CMP: AIE: رواية شذى الورد الحزين الاول والثاني والثالث بقلم ايمي الرفاعي مدونة كرنفال الروايات
أخر الاخبار

رواية شذى الورد الحزين الاول والثاني والثالث بقلم ايمي الرفاعي مدونة كرنفال الروايات

رواية شذى الورد الحزين الاول والثاني والثالث بقلم ايمي الرفاعي  
 

الفصل الأول.................

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....اللهم انت ربي لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين........


ياعاشقه الورد إن كنت على وعدى....فحبيبك منتظر ياعاشقه الورد....حيران أينتظر....والقلب به ضجر.....ماالتله ..ماالقمر...ماالنشوه ..ما السمر...إن عدتى إلى القلق ..هائمه فى الأفق.....سابحه فى الشفق ..فهيامك لن يجدى.....ياعاشقه الورد.........


انقشع الليل بظلامه لتشرق شمس الصباح بنورها الساطع معلنه عن يوم جديد 

داخل إحدى مشاتل الزهور يقف رجل متوسط العمر يحمل بيده مجموعه من الشتلات لزرعها لاحقا .دلفت إليه فتاه فى العشرين من عمرها ترتدى عباءه سوداء قديمه وعلى رأسها وشاح باللون الاخضر الباهت من كثره ارتدائها له غطى شعرها الأسود الذى يتدلى منه خصله هاربه لنعومته على وجهها بالرغم من هيئتها المذريه   ولكن لم يمنع جمالها من أن يسلب عقل كل من وقعت عيناه عليها فعشرتها وسط الزهور طبع عليها جعلها تتربع على عرشهم وتصبح اميرتهم ببشرتها البيضاء ذو الحمره الخفيفه والعينان ذو اللون الاخضر ابتسامتها الساحره وصوتها الناعم الذى يسحر أعتى القلوب عند الاستماع إليه...تمخترت بين الزهور توزع ابتسامتها هامسه لهم باشتياق اقترب منها عم فتحى وفى يده عقد من الياسمين قائلا بابتسامته البشوشه...صباح الخير يابنتى

انتبهت له ومازالت محتفظه بابتسامتها...صباح الفل ياعم فتحى جهزت حاجتى

عم فتحى.....طبعا وانا اقدر أتأخر على ست البنات.هتبيعى الورد انهارده فين

استنشقت إحدى الزهرات وهى مستمتعه برائحتها العطره قائله...بفكر اطلع على الكورنيش انهارده الجو شكله حلو

ربت على كتفها بحنان أبوى...ربنا يرزقك يابنتى ويسعدك

ورد....ربنا يخليك ياعم فتحى يالا قول ليه اساعدك فى ايه لسه بدرى على بال لما انزل أبيع

أشار إليها لبعض صناديق قائلا....عايزك زى الشاطره ترتبى الورد ده بطريقه حلوه علشان ست الهام جايه تاخده بنفسها

ضيقت حاجبها تساؤلا...مين إلهام ده

أجابها وهو يسبقها إلى الداخل...ده صاحبه محل ورد دائما بتيجى تاخده من عندى ست محترمه وذوق

اومأت برأسها...ماشى ياعم فتحى..يالا بينا ياراجل ياطيب

أمضت معه بعض الوقت متنقله من زهره إلى أخرى فى سعاده فمن يراها لايتخيل بأن هذه الفتاه البسيطه تتمتع بكل هذه البراعه فى تنسيق الزهور لتبدع فى إخراج أبهى الباقات من تحت يدها...عند إنتهائها إلتقطت أشيائها لتلج إلى الخارج بعد أن ودعت عم فتحى متجهه إلى طريقها لتبيع مابيدها ...عند أحد أسوار الكورنيش أمام نهر النيل يجتمع العشاق لتعبير عن مكنون قلوبهم كل منهما ممسك بيد حبيبه العيون تتحدث قبل الشفاه. عن الاشتياق ولوعه الهيام .اقتربت بصوتها العذب وعبارتها الشهيره....فل يابيه.ورد ياهانم

نظر إليها أحدهم لتبتسم له رفيقته بعينيها ليلتقط من ورد إحدى الزهرات قائلا....هاتى الورده الحمراء

جذبتها مسرعه ماده يدها له...اتفضل يا بيه ربنا يخليهالك

التقطتها منه مستنشقه إياه بسعاده باعثه له نظره شكر على هذه اللفته الجميله....ابتعدت بعد أن ودعتهم وهى تتأمل حبهم الصافى لتكمل يومها.لمحت إحدى السيارات لتركض إليها مسرعه وبلهفه...فل يابيه...عقد فل ينور عربيتك ويخلى ريحتها زى الجنينه

ضاق من الحاحها ليلتقطه منها ملقيه بجانبه بعد أن دفع ثمنه منطلقا بسيارته تبعته بعينيها تأفأفا....ايه الراجل ده حد يعمل في الورد كده.صحيح ناس مابتفهمش ولا بتقدر قيمه الورد

بعد قليل.شعرت بارتفاع حراره الشمس لتتجه بخطوات بطيئه إلى إحدى المظلات لتريح قدميها وتفحص حصيله يومها.نبتت بعض من حبات العرق فوق جبينها لتمسحه وهى تعد مابيدها لتتفاجأ بخطف أحدهم مابيدها راكضا صرخت وهى تركض وراءه بحزن ....حرامى..حرامى

تعثر بإحدى الأحجار ليسقط أرضا ويتناثر ماسرقه اعتدل هاربا عند شعوره باقترابها تاركا ماسرقه على الأرض.دنت بجذعها ملتقطه حصيله عملها وهى تمتم بغضب...منك لله ياشيخ ربنا ينتقم منك مش لاقي الا أنا وتسرقه

لمحتها صديقتها من بعيد لتعبر الطريق وهى تناديها....ياورد..بت يا ورد

التفتت إليها منفضه ملابسها...عايزه ايه يانرجس

ساعدتها على هندمه ملابسها بتساؤل....عمل ايه الولا ده

عقدت حاجبيها ضيقا.... الولا ابن......مش لاقى الا أنا ويسرقنى بس ربنا انتقم منه وخد حته وقعه يستاهل إلى يجى عليه عمره مايكسب

ربتت على كتفها...معلش يا حبيبتى أهو أخد جزاته بس بعد كده ماطلعيش فلوسك فى الشارع.المهم خلصتى

اومأت برأسها...اه خلصت

تعلقت بذراعها...طيب يالا أنا عازماك على أكله محترمه بس نعدى على الواد حسن نجيبه معانا

ضحكت ....إيه الكرم ده كله جبتى الفلوس منين

ضحكت....واحد ابن حلال اخد كل المناديل إلى معايا وادانى مبلغ محترم.فقلت يابت يانرجس تعملى ايه بالفلوس قبل ماالمعلمه حسنيه تعرف وتاخدهم منك ففكرت وقررت أتغدى بيهم أكله محترمه ترم عضمنا

شاركتها الضحك....إنت مافيش فايده فيك مابتعرفيش تحافظى على أى قرش معاك

لوحت بيدها....ياستى هو إحنا هنعيش كام مره.إصرف مافى الجيب يأتيك مافى الغيب يالا يابنتى هو حد واخد منها حاجه مش أحسن ماأتحسر وأنا شايفه إمنا الغوله استولت عليهم أنا أولى يالا يالا ماتأخريناش

طوقت كتفها بذراعها منطلقين إلى إحدى مرائب السيارات لتصيح بصوت عال...ياحسن إنت فين

ولج إليهم شاب قريب من عمرهم ذو شعر أسود ناعم ووجه قمحى يرتدى بنطال جينز مهترئ فوقه قميص بهتت ألوانه وفى يده خرقه قديمه مبلله بالماء جفف عرقه قائلا....فى ايه ياأم لسان طويل.عامله دوشه ليه

نكزته فى كتفه...أنا أم لسان طويل تصدق أنا غلطانه إلى قلت اخدك معايا

عصر مابيده ليكمل تنظيف باقى السيارات....أجى معاك فين

رفعت يدها بكل فخر..عازماك انت وورد على غدوه محترمه

تهللت اساريره عند سماع اسمها...ورد .هى فين

ضيقت حاجبها تذمرا...كل الى سمعته فى الى قلته اسم ورد بقولك عازماك يابنى

أزاحها من طريقه مسرعا إلى الخارج....بعدين

أشرق وجه عند رؤيه ورده قلبه ليجفف يده في ملابسه مهندما ملابسه مقتربا.منها بلهفه...ورد ازيك

ابتسمت عند رؤيته....الحمد لله ازيك انت

بهيام...طول ما انت كويسه أنا كويس

أتت من وراءه لتضربه على مؤخره رأسه....يالا ياعم النحنوح خلص شغلك علشان نروح ناكل

تذمر من مزاحها متمتما....على أم شكلك ياشيخه عيله رخمه

اقتربت منه بتوعد...بتقول حاجه ياحسن

مسح وجه بضيق....مابقولش حاجه يانرجس هانم اتفضلى أنا خلصت

تقدمتهم بخيلاء ليضحك كل منهما مقربا رأسه إليها هامسا...مضطرين نستحملها.ده هتغدينا وده مابيحصلش الا كل 100سنه مره 

