رواية ست الحسن الجزء الثاني2 الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم امل نصر بنت الجنوب


 رواية ست الحسن 

الفصل الحادى والعشرون 

والثاني والعشرون

بقلم بنت الجنوب


اصعب احساس بيجيلك وقت اما تحب تصلح غلط او تعوض عن تقصير وتحس بضياع الفرصة .


قربت " سميحه " من باب الغرفة عشان تخبط عالباب وتصحيه 




ولكنها غيرت رأيها.. ورجعت عند جوزها تانى وهو بيفطر .

سالم وهو مستغرب : 

- رجعتى تانى ليه من غير ماتصحيه ؟

ردت باَسى :




- ما انا افتكرت ساعة ماجانا جريب الفجر .. تلاجيه ملحجش ينام يانور عينى .

ضيق عنيه بريبة :

- لكن انتى برضو ماعرفتيش سبب الزعلة بينه وبت عمه .

هزت برأسها تنفى :

- ابداً ياابو " بلال " .. هو مرديش يتكلم ولا حتى يريح جلبى باى كلمة. 

مال برقبته ؤنظرلها بتشكك :

- يامرة بلاش كدب .. طب انتى ماعرفتيش من " نعمات " حتى ؟

ردت بصدق : 

- والنبى ابداً ياابو" بلال ".. ماهى كمان بت اخوك مارضتش تجول لامها على أى حاجه .

هز براسه مبسوط :

- بت ابوها صح .. المرة اللى ماتطلعش اسرار بيتها هى وجوزها يبجى تتشال عالعين والراس .

ابتسمت " سميحه "بتوتر تقول:

- عندك حج .. بس فى حاجة ياابو سالم محيرانى .. اصل سمعت انها طلعت حامل!

السعاده بانت على وشه :

- واه .. طب مش تجوليلى كده من الاول يامرة يافجريه انتى وتبشرينى .. صح استنى هى امتى طلعت حامل وامتى طلعت زعلانة مع عاصم ؟

قال الاخيرة بحيرة وسميحه مطت شفايفها ولوحت بكفها : 

- والله ماانا عارفة ياابو بلال .. حاجة تحير صح !


وفى داخل غرفته مكانش نايم كظن والدته .. لكنه كان قاعد على فرشته بحزن عاصر قلبه من ليلة امبارح.. من ساعة ما عرف من " حربى "بخبر حملها .. خرج على طول من شقته وراحلها عند بيت عمه .. فضل مدة طويلة يتصل بيها وهو باصص على شباك اؤضتها عشان ترد عليه وتخرج له ويقدر يشوفها لكنها مردتش نهائى .. فضل يلف حوالين نفسه زى المجنون فى الشارع وهو حاسس بالعجز .. نفسه يدخل لها ويشوفها بس اللى كان مانعه تأخر الوقت وخجله من عمه " راجح ".. ولما طالت المده روح على بيت والده ودا لأنه حلف على نفسه انه مش داخل الشقة دى تانى الا وبدور ايدها فى ايده ورجله على رجلها .

................................


بتجولى حامل ياامى ؟







قالتها " نهال " بلهفة وفرحة لوالدتها اللى ردت عليا بحزن :

- ايوه يابنتى زى ما بجولك كده .. بس اختك مشندلانى من امبارح ومش راضية تحط لجمه فى معدتها .. دا امبارح ابوكى جبرها غصب عالوكل بعد ماعرفنا الخبر من راضية بالصدفة. 

استغربت اوى نهال :

- كلامك غريب ياما .. طيب ماعرفتيش ايه سبب الزعلة الكبيرة دى بينها وبين " عاصم " .. دا بيعشجها عشج ياما ايه اللى حصل بس ؟

ردت " نعمات " بقلة حيلة :






- يابتى والله ما نعرف دول كأنهم متفقين مع بعض .. لا هى راضية تجول ولا هو ناطق بحرف.. دا ابوكى زن عليها امبارح عشان يعرف اللى حصل وياخدلها حجها وهى ابداً .. دماغها انشف من الحجر .

اتنهدت " نهال " بأسى قبل ما تقول :

- طب اديهانى ياما خلينى اكلمها وانا ححاول معاها .

- حاضر يابتى .

قالتها " نعمات " وهى بتتحرك ناحية غرقة " بدور " وقصاد الباب وقفت تنده عليها وهى بتخبط عليه .

- يا" بدور " ردى عليا .. انتى جافلة عليكى الباب ليه بس ؟

وصلها الصوت بضعف :

- عايزه ايه ياما ؟.. انا تعبانه سيبنى ارتاح وانام .

نعمات بشده :

- افتحى يا" بدور " عشان تكلمى اختك .. دى رنت عليكى كذا مرة وانتى مش معبراها وهى عايزه تطمن عليكى. 

