رواية همس القلوب الفصل الرابع4 بقلم منال كريم

رواية همس القلوب الفصل الرابع4 بقلم منال كريم

تقف في الغرفة بتوتر و تقوم بالاتصال على زياد ، لكن هو لا يجيب، و تذكرت لقائهم معنا اليوم.




فلاش باك




كانت تخرج من المطبخ و تحمل كوب القهوة خاصته ، مدت يدها له، أخذ الكوب و جلست بجواره و قالت بتوتر: زياد 




كان ينظر إلى التلفاز و قال دون النظر إليها: نعم.




كانت تفرك يديها بتوتر تزامنا مع دموعها المتحجرة في عيونها ، خشيت أن يتخلي عنها، لتردف بتلعثم : كنت بقالي فترة مش مظبوطة و النهاردة تأكدت من حاجة.




مازال لا يعير اهتماماً للحديث ، ليسأل بعصبية: و بعدين.




نهضت من مقعدها و قالت بدموع: أنا حامل.




سقط منه الكوب على الأرض ، و نهض من مقعده و جذبها بعنف من شعرها و سأل بغضب: بتقولي ايه.




حاولت التخلص من قبضته لكن لا تستطيع ، لتردف بألم: بقولك حامل ، سيب شعري.




دفعها بقوة على الأرض و سأل : حامل ازاي أحنا بقالنا شهر  بس مع بعض.




قالت بدموع : معرفش حاصل ازاي و أنا و الله كنت عاملة حسابي لكن أمر الله ، يمكن ربنا عمل كده علشان نفكر في خطوة الزواج.




نظر لها بغضب و صرخ: خمس دقائق جهزي نفسك و أخرجي من هنا، و إلا و الله العظيم أخرجك بمنظرك ده و الكل يتفرج عليكي.




لم تناقش حديثه ، ركضت مسرعاً ارتدت ثيابها و غادرت المنزل و لا تعلم ماذا تفعل؟




عودة 




كانت مازلت تحاول الاتصال به، و أخيراً فتح الخط، لتردف بسعادة: حبيبي أخيراً رديت عليا.




قال بصوت عالي : مسافة السكة تكوني عندي.




و أغلق الخط ، حاولت الاتصال مرة أخرى لكن كان الهاتف مغلق ، لم تأخذ ثانية في التفكير غادرت المنزل دون أخبر أحد.




في غرفة الصالون 




كانت تجلس بجوار ياسمين بتوتر و تنظر إلى الأسفل بخجل ، كان الجميع يتحدث و هي تجلس بصمت، كان هو يختلس النظر منها ،من الحين والآخر.




ثم قال محمود: بقول نسيب محمد و عائشة مع بعض علشان يتكلموا شوية.




عند سماع هذه الجملة ، أصبحت دقات قلبها سريعاً جداً.




غادر الجميع و بدأ هو الحديث: عاملة ايه يا آنسة.




قالت بصوت يكاد مسموع: الحمد لله بخير.




أبتسم و قال: أقولك كل الكلام اللي قولته لبابا محمود.




رفعت عيونها من الأرض و نظرت له و قالت بتعجب: بابا.




عندما التقت العيون ،ذهبت في رحلة طويلة معنا ، ظلوا ينظرون إلى عيون بعض ، انتبهوا عند سماع اشعار رسالة، نظرت إلى الأسفل بخجل و تستغفر ربها.




ظن أنها تلؤم نفسها على هذه النظرة لذا قال بهدوء: على فكرة دي رؤية شرعية و مفيش  حاجة تدعو إلى الذنب.




لن تجيب أومأت رأسها بالموافقة و سألت مرة أخرى: أنت قولت بابا محمود.




قال بابتسامة: أيوة سوء حصل نصيب بينا أو لا ، هو  ابوي و أنا إبنه.




لن تنكر سعادتها بهذا الحديث، فطالما أبيها كانت ينتمي أن يكون له صبي ، و هذا ليس لأنه يفرق بين الفتاة و الصبي ، لكن لأنه يخشي الموت و يترك الفتيات و الأم بمفردهم.




بدأ يسرد كل ما قال ، و هي كانت مستمتعة بحديثه ، و كانت سعيدة لأنها شخص بار بعائلته.




قال بهدوء: هذه قصتي، و أنتِ عايزة تقولي حاجة.




أومأت رأسها اعتراضاً.




سأل مرة أخرى: عندك اي سؤال.




أومأت رأسها اعتراضاً.




ليردف بهدوء: تكلمني عن نفسك.




لتردف بهدوء و مازالت تنظر إلى الأسفل: مفيش حاجات كتير ، أنا في كلية الطب و حلمي أكون دكتورة أطفال، عندي أخت واحدة ،  أعيش مع بابا و ماما، عندي صديقة مقربة و أعتبرها أختي ، كنت أنا و هي على وعد نفضل مع بعض طول العمر ، و الحمد لله أظن أن ده يتحقق.