شاركته الضحك لتلتفت إليهم مضيقه عينيها....بتقول حاجه ياسى حسن

رفع يديه كاتما ضحكته.... أبدا بقول ربنا ما يحرمنا من كرم نرجس هانم

هزت راسها...بحسب

انطلق الثلاثه إلى إحدى المطاعم الشعبيه ليجلس كل منهما على مقعده بعد أن طلبوا ماسيتناولوه...لعقت نرجس شفاها بتلذذ....ياسلام ياولاه على ده أكله حاجه كده ملوكى

التقط إحدى قطع اللحم وهو يمضغها....وايه سبب الاكله الملوكى ده يا استاذه نرجس

أغمضت عيناها وهى مستمتعه بمذاق اللحم فى فمها قائله.....من غير مناسبه .ربنا كرمنى بقرشين حلوين قلت أدلع نفسى ومعايا حبايبى 

حسن....والله فيك الخير .احنا بعد كده هندعيلك فى الرايحه والجايه علشان مانتحرمش من نفحاتك

رفعت يدها إعجابا بحديثه...ايوه كده مش عايزاك تبطل دعى ولا أقولك بلاش انت لدعوه تيجى بالمقلوب.ورد العسل هى إلى هتدعيلى

ضربها على رأسها.....انا غلطان يا جزمه أن فكرت أدعيلك ماتستهليش

ضحكت على مشاكستهم الدائمه لبعضهم....إنتم مابتبطلوش مناقره أبدا اهدوا وخلينا نستمتع بالاكله إلى مش عارفين هناكلها تانى امتى

ايدتها نرجس...عندك حق هو إلى رخم وبيعطلنى علشان يخلص الأكل انا عارفاه طفس

اتسعت عيناه...أنا طفس يامفجوعه ده انت واكله كيلو كفته لوحدك من ساعه ماقعدنا

رفعت حاجبها...انت بتعدهم عليه بفلوسى يابابا لما تدفع حاجه  من جيبك ابقى اتكلم

ترك ما بيده غاضبا...تصدق انا غلطان إن جيت معاكم

ربتت على يده بابتسامه ناعمه....خلاص ياحسن بتهزر معاك ماتقفلش علطول كده

نكزته فى كتفه ضاحكه....انت زعلت ياأسمرانى خلاص ولا أقولك قوم احسن علشان توفر

التقط ملعقته بغيظ....غيظا فيك هقعد وأكل يارخمه

ضربت كفيها استسلاما لشجارهم...مافيش فايده فيكم عمركم ماهتتغيروا

انتهى الثلاثه من تناول الطعام ليتجهوا خارجا إلى إحدى المقاعد المرصوصه على الكورنيش وفى يد كل منهما كوب من حمص الشام بدأت نرجس حديثها وهى تلوك حبات الحمص فى فمها متأمله إحدى البنايات الفاخره على الجانب الآخر من النهر....عارفين ياولا أنا نفسى فى ايه نفسى اعيش فى عماره من دول ويبقى عندى خدم وسواق يفتح ليه العربيه ويقول ليه اتفضلى يانرجس هانم

ضحك استهزاء...نرجس هانم...ههههه انت مابتشوفيش نفسك يامعفنه قال هانم قال

ضربته على كتفه تذمرا....بكره تشوف يارخم وانت ياورد نفسك في ايه

ألقت بنظرها إلى صفحات المياه متنهده....نفسى فى مكان كبير كله ورد اقسمه جزئين جزء كله ورد والجزء الثاني اعمله ملجأ للاطفال إلى أهلهم رموهم فى الشارع يشتغلوا ويتبهدلوا أعلمهم أنا وأحميهم من غدر الناس

ابتسم الاثنان على أحلامها الورديه لتباغتهم نرجس ....وأنت ياأستاذ حسن نفسك في ايه..


حسن....بعيد عن التريقه فى كلامك..بس انا نفسى اكمل تعليمى واشتغل فى شركه كبيره او أسافر المهم أخرج من الفقر إلى أنا فيه

تنهد الثلاثه ناظرين إلى السماء متمنين تحقيق أحلامهم فى يوم من الايام

...................

فى صباح اليوم التالي ....استيقظت ورد على أصوات عاليه وشجار أسفل غرفتها الصغيره فوق سطح منزل متهالك اعتدلت فى جلستها لتهم بالقيام مستقصيه مايحدث...حكت شعرها وهى تتثائب ..... رايحه فين ياورد

ارتدت حجابها ونعلها المتهالك....هنزل اشوف ايه الدوشه ده

تذمرت ضيقا....واحنا مالنا  ده اكيد العيل الرخم إلى اسمه سيد بيتخانق مع أمه زى كل يوم

ورد....ماانا عارفه علشان كده لازم انزلها ليعمل فيها حاجه

ولجت مسرعه غير عابئه بحديث صديقتها لتهز رأسها ضيقا من تصرفات صديقتها ....مافيش فايده فيك طيبه قلبك ده هتوديك فى داهيه

هبطت مسرعه على الدرج المتهالك لتلمح خروج ابن جارتها يصيح بأصوات عاليه ناهرا والدته بعد أن أغلق باب منزلهم.طرقت بابها وهى تنادى بقلق.....خالتى أم سيد .ياخالتى أنا ورد افتحى

فتحت لها سيده فى العقد الخمسين من عمرها يمتلأ وجهها بعلامات الزمن من الحزن والفقر لتتنهد بحزن....تعالى يابنتى

ولجت وراءها بعد أن أغلقت الباب متسائله...فى إيه ياخالتى ماله سيد بيزعق ليه

جلست على اقرب مقعد مانعه دموعها من السقوط ....ماتشغليش بالك يابنتى أنا اتعودت

جلست بجانبها لترفع كفها مقبله إياه....امال اشغل بالى بمين ياست الكل

ربتت على رأسها بحنان....ربنا مايحرمنى منك نفس طيبه أمك ربنا يرحمها ويبارك فيك

ابتسمت....تسلمى ياخالتى قول بقى فى ايه

بقهر وحزن....العادى بتاعه عايز فلوس علشان مزاجه  بدل ماهو إلى يصرف عليه ويكون سند ليه انا إلى بصرف عليه ربنا يهديه ويبعد عنه ولاد الحرام

ورد....ايوه ادعيله أن ربنا يهديه ويبعد عنه الشله الفاسده إلى مصاحبهم وبذات الواد متولى شيطان ماشى على الأرض

اومأت برأسها....عندك حق ربنا ينتقم منه هو إلى جره للطريق ده ربنا ياخده

استقامت فى وقفتها جاذبه يدها لتتجه معها الى غرفه النوم لتساعدها على التسطح.قائله......ادعيله إنت بس وإن شاء الله ربنا يهديه .ريحى انت دلوقت على بال لما اعملك احلى فطار

ربتت على يدها بحب....تعباك معايا يابنتى

ضمت شفتيها حزنا مصطنعا....أزعل منك كده انت مش عارفه غلاوتك عندى كفايه انك من ريحه امى

أم سيد....ربنا يبارك فيك ومايحرمنى منك

قبلت رأسها بحب....ولا منك ياست الكل

لتتجه إلى المطبخ لتحضير طعام الإفطار انضمت إليهم نرجس بعد أن ولجت إلى الداخل قائله....خيانه بتفطروا من غيرى

ضربتها على جبهتها....ادخلى وبطلى دوشه

لوت فمها.بنزق.....ماشى ياختى داخله ..صباح الفل ياأم سيد

ابتسمت...صباح الفل يابنتى عامله ايه

مسدت على صدرها....ميه فل وعشره انت إلى عامله ايه يابطه انت يا حلوه

ضحكت على مزاحها...والله  انت عسل

دلفت ورد بصنيه الطعام قائله....عسل اسود وسعى ياختى خلينا ناكل

نظرت إليها بتأفف....بتغير منى انا عارفه علشان احلى منها

ضحكت على مشاكستها الدائمه لمن حولها لتفتح ذراعيها لهم وتضمهم إلى صدرها...ربنا مايحرمنى من لمتكم حواليه ولا يحرمنى من الضحكه إلى بتدخلوها على قلبى

ورد.....ولا منك ياخالتى

بعد انتهائهم من الطعام ولج الاثنان إلى الخارج متجهه كل منهما إلى طريقها لتبدأ عملها اليومى ...ورد ببيعها الزهور .ونرجس للمناديل

...............على طريق الكورنيش تتنقل من مكان إلى آخر لبيع مابيدها لمحت فتاه صغيره بيدها مجموعه من المناديل تحاول بيعها نهرها أحدهم بضيق ودفعها على الأرض .اتجهت إليها مسرعه لتساعدها على الوقوف مهندمه ملابس الصغيره بضيق....ليه كده يابسبوسه ايه إلى نزلك انا مش نبهت عليك ماتنزليش تبيعى المناديل

نفضت يدها من الغبار ناكسه رأسها بحزن...اعمل ايه ياابله ورد مرات ابويا ضربتنى وصممت أنزل