مدت ايديها للكمود الى جمبها .. تمسك الفون اللى كانت عاملاه صامت وتشوف الرنات .. اتأكدت من صدق كلامها بالإضافة للعدد الكبير من رنات " عاصم " واللى كانت عاملة الفون صامت مخصوص عشانه .. سمعت والدتها وهى بتنده تانى بصوت تعبان بزهق .

- يابتى افتحى انا تعبت من كتر الوجفة .. أتحاملت على نفسها تقوم من فرشتها وهى حاسة بتقلصات وتعب جديد عليها .

نعمات وهى متفاجئه من شكلها الشاحب والبهتان : 

- ليه يابت وشك كده اصفر والدم هربان منه ؟

- هاتى ياامى والنبى خلينى اكلم " نهال "







 .

قالتها بسأم وهى بتاخد الفون وترجع بيه لفرشتها من تانى .. مصمصت والدتها بشفايفها قبل ماتسيبها وتمشى ..

بدور وهى بتحاول التماسك رغم تعبها :

- الووو ... ازيك يانهال ؟

نهال بصوت منفعل بعصبية :

- الووو ايه وزفت ايه ؟ بجى حابسة نفسك من امبارح ومجطعة نفسك من البكا وانتى حامل !.. انتى مش عارفة ان الزعل عفش على الحوامل ياست " بدور " ياللى مااديتناش فرصة نفرح بيكى حتى .. هو ايه اللى حصل يعنى لدا كله ؟

شهقت بقوة وهى بتعيط من جديد ومش قادرة تتكلم 

فردت عليها " نهال " بحنان :

- طب اهدى كده اهدى وخدى نفس الاول وانا معاكى ومش هسيبك .


.............................


خرج من غرفته وهو بينده بصوت عالى والضحكة مالية وشه :

- جبيصى انت ياواض .. ياجبيصى .

دخل المذكور على الصوت :

- ايوه يا" معتصم " بيه انا جيت اها .

وبصوت مرح :

- ازيك يا"جبيصى "وحشتنى ياراجل.. من الصبح مش شايفك ؟

عقد " جبيصى " حواجبه بدهشة :

- واه .. دا انت الغزالة كانها رايجه معاك يابيه !

بابتسامة ماليه وشه اتقدم بخطواته يقعد على كرسى الصالون قبل مايرد :

- وما تروجش ليه ياواض ؟ مش عريس !

الدهشة زادت اكتر عند جبيصى :

- عريس !! ودا من امتى يابيه ؟

وضع رجل على التانية وهو بيتكلم بزهو :

- بصراحة ياعم " جبيصى " هو من كام يوم بس انا كنت مدارى عشان الموضوع يتم .. لكن مدام دخلنا فى الجد يبحى مالوش لزوم ان ادارى .

رد عليه بسلامة نية :






- عندك حج يا" معتصم " بيه .. المواضيع اللى زى دى لازم الناس تاخد فى حرصها .. والمثل بيجولك " دارى على شمعتك تجيد " .. والعروسة تبجى بت مين فى البلد ؟

بابتسامة عريضة جاوب :

- تبجى " نورا " بت " نجلاء اللى جدها " ياسين " وابوها يبجى " سامح " شريكى ما انت عارفه !

جبيصى فضل شوية كده متنح ببلاهة وهو فاتح بقه وبعدها قال :

- طب و" ياسين " راضى بالجوازة دى ؟

ضحك بصوت مجلجل قبل مايقول :

- وانا مالى ياعم الحج..ان كان راضى ولا مش راضى .. انا المهم عندى البت وابوها وخطوبتنا اللى هاعملها كمان يومين. 

- كمان يومين!!







قالها "جبيصى "واندهاشه زاد اضعاف .. فكمل " معتصم " بتأكيد:

- ايوه بعد يومين وياللا بجى جر عجلك وروح للمرة اللى جوا دى خليها تعملى احلى فطار .. انا عريس وعايز اتغدى من دلوك.. ياللا ياجبيصى ياللا .

اتحرك " جبيصى " ينفذ الامر وهو مندهش بذهول من قدرة " معتصم "اللى عرف يلف الراجل ويقنعه لكن السؤال اللى كان هايطير برج من عقله :

- ازاى" ياسين "يوافق ؟

..............................


خبر ايه يابت مالك ؟

قالتها " صباح " ل" نورا " اللى كانت قاعده عالكنبه قصادها ومنزوية على نفسها .. ردت عليها بارتباك :

- فى ايه ياستى ؟ انتى تانى مرة تسأليني السؤال ده ؟

صباح وهى مضيقه عنيها 

- عشان شكلك مش مظبوط من امبارح مش مريحنى!

