"سلمي" والذي بدا واضحا من عينيه..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


في الاسكندرية..


تأمل "فارس" الشاطئ أمامه بنظرات خاوية ، كان يبحث عن بعض السكينة لكنه لم يجد سوي وساوسه اللعينة تعود لتطارده وكأنها لا تكتفي بكونه مُشتت الفكر بالفعل ، زفر وهي يجلس علي رمال الشاطئ وقد بدأت الأمواج تثور بعض الشئ لتلامس قدماه الباردة ، شعر بقشعريرة محببة تسير بجسده أرغمته علي الاسترخاء وإغماض عينيه ولسان عقله يشجعه علي التمتع بهذا الوقت حتي يعود للقرية من جديد في الغد ، تنهد وأفكاره تعود للتفكير في "زينة" تلك الدخيلة الجديدة والتي وجدها هادئة بعض الشئ عكس ما كانت تُخبره والدته عنها..


لطالما سمع عنها أنها شُعلة من التمرد لا تستطيع تنفيذ شئ دون أن تقتنع هي به لكن منذ أن اقترن اسمها باسمه وهو لا يري سوي شابة مكسورة تخشي أن يصرخ بوجهها فتنفجر في البكاء أمامه..


استرخي بجلسته وأعاد التفكير من جديد ، تُري هل من الصحيح أن يعاملها بهذا الجفاء!؟..


لم يكن ليشغل باله كثيرا بالتفكير فيها لذا وسريعا اتجهت أفكاره لوالدته والتي بطريقة ما جعلته يستسلم لرغباتها هي ويوافق علي الزواج بـتلك الـ"زينة" دون أن يراها حتي ليتفاجئ ليلة عرسه بفتاة كانت عكس وصفها وتوقعاته تماماً ، لم يكن ليؤذيها ويهينها بتلك الطريقة وقتها فهو ليس من ذاك النوع من الأشخاص لكنه شعر بأنه قد تم خداعه ففضل مضايقتها ولو قليلاً..


كاد يغمض عيناه لكنه اعتدل وهو يستمع لهتاف أحد الأطفال الذي جلس بجانبه منذ مدة دون أن ينتبه اليه:


-عمو تاكل فريسكا!؟


عقد "فارس" حاجباه بدهشة لكنه لم يدع تفكيره يذهب بعيدا فوافق الطفل علي عرضه ليجده يناوله قطعة صغيرة من تلك الحلوي التي أمسكها بيده ، هتف وهو يراقب الحلوي بيده:


-فين باباك ومامتك يا صغير؟


-في الجنة


ارتجف بدن "فارس" لوهلة قبل أن يقترب من الطفل بحنو ليهتف بلطف محاولا التخفيف عنه:


-تيجي أشتريلك حاجة حلوة؟


ابتسم الطفل بسخرية وكأنه يعلم بانه يفعل هذا كمحاولة للتخفيف عنه ليهتف بثبات اندهش له "فارس" بحق:


-علي فكرة أنا مش زعلان ، هما في مكان أحسن من هنا أصلا..


صمت لوهلة قبل أن يتابع بنبرة مرتجفة:


-هما بس وحشوني


ضمه "فارس" اليه ليتشبث الطفل بيده الفارغة بقميص "فارس" دافنا رأسه في صدره ، لم يبكي وظل ثابتا لكنه كان بحاجة للشعور ببعض الحنان من أي أحد حتي وان كان من غريب قد أشفق علي حاله..


تحمحم "فارس" قبل أن يسأله بنبرة لطيفة:


-وانت اسمك ايه يا بطل؟


-زياد وانت؟


أخبره "فارس" باسمه ليتهلل وجه الصغير هاتفا بحماس:


-تعرف ان اسمك زي اسم بابا


-بجد!!؟


اندهش بحق لتلك الصدفة التي أدمعت لها عيناه لكنه ابتسم بحنو ليضم الصغير من جديد والذي بدا انه لم يتعدي التسع أعوام..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


لوت "سلمي" شفتيها بحنق لتهتف وهي تراقب "زينة" تدور في المطبخ لتُنهي تحضير ما يليق لضيافة الجميع:


-عمري ما تخيلت ان ابن عمي يوم ما يتجوز يتجوزك انتي


تجمدت "زينة" لكنها لم تصمت بل هتفت بنبرة بدت وكأنها غير مبالية بما تتفوه به تلك الحمقاء:


-معلش يا ماما تعيشي وتاخدي غيرها


-اخد ايه يا بت انتي؟


زفرت "زينة" بقوة محاولة اخراج جام انفعالاتها مرة واحدة كي لا تضطر للالتفات لتلك الحمقاء وتلقينها درسا ربما يجعلها تنسي اسمها ، تنهدت قبل ان تهتف ببرود قاصدة حرق اعصاب "سلمي":


-تاخدي علي قفاكي طبعا.. انتي فاكراني مش عارفة انك كنتي بتحبيه؟ بس نقول ايه بقي نصيبك تتخزوقي علي ايده


-اتخزوق!!


