CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل العاشر10بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل العاشر10بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل العاشر .


بطرقات احدي المسشفيات الخاصة، كان نور الدين يركض قاصدًا أحدي الغرف وخلفه تهرع هانيا، انفاسهم تكاد تختفي



 لسرعة ركضهم من الدور السفلي لحتي الثالث وذلك لعطلة الاسانسير الذي منعهم من ركوبه، كان القلق يظهر جليًا علي



 ملامح كلاهم بالاخص نور الدين الذي كان قلقه مضاعف عن الجميع، يرتجف داخله من فكرة مرض اخيه واحتمال فقدانه..




فلحتي الان هو لا يعلم سببًا لسقوطه مريضًا هكذا فجأة

وصل الي نجوان الساندة علي حائط يجاور الغرفة القابع بها سراج، سألها بينما انفاسه تتلاحق:-.


_سراج ماله يانجوان؟ الدكتور قالك اية؟

اصابتها الشفقة عليه وهي تري حالته تلك، ربتت علي كتفه وهي تردد:-



_متخفش مجرد اغماء عادي علشان الارهاق مش اكتر.. وزياده تأكيد عملوا ليه تحاليل علشان يقيسوا ضغط الدم والسكر والانيميا وهتطلع كمان شوية



نظر لها بنظرة آملة بأن يكون ما قالته حقيقي وان تكون كل مؤشراته طبيعية، بينما هانيا اندفعت بسؤالها:-

_طيب ممكن ادخله؟

وجاءها الرد سريعًا:-

_هو نايم دلوقتي، نص ساعة تقريبًا وهيفوق ياهانيا

اؤمات بحسنا وهي تذهب لمقعد بعيد عنهم وتجلس عليه، شاردة في ملكوت اخر ملئ بالكذب تفكر في كونها ولسخرية


 الامر وقعت ضحية لعبة قذرة لحتي الان لا تعلم سببًا لها ولا هم يعلموا، تفكر هل بعد ما يعرف سراج بتلك الحقيقة وهي كون اخيها حي سيسامحها ام لا؟ 




ولما يفعل؟ ولكن.. لما لا يفعل كذلك؟

بالحقيقة.. سراج باتت لا تضمن هانيا منه اي رد فعل، ولا تتنبئ بذلك، لا تعلم عندما يعلم بكونهم كانوا ضحية مؤامرة خبيثة هل سيعفو ام سيزيد كراهيته لها لائمًا اياها من كونها انتقمت منه لاجل سبب واهي!


تنهدت بألم من صداع داهم رأسها لكثرة تلك الافكار التي تغزو رأسها، رفعت عيناها التي كانت تنصبها ارضًا فـ رأت نور الدين يجلس بقلق علي مقعد مقارب لها ونجوان جواره تنظر له بهيام واضح..



لكنه لم يكن لينتبه له في ذلك الوقت، ها هو نور الدين الذي عرف منذ قليل ان نجوان حرة وانها قد تكون ملكه واصابت السعادة قلبه لذلك الخبر يظهر لها الجمود وعقله فقط شارد في اخيه.. 

حبه الاول..

الحاصل علي اهتمامه الاول..

الذي يحمل المستوي الاول من كل شى في حياته..

عجيب نوى الدين.. وعجيب حبه

كانت تحب هاني اخيها لكن ليست الي تلك الدرجة التي يحب بها نور الدين.. سراج، لدرجة تحمل اعباء العمل باكملها وحده، لدرجة السهر رغم الارهاق..



لدرجة التضحية بالجهد.. 

لدرجة التضحية بالحب..

نور الدين المثال الحي لجملة " ومن الحب ما قتل " فهو لديه كامل الاستعداد في الانتحار الان لاجل سراج



وحبه الشديد لاخيه هذا الذي كان سبب من اسباب كرهها له بات اهم سبب يجعلها تحترمه وتعجب به!