ربتت على رأسها بحنان....وطبعا مابتخلكيش تشوفى مذاكرتك

هزت راسها حزنا.....ده قالت ليه لو شافتنى ماسكه كتاب تانى هتحرقنى بالنار

منعت سبه كادت أن تخرج من فمها لجبروت هذه المرأة لتدنو بجذعها حتى تصل لمستوى وجهها....ماتزعليش نفسك هات البضاعه إلى معاك أبيعها انا وفى أخر اليوم هديك حقها بس فى المقابل عايزاك تذاكرى علشان تقدرى تدخلى الامتحان وماتخافيش ده هيكون سر بينا ماحدش هيعرفه

ارتمت فى أحضانها....أنا بحبك قوى ياأبله ورد

ربتت على ظهرها بحنان....وأنا كمان بحبك يا حبيبه أبله ورد هاتى بقى إلى معاك وروحى اقعدى عند عم فتحى أنا معرفاه على بال لما أخلص إلى فى إيدى

تركت لها مابيدها لتهرول مسرعه إلى مشتل عم فتحى حتى تنتهى ورد من عملها

.........على الجانب الآخر داخل مرأب إحدى البنايات الفخمه بيده خرقه قديمه مبلله بالماء والصابون منتقلا من سياره إلى أخرى لتنظيفها من الغبار لمح سيده طاعنه فى السن تستند على عكازها تحاول الولوج إلى سيارتها بمساعده سائقها هرول إليها ممسكا يدها قائلا....ازيك ياست هانم ايه إلى منزلك وانت تعبانه

اعتدلت فى جلستها على المقعد الخلفي لتربت على يده بحنان...زهقت ياحسن من البيت قلت أشم شويه هوا المهم انت عامل في مذاكرتك

حسن....الحمد لله ماشى زى الفل كله بدعواتك

بابتسامه حانيه...انت تستاهل كل خير

التقطت من حقيبتها بعض من النقود قائله.....إمسك دول علشان تجيب بقيت الكتب

هو رأسه نافيا....لا تسلمى معايا كتر خيرك

وضعت النقود في يده بتصميم....إمسك وماتتعبش  قلبى ولو احتاجت حاجه تيجى علطول ماتتكسفش  وان شاء الله اول ما تدخل الكليه إلى انت عايزها هجيبلك هديه حلوه

ابتسم بسعاده....تسلمى ياست الكل ربنا ما يحرمنا منك

بادلته الابتسامه مشيره للسائق بالتحرك تحت أنظار حسن داعيا لها بالصحه وطول العمر ليعاود أدراجه لعمله ك ينهيه مسرعا ويبدأ في مذاكرته قبل هطول الليل

............تحت الشمس الحارقه  تلتقط أنفاسها لتجفف حبيبات العرق النابته على جبينها مناديه بصوتها للماره.....مناديل ...مناديل

داخل سياره فارهه يجلس رجل في الخمسين من عمره مراقبا لها.. بعد قليل من الوقت أشار لها بالمجئ .هرولت إليه لترنو بنظرها بعد أن فتح نافذه سيارته.....بكام المناديل

مدت يدها له بواحده...بجنيه يابيه

هز رأسه بالنفي......لا انا عايزهم كلهم

تهللت اساريرها بفرحه....كلهم

أومأ برأسه مراقبا لفرحتها.....اه كلهم

ليدس فى يدها ورقه بفئه مائه جنيه التقطتها منه مقلبه إياها بين يديها بسعاده....مائه جنيه .ربنا يخليك يا بيه

ابتسم قائلا....اسمك ايه

دست النقود في جيبها....محسوبتك نرجس

نظر إليها بتمعن....موجوده كل يوم هنا يانرجس

اومأت برأسها....كل يوم يابيه واقفه هنا فى نفس المكان

نظر لها باهتمام....تمام .هعدى عليك كل فتره أخد منك مناديل

رفعت يدها تحيه له.....تنور يابيه من النجمه هستناك .ولو احتاجت اى خدمه تانيه انا تحت أمرك انا بت جدعه وأفوت فى الحديد

هز رأسه إعجابا....اكيد .سلام

لينطلق بسيارته تحت أنظارها المبتهجه قائله....ياحلاوه ياولا لو كل يوم البيه يجى ويدينى مايه جنيه تبقى إحلوت 

..

بعد قليل عادت إلى غرفتها وفى يدها أكياس الطعام منتظره عوده صديقتها لتقص لها ماحدث 

فى نهايه اليوم .دلفت إلى غرفتهم المشتركه بينهم بأنهاك لتتفاجأ بجلوسها على الأرض وأمامها صنيه محمله بكثير من الاطعمه إتسعت عيناها ذهولا مقتربه منها بتساؤل...ايه ده يانرجس انت سرقتى سريقه

ضحكت بمرح....لا ياستى ماسرقتش ولا حاجه ده رزق ربنا بعتهولنا

جلست أمامها ملتقطة قطعه من اللحم تلوكها فى فمها...اشجينى واحكى

شاركتها الطعام لتقص لها ماحدث في يومها تحت نظرات الاندهاش قائله....غريبه الراجل ده

هزت كتفيها بلامبالاه....ولا غريبه ولا حاجه راجل معاه فلوس حب يعمل خير لواحده غلبانه زى

حكت شعرها قلقا....هى الناس ده بتعرف تعمل خير ولا بتعمل حاجه لله خلى بالك من نفسك الناس ده مش سهله

نفضت يدها من الطعام مستقيمه فى وقفتها لتحضير كوبان من الشاى قائله...ماتخافيش وبعدين إيش ياخد الريح من البلاط ياستى سلميها لله...المهم انت شكلك تعبان كده ليه

اتجهت لفراشها مستلقيه بجسدها المنهك.....تعبت من وقفتى فى الشمس طول النهار.كنت ببيع ورد ومناديل بسبوسه

لوت فمها ضيقا.....إنت مابتريحيش نفسك أبدا إنت مالك ومالها

نظرت إليها باستنكار.....ازاى يعنى البت غلبانه ومرات أبوها مبهدلاها ربنا ياخدها .أنا لو فى إيدى أكتر من كده كنت أساعدها مش هتأخر .بت يتيمه وغلبانه والزمن مبهدلها

إقتربت منها ماده لها كوب الشاى لتربت على يدها ....ربنا يجازيك خير ويقف جنبك زى مابتساعدى غيرك

بابتسامه بشوشه....تسلمى يانرجس

تمددت بجانبها مطلقه إحدى مزحاتها لتنطلق ضحكاتهم عند تذكرهم بعض النوادر التى مرت عليهم فى الطريق أثناء عملهم ..

..بعد قليل غطى الاثنان في النوم منتظرين صباح أخر محمل بالأمال



الفصل الثاني

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ....


لاتيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفره واسعه فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوه...والله مع الصابرين..............


فى صباح يوم جديد ملبد بالغيوم.على جانبى الطريق ترتجف بسبوسه من البرد جالسه على الرصيف وفى يدها مجموعه من المناديل .لمحت سياره على الجانب الآخر لتنتفض مسرعه متجهه إليها ك تبيع لمن بداخلها بعض من بضاعتها وفى لمح البصر ظهرت سياره سريعه رطمتها لتلقى بجسدها الصغير بعيدا يذرف الدماء..هربت السياره سريعا قبل أن يدركها أحد ما ..ليلتف جمع من الناس حول جسد الصغيره مناديا أحدهم بطلب الإسعاف..فى نفس الوقت اقتربت كل من ورد ونرجس لمعرفه ماحدث شهقت كل منهما عند رؤيه هذا الجسد الملقى أمامهم بفزع وخوف.....بسبوسه

صرخت نرجس ....حد يطلب الإسعاف البت هتروح مننا

بعد قليل وصل الإسعاف حاملا إياها مع إصرار كل من نرجس وورد الذهاب معها صامين آذانهم عن رفض العاملين بعربه الإسعاف

وصل الجميع إلى المشفى متجهين بها الى غرفه العمليات ...سندت ورد بظهرها على الحائط تتنحب حزنا على عذاب هذه الصغيره لتربت نرجس على كتفها....إهدى ياورد إدعيلها..إن شاء الله هتقوم بالسلامه

ذرفت دموعا حارقه على وجنتها متمتمه ببعض الادعيه...وصل حسن إلى المشفى بعد علمه ماحدث متجها إليهم قائلا بقلق....ورد


نظرت إليه بعيونها الخضراء تتلألأ بها بعض من القطرات ليشعر بغصه فى قلبه عند رؤيتها بهذا المنظر متمنيا جذبها إلى أحضانه مهدهدها ليبث لها بعض من الطمأنينة 

..فاق من شروده متسائلا....ايه إلى حصل طمنونى هى عامله ايه دلوقت


أجابت نرجس بقلق...لسه ماحدش خرج يطمنا


اقترب من ورده قلبه كما يطلق عليها مربتا على يده بحنان....ماتخافيش إن شاء الله هتقوم بالسلامه


