رواية جحيم الفارس الفصل السابع7 والثامن8بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل السابع7 والثامن8بقلم ايمان محمود

لم يُصدق "فارس" ما تفوهت به تلك الوقحة لتوها ليجذبها اليه بعنف هاتفاً بحدة أفزعتها:


-انتي عارفة انتي بتقولي ايه يا بت انتي!؟


ازدردت ريقها بتوتر وقد بدأ الخوف يتسلل لقلبها وهي تدقق النظر في ملامحه الغاضبة ،




 كانت نظراته حادة وغاضبة مما وترها قليلا لكنها صمدت امامه لتهتف بعد دقائق




 حاولت التحكم بنفسها خلالهن:


-انا اسفة حق الخالة درية علي راسي من فوق بس انسي اني اعتذر لسلمي 


دفعها عنه بحدة ليصرخ وهو يجذب خصيلات شعره بجنون:


-انتي عايزة تجنيني يا بت انتي؟ دنتي ضرباها ومامتك بتقول انك مورمالها وشها وبتقاوحي ومش عايزة تعتذري؟


-هي اللي غلطت الاول


بررت "زينة" ببساطة ليتأفف "فارس" بحنق وهو يكاد يفقد عقله ، الإرهاق متمكن منه





 بالفعل وتلك العنيدة تجعله يود لو يقطع عنقها ليتخلص منها ومن عنادها الممل هذا..


لم يتحدث مجددا بل تركها واقفة وتوجه للسرير ليجلس عليه بتعب ، أطفا تلك الاضائة الخافتة المنبعثة من احدي الـ"أباجورات" الموضوعة علي الكومود بجانب سريره ليتمدد علي السرير بتعب ، لم تصدق "زينة" انه ترك نقاشهما الحاد فجأة وذهب لينام لتناظره باستنكار هاتفة بهمس ساخر وصل لمسامعه لكنه فضّل تجاهله:


-بس كدا؟ مفيش ضرب بقي وتعذيب والحاجات دي؟ والله عال اوي دنت مية مية ثواني كدا.. دا قالي يا بت.. اتخانق معاه بقي ولا...؟


سمعته يتنهد بارهاق لتطبق فمها بحرج ، توجهت بعد ذلك لتطفئ باقي أضواء الغرفة وتتوجه الي اريكتها المحببة لتندس بين طيات أغطيتها مناجية النوم ليتلقفها سريعا علّها تريح عقلها المرهق هذا..!


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


في اليوم التالي..


أفاقت "زينة" من شرودها علي صوت "دريّة" التي همست لها بضيق:


-هو فارس مش بياكل ليه؟ هو اي اللي حصل امبارح؟


رمقت "فارس" بنظرة متفحصة سريعة لتلوي شفتيها باستنكار وهي تراه يقلب طعامه دون أن يأكل منه شيئا ، هزت كتفيها بجهل لتقلب "دريّة" عينيها بحنق من تصرفات "زينة" تلك فهي تبدو لها غير مهتمة بولدها وبحاله وهذا يزعجها علي الرغم من كونها تعتبر "زينة" كابنتها لكن يبقي "فارس" ولدها الوحيد وتأتي مصلحته في المقدمة حتي وان كانت علي حساب "زينة"!..


مرت فترة ليست بالقصيرة نهض من بعدها فارس وقد بدا طعامه كما هو ليُلقي عليهم التحية قبل أن يغادر المنزل متوجها الي عمله..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


-بكام كيلو البطاطس دا يا ام فتحي؟


هتفت "سلمي" بصوت عالي بعض الشئ لتلفت انتباه تلك العجوز التي افترشت الأرض ببعض سلال الخضراوات والفواكه والتي تزاحمت حولها النساء لينتشلن ما يجدنه جيداً ومناسبا من بضاعتها ، رمقتها "







أم فتحي" بنظرة شاملة وقد جذب انتباهها ذلك الاحمرار الواضح أسفل عينها والذي فشلت في حجبه بمساحيق التجميل لتتحدث بينما انشغلت يدها بوضع بعض ثمار الطماطم في أحد الأكياس بعدما قامت بوزنها:


-ايه اللي في وشك دا يا بت يا سلمي؟


تنهدت "سلمي" بضيق فهي كانت علي يقين بأن الأمر لن يمر سريعا لكنها حافظت علي هدوئها لتهتف بسماجة:


-حطيت كريم غلط علي وشي فالتهب ، البطاطس بكام يا ام فتحي عايزة امشي


تغاضت "أم فتحي" عن لهجتها الحادة لتهتف سريعاً:


-الكيلو بـ(...)