وهكذا هي الحياة.. غريبة.. عجيبة، تقلب حالك ومشاعرك بين فنية والاخري، بين ليل وضحاها..



قطع احبال افكارها صوت الممرضة التي خرجت من غرفة سراج تبشرهم بـ استيقاظه و... طلبه بدخول نور الدين لديه




ولم يكذب نور الدين الخبر، فهي فقط ثواني وكان يجلس علي مقعد يجوار الفراش المسطح عليه الاخر، ماسكًا يده بين يديه وهو يطالعه بدموع التمعت بعيناه واشتياق وحب صادق..

سراج مرددًا بنبرة خافتة.. متعبة:-

_نور..

نور الدين بتلهف:-

_عيون نور وكل حياته ياسراج.. اؤمرني عايز اية وانا هعملهولك اطلب واتأمر وانا هنفذلك بس قوم ومتنمش علي سرير ياسراج، قوم واتنطط عليا براحتك بس متنمش كدا ياسراج



كلماته النابعة بالحب الذي لا ينضب ابدًا، دخلت علي روح سراج فورًا.. توجعها وجع لذيذ، تضمد جروح كاوية و تؤنبه علي وقاحته بما فعله بالماضي



التمعت عيناه هو تلك المرة بالدمع.. 

تحشرج صوته بغصة الندم وقال بينما يبعد عيناه عنه بحرج:-

_انا اسـف 

سارع بالحديث وهو يربت بخفة علي جبينه بحنان ابوي.. اخوي.. امومي، حنان مجمع من كل المشاعر الذي يمنحها له دومًا بلا طلب مقابل.. و:-



_متعتذرش وراسك متتكسرش ابدًا ياسراج، انا عايش بس علشان مخليش راسك تنحني حتي ليا



كلماته كانت لا تزيد لسراج الا الوجع وهو يري من كان يقسو عليه.. عندما جاء بيده ان يشمت.. تمنع وها هو يفصح

سـراج:-



_طول عمرك احسن مني وقدوتي في حياتي، شايف كل كلامك وتحذيراتك قوانين لازم امشي عليها، اسف لو قلت مرة ليك اي كلمة وحشة.. انت كنت وهتفضل قدوتي واحسن راجل في


 حياتي، سامحني كنت معمي وموجوع يانور وملقيتش غيرك اطلع فيه وجعي رغم معرفتي ان بكلامي دا وجعك هيكون مضاعف لوجعي..



اناا عارف اني باللي عملته دا اثبت ليا قبل ما اثبت ليك اني طايش واني لسة مش قادر اتحمل مسئولية واني وحش بـس...


صمت عندما لم يجد ما يبرر به فعلته اكثر فتناول نور الدين دفـة الحديث بدلًا عنه:-



_انا ميهمنيش اي تبريرات انا مسامحك علي كل حاجة عملتها او هتعملها، انا بس عايزك ترجع البيت تقعد معايا من تاني



 وارجع اشوفك كل يوم وبس، احضنك في اي وقت زي ما انا عايز.. انا مش عايز منك غير كدا، سراج.. صدقني وجودك في حياتي هو الغاية اللي بعيش علشانها وبس..



انا عندي استعداد اعمل اي حاجة بس تفضل في حياتي وجنبي، عندي استعداد اضحي بأي حد مهما كان مين واضحي بأي حاجة لكن انت لا.. انت روحي مقابل روحك، انت عندي اغلي مني، افهم كدا ارجوك ومتوجعنيش بيك تاني




سراج بتألم:-

_فهمت وكنت فاهم واستخدمت ضعفك علشان اوجعك

سارع بالنفي:-

_لا.. انت لدلوقتي موجعتنيش بيك، اخدت الشركات.. ولا يهمك، انا بشتغل علشانك اصلا من زمان وانا بثبت اسم شركتنا علشانك علشان يفضل وراك اسم تتسند عليه بعد موتي



امسك يده وسارع بالقول:-

_متجبليش سيرة الموت ارجوك

اؤما بحسنًا باسمًا ثم تابع:-

_انا جوزتك نجوان وانا راضي شهدت علي جوازكم ومفيش في قلبي ذرة ضغينة واحدة.. وبعد ما عرفت انكم مش متجوزين يمكن اكون فرحت.. بس لو عايزها فعلا انا



 هسلمهالك بنفسي تاني وتالت، رغم حبي لنجوان لكن.. حتي مشاعري ليها متخلينش اقف قدام رغبتي في اني احققلك اي حاجة.. 