أطرفت بأهدابها لتمنع هطول عبراتها قائله....يارب ياحسن


...........بعد مرور ساعه خرج الطبيب بوجه حزين ليركضوا إليه بلهفه....طمنا يادكتور


أخذ نفسا عميقا قائلا بضيق....ماخبيش عليكم الوقعه كانت جامده وعملت لها شلل


شحب وجه ورد واضعه يدها على فمها مانعه صرخه كادت أن تصدح....ايه 


ترنحت فى وقفتها ليلتقفها حسن بين ذراعيه موجهه نظرها إليه وهى تشهق....بسبوسه إتشلت ياحسن....العيله الصغيره إلى لسه بتشوف الدنيا.إنتهت حياتها فى لحظه...ليه ياحسن..ليه عيله ذى ده يحصل معاها كده


ضغط على كتفها بحزن.....إهدى ياورد إن شاء الله هنلاقى ليها حل


جذبتها نرجس لاحضانها ليتشاركوا البكاء سويا حزنا على ما وصلت إليه هذا الملاك البرئ...وجه حسن حديثه إلى الطبيب متسائلا.....يعنى مافيش أمل يادكتور أنها تمشى تانى


الطبيب.....لا ازاى طول ما ربنا موجود في أمل

تهلل وجه الجميع ليستطرد حسن حديثه.....يعنى ممكن تمشى تانى


هز رأسه....اه..بس هتحتاج عمليه تانيه بس مكلفه شويه


تجدد الامل بداخلهم لتشرع ورد في الحديث.....واحنا موافقين يادكتور قول بكام واحنا نتصرف


بطريقه عمليه ألقى فى وجههم التكاليف قائلا....تكلفتها مائه الف جنيه


صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير ينظر كل منهما للآخر بحزن ليتنحنح الطبيب قائلا.....أنا هسيبكم تفكروا ولما توصلوا لقرار بلغونى عن اذنكم


ألقت ورد بجسدها عند أقرب مقعد تخفى وجهها بكفيها منتحبه ليجلس كل من حسن ونرجس بجاورها قائله...سبيها على ربنا ياورد هنلاقى ليها حل


ليتابع حسن....حتى لو هنشتغل ليل نهار ونطلب مساعده من إلى حوالينا إن شاء الله هنعملها وهتقوم تانى المهم ما أشوفكيش ضعيفه أرمى حمولك على ربنا


رفعت راسها ناظره إليهم بامتنان....ونعم بالله ..انا مش عارفه من غيركم كنت هبقى ازاى ربنا مايحرمنى منكم


ابتسم كل منهما....ولا منك


..................بعد يومين من ملازمه الأصدقاء الثلاثه لبسبوسه أذن لها الطبيب بالخروج مع كتابه لها بعض الأدوية حتى يحين موعد العمليه عند تحضيرهم لتكلفتها...حملها حسن متجها إلى منزلها .لتفتح لهم زوجه أبيها بوجه ممتعض صائحه....مالسه بدرى ياست هانم.غايبه بقالك يومين ولا أكن ليك أهل


لوت نرجس فمها ضيقا....والله كويس انك واخده بالك أنها مختفيه بقالها يومين..ياوليه يالى ماعندكيش دم .ماتفكريش تسألى عليها وتشوفيها راحت فين


زفرت ضيقا....هتكون فين اكيد صايعه فى أى مكان


اتسعت عينا ورد ذهولا.....صايعه إيه ياست انت ده عيله عشر سنين


هزت كتفيها اعتراضا.....وايه يعنى ياما تحت السواهى دواهى.ومالك ياخويا شايلها كده ليه.على رجليها نقش الحنه


جز على أسنانه ضيقا....عامله حادثه وكانت فى المستشفى وسعى كده علشان ادخلها تستريح


رفعت حاجبها لتفسح لهم الطريق.....اتفضل يا خويا


دلف بها إلى غرفتها ليضعها ببطئ على فراشها جلست ورد بجانبها مربته على يدها بحب.....بسبوسه حبيبتى خلى بالك من نفسك وخدى أدويتك .وأنا هجيلك تانى


سقطت دموعها متشبثه بيدها....ماتسبنيش ياأبله ورد.خدينى معاك


ربتت على رأسها بحنان....هظبط امورى وهاجى أخدك المهم المره الجايه عايزه أجى الاقيك منوره وبتضحكى  مش عايزه أشوف دموعك تانى


هزت راسها لتباغتها....هو أنا خلاص مش همشى تانى


جذبتها لاحضانها  بصوت يغلبه الدموع..... أوعى تقولى كده هتمشى إن شاء الله وهتنورى الدنيا تانى


وقفت زوجه أبيها على باب الغرفه ناظره إليهم بتأفأف.....مش خلصنا ياختى واطمنتى عليها يالا مع السلامه


نظرت لها نرجس شذرا مقتربه منها بتهديد .....عارفه لو عرفت إنك ضايقتيها مش هرحمك


بلعت ريقها خوفا من نظراتها لتربت على كتفها بقوه وفى عينيها نظرات وعيد ....ولجوا إلى الخارج لتتنهد ورد بحزن مما جعل نرجس تطمئنها.....هتبقى كويسه ادعيلها...لتتغير نبرتها بشراسه....اه يامين يطولنى رقبه مرات أبوها كنت خنقتها بأيدى


ضحك حسن على ملامحها.....ده إنت برقتى ليها حته تبريقه الست كانت هتروح فيها


لوت فمها ضيقا....ده وليه ماعندهاش دم ولا قلب منه لله أبوها راح أتجوز واحده زى ده وياريته فضل معاها يراعيها إلا أنه هج وطفش وساب بنته تتبهدل .ربنا ينتقم منه


زفر بضيق.....مالناش دعوه إحنا كل الى يهمنا بسبوسه أنا هسيبكم علشان أشوف شغلى ولو فى جديد بلغونى


لينطلق مسرعا إلى عمله تحت أنظار ورد ونرجس ملتفته إليها.....هنعمل ايه


أغمضت عينيها حزنا....مش عارفه


شعرت بحزن صديقتها لتربت على يدها....روحى إنت شكلك تعبان  وأنا هكمل اليوم بدالك...علشان خاطر وردتنا هبيع انهارده ورد ومناديل


ظهرت شبح ابتسامه امتنان على محياها قائله....ربنا مايحرمنى منك


نرجس....ولا منك يا جميل


اتجهت نرجس إلى مشتل الزهور بعد أن ودعت ورد لتقابل عم فتحى ليعطيها حصه ورد من الزهور  لك تبيعها بعد أن قصت له ماحدث معهم الايام الماضيه...


.

على بدايه الطريق المزدحم بالسيارات تقف على جانب الطريق بيدها بضاعتها من الورد والمناديل مناديه بصوت عال لك ينتبه إليها الماره...اقتربت من أحد الواقفين قائله....ورد ياأستاذ .طيب مناديل .ربنا يخليك اشترى أى حاجه نفعنى .علشان خاطر وشك السمح.ماتكسفنيش


نظر لها بتأفأف....لا مش عايز وأمشى بقى مش فاضيلك


رفعت حاجبها ضيقا من عجرفته لتبتعد متمتمه بغيظ.....ماشيه ماتزوقش


انتظرت ابتعاده لتبرطم وهى تجز على أسنانها....راجل رخم كان هيخس ولا هيجراله حاجه لو أخد علبه بجنيه.ناس معفنه


من بعيد لمحت سياره فارهه لتقترب منها مسرعه والإبتسامة تزين محياها عند رؤيه من بداخلها.....باشا..فينك مختفى بقالك فتره


بادلها الابتسامه...كنت مشغول شويه....ليلمح مابيدها متعجبا.....أنت بقيتى بتبيعى ورد


نظرت إلى مابيدها نافيه...لا..ده بتاع صاحبتى وهى تعبانه أنهارده فقلت أبيع لها معايا


أومأ برأسه إعجابا.....أنت بنت جدعه طيب هاتى كل الى معاك علشان تروحى بدرى...ليخرج من جيبه ورقه بفئه مائتان جنيه . قائلا....امسكى ده حساب كل الى معاك


ألتقطت منه النقود مقلبه إياها بين يديها بسعاده....مانتحرمش منك يا باشا .ربنا يزيدك من نعيمه


بابتسامه هادئه ملوحا لها....شكرا يانرجس سلام


انطلق بسيارته تاركا إياها تنظر إلى أثره متنهده بفرح.....ياحلاوه ياولاه لو كل اليوم الباشا يشترى منى على آخر الشهر هعمل مبلغ محترم .ألحق أروح لورد وافرحها

.................


داخل مخزن ليس بالكبير ولا الصغير تجلس في منتصفه سيده ممتلئه الجسد على أريكه باهته ألوانها ترتدى عبائه سمراء بها بعض من الخيوط الملونه تصبغ شعرها باللون الأصفر تحمل في يدها الاثنين بعض من الأساور الذهبيه ملتقطة مبسم أرجيلتها نافثه دخانها بشراهه قائله....أخبار الشغل إيه يامتولى 


يقف أمامها شاب فى الثلاثين من عمره ملامحه جامده تدل على الإجرام على خده الأيسر خط بطول وجهه لعراكه الدائم مع الآخرين قائلا بصوت مبحوح....كله زى الفل يا معلمه


هزت جسدها بعصبيه....ولما هو زى الفل ماعملتش إلى قلتلك عليه ليه


ألقاها بنظره خبيثه.....الصبر يامعلمه  كله بالصبر والى إنت عايزاه هيتنفذ


زفرت بضيق....لما نشوف أخرتها معاك إيه


ابتسم بخبث....أخرتها زى الفل

.................


