الفصل التاسع والعشرون من رواية مابين الحب والقدر بقلمي ندى الشناوي ❤️
قبل فترة من حدوث ماحدث
فى العناية المركزة
كانت ملاك يمر أمامها شريط حياتها بداية من مرضها
وأصوات ضحك وهزار وكلام ومناقشات حادة وأصوات متداخلة مع بعضها إذا سمعتها حتماً لن تفهم حرف واحد مما يقال منها ......
أصبحت ضربات قلبها تتزايد مع كل ذكرى مرت بها
وفى وسط كل الذكريات مرت بها ذكرى سعيدة وهى تستمع أحد يقول لها "بحبببببك ياااااا ملاااااك "
وأخرى "كان نفسى اكمل بس دى حاجة أساسية أهم مني شخصياً "
وأخرى " البقاء لله" .... "ماتت"
صوت الجهاز اصبح عالى يعطى اخر صوت لنبض القلب
أما الممرضة المقيمة فى الغرفة بمجرد ما سمعت الصوت جرت واخبرت الدكتور
الأن فى الغرفة الدكتور وخمس ممرضات
تحدث الدكتور بسرعة وعملية : حد ينادى دكتور القلب المتابع للحالة بسرعة ......
وتابع انعاش القلب عن طريق اليد ولكنة لم يجدي نفعاً
دخل الدكتور المختص وهو يتحدث سريعا بعدما رأى الحالة : جهاز الصدمات بسرعة
مسك الجهاز بيدية والممرضة تضع الجل على الطارتين وبعدها يضعها على الصدر ويثبتها جيدا حتى لا تتحرك وفى كل مرة لا يستجيب القلب يعلى من سرعة الجهاز وهكذا استمر الوضع ....
حتى اخيرا استجاب القلب وعاد النبض مرة أخرى
وجة الدكتور حديثة للممرضة قائلاً : غيرى أنبوب الأكسجين وخليها تحت الملاحظة الشديدة بس بسرعه
الممرضة : تمام يا دكتور
تدخل الدكتور الاخر متحدثاً : القلب حالتة فى خطر و لازم بديل فى أسرع وقت
اجاب الدكتور مؤيداً لكلامة : فعلاً .... انا هابعت للمستشفيات الموجودة قريب هنا
مجرد ما خرج الدكتور قابل محمد فى وجهة مباشرة
محمد بلهفة : ملاك مالها
الدكتور وهو يدعي عبد الرحمن : حصلها سكتة قلبية مفاجئة والقلب حالتة اتدهورت اكتر من الاول ومحتاجين قلب فى أسرع وقت
محمد : يا دكتور انا على أتم الاستعداد اخدها حالاً واسافر برة فى اى مكان أمريكا .... ايطاليا ... فرنسا المهم انها تكون بخير
عبد الرحمن بعملية : محمد بية انا مقدر خوفك عليها بس برة مش هيعملوا اكتر من اللى اتعمل هنا دلوقتى الاهم ان قلبها يرتاح بعد اللى حصل واننا نلاقى أنسجة قلب مطابقة لقلبها دا غير أنها تحت الملاحظة الشديدة لقدر اللة حصل اى مضاعفات مرة تانية
محمد بحزن ظهر فى صوتة وبلهفة : طب وهو فين القلب دا واجيبة منين
عبد الرحمن : استئذن حضرتك انك تكون فى انتظارى فى مكتبى الشخصي وهاشرح لحضرتك كل التفاصيل بس حاليا فى حالات فى انتظارى بعد اذنك " ختم كلامة وهو يجفف عرقة بعد المجهود القوى ورحل
______ ندى الشناوي ______
وحيث البلد الجميلة سوهاج
احنا جايين هنا لية ..... ياسيف احنا بنعمل اية هنا ..... يوووة ما تنطق يا سيف " هكذا قالت هنا وختمتها بضجر من سيف لعدم ردة عليها وكأنها غير موجودة
واخيرا توقف سيف وبدأ بالحديث قائلاً بهدوء وهو ينظر بشرود إلى نقطة بعيدة لا نهاية لها : من زمان ...