-طب هاتي الكفّة دي هاخد 2 كيلو


نازلتها "أم فتحي" احدي كفتي الميزان لتبدا "سلمي" بانتقاء حبات البطاطس وداخلها يكاد يحترق من ذك الموقف الذي وُضعت به والذي لا تري له سبباً سوي تلك الحمقاء.. "زينة"..!


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


في منزل "عزت" عم "زينة"..


رفع "عزت" احدي حاجباه بتعجب وهو يري أن إصرار ابنه الغريب علي الزواج من 




"سلمي" قريبة "فارس" يندثر وراءه شيئا آخر عكس الذي يتحدث عنه ، رمق "عزت" ابنه بتفحص قبل أن يهتف بشك:


-انا نفسي افهم ازاي عايز تتجوز سلمي وانت من يومين بس كنت عايز تولع في البيت واللي فيه عشان زينة؟


-يا بابا زينة مين بس انا كنت عايز زينة عشان كنت عايز اكسرها اما سلمي.. فانا قلبي دق اول ما شافها


لم يصدق "عزت" ما قاله ولده وقد شعر "سعيد" بهذا ليهتف سريعا محاولا نيل استعطافه:


-يعني انا بحاول اتخطي زينة وانت مش عايز تساعدني؟


-انت مجنون يا سعيد؟؟؟ انت مش لسة قايل انك مش بتحبها هتتخطاها ازاي بقي مهي كدا كدا مش فارقة معاك


زفر "سعيد" وهو يري أن مهمة اقناع والده بما يريد صعبة بالفعل ليهتف وبعد ثواني وكأنها تلك هي حيلته الأخيرة لاقناعه:


-بابا انا عارف انك مش فاهمني وانا كمان مش فاهم نفسي صدقني انا بحاول اقنع نفسي






 انها مش مهمة واني بس كنت عايز اذلها وكسر غرورها دا بس مش عارف فانا مش طالب منك غير فرصة بس تساعدني بيها انساها ، انا بس عايزك تيجي معايا اتقدملها 


تنهد "عزت" بقلة حيلة ليقول بعد دقائق من التفكير بالأمر بجدية:


-تمام ، يومين كدا ونبقي نروح


ألقي "عزت" بكلماته بهدوء وسرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغر سعيد الذي 




بدا كالذب الذي يتربص لفريسته التي ستأتي حتي قدميه بلا أي مجهود منه..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


زفرت "زينة" بضيق وهي تستمع لنصائح "دريّة" التي لم تمل من القائها علي مسامعها 





منذ رحل ابنها ، تكاد تقسم بأنها حفظتها جميعا لكن حماتها فقط مصرة علي تلقينها اياهم من جديد كي لا تنسي احداهن..


-اهتمي بيه شوية وادلعي عليه كدا ، يعني لو مش بياكل قوليله مش بتاكل ليه يا حبيبي هو الاكل مش عاجبك؟ لما يتعصب زي امبارح كدا 






متقفيش في وشه وتقعدي تزعقي عشان فارس ابني مجنون وممكن يمد ايده عليكي لو اتعصب ، اتلحلحي كدا شوية ودلعيه


-يعني عايزاني اعمله ايه يا خاله؟ اتحزم وارقص؟؟


رمقتها "دريّة" بحدة لتهتف باستنكار:


-وليه لأ هو مش جوزك؟


قلبت "زينة" عينيها بملل وقد بدت حانقة بحق من تلك النصائح الغريبة التي تعلم أنها لن تنفذ منها حرفاً ، انتهت "دريّة" من القاء كلماتها علي