بعد عده أيام

تجلس ورد بجانب جارتها المسنه فى انتظار نرجس لتناول الفطور سويا...لتدلف بزوبعتها قائله....صباح الخير ياقوم


رفعت حاجبها.....نموسيتك كحلى ياست هانم


ابتسمت بهيام لتجلس بجانبهم....أصلى حلمت حلم حلو هو إلى أخرنى فى النوم


جذبت انتباه جارتهم قائله.....خير يابنتى


اعتدلت فى جلستها لتربع قدميها....شوفى ياستى اللهم اجعله خير حلمت إن عايشه فى قصر كبير وحواليه خدم وحشم


ضحكت بسخريه....ابقى إتغطى كويس يانرجس قصر وخدم ياسيدى ياسيدى وإيه كمان يانرجس هانم


لوت فمها تذمرا...والله إنت رخمه ..طيب بكره تشوفى هكون حاجه مهمه


ضربت كفيها باسمه.....ماشى ياست المهمه انجزى وخلينا ناكل علشان نلحق اليوم من أوله

ابتسمت جارتهم داعيه لهم بحب......ربنا يسعدكم وينولكم إلى فى بالكم


أمنوا على دعائها ليشرعوا فى تناول طعامهم مسرعين.....أثناء تناولهم للطعام... إقترحت أم سيد فكره قائله....إيه رأيكم تجيبولى بسبوسه تعيش معايا هنا بدل مرات أبوها إلى مبهدلاها


تهللت اسارير ورد بفرحه .....بجد ياأم سيد ياريت إنت ماتعرفيش أنا قلقانه عليها ازاى


نرجس....طيب وابنك هيوافق أصله رخم ولسانه طويل ماتزعليش منى أنا إلى فى قلبى على لسانى


ربتت على يدها تفهما....ولا يهمك ربنا يهديه ..وبعدين هو فين  كل مابيفتكر أن ليه أم علشان الفلوس يجى غير كده مابشوفوش أهى تونسنى وأخد فيها ثواب


استقامت فى وقفتها سريعا. بفرحه....خلاص أنا هروح أجيبها علشان تبقى تحت عينى على بال لما نشوف هنجمع فلوس العمليه ازاى..جايه معايا يانرجس


نفضت يدها من بواقى طعامها قائله......اه طبعا أمال أسيبك للحيزيونه تستفرد بيك..يالا بينا


ابتسمت بحب لشهامه صديقتها التى لا تتوانى أبدا على تركها فى أى موقف


وصل الاثنان ليدقوا على باب المنزل أكثر من مرة حتى تعطفت عليهم لتفتح الباب بوجه حانق....فى ايه.كل ده خبط على الباب


أزاحتها نرجس من طريقها قائله....بقالنا ساعه بنخبط  كنت بتعملى إيه


وضعت يدها فى خصرها....هكون بعمل إيه ياختى كنت نايمه


جزت على أسنانها بضيق....نامت عليك حيطه يابعيده..بسبوسه عامله إيه


أشاحت بيدها قبل أن تجلس على أريكه قديمه....هتكون عامله إيه أهى متلقحه جوه


أسرعت ورد الى غرفه الصغيره لتشهق بغضب وهى تدنو على جبهتها وتتحسسها قائله....الله يخربيتك إنت سايباها مولعه كده ليه


هزت كتفيها....وأنا أعملها إيه

 

جذبتها نرجس من ملابسها...ياوليه يالى ماعندكيش دم ولا إنسانيه عيله ذى ده تعبانه تسيبيها من غير ما تبصى وتديها الدوا


دفعت يدها بعيدا....وأنا مالى هو أنا ناقصه قرفها.مش كفايه مابقتش نفعانى وإضطريت أنزل أشتغل


خرجت ورد حامله الصغيره على يدها قائله بغضب.....يالا يا نرجس ماتوسخيش إيدك فى واحده زى ده ...اعملى حسابك إحنا هناخد بسبوسه تعيش معانا


لوت فمها قائله.....خديها ياختى والقلب داعيلك


رمقتها نرجس بتأفأف منصرفه وراء ورد وهى تسب وتلعن هذه المرأة الغير ٱدميه..اتجه إلى الاثنان إلى جارتهم العجوز لتدلف بها إلى غرفه صغيره بها فراش معدنى صغير وضعت عليه الصغيره لتدثرها جيدا بعد أن أعطت لها الدواء .ولجت إليهم خارجا قائله بارتياح.....الحمد لله الدوا إلى أخدته نزل لها الحراره


تنهدت بارتياح....الحمد لله ربنا يبارك فيك يا بنتى


ورد....تسلمى ياخالتى .أنا هنزل أشوف شغلى ولما أرجع هبقى أطمن عليها


ربتت على يدها بحنان...روحى يابنتى واطمنى ماتقلقيش عليها


بادلتها الابتسامه مقبله أعلى رأسها  لتتجه هى وصديقتها إلى عملهم....افترق الاثنان كل منهما في اتجاه...........وسط الزحام تنتقل ورد من شخص إلى آخر تبيع مابيدها بصوتها العذب لمحتها إحدى الفتيات الصغيرات راكضه إليها مسرعه وهى تصيح....ياأبله ورد..ياأبله ورد


إسترعت انتباهها ملتفته إليها......نوسه فى إيه مالك


ألتقطت أنفاسها بعد مجهود مضنى فى الركض قائله.....إلحقينى ياأبله ورد عايزين يجبرونى أشتغل حاجه مش عايزاها


رفعت حاجبها تعجبا لتجذب يدها إلى أحد الارصفه جالسه عليها سويا....مين دول.اهدى كده وفهمينى


بلعت ريقها توترا وهى تقص عليها ماحدث قائله....من فتره متولى صبى المعلمه بدأ ياخد البنات إلى فى سنى والى أكبر يشغلهم ولما كنا بنسأل شغل إيه ماحدش كان بيفهمنا لغايه امبارح   بنت من البنات إلى أخدهم راجعه وهى متبهدله وبتموت فإستخبيت فى المخزن واترعبت من إلى سمعته


رفعت حاجبها تساؤلا....سمعتى إيه


بللت شفتيها خوفا وهى تنتفض.....سمعت إنهم بياخدوا البنات إلى صحتهم حلوه بيأجروا الرحم بتاعها للناس إلى مابتخلفش وبعد كده ياخدوا منها العيل ويفضلوا على الحال ده لغايه لما البت من دول تتصفى لو لسه فيها نفس يشغلوها فى أى حاجه ولو خلاص ياخدوا أعضائها


شهقت فزعا....يانهار أبوهم أسود .دول مش بنى ادمين 

تشبثت بيدها توسلا...أبوس إيدك ياأبله ورد أنا مش عايزه يحصل فيه كده.أنا عايزه أتعلم وأبقى حاجه حلوه زى الناس إلى ببيع ليهم المناديل .أبوس إيدك ماتسبنيش ليهم 


ربتت على يدها لطمئنتها....مش هسيبك ...أنت دلوقتى استخبى عن عنيهم على بال لما أشوف هعمل إيه


اومأت برأسها قبل أن تنطلق مختفيه وسط الزحام لتتنهد بضيق....وبعدين ياورد الحمل تقل عليك والكل عايز مساعدتك وإنت مش لاقيه إلى يساعدك قوينى يارب

................


داخل إحدى المنازل الفاخره.تجلس رقيه سيده مسنه لها ابن واحد تزوج وهاجر إلى الخارج تاركا إياها تعانى ألم الفراق بوحدتها تقلب فى ألبوم الذكريات متنهده بحزن على فراقه.دلفت إليها خادمتها قائله....أنا خلصت إلى فى ايدى ياست رقيه عايزه حاجه تانيه


جففت دمعه هاربه على وجنتها قائله....كلمتى حسن


اومأت برأسها....اه ومستنى حضرتك بره 

تركت مابيدها لتعتدل فى جلستها سامحه له بالدخول.....خليه يدخل


دلف إليها بابتسامته البشوشه قائلا....صباح الخير ازى حضرتك 


بادلته الابتسامه...صباح الخير..أنا الحمد لله إنت طمنى عليك عامل إيه فى المذاكره الامتحانات على الابواب عايزه مجموع حلو علشان تدخل هندسه وأشوف لك شغلانه محترمه تليق بحضره الباشمهندس


لمعت عيناه فرحا.....إن شاء الله مش هخيب ظنك .أنا بذاكر ليل ونهار علشان أحقق حلمى وأرد جميل حضرتك


عبس وجهها...جميل إيه ياولد إنت زى ابنى وغلاوتك من غلاوته .المهم اخبار نرجس وورد ايه وحشونى


ابتسم عند ذكرها اسم معشوقته قائلا....الحمد لله كويسين بس مشغولين بموضوع 


رفعت حاجبها تساؤلا....موضوع ايه


أخذ نفسا عميقا ليقص عليها ماحدث هدلت ملامحها حزنا قائله....ياحبيبتي يابنتى وازاى ماتعرفنيش حاجه زى كده  إنت مش عايزنى أخد ثواب ولا ايه ياحسن