اومات "زينة" بتأكيد علي كلمتها لتلتفت لانهاء ما بيدها في حين صرخت "سلمي" بشراسة:


-بقي انا اتخزوقت يا زينة يا بت التمرجي!؟


وفي لمح البصر وجدت "زينة" تلتفت لها لتصرخ بوجهها بصوت عالي وصل لمن بالخارج:


-ورحمة التمرجي اللي بتجيبي في سيرته يا سلمي يا بت بثينة لو جيبتي سيرة ابويا علي لسانك تاني لاكون جايباكي من شعرك


أعجبها كونها استطاعت استفزازها واخراجها عن شعورها بتلك الطريقة لتهتف من جديد ضاغطة علي كل حرف من حروف كلماتها:


-وانتي زعلانة ليه؟ ماهو تمرجي.. هي دي حاجة وحشة؟ يا.. يا بت التمرجي


لم تدر "سلمي" بنفسها سوي وهي بين يدي "زينة" التي جذبتها من حجابها لتنهال عليها بالضرب في حين انطلق لسانها بسبها ببعض الشتائم التي تعرفها ، شلّت الصدمة عقل بسمة فلم تستطع الانفلات من يدي "زينة" التي أحكمت القبض علي راسها وهي توجه لها بعض الضربات العشوائية وهي تصيح بنبرة شبه مختنقة:


-التمرجي دا احسن من اللي خلفوكي


تعالت صرخات "سلمي" وهي تشعر بالاخري تكاد تقتلع شعرها وقد شعرت بتخدر ذراعها من قسوة ضربات الأخري وفجاة..


البارت السادس

بقلم ايمان محمود

......





أجفلت "زينة" بسبب صرخة "دريّة" الفزعة والتي صُدمت عندما رأت "زينة" 




تُمسك بـ" سلمي" بتلك الطريقة وهي تصرخ عليها ببعض السباب السئ تزامنا مع




 تلك اللكمات العنيفة التي توجهها لها ، تركتها "زينة"




 وما ان كادت تتحرك حتي فوجئت بصفعة صدمت الجميع ، رفعت أنظارها الي عمها والذي بدا غاضبا جدا مما فعلته تلك الحمقاء ليهدر بغضب:


-ووصلت بيكي البجاحة بانك تمدي ايدك علي قريبة جوزك!!!


احتدت نظرات "زينة" لكنها لم تكن لتصرخ بوجه عمها فتركتهم جميعا وركضت لغرفتها في




 حين اقتربت "دريّة" من "سلمي" التي تكورت علي نفسها بألم لتتفحصها بقلق وتوتر ، تحمحم "عزت" بتوتر قبل أن بتحدث بنبرة خشنة:


-أنا آسف نيابة عن زينة 


لم ترد "دريّة" وانشغلت بسؤال "سلمي" بما تشعر به فلم تتلقي اجابة من الأخري سوي






 نحيبها الخافت ، دقائق مرت استاذن من بعدها "عزت" ليرحل مع أبنائه في حين ساعدت "دريّة" "سلمي" علي النهوض لتتوجه




 بها غرفتها علّها تضمد لها جراحها تلك التي افتعلتها "زينة".. فقط اللعنة علي تلك المتمردة!.