 مسامعها للمرة التي لا تذكر عددها وما ان كادت تستاذن منها لتصعد لغرفتها حتي تجمدت وهي تستمع لها تهتف بحماس غريب:


-استني انا هاجي اساعدك تنقي حاجة حلوة تلبسيها عشان تصالحيه


كادت تصرخ عليها رافضة الامر لكن "دريّة" لم تترك لها مجالا للحديث واندفعت للأعلي






 قبلها لتبحث عما يناسب ما براسها ، ابتلعت "زينة" لعابها بتوتر وقد بدت مرتعدة مما سيحدث في الدقائق التالية ، فماذا ستفعل 





بها "دريّة" عندما تري الملابس الموضوعة بخزانتها والتي أخفت من بينهم جميع الملابس "الفاضحة" من وجهة نظرها!!.. فقط اللعنة!..


-------------


-فين هدومك يا زينة؟


تسائلت "دريّة" بشك لتخفض "زينة" رأسها بتوتر تحاول البحث عن اجابة مناسبة فهي






 استغرقت بضع دقائق حتي استوعبت اختفاء "دريّة" من أمامها 




وصعودها الي غرفتهم لكنهم كانو كفيلين بجعلها تكتشف بأنها




 تخبئ جزءا كبيرا من ملابسها ولا تترك في خزانتها سوي الملابس



 المنزلية التي ترتديها أمامها ، فتحت فمها لتبرر موقفها


 ليُفاجآ كلتاهما بـ"فارس" يقف علي الباب وهو يناظرهما بعبوس ، تنحنح من جديد قبل ان يتحدث بتساؤل:


-واقفين كدا ليه؟


شعرت "زينة" بالحرج من الموقف برمته لكن "دريّة" لم تهتم واندفعت هاتفة:



 #جحيم_الفارس🔥🖤

#البارت_الثامن

🔥🖤بقلم_ايمان_محمود

-انت جيت بدري ليه يا فارس؟


تنهد "فارس" بتعب ليتحدث وهو يدلف الي الغرفة:


-حسيت اني مرهق شوية فخدت بقية اليوم اجازة يا أمي ، انتو كنتو بتعملو ايه؟


-مفيش يابني انا هنزل ارتاح.. وانتي يا زينة كلامنا هنكمله بعدين


شعرت "زينة" بالتوتر من جملة "دريّة" الأخيرة والتي وجهتها لها بنبرة حادة بعض الشئ ، توجهت "دريّة" للخارج بعدما ألقت علي ابنها التحية من جديد لتغلق من خلفها الباب ورأسها يدور بداخله العديد من التخيلات الغريبة حول علاقة ابنها بزوجته والتي تبدو لها مريبة بعض الشئ..


انتبه "فارس" للخزانة المفتوحة ليهتف بتساؤل:


-انتو كنتو بتعملو ايه؟


لوت "زينة" شفتيها باستنكار لتهتف بسخرية:


-خالة درية باين عليها افتكرت انها حماتي وبدات تتقمص الدور


لم يفهم "فارس" ما ترمي اليه ليتسائل من جديد:


-ازاي يعني مش فاهم؟


-عايزاني أدلعك وكدا









هتفت بسخرية انفجر من بعدها فارس ضاحكا ليتحدث بسخرية وهو يرمقها لتعجب:


-عايزاكي انتي تدلعيني؟ يا شيخة دنا مشوفتكيش ببنطلون لحد دلوقتي دنا حاسس انك بتقلعي الطرحة قدامي بالعافية ولو تطولي هتلبسيها


-علي فكرة مسمحلكش انا لو عايزة هبهرك اصلا


ابتسم بخفة ليهتف بعبث وهو يراقبها بنظارت لم تعجبها:


-طب ما تبهريني


ألحق جملته بغمزة جعلت وجنتيها تتخضبان بحمرة محببة لتهتف بتلعثم:


-علي فكرة انت قليل الادب


قهقه بسخرية ليتحدث:


-علي فكرة انتي دماغك راحت لبعيد ، روحي يلا شوفي رواياتك وحاجاتك دي عشان عايز ارتاح