شعر بالإحراج....والله ماقصدى بس كنت مكسوف أقول لحضرتك جمايلك مغرقانى


هزت راسها رفضا لحديثه ....جمايل إيه يابنى أنا مش هحاسبك دلوقتى على كلامك الخايب المهم أنا مش عايزاكم تقلقوا فى واحد قريبى دكتور شاطر فى العمليات ده بس هو مسافر دلوقت أول مايوصل هاخد منه ميعاد نروحله سوا


تهللت اساريره.....بجد كتر خيرك ..ربنا يبارك فيك.إنت ماتعرفيش هيفرحوا قد إيه  ربنا يديك الصحه


ابتسمت....تسلم ياحسن وأى حاجه تحتاجها ماتترددش وبطل حساسيتك الزياده


استقام فى وقفته....شكرا لحضرتك استأذن أنا علشان أشوف إلى ورايا وأسيب حضرتك تستريحى


اومأت برأسها....ماشى يا حسن ماتبقاش تتأخر عليه


هز رأسه متجها إلى الخارج والراحه والسعاده تغمره لاطمئنانه على هذه الفتاه البريئه التى أجبرها الزمن على الوقوع فى براثن الفقر


مر يومين بدون جديد...............

فى نهار شمسه حارقه تقف فى وسط الطريق بيدها مجموعه من المناديل تنتقل من سياره إلى أخرى بابتسامتها الشاحبه من كثره وقوفها تحت الشمس..سندت بظهرها على أحد الاعمده تجفف عرقها شاعره بالارهاق 


......من بعيد تأملها ابراهيم داخل سيارته لينتفض من مجلسه متجها إليها بلهفه عند رؤيتها تترنح فى وقفتها....إلتقطها سريعا بين ذراعيه  باعدا من حولها وهو يذجرهم....وسعوا خلوها تتنفس


دنت سيده عجوز من الماره تصيح وهى تربت على وجهها ....حد يجيب حاجه نفوقها بيها.ياعينى يابنتى تلاقيها تعبت من وقفتها فى الشمس


حملها سريعا غير مبال بهمهمات الجميع متجها بها إلى سيارته لتسأله العجوز بتعجب....رايح بيها فين


مددها بجواره قائلا وهو متجه الى مقعده .....هاخدها على المستشفى


اومأت برأسها إعجابا....ربنا يبارك فيك يا بنى


انطلق مسرعا إلى المشفى وكل دقيقه ينظر إلي وجهها الشاحب  ممرا يده على وجهتها ليشعر بالقلق من إغمائها


دلف مسرعا إلى أروقه المشفى مناديا بصوت عال لمساعدته ...ليقترب منه أحد الأطباء ويساعده على حملها متجها بها إلى إحدى الغرف......بعد قليل طمئنه الطبيب على حالتها ليجلس بجوارها ويزيح خصله متمرده هربت من تحت حجابها وهو يتأملها ...رمشت بأهدابها وهى تئن قائله....أنا فين


ربت على يدها....إنت فى المستشفى

اتسعت عيناها متأمله ماحولها....مستشفى ...ليه ايه إلى حصل

ابراهيم....تعبتى واغمى عليك وجبتك على هنا

حاولت الاعتدال ليساعدها بوضع مسند صغير وراء ظهرها لتبتسم قائله....أنا متشكره جدا .تعبتك معايا


بادلها ابتسامه هادئه ....ولا تعب ولا حاجه  إنت ماتعرفيش غلاوتك عندى


ابتسمت بخجل ليباغتها  بعد صمت قليل..وعيناه تجوب ملامحها بنظرات تعجبت لها قائلا....نرجس. تتجوزينى


..





الفصل الثالث 




ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.........


وإن صرت ليلا كئيب الظلال .فما زلت أعشق فيك النهار .وإن مزقتنى رياح الجحود .فما زال عطرك عندى المزار ..أدور بقلبى على كل بيت .ويرفض قلبى جميع الديار .فلا الشط لملم جرح الليالى .ولا القلب هام بسحر البحار

(فاروق جويده(

.................

اتسعت عيناها ذهولا عند استماعها لطلبه ليقترب منها ممسكا يدها ويضغط عليها قائلا....أنا عارف إنك متفاجئه ..أنا مش منتظر منك رد دلوقتى هسيبك براحتك .بس إلى خلانى أطلب الطلب ده بالرغم أن عارف أنه انانيه منى ..اه أنانيه..أنا كبير جدا عليك وانت لسه صغيره وفى أول حياتك ومن حقك تتجوزى واحد فى نفس سنك.بس أنا من أول يوم شوفتك فيه إتعلقت بيك...إنت ماتعرفيش عنى حاجه .أنا طول عمرى وحيد كل حياتى الشغل وتربيه ابن اخويا..نسيت أتجوز وأعمل أسره .وكل ما اكبر خوفى من الوحده بيزيد..وأول يوم عينى وقعت عليك فيه خلتينى أشعر بالحياه وضحكتها وبقى عندى إصرار أن استمتع بيها على قد ماأقدر وأنت معايا

صمتت قليلا مستمعه لحديثه متسائله...وليه أنا..اكيد فى بنات كتير حواليك

تنهد بحب....كتير ..بس ولا واحده خطفت قلبى بابتسامتها زيك..انا عارف ان بظلمك بس مش بأيدى أمنع نفسى أن أحبك...ولو وافقتى أوعدك أن عمرك ماهتندمى هخليك تحققى كل إلى بتتمنيه

دلفت الممرضه قاطعه حديثهم قائله.بمهنيه......عن إذن حضرتك هركب لها المحلول

أومأ برأسه مبتعدا لك يسنح لها الاقتراب قائلا....هى هتقدر تخرج امتى

ابتعدت بعد أن انتهت من عملها...اول مايخلص المحلول تقدر تروح.. عن اذنكم

أغمضت عيناها هربا من حصار نظراته لتفكر فى طلبه غير مصدقه ماسمعت

........فى نهايه اليوم..بعد أن إستعادت طاقتها أوصلها إلى مكان قريب من منزلها ملتفتا إليها ليقطع الصمت الدائر بينهم قائلا....نرجس

فركت يدها توترا دون أن تنظر إليه ليتابع قائلا... أنا مش هيأس .وهنتظر ردك ..ياريت ماطوليش عليه

اومأت برأسها خجلا لتلج مسرعه من  سيارته متجه الى منزلها وعيناه تتابعها بشغف...صعدت إلى غرفتها وهى تلهث لتلتقفها صديقتها بقلق....نرجس مالك .وكنت فين انا دورت عليك طول النهار

ألقت بجسدها على فراشهم المتهالك ملتقطه أنفاسها المتعبه....كنت فى المستشفى

شهقت ورد جالسه بجوارها.....مستشفى ليه..ايه إلى حصل

فردت جسدها المنهك قائله بشجن....الشمس كانت سخنه وانا طول النهار تحتها ماحستش بنفسى إلا وأنا فى المستشفى

قطبت حاجبها تساؤلا....ومين إلى وداك

أغمضت عينيها لشعورها بالنعاس قائله...هحكيلك كل حاجه بس سيبينى أنام شويه

ربتت على يدها بحنان....نامى ياحبيبتي ولما تصحى أكون جهزت الأكل وتحكيلى

اومأت برأسها مغلقه عيناها لتغط فى النوم سريعا ...تركتها ورد متجه إلى موقد صغير لتحضر لهم طعام العشاء

بعد مرور ساعتين.....استيقظت معتدله فى جلستها بعد أن أحضرت لها ورد صنيه العشاء ليتناولوه سويا قائله....مالك يانرجس من وقت ماصحيتى وإنت ساكته

أخذت نفسا عميقا محركه ملعقه الطعام بيدها قائله....فى حاجه حصلت انهارده مخليانى متلخبطه وتايهه

عقدت حاجبيها تساؤلا....حاجه ايه

تركت مابيدها لتشرع فى الحديث قاصه عليها ماحدث..اتسعت عيناها ذهولا قائله....طلب يتجوزك..مش ممكن وأنت رديتى عليه بأيه

أرجعت برأسها إلى الوراء متنهده بحيره....ماردتش عليه..أنا سمعت إلى قاله وفضلت ساكته وهو إحترم سكوتى وقال إنه هيستنى ردى..قول ليه اعمل ايه

وضعت ورد يدها على وجنتها بحيره قائله...مش عارفه خايفه أقولك وافقى يكون بيلعب بيك وخايفه برده أقول لك لا .تكون ضيعتى فرصه من ايدك .تعالى ناخد رأى حسن ونفكر إحنا الثلاثه سوا

اعتدلت فى جلستها لتنظر إليها بمرح.....بس سيبك من كل ده.بقيتى عروسه يابيضه والعرسان بيلفوا حواليك بكره ماحدش هيعرف يكلمك وهتبقى نرجس هانم

ابتسمت على مزاحهها لتشاركها الضحك وهى تتحرك بخيلاء ورأس مرفوعه قائله....ياسلام يابت ياورد .هلبس أحلى لبس وأكل الأكل إلى كان نفسى فيه