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


لم تهدأ ضحكات "بسمة" الشامتة حتي صرخ أبيها في وجهها هاتفا بحنق:







-ما تسكتي يا بت انتي


أطبقت "بسمة" شفتيها بضيق في حين هتف "سعيد" بنبرة لعوبة:


-لا بس زينة فرمتها ، لسة شرسة زي ما كانت


-دا الدكتور فارس هينفخها لما يعرف انها مدت ايدها علي بنت عمته


ابتلع "عزت" ريقه بتوتر قبل أن يقول بقلق تملك منه:


-يارب بس ميطلقهاش ونلاقيها في البيت من بكرة 


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


تململت "زينة" في جلستها بتوتر وهي تحاول تمالك أعصابها قبل صعود "فارس" اليها ، هي علي يقين بان "دريّة" ستخبره بما حدث حتي وان لم تفعل فسيصله الامر من "سلمي" بشكل او بآخر ، كادت تتحرك من








 مكانها لتُفاجأ به يدفع باب الغرفة بكسل ، لم تتحرك ولم تبدي اهتماما كبيرا بتحركاته واهتمت فقط بتصفح الكتاب الذي تمسكه وقد انشغل عقلها عن كلماته ، دقائق مرت دلف من بعدها الي الحمام لتتنهد براحة وقد علمت من هدوءه هذا ان "دريّة" لم تخبره بما حدث.. حتي الآن!


استقامت وبدأت ترتب الغرفة وهي تحاول التفكير بما قد يفعله بها ان علم بما فعلته ، لم تستطع تخيل شئ خاصة وانها لا تعلم الكثير عن طباعه 




فهو في الليلة الاولي لهما أهانها وفي صباحها كان قد اعتذر منها عما بدر منه مما جعلها مشتتة من تصرفاته تلك ، مر ما يقارب




 الربع ساعة وجدته يخرج من بعدهم من الحمام وقد بدل ثيابه باخري مريحة تناسب النوم..


لم تنبس ببنت شفة واكتفت بالتوجه الاريكة ودس نفسها بين الأغطية لتبتلع ريقها بتوتر 





وهي تراه يقف أمامها وهي يناظرها بغموض قبل أن يتنحنح بخفوت:


-اي جاب الكنبة دي هنا؟


عضت علي لسانها بتوتر قبل أن تجيبه بثبات:


-انا جبتها 


-ليه!


سأل بهدوء وكأنه ينتظر منها تأكيدا لتلك الفكرة التي قفزت الي عقله فجأة فما كان منها الا ان ترد عليه ببساطة:


-عشان انام عليها طبعا


ضيّق عينيه بتفكير دام لثواني تركها من بعدها وتوجه الي السرير ليستلقي فوقه براحة ، تفاجأت من فعلته ورمقته باندهاش لتهتف بهمس لم يصل لمسامعه:


-اي دا اي دا اي دا!!! هو سابني كدا عادي؟ والله احنا ظالمين الرجالة يا جدعان ماهم فل اهو


كادت تغلق عيناها براحة لكنها انتبهت لرنين هاتفه المزعج والذي تعالي فجأة ، أشعل الأضواء من جديد ليرد علي الهاتف وبعد دقائق كان واقفا امامها من جديد يحدق بها وهو يصك اسنانه بعنف ، اعتدلت لتنظر له بتوتر ليتحدث هو بعصبية جاهد للسيطرة عليها:


-انتي مديتي ايدك علي سلمي؟


جف حلقها واضطربت أنفاسها وكادت تتحدث لكنه قاطعها بحدة:








-مش عايز كلام كتير مديتي ايدك عليها؟ اه ولا لأ؟؟


هبت واقفة لتندفع في وجهه هاتفة بصراخ:


-اه ضربتها عشان هي واحدة قليلة الأدب ومش متربية


صرخت بعنف عندما جذبها من ساعدها بشئ من القوة ليهتف بعصبية مفرطة أفزعتها:


-انتي عارفة انتي بتتكلمي عن مييين!!؟


لم تبالي بألم يدها بل نظرت اليه هاتفة بثبات:


-ايوا عارفة بتلكم عن مين


-هتعتذريلها


رمقته بقرف قبل أن تهتف باختصار:


-علي جثتي









ضغط علي معصمها قليلا لتتأوه بخفوت ، ابتعد قليلا ليهتف باصرار:


-هتعتذريلها يا زينة هتعتذريلها ورجلك فوق رقبتك كمان


-وانا بقولك علي جثتي اني أعتذر للحيوانة دي


صرخت في وجهه بحنق ليقابل هو صراخها بضغطه العنيف علي معصمها ، شهقت بألم في حين دفعها هو وهو يشعر بالدماء تتصاعد لرأسه ليهتف بغيظ:


-بكرة هنروحلهم وهتعتذريلها وتبوسي علي راسها


-مش هيحصل يا فااارس


صرخت ليهتف بصوت عالي هو الآخر:


-عليا الطلاق بالتلاتة لو ما..