-دنت بايخ


زفر بحدة قبل أن بهتف بصوت عالي بعض الشئ:


-علي فكرة انا سكتلك كتير بس دا مش معناه اني هسمحلك تغلطي فيا كدا كتير ، حاسبي علي كلامك معايا يا زينة عشان لو قلبت عليكي هتزعلي مني جامد صدقيني


لم تبدي اي ردة فعل ليتركها ويتوجه الي الحمام بعدما انتقي ما يناسبه من الثياب ليغير ملابسه ويستعد لنيل قسط من الراحة في حين بدأت هي بتقليده بسخرية فور اختفائه:


-حاسبي علي نينينينينيييي عشان لو نينينينينينيييي هنينينينينيييي واحد غلس


رمت بنفسها علي الأريكة لتتناول روايتها المفضلة وقد بدأت بتصفحها بشغف متناسية نفسها داخل أحداث الرواية..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


-سمعتي اللي حصل يا ماما؟


هتفت تلك الشابة ذات العيون الفيروزية الجذابة وهي تلوك قطعة من الخبز بفمها ، ردت والدتها "انتصار" والتي اهتمت بتنظيف الأرز جيدا حتي يكون جاهزا للطهي:


-لا مسمعتش ، خير يا نرمين؟


-زينة مرات فارس.. مسكت البت سلمي وضربتها علقة محترمة


اتسعت عينا "انتصار" بذهول وهي تنظر لابنتها وكأنها تنتظر منها أن تؤكد لها ما تقوله لتهز "نرمين" رأسها بثقة هاتفة بهدوء:


-شفتها النهاردة في السوق ووقفت اتكلمت معاها شوية وجرجرتها في الكلام لحد ما قالتلي بس لو تشوفي وشها يا ماما.. بجد صعبت عليا


-ميصعبش عليكي غالي يا ضنايا


هتفت "انتصار" باستنكار وقد التمعت عيناها بسعادة فلطالما لاحظت اهتمام "سلمي" بـ"فارس" حتي أنها قد ظنت أنه ربما يتزوج بها في نهاية المطاف 







نظرا لحبها له والذي يشهد عليه الجميع فكان الفرح هو ثاني شعور تمكن منها عندما علمت بهوية عروس "فارس" بعدما تمكن منها الغيظ لفترة لا بأس بها فهي كانت تتمناه لابنتها 





وليس لـ"زينة" ، عاود الانتشاء يسيطر عليها وهي تستمع لابنتها تلقي عليها بالخبر السعيد والذي سيكون تذكرتها لتلقين "سلمي" ردسا لن يجعلها تتخطي حدودها من جديد..!


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


ألقي "فارس" بنفسه علي الفراش بإنهاك بعدما انتهي من أداء فرائضه ليتنهد بتعب وهو يحدق بسقف غرفته بشرود ، كان التعب قد تملك منه بالفعل لكن لم يمنعه ذلك من العودة بأفكاره الي ذلك اليوم حينما توجه لطلب يد تلك الـ"زينة"..


~فلاش بااك~


اعتدل "فارس" بجلسته ليرتشف القليل من ذلك العصير الذي قدمته له "بسمة" ، تنحنح






 وقد بدا مترددا في الحديث عما هو مقبل عليه فلو تُرك له الأمر لما كان ليتقدم لفتاة لم يرها من قبل ولم يسمع عنها سوي 






تشبيهات الجميع لها بأنها كقطعة الفحم لا أكثر لكن اصرار والدته عليه بل وابتزازها له عاطفيا للضغط عليه للقبول بها جعله





 يقبل بالتقدم لها فعلا بعدما ضاق به الأمر من اصرار والدته ، انتبه علي وكزة خفيفة من والدته ليبدأ بالحديث بملل:


-انا جاي اطلب ايد الآنسة زينة واتمني انك توافق يا عمي


رفع حاجبه بشك وهو يراقب حركة عينا "عزت" المتوترة وتلك الرجفة التي سرت في جسده ليتحدث بهدوء وهو يراقبه بتمعن:


-انت كويس يا عمي؟


-الحـ.. الحمد لله ، قلتلي انك عايز زينة!؟


أوما "فارس" بثبات وهو يكاد يجزم بأنه سيرفض طلبه بعد بعدما لاحظ ارتجاف عينيه بتوتر وقد صدق اعتقاده حينما تحمحم "عزت" ليهتف بثبات واه:


-بس زينـ...