نزلت بنظرها على اللى لبساه :

- ماله شكلى هو انا فيا حاجه غلط ؟

- لا يااختى انا مجصدتش لبسك ولا وشك .. انا قصدى انتى نفسك ..كامشة على نفسك كده زى مايكون عاملة عملة.

بكف ايدها شاورت على نفسها بخضة :

- انا عاملة عملة ؟.. ليه يعنى هاكون سرقت مثلاً ولا عملت مصيبة !

صباح وهى بتدقق فى وشها المخطوف وطريقة كلامها اللى شككتها اكتر:

- الله اعلم !

كانت بتبلع فى ريقها وهى بتحاول تبعد بعنيها عن مرمى نظرات ستها المتفحصه لها بشكل غريب ..لكنها خرجت من شرودها على صوت والدها اللى كان بيصبح عليهم بصوت مرح :

- صباح الخير ياحماتى .. صباح الخير ياأحلى " نورا "

قامت من مكانها بلهفة متصنعه وهى بتصبح على ابوها بحماس عشان تتهرب من ستها .

- صباح الخير ياحبيب قلبى .. انت اتأخرت النهاردة فى النوم ودى مش عوايدك يعنى ؟

ضمها " سامح " وباسها على خدها وراسها يقول :

- ياحبيبة ابوكى انتى ياوش السعد .. بتسألى وواخده بالك احسن من ناس بتنام معايا بنفس الاؤضة وما بتسألش .

قالها باشارة على نجلاء الى كانت خارجة من غرفتها وراه .. القت عليهم نظرة " حانقة"وهى بتمط شفايفها قبل ما تروح تقعد عند والدتها .. وبعدها ردت من غير نفس :

- وانا هاسألك ليه وانتى راجع وش الفجر .. يعنى شئ طبيعى انك تتأخر فى النوم مش محتاجه نباهه .

هز راسه بتوعد وهو بيقول:

- ماشى يا ست " نجلاء "نورت المحكمة يااختى  .. على العموم مش وقتك دلوقت .. هو عم ياسين فين يا"حماتى ".

صباح اللى بتحاول تمسك اعصابها فى الرد :

- عمك " ياسين " فى الجنينة تحت مع " اخويا " سالم " و"راجح ".

بلعت " نورا" ريقها الناشف بعد ما سمعت الاسمين وهى خايفة لتكون " بدور " اتكلمت عنها قدامهم وقالت انها السبب فى اللى حصل ما بينها وبين  و"عاصم " ساعتها هايبقى شكلها وحش اوى قصادهم .

- انا رايح اشوفه .






قالها وهو بيفلت نورا من حضنه وبعدها نزل للدور الاول عشان يشوف" ياسين ".


................................


بعد ما خلصت المحاضرة .. نوها و" بثينه " كانوا بيتكلموا ويتناقشوا ونهال كانت قاعدة وسطهم لكنها فى دنيا تانيه.. بتلعب بقلمها عالمدرج بسرحان ..فاقت منه بنغزه على درعها من واحده منهم .. صرخت مخضوضة فيها .

- اه .. ايه يا"بثينه " ؟ خضتينى .

ضحكت بمرح ترد عليها .

- جامدة صح؟ .. انا اسفة .. بس بصراحه حبيت افوقك من سرحانك .

نزلت بعنيها تانى على المدرج من غير اى استجابة لضحكة صحبتها ولا اعتذارها. 

فعقدت " بثينه " حواجبها :

- الله .. هو انتى زعلانة من حد فينا ولا ايه؟

اتدخلت " نوها " كمان فى الحديث :

- اوعى تكونى زعلانة منى يا" نهال " عشان جومت فيكى على موضوع " رائف " بس بصراحة هو اللى مزودها و.. 

نهال بمقاطعة وهى بتلوح بأيدها :

- مش منك والنبى ياشيخه .. انا زعلانة من حاجة تانى تخصنى .

الاتنين فى بوق واحد :

- حاجة ايه؟ هو انتى اتخانجتى مع الدكتور " مدحت " ؟

رفعت عيونها ليهم بتحذير وهى بتخبط بكفها على المدرج بقوة :

- وحياة ابوكم بلاش تكرروها تانى عشان مايحصلش بجد.. انا اساساً مصدومة لوحدى .

سبقت" نوها "بالسؤال قبل " بثينه ":

- مصدومة فى ايه ؟ ومين بالظبط؟

رفعت راسها بيأس منهم :

- يعنى انتوا هاتموتوا لو ماعرفتوش .. طب موتوا عشان مش جايلة بس ..

ضغطوا الاتنين على شفايفهم بغيظ منها .