من حوالى عشر سنين كنت شاب عندة طموح للحياة
وعندى حلم عاوز أحققة انى ادخل جامعة عين شمس اداب ودخلت وعدت سنة اولى بقيت فى سنة تانية وفى يوم كنت ماشى فى بلدنا فى الإجازة وفجأة ظهرت قدامى قمر زى البدر كانت بتجرى وخبطت فيا ومن ساعتها وهى دخلت فى قلبى وعقلى وقررت انى لازم اعرف مين دى ... واسمها ... وبيتها .... ومن ساعتها عرفت انى هيكون فى قصة .... وفى نفس الوقت كان فى ولد صغير بيلعب طلبت منة أنة يعرف مين مقابل كورة يلعب بيها .... ومشيت انا على بيتنا وتانى يوم فى نفس المكان شوفت الولد وعرفت انها من بيت العزاوى ....
وبعدها رجعت كليتي وعدت سنتين وطول الوقت دا كلة وهى شاغلة بالى وكنت اتخرجت وبما انى سيف السياف فمعروف مين انا وطلبت من أمى أنها تدور ليا على عروسة ... ساعتها امى فضلت تقولى فى اسامى عائلات لحد ما قولتها انا اعرف عيلة صاحبى قال إنهم ناس كويسة وتقريباً كدة اسمها القناوي ... العزاوى وعندنا فى الصعيد مش فى خطوبة ... كتب كتاب (زواج) عالطول ساعتها الفرحه كانت جوا قلبى وعملنا الفرح وفى يوم كنا بنتمشى فى الارض وهى كانت بتحب تجرى وفجأة وقعت على دماغها على حجارة جريت واخدتها على المستشفى بس روحها كانت راحت لربها وفضلت سنتين بعدها منعزل عن العالم معرفش انهاردة اية .... ولا احنا فى اى ساعة نهار ... ليل كنت عايش على ذكرى الكام شهر اللى عشتهم معها ....
وفى يوم والدى رجع بعد سنين غياب وصمم انى انزل اشتغل فى القاهرة ونزلت وعلشان ابعد عن سوهاج وعن ذكرياتنا بدأت فى تحضير رساله الماجستير وبعدها خدت الدكتوراه واشتغلت دكتور فى كلية آداب عين شمس وبعدت تماماً عن سوهاج كنت بدفن نفسي فى الشغل لحد النوم وفى يوم دخلت بنت وانا فى لجنة امتحان متأخرة وانا رفضت بس لمضة سمعتها وهى بتتكلم ووافقت أنها تمتحن تانى بس مختلف عن باقى زمايلها وبدأت اعجب بيها ومرة واحدة اختفت معرفش راحت فين وكنت فى الفترة دى بحلم يوميا حلم غريب بكون واقف قصاد باب وفى حد جوة انا فى انتظارة وماسك لي كرسى وفضلت فترة لحد ما فى يوم حلمت نفس الحلم بس كان فى شخص جديد فى الحلم صحيت يومها وانا مصمم انى هارجع سوهاج
وفى نفس اليوم شوفت خبر بأن والدى مات فضلت
موجود ومصدوم مش مصدق بعد ما خلاص العلاقة رجعت بينا من جديد هو يموت طبعا اختى وامها مش يعرفوا انا مين عرفتهم واختى دخلت غيوبة ومشيت وسبتها بس هى متعرفش انى سبتها علشان والدتى تعبت وكنت خايف انها تروح مني وطول الوقت كنت بفكر ازاى عرفت احب من تانى وجيت فى يوم ل حبيبتي (وابتدا يحكى عن اليوم دا )
وبعدها فى يوم كنت فى القاهرة بجيب ورق علشان انقل شغلى شفت منظر قلبى ساعتها مستحملتش وفعلا الحلم الاول اتحقق وكنت منتظرك ومحمد كان رافض فكرة الارتباط فى الوقت دا والباقى انتى عارفة ......