تدخلت "دريّة" سرعا وكأنها تعلم ما هو علي وشك قوله لتهتف بحدة استغربها "فارس" قليلا:


-زينة موافقة يا حج عزت


توتر "عزت" بشدة ولاحظ "فارس" توتره فتحدث بهدوء:


-عموما احنا هنسيبكو تفكرو براحتكو وهستني منك تليفون عشان اعرف رايكو


هز "عزت" رأسه ليستقيم "فارس" مشيرا لوالده لتنهض هي الأخري بعده ، وقف "عزت" ليحييهما ليتفاجأ الاثنان بـ"دريّة" تهتف بحدة وثبات:


-علي فكرة انا عارفة راي زينة وعارفة انها موافقة وهستني منك الموافقة يا حج عزت ، انت عارف فارس ابني والبلد كلها عارفاه واكيد مش لسة هتسال عليه وكدا


-منـ.. منا هتأكد بس من راي زينة


-زينة برضه ولا سعيد!؟










ارتجفت شفتا "عزت" بتوتر لتكمل "دريّة" :


-ان شاء الله  قريب نقول مبروك يا حج عزت ، السلام عليكم


توجهت للخارج ومن خلفها "فارس" الذي لا زال لم يفهم ما علاقة رأي "سعيد" بزواجه من "زينة"!


~اند فلاش بااك~


أفاق "فارس" من ذكرياته علي تلك الشهقة الخافتة التي صدرت عن زوجته ، وجه أنظاره اليها ليجدها جالسة علي الأريكة تضم قدميها الي صدرها وقد صبت جام تركيزها علي تلك الرواية في يدها ، اعتدل ليهتف بتساؤل وهو يراقب تعبيراتها المتقلبة ما بين الصدمة والحزن:


-في حاجة يا زينة؟


نفت برأسها دون رفع عينيها لتواجهه حتي ليزفر هو بضيق من تصرفها ذاك ، هو لم يعتد علي التجاهل وطريقتها تلك تجعله يفقد شعوره


توجه اليها ليجلس بجانبها وقد اتجهت انظاره لتلك السطور التي تقرأها ، قرأ القليل ليهتف بعد ثواني:


-مين ليل؟







انتبهت "زينة" لقربه فأغلقت كتابها ، اعتدلت لتتحدث بصوت متحشرج:


-دي البطلة


مرر "فارس" عينيه علي عنوان روايتها ليهتف بخفوت:


-ما رواه البـحر


-حلوة تقرأها!؟


أبدي اعتراضه بهزة من رأسه جعلتها تعيد روايتها لأحضانها بعدما مدتها اليه بعفوية ، نظرت حولها بتوتر محاولة تجنب نظراته في حين ظل هو يحدق بها محاولا سبر أغوار عقلها ، بدت بالنسبة له كالأحجية فتصرفاتها غريبة بحق ، فقد كانت هادئة ومستسلة حتي سافر ولم يكن ليسمع صوتها فكيف لها أن تتبدل لتلك الدرجة التي تجعلها تقف وتصرخ في وجهه فقط خلال يومان!؟..


-انت مش هتنام ولا ايه؟


انتبه لجملتها المتوترة ليقف متوجها الي سريره بصمت وقد انشغل عقله في التفكير من جديد في حين بقي هي تناظره بدهشة وقد بدا لها أنها لن تستطيع التأقلم مع تصرفاته الغريبة تلك!..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


استند "عزت" الي مرفقيه لينظر الي السماء التي تلألأت بها النجوم لتُظهر لوحة تمثل فيها إبداع الخالق وعظمة قدرته ، تنهد بقوة وهو يفكر في حديث ابنه ورغبته بالزواج من قريبة "فارس"..