رن فون نوها بصوت " اشعار رسالة فتحتها " نوها " وبعدها شهقت بصوت عالى :

- شايفة المجنون ابن عمك يا" نهال " .. بيقولى انا خلاص كلمت ابوكى وقريب هايبقى رسمى !


..................................


سامح وهو بيقرب على " ياسين " وولاده 

- صباح الخير عليكم .

ردوا عليه التلاتة وهو قرب يقعد عندهم 

- عاملين ايه يارجالة ؟

جاوبه " راجح " ببشاشه :

- احنا زين يا" سامح " .. وانت بجى اخبارك ايه ؟

لوح بكفوفه فى الهوا 

- انا عال العال وتمام التمام كمان ياراجح 

سالم ياندهاش :

- مش بعاده يعنى يا " سامح " ضحكتك دى .. دا انت اليوم اللى كنت تجعدوا هنا فى البلد مكنتش بتطيج حد فينا ..يكلمك حتى. 

سامح بسرعة فى الرد :







- دا كان زمان ياعم الحج .. اما انا دلوقتى بحب البلد وهاجوز عيالى كمان فى البلد 

ياسين وشه اتخطف وهو شايف ده بيتكلم بأريحية ومش عامل حساب للأسئلة اللى جاية واللى ابتدت بسؤال راجح :

- هاتجوز مين فى عيالك هنا ؟ انت خطبت ل" وائل " انا سمعت انه بيدور على عروسة. 

سامح باسلوبه :

- لا ياباشا " وائل " دا لسة لما الاقيله البت اللى تستاهله وتليق بيه انا قصدى على" نورا ".

اتحمحم" ياسين " بصوت عالى وهو بيخبط بعاصيته عالارض :

- خلاص يا" سامح " مش وجته دلوك.. خليها وجت تاتى .

سامح باصرار :

- واخليها وقت تانى ليه بس ياعم " ياسين " دا انا جاى مخصوص اقولكم عشان اعمل خطوبتها هنا فى البيت الكبير عشان تعرف انى بعزكم وبعتبركم عيتلى 

غمض ياسين عنيه وهو مستنى الكارثة تزمناً مع سؤال "سالم ":

- ويبجى واض مين دا فى البلد اللى عايز يتجوزها ؟

سامح بقلب مليان :







- معتصم ابن العمده " هاشم " انت اكيد تعرفه .

راجح برق بعينه و"سالم "نهض من مكانه يسأله بغضب 

- بتجول مين ؟

.....................................


اتفاجأت " نعمات " بشكله الغريب عليها لما فتحت الباب :

- عاصم .. اهلا ياولدى اتفضل .

قالتها وهى مندهشة من شكله اللى كان موضح اوى انه مانمش نهائى ....اتقدم بخطواته لداخل البيت يقول :

- عاملة ايه يامرة عمى ؟ ووبدور ازيها دلوك ؟

نعمات وهى بتخبط كف بكف :

- اجولك ايه بس ياولدى ؟ .. بدور حالتها حالة الندامة من امبارح.. ماهو انت كمان زيها. انا عارفة ايه اللى صابكم انتو الاتنين .

اتحمحم بتوتر وهو بيقعد على اقرب كنبة لاقاها قدامه :

- معلش يامرة عمى .. المتجوزين ياما بيحصل مابينهم !

قعدت قصاده تسأله :

- طب ماتجولى انت ايه اللى حصل بدال هى مش راضية تجول ؟

هرب بعنيه عن عنيها :

- معلش يامرة عمى .. خلينا على راحتنا واحنا هانعرف ان شاء الله نحل مشاكلنا ونعديها. 

قامت من مكانها ترد بقلة حيلة :




- كده !! طب عن اذنك بجى اروح اندها تاجى تشوفك .

هز بدماغه وهو لسة بيتهرب بعيونه عنها .. غابت شوية وبعدها سمعها بتصرخ بصوت عالى :

- تعالى اللحجنى يا" عاصم " وشوف " بدور "!!










الفصل الثانى والعشرون 


لما الطمع يعمى عنينا عن الصح ويخلينا نتجاوز الاصول والاعراف ، أكيد احنا بنلاقى مبرر لكل خطأ نرتكبه بمزاجنا. 

- بتجول مين ؟

السؤال خرج من " سالم " وهو بينهض مفزوع من مكانه وكأن لسعته عقربة... فكان الرد من " سامح " بمنتهى البرود :

- بقولك " معتصم " ابن العمده هاشم اكيد انت تعرفه .