ضربتها على مؤخره رأسها ضاحكه....أكل ايه ياطفسه إلى بتفكرى فيه

ضحكت....امال عايزانى أفكر فى ايه يا شيخه .حد واخد منها حاجه..تعالى ننزل لحسن نأخد رأيه

تركت مابيدها مرتديه حجابها قائله.....يالا

اتجهت الاثنتان إلى صديقهم الثالث داخل مرأب إحدى العمائر السكنيه ليبتسم عند رؤيتهم قائلا....أهلا بالحبايب

ابتسمت كل منهما لتجيبه نرجس بمشاكسه...ازيك ياواد ياحسن

قطب جبينه بغضبا مصطنعا قائلا....واد ايه يامعفنه بكره هبقى الباشمهندس حسن ومش هتعرفى تكلمينى

ضحكت باستهزاء....مش لما تبقى الاول .انت أخرك معهد ده لو حصلته أصلا

ضربها على رأسها ضيقا....بطلى حقد ولمى لسانك بدل مااقطعهولك 

كادت أن تبادله الشجار لو لا ورد أوقفتهم بضيق....مش ناوين تكبروا وتبطلوا مناقره مع بعض

هزت كتفيها....انا مالى هو إلى بيجر شكلى

ضرب كفيه حيره منها.... أنا برده يامفتريه

ورد....خلاص يا حسن انت الكبير ممكن نهدى شويه ونخلينا فى الى إحنا جاين علشانه

هز رأسه حزنا مصطنعا... وأنا أقول إن وحشتكم أتاريكم جاين علشان حاجه

هزت كتفيها سخريه....وحشتنا ايه يا عم الحاج مااحنا لسه شايفينك .هى شغلانه

ضغطت ورد على يد صديقتها لتوقف مزاحها السخيف.....طبعا وحشتنا ياحسن هو احنا لينا مين غيرك

ابتسم بحب متأملها بهيام....وإنت علطول وحشانى ونفسى ماتغبيش عن عينى لحظه

خفضت أهدابها خجلا لتخرجهم من حاله حبهم بصوت عال....مانجيب اتنين لمون أحسن  ماتبطل نحنحه ياخويا أنت هتعيش الدور كسفت البت

ضغط على أسنانه متمتما بغيظ.....الله يخربيت فصلانك يا شيخه .روحى يانرجس روحى الله لايسيئك علشان انا جبت أخرى منك..روحوا استنونى هخلص آخر عربيه وأحصلكم

جذبت ورد يد صديقتها قبل أن تتمادى فى حديثها وينتهى بشجارهم الدائم سويا .ليتجهوا إلى إحدى المقاعد المطله على ضفاف النيل..بعد مرور نصف ساعة وصل إليهم ليجلس بجوارهم وفى يده بعض من عيدان الذره المشويه التقفتها نرجس بفرح قائله....الله عليك ياواد ياحسن جه فى وقتهم طول عمرك بتفهم

هز رأسه .....لو تبطلى تقولى واد هحبك

رفعت حاجبها متسائله....أمال عايزنى أقولك ايه ياحسن باشا

أشاح بيده عاليا...ولا تقولى ولا تعيدى نقطينا بسكاتك أحسن ..المهم عندى ليكم خبر حلو

تلهفت الاثنتان بتساؤل....ايه خير 

قضم من عود الذره خاصته قائلا....بسبوسه

بلهفه وقلق تسائلت ورد.....مالها

بملامح هادئه وسعيده قائلا....الحمد لله مدام رقيه هتتكفل بعلاجها وكمان فى دكتور قريبها متخصص فى الحالات ده هتكلمه لما يرجع من السفر يعملها العمليه

صفقت كل منهما لتصيح نرجس بسعاده.....الله عليك يااستاذ .شوفت بحترمك ازاى

ضحك على مزاحها.....ماشى يانرجس هانم...خير كنت عايزانى فى ايه

نظرت كل منهما للاخرى بقلق لتبادر ورد حديثها قائله.....فى عريس متقدم لنرجس

تهللت اساريره قائلا...بجد الف مبروك والله وكبرتى يانوجه وهنخلص منك .مين بقى تعيس الحظ إلى وقعه فى طريقك

ضربته على رأسه ....تعيس مين يابابا ده هتبقى أمه دعياله

هز رأسه رفضا....لا هتبقى داعيه عليه...المهم مين إحكى

ضغطت على شفتاها توترا لتقص عليه كل ما حدث الفتره الماضيه حاولت أن تستشف رأيه من ملامحه البارده قائله....ايه رأيك

ضيق حاجباه ضيقا قائلا....رأى في ايه.. انت واعيه للى بتقوليه..عايزه تتجوزى راجل قدك مرتين في العمر  علشان شويه فلوس

لوت شفتيها استهزاءا....شويه الفلوس إلى مش عاجبينك بسببهم طلع روحك علشان تكمل تعليمك .وبتحط القرش على القرش علشان تشترى كتب لوله الست رقيه كان زمانك مش عارف تعمل حاجه...شويه الفلوس دول إلى مخلينى أنا وورد نشتغل فى عز البرد والحر علشان نعرف نعيش ومانمدش أيدينا لحد..عرفت شويه الفلوس إلى مش عاجبينك ممكن يعملوا ايه .قادرين يخلونا بنى ادمين  ونقب على وش الدنيا

ترك ما بيده متنهدا بضيق...بما انك واخده قرارك جايه تسألينى ليه

سقطت دمعه هاربه من عينيها قائله بحزن....علشان كنت فاكره انك الراجل بتاعنا واخويا إلى هيقف فى ضهرى ويساندنى

أخذ نفسا عميقا قائلا....وعلشان انا اخوكى زى مابتقولى انا مش موافق انك تضيعى شبابك مع واحد كبير فى السن ويعتبرك سلعه يبيع ويشترى فيها ..مافكرتيش ايه إلى يخلى واحد زيه يبص ليك ولا انت من مستواه ولا قريبه من سنه الا انه عايز يستغل شبابك وسنك الصغير وحاجتك للفلوس يعوض نقصه ..ليه مايروحش يتجوز من إلى نفس مستواه ..بس ليه وقدامه واحده سهله مش هتكلفه حاجه ملهاش أهل وقت مايحب يسيبها هيسيبها من غير ما حد يقف ليه

احمر وجهها غضبا منتفضه  من مجلسها قائله....شكرا ياخويا انا مش سهله ولا رخيصه قوى كده والى خلانى أفكر فى الموضوع .إنتم..جوازى منه حتى ولو وقت صغير  وتسليه زى ما إنت بتقول  بس على الاقل هطلع منه بمبلغ محترم يعيشنا كلنا ونطلع من الفقر إلى أكل من جسمنا رقات


صاح بغضب....الله الغنى عن الفلوس إلى تيجى من ذلنا واهانه كرامتنا  احنا اه فقرا بس كرامتنا غاليه ومانسمحش لحد يهينا ولا يفتكرنا عبيد يشترينا بفلوسه

جزت على أسنانها ضيقا من حديثه.....يالا ياورد انا ماشيه هتيجى معايا

لتسرع بخطاها تاركه ورد تنظر إليه بضيق.....ليه كده يا حسن  كلامك كان صعب قوى

أغمض عينيه ندما على حديثه القاسى معها قائلا....كان لازم افوقها قبل ماتوقع نفسها فى البير وماتلاقيش حد يسحبها

هزت راسها رفضا....بس برده مش بالطريقه ده...ده انت حسستها انها زى بنات الشوارع إلى بتبيع نفسها

جز على أسنانه ضيقا من نفسه.....ماكنش قصدى .روحى وراها ياورد وطيبى بخاطرها  انا مش عارف انا قلت كده ازاى

تنهدت بحزن مسرعه وراء صديقتها لتهدئتها على مااستمعت إليه ..وصلت إلى غرفتهم لتشهق ضيقا عند رؤيه صديقتها دافنه رأسها فى وسادتها شاهقه بالبكاء....أسرعت إليها لتجذبها فى احضانها  وهى تهدهدها.....ليه كل العياط ده .هو ماكنش قصده ..من خوفه عليك ماكنش عارف بيقول ايه

ذادت من شهقاتها....انا مش رخيصه ياورد ولو كنت فكرت فعلشان أطلع من الفقر إلى إحنا فيه هو ليه مش حاسس ان الفقر ذللنا ومخلينا نحتاج لليسوى ومايسواش

مسدت على شعرها بحنان....أوعى تقولى كده انت عمرك ماهتكون رخيصه ولا مذلوله انت غاليه قوى وكفايه انك عايشه بشرفك وكرامتك ياما بنات معاها فلوس وعندها أهل ومفرطه فى نفسها فأوعى تشوفى نفسك قليله .هو غلط في تفكيره ..ولو انت عايزه تتجوزيه ومستريحه للموضوع ماتفكريش فى حد بس لو متردده ارفضى

هزت راسها رفضا.....لا..خلاص أنا اتشائمت من الموضوع ومش عايزه أتجوز

ربتت على ظهرها قائله.....برده فكرى ماتاخديش قرار سريع فى وقت زعل  مع إن مع حسن وشايفه إنك بتظلمى نفسك بس برده شوفى إلى يريحك