هو يعلم انه لا يفعل هذا ولم يفكر بالامر سوي لحاجة ما في صدره لكنه يخشي عليه من نفسه ، عاد بذكرياته الي ذلك اليوم الذي أخبره فيه بتقدم "فارس" لـ"زينة"..







~فلاش بااك~


اندفع "سعيد" الي خارج الغرفة بغضب ليصرخ بجنون وهو يطرق باب غرفة "زينة" بعصبية كادت تكسر الباب:


-وربنا ما هياخدك منيي ، انا هوريه ازاي يبص للي ملكي ، افتحييييييي


توجه اليه "عزت" ليجذبه اليه بعنف هاتفا بصياح:


-انت مجنون!! انت بتعمل ايه؟


-مش هيتجوزها فاااهم؟.. انا بقالي سنتين بتحايل عليك عشان تجوزهالي وهي شايفة نفسها عليا وقال ايه عاملالي فيها الطاهرة الشريفة وفي الاخر تروح توقع دا؟ ، طب مش هنولهالك يا زينة يا بت عمي ومحدش هيتجوزك غيري


دفعه "عزت" بعنف ليصرخ عليه بانفعال:


-تعرف تسكت وتبطل تخلف


-تخلف!!


ردد "سعيد" بعصبية ليكمل "عزت" ضاغطا علي كل حرف من حروفه محاولا تفادي تلك الأزمة التي يريد ابنه التسبب بها لإيقاف ذلك الزواج:


-ايوا تخلف ، انت فاكر اني ممكن اوافق علي جوازكو اصلا؟ بقي انت سعيد ابني اجوزك زينة المعفنة دي؟ يابني فوق لنفسك وافهم انت عامل الهليلة دي علي مين








لم يُبدي "سعيد" ردة فعل ليُكمل "عزت" حديثه بصرامه:


-انا هوافق علي فارس اهو نخلص منها بدل ما هي عاملة زي عملنا الاسود كدا وانت اهدي كدا وبطل هبل


لم يستغرق الامر سوي دقائق اختفي من بعدهم "سعيد" من المنزل وقد بدا غير موافق علي تلك الزيجة بتاتا لكن ليس بمقدوره الاعتراض..


مر اليوم بسلام مع اختفاء "سعيد" الغير محبب بالنسبة للجميع عدا "زينة" والتي بدت مرتاحة مع عدم وجود ذلك المجنون الذي يتربص لها دائما..


كاد "عزت" يغمض عينيه بعد ذلك اليوم الشاق لينتفض بفزع وقد تنامي لمسامعه تلك الصرخات العالية التي يعرف مصدرها حق المعرفة ، توجه للخارج سريعا واذ بـولده "سعيد" يجذب "زينة" اليه بعنف محاولا تقبيلها رغما عنها ، اندفع ناحيته ليبعده عنها بعد محاولات عدة ليهتف فور نجاحه في ذلك:


-انت اتجننت يا سعيد؟


-مش هتبقي لغيري







هتف بنبرة ثقيلة تبعها صراخ "زينة" الحاد:


-دا بعينك ، وربنا ما هتلمس شعرة مني يا سعيد


-خشي علي اوضتك


صرخ عليها "عزت" لترمقه بكره قبل أن تتوجه لغرفتها وقد بدا لها أن الخلاص من ذلك الجحيم هو الموافقة علي "فارس" والزواج به في حين ناظر "عزت" ابنه باحتقار قبل ان يهتف وهو يتوجه به الي غرفته:


-انا عارف انك مش هتنهد غير لما تفضحنا بس وربنا ما هخليك تعملها ، اتفضل مشوفش خلقتك لحد ما الجوازة دي تتم


دفعه لداخل الغرفة ليغلق الباب بقوة وقد بدا في قمة غضبه من أفعال ابنه الهوجاء..


~اند فلاش بااك~


تنهد بثقل ليهمس بخفوت:


-يارب الايام الجاية دي تعدي علي خير..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


في اليوم التالي..


فتح "فارس" عينيه علي هزة خفيفة ليعقد حاجباه بتعجب ، نظر الي جانبه ليتفاجأ بـ...


                  الفصل التاسع من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>