نظر لها نظرة ممتلئة بمشاعر كثيرة هو لم يفهم  و لا يصدق ، فهذه أول مقابلة لهم، كيف يشعر بكل هذه الراحة و السلام و الطمأنينة ؟ لماذا يريد توقف الزمن هنا؟ لماذا يتمني أن تكون زوجته الآن ؟ 




سأل و هو يتمني يكون شعور متبادل: تقصدي ايه بأن حلم أنك تكوني أنتِ و ياسمين مع بعض طول العمر.




لتردف بخبث: بس أنا مش قولت ياسمين.




شعر بالحزن الشديد و ظن أنها تتحدث عن صديقة أخرى.




قالت بابتسامة: الشخص اللي يكون خايف على أهله اوي كده ، لدرجة أن عنده استعداد مش يتجوز علشان خاطرهم ،و اللي يشرط أن يفضل جنبهم و هو متحمل مسؤوليتهم ، الشخص ده مفيش واحدة تفهم تفرط في لأن زي ما يراعي أهله ، يراعيها هي كمام، أنا موافقة أكون زوجتك و بنت تانية لامك ،و أخت لأختك، موافقة أعيش وسط عيلة جميلة و مترابطة زيكم ، موافقة أكون فرد من عيلتك الجميلة.




أنهت حديثها و غادرت إلى الخارج ، و ذهبت الى غرفتها ، و ذهبت خلفها حنان و مجرد ثواني و خرجت و هي تزغرط و شاركتها ياسمين و ولادتها 




و عانق محمد محمود بحب و قال: بارك الله في تربيتك يا بابا، يشرفني أن بنتك تكون زوجتي.




و أتفق محمد مع محمود على الامور المعتادة و لم يحدث أي خلاف.




في الجهة الأخرى




و هنا يثبت أن ليس الآباء مسؤولين عن أخطاء الابناء، عائشة و خديجة لهن نفس الأب و الأم ، تربوا على نفس القيم و الاخلاق، لكن كل منهن سلكت طريقها الخاصة ، لذا لا نلؤم الآباء والأمهات على خطاء الأبناء ، الله خلق لكل منا عقل يفكر به.




تدق الباب ، فتح لها و دلف دون حديث ، أغلقت الباب و دلفت ، كان يعطيها ظهره ، لتردف بتوتر: عايز ايه يا زياد ، أنا خرجت من البيت من غير ما حد يعرف.




ألتفت لها و صفعها صفعة قوية ، سقطت على الأرض وانهارت من البكاء، و قالت : زياد أنت.




لم يسمح لها بالحديث ، بل انهال عليها لكمات قوية برجله في بطنها ، كانت تتالم بشدة ، لكن لا تستطيع الصراخ، فماذا تفعل إذا سمع أحد صوتها ؟ ظل ينهال عليها بالضرب بقوة و هو تتالم بشدة و هو يلهث من المجهود، حتي رأى الدماء التي تسيل منها، أبتسم بسعادة ، و جلس  على الأريكة حتي يأخذ نفسه.




كانت مسطحة على الأرض و الدماء تسيل منها ، و ضعت يديها على بطنها و قالت بدموع: زياد الحقني بموت من الوجع.




قال بغضب و هو يلهث: الجنين عمره أيام ، أكيد هو كده نزل.




قالت بدموع و صدمة: زياد أنت بتقول ايه و بتعمل ايه، أنا حبيتك و أنت حبيبي ، ليه تعمل في كده.




لم يجيب على سؤالها و صرخ: اخلصي نظفي الأرض من الزبالة بتاعتك.




لم تصدق أن هذا هو زياد , نهضت بفزع عندما جاء إليها و جذبها من شعرها بقوة ، و قال: خمس دقائق تنظفي الأرض و تمشي من هنا، و مش عايز أشوف وشك تأتي ، و اسمعي الكلام اللي كل شاب يقوله لبنت زبالة زيك، لكن انتوا  مش تفهموا ، أو تكونوا مبسوطين بالغلط ، من أول ما حاولت أكلمك و أنتِ كنتي مستعدة تكلمني في السر و تكسري  ثقة أهلك و أنتِ نزلتي من نظري، بدأت أكلمك  بوقاحة و الهانم مستمتعة و بدأت امسك ايدك و الهانم موافقة.




ثم نظر لها بوقاحة و قال: كل ما أكسر الحدود بينا  مفيش اعترض منك ، علشان كده قربت أكثر تجي تقولي جواز و حمل ، بلاش نضحك على بعض أنتِ عارفة أن مفيش شاب يرتبط بنت سمحت لنفسها تكلم شاب بدون ارتباط، أنتِ بس كنتي مبسوطة زي، و خلاص دلوقتي كله على المكشوف ، تحبي نكمل على كده و مش تقولي جواز و الكلام الفارغ ده ماشي، مش عجبك يبقي وقتك معي خلص.