أراحت راسها على وسادتها ضامه جسدها بيدها لتغلق عينيها بحزن.....انا تعبانه  وعايزه أنام

دثرتها قائله بحب.....نامى ياحبيبتي وسيبيها على إلى خلقك

..............................مرت عده أيام...تجنبت نرجس لقاء حسن لغضبها من حديثه ومن جهه اخرى الاختباء من ابراهيم وعرضه المغرى فبرغم من ارتياحها لحديثه ولكن بعد تفكير  رفضت وفضلت الاختباء حتى يمل ويختفى

...............تحت اشاره المرور تستند على الحائط تقلب مابيدها لتنتفض فجأه عند انتزاع أحدهم مابيدها ويوقعه أرضا  لينظر إليها نظرات خبيثه ساخطه مزمجرا بضيق ....والله ياست ورد بتقوى العيال عليه

جذت على أسنانها غضبا.....اه ولو مابعدتش عنهم هبلغ البوليس عنك

ضحك تهكما.....بوليس ...وماله اعمليها وشوفى انا هعمل ايه

بشراسه وغضب.....ولا تقدر تعمل حاجه

رفع حاجبه استنكارا....ايه الشجاعه والقلب الجامد ده اتغيرنا خالص ومابقناش نخاف زى زمان

ضغطت على قبضه يدها بغضب.....ايوه إتغيرت  ومابقتش أخاف وإلى عايزه إعمله

حك ذقنه بسخريه.....تمام يا ست ورد  بس افتكرى إنت إلى إبتديتى

إفترشت الأرض تلملم ماسقط منها عائده بذاكرتها إلى الوراء متنهده بحزن عند تذكرها معاناتها مع هذا البغيض وكم حاول الاعتداء عليها بالضرب والإهانة وإجبارها على العمل تحت سيطره المعلمه حسنيه لولا مساعده والد حسن لها واخذها فى كنفه فتره من الزمن بعد وفاه عائلتها حتى إستطاعت أن تنضج وتعتمد على نفسها لكانت الان مثل هؤلاء الفتيات تباع وتشترى فى سوق العبيد ...لمحها حسن ليقترب منها سريعا بقلق....ايه إلى مقعدك كده

بلعت ريقها توترا من رده فعله إذا علم بالامر لتبتسم ابتسامه مهزوزه.....أبدا وقع منى شويه ورد قعدت ألمهم .المهم هتفضل انت ونرجس كده مابتكلموش بعض..ماينفعش احنا أخوات وحاجه واحده

ساعدها على النهوض قائلا....هكلمها وأتأسف ليها انا عارف انك زعلانه وانا ماأقدرش على زعلك 

أشاحت وجهها بعيدا من الخجل قائلا....ربنا مايحرمنى منك..خلاص أم سيد كانت عازمانا على الغدا فهنستناك تيجى تاكل معانا 

أسبل جفنيه قائلا....حاضر يا وردتى هاجى ..يالا روحى علشان الوقت أتأخر عليك

اومأت برأسها مبتعده وقلبها يخفق حبا لأول من تعلمت الحب على يديه

...........................

فى المساء ........التف الجميع حول مائدة الطعام ليهدر جرس الباب معلنا عن وصول صديقهم المقرب....صاحت ورد فى صديقتها من الداخل.....افتحى يانرجس ايدى مش فاضيه

اتجهت إلى الباب لتتفاجأ بحسن ماثل أمامها أشاحت وجهها بعيدا حزنا منه..مد يده بلفافه من الحلوى قائلا بابتسامه ود......أحلى طبق حلويات لاحلى نرجس

اغتصبت ابتسامه سريعه لتلتقفها منه مبتعده من طريقه قائله بغضب مصطنع.....أهلا  اتفضل

رفع حاجبه تذمرا....ايه اهلا ده...انت لسه زعلانه مايبقاش قلبك إسود

تهادت فى مشيتها بسخريه.....وهزعل ليه هو انت عملت حاجه

دلفت ورد على حديثهم لتضربها بخفه على رأسها....ماخلاص يارخمه .الراجل جايبلك طبق حلويات علشان يصالحك ماتسوقيش فيها

ابتسمت أم سيد....نرجس بتغلس عليك ياحسن انت عارف أنها عمرها ماتزعل منك ربنا يخليكم لبعض

دنا بجذعه مقبلا رأسها....ولا يحرمنا منك يا ست الكل

اقترب من الصغيره مدغدغا أياها قائلا .....بسبوستى عامله ايه دلوقت وحشتينى ياقطه

ضحكت من تحت يده لتربت أم سيد على يدها.....الحمد لله بقت أحسن..بسبوسه ده حته سكر ربنا يحميها نورت حياتى وملت عليه الدنيا...عقبال مانفرح بعمليتها ساعتها هوزع رز بلبن لله

حسن.....أن شاء الله هتعملها وترجع تتنطط من تانى حوالينا

ورد....امين يارب..يالا يا جماعه مدوا أيديكم

التف الجميع حول الطعام وسط ضحكات بسبوسه ومشاكسات حسن لنرجس  لتنتهى الامسيه بسعاده وراحه بال غير مبالين بفقرهم ولا الهموم التى تحيط بهم فالرضا والقناعه تملأ قلوبهم راضين عن حياتهم متنعمين بالسلام النفسى الذى يفتقده كثير من من يمتلكون الأموال الطائله

.........................

داخل إحدى المنازل القديمه تتهادى بملابس خفيفه داخل غرفتها لتشهق بغنج عند اقترابه منها.....متولى .خضتنى

جذبها اليه متأملا خصلات شعرها الصفراء المصبوغه حديثا غامزا لها بوقاحه.....سلامتك من الخضه يابت وحشتينى

ضربته بدلال على صدره.....لو كنت وحشتك كنت سألت بقالك أسبوع مختفى

حك رأسه ليجذبها للجلوس بجانبه....ماانت عارفه مايأخرنيش عنك إلا الشديد القوى

مالت إليه بدلال.....وإيه هو الشديد القوى الى يمنعك عن نوسه حبيبه القلب

بلل شفتاه بلسانه شاعرا بالحرارة تسرى بجسده من قربها.....شغل.هناكل منه الشهد

أرادت متابعه الحديث ليغمز لها بوقاحه منهيا تساؤلاتها وصدره يعلو ويهبط مقتربا منها هامسا....بطلى كلام .بقولك وحشتينى

.......بعد كثير من الوقت.......اعتدلت فى جلستها ملتقطه من يده سيجارته تنفث دخانها عاليا....مالك يا معلم سرحان في ايه

سند برأسه الى الوراء قائلا....فى ورد

التفتت إليه بغضب وغيره صائحه.....فى مين انت واعى للى بتقوله

ابتسم ضاحكا على هيئتها....اهدى يابت مالك اتحولتى كده ليه

نكزته في صدره غاضبه.....لازم اتحول واتجنن لما تجيب سيره مقصوفه الرقبه انت لسه عينك عليها بعد مارفضتك

عقد حاجبيه ضيقا....رفضتنى ايه يابت  ماتتعدلى فى كلامك..انا ماحدش يرفضنى..انا المعلم متولى

اقتربت منه بغنج ممرره يدها على خصلات شعره....سامحنى .يا معلم انا مااقصدش.طبعا ماحدش يقدر يرفضك .ده انت المعلم متولى على سن ورمح آمال انا بحبك من شويه .خلاص بقى ماتزعلش منى

تنهد بضيق....خلاص يانوسه محصلش حاجة.على العموم كل الحكايه ان البت طالعالى فى البخت اليومين دول وبتقلب ورايا فبفكر لها فى حاجه تكسر عينيها علشان تتلهى عنى

التمعت عيناها خبثا......اذا كان كده ماشى.انا معاك نفكر سوا ياما نفسى اشوفها مذلوله هى وصاحبتها دايما باصين ليه من طرف مناخيرهم وشايفين نفسهم شرفا وماحدش قدهم

جذ على شفتيه مفكرا....تمام سيبينى أفكر لها فى حاجه محترمه.وبعدين ابقى أقولك...المهم قومى اعملى ليه حاجه أكلها

تحركت من جانبه مرتديه باقى ملابسها مشيره لعينيها بدلال.....من عنيه يا سيد المعلمين

انتظر خروجها متنهدا بضيق عند عودته للوراء وتذكره رفض ورد الارتباط به بعد محاولاته المستميته التقرب منها لتصيح فى وجه بغضب قائله.....إنت اتجننت عايزنى اتجوز حرامى وبلطجى أنا لو روحى فى إيدك عمرى ماهوافق بيك..أنا إلى هتجوزه يكون راجل بجد مش عامل نفسه راجل بيتحامى فى بلطجيته وصبيانه

ضغط على أسنانه بوعيد .....وانا هوريك البلطجى ده هيعمل فيك ايه يابرنسيسه وحياه قلبى الملهوف عليك كل مابيشوفك لخليك تركعى ليه  وانت الى تطلبى رضايا....

                       الفصل الرابع من هنا


لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-