شاور "سالم " بأبهامه للخلف يقول :

- اللى كااان العمدة...وحكاية ان اعرفه دى مفروغ منها.. المهم انت عرفته كويس وعرفت تاريخه معانا جبل ما تيجى تكلمنا بجلب مليان وتجول انك هاتجوزا بتك ؟

- قصدك يعنى عشان كان خاطب بنت " راجح " قبل ما تسيبوه وتتجوز ابنك ؟

قالها باستفزاز اثار "راجح "المعروف بهدوئه فرد عليه بصوت منفعل:

- ماتنجى الفاظك ياعم انت .. وراعى ان انت بتتكلم على بتى .. اللى هى اتجوزت واض عمها مش حد غريب عليها .

سامح بأسلوب تهكمى :

- الله الله ياسى " راجح " يعنى انت دلوقتى بتلقح على بنتى انا عشان هاجوزها " معتصم " ؟ وفيها ايه بقى ان كنت هاجوزها من ابن بلدها ولا انتوا بتحللوا لنفسكم وبس ؟

سالم من غيظه خبط كف بكف بعصبية لدرجة خلت الصوت يطلع واكنه صوت ضربة قلم .. وقبل ما يتكلم سبقه " ياسين " اللى كان بيحاول يمسك اعصابه من اول القعده:

- ابن بلدها !! هو انت من امتى عرفت بلدك يا" سامح " عشان تتمحك فيها دلوك ؟.. هو ايه اللى حصل بالظبط وخلاك تغير رايك ؟

اتبرجل الاول لكن ماحبش يبين فثار عليهم بصوت عالى :

- هو في ايه ياجدعان ؟. بنتى وجالها اللى يطلب ايدها منى ويدخل البيت من بابه .. اوقف ان حالها بقى عشان الولد كان خاطب بنتكم وماحصلش نصيب .

سالم وهو بيمد برقبته ناحيته :

- يعنى انت كل اللى عارفه موضوع خطوبته ب" بدور " ومعارفش تاريخه هو وعيلته معانا .. طب افتكر ان ابوه وامه محبوسين دا غير قضيته مع ولدى اللى اتحبس هو كمان بسببها . 

رفع كفه قصاده يتكلم بلهجة مصطنعه:

- عفا الله عما سلف ياعم الحج.. وانا الراجل ماشوفتش منه حاجه وحشه عشان أوقف حال بنتى وارفضه. 

راجح بعدم تصديق:

- ياسلام !! .. دا ايه العجل ده اللى هب عليك كده فجأة ؟ ماتجيب من الاَخر ياسامح وجول ان الواض زغلل عنيك بفلوسه اللى ماحد عارفلها عدد .

رد عليه باستفزاز اكتر من اللى سبقه :

- بالظبط ... زيك انت ياحبيبى لما رضيت بيه لبنتك .. هو مكانش برضوا عشان فلوسه الكتيره دى ؟

قالها سامح بوقاحة فاجأت " راجح " اللى اتصدم ولجمت " ياسين " عن الدفاع عنه .. لما زعق فيه "سالم " بصوت عالى :

- اسمع ياراجل انت .. انت زودتها جوى وحق الضيافة بس اللى مانعنا عن الرد عليك بالى تستاهلوا.. بس مدام وصلت لكده .. يبجى لو هاتنفذ كلامك وهاتجوز بتك من " معتصم " يبجى برا بيتنا 

برق " سامح " بعنيه وهو بينظر ل " ياسين " اللى كان بيتنفس بعمق وماقدرش يراجع كلام ابنه فى تحمل حاجة اكبر من طاقته.. 

صرخ بدراما وهو بيمشى بخطواته :

- ماشى ياعم " ياسين " ماشى يا" راجح " ماشى ليكم كلكم .. بقى بتطرودنى من بيتكم .. هو دا حق الضيافة عندكم .. ادينى سايبهالكم محضرة عشان اريحكم خالص .. ياناس باينة مناظر بس قدام الناس .

راجح وهو بينظر فى اثره لما مشى :

- كنت صبرت عليه يا" سالم " .. دا كده هياخد البت ومايجبهاش تانى لامها واحنا مصدقنا ..

سالم باصرار : 

- راجل جليل ادب وزدودها معانا .. ودا اقل رد على جلة حياه وبجاحته اللى فى حياتى وعمره كله ماشوفت زيها .

ياسين وهو بينزل على كنبته بتعب :

- انا جلبى مش مطمن .. وحاسس في حاجة ورا اصراره الشديد فى الموضوع ده ..ربنا يسترها بجى  ويعديها على خير 

وقبل مايرد عليه واحد فيهم اللتفتوا التلاتة على صوت " ياسين " الصغير اللى كان بينده على والده .. اللحج يابوى " بدور " اختى خدتها اسعاف الوحدة.


............................