-انت واحد ظالم


قاطعته بصراخ وهي لا تكاد تصدق انه كاد يرمي بيمينه هذا في لحظة غضب هوجاء ، 








صمت هو وبدا لا يستطيع التنفس من حنقه من تلك الحمقاء التي استطاعت اخراجه عن شعوره في ثواني..


كان يتسائل عن تمردها؟!.. ليته لم يفعل قط!..


سمع ثلاث طرقات رتيبة يحفظها عن ظهر قلب تطرق الباب بخفة ، دلفت من بعدهم "دريّة" بقلق وقد وصلتها أصوات صراخهما الحاد ، ناظرتهما بقلق لتهتف وهي تمرر انظارها بينهما..


-انتو كويسين؟


تركتهما "زينة" وتوجهت الي الحمام لتصفع الباب من خلفها بقوة في حين نظر "فارس" لوالدته ليهتف بانفعال:


-انتي ليه مقولتليش انها ضربت سلمي وبهدلتها؟؟


ابتلعت "دريّة" ريقها بتوتر لتتحدث بتلعثم:


-كنت هقولك بكرة والله بس انت جاي تعبان وكنت عايزاك ترتاح شوية يا حبيبي


-انتي ازاي تسيبيها تمد ايدها عليها اصلا


توترت "دريّة" لتهتف بخفوت:


-هما كانو في المطبخ وانا كنت مع عم زينة وعياله برا 


زفر بقوة محاولا ترتيب أفكاره قبل أن يهتف بهدوء نسبي:


-تمام يا امي ، روحي نامي انتي وانا هتكلم معاها








-بالراحة عليها يا فارس واهدي كدا يابني الله يكرمك


-ان شاء الله


أجاب باقتضاب لتتركه وتتوجه الي الخارج وهي تدعو لهما بصلاح الحال..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


-وانتي ازاي تسيبيها تبهدلك كدا!!


صرخت "بثينة" والتي لا تزال مصدومة من حال ابنتها المُزري لتهتف "سلمي" بحنق:


-اعمل ايه يعني انا محسيتش بنفسي اصلا غير وهي جايباني من شعري ونازلة فيا ضرب ، بقي دي الغلبانة اللي حكيتي عنها يماما؟؟


-وانتي يعني كان لازم تتشمللي وتروحي تكلميها؟


تجاهلت "سلمي" حديثها لتصرخ بحنق وهي تمسد ذراعها بالم:


-بس والله منا سايباكي يا زينة يا بت عبدالله انا بقي هعرفك مين سلمي


ضربت "بثينة" كفيها ببعضهما بيأس وهي تري ابنتها لا زالت مصرة علي افتعال الأذي






 للتخلص من تلك الـ"زينة" التي اختطفت منها فارس أحلامها..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


لم تُبدي "زينة" اي ردة فعل وهي تري "فارس" يحدق بها بنظرات بدت غاضبة بعض الشئ لتهتف بعد فترة وجيزة من الصمت:


-عايز تتكلم في حاجة ولا اروح انام؟


صك أسنانه بعنف ليهمس بعصبية:


-انا حقيقي مش عارف جايبة البرود دا كله منين


قلبت عينيها بملل واكتفت بالتظاهر بانها لم تسمعه ليتحدث هو بعد ثوان:


-ضربتيها ليه يا زينة؟


احتدت نظراتها لتهتف بانفعال:


-عشان تحترم نفسها وتبقي تفكر بعد كدا قبل ما تجيب سيرة ابويا علي لسانها


-بقي كل دا عشان اتكلمت عن والدك؟


-وانت كنت عايزني اسكتلها ولا ايه يا سي فارس؟ لاااا اقف معووج واتكلم عدل مش 







معني اني كنت ساكتة ومبنطقش ولا بقول بم اني مش هعرف اخد حقي 


اتسعت عيناه بصدمة وهو يراها قد هبت واقفة لتُلقي علي مسامعه كلماتها السابقة بغضب وانفعال ، فقط اللعنة علي اليوم الذي ظن فيه بانها مسالمة!..


راقبها قليلا وهي تلتقط انفاسها بصعوبة قبل أن يستقيم من علي السرير متوجها اليه بهدوء ، وقف أمامها ليهتف بخفوت وهو يتأمل ملامحها الثائرة:


-صوتك ميعلاش عليا من تاني


-دا عند امك


هتفت بدون تفكير ليجذبها اليه بعنف صارخا عليها بغضب:

                      الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>