وسكت واخد نفس طويل بتنهيدة واتكلم بعدها : ودلوقتي يا هنا عرفتى كل حاجه عن حياتي واى حاجه عاوزها هانفذها حتى لو الانفصال " وترك المكان بأكمله وجلس على اقرب أريكة
أما هنا فكانت تقف مصدومه مما سمعت
هنا : سيف
سيف بجمود : فى انتظار قرارك ومعاكى كل الوقت
هنا بإصرار ونفس الجمود : وانا قررت يا سيف ..... سيف أناا .....
________ ندى الشناوي __________
فى شركة السياف
ادخل "قالها فادى
مريم : دا ورقة الصفقة اللى حضرتك طلبتة
فادى : تمام
مريم : اى حاجه تانية يا فندم
فادى : خلى علا تعمل ملف الشهر
مريم : تمام
بعد خروجها أراح فادى ظهرة إلى الخلف وهو يفكر هل سيحدث بما يفكر فية ام لا ..؟؟!!
وعن ادم ف اليوم فهو يوم خطوبتة من إحدى بنات أصحاب والدتة (عايدة) تدعى سها شخصية جميلة حاصلة على لقب المهندسة وهذا هو ماسعت إلية والدتة
أما عنة هو وافق بعدما عرف بأن نغم أصبحت على اسم رجل أخر فهو لا يهمة إذا كانت سها جميلة ام لا هو يحاول أن يعتاد على ذلك الالم بداخلة
_______ ندى الشناوي _______
عودة مرة أخرى إلى المشفى
دخل عبد الرحمن المكتب وجد محمد فى انتظارة فتحدث قائلاً : اهلا محمد بية اسف على التاخير
محمد : لا عادي ..... ممكن تعرفني تفاصيل العملية اكتر والقلب دا بيكون فين واجيبة ازاى
عبدالرحمن بجدية : القلب البديل دا بيكون من شخص ميت من ساعة أو اتنين فى حدثة أو كان تعبان والقلب كان سليم أو شخص موصى بالتبرع بالأعضاء الخاصة بية لاى حد محتاج وفى ناس بتكون brain death ( موت إكلينيكى ) ودا فى الغالب ....
احنا بناخد القلب المتبرع وفى العادى بيستمر 4 ساعات بس احنا نقدر نحفظة ل 24 ساعة اكتر من كدة القلب بيموت علشان كدة لازم المريض يدخل العمليات ونزرعة والعملية بتاخد وقت من 5 ل 6 ساعات وقبل العملية المريض بياخد دوا Immunosuppressant (تقليل "ثثبيط" للمناعة) علشان الجسم مش يرفض قلب المتبرع دا غير الأدوية التانية زى Antibiotics (المضادات الحيوية) وبيدخل بعد كدة العمليات والباقى بيكون شغلنا جوة احنا
محمد : على كدة موضوع القلب سهل من اى شخص .....
عبد الرحمن مقاطعاً : لا .... قلب المريض لازم يتوافق مع قلب المتبرع من حيث فصيلة الدم والأنسجة والحجم لتفادى حدوث أى ضرر
محمد : طب وبعد العملية اية اللى بيحصل
عبد الرحمن : المريض بيفضل فى العناية من 2 ل 3 أسابيع فى العناية تحت الملاحظة دا غير الأدوية الخاصة علشان الجسم عموماً ميرفضش القلب الجديد ومع مرور الوقت بنبدأ نقلل جرعة الدوا وفى إجراءات تانية بس محبش ندخل فيها لانها تفاصيل فى حالة أن القلب الجديد اترفض من الجسم دا طبعا غير النظام الغذائي الصحي .....
وبعدها المريض بيبدا فى التعافى ويفضل أنة يمارس رياضة 2 ل 3 أشهر ودا طبعاً بعد التعافى من الجراحة وبيكون كدة الشخص مستعد أنة يمارس الحياة الطبيعية بس مع الحرص
محمد : شكراً يا دكتور
عبد الرحمن : العفو واتمنى المدام تكون بخير
محمد بتساؤل وخوف : ينفع ادخل أشوفها
عبد الرحمن بعدما رأى الخوف على وجهة فى أن يرفض : مسموح ليك عشر دقايق بس .... وممنوع تدخل من غير تعقيم والممرضة هتكون معاك
محمد بفرحة : شكرا يا دكتور وخرج