راجح وهو بيتقدم بخطواته السريعة لداخل الوحدة الصحية للبلد  لمح " عاصم " وهو واقف بتجهم  جمب اوضة الكشف ومكتف ايديه الاتنين .. اتقدم عليه وبحركة مفاجئة مسكه من ياقة جلابيته يصرخ فيه :

- عملت فى بتى ايه يا" عاصم " ؟ والله لو جراتلها أى حاجة لا هاراعى جرابة ولا صلة دم ... رد عليه ساكت ليه ياواض سالم ؟

قال الاَخيرة بصوت اعلى فى الصريخ و" عاصم " كالعبة فى ايده بيحركها يمين وشمال ودا مافيش رد فعل منه ولا كلمة ناطقها ..بينظر بعيون ميتة وبس ... سالم كان وصل ساعتها فشدوا من ايديه يبعده :

- ماتصلى عالنبي يا" راجح " .. ماسك فى رجبة الواض هو انت شوفته ضربها ولا أذاها ؟

راجح وهو بينهر "سالم " شقيقه وبيزيح فى ايديه :

- ماانت عشان ولدك بتدافع عنه لكن لو كانت بتك اللى جاعدة جوا  ..مكنتش دافعت كده عنه ؟

ياسين اللى وصل اخيرا زعق فيه :

- ما تهدى يا"راجح "وخلينا نعرف باللى جرى للبت الاول ونطمن عليها .. بدال كلامك الواعر ده .

راجح بصرخة الم :

- يابوى ماتقوليش اهدى .. انا من امبارح وانا قلبى واكلنى على بتى وانا معرفش ايه اللى حصل بينها وبين جوزها اللى هو واض عمها ..ودلوك لما اسمع باللى حصلها عايزنى اكلمه عادى وانا معرفش اذاها كيف .. لا بجى كله الا بناتى وانتو عارفينى زين .. انا ماعنديش اعز منهم .

قال الاخيره بنظرة تهديد ووعيد ل" عاصم " اللى واقف قصادهم بوجه شاحب وخالى من الحياة. 

ياسين بنظرة كلها حزن :

- ربنا يستر ويجيب العواجب سليمة ... يارب انت العالم جيبها سلامات يارب.

سالم نظر لشقيقه بعتب :

- الله يسامحك يا"راجح "يعنى " بدور " على كده مهياش بتى زى عاصم ماهو ولدى ..معلش ياواض ابوى انا برضك مجدر زعلك على بتك ..معلش .

معداش كتير بعدها وخرجت الدكتورة .. جريوا كلهم عليها يسألوا .

عاصم بقلب ملهوف :

- ايه اللى حصل يادكتورة.. وبدور عاملة ايه؟

الدكتورة بعملية :

- مافيش حاجة ياجماعة اطمنوا.. احنا لحقنا وقفنا النزيف .. وهى دلوقتى كويسه والحمد لله .

سالم ..

- طب والجنين يادكتورة:

- اطمن ياحج هو الجنين كويس .. بس للأسف هى هاتضطر تريح الاربع شهور الاولى وماتتحركش نهائى عشان الجنين يثبت .. دا غير انها لازم تتابع باستمرار .

راجح بصوت خفيض:

- طب وهى فى خطر على حياتها بعد كده تانى ؟

ربتت بخفه على كتفه :

- ماتقلقش ياحج .. هى اهم حاجة ليها دلوقتى ليها المراعية وتبعدوها عن الزعل .. اه واهم حاجة الاكل والنبى .. عن اذنكم بقى .

بعد ما اطمنوا عليها من الدكتوره ... عاصم كان اول واحد يدخل عليها .. ركع على رجله جمبها بقلب ملتاع على حب عمره اللى راقدة بتعب ووشها شاحب بدرجة  مخيفة .. مغمضة عنيها والمحاليل متعلقة بايديها وهى مش حاسة بحبيبها اللى كان هايموت من الخوف عليها .. ولولا كسوفه من دخول والدها وجدو " ياسين " لكان اخدها وعصرها عصر فى حضنه .. 

...............................


بتقول ايه يا" سامح " ؟

قالتها " نجلاء " بصرخة لجوزها الى بيزعق وبيرطم بكلام مش مفهوم ..رد هو بصوته العالى وعينه على " صباح :

- بقولك لمى هدومك يابت الاصول.. يامأصله اهلك طردوا جوزك .. مستنيه ايه تانى لما يرموا هدومنا فى الشارع .

خبطت " صباح " على صدرها بجزع امام صدمة " نجلاء " وبنتها وقالت :

- انت بتجول ايه ؟ بجى انا ابويا طردك من بيتوا .. عيب عليك ياولدى دا الحج " ياسين " عمره ما عملها مع حد غريب .. يبجى هايعملها معاك انت !