أقترب منها و قال : أنتِ عارفة أنا  أتمني اتجوز مين فعلا ، عائشة بنت محترمة و مفيش حد يقدر يتكلم معها ، لكن أنتِ بنت زبالة، يلا اخلصي أمشي من هنا.




كانت تسمع كل حرف بصدمة كبيرة ، كان كل حديث عائشة صحيح، لكن هي أحببته بشدة, كانت تثق فيه ثقة عمياء ، كيف يفعل معها ذلك الآن ؟




قامت بتنظيف الأرض و رحلت، و هي ضائعة.




بعد ذهاب عائلة محمد 


تدلف عائشة إلى الشرفة لكي تخبر خديجة بما حدث، لكن لن تجدها  هي ظنت أنها في الشرفة تحدث الشاب، لكن الآن أين ذهبت؟ كانت تغادر الغرفة لكي تخبر ابيها، لكن وجدتها تدلف و يظهر علامات الحزن و الإرهاق عليها، لتسأل بتوتر: مالك و كنتي فين.




لن تجيب و ألقت نفسها على الفراش.




سألت مرة أخرى: مالك يا خديجة.




لن تجيب أيضا و أغمضت عيونها.




كانت تكرر السؤال ، لكن دق الهاتف، كان بدون أسم أجابت و هي تفتح مكبر الصوت: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.




جاء الرد من الجهة الأخرى: و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته.




لتسأل : مين.




ليردف بهدوء : مش عارفة صوتي.




سألت بعصبية: لا مش عارفة و حضرتك أقول مين أو أقفل السكة.




تعالت أصوات ضحكتها و قال : أنا محمد خطيبك ، أخذت رقمك من بابا محمود.




جلست على الأريكة و سألت بابتسامة: و أنت عايز ايه .




ليردف بهدوء : عايز اطمئن عليكِ.




لتردف بهدوء: أنا بخير ، أقفل عايزة أنام.




أخذ نفس عميق و قال بحب: أحلام سعيدة.




لتردف بهدوء: و أنت يلا مع السلامة.




و أغلقت الهاتف و هي تبتسم و تشعر براحة شديدة.




كانت تنظر لها و تسمع للحديث بحزن، و الآن وضحت الرؤية ، هي كانت تتحدث في الخفاء ، و تختبئ وسط الظلام.




لكن عائشة تتحدث معه بعلم أبيها ، هي تتحدث براحة شديدة ، و لا تخاف من شيء، جاء مع عائلته أمام الجميع حتي تكون لها.




أما أنا  سلمت له نفسي بوثيقة سوف يكون زوجي ، لماذا فعلت ذلك ؟ لا ينفع ندم الآن أنا ضيعت حالي و انتهي الأمر ، كان حديث  أختي الصغيرة صحيح.




ذهبت في سبات عميق و هي تفكر ماذا تفعل ؟




بعد أسبوع 




تستعد عائلة عائشة و محمد لحفلة الخطوبة.




هذا الاسبوع كان سعيد جداً لكل العائلة إلا خديجة ، التي لم تذهب الى الجامعة بحجة المرض.




في الصباح 




تدلف حنان غرفة الفتيات و هي تطلق زغريط متتالية ، استيقظت الفتيات.




اعتدلت في جلستها لتردف بابتسامة: صباح الخير يا ماما.




اقتربت منها و ضمتها إلى حضنها لتردف بدموع: صباح النور يا عروسة، ألف مبروك.




لتردف بهدوء: بلاش دموع يا ماما.




ابتعدت عنها و إزالة دموعها و قالت بحب: حاضر يا حبيبتي ، أنتِ مش عارفة أنا مبسوطة قد ايه ، كل ام تتمني اليوم اللي تكون في بنتها عروسة، و تشرف بيها قدم الدنيا كله.




انحنت وضعت قبلة على يديها ثم جبينها, لتردف بدموع: ربنا يسعد قلبك و أيامك يا أحلي احلي ماما في الدنيا.




كانت تحاول جاهدة أن تتحكم في دموعها ، حتي جاءت حنان إليها و ضمتها و قالت بحب: عقبالك يا حبيبتي و أشوفك أحلي عروسة في الدنيا.




و هنا لا تستطيع السيطرة على دموعها ، بل انفجرت من البكاء بصوت عالي.




نظرت لها حنان و عائشة بخوف.




حتي هرول محمود بذعر و فزع و هو يسمع صوت البكاء. 


سألت حنان بتوتر: ايه اللي حصل يا حبيبتي.


انهارت من البكاء و قالت : للاسف يا ماما أنا عمري ما أكون عروسة ، أنا ضيعت نفسي و ضيعت شرفكم معي.

نظر لها الجميع بصدمة.

                   الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات