رواية وسطا العشق الفصل الاول1والثاني2 بقلم زكية محمد

رواية وسطا العشق 

بقلم زكية محمد 

الفصل الاول والثاني 


في محافظة قنا وفي إحدي القري بمركز قوص حيث المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية والمنازل الريفية و



 في إحدي المنازل الكبيرة في صحن المنزل الكبير صرخ بعنف :- يعني إيه يا ابوي هتكون راحت وين بت الفرطوس هي وخيها؟ 


هتف بأعين مليئة بالغضب:- مخابرش غارت وين يا عبد العزيز بوظت كل حاجة علينا قطعها وقطعة سيرتها.  


صاح بغضب شديد :- لاه يا ابوي هدور عليها 

وهجرجرها من شعرها لحد إهنة بت الكلب خلت اللي يسوي وميسواش يتحدت علينا بالحديت الماسخ. 


هتف بضيق :- اللي نجروا عاد دلوك هنقعد نولول كيف الحريم. 


هتف بغضب :- والأرض يا بوي دول 20 فدان عاوزهم يلهفوهم بلوشي إكدة . يا مين يلايمني عليها وانا أحش وسطها بالمنجل هي وخيها بت ال***** بت الخوجاية الف***


هتف  راضي بضيق :- عندك حق يا ولدي هنستنوا إيه من واحدة أمها خوجاية. نعمل إيه لعمك خلصت بنات مصر كلياتهم رايح يجيبلنا واحدة تقاليع برة. 


هتف بغضب :- والعمل إيه دلوك والراجل اللي اتفقنا معاه على البيع هنقوله إيه عاد؟ 


هتف بغضب مكتوم:- هنستني هبابة ونشيع رجالتنا يندلوا علي مصر ويقلبوها لحد ما يلقوهم.


هتف بغل :- ماشي يا ابوي ولو ملقوهمشي هندلا بنفسي واجيبها واقتلها قبل ما تجبلنا العار. 


هتف بغضب مكتوم :- معلوم يا ولدي معلوم.  هملنا من سيرتهم دلوك وخلينا في مصالحنا شيعت للواد عوض يجيب الجرارات ويحرت الأرض علشان نزرع 

القمحيات. 


هتف بضيق :- أيوة يا ابوي شيعتله. 


هتف بغلظة وهو يعدل من غطاء رأسه ويلتقط عصاه الأبنوسية:- طيب هم بينا نشوف الرجالة في الأرض حدانا .


هز رأسه بخفوت وسار خلف والده متجهين نحو الأرض الزراعية خاصتهم. 


علي الجانب الآخر في غرفة مجاورة تحدثت بحزن :- ربنا يلطفها معاها هي وخيها ويسترها عليهم ربنا نجاها من بطش عمها قادر يكملها معاهم علي خير . دا أبوها ملحقش في تربته. 


أردفت بحزن هي الأخري :- إن شاء الله يا عمة هي زينة وطيبة ربنا هيدحرها من كل شر. قلبي عليكي يا خيتى إنتي واخوكي. 


هتفت بحزن:- قومي قومي شوفي عيالك ويناتهم وفطريهم. 


هتفت بأدب :- حاضر يا عمة. 


قالت ذلك ثم خرجت لتري أطفالها اللذان  يركضان في الشارع مع بقية الأطفال. 



بينما هتفت الحاجة صابحة بحزن:- والله الزمان جار عليهم يا محمود من وقت موتك وخيك مرحمهمش . ربنا يسترها معاهم. 


*****************


في إحدي القطارات المتوجهة الي الوجه البحري كانت تجلس إلي جوار أخيها وتستند علي زراعه تستمد الأمان منه وهي



 تذرف دموعها بصمت ، بينما كان أخيها يطوقها بذراعيه وكأنها ابنته فعلي الرغم من إنه يصغرها بعام إلا إنه يشعر إنها شقيقته الصغري. 


أراح برأسه للخلف علي المقعد وراح يفكر فيما حدث منذ ساعات في الصباح عندما كان يسير بحزن علي والده الحبيب



 الذي توفاه الله منذ ثلاثة أشهر ولحق بزوجته التي توفت اثر مرض السرطان منذ أعوام حيث شعر بأنه كبر أعوام فوق عمره



 .جلس تحت شجرة وأخذ يتطلع أمامه لتلك الخضرة بحزن لعلها تنسيه القليل إنه علي مشارف التخرج فينقصه ثلاثة أشهر ويصبح مهندسا محققا أمنية والده .


إلتمعت الدموع بعينيه وهو يفكر كيف سيتمكن من مواجهة عمه ذلك الطامع في نصيبهم من الأرض منذ حياة والده فماذا سيفعل بعد أن توفي. 


خشي علي شقيقته من أن يتم تزويجها لابن عمه المتزوج فلا يهم ذلك بالنسبة إليهم فكل ما يهمهم هو الأرض والمال. 


زمجر بغضب وهز رأسه بلا لن يسمح لهم بأن يقتربوا منها ويؤذوها . خرج من شروده علي حينما شعر بجلوس شخص آخر إلي جواره 



مسح دموعه بسرعة حتي لا يراه فالرجل الصعيدي لا يبكي وإن كانت الهموم تفوق الجبال وكأنه خالي من المشاعر ومتحجر القلب. 


ربت الحج راشد علي كتفه قائلا :- شد حيلك يا عامر المرحوم قطع بينا كلياتنا راعي لخيتك ونفسك يا ولدي. 


هتف بخفوت :- إن شاء الله يا أبا الحج. 


نظر يمينا ويسارا ثم هتف بحذر:- شوف يا ولدي انا جيتلك عشان في كلمتين في رقبتي وصاني بيهم المرحوم أخبرهملك قبل ما ربنا يفتكره. 


هتف بتعجب:- خير يا حج راشد خش في الموضوع طوالي. 


هتف بهدوء :- شوف يا ولدي محمود كأنوا كان خابر زين اللي هيجرا عشان إكدة إتحدت وياي(بقلم زكية محمد )


وضع يده في جيب جلبابه الصعيدي ثم أخرج بعض الأوراق المطوية ثم هتف وهو يفرد إحداها ويمدها له :- دة عقد ملك الأرض الزراعية بتاعة أبوك كتبها باسمك إنت وخيتك. 



ثم فرد ورقة أخري قائلا :- ودي شقة في أحسنها مكان فيكي يا بندر عشان تقعدوا فيها بعيد عن عمك وشره. 


ثم مد له أخيرا ببطاقة إئتمان قائلا :- ودي فيزا تقدر تسحب بيها فلوس زي ما إنت رايد دي فلوس أبوك وحقك. 


هتف بدهشة وهو يتطلع لتلك الأوراق :- إنت عاوزني أهمل داري يا أبا الحج! 


تنهد بثقل قائلا :- لو خايف علي نفسك وخيتك هملها يا ولدي عمك ناويلكم علي نية عفشة أبوك سمع عمك وولده بيتفقوا



 علي قتلك ويقوموا يتجوز عبد العزيز سماء وياخدوا اللي حيلتكم كان نفسه ينقذكم بس ربنا أخد أمانته. 


هتف بصدمة :- كيف دة؟ وه وه بقي عمي نيته سودة إكدة وانا مخبرش. 


هتف بحزن :- أيوة يا ولدي عمك شيطان ومحدش يعرفه ربنا يهديه لحاله. وصية أبوك إن تاخد بالك من حالك ومن خيتك إنت سندها دلوك بعد ربنا .


هتف بغضب:- ليه أنا مش راجل إياك معرفش أحمي نفسي وخيتي زين. 


هتف بروية:-لاه راجل وسيد الرجالة بس زي ما قلتلك قبل سابق خاف علي خيتك ولا إنت ترضالها بالبهدلة. 


هتف بنفي:- لاه يا حج راشد خيتى دي أغلي حاجة عندي من روحي ومرضاش العفش ليها واصل. 


هتف بهدوء:- يبقي تنفذ اللي قلتلك عليه يلا قوم مفيش وقت لازمن تمشوا دلوك قبل ما الفاس توقع في الراس ونقول يا ريت اللي جرا ما كان. 


تنهد بحزن قائلا :- حاضر يا حج بس خليك خابر زين إن الوضع دة مش هيطول بس اتخرج وأوقف علي رجلي وساعتها لا هيهمني عمي ولا حتي ولده. 


هتف بإرتياح :- عين العقل يا ولدي بس يلا هم قوم علشان تلحقوا القطر. 


نهض ودس الأوراق في جيب جلبابه ثم إنطلق مسرعا نحو منزلهم. 


كانت تجلس في إحدي أركان المنزل منزوية والحزن مسيطر عليها ودموعها فقط من تتحدث منذ ثلاثة أشهر وهي علي تلك الحالة .  تقدم منها هاتفا بهدوء وحنان :- سماء تعالي عاوز أتحدت وياكي. 


هتفت بصوت متحشرج :- قول يا عامر سامعاك. 


نظر يمينا ويسارا قائلا بصوت منخفض:- لاه تعالي اوضتك نتحدتوا علي راحتنا. 


هتفت بقلق :- في إيه يا عامر متوغوشنيش عاد. 


هتف بخفوت:- تعالي بس مفيش وقت. 


قال ذلك ثم سحبها خلفه برفق حتي دلفا غرفتها بعد أن تأكد من أن لا يوجد من يراقبهما. 


هتفت بخوف :- في إيه يا عامر ضرعتني ؟


هتف بحذر:- سماء لمي خلقاتك بسرعة من غير ما حد يحس بيكي ولما تاجي القيلة نبقوا نمشوا من غير ما يحسوا بينا. .


هتفت بتعجب :- نمشي ونهمل أبوي وأمي و دارنا يا عامر !


هتف بحزم :- بقولك إيه مفيش وقت إحنا في خطر عمك الحج راشد خبرني إن عمك ناويلنا علي الشر. 


شهقت بخوف قائلة :- يا مري يا مري حديت إيه دة يا ولد أبوي؟ 


هتف بحذر:- زي ما سمعتي يا بت ابوي ولا تستني لما يجوزوكي لعبد العزيز ويطخوني عيارين وينفذوا ملعوبهم. 


إحتضنت أخيها بخوف قائلة :- لاه لاه متقولش الحديت الماسخ دا تاني أنا مليش حد غيرك دلوك بعد ربنا. 


ربت علي ظهرها بحنان قائلا :- يبقي تنفذي اللي قولتلك عليه. 


إبتعدت عنه هاتفة بحذر:- طيب. ..وأما صابحة وغالية يا عامر هتوحشهم قوي. 


هتف بروية :- هبقي أتصرف يا سماء بس يلا شهلي الله يرضي عنيكي ومتخليش حد يشك في حاجة. 


هزت رأسها بموافقة وهي تقول:- حاضر يا عامر. 


إبتسم بخفوت قائلا :- يحضرلك الخير يا خيتى أنا هروح كمان أجهز حالي. 


وبالفعل قاموا بتجهيز ما يحتاجونه للذهاب وإنتظر فترة الظهيرة حيث يمكث الجميع في منازلهم تجنبا للشمس الحارقة



 والحرارة الشديدة. خرجا الإثنين بخطي حذرة حتي نجحا في الهروب دون أن يراهم عمهم أو أحدا من رجاله وأوقف عامر أقرب وسيلة مواصلات وصعدا بها وإلي جواره شقيقته وبعد



 وقت كانا في المركز نفسه عند محطة القطار ثم قفذا في القطر الآتي من الأقصر سريعا وما لبث أن إنطلق بهم إلي وجهتهم. 


وبعد دقائق إنتشر خبر ذهابهم من البلدة ووصلت الأخبار لعمهم وولده مما زاد غضبهم وحقدهم عليهم. 


عاد من شروده متنهدا بعمق ثم نظر لشقيقته التي غفت فهذه عادتها تحب أن تنام كثيرا. 



أسند رأسها علي صدره كي تنام براحة ثم أغلق جفنيه في محاولة منه للهروب من ذلك الواقع المرير. 


*****************


حل الليل سريعا معلنا وصولهم إلى القاهرة. أيقظ شقيقته برفق التي نهضت وتطلعت حولها قائلة :- وصلنا إياك؟ 


هتف بمرح وهو يربت علي رأسها :- اه وصلنا وانتي نايمة كيف الكسلان. 


هتفت بتذمر :- بتشبهني بالحيوان يا عامر. 


هتف بضحك :- لاه أنا قلت إكدة ميتة انا قلت كسلان مش حيوان. 


هتفت بتذمر:- دا علي أساس ان الكسلان دة مش حيوان يعني بني آدم ؟ 


هتف بمراوغة:- لاه دة حاجة حلوة زيك بالظبط. 


هتفت بضيق :- كل بعقلي حلاوة كل . انا خيتك الكبيرة يعني متضايقنيش واصل. 


هتف بعبث :- كبيرة مين لا مؤاخذة يا شبر ونص مكنتش سنة دي اللي هتعايريني بيها .

يلا همي علشان نلحق نوصل. 


هزت رأسها بخفوت ثم حمل الحقائب ونزل من القطار وتبعته هي بخطوات هادئة. 


هتفت بصياح كي يصل صوتها لشقيقها في وسط هذا الزحام :- هنروح وين دلوك يا عامر؟ 


  أجابها بنفس الحدة:- هنروح الشقة اللي أبوي أشتراها لينا. 


هتفت بخفوت :- ربنا يرحمه.

ثم أكملت بتذمر:-  بس أما صابحة اتوحشتها ومتعودة أنام في باطها كل عشية. .هجيبها منين دلوك؟ 


سمعها عامر فهتف بمرح:- هجبهالك في التلغراف ولا تزعلي. بكفياكي حديت صدعتيني. 


هتفت بحزن وحساسية:-حاضر يا عامر مش هتحدت وياك يا أخوي .


زفر بغيظ من حساسيتها المفرطة تلك تجاه الأمور وما إن سقط بصره علي نقطة ما أتته فكرة فإبتسم قائلا :- بت يا سماء إيه أكتر حاجة بتحبيها؟ 


هتفت بضيق :- مخبراش. 


أردف بضحك :- يا بت مقصدش خلاص صدعي اللي جبوني ولا يهمك. بصي إهنكة إكدة. 


نظرت لما يرمي إليه وسرعان ما إتسعت عيناها بفرح ثم لعقت شفتيها بتلذذ قائلة بتوسل وهي تسحبه من كم قميصه وكأنها طفلة صغيرة :- هاتلي مشبك يا عامر عاوزة مشبك كتير قوي قوي. 


هتف بضحك :- طيب طيب يا مجنونة هجبلك. 


قال ذلك ثم توجه للبائع وإبتاع كمية ليست بقليلة وغادرا وهي تحكم بقبضتها علي الكيس وكأن أحدا ما سيقوم بإنتزاعه منها.


أشار بيده لأحد من سائقي سيارات الأجرة فتوقفت واحدة وصعدا بها وأعطاه العنوان فإنطلق السائق بهما إلي وجهتهما. 


بعد فترة توقف بهما في إحدي أحياء القاهرة المتحضرة فترجلا منها فتوجه عامر للبواب وهتف بهدوء :- السلام عليكم يا حج انا جاي من طرف الحج محمود الله يرحمه. 


هتف بتذكر:- أيوة أيوة افتكرت الحج نعمان كلمني وفطمني علي كل حاجة خد مفتاح الشقة مترتبة ونضيفة زي البرلانت .


هتف بإبتسامة بسيطة :- تشكر يا حج .


تناول منه المفاتيح ثم صعدا للأعلي للشقة الخاصة بهم فدلفا سويا وضغط عامر علي زر الإضاءة وراحا يتأملانها بإنبهار فهتفت سماء بسعادة:- 



الله شقة حلوة قوي يا عامر شرحة ويرمح فيها الخيل .(بقلم زكية محمد )


هتف بتأييد:- أيوة بسم الله ما شاء الله. ربنا يجعلها عامرة. 


هتفت بمشاغبة:- عامرة وعامر هيعملوا قفلة يا أخوي. 


هتف بغيظ:- ظريفة قوي يا بت. همي يلا رصي الخلقات جوة. 


هتفت بتذمر:- بس ودي إنت الشنط جوة علشان تقيلة. 


حملها بسهولة قائلا :- عارفك خرعة يا قزعة وميجيش منك. 


هتفت بتذمر:- وانت طويل كيف العمود .


هتف بضحك:- ماشي عمود عمود بس يلا علشان اروح نجبلنا لقمة ناكلها. 


أومأت له بهدوء ثم وضع الحقائب بالداخل ثم هتف بتحذير :- أنا نازل دلوك أوعاكي تفتحي الباب لحد لو خبط. 


هتفت بموافقة :- ماشي يا أخوي. 


توجه للخارج ثم توجهت هي لوضع الملابس 

بعد لحظات عاد وابتاع العديد من الأشياء حيث فتح الباب قائلا بصياح :- بت يا سماء إنتي يا بت. 


أتت هي من الداخل وصاحت بمجرد ان رأته :-   وه وه هات عنيك يا أخوي تعبت نفسك ليه بس .


هتف بضحك:- يا مخبولة هو إحنا هنقعد يومين ونمشي  . شيلي يا خيتي شيلي بس أوعي تتكعبلي إنتي وماشية .


هتفت بغيظ وهي تحمل بعضا من الأكياس من الأرض وتدلف بها ناحية المطبخ :- 

مش هرد عليك انا هسيب القانون ياخد مجراه. 


هتف بتعجب وهو يحمل بقية الأكياس :- قصدك إيه بحديتك دة؟ اااه. ...


وما لبث أن تعثر في عصا المكنسة التي وضعتها بتعمد له مسبقا . أتت هي من المطبخ وهي تضحك بصوت عال هاتفة:- 

اهة هو ديتي قصدي يا ولد أبوي .


هتف بغيظ:- ماشي يا سماء الكلب أدبا ليكي هتجهزي العشا لحالك وخدي الكياس دي بردو دخليها إنتي وكلمة زيادة وهعبطك وانتي عرفاني زين. 


هتفت بإبتسامة بلهاء:- حاضر يا أخوي إنت تؤمر بص ادخل اوضتك ريحلك هبابة علي ما أجهزلك العشا. 


هتف بإنتصار:- ماشي أنا هدخل أريح شوية والوكل يجهز في نص ساعة. 


هتفت من تحت اسنانها:- حاضر يا عامر إنت تؤمر. 


كتم ضحكه عليها ثم دلف للداخل وهو يدندن بخفوت لإغاظتها بينما هي أطلقت صرخة مكتومة عقب دلوفه لغرفته ثم أخذت باقي المشتريات ودلفت بها للمطبخ وبدأت تعد وجبة العشاء. 


*****************


في الصعيد دلفت غالية وهتفت بخفوت وحزن علي غياب سماء:- الوكل جاهز يا عبد العزيز. 


هتف بحدة :- ماعوزش أطفح وغوري من وشي الساعة دي. 


هتفت بغيظ وغيرة منها علي الرغم من محبتها لها:- ليه حزنان علي فراقها! 


تطلع لها بغضب قائلا :- غالية لمي الدور وخلي ليلتك تعدي علي خير. 


هتفت بغضب وقد فاض بها الكيل :- لاه مسكتاشي يا عبد العزيز لحد ميتي هسكت ها؟ فاكرني مخبراش باللي بيجري! لاه أنا خابرة زين إنك حاطط عينك علي بت عمك من زمان



 بس كنت بقول مشي يا بت يمكن بيتهيألك لكن لاه إنت كيف المجنون لما مشت مش عشان زي ما إنت بتحكي لاه علشان قلبك عاشقها مش إكدة. 


هتف بدهشة وغضب :- وه وه إنتي هتحققي معاي ياك غوري من خلقتي وملكيش صالح أنا  راجل واعمل اللي انا عاوزه. 


هتفت بوجع :- صح إنت الراجل وتعمل اللي رايده. طلقني يا عبد العزيز طلقني من سكات انا مش هعيش مع واحد قلبه مع غيري. 


قالت ذلك ثم إنصرفت بسرعة بينما جلس هو علي الفراش هاتفا بسخرية :- قال بعشقها قال طب انا لو أطول كنت قتلتها



 إمبارح قبل بكرة بت الخوجاية دي ولو إنه مبينش عليها  ( وهنعرف دة ليه بعدين) . بس هلاقيكم وهاخد الأرض ومش هتنازل. 


قالها ثم نهض بغضب ثم توجه للمرحاض ليغتسل. 

نزلت بوجه حزين قائلة :- معاوزش ياكل يا عمة. 


هتفت بتعجب :- ومالك ضاربة بوزك قدامك مترين ليه؟ 


هتفت بحزن:- مفيشي حاجة. 


هتفت بدهشة:- من ميتي وانتي بتدسي عني يا غالية. تعالي يا بتي إقعدي إهنة جاري وقوليلي مالك عاد! 


وكأنها اعطتها الضوء الأخضر إذ ألقت بنفسها بين زراعيها وأخذت تبكي . ربتت علي ظهرها قائلة بهدوء:- ولدك راكبوا جن من وقت ما سماء هملت الدار هي وخيها. 


أردفت بتعجب :- راكبه جن كيف يعني؟ 


أردفت بضيق :- وه يا عمة يعني مخبراش. ولدك بياكل في حاله فوق مش قادر علي فراقها. 


هتفت بدهشة :- حديت إيه دة يا به! لاه إنتي لاسعة منك النهاردة. 


نظرت لها بصدمة قائلة :- وه يا عمة بقي دى اخرتها يعني بشكيلك همي وانتي بتتمقلتي علي! 


هتفت بروية :- مفيش أيوتها حاجة من الحديت ديتي متخربيش بيتك بيدك. هو بس متعكنن عشان هجت هي وخيها ومعرفوش يطولوا الأرض اللي حداهم لا اكتر ولا أقل. 


هتفت بتذمر:- يا سلام! عيلة صغيرة هتضحكي علي يا عمة. 


هزت رأسها بنفي وهتفت:-  لاه مهضحكش عليكي عبد العزيز معمي بحقد أبوه اللي رباه عليه أدعيله ربنا ينور بصيرته .


هتفت بتمني :- يعني مهيحبهاش واصل. 


أردفت بهدوء:- لاه يا بتي مهيحبهاش قومي كلي وعشي عيالك قبل ما ينعسوا. 


مسحت دموعها بهدوء وهتفت :- حاضر يا عمة. (بقلم زكية محمد )


قالت ذلك ثم غادرت لتطعم أطفالها بينما تنهدت هي بحزن قائلة :- ربنا يهديك يا ولدي. 


        ************************


بمنزل الحاج راشد كان يجلس بهدوء وهو يرتشف كوبا من الشاي. 

أتت زوجته علية وجلست إلي جواره قائلة بهدوء:- ها يا حج عملت إيه؟ 


هتف بخفوت :- وطي حسك يا علية أنا معوزش النملة تاخد علم باللي عملته. 


هتفت بصوت خافت :- طيب أها وطيت حسي طمني عملت إيه؟ 


أردف بخفوت وحذر :- عملت كل اللي قالي عليه المرحوم بالحرف الواحد. 


هتفت بإشفاق :- يا نضري إتغربوا لحالهم مين هياخد باله منيهم دلوك؟ طيب وهيعملوا إيه يا حج دول لو عتروا فيهم مهيسموش عليهم. 


أردف بحيرة:- والله ما أنا خابر يا علية دول لازمن يكون وراهم يد طايلة يتسندوا عليها عشان يعرفوا يوقفوا في وش عمهم. 


هتفت برجاء:- ربنا معاهم ويحرصهم من كل شر يا رب. 


هتف بأمل :- إن شاء الله يا علية. أومال وين العيال؟ 


هتفت بهدوء:- اللي بيذاكر واللي بيتفرج علي التلفزيون واللي برة. 


هتف بهدوء :- طيب أنا طالع برة هقعد مع الرجالة هبابة. 


هزت رأسها بموافقة بينما هو خرج لوجهته. 


            ********************


يجلس علي طاولة الطعام يتناول طعامه وعلي وجهه إبتسامة ماكرة وهو يتابع تلك التي تتناول طعامها بغيظ. 


هتف ببراءة:- مالك يا خيتي ضاربة بوز ليه؟ 


نظرت له قائلة بغضب مكبوت:- مليش يا عامر. 


ضحك بخفوت قائلا :- عشان بس تحرمي وتبطلي مقالبك دي. 


ضيقت عينيها هاتفة بوعيد :- ماشي يا عامر والله لاوريك 


ضحك قائلا بعبث :- متقوليش حديت إنتي مش قده. 


أردفت بوعيد:- هتشوف يا عامر هتشوف. 


أومأ رأسه هاتفا بمرح :- وأنا مستنيكي يلا كلي قوام قبل الوكل يبرد. 


هتفت بتساؤل :- عامر هنعمل ايه دلوك؟ يعني كيف هنعيش إهنة وندبروا حالنا. 


هتف بهدوء:- متقلقيش إنتي انا هدورلي علي شغلانة إكدة لحد ما يجي الترم التاني واخلصه وبعد إكدة هفتح مشروعي اللي نفسي فيه. 


هتفت بحماس:- واه هتفتح مصنع العربيات ربنا معاك يا أخوي. طيب مقولتش كيف هتروح الجامعة إهنة وورقك في قنا !


هتف بروية:- عمي راشد هينقلي الورق وهيعمل كل حاجة عشان منبانش في الصورة. 


أردفت بحزن:- وهنفضلوا هربانين لحد ميتي يا عامر؟


تنهد بثقل قائلا :- لحد ما ربنا يأذن يا خيتي. 


أدمعت عينيها خوفا علي شقيقها قائلة :- عامر انا خايفة عليك قوي لأحسن عمي ولا عبد العزيز يعملولك حاجة. 


مسح عبراتها قائلا :- متخافيش يا سماء المكتوب علي الجبين لازمن تشوفه العين يا بت ابوي. 



قال ذلك ثم بدأ يتناول طعامه بهدوء وهي شاردة خوفا من المستقبل ومن عمها ومطامعه. 


بعد وقت كانا قد فرغا من طعامهم فقامت بلملمة بقايا الطعام وغسل الأواني ثم قامت بإعداد كوبين من الشاي واحضرتهم لغرفة المعيشة حيث كان يجلس قبالة التلفاز يتابع إحدي قنوات التلفزيون بشرود. 


جلست إلي جواره ثم مدت له الكوب قائلة :- 

الشاي يا عامر. (بقلم زكية محمد )


إبتسم لها هاتفا بحنو:- تسلمي يا خيتي. 


تناوله منها وأخذ يرتشف منه وهو مسلط نظره علي شاشة التلفاز وعقله يعمل بمكان آخر وهو يفكر في خطواته التالية



 وما سيفعله وكيف سيواجه عمه وخوفه علي شقيقته. عليه أن يتريث ويتصرف بحذر تلك الأيام التالية حتي يشد عضده وعندها يستطيع مواجهة عمه وابن عمه. 


لم يشعر بأن الوقت مر وهو يفكر في تلك المعضلة فعاد للواقع ونظر إلي جواره فوجد شقيقته تغفو علي الأريكة فنهض وأغلق التلفاز  ثم إنحني وحملها ثم توجه بها لغرفتها ووضعها



 برفق ثم سحب عليها الغطاء ومال مقبلا جبينها مطولا ثم أخذ يمسد علي شعرها قائلا بخفوت:- ربنا يقدرني وأحميكي لآخر نفس فيني. 


قال ذلك ثم ترك الغرفة بهدوء وتوجه لغرفته وألقي بجسده علي الفراش ثم أغلق عينيه بإرهاق وسرعان ما غطي في سبات عميق. 

 

رواية وسطا العشق 

بقلم زكية محمد

الفصل الثاني


نزل من الأعلى فوجد ابنه شقيقه تسير نحوه 

فحملها مقبلا إياها في وجنتها بقوة ثم أخذ يقذفها للأعلى في الهواء فتطلق ضحكاتها الرنانة. 


حملها وتوجه بها ناحيتهم علي طاولة الطعام وألقي عليهم تحية الصباح  ثم جلس وهو يضعها علي قدميه ثم وضع أمامها الطعام الخاص بها وبدأ يساعدها في تناوله .


هتفت سجود بضحك:- برمجت البنت خلاص دي بتقعد تستناك عند السلم كل صبح علشان تشوحها في الهوا بالشكل دة. 


هتف بمرح :- وماله حبيبة عمها تمر فيها التربية. 


هتف عمر بهدوء:- طيب يلا علشان معانا صفقة مهمة النهاردة عاوزين نرتبلها بدري. 


هتف بهدوء :- ماشي يا بابا. ثم نظر لابن شقيقه ذو العامين الذي كانت تطعمه والدته هاتفا :- عمر بصلي ياض وانت طالع مفجوع كدة بتنسي الدنيا وانت بتاكل .


هتفت سجود بسخرية :- مش بيفكرك بحد يعني كان بيعمل كدة هو وصغير؟ 


هتف بضحكة سمجة:- هه بتفكرني بابوه كان بيعمل ذي كدة بالظبط. 


رفعت حاجبها قائلة بتهكم:- متأكد؟ 


ضحك هاتفا بمرح:- ايوة يا ماما بس إنتي مش فاكرة. كل يا عمر يا حبيبي براحتك. 


قال ذلك ثم أخذ يتناول طعامه هو الآخر بهدوء قاطعه دلوف فراس الذي دلف متوجها ناحيتهم فهتف بخوف مصطنع وهو يضع تالا علي المقعد المجاور:- بص يا كبير انا مكنتش شايلها كنت بس برفعها علشان تقعد. 


توجه له قائلا بغضب طفولي:- طيب ابعد انا هقعد جنبها. 


نهض مسرعا وهو يلوك طعامه قائلا :- حاضر يا كبير إنت تؤمر يا ابن فارس. 


هتف بحدة:- أنا ليا اسم علي فكرة. ثم طوح بيده في الهواء قائلا :- وبعدين انا مش فاضيلك. 


قال ذلك ثم نظر لتالا قائلا بصرامة  :- وانتي متخلهوش يشيلك تاني. 


هزت رأسها بموافقة قائلة بخفوت:- ماشي. 


كان الجميع يراقبوهم بدهشة وذهول بينما هتف زياد بمرح:- لا حمش ياض تعجبني. وانتي يا هانم بتبعيني ماشي يا كلبة. 


أخذ الجميع يضحك عليهم بينما هتف زياد بمرح :- أنا ماشي بدل ما يجيني الشلل من العيال دول. 


قال ذلك ثم لحق بوالده للذهاب إلى ما سيقلب حياته رأسا علي عقب. 

    

                **************


كانت تسير في رواق المشفى متجهة لمكتبها بعد أن فحصت الأطفال الموجودين في غرف المشفى والاطمئنان عليهم.




ووضعت يدها علي بطنها تبتسم بسعادة عندما علمت بحملها من الطبيبة منذ أسبوعين عندما قامت بفحصها و اخبرتها إنها حامل في شهرين كيف لها لم تشعر بذلك. 




قطبت حاجبيها بضيق إن علم هو سوف يجعلها تمكث بالمنزل حتي موعد ولادتها وهي لا تريد ذلك علي الأقل الآن . هزت رأسها بتصميم لن تترك عملها ولن تخبره علي الأقل الآن طالما هي بخير. 


توقفت في المنتصف بأعين متسعة وهي تري تلك الفتاة برفقة زوجها وتبتسم له وتضحك والآخر يبادلها الإبتسامة بمجاملة. 

إعتصرت قبضتيها بقوة ثم تخفت خلف الجدار وهي تتابع ما يحدث بأعين مشتعلة بلهيب الغضب والغيرة. 


إنصرف هو بهدوء لمتابعة عمله بينما سارت الأخري بالطرقة وعلي وجهها إبتسامة خبيثة. ولكنها سرعان ما وجدت شئ يسحبها بقوة لإحدى الغرف.


أخذت تسعل بقوة وهي تحاول الفكاك من تلك القبضة بينما دفشتها هي بعنف وأخذت تطالعها بشراسة كالليث الذي يتربص بفريسته. 


هتفت بضيق وهي تعدل ملابسها :- إيه الهمجية دي؟ 


وما إن ابصرتها إتسعت عينيها بصدمة قائلة بتلعثم :- أاااا. ...الدكتورة حبيبة انا آسفة فكرتك حد تاني. 


مطت شفتيها بسخرية قائلة :- معلش لسيادتك. 


ثم أخذت تتطلع حولها فوجدت بعض المعدات الخاصة بالجراحة فإلتقطت مشرط جراحي ثم وجهته ناحية نحر تلك الفتاة بتهور فهتفت بشراسة:- عارفة لو شفتك واقفة مع فارس تاني هعملك إيه؟ 


صمتت قليلا ثم ضغطت برفق علي رقبتها بالمشرط قائلة بتهديد :- هشرحك بالمشرط دة. 


هتفت بخوف وتلعثم :- ححضرتك انا كنت بسأله عن حاجة في التشريح والله. 


هتفت بسخرية :- يا سلام صدقتك أنا كدة يعني ومسألتهوش جوة مع زمايلك ليه! 


هتفت بتلعثم:- أااا أصل يدوب افتكرت وهو كان طلع حضرتك انا متأسفة. 


أردفت بغيظ :- حذاري أشوفك كدة تاني لو خايفة علي وشك اسمعي الكلام. 


هزت رأسها بخوف بينما إبتعدت هي تلتقط أنفاسها بسرعة من فرط إنفعالها ثم طالعتها بإزدراء وغادرت الغرفة بنفس السرعة. 


وضعت يدها علي نحرها تتأكد من عدم  أصابتها وهي تسبها بغضب ثم هتفت بذهول:- 

الست دي مش طبيعية تماما. 


قالت ذلك ثم رحلت من الغرفة مسرعة لتلتحق بزملائها. 


كان يرتدي نظارته الطبية ويجلس علي مكتبه يراجع بعض الفحوصات حينما فتح الباب بعنف حتي إصطتدم بالجدار وظهرت هي ومعالم وجهها لا تبشر بالخير أبدا. 


لم يبدي هو أي إنفعال بينما بقي يراجع ما أمامه هاتفا بجمود وهو مسلطا انتباهه علي الأوراق فهي ليست المرة الأولى التي تفعل بها ذلك كما إنها ليست الأخيرة  :-

ها في إيه المرة دي؟ 


إغتاظت من بروده ذاك فتوجهت رافعة المشرط الجراحي بوجهه فتراجع هو للخلف قائلا بفزع:- في إيه يا مجنونة! 


هتفت بحدة :- أنا مش مجنونة . 


هتف بروية:- انا اللي مجنون إرتحتي نزلي المشرط دة يا حبيبتي وبلاش تهور معانا عيال عاوزين نربيها. 


هتفت بغضب :- إنت واقف مع البنت دي بتضحك معاها ليه؟ 


هتف بضجر:- يا حبيبة يا حبيبتي والله مفيش حاجة دي طالبة من الفريق اللي بيتدرب وبتسألني عن حاجة وجاوبتها. 


هتفت بتذمر :- وبتضحك في وشها ليه؟ 


هتف بإستمالة :- حاضر هكشر في وشها بعد كدة. 


هتفت بحدة:- لا مفيش بعد كدة انت مش هتكلمها تاني أصلا. 


نهض من مكانه هاتفا بغضب:- حبيبة متعمليش مشكلة من فراغ مش كل شوية تعملي مشكلة ملهاش أي لازمة علشان أوهام ملهاش أساس من الصحة.  


سقط المشرط أرضا بعد أن إرتخت يدها وهتفت بحزن :- أنا بعمل مشاكل؟ 


هتف بضيق :- لا سمح الله  أمي اللي بتعمل . انا رايح أشوف شغلي بعد إذنك. 


قال ذلك ثم خرج بغضب مكتوم وتركها بينما خرجت خلفه وهي تحاول اللحاق به قائلة :- فارس استني انا بكلمك فا .....


ولم تكمل حديثها إذ إلتوت قدمها وهي تحاول النزول خلفه ففقدت توازنها و تدحرجت من علي السلم مطلقة صرخة مدوية وقد كان ما كان. 


                ***************


كانت تجلس بصمت علي غير عادتها علي طاولة الطعام فلاحظ شقيقها ذلك فهتف بمرح :- مالك يا سماء مبترطيش ليه زي عادتك واكلة سد الحنك إياك! 


حمحمت بخفوت قائلة :- لاه أبدا مفيش. 


هتف بتمعن:- عاوزة تقولي حاجة اتحدتي يا خيتي. 


هتفت بحذر وتلعثم وهي تراقب تعبيراته:- أااا مممم أاا


هتف بمرح:- لاه بقولك إيه عاد محدناش برسيم دلوك للمأمأة دي. 


طالعته بغيظ قائلة بشجاعة مزيفة :- عامر أنا عاوزة أشتغل. 


هتف بإنتباه :- عيدي تاني إكدة مسمعتش زين. 


أردفت بخفوت:- قلتلك رايدة أشتغل. 


هتف بهدوء:- ناقصك حاجة يا بت أبوي! 


هتفت بتذمر:- يا عامر لاه بس انا رايدة أشتغل حن عليك يا أخوي ورحمة الغاليين. انا زهقت بقالنا شهر إهنة وانا معرفش حد نفسي أطلع واشوف الناس. 


هتف بروية :- ماشي أخلص محاضرات وأجي اخدك وأفسحك كيف ما بدك. 


هتفت بدموع :-يا عامر وفيها إيه لو اشتغلت يا أخوي. 


هتف بهدوء:-في إني خايف عليكي يا خيتي إنتي متعرفيش حد إهنة. 


هتفت مسرعة:- لاه ما أنا هروح ويا الست زينب جارتنا في الشقة اللي قصادنا هي ست كبيرة ومعاها بنات كمان وبتشتغل وبتصرف عليهم وقالتلي علي الشغلانة دي في المطرح اللي بتشتغل فيه. ها أخد ورقاتي وأروح أقدم يا عامر؟ 


نظر لها مضيقا عينيه هاتفا بهدوء مغاير:- وانتي عرفتيها وين الست دي؟ 


هتفت بحذر:- والله هي جت مرة تسأل عن لمون ضروري لبتها العيانة ومن وقتها وانا اتعرفت عليهم هي زينة قوي هي وبناتها. 


هتف بإنتباه :- يعني ممعهاش ولدة؟ 


هزت رأسها بسرعة قائلة :- لاه ممعهاش والله هما بتين بس واحدة في ثانوية عامة والتانية في إعدادي وبس وجوزها الله يرحمه. 


هز رأسه مهمهما بخفوت أما هي أخذت تتطلع له بتركيز في إنتظار ما سيقول بعد لحظات من الصمت نظر لها هاتفا :- أنا مبحرمكيش من حقك إنك تشتغلي انا كل الحكاية إني خايف عليكي بس طالما إنتي مصرة إكدة موافق. 


صاحت تهلل بفرح وهي تلقي عليه كل عبارات الشكر بينما ضحك هو قائلا :- طيب مش تسمعي شروطي الأول. 


بهتت ملامحها قائلة بصدمة :- شروط إيه دي عاد. 


أردف بخفوت:- هوديكي انا المقابلة دي ولو حصل نصيب واتعينتي هوديكي انا وأجيبك. 


إحتضنته بلهفة قائلة:- ربنا يخليك يا عامر موافقة علي أيوتها حاجة. اروح البس يعني. 


هز  رأسه بإستسلام قائلا :- روحي يا مهفوفة علي ما أجهز أنا كمان للكلية. .


نهضت مسرعة تلملم الطعام وتغسل الأطباق بسرعة ثم توجهت للداخل وما هي إلا دقائق حتي جهزا الاثنين وخرجا سويا فهتفت هي بحذر:- عامر مش واجب أقول للست زينب إني هروح معاك. 


أومأ بهدوء قائلا :- ماشي خبريها وأنا هستناكي تحت عند العربية. 


أومأت له بخفوت ثم راحت تطرق الباب بسعادة واضحة وسرعان ما فتحت لها فجر الابنة الكبري فإبتسمت لها قائلة :- سماء تعالي إتفضلي. 


دلفت للداخل قائلة :-  خالة زينب قاعدة ولا مشت؟ 


أردفت بهدوء :- لا موجودة هدخل أناديهالك. إقعدي. 


قالت ذلك ثم دلفت للداخل واخبرت والدتها بوجودها بالخارج فسرعان ما خرجت لها تستقبلها ببشاشة قائلة :- يا أهلا يا أهلا بقمر الصعيد. 


هتفت بحياء:- شكرا يا خالة زينب . انا جيت اقولك إني هروح أقدم في الشركة اللي قلتيلي عليها قبل سابق. 


هتفت بإبتسامة :- طيب كويس يلا بينا اخدك معايا في طريقي. 


عدلت من موضع نظارتها الطبية قائلة بحرج:- ما هو انا جيتلك عشان أقولك إن هروح مع أخوي عامر دة وافق بعد طلوع الروح. 


أومأت برأسها بتفهم قائلة :- خلاص يا حبيبتي مفيش مشكلة هبقي اقابلك هناك انا نازلة علطول أهو. 


أومأت بخفوت ثم رحلت بينما شددت السيدة زينب بالوصايا علي إبنتيها ورحلت هي الأخري. 


بعد وقت كانت تجلس مع إحدي الفتيات لتقديم الأوراق المطلوبة بعد أن أوصلها شقيقها وحذرها بأن لا تغادر من دونه. كما أتت السيدة زينب وقابلتها وارشدتها علي كل شيئ .


               ***************

دلف للمطبخ ووجد والدته تعد الطعام لشقيقته الصغري فهتف بإلحاح :- ماما إمتي هنروح عند جدو مراد ؟


هتفت بحنو :- مش إمبارح كنا عندهم .


هتف بتذمر :- روحي تاني مليش دعوة ..ها هنروح دلوقتي .


هتفت بضجر :- مؤيد روح إلعب مع أخوك ولا معاذ وحل عن سمايا بقي.


صاح بغضب :- يوووه ست خنيقة أنا ماشي وسيبهالك .


قال ذلك ثم ركض مسرعآ من أمامها أما نظرت في إثره بصدمة قائلة:- الواد دة بيقولي أنا الكلام دة خد ياض تعال هنا .


توجه ناحية زوجة عمه التي كانت تجلس بتعب بسبب بطنها المنتفخ وجاس إلي جوارها هاتفا بخبث :- رنا .


نظرت له بإنتباه قائلة :- أيوة يا حبيبي .


هتف بنفس المكر :- عمو يوسف بيقول عليكي تخينة وشبه البطيخة .


نظرت له بدهشة قائلة:- ها إمتي قال الكلام دة يومه مش فايت .


إبتسم بخبث قائلال:- سمعته الصبح قبل ما يروح الشغل يلا هاتي شنطنتك علشان تروحي عند جدو مراد وأنا هروح معاكي 


إبتسمت بمكر لعلومها مخططه فهو فعلها في السابق وأفتعلت شجار مع يوسف من فراغ ولن تعيد الكرة مرة أخري فنظرت له هاتفة:- إيه دة بجد يوسف الوحش لما يجي هتصرف معاه.


قطب حاجبيه بضيق قائلا:- يعني إيه مش هتمشي ؟


ضحكت بخفوت قائلة :- وأمشي ليه يا حبيبي لا انا هعرف أخد حقي منه كويس أوي .


نهض ناظرا إليها بغضب قائلا:- ماشي خليه ينفعك .


قال ذلك ثم إنصرف للخارج بغضب طفولي شديد لعدم قدرته علي تنفيذ مخططه ، ولكنه سرعان ما أتته فكرة أخري فذهب لتنفيذها فإتجه للسائق هاتفا بتهديد طفولي :- عمو شوكت بابا إتصل علي ماما وقالها توديني عند جدو مراد وإلا هيرفدك من الشغل .


تعجب السائق منه هاتفا:- انت متأكد يا حبيبي.


جز علي أسنانه قائلا بضجر :- أيوة يا عمو يلا .


هتف بإستمالة وهو يفتح له الباب الخلفي فقفز الصغير فيه بسعادة بينما هتف هو بهدوء:- دقيقة يا حبيبي وراجعلك.


قال ذلك ثم إبتعد قليلا وقام بمهاتفة والده وأخبره عما قاله ليتأكد وسرعان ما علم أن الصغير يكذب فطلب أن يعطي الهاتف لابنه بعدما أخبره بأنه لا بأس في ان يذهب إلي هناك .


وضع مؤيد الهاتف علي أذنه فإستمع لصوت أبيه قائلا بعتاب :- ينفع نكدب كدة يا مؤيد ونعرض الناس  للفصل بسبب كدبك!


هتف بحرج :- يا بابا محدش راضي يروح عند جدو مراد وانا عاوز أروح هناك.


هتف بهدوء :- ماشي يا سيدي روح هناك بس متكدبش تاني تقولي علطول .


هز الصغير رأسه بموافقة قائلا :- حاضر يا بابا .


أنهي المكالمة معه ثم إصطحبه السائق إلي وجهته التي يبغيها 


                                       *****************************************


نظر لمكان سقوطها بصدمة بالغة فتوجه ناحيتها بقلب ملتاع  وهو يراها ساقطة أرضا لا حركة فيها .حملها وما زاد خوفه وجود بقعة الداء تلك أسفلها .ركض بها إلي إحدي الغرف لكي يكشف عليها ويري ما بها .


بعد وقت جلس إلي جوارها وهو يزفر بتعب مراقبا إياها وهي تنام بسلام .جز علي أسنانه بغضب فلقد كان متهاونا معها إلي أقصي حد ولكن أن تتهور في قتل ابنه هذا ما لن يدعه يمر مرور الكرام .


بعد دقائق أخري فتحت عيناها بإرهاق وأخذت تتأوه بخفوت وما إن تذكرت سقوطها وضعت يدها علي بطنها آليا ثم نظرت للماثل أمامها فهتفت بخوف ووهن :- فارس ايه اللي حصل ؟


نظر لها بسخرية قائلا: - لا أبدا سيادتك قتلتي ابني بس بتهورك وغبائك.


ما إن إستوعبت كلماتها أخذت دموعها تتساقط بغزارة فإغتاظ منها هاتفا :- متعيطيش كان فين عقلك وانتي بتعملي كدة ها كان فين ؟جواب واحد بس اللي عاوز اعرفه دلوقتي انتي كنتي عارفة إنك حامل ؟


زاغت أنظارها بخوف من ردة فعله ولكن ما من مفر فهزت رأسها بضعف فهز رأسه بأسي قائلا بجمود :- تمام كدة فهمت . هروحك دلوقتي البيت ياخدو بالهم منك .


قال ذلك ثم مال عليها حاملا إياها بهدوء ووجه جامد وإنصرف بها بهدوء أما هي دفنت وجهها في صدره بخجل وتعب وهي تخشي القادم فصمته هذا لا ينذر بخير أبدا. 


بعد لحظات وصل بها للمنزل ومن ثم دلف بها للداخل فصاحت تسنيم ما إن رأت ابنتها هكذا قائلة:- مالها حبيبة يا فارس ؟


هتف بجمود وهو يصعد للأعلي :- أهي عندك وأساليها .


تعجبت من جموده ذاك ولكنها لم تعير ذلك إهتماما فسلامة ابنتها قبل كل شئ  .دلف للغرفة ووضعها برفق علي الفراش ثم نظر لها هاتفا وهو يخرج الدواء الذي كان في معطفه الطبي :- دة الدوا ابقي خديه بعد ما تاكلي .


قال ذلك ثم غادر مسرعا تحت أنظار والدته التي نادته ولكنه كان شاردا وعلامات الغضب مرسومة علي محياه . دلفت




 للداخل عندهن فوجدت حبيبة ممدة بتعب جلي عليها فهتفت بدهشة مما يحدث :- في إيه يا بيبة؟ وفارس واخد في وشه ليه كدة ؟


إنفجرت في بكاء مرير وهي تضع يدها علي بطنها قائلة بوجع :- ابني راح .


شهقن بصدمة وحزن فهتفت لمار بدموع :- ربنا أخد امانته يا حبيبيتي بكرة تجيبي غيره ربنا يعوض عليكي .


دفنت رأسها في الوسادة وأخذت تبكي بحزن فبسبب غبائها خسرت جنينها تلك المرة وايضا خسرته هو . مكثن إلي جوارها في محاولة منهن لتهدأتها ولو بالقليل.


                                                           *****************************************


كان في مكتب والده يجهزوا الأوراق المطلوبة لعقد الصفقة بعد لحظات .هتف عمر بهدوء:- جهزت كل حاجة يا زياد ؟


هز رأسه بموافقة قائلا:- أيوة يا بابا 


نهض من مجلسه قائلا :- طيب يلا بينا علي أوضة الإجتماعات زمان الناس وصلوا .


نهض برفقة والده وتوجه للغرفة التي سيعقد بها الصفقة بين الطرفين .دلف والده مرحبا بهم وجلس إلي جوارهم أما هو تخدلت أطرافه ووقف كالتمثال حينما وقع بصره عليها . شعر



 بزوبعة شديدة تضربه بلا هوادة أيعقل أن تكون هي! أبعد تلك السنوات يلتقي بها مجددا.شعر بوخذة في قلبه ليس إشتياقا



 وإنما ألما نجح في مداراته عن الجميع طيلة تلك السنوات قد أتت هي مجددا لتحفر عن ذلك الجرح الذي سببته له قديما جاعلة إياه ينزف مجددا.


جف حلقه وإزدرد ريقه بصعوبة محاولا أن  يظهر طبيعيا وكأنما لم يكن هناك شئ .راقبته هي بإبتسامة متشفيه لرؤيتها تأثيرها مازال حاضرا عليه. جز علي أسنانه بغضب إن كانت تعتقد أن ذلك الابله الذي عرفته قديما هو الآن من يقف أمامها . خرج من شروده علي صوت والده قائلا:- زياد وقفت ليه مش هتسلم علي الشركا وترحب بيهم.


حمحم بهدوء قائلا :- حاضر يا بابا .


تقدم من والدها صافحه قائلا :- اهلا وسهلا يا رفعت بيه فرصة سعيدة .


ثم وجه نظره لها قائلا بتشفي:- أهلا وسهلا بيكي يا آنسة أأاااااا


قاطعته  وهي تمد يدها لمصافحته قائلة بغيظ:- نهلة يا زياد باشا .


إبتسم بتكلف قائلا :- فرصة سعيدة بس آسف ما بسلمش علي ستات معرفهاش.


كورت يدها الممدودة بإتجاهه بغضب وغيظ مكبوت ثم هتفت من بين أسنانها :- لا عادي ولا يهمك .


هتف عمر بهدوء:- طيب يلا علشان نراجع العقود قبل ما نوقع.


مرت عليه تلك اللحظات كالنيران التي تحيط به من كل مكان كما شعر بأنه غير قادر علي التنفس وهو يري نظراتها الجريئة التي تتفرسه مما أصابه بالضيق الشديد مما تفعله .


ما إن أنهوا العقود تنفس الصعداء إذ نهض قائلا بسرعة :- عن أذنكم يا جماعة هعمل تليفون مهم.


قال ذلك ثم إنصرف بسرعة الريح يلتقط أنفاسه التي سلبت بالداخل منه بينما تابعته هي ببسمة ماكرة هاتفة بخفوت:- لسة يا زياد إنت زي ما إنت متغيرتش.


في نفس الوقت دلفت سماء للداخل وأجرت المقابلة الشخصية وأخبروها بانهم سيتصلوا بها ليخبروها بالنتيجة وما إن خرجت أسرعت تجيب علي الهاتف فأتاها صوت شقيقها صائحا:- مبترديش علي المدعوك اللي معاكي ليه ؟


هتفت بحذر :- والله يا عامر كنت في المكتب بعمل المقابلة وطبعا مينفعش نشغلوا التلفون جوة فعملته صامت وأول ما طلعت رديت عليك علطول أهة.


هتف بهدوء:- ماشي خليكي عندك هي ساعة وهخلص وجاي متتحركيش من جوة خليكي مع الست جارتنا .


هتفت بمولفقة:- ماشي يا عامر . ثم أضافت بمرح:- وبعدين انا هتخطف ياك دي عاشر مرة تطلبني من الصبح .


أردف بصرامة:- يكش يكونوا مية أهم حاجة أطمن عليكي إنك بخير .


هتفت بحنو :- ربنا يخليك ليا يا أخوي.


هتف بتحذيرو مرح:- ويخليكي ليا يا بت أبوي يلا تقعدي ساكتة ومتصدعيش الولية لحد ما أجي بإذن الله .


هتفت بضيق :- سلام يا عامر .قالت ذلك ثم أنهت المكالمة علي الفور وتوجهت لمكتب السيدة زينب بوجه متجهم من مزاح شقيقها الثقيل عليها .


خرج من غرفة الإجتماع بوجه متجهم غاضبا 

وشعر بأن الزمن قد عاد به لتلك الأيام التي لم يمقت مثلها تلك الأيام التي شهدت علي وجعه وألمه وضعفه .حرر  رابطة عنقه بعنف وبدأت أنفاسه تتسارع  وأخذ صدره يهبط ويعلو بسرعة من فرط عصبيته.


ضحك بسخرية أبعد تلك السنوات يلتقي بها مجددا ! من كسرت قلبه وحولته إلي فتات من جعلته يكره الحب ويكره اي أنثي أن تقترب منه. من بين كل الشركات لم يجد والده إلا شركة والدها ليبرم معه الصفقة! 

ضرب بقبضته بعنف علي الجدار لعله يفرغ بعضا من غضبه وحقده عليها. 


إعتصر عينيه بعنف حينما سمع صوتها السام يهتف من خلفه برقة :- ياااااه بعد السنين دي نتلاقي تاني مش معقول. 


إلتف لها وحدجها بنظرات نارية ثم إستدار ليغادر إلا إنها وقفت أمامه تسد عليه الطريق 

هاتفة بمكر :- إيه مش هتقولي إزيك ولا بتهرب. 


جز علي أسنانه بعنف ثم نظر لها قائلا بغيظ:- 

وأهرب ليه إن شاء الله! 


هتفت بخبث :- خايف لمشاعرك تتكشف قدامي وتضعف من تاني. 


ضحك بسخرية قائلا :- أضعف هه شكلك بتحلمي إبقي إتغطي كويس وانتي نايمة. 


ضحكت بسماجة قائلة:- اومال بتهرب ليه؟ لما أقربلك بتبعد ليه؟ يعني إنت عاوز تفهمني إني مبأثرش فيك؟ 


قالت ذلك ثم وضعت كفي يديها علي صدره فدفشها بعنف قائلا بحدة :- احترمي نفسك يا نهلة إيه اللي إنتي بتعمليه دة؟


ضحكت بإنتصار قائلة :- بتأكد يا بيبي إني لسة بأثر فيك. 


هتف بغيظ:- وبطريقتك الزبالة دي؟ يا ريت تبطلي هبلك دة وابعدي من وشي. 


هتفت بإبتسامة إنتصار جعلته يغلي غضبا بداخله:- هبعد يا بيبي لاني عارفة إني هنا. 


قالت ذلك ثم أشارت ناحية قلبه فسرعان ما ضحك بسخرية قائلا بغيظ:- 

نفسي اعرف الثقة دي جيباها من فين؟ 


هتفت بتأكيد:- منك يا قلبي تقدر تقولي انت مش مرتبط ليه لحد دلوقتي إلا إذا كنت مستنيني ارجع من أمريكا. 


هتف بغضب :- لا دا إنتي اتجننتي رسمي. أحب أقولك إنك بقيتي برة حساباتي من اليوم إياه ولا بفكر ولا هفكر فيكي يا ريت تروحي تتراهني علي حد تاني وفكك مني. 


هتفت بغيظ:- مش مصدقاك إنت كداب. 


صاح بإنفعال وتشفي:- علي فكرة أنا هخطب قريب أوي لقيت إنسانة تستاهل.


هتفت بغيظ وحقد :- إنت كداب. 


ضحك بتشفي قائلا :- تؤ تؤ هدي أعضائك مش كدة هبقي أعزمك على الخطوبة. 


صاحت بإنفعال :- إنت بتقول كدة بس علشان تغيظني. 


وكأنها قرأت ما في خلده فهو أراد فقط أن يمحي تلك الإبتسامة السمجة من علي وجهها ، ولكنه ورط نفسه من أين يأتي بتلك المدعوة التي سيخطبها قريبا. 


كانت تسير في الطرقة تنفخ بضيق وهي تتمتم بكلمات وهي تعدل من وضعية نظارتها الطبية وهي تلعن أخيها الذي سيقودها للجنون في كل مرة ، إصتدمت به فتأوهت بألم فنظرت له قائلة :- مش تفتح .


لمع في عقله خطة وسرعان ما إبتسم بخبث قائلا :- أنا آسف يا حبيبتي حقك عليا. 


فرغت فاهها من حديثه فظنته إنه يعبث معها كما يقوم بعض الفتيه فكادت أن تعنفه إلا إنه الأسرع إذ هتف وهو ينظر لتلك الشمطاء:- 

أحب أقدملك حنين خطيبتي. 


إتسعت عيني كلتاهما ولكن بإختلاف تعبيراتهن فواحدة بحقد وغل والآخري بصدمة و ذهول. 



                   الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>