زعق بصوت اعلى 

- هو مطلعتش منه العيبة بس ساب ابنه يوقلهالى بالفم المليان وسكت عن الغلط .. يبقى انا كده اللم كرامتى اللى اتبعترت واخد مراتى وعيالى ماشى ياحماتى ..

نجلاء بصوت مبحوح: 

- خالى مين فيهم اللى طردك يا" سامح " ؟ وايه اللى يخليه يعمل كده .

باسلوب ساخر رد عليها:

- هها انت لساكى عايزه تلاقيهم مبرر يام العيال .. خالك " سالم " هو طردنى بنفسه ياختى..استريحتى بقى 

نورا اتخشبت مكانها بعد ما سمعت الاسم ومخها بيدور فى الف حكاية وهى مش عارفة السبب الحقيقى .. فاقت من ظنونها على صرخة والدها فى زوجته" نجلاء

"وهو بيقول :

- عليا الطلاق يا" نجلاء " لو مالميتى هدومك بسرعة دلوقتى انتى والعيال لتبقى حرمانة عليا واجيب واحدة غيرك اهلها يقدروا الراجل اللى قانى بنتهم .

نجلاء بقهرة :

- طب واحنا هانروح فين دلوقت ؟ دا غير ان " وائل " ابنك مش موجود !

رد عليها بجبروت:

- مالكيش دعوة انتى تنفذى الكلام وخلاص وان كان على " وائل " فاانا هاعرف اتصرف واخليه يجيلنا بنفسه بعدين !.

................................


خطواتها المسرعة داخل المستشفى لفتت نظر كل الناس اليها سواء كانوا مرضى او موظفين ودكاتره .. بس هى مكانتش مهتمة .. كل اللى كان فى دماغها اختها بس بعد ما عرفت باللى حصلها لما اتصلت تطمن عليها وردت عليها " نهلة " الصغيرة وكالعادة حكيت كل حاجة بالتفصيل...

وصلت للقسم بتاعه .. وقبل ما توصل للمكتب وقفت بنت ممرضة تسألها :

- يأنسة لو سمحتى ؟

التفتت لها البنت وعلى طول عرفتها :

اهلاً يادكتورة " نهال " نورتى المستشفى .

خطفت ابتسامة مغصوبة عشان ماتكسفش البنت :

- تشكرى يا" سامية " على زوقك .. ماتعرفيش الدكتور " مدحت "  فين دلوقت ؟ .

- بتسألى عن الدكتور " مدحت " ؟

سمعتها من خلفها فاتفاجات ب" يونس " مبتسم بسماجة .. استغفرت فى سرها لكن ماحبتش تظهر على وشها فهزت بدماغها توافق من غير كلام .. ابتسامته زادت اكتر :

- عاملة ايه بقى يادكتورة فى الدراسة ؟ ماشية تمام ولا لاقية فيها صعوبة عشان الجواز ..

قاطعته بحده :

- لو سمحت انا عندى ظرف مهم وعايزة " مدحت " ضرورى .

اتقلبت ابتسامته لخبث وهو بيرد عليها :

الدكتور " مدحت " فى مكتبه بس للاسف هو مشغول اوى مع الدكتورة " مها " ربنا يعينهم .

ومن غير استئذان مشت من قدامه فورا وعند باب المكتب ..فتحته على طول من غير ماتخبط .. الاتنين رفعوا راسهم مخضوضين .. المنظر كان كالاَتى " مدحت " ماسك اشاعة مريض ورفعها فى الهوا و" مها " مايلة عليه و بتناقش معاه ..بس هى وشها اتقلب لما شافتها بالقرب دا منه بالإضافة لنظرة " مها " لما شافتها اللى غاظتها اكتر لكن " مدحت " كان واضح اوى من وشه انه انبسط فى شوفتها لما رحب بيها :

- نهال! ... تعالى ياحبيبتى واقفة ليه؟

مها سمعت الكلمة دى وانقلبت فردت بتناكة :

- اهلاً يادكتورة شرفتي المستشفى ... طيب عن اذنك بقى يا" مدحت " هاجيلك وقت تانى .. ونبقى نكمل..

نهال فضلت عيونها متبعاها وهى بتمشى بتناكة لحد اما خرجت.. باغتها " بمدحت " لما باسها فى خدها وهو بيضمها :

- دا المفاجأه اللى تجنن دى ؟ .. فرحت جوى بجيتك .

زاحت هى ايديه بألية تسأله :

- هى بتجولك نكمل بعدين ... تقصد ايه بالظبط ؟

نظرلها مستغرب :

- ايه يا" حبيتى" انتى ماخدتيش بالك ان احنا بتناقش على حالة مريض من الاشاعة اللى كنت ماسكها فى ايدى ولا انتى بتغيري ياحلوه. 