حبي ليك يخليني ياسراج اضحي بفلوسي وحبي صدقني من غير ذرة ندم، علشان كدا لما خدتهم مزعلتش.. 



تعرف اية اللي زعلني؟ اني طول الفترة دي مكنتش بحضنك زي زمان.. واية اللي بيموتني؟ وانا شايفك دلوقتي علي سرير المستشفي واللي هيموتني فعلا ويقتلني انك تتأذي بحاجة



 ميكونش ليها في ايدي حل، انت عالمي ياسراج.. حياتي من غير وجودك ملهاش فايدة، فصدقني اعتذارك ملهوش اي لازمة وجودك هو بس اللي بيسعدني


كان لا يعلم.. بماذا يرد؟ ربما كان يعلم كل تلك الحقائق لكن وهي تندفق من شفتي الاخر كان لها مذاق اخر.. حلو


ادرك الان.. انه هو ايضا لا حياة له بدون اخيه، ان عدم وجود نور الدين طوال تلك الفترة كان لا يجعله يسير علي ما يرام.. ادرك انه كما الاخر.. كل العالم بكفة واخيه بكفة..


هتف نور الدين باهتمام وهو يضع يده علي جبهته ليري درجة حرارته:-

_حاسس بوجع؟ اجيب دكتور

امسك يده وضمها بيده الاثنتين نحو قلبه حركة كان يفعلها وهو صغيرًا ولا ينام الا وهو فاعلها.. اغمض عينيه مستعدًا لـ النوم وهو يغمغم:-



_وجعي كله راح لما كلمتك.. هنام بس متمشيش خليني ماسك ايدك زي زمان

اؤما له بحسنا وهو يبتسم بسعادة وعدم تصديق، هل عادت المياة لمجاريها اخيرا؟!



هل سامحه اخيه؟ 

ياللهي.. نور الدين يود لو انه يقف ويرقص الان من سعادته


بالفعل نام سراج وطال وقت نومه وظل نور الدين علي جلسته واضعًا كفه بين كفي اخيه.. ينظر له بتمعن بحب واشتياق، حارسًا علي الا يصدر اي حركة او فعل تضجر نوم الاخر.. 

ورغم ان جلسته تؤلم.. لكنه لم يشعر بذلك



بل هو كان سعيد.. في غاية السعادة وهو يرمق ملامح سراج التي ستظل في عيناه الي الابد ملامح طفولية وبريئة.. بحب!


غريب حبه.. لكنه ليس مستحيل..

هكذا القلوب حينما تحب تمنح.. 

وحينما يزيد الحب تصفح..

وعندما يصل الي درجة العشق وما اكثر.. تبات الحالة ك نور الدين.. حياته تبقي رهن حياة اخيه..



وجعه مقترن بوجع الاخر..

هكذا نور الدين.. اذا اردت ان تسعده اسعد اخاه..

ان اردت ان تحزنه احزن اخاه..

اذا اردت ان تنتقم منه.. آُئلم اخاه..

فتألم اخاه يعني صراعه هو الأبدي مع الموت والوجع..


و... كان عبدلله باهر يعلم ذلك فأستغل الامر جيدًا

استغل سراج لـ الانتقام من اخيه اثر ما ارتكبه من جريمة في حقه هو عندما تجرأ وكان سبب اساسي ووحيد في جعل شقيقته تقبل علي الانتحار.. شقيقته.. مي باهر


                   الفصل الحادى عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-