قال الاَخيرة بابتسامة وتسليه هى ماستجابتش،ليها وردت بعصبية :

- مش وجته كلامك ده يا"مدحت ".. انا عايزه اروح البلد عشان اشوف اختى " بدور " عشان تعبانة جدا وخدتها اسعاف الوحدة.. هاتروح معايا دلوك عالبلد ولا لأ .

شاورلها بايديه :

- طيب اتكلمي براحة شوية ... أنا فهمت دلوك ان اختك تعبانه ..

تابعت " نهال "بصوت مخنوق :

- ايوه تعبانة وانت لو مش فاضى دلوك على طول توديني البلد .. اطلع انا احجزلى تذكرة واروح لوح... 

- نهال ... ماتستفزنيش وادينى فرصة عشان ارد.

قالها بمقاطعة وزعيق مع نظرة حادة منه رقت لما شاف انهيارها فى البكا فضمها لصدره وهو بيطبطب عليها بحنان :

- اهدى خلاص وماتجلاجيش .. انا هاروح معاكى دلوك على طول بس اطمنى انتى وان شاء الله خير. 

...................................


بداخل غرفة الكشف.. كانت دايماً بتتهرب بعنيها عنه وهو نفسه يكلمها على انفراد لكن وجود والدتها ووالدها بالإضافة ل" ياسين" اللى رايح جاى يتابع مع " سالم " حالتها ويطمنوا عليها .. زودت اوى حالة الاحتقان المكبوت جواه وهو بيحاول يسيطر على اعصابه بصعوبة خصوصاً وهو شايف ردها على كل سؤال منه بكلمة او كلمتين بالعافية وماتزودش ... نفخ بقوة وخرج من الاوضة يشم هوا شوية.. وهو نفسه يلاقي حل .. اللتفت بعينه على الطرقة اللى بتوصل لباب الوحدة .. لقى " حربى " ومعاه " نيرة " داخلين مع بعض ..

وبعد ماوصلوا عنده " حربى" بصوت مشجع 

- ازيك ياواض عمى .. حمد لله اللى جات على كده .

هز بدماغه يجاوبه من غير كلام ..فاتكلمت " نيره " كمان .

- هى عاملة ايه دلوك ؟ انا امى طامنتنى لما جات شافتها مع مرة عمى " محسن " .

رد عليها بصعوبة :

- هى زينة يابت عمى .. الدكتورة امرت بالراحة التامة ليها .. بس انا كنت هاتعرك معاها جوا و مسكت نفسى عنيها 

حربى وهو مستغرب:

- وااه يا" عاصم " كيف كلامك ده ؟ هاتتعرك معاها وهى فى الحالة دى؟

عاصم بتصميم فى كلامه :

- ايوه اتعرك مدام ابوها ماصدق ياخدها حجة ويقولى هاخليها تجعد الاربع شهور فى بيتى عشان نراعيها وانا جوزها اختفيت عشان يقرروا بالنيابة عنى ولما اسالها ترد من غير نفس وتجول ايوه. 

نيرة وهى بتحاول تهدى:

- معلش ياواض عمى ما انت عارفها زعلانة .

فجأها بنظرة حاده يسألها:

- وانتى عرفتى سبب زعلتها معايا ؟

وكأنها بتنفى تهمة عنها:

- لا والله ياواض عمى .. دى حتى اول مرة تخبى عنى حاجة وانا برضك مش زعلانة عشان دى حاجة تخصك معاها كمان. 

حربى بابتسامة ونظرة بمغزة ل" نيرة ":

- يعنى انتى عارفة ان في حاجات ماينفعش تطلع بين الراجل ومرته.. شاطرة يا" نيره " .

هى بادلته الابتسامة بخجل .. وعاصم شتم فى سره بصوت واطى قبل مايزعق فيه بعصبية:

- دا وجت محن يا" حربى " ماتلم نفسك يااخى بدل اكسرلك سنانك دى اللى بتضحك بيها 

حربى وهو مخضوص : 

- مالك بس ياواض عمى ؟ متعصبش نفسك جوى كده ولو عايز اى خدمة انا تحت امرك .

الكلمة نفسها جابت الفكره فى دماغه فمسكه من رقبته وهو بيكلم "نيرة " 

- خوشى جوا دلوك يا" نيرة " اطمنى على " بدور " واول بس ماتدخل الدكتورة وتسمحلها بالخروج ادينى رنة ماشى. 

هزت برأسها توافقه قبل ماتمشى وتطيع كلامه .. اما حربى بقى فاتفاجأ بعاصم وهو بيجره من رقبته بقوة وهو بيقول :

- وانت بجى تعالى معايا عشان تنفذ اللى هاجولك عليه بالظبط !!

            الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا


تعليقات



<>